أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الرابع عشر14بقلم امنية يونس

           


رواية مرآة الحب 

الفصل الرابع عشر



كانت تتحدث في الهاتف ولم تنتبه للطريق لتسمع صوت اصطدام عالي 
شهقت بفزع وهي تضع يدها علي فمها نزلت من السيارة لتري ماذا حدث 
 لتجد أنها قد صدمت سيارة من الخلف بدأ جسدها في الارتجاف خوفاً من رد فعل صاحب السيارة ولكنها حاولت التظاهر بالثبات لينهار ثباتها فجأة حينما تلمح صاحب السيارة يفتح الباب فاستدارت بفزع مغمضة عينيها وقررت الهروب علي الفور لتتجمد مكانها علي نبرة صوته المرتفعة نسبياً 
هو بغضب : يا آنسة ألا ترين أنكِ صدمتِ سيارتي ألا يجدر بك الاعتذار علي الأقل أم أن الهرب مثل الجبناء هو صفة من صفاتك 
تصاعد الغضب بداخلها إثر تلك الكلمات واستدارت إليه بعنف رافعة إصبعها ولكن رغماً عنها خرج صوتها متوتراً : أنا لم أقصد ولكنك من خرج بطريقي 
لينظر إليها بتدقيق وهو ينزع نظارته الشمسية : رسيل 






عندها عرفته علي الفور : دكتور كريم 
لتجد كلاً من علا ورواء يهرعون إليها بفزع من داخل تلك السيارة 
رواء وهي تتفحصها : رسيل  هل أنتِ بخير ؟ 
علا بقلق : رسيل هل أصابكِ مكروه ؟ 
نظرت إليهما لتجد القلق مرسوم علي ملامح وجهيهما 
أشارت إليهما بيدها لتطمئنهم : لا تقلقا أنا بخير 
اقترب كريم منهن وتحدث بجمود : قودي بحذر في المرة القادمة وإلا فلا تقودي 
ثم توجه بحديثه إلي شقيقته : سأركن السيارة ونتقابل داخل النادي 
هزت رواء رأسها بالإيجاب علامة الموافقة 
وسار بهدوء واضعاً نظارته الشمسية علي عينيه 
رسيل بغضب : كيف يتحدث معي بتلك الطريقة ؟ 
رواء : اهدئ رسيل لم يكن يقصد 





علا : كان يحذرك فحسب 
نظرت لهم بحدة وذهبت لتركن سيارتها ثم دخلوا معاً إلي النادي ليجدوه في انتظارهم علي أحد الطاولات الجانبية 
جلس الجميع وأخرجوا كتبهم ليبدأ في الشرح وهن يستمعن له باهتمام لتطرح رسيل بعض الأسئلة حين يصعب عليها شيء يعترف لنفسه بأنها ذكية وهي مشروع لطبيبة ناجحة جداً 
بعد ساعتين من الشرح المتواصل كان قد شرح لهم جزءً كبيراً مما فات 
كريم : يكفي لليوم لا أعتقد أنكم ستستوعبون أكثر من هذا ونكمل الجمعة القادمة هل من أسئلة 
هز الجميع رأسهم علامة الرفض 
لمح صديقه حسن يقترب منهم فوقف للترحيب به 
كريم بترحيب : مرحباً حسن كيف حالك ؟ 






حسن وهو ينظر إلي مكان ما: أشعر أني بأفضل حال منذ عودتي 
كريم باستغراب : إلي أين تنظر ؟ 
حسن بتوتر : لا شيء أنا معك 
كريم : لم تخبرني لماذا أنت هنا ؟ 
حسن بابتسامة سعادة : ألم أخبرك أني سأستقر هنا 
كريم بعدم فهم : نعم  ولكن ما علاقة ذلك بمجيئك إلي النادي ؟ 
حسن : جئت لمقابلة صديقي الذي أخبرتك عنه سنفتح مشروعنا الخاص سوياً
كريم بمشاعر صادقة : أنا سعيد لأجلك حقاً بالتوفيق 
حسن : شكرا لك 
نظر حسن إلي الفتيات وتحدث بابتسامة مجاملة : مرحباً يا فتيات 





علا بابتسامة واسعة : مرحباً أخي 
ثم تابعت وهي تشير إلي رسيل : تلك صديقتي رسيل 
حياها حسن بإيماءة من رأسه : مرحباً آنسة رسيل سعدت بلقائك 
رسيل : مرحباً بك   وأنا أسعد 
تحدثت علا بخبث وهي تشير إلى رواء : وتلك صديقتي رواء أخت كريم أنت تعرفها 
مرت عدة لحظات وهو ينظر إليها بصمت حتي أخرجته علا من شروده 
علا : أخي أين ذهبت ؟ 
 التفت حسن إليها  : أنا هنا 
ثم أعاد النظر إلي رواء : مرحباً بكِ آنسة رواء لقد كبرت كثيراً 
تحدثت رواء بخفوت : مرحباً 
وجد يد توضع على كتفه : مرحباً صديقي 
حسن وهو يعانقه : مرحباً حبيبي 





نظر لرسيل باستغراب : رسيل ماذا تفعلين هنا ؟ 
رسيل باستغراب مماثل : ماجد ماذا تفعل أنت هنا ؟ 
كريم بتساؤل : هل تعرفان بعضكما ؟ 
ماجد : هذه ابنة عمي رسيل 
ثم نظر إلي رسيل : لم تخبريني ماذا تفعلين هنا ؟ 
قصت عليه رسيل كل ما حدث 
اقترب من كريم ومد يديه له بالسلام : شكراً لك على مساعدتك ابنة عمي 
صافحه كريم وتحدث بهدوء : لا شكر على واجب هذا واجبي 
رسيل : ماذا عنك ماذا تفعل هنا ؟ 
ماجد وهو يحيط كتفي حسن : لقد جئت لمقابلة صديقي حسن 
ثم نظر إلي صديقتيها : عذراً يا فتيات لم أراكن مرحباً 
علا ورواء : مرحباً 





ذهب الشباب للجلوس على طاولة منفصلة لمناقشة أمور العمل بينما ظلت الفتيات جالسات علي نفس الطاولة بصمت استمر لدقائق طويلة حتي قطعته علا 
علا بتساؤل : رواء هل تؤمنين بالحب من أول نظرة ؟ 
رواء بحالمية : بالطبع أؤمن به بل أراه في غاية الرومانسية أن يقع شخص بحب آخر بمجرد وقوع عينيه عليه يشعر أن ذلك هو حب حياته  يشعر بدقات قلبه تتسارع هذا من أجمل أنواع الحب من وجهة نظري 






نظرت علا لرسيل : ماذا عنك رسيل ؟ 
رسيل بواقعية : أما أنا فلا اعتبره حب من الأساس بل هو مجرد إعجاب انبهار شيء من هذا القبيل  وليس حب بأي شكل من الأشكال هو انبهار بالجمال بالأناقة إلي غيرها من الأشياء الظاهرية والتي لا تدوم من وجهة نظري اعتبر أن بناء حياة بأكملها علي حب من النظرة الأولى هو درب من الجنون 
رواء : وهل الحب إلا جنون 





رسيل : في رأيي الشخصي بعد تجربة مررت بها وتفكير عميق توصلت إلى  أن الحب ليس جنون بل هو قرار فالإنسان عندما يحب يحب بعقله وقلبه معاً ليس بأحدهما منفرداً فإذا أحب الإنسان بقلبه فقط يعيش حياته في عالم من الأحلام الوردية يقدم العديد من التنازلات





 في سبيل الحصول على سعادته فيعتبر الطرف الآخر تلك التنازلات هي حق مكتسب له ولا يقدرها بالمرة في حين إذا أحب المرء بعقله فقط يعيش الطرفان نداً بالند دون أي مودة أو رحمة لذا يجب أن يكون الحب باتحاد القلب والعقل معاً 





رواء : أما في نظري أنا فالحب جنون وما أجمله من جنون حين نحلق سوياً بين السحاب حين نجن سوياً حين نفرح سوياً وحين نحزن سوياً فالحب هو رباط قويم يربط بين قلبين دون أي حواجز يدخل القلب بلا استئذان فلا يعطيكِ الوقت للتفكير 
نظرت رسيل إلي علا : لم نسمع رأيك إلي الآن 
علا بهدوء : رأيي يختلف عن كلتيكما فأنا إلي الآن لم أقع في الحب مطلقاً حتي ارسم صورة واضحة عن ماهية الحب ولكني أري أنه من الممكن أن يقع شخص بحب آخر من النظرة الأولى 
نظرت رواء لرسيل مبتسمة بانتظار لأن علا انحازت إلي صفها ولكن علا تابعت 





علا : ولكن ليس حب بالمعني الحرفي وإنما انجذاب يليه كثرة تفكير في ذلك الشخص ثم بداية تسرب الحب إلي ثنايا القلب يليه الوقوع في الحب بمعني أن النظرة الأولى ينتج عنها حب ولكن ليست هي بحد ذاتها وقوع في الحب 
رسيل : أعجبني تحليلك 
رواء : وأنا كذلك ولكن لم تخبرينا هل الحب قرار أم جنون 
علا بتفكير : أري أن الحب ليس جنون 
تلك المرة كان دور رسيل لتبتسم ولكن تجمدت البسمة علي شفتيها وعقدت ما بين حاجبيها حين تابعت علا 






علا : ولا قرار 
رواء باستغراب : وما هو الحب في نظرك إذن 
علا : هما معاً 
نظرت لها رواء ورسيل بعدم فهم فتابعت علا 
علا : حين نحب نحب وفقط  دون  أي اعتبارات دون التفكير بعواقب ذلك الحب الذي قد يكون نقمة هذا ضرب من الجنون لكن بعد مرور الوقت وإعادة






 حساباتنا نري عيوب ومميزات ذلك الشخص هنا يكون القرار إما بالاستمرار أو الانسحاب  لذا فالحب هو جنون ثم قرار  
صفقت رسيل بيدها : واو علا لقد أبهرتني 
رواء مؤيدة : وأنا كذلك لم أتوقع أنكِ تستطيعين تحليل الأمر بتلك الصورة ولكنك فاجأتنا 
ابتسمت علا ورفعت رأسها بكبرياء مزيف مما أضحك رسيل و رواء 
رسيل بخبث : علا لم تخبريني أن أخيكِ وسيم لتلك الدرجة هلا زوجتني إياه 






علا بخبث مماثل : بالطبع حبيبتي وهل أجد لأخي أفضل من صديقتي خصوصاً بعد أن أخبرتني صديقتي الأخرى أنه لم يعد يعنيها 
كانت رواء تغلي من الغضب والغيرة لا تعرف كيفية التصرف في تلك اللحظة تشعر أنها لو تحدثت لن تتحكم بغضبها وستبدأ غيرتها جلية لذا آثرت الصمت للحظات ثم تحدثت بلا مبالاة ظاهرية فقط 






رواء بلا مبالاة وهي تنفخ بأظافرها : ماذا عن تلك الأجنبية التي أخبرتنا عنها 
علا بعدم اهتمام : في الحقيقة هو لم يفاتح والدي في هذا الأمر بعد أظنه ينتظر افتتاح شركته الخاصة 
ثم نظرت لرواء نظرة ثاقبة : لماذا هل هناك شيء ؟ 
رواء بتوتر : لا أنا أتساءل فقط 
عند الشباب كان كريم قد تعرف علي ماجد وأعجب بشخصيته كثيراً 






كريم : سررت بالتعرف عليك ماجد 
ماجد : وأنا كذلك أنا ممتن للصدفة التي جمعتنا 
حسن بمزاح : وأنا تلك الصدفة 
ضحك الجميع علي مزحته 
واستمرت الجلسة يسودها المزاح والضحك حتي هل كريم واقفاً 
كريم واقفاً : هيا لقد تأخر الوقت 
نظر ماجد بساعة يده : اجلس كريم لا يزال الوقت مبكراً 
كريم : حتي أوصل الفتيات 
لمحت رواء كريم يقترب منهم يليه صديقاه فنظرت إلى صديقتيها 




رواء : هيا يبدو أنه حان وقت العودة للمنزل 
كريم : هيا بنا رواء وأنتِ علا 
ثم نظر إلي رسيل : قودي بحذر آنسة رسيل 
اقترب ماجد : لا تقلق فأنا من سيقود 
نظرت له رسيل باستغراب 
فتحدث بمزاح : إن سيارتي لم تصل بعد فرفقاً بي وقومي بإيصالي في طريقك بدلاً من زحام المواصلات 
رسيل باستعلاء : حسناً لا مشكلة سأشفق عليك 
هناك من تضايق من ذلك المزاح ولكنه كتم غيظه ولم يتحدث 






ذهب كريم وحسن ومعهم الفتاتان في طريقهم وذهب ماجد ورسيل في طريقهم 
يُعرف العاشق من غيرته من عينيه التي تلمع لرؤيتها من خفقات قلبه التي تدق كالطبول عند لمح طيفها من ابتسامته التي يخصها بها وتُعرف العاشقة بغيرتها وغيرتها فقط فإذا أحبت غارت وبشدة 





عند يوسف كان يشعر بالسعادة هنا يشعر أنه أصبح إنسان آخر فقد ترقي في عمله و قرر إكمال دراسته والحصول على الدكتوراه من هنا وبالفعل قام بتقديم أوراقه وسيحاول المواءمة بين دراسته وعمله





 سيفعل ما يجعله فخوراً بنفسه ويجعل والديه فخوران به والسيد عمار فخوراً به وأوليفيا ماذا عن أوليفيا لماذا يفكر بها الآن يشعر أنها بدأت تشغل تفكيره في الآونة الأخيرة ولا يعرف السبب قرر الخروج إلي الحديقة واستنشاق بعض الهواء النقي 
ولكن عند خروجه وجد أوليفيا تقف مع فتاة أخري يبدو أنها صديقتها قرر أن يعود أدراجه للداخل حتي لا يتطفل عليهم لكن وبمجرد أن استدار سمع ما جمده مكانه دون حراك 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-