
رواية فرعون الجزء الثالث3
الفصل السابع عشر والثامن عشر
بقلم ريناد يوسف
مريم فضلت مع الدكتوره وممشيتش لغاية مااخدت التقرير منها وبعدها اتوجهت على اوضة اميره فى الاثناء دى راضى اتصل عليها وقالتله ان فيه مشكله حصلت بين اميره وجوزها على حاجه تافهه وهى هتحلها وترجعله
اما احمد فاول ماسمع كلام الدكتوره جرى على اوضة اميره اللى كانت فاقت فالاثناء دى وقرب منها وحاول يبوسها لكن هى دورت وشها منه بزعل ..
احمد :انا آسف يااميره انا مش عارف عملت كده ازاى ...منهم لله اصحابى هما اللى قالولى لازم فليلة الدخله تعمل معاها كده عشان تدبحلها القطه وتفضل طول عمرها تخاف منك وتعملك حساب ...ضحكو عليا ربنا يجازيهم ..
اميره :احمد هو انتا مصدق اللى بتقوله دا فعلا !يعنى مقتنع بيه ومتوقع انى ممكن اصدقه بجد ؟ الحقيقه بقا اللى بتحاول تداريها دلوقتى بكلامك العبيط دا ان انتا انسان عنيف بطبعك واللى عملته دا مش دبحتلى بيه قطه انتا دبحتنى انا شخصياً...
احمد :على فكره بقا اللى عملته دا عملته وانا فاكر انك مش هتحسى بأى الم على اساس انك كنتى متجوزه قبل كده واكيد حصلت علاقه بينك وبين جوزك مره اومرتين عالاقل طول فترة جوازكم ...
لكن تطلعى فيرجن ! دى اللى مكنتش اتوقعها نهائى وصدقينى انا لو كنت اعرف كده كنت اتعاملت معاكى بلطف وراعيت انها اول مره ليكى ...انا مش قادر استوعب للدرجادى جوزك كان ....؟
اميره سرحت بخيالها فالليله الوحيده اللى قضتها بين ايدين غريب وغمضت عنيها وهى بتفتكر لمساته الحنونه الدافيه ليها فاليوم دا ..وازاى كان ارق من النسمه معاها برغم انه كان فاكرها ليل اللى قربلها اكتر من ١٠٠ مره وبتقارن بينها وبين لمسات احمد ليها اللى كانت عامله زى مخالب وحش كانت بتقطع فجسمها ....
افتكرت اد ايه حاولت وحاولت مع غريب لكنه كان فآخر لحظه بيبعد عنها زى مابيكون عقله بيصحى لثوانى ينبهه ان اللى بيعمله دا غلط وانها مش ليل ويرجع يغيب عن وعيه وادراكه مره تانيه، وترجع اميره تحاول معاه من اول وجديد لغاية ماتعب ونام زى القتيل لغاية الصبح ..
اميره فاليوم دا لو كانت مهووسه بغريب درجه بعد ماداقت حضنه ولمساته هوسها زاد درجات، وملقتش نفسها غير بتقوم تروح عالمطبخ وتجيب سكينه صغيره وتروح على اوضة النوم وتقلع هدومها وتعور نفسها فوق الركبه بجرح صغير بس عميق شويه ونزل كمية الدم الكافيه انها تأسر بيها غريب وتدخل حياته غصب عنه .
فاقت اميره على صوت احمد وهو بيكلمها بنبرة ترجى ...اميرتى انتى مش هتعملى فيا كده اكيد على غلطه مش مقصوده مش كده ؟
اميره بتوهان :هاه ...قولت ايه يااحمد ؟
احمد :كنت بقول لو الدكتوره سألتك اذا كان جوزك تعامل معاكى بعنف هتنكرى مش كده ...هتقولى انه كان متوتر ومش عارف بيعمل ايه ..وشد كم هدومها يدارى اثار الحبل اللى على ايديها ...حبيبي انتى اكيد هتحافظى على منظرى قدام مامتك وقدام الكل ، وانا اوعدك ان دى غلطه ومش هتتكرر تانى ابدا ...
اميره هزتله دماغها بالقبول وهى بتتنهد ورفعت ايدها اللى مفيهاش مغذى فركت وشها وبصتله بعدها واتكلمت :احمد عايزه ارجع البيت ارجوك خرجنى ..
احمد :حاضر ياحبيبتى هروح اشوف الدكتوره هينفع نخرج دلوقتى ولا نستنى للصبح وبالمره اناديلك مامتك من بره .
اميره انتفضت بصدمه :هى ماما هنا ؟ هى جات امتا ...عرفت حاجه انطق .
احمد :مالك ياحبيبتى اهدى فيه ايه ...مامتك هى اللى جابتك معايا للمستشفى انا اللى اتصلت بيها ...هى دلوقتى عند الدكتوره هروح اندههالك..
احمد خرج بعد ماباس ايدها وباس دماغها واتأسفلها لعاشر مره عشان ينادى مريم لقاها جايه فالطرقه ..
احمد :اميره فاقت ياطنط ...روحيلها وانا هروح ....وكمل باقى جملته ببطئ وهو شايف مريم بتتخطاه بخطوات سريعه فاتجاه اوضة بنتها ...هروح للدكتوره اشوف اجراءات الخروج .
مريم دخلت اوضة بنتها باندفاع وقفلت الباب وراها واتقدمت من اميره بخطوات سريعه ووقفت قدام السرير واميره اول ماشافتها بلعت ريقها بخوف وانكمشت على نفسها وهى بتبص لمامتها وشايفه الغضب اللى على وشها واللى بيبشر بقدوم اقوى عاصفه مرت على حياة اميره .
مريم متكلمتش مع اميره خالص واول حاجه عملتها انها رفعت ايدها وضربت اميره قلم خلى دماغها لفت من قوته ...اميره بصت لمامتها وهى ماسكه مكان الضربه ومكانتش محتاجه اكيد تسألها ليه عملتى كده ..
بعدها مريم اتكلمت بقهر :ليه عملتى فغريب كده ؟ ليه دمرتيه ودمرتى حياته بالشكل دا ؟
اميره فى محاوله منها للمراوغه :عملت ايه فغريب ياماما ! هو انا اللى بقيت عملت فغريب دلوقتى ؟ هى الايه اتعكست ولا ايه ؟
مريم :لا وانتى الصادقه الايه المعكوسه اتعدلت والصوره وضحت وكل حاجه ظهرت، واتحلت الغاز كتير اوى فضلت تاكل فدماغى سنين لغاية ماتعبت عقلى وروحى ...
واحد مكانش بالقوه اللى تخليه يعمل علاقه كامله معاكى قدر يجبرك ازاى يااميره ؟ ...قدر يضربك بالمنظر اللى كنت شايفاه دا ازاى وهو كان اضعف من الضعف ؟!
ومش بس كده دا كمان فيه سؤال فضلت اساله لنفسى كتير اوى ...ازاى غريب لما شفته مكانش فوشه ولا فجسمه اى اثر ولا حتى خربوش صغير يدل على انك قاومتيه ودافعتى عن نفسك وعن شرفك ..ازاى يااميره ؟
اقولك انا ازاى ...عشان فالاصل انتى مقاومتيش ..انتى شجعتى ...انتى اللى استغليتى حالته وخدعتيه واوهمتيه زى مااوهمتى الكل بغلطه المسكين معملهاش حتى وهو فأسواء حالاته ...
ولما فاق الصبح واكتشف لعبتك الحقيره وانك استغليتى حالته ضربك بالشكل دا وعمل فيكى كده ...الحقيقه ان طول الوقت غريب كان الضحيه اللى بتدفع التمن ..
عمل معاكى ايه عشان تخربى بيته كده؟ عملت معاكى ايه ليل عشان تضيعيها بالشكل دا ! عملو معاكى ايه هما الاتنين وحش عشان تكونى معاهم بالحقاره دى ؟
اميره اتكلمت بعنف ولاول مره تتكلم مع امها بطبقة الصوت العاليه دى ...معملوش حاجه ..كل اللى فيها انى حبيت غريب واتمنيته لنفسى ...حبيته وشفت انه يستاهل وحده احسن من ليل الف مره ...
حبيته وقررت انه يكون ملكى باى طريقه حتى لو الطريقه غلط ..
مريم :استكترتيه على ليل الغلبانه مش كده ؟
اميره :هو فعلا كتير عليها ..هو طول الوقت كان كتير عليها لدرجة انها هى زات نفسها كانت مستكتراه على نفسها ...
حرام كل الحب والحنيه والشكل والمنصب وكل الحجات اللى كانت عند غريب دى تكون لوحده زى ليل حرام ..
مريم وهى بتهز دماغها بأسف :ياخساره يااميره ...عمرى ماكنت اتصور انك ممكن تكونى بتفكرى بالطريقه دى او تكونى بالانانيه دى ...انتى ازاى بقيتى كده ! ولا انتى من الاول كده وانا مكنتش عارفاكى ...ازاى وانا بفهم كل الناس مفهمتش بنتى بتفكر ازاى وبتعمل ايه ...ازاى عميت عنك بالشكل دا ازاى ؟
اخدتى غريب بلعبه قذره واستغليتيه اسواء استغلال وكنتى مستنيه يعاملك زى ماكان بيعامل ليل مش كده ؟ متعرفيش ان غريب كان بالجمال والروعه اللى عجبتك دى وانبهرتى بيها عشان ليل كانت فحياته ...
بصى عليه دلوقتى وشوفى من بعدها اتحول لايه ...ليل اللى بتقارنى نفسك بيها وفاكره انك احسن منها هى اللى كانت مخلياه كامل بحبها ليه ...
كل كلامه الحلو اللى اتمنيتى يتقالك كان بيطلع من جوا قلبه لليل وبس عشان قلبه طول الوقت كان ملك ليل ..محبش ولا هيحب غيرها..
اميره :بس ياماما اسكتى اسكتى .
مريم :لا مش هسكت ياأميره ...
هتكلم وهتكلم ...وهروح لغريب واوريله التقرير واعرفه ان انا عرفت انه بريئ، وانه معملش فيكى اى حاجه...هتأسفله على سنينه اللى ضاعت بسبب بنتى اللى معرفتش اربيها ...
هديله تقرير فأيده يثبت بيه برائته قدام ليل لو رجعتله مره تانيه ...والاهم من دا كله قدام نفسه اللى طول السنين اللى فاتت دى كان بيجلدها ويعاقبها على حاجه معملهاش .
اميره بزعيق :بس هو مش بريئ هو ..لمسنى ...باسنى ..حضنى ..
عمل معايا كل الحاجات دى غريب مش بريئ .
مريم :كل دا مكانش حاسس بيه ولا كان فوعيه ..معملش كده عشان كان عايزك ولا عمل كده برغبته ..وبرغم انى متأكده انك عملتى المستحيل عشان دا يحصل الا ان حبه لليل كان اقوى منك ومن لعبتك ...
اميره : عشان غبى
مريم :عشان مخلص وبيحب .. عشان نضيف مش زيك ...اودى وشى منه فين وانا بقوله سامحنى بنتى خربت حياتك بتخطيطها القذر ؟
ابص فعينه ازاى وهو طول السنين اللى فاتت دى مستحملك عشان خاطرى وهو مجبر ...
اتأسفله بأى طريقه واعوضه ازاى عن اللى خسره ...
روحى ياأميره حسبى الله ونعم الوكيل فيكى ..منك لله ياشيخه زى ماكسرتينى بيكى ...منك لله زى ماخسرتينى ابنى وابن حبيبتى ...
اقول ايه لاميره لما اقابلها وتسألنى عملتو فابنى كده ليه ...وانا اقول حبيبتى بطلت حتى تجينى فالحلم اتاريها زعلانه ومقهوره على ابنها ...
مسحت دموعها وبصت لبنتها واتكلمت بغل :من النهارده تنسى ان عندك ام ...عشان انا من النهارده هعتبر نفسى معنديش بنت ...مش انا اللى اكون ام لوحده بالاخلاق دى ابدا ..
وسابتها وخرجت وفتحت الباب لقت احمد جوز اميره فوشها تخطته ومشيت بخطوات سريعه ...
احمد دخل وقعد جمب اميره على السرير واللى كانت مغطيه وشها بأيدها وبتبكى ...
سالها بصوت حنون :مالك يااميره ..وطنط خارجه زعلانه كده ليه ..وليه كانت بتزعقلك ؟ ...
اميره بضعف :عشان عرفت كل حاجه ..عرفت اللى فضلت سنين مخبياه عليها وعلى كل الناس ..زعلت عشان ضيعت السنين دى كلها مع واحد مفيش منه اى امل ...زعلت وقالتلى انسى ان عندك ام من هنا ورايح .
احمد قرب منها واخدها فحضنه وطبطب عليها ...متزعليش ياقلب احمد ...انا من النهارده امك وابوكى واخوكى وعيلتك كلها ..انا هعوضك عن الدنيا بحالها ...
************
اما عند نادر فنقل شريف للمستشفى وراح معاه هو وابنه عمرو وخاله عامر وسميه كمان اصرت تروح معاهم وبالفعل راحت ....
بعد الكشف على شريف الدكتور خرج وقالهم انه تعرض لصدمه شديده قلبه مستحملهاش ..
عامر :بس هو اتصدم من الفرحه يادكتور مش من الزعل !
الدكتور :نفس التأثير ...فالسن دا زى مالزعل الشديد مضر ..الفرحه الشديده برضو مضره ...
اتحرك الدكتور ونادر بص لامه واتكلم وهو بينقل عنيه لعمرو ...سمسمه راجعى نفسك عشان الراجل طلع قلبه خفيف يزعل يتعب يفرح يتعب ...انتى عالبر وانا بنبهك .
عمرو :فشر دنا بابا جامد وقلبه حديد هو بس انتا خدته على خوانه ...خبر زى دا فضل مستنيه طول عمره تقوم انتا حادفه فوشه كده خبط لزق ..طب دا كويس اللى مرحش فيها بعد الشر !
سميه :ياسيدى انا راضيه بيه بكل احواله بس هو يقوم بالسلامه بس .
عمرو قرب من باب اوضة باباه وزعق بصوت عالى نسبيا خلى الكل ضحك عليه :قوم ياشرشر شوف سمسمه بتقول ايه شكلك صبرت ونلت ...قوم وقوى قلبك دانتا لسه مشفتش من الفرحه حاجه دانتا شكلك هتدخل فغيبوبه السنين الجايه دى من كتر الفرحه ..
شويه والممرضه بلغتهم ان المريض فاق ويقدرو يدخلوله ...عمرو بصلهم وبص لسميه واتكلم ...اظن انه مش محتاج حد يدخله وشوفته هتفرق معاه كتير غير شخص واحد بس من بينا ..
عامر بص لاخته وابتسم وسميه بصت لنادر اللى اتكالها على عنيه وابتسملها وهو بيديها الاذن ،وهى اتحركت اول مااخدت الاذن من نادر ودخلت الاوضه بسرعه وقفلت الباب وراها ..
عمرو قرب من نادر وهمسله بصوت مسموع نسبيا وهو بيهزله دماغه :امك مع ابويا فاوضه وحده ومقفول عليهم باب وانتا واقفلهم بره انتا وخالك وبيس يامان هههههه
نادر ميل عليه واتكلم بنفس الهمس :وهو يعنى انا لو شفت ابوك فيه منه رجا كنت سبت امى تدخله لوحدها ؟
وهنا سمعو صوت ضحك عامر وهو بيقول :هههههههه عمرو زيرو نادر واحد ...وتم قصف الجبهه بنجاح .
الاتنين ضحكو باستغراب على عامر وازاى سمعهم وهما بيهمسو همس لكن الظاهر ان همسهم كان مسموع .
اما عند شريف ...بيحرك دماغه ناحية الباب اللى اتفتح واتقفل بسرعه وابتسم بفرحه وهو شايف سميه قدامه ..واتكلم بهمس ...سمسمه ؟!
سميه قربت منه :سلامتك الف سلامه ...بعد الشر على قلبك من الوجع ..
شريف :أاااه لو تعرفى ان اى وجع قلبي حس بيه فيوم من الايام كان بسببك ...استحمل كتير لغاية ماتعب لدرجة ان حتى الفرحه بقت بتتعبه .
سميه :حقك وحق قلبك عليا... وقلو انه الغلط غلطه من الاول لانه خبى عنى حبه اللى اكيد لو كنت عرفته بدرى عن كده كانت حجات كتير اوى اتغيرت .
ابتسم شريف وهو بيرد عليها بنبره دافيه :دا القدر ياسمسمه والنصيب هما اللى لعبو لعبتهم ...مش مهم اللى فات المهم ان لعبة البعد انتهت قبل مايفوت الاوان والدنيا اهى بتدينا احلى فرصه اننا نرجع نعيش حياتنا من اول وجديد ..
سميه :تفتكر فيه وقت !
شريف :اى وقت هنعيشه مع بعض هيكون حياه كامله بكم السعاده اللى هنحس بيها ...
اتنهدت سميه وهى بصاله بابتسامه وبتسأله فنفسها :انتا كنت فين عنى من زمان ياشريف ..
***********
مريم رجعت لبيتها وطول الطريق مش ملاحقه على دموعها اللى كل ماتمسحها تلاقيها غرقت وشها من تانى، واول مافتحت ودخلت شافت راضى اللى وقف اول ماشافها واتحرك عليها بقلق وهو شايف منظرها ده ،وهى بمجرد ما راضى سألها بلهفه فيه ايه اترمت فحضنه من غير اى مقدمات وابتدت شهقاتها تتلاحق وراضى كل حيله باد وهو شايف مريم فالحاله دى لاول مره من يوم مااتجوزها ....
راضى :مريم انطقى فيه ايه لانى اقسم بالله اعصابى باظت وابتديت احس برعشه وهقع من طولى دلوقتى لو منطقتيش وقولتيلى ان بنتى بخير ..
مريم من غير ماترفع وشها من حضنه رفعت ايدها بالتقرير اللى راضى اخده منها فورا وابتدا يقراه بتركيز ..
راضى :ايه دا ..يعنى ايه المكتوب ده يامريم متفهمينى ؟
مريم اخيرا رفعت دماغها من حضن راضى واتحركت بضعف قعدت على اقرب كرسى وهى بتتكلم بضعف :
المكتوب فى الورقه دا دليل على اكبر جريمه عملتها بنتك فحق اطيب انسان فالدنيا ودمرت حياته .
راضى :انسان مين وجريمة ايه انا مش فاهم حاجه ؟
ابتدت مريم تحكيله الحكايه من اولها وراضى بيسمع ومذهول من كم الاكاذيب اللى كان عايش فيها طول الفتره اللى فاتت من مراته وبنته وملامحه اتجمدت لما حس انه ملهوش اى قيمه فحياتهم وهما بيتخطوه وبيخططو ويمشو الدنيا على كيفهم .
راضى سقف باديه وهو ماسك التقرير ومبتسم وبيهز فدماغه :
برااافو مريم ...حقيقى برافو ..انتى علفكره تستحقى جايزة الاوسكار بجداره فالتأليف والاخراج والتمثيل كمان ...بجد انتى فوقتى كل التوقعات ...دانتى تفوقتى على نفسك ياشيخه .
مريم :راضى ارجوك بلاش سخريه ...اسألنى عملت كده ليه وانا اجاوبك بكل وضوح لكن اسلوب التأنيب دا انا مش مستحملاه دلوقتى ارجوك .
راضى :وضوح ؟ ...وضوح يامريم ! ..تعرفى ايه عن الوضوح انتى عشان تتكلمى عنه ؟!
مريم بغضب :راضى ارجوك ارحمنى ..انتا بتحاسبنى على غلطه انا مليش يد فيها ...انا اه غلطت لما خبيت عليك لكن والله العظيم كل دا كان عشانك انتا ...عشان خفت عليك ...خفت تحس باللى انا حسيته وقتها ...خفت تنكسر ...خفت تحاسب غريب بكل قسوه وقتها على غلطه عملها غصب عنه ..تخيل لو دا كان حصل كان موقفك هيبقى عامل ازاى دلوقتى ؟
راضى :اولا مفيش حد لازم يتحاسب على كل اللى حصل دا غيرك انتى ..
وعشان اكون دقيق اكتر لازم تتحاسبى على الاسلوب اللى ربيتى بيه اميره من صغرها هى وباقى اخواتها ...
من وهى لسه عيله صغيره كانت عينها فارغه وتبص دايما للحاجه اللى فأيد غيرها واول ماكانت تقولك عايزه الحاجه الفلانيه ياماما تجرى تجيبيهالها فورا وحجتك انها متتحرمش من حاجه هى واخواتها زى منتى كنتى محرومه ...
خليتيها طول الوقت بتبص للى عند الناس ..
دى حتى لما هى واختها كانو يشترو هدوم جديده كانت تصر انها تلبس هدوم اختها قبل منها وتخرج بيها وتكسر فرحتها ولما اقولك تقولى دول اخوات سيبهم هما يعرفو يتعاملو مع بعض ...
كل حاجه تيجى فالبيت لازم هى تاخد النصيب الاكبر دونا عن اخواتها ...
ولما كبرت اديتيها حريه مطلقه ...ياما قولتلك يامريم كدا غلط ...يامريم شدى على البنت شويه ...يامريم خدى بالك من الاولاد ...وانتى كان ردك ..سيبنى ياراضى انا عارفه انا بعمل ايه ...وغلطتى انى صدقت انك فعلا عارفه انتى بتعملى ايه ...سبتك تمشى حياة العيال زى متحبى وبراحتك ووثقت فعقل مريم وخبرتها فالحياه اللى طول الوقت واثق انها تقدر من خلالها تخلى اولادها احسن ناس فالدنيا ..لكن للاسف ..للاسف يامريم ..
مريم :كنت عايزاهم يكتسبو خبرتهم لوحدهم ويتعلمو بنفسهم من الحياه لما يخرجولها ..كنت عايزه قسوة الدنيا تقويهم وتشد عودهم زى ماعملت معايا ..
راضى :اكبر غلط واسواء منطق ...عارفه ليه يامريم ..لان ببساطه الزمن اللى اتعلمتى فيه انتى غير الزمن بتعهم ...انتى اتربيتى فزمن الناس فيه كانت اكتر حاجه بتخاف منها المجتمع ونظرته ليهم وشكلهم قدام الناس وسمعتهم ...
الخوف الداخلى اللى كان جوا كل واحد كان بيخليه يحاسب نفسه اول باول قبل ماحد يحاسبه ويقومها ويهذبها عشان يستحق يكون جزء من مجتمع راقى ...
فى حين ان المجتمع اليومين دول بقت معاييره الاستهتار والانحلال والتسيب ...تمشى على المعايير دى تبقى كول وراقيه وهاى كلاس ...
متعمليش دول تبقى متخلفه ورجعيه وجايه من العصر الحجرى ...
الزمن اللى احنا فيه دا اللى يربى فيه طفل ويقدر انه يحتويه ويوجهه صح ويحاوطه كويس ويجنبه اى مغريات من بتاعة اليومين دول يبقا عمل اكبر انجاز فحياته ...صحيح هيبقى طول الوقت زى القابض على جمره من نار بس النتيجه هترضيه وترضى ربنا..
فاكره يوم ما اصريتى تجيبي للبنات تليفونات ...قولتلك امين بس راقبى وتابعى يامريم ...معملتيش كده ...
سيبتيهم مع صحباتهم يخرجو ويدخلو قولتلك غلط تسيبي العيال دى تصاحب ناس متعرفهاش ويخرجو معاهم ويقضو معظم وقتهم مع بعض ومنكونش عارفين ايه اللى ممكن يكون بيحصل معاهم بره البيت
قولتيلى ولادك لو شافو من حد حاجه وحشه هيبعدو عشان هما متربيين ..
قولتلك يامريم الصاحب ساحب والمرء على دين خليله برضو مسمعتيش ...
حتى مجرد النصيحه مكنتيش تخلينى انصحها للاولاد وكنتى تقوليلى سيبهملى انا معلماهم كل حاجه ومربيه اولادى صح ..
فين تربيتك لاولادك يامريم شاوريلى عليها ...رفعلها الورقه قدام وشها وشاور عليها بصباعه ...هى دى الاخلاق اللى علمتيهالهم ؟ ..هى دى القيم اللى زرعتيها فيهم ! فين تربيتك اللى ربيتيهالهم انطقى .
مريم :اسكت ياراضى اسكت ارجوك انا مش ناقصه سيبنى فحالى .
راضى :لا مش هسكت يامريم ...مش هسكت عن اى حاجه من هنا ورايح .
وهنا جالهم صوت ابنهم حسام واللى تقريبا عنده ١٣ سنه وهو بيقول :
انتا عندك حق فكل كلمه قولتها يابابا ...انتى ياماما غلطانه فعلا انك مش بتراقبي بناتك وتاخدى بالك منهم اكتر من كده .
مريم :حسام ادخل اوضتك ومتتدخلش فكلامنا انتا لسه صغير .
حسام :لا ياماما انا مش صغير وعارف وفاهم كل حاجه ومن حقى اتكلم لما اشوف الغلط قدامى ...وطول الوقت كنت بشوف الغلط من اخواتى البنات وكل مااجى اتكلم معاكى تقوليلى اوعا فيوم اسمعك تفتن على اخواتك البنان فحاجه ...انتا سرهم وامانهم واخوهم الوحيد خليهم يثقو فيك ويأمنولك .
خليتينى اسكت عن حجات كتير غلط ...اكبرهم ان فريده بتكلم ولد بقالها اكتر من سنتين وبتخرج معاه وطول الليل بتكلمه فالتليفون بسمعها وانا رايح الحمام ولا رايح اشرب ...
وعشان عارفه انى مبقولش حاجه لحد.. احيانا كانت بتتكلم قدامى عادى، كأن اللى بتعمله دا حاجه عاديه ...كتير قولتلها اللى بتعمليه دا غلط وعيب لكن كانت ترد عليا نفس ردك دلوقتى وتقولى اسكت انتا ياحسام متتدخلش انتا لسه صغير ..
صغير اللى هو ازاى يعنى ؟ ..صغير انى معرفش ان اختى لما تكلم شاب بالساعات مش غلط وشيئ عادى !
راضى بص لمريم بصة لوم وقالها بتهكم :جانب تانى من تربيتك للاولاد واثر الحريه اللى بتديهالهم ظهر اهو ..
مريم قاعده مصدومه وهى بتسمع لحسام وبتسال نفسها هى فين من اللى بيحصل دا فعلا ..
ازاى سنتين بنتها فعلاقه مع ولد وهى محستش ولا اكتشفت ولا لاحظت ...ازاى بتنتبه لتفاصيل كل الناس وتفهمها وعند اولادها الفهم والانتباه والملاحظه كلهم بيختفو ...
هل لان فعلا اللى بيحب حد مش بيشوف عيوبه ...ولا العين بتعمى عن غلط الناس كل ماقربهم مننا كان اكتر !
وهنا خرجت فريده من اوضتها وهى بتتاوب وسألت اهلها بتفاجؤ لما شافتهم كلهم متجمعين فالوقت دا وبصت للساعه لقتها ٤ الفجر ...هو فيه ايه مالكم صاحيين كلكم كده ليه ؟
مريم قامت منتوره بعصبيه ولسه هتروح ناحية فريده لكن راضى مسكها من دراعها وقفها وبص لفريده واتكلم ...مفيش حاجه ياحبيبتى ادخلى انتى كملى نومك ...وبص لحسام :ادخل اوضتك انتا كمان ياحسام ...واتكاله على عنيه وحسام هز دماغه بفهم ودخل اوضته ورا مافريده دخلت اوضتها بعد ماهزت ايديها باستغراب ..
مريم من بين سنانها :مسكتنى ليه ياراضى ؟
راضى :وانتى كنتى عايزه تعملى ايه يامريم ؟
مريم :هكسر دماغها قليلة الادب دى .
راضى :كده عتعالجى الغلط بغلط اكبر ...هتخلى البنت تعند معاكى ومع نفسها وتستمر فالغلط لمجرد انها تثبت لنفسها انها اكبر من ان مامتها تتحكم فيها وفمشاعرها وهى فالسن دا ومن رايها انها بالنضج اللى يخليها تعرف تمشى حياتها بنفسها ..
مريم :والحل من وجهة نظرك ؟
راضى :سيبيلى انا الموضوع دا ومتتدخليش انتى فيه خالص ..
هزت مريم دماغها بضعف واخدت التقرير من ايد راضى ودخلت على اوضتها بخطوات تقيله وهى حاسه ان كل اللي بيحصل واللى بتسمعه دا كابوس وبتتمنى تصحى منه .
************
قاسم فمكتبه .
قاسم :شاويش ايوب .
ايوب فتح الباب بسرعه :اوامرك ياباشا
قاسم :فنجان قهوه مظبوط بسرعه يبنى .
ايوب :حالا ياباشا
قاسم :استنى ياايوب ...قلى اهل مراتك اخبارهم ايه
ايوب :سمعت من واحد صاحبى فالبلد انهم قالبين الدنيا علينا وبيدورو علينا بالحلاوه للى يعرف طريقنا .
قاسم :طيب خد بالك وامن نفسك ولو حد وصلك بلغنى وانا اتصرف معاه .
ايوب :ربنا يخليك لينا ياباشا بس لامؤاخذه يعنى يضربو دماغهم فاكبر حيط معدش يهمنى ...اصلا سمره حامل وكلها كام شهر ويشرف صبر ومحدش يقدر يقرب لمراتى ولا ابنى دنا كنت افجر نفسى فيه على قول سعادتك وانا عملتها كتير قبل كده ومبخافش .
قاسم :لا لازم تخاف ياايوب وتعمل حساب اى حاجه ...عموما الف مبروك على حمل المدام ياسيدى ...وتعالا هنا قول تانى كده ناوى تسمى ابنك ايه ؟
ايوب :صبر ياباشا عشان يبقى اسمه صبر ايوب ...اصله جه بعد صبر طويل ..
قاسم :يبنى انتا عايز تجنن ابنك ؟..يعنى الواد طول ماهو ماشى فالطريق يفضل يجرى على اى واحد مدايق من حاجه وبيقول بصوت عالى ياصبر ايوووب !
روح ياايوب هات القهوه الله لا يسيئك وانسى حكاية صبر دى وشوفلك اسم غيره سميه رزق مثلا حتى يبقى اسمه رزق ايوب كده احلى واحسن ..
ايوب :رزق رزق ...والله ماقول الا قولك ياباشا والواد ميتسمى الا رزق ...وربنا يبعت على وشه الرزق ان شاء الله ..
قاسم :طيب يلا يابو رزق هات القهوه بقى وناديلى حظابط يمان فطريقك .
ايوب :حاضر ياباشا ...وضربله تعظيم سلام وخرج .
***********
غريب ...
لما تقرر الصدفه انه خلاص كده كفايه وجه الوقت عشان تدخل تلعب دورها فحياتك وبعدها تقولك بص كده ...حركه صغنونه منى كانت قادره انها تصلح كل حياتك وتمحى تعب قلبك بس سوء حظك الله يسامحه هو اللى كان مانعنى ...تتمنى ساعتها لو كان سوء الحظ رجل ..لقتلته ..
هو دا بالظبط احساسى وانا بقلب فالفيس كالعاده وشفت منشور قدامى معلق عليه واحد من الاصدقاء عندى والمنشور دا كان فصفحه خاصه بالاكل وكان بيطلب منها اودر وهى نزلتله رقم وكتبتله اتفضل حضرتك اطلب اللى انتا عايزه عالخاص واحنا تحت امر حضرتك ...
دخلت الصفحه ومكنتش مصدق اللى عنيا شايفاه ...نفس صور الاكل اللى كانت فالصفحه القديمه اللى اتقفلت ..نفس الاسلوب فالاعلان عن الاكل ونفس الجمل المستخدمه ...فضلت اقلب فالصفحه زى المجنون ومع كل سحبة شاشه كان قلبي بيتسحب معاها لغاية ماشفت تاريخ انشاء الحساب وكان بعد قفل الحساب القديم بيومين اتنين بس ...ايوه انا لسه فاكر التاريخ وفاكر اليوم اللى شفت واكتشفت فيه بنتى نجمه لاول مره بكل تفاصيله .
نقلت الرقم اللى فالصفحه فتليفونى وفضلت اقلب فيها بس المرادى كنت حريص انى مغلطش نفس غلطة المره اللى فاتت ولا اعرفها انى عرفت صفحتها ولا عرفتها ...
بعت الرقم بسرعه لحد متخصص وقدر يجيبلى العنوان بس للاسف الخط كان من غير اسم بس مش مهم ..
لو حبيت اوصف احساسى بكل اللى يحصل ده مش هعرف صدقونى ...الفرحه لما تكون ممزوجه بخوف على الم على ندم على راحه حاجه كده زى مايكون حد جاب واحد ...دخله فالنار وبعدها خرجه بسرعه نزله فحوض تلج بعدها خرجه حطه فميه بتغلى بعدها طلعه وقفه فوش اعصار بعدها رماه فبحر ...اهو انا فاللحظه اللى عرفت فيها مكان ليل ونجمه بنتى حسيت نفس الاحاسيس دى كلها فوقت واحد ...
اخدت اجازه وركبت عربيتى وقلبي سابقنى واللى يدور عليه يلاقيه بيرفرف دلوقتى فوق المكان اللى فيه بنتى ومراتى ..
فضلت سايق وانا مش حاسس باى تعب من طول المسافه ولا بسبب السهر عشان الفرحه اللى انا حاسس بيها كانت اكبر من اى احساس بالتعب ...محستش غير والشمس بتفرد اول خيوط شعرها الاشقر بعد مالليل طوى ستاره الاسود ومشى وابتسمت وانا حاسس ان اخيرا حياتى هتتبدد الضلمه اللى فيها بظهور بنتى ومراتى ورجوعهم ليا بالظبط زى الشمس مابددت ظلام الليل ....
فرعون 3
البارت الثامن عشر 18
احمد اخد اميره من المستشفى الصبح بعد مااطمن من الدكتوره على حالتها وانها تقدر تروح والدكتوره سألتها لو حابه تعمل محضر بالتعدى عليها ضد جوزها واميره رفضت ..
وصلو شقتهم واحمد قعد اميره على الكنبه ودخل اوضة النوم غير الفرش واتخلص من اى اثر لجريمته وبعدها طلع شالها بحنيه ودخلها نيمها على السرير وسهاها وقفل تليفونها وشاله بعيد عنها ودخل جمبها فالسرير واخدها فحضنه ونام وهو بيتاسفلها بندم كداب عكس السعاده اللى فقلبه والراحه النفسيه اللى حاسس بيها .
***************
فريده الصبح فأوضتها وراضى عرف انها صحيت لما شافها نشطه على الفيس بوك وقام راح على اوضتها وخبط خبطتين خفاف وجاله صوت فريده اللى بترد باستغراب على اللى بيخبط عليها دا وخصوصا ان النهارده الجمعه يعنى مفيش جامعه وكمان مش متعوده حد يزعجها الا لما تقوم وتخرج براحتها :
فريده :ادخل
دخل راضى وفريده اتعدلت فقعدتها لما شافته وبصتله وديقت حواجبها وهى شايفه باباها لاول مره يدخل اوضتها ..
راضى :احمم ..صباح الخير يافوفا
فريده :صباح النور يابابا اتفضل .
راضى :معلش انا عارف ان النهارده الجمعه ويوم اجازتك بس لقيتك فاتحه فيس وعشان كده قولت اجى اقعد معاكى شويه اصلى قلقان ومنمتش من امبارح وقاعد لوحدى .
فريده :اهلا وسهلا بيك يابابا طبعا ...منمتش من امبارح ليه بقا ؟ مظنش بسبب جواز اميره وبعدها عنك لان دى مش اول مره والمفروض انك متعود يعنى !
راضى :الحقيقه لا مش بسبب اميره وجوازها بسبب حاجه تانيه خالص ...ليا واحد صاحبى اوى وحبيبي امبارح تعب تعب مفاجئ ونقلوه المستشفى ولما رحتله حكالى سبب تعبه وبصراحه انقهرت عليه جدا وخصوصا لما حطيت نفسى مكانه مقدرتش اتحمل مجرد الفكره .
فريده :للدرجادى السبب قوى !
راضى :جداا ...صاحبى دا يافريده كان مخلف بنت وكانت اعز من روحه ..طبعا مهى حته منه وبنته واى اب بيحس ان ولاده حته من روحه ...صاحبى دا كان مدى مطلق الحريه لبنته تخرج تدخل تعمل اللى فنفسها وثقته فيها ملهاش حدود ...عارفه البنت دى عملت ايه يافريده ...قضت على ابوها فثانيه لما اكتشف انها خانت ثقته دى واستغلتها غلط ....ماشى بصدفه مع اتنين صحابه ورايحين مشوار ويتفاجأ وهو ماشى ببنته قاعده مع ولد والولد دا ماسك ايدها ولافف دراعه حواليها والبنت بتضحك وعادى ...
صاحبى دا حس ان الدنيا لفت بيه وهو شايف المنظر دا واللى مكنش ممكن يتخيل فيوم من الايام انه يشوفه ...بص لاصحابه واولاد منطقته اللى كانو معاه لقاهم بيبصو لبعض ورجعو بصوله بنظره قالى عمرى مهقدر انساها ...قلى النظره اللى بتعرف منها انك سقطت من نظر اللى قدامك دى ..
قلبه متحملش ووقع منهم ونقلوه للمستشفى ...ولما رحتله قالى جمله خلتنى طول الليل مش عارف انام يافريده ...قلى محدش فالدنيا يقدر يكسر حد الكسره اللى انا فيها دى غير اللى منه ....بصراحه صعب عليا جدا وخصوصا انه كان فرحان ببنته دى اوى وبيتباها بيها وسط كل الناس ومش حارمها من حاجه ...بالظبط زى منا بتباهى بيكى انتى واختك كده ...
فضلت اسأل نفسى كتير ياترى ايه السبب اللى يخلى بنت تعمل فابوها كده ؟ ياترى ايه اللى يخليها تكسره قدام الناس بالشكل دا وتكسره قدام نفسه وتحط اسمه وسمعته وكرامته تحت رجلين واحد لو كان غرضه بيها شريف كان دخل البيت من بابه !
بصراحه معرفتش اجابه لسؤالى وقلت اكيد فريده هتجاوبنى على السؤال دا بما ان سنك قريب من سن البنت دى وتقدرى تعرفى بتفكر ازاى واقدر اعرف السبب واروح اقوله لصاحبي واخليه يراجع نفسه ويشوف هو قصر معاها فأيه يمكن لما يعرف ان التقصير كان منه المه يخف .
فريده طول ماباباها بيتكلم بتبلع ريقها بتوتر وحاسه انها بتتخنق وان باباها بيقصدها هى بالكلام دا والخوف من انه عرف حاجه بعلاقتها مع الولد زميلها فالكليه اكل قلبها ..
راضى :هاه يافريده يابنتى ارد على صاحبي واقوله ممكن السبب يكون ايه ...
فريده :مش يمكن بيحبو بعض يابابا وواعدها انه هيتقدملها بعد مايكون نفسه .
راضى :الحب مبيتداراش يافريده ...الحب مبيخوفش ..الحب بيدى شجاعه وقوه والولد دا لو فعلا كان بيحبها كان اتقدملها مهما كانت ظروفه من منطلق خوفه عليها...
وكمان عشان يحافظ على سمعتها وكان ادى لباباها نفس الوعد اللى اداهولها انه هيبذل كل جهده عشان يكون جدير بيها ولو ابوها شاف ان الولد دا يستاهل الوقوف جمبه اكيد هيقف معاه من غير تردد وكان هيراعى ظروفه وامكانياته ويمكن يساعده زى ماانا عملت مع احمد جوزاختك اميره كده .
تقدرى تقوليلى سبب مقنع غير دا لان دا سبب مش مقنع لا بالنسبالى ولا بالنسبه لصاحبى ؟
فريده هزت كتافها بعدم قدره على الرد وهى بتفكر فكلام باباها اللى اقنعها فعلا ان كل العقبات اللى طارق زميلها بيحطها قدام ارتباطهم ممكن جدا يتخطاها لو صمم وكان عايز ده ...
راضى :انا برضو قولت لنفسى كده ..ان مفيش اى مبرر للغلط وجيتلك وانا بقول يمكن تفكير جيلكم يختلف عن تفكير جيلنا وان ممكن تكون ليكم اسبابكم المقنعه لكن للاسف ...الغلط هيفضل طول عمره غلط على مر الازمنه ...انا دلوقتى مملكش غير انى ادعى لصاحبى دا ان ربنا يصبره على ابتلائه فبنته وصدمته فتربيته ليها وفأخلاقها ...شعور الخزلان دا صعب قوى اصله يافريده اوووى ..
سابها وخرج وهى متابعاه بعيونها اللى اتملو حيره وهى بتسأل نفسها :
صحيح هو ايه اللى مانع طارق انه يتقدم ؟ ومعقول يكون اللى بعمله دا غلط كبير اوى كده زى مابابا بيقول ! طيب ماكل البنات والاولاد بيعملو كده وبيحبو ويتحبو !؟ ....
وجاوبت على نفسها :بس هو ماعترضش عالحب ...هو اعترض عالاسلوب ...اعترض على الغلط ...وفعلا كلامه صحيح ...انا هحط النقط على الحروف مع طارق ويأمه يجى يتقدملى يأمه كل واحد فينا يروح لطريق ....ومسكت تليفونها واتصلت بيه ...
جالها صوته نعسان وهو بيرد عليها ..
طارق :ايه يابنتى فيه حد يتصل بحد فالوقت دا اتجننتى؟
فريده بنبره عميقه :لا متجننتش ولا حاجه ياطارق ..بس تقدر تقول فوقت....طارق تعالا اتقدملى النهارده لو بتحبنى صحيح زى مابتقول .
طارق :مالك يافريده عالصبح فيكى ايه صاحيه بتخترفى عالصبح انتى سخنه ياحبيبتى ولا ايه ؟
فريده :كل دا عشان بقولك اتقدملى ؟
طارق :لا كل دا عشان بتقولى كده وانتى عارفه الظروف كويس يافريده ...قوليلى بقا ايه اللى طقق الفكره دى فدماغك عالصبح كده حلمتى بيا ياروحى ...بس وحياتك اوعى تقوليلى فيه عريس جاييلك واهلك ضاغطين عليكى والحوار الفاكس دا ...اصلها بقت مهروسه اوى ودلوقتى مفيش اهل بيضغطو على بنتهم ولا بيقدرو لعلمك يعنى ..
فريده :لا ياحبيبي لادا ولا دا ...ولا حلمت بيك ولا جالى عريس ...بس راجعت نفسى واكتشفت ان اللى بيحب بجد مش هتوقف قدامه اى ظروف .
وطالما انتا هتاخد الظروف حجتك يبقا كل واحد فينا يروح فطريقه ويشوف حياته على حسب ظروفه ..وابقا سلملى عالظروف ياطارق ..
طارق بزعيق :وانتى جايه تفوقى دلوقتى ؟ بعد سنتين حب بحالهم يافريده جايه تقولى الكلام ده !
فريده :اتأخرت اوى مش كده ؟ عموما لسه فيه وقت انى اصلح غلطه بغلطها بقالى سنتين ....بص يبن الناس انا هستنى اسبوع واحد بس ..جبت اهلك وجيت اتقدمت كان بيها ...مجتش يبقا تنسى وحده اسمها فريده نهائيا ...وسلملى عالظروف كمان مره ...سلام ...
وقفلت التليفون .
ودا خلى اللى واقف عالباب واللى كان سامع المكالمه ابتسم برضى بعد مااتأكد ان بنته بتحاول انها تصحح غلطها بدون تعصب لافكار جيلها الخاطئه ودى حاجه فرحت قلبه برغم كل اللى بيحصل معاه لانه اتأكد ان فريده لسه قلبها قاعد رطب ومتحجرش زى قلب اميره ......
*************
رحاب :عايزه حاجه يافريال خانوم انا رايحه الجامع هدى اول درس النهارده .
فريال :عايزه سلامتك خدى بالك من نفسك وركزى واشرحى حلو عشان العيال تفهم متكروتيش .
رحاب بضحكه :حاضر
ليل :هتتاخرى يابيبو ؟
رحاب :لا ياروحى هى ساعه بالكتير اوى ورجعالك .
ليل :طيب انى هبتدى على ماترجعى واحضر الحشوات والتقايل .
فريال :وانا معاكى متقلقيش بس هاتيلى الحاجه اعملها وانا قاعده ..اقولك هاتى المحشى وانا الفهولك .
ليل :له يبوى انتى تخلى بالك من نجمه واكفايه عليكى على اكده .
رحاب :لا نجمه هاخدها معايا متحتاروش فيها ...يلا يانوجتى ؟
نجمه :يلا يابيبو ...ومسكو ادين بعض وخرجو على الجامع .
فريال بعد مامشيو :ربنا يحرسكم من كل عين رديه ونفس اماره بالسوء يابناتى يارب ويكتبلكم فى كل خطوه سلامه .
ليل :آمين يارب ياخاله ...عقولك عايزاشى حاجه اعملهالك قبل ماابتدى فالطبيخ ...اعملك كباية شاى ولا اجيبلك لقمه تصبرى بيها نفسك على ماالبنته ياجو ؟
فريال :تسلميلى يابنت قلبي يارب ...بس انا هستنى البنات عشان نتغدى كلنا سوا ..ويلا على مصالحك وشغلك ومتعطليش نفسك اكتر من كده انا مش عايزه حاجه ...
ليل دخلت المطبخ ومتعرفش ليه النهارده من اول ماصحيت من النوم وقلبها ضرباته مش مظبوطه وحاسه بحاجه غريبه هى ايه متعرفش ...بس يعنى مطمنه شويه عشان الاحساس دا مش مصاحبه احساس بالخوف او قبضه مقلقه ..
ابتدت تعمل شغلها وبين كل فتره وفتره تحط ايدها على قلبها تجس نبضاته الغريبه دى النهارده ..
رحاب وصلت الجامع ودخلت هى ونجمه والشيخ كامل كان فاستقبالها ووداها على البنات اللى كانو قاعدين فزاويه وادى الولاد اجازه فاليوم دا عشان البنات يفضلو لوحدهم هما ورحاب وياخدو راحتهم اكتر ...
وكمان هو راح قعد فزاويه بعيده بحيث انه يكون على مسافه من البنات بس صوتهم مسموع بالنسباله عشان يسمع رحاب ولو غلطت فأى نقطه يكون موجود عشان يصححهالها ...
ابتدت رحاب الدرس وابتدو البنات يتشجعو من اسلوب رحاب المرح معاهم انهم يسألوها كل الاسئله اللى بتجول فأذهانهم ومكانوش قادرين يسألو عليها الشيخ كامل لشدة حيائهم منها ...
شرحتلهم الوضوء والطهاره والاغتسال بطريقه سلسه وسهله والشيخ كامل ابتسامته شاقه وشه طول ماهو سامع رحاب وكلامها وشرحها واسلوبها الرائع مع البنات وطول الوقت باصص للارض وكل مارحاب تجاوب اجابه يهمس لنفسه ...بسم الله ماشاء الله ولا قوة الا بالله ..
خلصت رحاب وبصت فساعتها شافت انها بقالها ساعه ونص فالدرس ومحستش بالوقت خالص ...ابتسمت للبنات وهى بتسقف بايدها بشويش وبتقولهم ...
يلا بقا ياقمرات كفايه كده النهارده ونتقابل الجمعه الجايه واللى تفتكر سؤال تبقى تسأله ونجاوب عليه سوا واللى مفهمتش حاجه المرادى نعيدها المره الجايه لغاية مانفهمها ..
اتكلمت بنت من البنات :مين دا اللى مفهمش ياابله ...طب دانا والمصحف اول مره افهم حاجه بالشكل دا ...طب دا الابله بتاعت المدرسه بتفضل ترغى ولا بنفهم منها حاجه ....
وحده تانيه ردت عليها :وهى المدرسه ولا اللى فيها بيفهمو حد حاجه ..قطعو وقطعت سنينهم ..
رحاب بعد ماكانت وقفت عشان تمشى قعدت تانى وبصت للبنات وهى بتقولهم ...
طيب استنو استنو ...اقعدو كده واسمعونى فيه نقطه مهمه اوى عايزين نشرحها ونعرفها مع بعض....
اولا ياحبايبى مفيش قسم او حلفان بغير الله ...ليه بقا
لانه لا يجوز الحلف بغير الله كائنًا من كان -لا بالنبي ولا بغيره- يقول النبي ﷺ: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت، وقال: لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون، وقال ﷺ: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر ، وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك، وقال عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منا.
والمقصود: أن الواجب الحلف بالله وحده، ولا يجوز الحلف بالنبي، ولا بغير النبي، ولا بالأمانة، ولا بالكعبة، ولا بالمصحف، ولا بغير ذلك، فالحلف بالله وحده ....
اما بالنسبه لقطع وسب السنين زى اللى حصل دلوقتى واللى كتير مننا للاسف بيلعنو الايام والسنين والقدر والمكتوب بجهل وهما ميعرفوش انهم بكده بيأثمو اثم كبير جدااا عارفين ليه يابنات ...
عشان سب الدهر محرم شرعاً، سواء عبر عنه بالدهر أو الزمن أو اليوم أو الوقت او السنين، فقد جاء في الحديث القدسي: يقول الله تعالى :يؤذينى ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدى الامر اقلب الليل والنهار . رواه البخارى مسلم واللفظ للبخارى .
بمعنى ان الايام والسنين وما يحدث فيها كله يحدث بامر الله تعالى ولا يجوز للانسان الاعتراض على امر الله وقضائه مهما حملت لنا الايام والسنين من مصائب وشدائد لانها ماهى الا اقدارنا التى كتبها لنا الله سبحانه وتعالى ولا شأن للايام او للسنين فيها ...
فهمتو ياقمرات ...يعنى من هنا ورايح ناخد بالنا من كلامنا ومنحلفش بغير الله وكمان لما نحلف بالله نحلف للضروره القصوى ..وكمان عايزه اقولكم اننا لازم نعود نفسنا على عدم الحلفان دا واننا نقول الصراحه واللى قدامنا حر يصدقها او لا اهم حاجه اننا بينا وبين نفسنا متأكدين اننا بنقول الحق ...
الشيخ كامل لنفسه :بسم الله ماشاء الله تبارك الله ...وابتسم وهو بيراقب رحاب اللى قامت ومسكت ايد نجمه وبتتحرك باستعجال بعد مابصت فساعتها واستأذنت من البنات ومشيو هما الاتنين ...
البنات انصرفو والشيخ هو كمان راح على السكن بتاعه وطول الوقت مبتسم وهو بيستعيد كل كلام رحاب مع البنات ومره وحده غمض عنيه وافتكر نبرة صوتها المميزه الحنونه اللى ليها القدره انها تحتوى اللى بيسمعها وتحسسه بالامان وفتح عنيه بسرعه وهو بيستغفر ربنا على تفكيره ده وقام اتوضى وصلى ركعتين لله ...
************
فى وقت سابق من اليوم ..
غريب وصل القاهره وبوشه على العنوان اللى ساكنه فيه روحه اللى هيقابلها بعد اربع سنين موت وبيهم هيرجع يعيش من تانى ....
وقف العربيه بعيد شويه عن البيت وفضل قاعد فيها ومراقب المكان لعله يشوفهم بالصدفه خارجين او راجعين ....عشان قرر انه قبل ماياخدهم يكون محضرلهم مكان جديد يليق بنجمته وليله ويعوضهم عن كل اللى فات والاهم انه يتخلص من الشقه اللى كل مايدخلها يفتكر اميره واللى حصل منها ...
ابتدت شعائر صلاة الجمعه وهو قاعد فعربيته ابتسم وقام عشان يصلى الجمعه فاقرب جامع ويفضل يشكر ربنا على رحمته بيه لغاية مالسانه يعجز عن الشكر ...
تعب من كتر التفكير فى رد فعل ليل لما تشوفه ..وكمان رد فعل بنته نجمه...ياترى ليل قايلالها ايه عنه ...عايش ولا ميت ..موجود ولا مسافر ...مقدرش يتوصل لاى اجابه تريح عقله وقلبه وساب اجابة السؤال دا للقاء الاول ...
رجع عربيته وفضل مستنى ومتكى على كرسى العربيه واللى كانت مظلله واتعدل بسرعه وهو بيلمح روحه ونجمته خارجه من باب البيت وماسكه ايد بنت ....
ايوه دى بنته اللى حافظ ملامحها عن ظهر قلب وتقاطيعها مطبوعه فقلبه قبل عينه من كتر مابصلها واتمعن فيها ...
ابتسم بشوق ولهفه وهو شايفها بتقرب من العربيه بخطواتها النونو وبتتنطط بدلع وتضحك وهو ضحك على ضحكها وحاسس ان قلبه هينفجر جوا صدره من كتر الفرحه ...اخد نفس عميييق وطلعه مره وحده بعد دقايق عدت عليه نجمه بنته كانت بتعدى فيها من قصاده خطفت انفاسه مكانش قادر يتنفس فيها ....
ميعرفش ازاى مسك نفسه انه مينزلش وياخدها فحضنه ويشم ريحتها لحد مايشبع ويرتوى ...
ميعرفش ازاى صبر نفسه وهو شايفها قدامه روح ودم ولحم بتتحرك وكأن قلبه هو اللى بيتحرك وبيرقص على خطوات رجليها ..
نزلت منه دمعه غصب عنه مقدرش يحوشها ...دمعة الراحه اللى بتيجى بعد التعب ...دمعة الفرحه اللى بتيجى بعد الحزن ...سابها تنزل بحريه ومد ايده فجيبه وطلع الخلخال وقربه على وشه وباسه وهو بيهمس لنفسه ...
خلاص كل حاجه هترجع لمكانها الطبيعى وحبايبى هيرجعو لحضنى
فضل مستنى فعربيته لغاية ماشاف نجمة قلبه راجعه وبرضو بتتنطط وهى ماشيه بفرحه ...المرادى قدر يركز فيها اكتر ...
ضحك وهو ضامم حواجبه ورافعهم لما عدت من جمب العربيه وشبت لفوق ومدت ايدها النونو على قزاز الشباك اللى قصاده ومشتها عليه من اوله لآخره وهى ماشيه وغريب بسرعه مد ايده لمس ايدها من جوه القزاز وفضل ممشيها معاها لغاية ماشالت ايدها ..جسمه قشعر من الاحساس اللى حسه وغمض عنيه وهو بيقول لنفسه اذا كانت شوفتها بس عملت فيه كده امال حضنها هيعمل فيه ايه ...
نجمه دخلت البيت مع رحاب واختفت عن انظار غريب ورجع بص على قزاز العربيه مره تانيه وضحك وهو شايف اثر ٣ صوابع من صوابعها لسه معلمين على القزاز ...
طلع تليفونه واتصل ببواب العماره اللى فيها شقته عشان يدورله على حد يشتريها فاسرع وقت ...وبعد ماقفل منه اتصل بواحد صاحبه كان حكاله انه يعرف سمسار بيأجر وبيبيع شقق وفلل وطلب منه انه يشوفله فيلا ايجار النهارده او بكره بالكتير اوى بس تكون حاجه حلوه وميهمهوش الفلوس ...
قفل معاهم وطلع رقم ليل من على التليفون وجابه على الشاسه وهيموت ويضغط اتصال ويسمع صوتها مره وحده بس.... لكنه اتراجع فآخر لحظه لما فضل انه يستنى لغاية مايجهز مكان وساعتها هيخطفها هى وبنته ويخلص معاها كل الكلام اللى فضل كاتمه فقلبه طول اربع سنين ...
شاف شاب معدى نزل قزاز العربيه ووقفه وطلب منه طلب والولد نفذه وهو متردد ...
طلب منه انه يكلم رقم مطعم اكل بيتى فالعماره اللى قصادهم ويطلب منها طلب اكل اى حاجه وانه هو اللى يستلمهوله منها لانه تعبان وسكره محروق ومش قادر يتكلم او يتحرك وتليفونه مفهوش رصيد ...الشاب فعلا عمل كده واتصل بليل وغريب كان هيموت ويقلو يفتح السماعه عشان يسمع صوتها لكنه خاف يزود ارتياب الولد منه واللى كان واضح جدا على ملامحه ..
ليل خيرت الولد بين كذا صنف اكل متوفر وهو طلب محشى وملوخيه وفراخ لما غريب كتبهمله فتليفونه وهو قراهم اثناء مابيكلمها ...طلبت منه انه يجيلها وادتله العنوان وهو قالها انه واقف تحت العماره وعارفها ...وكمان قالتله على تمن الاكل وقالها اوكى مفيش مشاكل ...
غريب اداله فلوس الطلب والولد طلع شهم ومسابش غريب غير لما طلع جابله الاكل واداهوله ورفض انه ياخد اى فلوس زياده من غريب تمن خدمته وتعطيل مصالحه ومشى بعد مااتمنى لغريب الشفا ..
فتح غريب الاكل وابتدا ياكل بعد ماشم الروايح الجميله بتاعت اكل ليل واللى عارفها كويس ووحشته حد الجنون ...كان بياكل بسرعه وبفرحه ولهفه وسعاده وهو بيضحك وهو حاسس كانه اول مره ياكل من اربع سنين ...اكل معمول بأيد حبيبته اكيد احلى واطعم من اى اكل فالدنيا ..
شبع وطلع سجاره ولعها ولاول يكون مرتاح للدرجه دى وغمض عنيه وهو بيطلع دخانها اللى ترس رئتيه بكل راحه وبعدها فتح ورفع عنيه على بلكونة شقتها وهو بينفخ نفس ورا نفس وعنيه متشعبطه لفوق وبيتمنى لو تخرج البلكونه ويكحل عيونه بشوفتها هى كمان ويرتوى قلبه شويه وهو شايف راحته النفسيه قدامه ...
اثناء ماهو قاعد رن تليفونه مسكه واتفاجأ برقم المتصل ...مريم ...
رد عليها غريب بتوتر وعدم راحه زى مابيحصل فكل مره تتصل بيه فيها وهو حاسس ان اميره قطعت اغلب حبال الود بينهم فرد عليها بتحفظ ....
غريب :ايوه
مريم :غريب حبيبي اخبارك ايه ياروحى .
غريب :انا بخير الحمد لله ...اخبار حضرتك ايه ؟
مريم :انا بقا مش بخير ابدا ياغريب ...حبيبي اسمعنى انا مش هطول عليك فالكلام لانى حاسه بيك انتا متحامل على نفسك اد ايه وانتا بتكلمنى ...وبصراحه مقدرش الومك ...غريب اميره اتجوزت وفرحها كان امبارح .
غريب باستغراب :طيب وانا ايه علاقتى بالموضوع دا ! اظن دى حاجه متخصنيش دلوقتى .
مريم :غريب اسمعنى ارجوك بدون مقاطعه ...اميره امبارح تعبت ووديناها المستشفى وبعد الكشف عليها اتضح انها كانت ....فيرجن .
غريب بعدم فهم :يعنى ايه مش فاهم !
مريم ردت عليه بأنكسار :يعنى انتا بريئ ياحبيبي ...يعنى انتا ملمستش اميره حتى وانتا مش فوعيك ...يعنى بنتى خدعتك وخدعتنى ولعبت اقذر لعبه فالدنيا ... انا آسفه ياغريب ...انا فعلا اسفه .
غريب غمض عنيه واخد نفس عميق كأنه واحد كان تحت الميه وكاتم انفاسه مده طويله لغاية ماحس انه ابتدى يتخنق واخيرا طلع على وش الميه واخد نفس ردله الحياه من تانى ...
اتكلم بضعف :آسفه ...ولعبه ...طب تفتكرى الكلمتين دول لو اتحطو قصاد اللى خسرته هساوو ايه ...طيب بلاش ده ...هيصلحو ايه من اللى اتكسر جوايا ...
حياتى ..مراتى ...بنتى ..آدميتى ...صحتى ... اربع سنين من عمرى كل دول خسرتهم بسبب اللعبه اللى بتقولى عليها دى ..
بصى انا مش عايز من حد اسف ولا ندم ...انا مش عايز منك غير انك تقولى لاميره حاجه وحده بس ...قوليلها مبروك عليكى فوزك فاللعبه ...قوليلها بصراحه لعبتى بجداره وخسرتى اللى قدامك اكبر خساره ممكن حد يخسرها فتاريخ كل الالعاب...
قوليها غريب بيقولك ربنا مايسامحك ياشيخه ...ولا غريب هيسامحك ...
وهيطلب من ربنا القصاص منك فكل دقيقه وكل ثانيه وصدقينى اكتر حاجه ممكن تفرح غريب فالدنيا بعد النهارده هى انه يسمع خبر دمارك ...
مريم نهت الاتصال مع غريب ودفنت وشها بين ايديها وانفجرت فنوبة بكا مصحوبه بقهر وخذلان وندم عمرها محصلت معاها قبل كده بعد ماسمعت لوعة غريب من اللى عملته فيه بنتها والالعن انها هى بنفسها اللى كانت تضغط عليه عشان اميره تفضل معاه وتزيد عذابه والنار فقلبه واحساسه بالذنب وهو بيشوفها كل مره قصاد عنيه ...
مسحت دموعها بعنف ورفعت دماغها ومسكت التقرير صورته وبعتته لغريب عالواتس وبعدها بعتتله رساله :
متفتكرش ان اميره ظلمتك وكسرتك لوحدك ..والله يبنى انا كسرتى اكبر من كسرتك ...
رد عليها غريب بعد ماقرا الرساله بكلمه وحده :محصلش .
وبعدها قفل النت ومريم رمت التليفون ورجعت تبكى من تانى بكل قوتها ...
اما راضى فاكان قاعد فالصاله وسامع صوت بكاها ولاول مره ميدخلش ملهوف عشان يمنع دموع مريمته من النزول وشاف انه يسيبها يمكن الدموع تخفف من النار اللى اكيد بتاكل فقلبها دلوقتى بسبب احساسها ان اللوم الاكبر فكل اللى بيحصل دا بيقع عليها هى فالمقام الاول ودى فعلا حقيقه ...
اما غريب فابعد مكالمة مريم دى وبعد ماشاف التقرير عالواتس فضل يأن بصوت عالى وكل آااه تطلع منه تشق صدره على اد ماهى طالعه بالم ...دعى على اميره من كل قلبه بسبب كل مره لام فيها نفسه وعذبها على ذنب معملوش ..
لكنه رجع ابتسم وبص للسما وهو حاسس ان الدنيا والقدر والحظ النهارده اجتمعو عشان يردوله كل حاجه اخدوها منه وعليها اجمل تعويض منهم على كل التأخير اللى اتأخروه عليه وهو ((بنته نجمه ))...
فضل قاعد فعربيته طول النهار من غير تعب ولا كلل او ملل وسارح بخياله وبيرتب فدماغه شكل الحياه اللى هيعَيش فيها نجمته وليله....اتحرك بالعربيه اخيرا وكان الليل ابتدا يدخل عليه وراح على اقرب بوتيك للهدوم الاطفالى واشترى لنجمته كل فستان حلو وقعت عليه عنيه واتخيله هيكون شكله ايه عليها ...
دفع بالفيزا وبعدها خرج حط الهدوم اللى اشتراهم فشنطة العربيه وبعدها دخل محل العاب وطلب من اللى شغالين فيه يختاروله اغلى العاب تنفع لبنت عندها ٣ سنين وهما رشحوله عروسه كذا نوع ولعبة طبخ والعاب كتير اوى يختار من بينهم لكن هو اخدهم كلهم ودفع تمنهم وشالهم بفرحه وخرج حطهم فالعربيه فالكرسى الورانى وركب العربيه وراح على عنوانهم وركن عربيته فنفس المكان وفضل قاعد فيها ....
فالاثناء دى جاله اتصال من صاحبه اللى كلفه يلاقيله فيلا مناسبه واداله رقم السمسار عشان غريب يتواصل معاه ويبعتله صور الفيلل المتوفره قدامه وعناوينهم وغريب يختار مابينهم ...
وبالفعل غريب اتواصل مع الراجل وبعتله صور لكذا فيلا وغريب اختار مابينهم وحده محندقه بجنينة صغيره وحمام سباحه ومرجيحه فالجنينه جميله وعجبه بساطتها وشافها هتكون اجمل وانسب عش ليه ولليله ونجمته ....
طلب منه يخلص اجرآتها وهو بكره هيعدى عليه يدفعله الفلوس ويعاينها على الطبيعه ...
*************
اما فالامارات وفى وقت سابق من اليوم ...
سيليا :عمتوووو قولى لابنك اللى قاعد بره دا انى دلوقتى خطيبته ولازم معاملته ليا تختلف انا هموت نفسى بالشكل دا مبقتش قادره استحمل ...انا هكلم عمو شريف يديله درس اجبارى فالرومانسيه والاحساس عديم الرومانسيه منعدم الاحساس ده ..
سميه بضحكه :يبنتى اصبرى عليه شويه اما يتعود عالوضع الجديد وكفايه عليه اوى الخطوه اللى اخدها دى وخطبك دانا لغاية دلوقتى مش مصدقه انه عملها والله .
سيليا :لا بقا مهو انا مش هستحمل كام سنه تانى على ماجنابه يتعود ويستوعب انه خطب وبعدها عايزله كام سنه تانيين على مايتعود انه اتجوز وكام سنه زيهم يستوعب انه لازم يخلف ...اسمحيلى بقا انا مش هصبر على استيعاب السلاحف بتاع ابنك ده ....دا تفوق على الدكتور البريطانى بتاع سعاد حسنى اللى عنده برود اعصاب بسلامته !
سميه :بصى اهو نادر قدامك وخطيبك وانتى وهمتك معاه بقاوزى ماقدرتى تخليه يخطبك انا واثقه انك تقدرى تجننيه بيكى وخلى فعلمك ان كل الطرق مباحه فالحب والحرب ..
سيليا :يعنى دا كلامك ياعمتو .
سميه :ايوووه ...هاجمى وحاصرى وقربي والغى المسافات واتحنجلي ...
سيليا بصت لبره على نادر اللى كان قاعد فالصاله وبيتكلم مع عمرو وعمه شريف اللى تقريبا بقو مقيمين بشكل دائم فبيت عامر ومبيروحوش غير لما عامر ونادر يطردوهم بالعافيه وقالت لعمتها : ياخوفى ليكون ابنك دا آخره واقضى باقى عمرى اتحنجل عالفاضى ..
خرجو بالاكل اخيرا واجتمعو عالسفره وعمرو قاعد جمب سيلين ومن وقت للتانى يهمسلها بجمله وهى تبتسم بمنتهى الرزانه ومره ترد عليه ومره لا ...
وشريف قعد جمب سميه ودا طول الوقت بيهمس لسميه وهى متردش عليه بس خدودها حمره من الكسوف وهتموت من الاحراج وبرغم كده شريف ماراحمش حالها ...
اما سيليا فقعدت جمب نادر ومتعديش كام دقيقه الا وتكون مميله عليه وهمساله :نادر ..انا خطيبتك على فكره ...نادر احنا مخطوبين ياحبيبي ...نادر هو انتا فاكر ان احنا قارين فاتحتنا ولا نسيت؟
ونادر مستمر فالاكل ولا معبرها لغاية مازهقت وبرطمت وحطت ايدها على خدها بغلب وفضلت بصاله وهو بياكل بمنتهى البرود ولما ملقتش فايده بقت تمد ايدها وكل ماياخد حاجه بالشوكه بتاعته تاخدها منه وتاكلها هى ...
نادر بص لسيليا بعد ماساب الشوكه والسكينه من ايده وشبك ايديه على السفره قدامه وهى ابتسمت وغمزتله ..
نادر هز دماغه بقلة حيله وقام من على السفره وهو بيجاهد عشان يدارى ابتسامته اللى كاتمها بالعافيه من ساعة ماسيليا قعدت جمبه عالسفره ...
الكل شبع وقعدو بعدها فالليفنج وشريف اتكلم بعد مااتنحنح ...
عامر انا كنت عايز آخد رأيك فأنى اكتب كتابى على سميه واتجوزها اصل احنا مش عيال صغيره ولسه هنعمل خطوبه ونعرف بعض ...العمر بيجرى بينا وعايزين نلحق نعيش فيه يومين حلوين ياعامر ياخويه وبص لسميه اللى بصت للارض بخجل..
عامر :والله ياشريف انا معنديش مانع انك تتجوزها النهارده قبل بكره ...انتا عارف انتا وسميه ايه بالنسبالى ونفسى انكم ترتاحو وتفرحو بقا ..
شريف :خلاص ايه رأيك نجيب المأذون ونكتب الكتاب بكره .
سميه : لا بكره ايه انا مجهزتش اى حاجه !
شريف :اى حاجه فالدنيا هتحتاجيها ياسمسمتى هتكون تحت امرك وتحت رجليكى ...احنا هنكتب بكره وهنستنى يومين وآخدك ونلف العالم فرحلة عسل مفتوحه نعوض فيها كل السنين اللى ضاعت من عمرنا ..
عمرو بخضه : رحلة عسل مفتوحه اللى هو ازاى يعنى ؟طب والشغل يابابا هعمل ايه لوحدى انا !...
شريف :مليش فيه ...الشغل والشركات كلها من هنا ورايح بتاعتك وتحت تصرفك لوحدك وتديرها على مزاجك واياك ...شوف اياك تتصل بيا وانا مسافر وتسالنى عن اى حاجه لا كبيره ولا صغيره بخصوص الشغل ولا تعكر عليا اجازتى ....
عمرو :الله اكبر ...دا ايه التدبيسه دى ؟
عامر :ولا تدبيسه ولا حاجه متشلش هم كلنا معاك ..انا ونادر وحتى سيليا لو تحب اخليها تاخد اجازه من الشركه وتفضل معاك الفتره اللى جايه وتساعدك فالشغل ...
عمرو :لا اذا كانت هتاخد اجازه عشان تفضل جمبى بقا فانا بقول انها تفضل جمبى بصفه دائمه ونكتب كتابنا انا وهى مع بابا بالمره ونتجوز وبكده تكون معايا طول الوقت وتصبرنى على فراق بابا ...
عامر :والله لو هى موافقه انا معنديش مانع ..
عمرو :لا هى موافقه اكيد :مش كده ياسيلين ؟
سيلين هزتله دماغها بالموافقه والكل هيص بفرحه ..
سيليا ميلت على نادر اللى مربع ايديه وواخد دور المتفرج وهمستله :
اخيناااا ...مش واخد بالك انتا من عروض الجواز اللى بالجمله حواليك دى؟ ..
طب بقولك ايه ...انا سمعت ان المأذين عاملين اوفر اليومين يكتبو كتابين والتالت هديه عليهم ...ايه رأيك نستغل العرض دا ها..وفضلت تهز دماغها قدامه وهى مبرقه عنيها ...ها ايه ..ايه ..ها ايه .
نادر اتنهد بغلب وبص لخاله عامر واتكلم اخيرا :واعملو حسابنا انا وسيليا هنكتب كتابنا معاكم ...بس هنأخر الفرح شهر لغاية مااظبط شوية حجات فالشغل كده ...
سيليا وقفت بفرحه وكانت هتتنطط لكن نادر بسرعه مسك دراعها وقعدها جمبه بشده جامده وهمسلها من بين سنانه :اهدى كده وخفى الجنان بتاعك دا شويه ...كنتى هتعملى ايه قدام الرجاله دى حضرة جنابك ...بقولك ايه شغل العيال والتنطيط دا مينفعش معايا انا بقولك من دلوقتى فاهمه ؟
سيليا هزت دماغها وهى بترد عليه بفرحه :فاهمه والله فاهمه ..خلاص هكبر واعقل من هنا ورايح ومش هتعرفنى من كتر العقل ...بص هبهرك بعقلى ..
نادر زم شفايفه وهو بيبعد وشه عنها وبيمثل الضيق منها لكنه طول الوقت معترف بينه وبين نفسه ان سيليا فيها حاجه مختلفه عن كل البنات بتشده ليها مهما حاول يتجنبها ويبعد عنها ...
ومن كتر مااتعود طول الوقت على وجودها قدامه وحواليه مستحملش فكرة انه ممكن فيوم من الايام يبص ميلاقيهاش قدامه ويبص يلاقى واحد تانى غيره احق بجنانها وهبلها وطفولتها واهتمامها وحبها وهو واقف يتفرج ...
واكتشف ان قلبه طول الوقت كان متعلق بيها لكنه كان بيكابر لغاية ماحس انها هتروح من ايده مقدرش ينكر حبه ليها اكتر من كده ...
وخصوصا بعد ماقرا مذكرات عمه شريف وشاف الندم عمل فيه ايه عشان اتأخر فالاعتراف بمشاعره وخاف يعيش نفس المعاناه ويغلط نفس غلطة شريف وهو قلبه مش هيستحمل احساس صعب بالشكل دا ...
************
اخيرا قرآن الفجر ابتدا وغريب اتعدل فقعدته ونزل عشان يروح يصلى فالجامع وهو محمل باطنان من الحماس وبيدعى ربنا انه يقوى قلبه عشان يقدر يستحمل كمية السعاده والفرحه اللى هيحس بيها النهارده وهو بيشوف حب عمره قدامه وياخدها فحضنه ويتاسفلها عن جرحه ليها بكل طريقه ممكنه ...والاهم من دا انه يطفى النار اللى جواها لما يقولها انه مخنهاش ...مقربش لحد غيرها ...وساعتها اكيد هيزول جرح قلبها بزوال سببه ...
صلى ورجع لعربيته وولع سجاره واستنى لما النهار طلع واتحرك بعربيته وجاب لنفسه فطار وفطر وبعدها رجع تانى لمكانه بعربيته وهو مستنى نجمته وليله يخرجو عشان يقدر يشوفهم مره وحده بس ويروى عيونه وقلبه بشوفتهم قبل مايروح يخلص موضوع الفيلا ويرجع عشان ياخدهم معاه للابد ...
ماستناش كتير وشاف نجمه خرجت وهى ماسكه ايد البنت اللى كانت ماشيه معاها امبارح وكل وحده فيهم شايله شنطه ونجمه بتتنطط زى الفراشه وابتسامتها منوره وشها ...استنى لما بعدو واتحرك وراهم بالعربيه وفضل ماشى وراهم لغاية ماوصلو لمكان حضانة نجمه وديق حواجبه بتساؤل وهو شايف مستوى الحضانه اللى نجمه فيها وبيقول لنفسه ياترى ليل بتقدر تدفع مصاريف الحضانه دى منين ؟ ...يعنى معقول شغلها فالطبخ بيجيبلها فلوس تكفى ده !
دخلت نجمه الحضانه بعد ماشاورت لرحاب والاتنين رمو لبعض بوسه فالهوا وهو ابتسم على حركتها دى وشاورلها وهو بيتخيل بكره وهو بيوصلها بنفسه وبتشاورله كده وترميله بوسه فالهوا زى دى وردلها البوسه وبعدها اتحرك بالعربيه بعد مادخلت وطلع تليفونه واتصل على السمسار وراحله على العنوان اللى وصفهوله ..
وصل غريب واتفرج على الفيلا وعجبته واخد السمسار معاه وسحبله فلوس تكفى ايجار ٤ شهور ومضى معاه عقد ايجار الفيلا لمدة سنه بموجب توكيل عاملهوله صاحب الفيلا بتأجيرها واداه مبلغ نظير تعبه واخد نسخته من العقد والمفاتيح وطار على بيت ليل عشان يقابلها اخيرا ...
وشاف ان دا انسب وقت هى ونجمه فحضانتها عشان متشوفش اى عتاب هيحصل مابينهم ولا تشوف اى رد فعل ينفرها منه فاول لقاء مابينهم وكمان لان الانطباع الاول بيدوم .
ركن العربيه ولسه هيفتح الباب عشان ينزل لكنه اتسمر فمكانه وساب الباب تانى وهو شايفها طالعه من مدخل البيت واتلفتت شمال ويمين وابتدت تتحرك بخطوات ثابته وبتقرب منه وبتمشى من جمبه وهو فاللحظه دى حس ان كل الناس اختفت من حواليه ومفيش فالدنيا دى غيره هو وليله وبس ومش سامع من كل الاصوات اللى حواليه غير صوت دقات قلبه وهو بيراقب خطواتها وابتسامتها اللى خطفت انفاسه ..
مشيت ليل وغريب اتحرك وراها وفضل يمشى ببطئ لغاية ما شافها دخلت سنتر وغابت فيه ساعتين فضل مستنيها فيهم على نار لغاية ماخرجت ...
فضل ماشى وراها من بعيد لبعيد وعينه عليها وقلبه بيحرسها ويسمى عليها فكل خطوه تخطيها لغاية ماوصلت لحضانة نجمه ...
دخلت وابتسم وهو شايف حبايب قلبه الاتنين ماسكين ايدين بعض وخارجين ونجمته بتتنطط بفرحه لكنها وقفت مره وحده وليل كمان وقفت لما نجمه سابت ايدها وجريت على عربيه وقفت قدام الحضانه وهى بتصرخ بفرحه :
باااااباااا ...وبصت لليل اللى ابتسمت هى كمان ابتسامه واسعه اول ماشافت العربيه وقالتلها بصوت عالى :بابا جه ياماما ...
مفيش ثوانى وباب العربيه كان مفتوح وخرج منه واحد ووطى على نجمه وشالها وحضنها وفضل يبوس فيها وهو مدى ضهره لغريب ونجمه متشعبطه فرقابته ....
كل دا وغريب قاعد فعربيته وبيراقب الموقف وحاسس ان قلبه هيوقف وهو بيسال نفسه ...ياترى مين اللى اخد مكانه مع مراته وبنته ونجمه بتقوله يابابا ؟ ...
مفضلش جاهل الاجابه كتير وكل فضول فقلبه انتهى وهو شايف اللى قصاده دا بيلف وشه وهو شايل نجمه عشان يقفل باب العربيه بالحركه البطيئه والابتسامه شاقه وشه وشوفته كانت بالنسبه لغريب زى صاعقه كهربائيه ضربت اوصاله وزلزلت كيانه .....
لقراءة باقي الجزء الثالث من هنا
لقراءة الجزء الثاني جميع الفصول كاملة من هنا
لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا