أخر الاخبار

رواية فرعون الفصل التاسع عشر والعشرون 19و20 بقلم ريناد يوسف


 فرعون ج3

الفصل  التاسع عشر والعشرون 

بقلم ريناد يوسف 

غريب فاتح بوقه بذهول وهو شايف آخر حاجه فالدنيا كان يتوقع انه يشوفها..

شاف الراجل اللى نجمه فحضنه وكانت تندهله بابا واللى كان آخر واحد يتوقعه...(قاسم )


غريب ضغط على اسنانه بغضب متزامن مع ضغط باديه الاتنين على دريكسيون العربيه لدرجة ان مفاصل صوابعه ابيضت من كتر العنف ...فضل يتنفس بقوه وهو شايف قاسم بيتقدم من ليل بابتسامه وبيسلم عليها بحميميه  وهى كمان بتبادله نفس الابتسامه وبتسلم عليه بحراره ....


غريب حس ان شبوره اتكونت قدام عنيه مش مخلياه قادر يشوف اى حاجه بوضوح ....موعيش على نفسه غير وهو نازل ورايح ناحيتهم يجرى  بكل سرعته ووقف قدامهم مره وحده ...وشوفتهم ليه كانت صدمه ليهم هما الاتنين على اثرها الاتنين رجعو خطوتين لورا بخوف ...


قاسم مد ايده قدام غريب وهو بيكلمه : غريب استنى هفهمك ...

غريب أاان

ولسه هيكمل كلامه لكن ايد غريب كانت اسرع من الصوت وهى بتشق طريقها لوش قاسم خلته فقد اتزانه وكان هيقع بنجمه لولا ان غريب خطفها منه بحركه سريعه وسابه يقع لوحده ....


غريب ادى نجمه اللى كانت بتصرخ من الخوف لليل ورجع تانى لقاسم يضرب فيه بكل قوته وهو بيصرخ فيه بغضب الكون كله :هتفهمنى ايه هاه ...مش محتاجك تفهمنى حاجه عشان خلاص فهمت لوحدى انك اوطى بنى آدم على وش الارض ...وفضل مع كل كلمه يديله ضربه سريعه لدرجة ان قاسم مبقاش عارف حتى يرفع حتى ايده عشان يدافع بيها عن نفسه ...


بعدها سابه وراح على عربيته ركبها وداس بنزين باقصى سرعه وساق فاتجاه قاسم اللى كان فالاثناء دى فتح عنيه بصعوبه واستجمع كل قوته عشان يقدر يرجع يقف من تانى وهو بيتسند على عربيته ووقف مذهول لجزء من الثانيه وهو شايف غريب جاى عليه بالسرعه الرهيبه دى ومفقش من ذهوله غير على ايد بتشده من قدام عربية غريب بقوه عشان يبعد خطوتين اتنين عن طريق العربيه قبل ماتخبط فعربيته تنقلها من مكانها من شدة الخبطه ..


ليل ونجمه اللى لسه فحضنها الاتنين صرخو من صوت خبط العربيات فبعض وقاسم ضمهم باديه وبعد بيهم بصعوبه ووقفو فزاويه وهما شايفين غريب اللى بيرجع لورا بعربيته ويرجع بكل سرعته يخبط فعربية قاسم من كل اتجاه كذا مره لما طبقها وخلاها عباره عن هيكل ملهاش اى معالم واللى يشوفها ميقولش ان دى كانت عربيه فيوم من الايام ومشيت حتى مترين من مكانها وحتى عربية غريب مقدمتها اتدمرت خالص  ...


رجع غريب آخر مره واتقدم تانى بسرعه لكنه المرادى مخبطش فعربية قاسم ...اتفاداها وراح فناحية قاسم وليل ونجمه بكل سرعته والتلاته صرخو وحضنو بعض وغمضو عنيهم بخوف وهو رايح عليهم لكنه وقف العربيه على بعد متر واحد بس منهم 


ونزل عليهم زى الاعصار ومسك قاسم ونزل عليه ضرب مره تانيه بس المرادى قاسم كان بيصد ويدافع وكل ماقاسم يدافع عن نفسه غريب يضربه بقوه وشراسه اكبر واكيد مع كل القهر اللى جواه كان هو الاقوى بمراحل ...

مسابهوش الا لما حس انه انتهى بين ايديه ...ولف لليل وانتزع نجمه بنته من ايديها بقوه برغم محاولات ليل المستميته انها تتشبث بيها لكن غريب كان اقوى منها ...وادى للاتنين قاسم وليل بصه ناريه قبل مايتحرك خطوتين بنجمه ناحيةالعربيه لكن ايدين ليل حاوطو دراعه ومسكته بكل قوتها وهى بتتكلم بنبره مختلطه بين ترجى وتهديد ..

له ياغريب سيب بتى ...واخدها على فين ياغريب هاتها دى متعرفكشى ...سيب بتى ياغريب عقولك ...الله يخليك سيبهالى انى ماليش غيرها فالدنيا ...


ودى كانت آخر جمله تقولها ليل قبل ماغريب يتخلص من مسكتها لايده بمنتهى العنف خلاها فقدت اتزانها وكانت هتقع لكن ايده كانت اسرع ومسكتها من دراعها عشان تسندها وتساعدها تستعيد توازنها وبعدها نتر ايدها ومشى ناحية عربيته بنجمه اللى مش مبطله بكا وصريخ وهى بتنقل عنيها مابين امها وقاسم وبتنادى علي كل واحد مره ... ركبها فالكرسى اللى جمبه وربطلها الحزام وركب جمبها وسوجر العربيه وشغل عشان يتحرك ..


كان عادى عنده طبعا ان نجمه  تنادى على مامتها لكن اللى مش عادى انها كانت بتنادى على قاسم وتستنجد بيه وتقوله الحقنى يابابا ....


الكلمه دى كانت كفيله انها تخلى غريب يحس ببركان غضب بيفور جواه ...


طلع بالعربيه بسرعه وليل جريت وراه بكل سرعتها وهى بتصرخ باسم نجمه ..وغريب شايفها فى المرايه وشايف حالتها.. لكنه قرر انه يخليها تختبر احساس البنى آدم لما ابنه يكون بعيد عنه وهو مش عارف عايش فين وازاى انشاله حتى ليوم واحد.. ويدوقها احساس عاشه ايام وليالى وشهور طويله..وبص قدامه بعد مااختفت ليل من المرايه بسبب بعده عنها بمسافه كبيره


 وضرب الدريكسيون بايده كذا مره وفكل مره يتكلم بصوت جهورى غاضب ...قاسم ..قاسم ...قاسسسم .


اخيرا ابتدا يرجع لوعيه وينتبه على اللى قاعده جمبه وصوت بكاها وصريخها اختفى وحل محله بكا بصوت مكتوم وشهقات متتاليه ...


غريب اخد نفس واتكلم بهدوء وهو بيحاول يرسم ابتسامه على وشه برغم براكين النار اللى جواه ...


متخافيش ياحبيبتى انا مش ممكن آئذيكى ياروحى انا بحبك اوى .


نجمه مردتش عليه وفضلت تحرك شفايفها  وتتكلم وتهمس لنفسها من غير صوت ودموعها نازله 

وغريب مبقاش عارف يعملها ايه عشان تهدى وفضل ينقل عنيه بينها وبين الطريق قدامه ومش قادر يستحمل وهيموت من منظرها ده وكل مايكلمها متردش عليه ..


غريب :نجمه حبيبتى انتى خايفه منى ليه انا بابا ...انا لايمكن هأذيكى متعيطيش دانتى روحى اللى كانت رايحه منى ولقيتها ..


نجمه :انا معنديش غير بابا قاسم .


غريب بدون وعى :هقتلهولك اللى بتقوليله بابا ده هشربلك من دمه ..


وهنا نجمه اللى كانت متماسكه  انفجرت فى البكا مره تانيه بصوت عالى وهى بتقوله من وسط شهقاتها :

لا وحياتك ياعمو اوعى تموت بابا دا طيب اوى وبيحبنى انا وماما اوى ..


غريب سمع الجمله دى وداس بنزين لدرجة ان العربيه كانت هتطير من على الارض ونجمه بقت تصرخ من الخوف والرعب ...


واتمنى فاللحظه دى لو كان قاسم قدامه كان هيدوسه بالعربيه زى الحشره من غير مايرفله جفن عشان سرق منه كلمة بابا اللى عاش سنين يحلم يسمعها وسمح لنفسه انه يكون اب لبنته وهو لسه عايش على وش الدنيا ...

واللى مدمر غريب اكتر ان قاسم كان شايف وعارف هو بيتعذب فبعدهم اد ايه ومع ذلك فضل ساكت وبيتفرج عليه وهو بيتقلب من نار الفراق زى سمكه حيه اتحطت فزيت بيغلى ...


اما عند ليل وقاسم ....

ليل مابطلتش صراخ وبكا من ساعة ماغريب اخد بنتها وفضلت قاعده قدام المدرسه بتندب والناس كلها اتلمت عليها وقاسم قاعد جمبها على الارض وساند على الحيطه وفارد رجليه الاتنين وبيبصلها بنص عينه اللى قاعده سليمه ومش قادر يتكلم ومكتفى بس انه من وقت للتانى يرفع ايديه الاتنين للسما وهو باصصلها كانه بيدعى عليها وينزلهم تانى ...


وليل مفيش على لسانها غير بتى يامرى  ...بتى ياحزنى ...بتاااااى وكل مره تصرخ بصوت اعلى لدرجه خلت قاسم حط ايده على ودنه اللى من ناحيتها من كتر مبقاش مستحمل صوتها فودنه ...


اركان خرج من الحضانه ووقف قصاد   ابوه قاسم وهو مذهول على مخضوض وعايز ينادى على قاسم ويقوله بابا بس كان عنده شك ان دا ممكن ميكونش ابوه بعد التغيير اللى حصل لشكله دا من ضرب غريب فيه ...


قاسم بص لابنه وشاورله بضعف واركان اتقدم منه بتردد وقاسم طلع تليفونه واتصل على جواهر وادى التليفون لاركان يكلمها ...


اركان اول ماامه ردت عليه اتكلم بصوت بيرجف من الخوف :ماما الحقى بابا اتقتل قدام المدرسه .


جواهر سمعت الجمله دى وصرخت بكل قوتها خلت اركان رمى التليفون بعد ماطبلة ودنه اتخرمت من صرخة امه والتليفون وقع على الارض اتدشدش وقاسم بص للتليفون ومقدرش يعمل حاجه غير انه رفع ايده لابنه باشارة 👍وبعدها خبط على دماغه بغلب ...


جواهر مغابتش كتير وكانت واصله قدام المدرسه هى وخالها ماهر بعربيته ونزلت منها تجرى وتصرخ وهى شايفه عربية قاسم او اللى باقى منها وتصرخ باسم قاسم بعلو صوتها ومأخدتش نفسها غير وهى شايفاه قدامها قاعد فالارض ومسنود على الحيطه وتليفونه مرمى مكسور قدامه ...


جريت عليه وحضنته بخوف وهى بتشوف جسمه وتتاكد انه بخير ومش مضروب بالرصاص ولا فيه حاجه مش باينه غير اللى شايفاه قدامها واطمنت واخدت نفسها بعد مااتأكدت انه سليم ...


وفالوقت دا ماهر كان وصل عندهم بعد مااستوقفته حالة عربية قاسم دقايق عشان يقدر يستوعب اللى اللى حصل فيها دا وايه اللى ممكن يكون عمل فيها كده !


ماهر شايف جواهر بتحضن فقاسم وبتحمد ربنا على سلامته لكن وسط كل دا اللى لفت نظره بجد هى ليل اللى كانت قاعده وحاطه دماغها بين ايديها وبتهز دماغها بقهر وبتهمس لنفسها بحاجه وماهر نطق باستغراب ....ليل ؟!


وقع الاسم دا  على مسامع جواهر  كان تأثيره زى تأثير الرصاصه لما تنضرب جمب الودن وتعمل طرش مؤقت والانسان ميسمعش غير بس آخر جمله اتقالت قبل الرصاصه وتفضل تتكرر فدماغه طول الوقت .


جواهر رفعت عينها على خالها ماهر بسرعه وشافت هو بيبص فأنهى اتجاه  وبصت فنفس المكان اللى بيبص فيه ببطئ واللى كان وراها مباشرةً واتفاجأت وهى بتشوف ليل قاعده وراها ...


صرخت بأسمها بعلو صوتها وهى بتزحف ليها وتحضنها من غير تفكير فأى حاجه غير ان ليل قدامها دلوقتى .


ليل لقت نفسها مره وحده فحضن جواهر واتمسكت بيها وابتدا جسمها يتهز من البكا وهى فحضنها وجواهر مش عارفه تعملها ايه عشان تسكتها ...

اخيرا ليل قدرت تنطق بعد مارفعت دماغها من حضن جواهر بصوت مكتوم وهى بتنقل عنيها بين جواهر وماهر ...بتى ...غريب خطف بتى رجعوهالى ابوس ايديكم ورجليكم ..


جواهر وخالها الاتنين بصو لبعض وماهر اتكلم :غريب مين ... وبنت ايه ؟


ليل :بتى ونور عينى  نجمه غريب خدها منى امانه عليك ياعمى ماهر رجعهالى انى مليش غيرها فالدنيا .


ماهر :انا مش فاهم حاجه ...بنتك منين ؟ وغريب هيخطفها ليه وبعدين غريب فسينا ! والاهم من دا كله انتى كنتى فين طول السنين اللى فاتت دى واختفيتى ليه ؟!


ليل اتكلمت بألم :مش وكته ...مش وكت الحديت ديه اهم حاجه هاتولى بتى دلوك ..وغريب مش فسينا غريب اهنه وهو اللى خد بتى .


ماهر طلع تليفونه واتصل بغريب عشان يفهم فيه ايه وفضل يرن لكن مفيش اى رد من غريب ...حاول معاه كذا مره وبرضو غريب مبيردش وفالآخر تليفون غريب اتقفل خالص ...


ماهر نزل التليفون من على ودنه وبص لليل وقاسم :غريب قفل تليفونه ...وهنا ليل بعد ماسمعت الكلمه دى رجعت حطت دماغها بين ايديها تانى وابتدت  تأن وتهمس بأسم نجمه من اول وجديد ...


ماهر لما ملقاش فايده من الكلام مع ليل وقاسم وبالزات قاسم اللى كان ضايع خالص اخدهم معاه وركبهم عربيته واخدو اركان معاهم وطلع بيهم على الفيلا ...


شوفة ليل كانت مفاجأه لكل اللى شافها لدرجة ان مفاجأتهم بليل كانت منسياهم قاسم خالص واللى حاصل فيه وطول الوقت الكل بيسأل فليل كنتى فين طول المده دى وليه اختفيتى ....


جواهر الوحيده وسطهم اللى كانت عارفه  ان البنت اللى اخدها غريب من ليل تبقا بنته ..لكن غريب خطفها ليه ..وايه اللى عمل فقاسم كده دا اللى لاكانت عارفاه ولا فاهماه..

 

 *************

اما عند اميره فمن ساعة مارجعت هى وجوزها احمد من المستشفى وهو شايلها على كفوف الراحه ومش مخليها تقوم من مكانها وحتى الاكل هو اللى بيحضره ويجيبهولها لحد عندها وميفوتش فرصه الا ويعتذرلها على اللى عمله فيها وهى سامحته ونسيت اللى حصل واعتبرته غلطه منه مش مقصوده وقلبت صفحتها ورجعت من تانى تضحك وتهزر معاه لكن الغريبه انه خرج النهارده من غير مايقولها هو رايح فين وغاب كتير اووى ورجع تعبان ونام علطول زى مايكون كان بيعمل حاجه وبذل فيها مجهود بدنى كبير ...


فضلت اميره بصاله وهو نايم على وشه جمبها ومستغرق فالنوم وبتسال نفسها ياترى كان فين وراجع تعبان كده من ايه ؟!

***********

غريب وصل بنجمه اخيرا للفيلا ونزل من العربيه وراح عليها فكلها الحزام وشالها وضمها لقلبه وهو بيشمها وفضل يبوس فيها وهى مع كل بوسه وضمه منه كانت تصرخ وترفص بجنون وهى بتقول ...سيفتى زوون  سيفتى زوون


غريب نزلها لما حس انها تعبت من المجهود اللى بتعمله وحطها فالعربيه مره تانيه ووقف قصادها وهو بيهديها بأديه الاتنين وبيكلمها بصوت حنون وبيهمسلها ...اهدى ...بس اهدى ...ششش ...خلاص بعدت عنك اهو ...خلاص يانجمتى ....


نجمه بطلت بكا بس لسه شهقاتها مستمره وغريب واقف قصادها وحاطط ايديه فوسطه وبياكل فشفته التحتانيه وبيبص فكل الاتجاهات بحيره ومش عارف يتصرف ازاى ...


بعد تفكير مد ايده على الباب الورانى بتاع العربيه فتحه وشد منه عروسه لعبه شكلها حلو اوى وراح قدام نجمه ومدهالها وهو بيحركها قدامها بحركه راقصه ...نجمه ابتسمت نص ابتسامه اول ماغريب شافها اتنفس بأرتياح وهو بيمدلها العروسه وهى مدت ايدها عشان تاخدها وهو ابتسم بس ابتسامته دى اختفت لما  نجمه رجعت ايدها تانى وكشرت ...


غريب :خديها ياحبيبتى انا جايبها عشانك ...وجايبلك حجات كتير حلوه اووى ..وهجيبلك كل حاجه نفسك فيها ...


نجمه بعصبيه ...انا مش عاوزه حاجه ومش هاخد منك حاجه عشان ماما وبيبو بيقولولى مينفعش ناخد حاجه من حد مش نعرفه ...واتكلمت بنبره باكيه قطعت قلب غريب ..انا مش عايزه حاجه انا عايزه ارجع لماما وبيبو وتيته بس ...

رجعنى ليهم ياعمو انتا خاطفنى ليه ...

غريب :حاضر والله بكره هرجعك ...انا جبتك هنا عشان تستخبى من ماما يومين وهى تدور عليكى زى لعبة الغميضه كده ولما متعرفش طريقك هنروحلها ونخضها ونقولها نجمه اهيييي 

نجمه :لا انتا موتت بابا قاسم وكسرت عربيته انتا وحش وانا مش بحبك ومش هلعب معاك ورجعنى لماما ...

غريب :ارجعك بس بشرط ...تسمعى الكلام اللى هقولك عليه كله وتنفذيه ...غير كده مش هرجعك ..


نجمه :كلام ايه ..


غريب :اول حاجه تنزلى معايا وندخل البيت وندخل اللعب بتاعتك وحجاتك جوه وبعدين نتغدى مع بعض ونلعب شويه ....


نجمه :وترجعنى لماما ؟

غريب بابتسامه :وارجعك لماما ...بس قبل دا كله تدينى حضن كبير وحلو وبوسه ..


نجمه هزت دماغها برفض وهى بتقول ...سيفتى زوون


غريب ديق حواجبه وهو بيسأل نجمه :يعنى ايه الكلمه دى ياحبيبتى ؟

نجمه :يعنى منطقتى الآمنه ...

غريب باستغراب اكبر :يعنى ايه منطقتك الآمنه دى ؟

نجمه : منطقتى الآمنه يعنى المسافه دى...ومدت دراعها ..مينفعش اى حد معرفهوش يقرب منى اكتر من كده عشان دا دنجرس ..يعنى خطر ... كل حد ليه منطقه آمنه محدش يقرب منه غير بس الناس اللى يقربوله اووى ...زى مامتى وتيته فريال وبيبو وغير كده محدش يقرب ...اه ونسيت بابا قاسم كمان .


غريب اتعصب ولف ورا العربيه وضرب العربيه برجله من الغضب لما جابت سيرة قاسم وطلع علبة السجاير وولع سجاره واخد منها نفس جامد ونفخه بمنتهى العصبيه .


لكن وهو فعز عصبيته دى ابتسم على الحجات الحلوه اللى معلماها ليل لبنته وكل مره بتفاجئه انها تقدر تعمل اللى ممكن متقدرش تعمله وحده متعلمه وواخده اكبر الشهادات ..

وابتسامته زادت لما لف وشاف نجمه وهى بتبص للعروسه اللى على التابلون قدامها وتبتسم وتمد ايدها  تلمسها وترجع ايدها تانى ...


غريب اخد باقى اللعب من كرسى العربيه ووقف قدامها وابتدا يعرضهملها وحده وحده وهى تتفرج وبرغم انها بتدارى ابتسامتها لكن غريب قدر يشوف فرحتها من خلال  بؤبؤ عينها اللى اتوسع واللمعه اللى ظهرت فيه وبتزيد كل ماتشوف لعبه جديده ...


غريب قرب من نجمه بشويش ومدلها ايده وهو شايف انها ابتدت تهدا وتطمنله وهى اترددت قبل ماتمد ايدها ليه وممدتهاش الا لما قلها متخافيش انا همسك ايدك واساعدك على النزول من العربيه بس ومش هقرب من منطقتك الآمنه ...


وبالفعل مسك ايدها وساعدها تنزل ونزل الحجات اللى فالعربيه ورجع بص لنجمه اللى حاطه صباعها الابهام فبوقها وبتبص حواليها بإستطلاع وفتحت بوقها لما عينها جت على المرجيحه اللى فالجنينه ...


غريب :بتحبى المراجيح يانجمتى ؟

نجمه هزتله دماغها بموافقه وبعدها اتكلمت ...بس بحب ماما اكتر ..


غريب اتنهد وهو بيرد عليها :حتى انا بحب مامتك اكتر من اى حاجه فالدنيا ...وبصلها وكمل بابتسامه ...بس مش اكتر منك علفكره ...انتى بحبك اكتر شويه ...ومد ايده مسك ايدها ودخل بيها الفيلا ...


نزل الحاجه وقعد نجمه قدام التليفزيون وفتحولها وطلع تليفونه فتحه واتصل بمطعم وطلب تلاته بيتزا وكل وحده بطعم مختلف ...

حزف الرنه بتاعت ابوه ماهر واللى كان متأكد هو بيرن عليه ليه وهو فالوقت دا مش فحاله تسمحله بأى نقاش مع اى حد ...


وصلت البيتزا بعد نص ساعه تقريبا وغريب قعد قدام نجمه على ركبه وفتح البيتزا قدامها عشان تاكل وهى رفضت لكن غريب اصر عليها وقالها لو مأكلتش مش هيوديها لماما وهى لما سمعت كده اكلت علطول ...


نجمه اكلت لقمه نونو من كل بيتزايه ورفضت انها تاكل تانى ...


غريب :كلى يانجمتى بطلتى اكل ليه ؟

نجمه :عشان البيتزا حلوه بس مش اوى زى اللى ماما بتعملها ..


غريب بضحكه :طيب ومقولتيش ليه وحشه!

نجمه رفعت حواجبها وردت عليه باستغراب :عشان حرام نقول على نعمة ربنا وحشه ...كل النعمه بتاعت ربنا حلوه بس فيه حجات احنا مش نحبها ييبقى هى مش وحشه هى حلوه بس احنا اللى مش نحبها ...


غريب ابتسم وغمض عنيه بأحراج وهو بيهز دماغه وبعدين قالها ...صح كده انتى شطوره انا كنت بشوفك عارفه كده ولا لأ ...ماما كمان هى اللى معلماكى كده ؟

نجمه :لأ بيبو 

غريب :مين بيبو ؟

نجمه :بيبو رحاب حبيبتى ..

غريب بفهم :اهااا البنت اللى كنتى خارجه معاها امبارح ؟

نجمه :ايوه هى بيبو اللى خرجت معاها انبارح ...


غريب مد بوزه لقدام وهو بيكلم نفسه بحيره :طيب أاكلك ايه دلوقتى وانا لوجبتلك ايه متأكد انه مش هيعجبك ...مهو صحيح اللى ياكل من ايد ليل هيعجبه اكل حد تانى يعنى !

اتنهد وقام وهو بيمد ايده لنجمه ونجمه قامت وسالته بفرحه :هنروح لماما ؟

غريب :هنروح بس مش دلوقتى ..الاول هنروح السوبر ماركت نشترى حاجه حلوه لنجمه عشان تاكل ...

نجمه بزعل :طيب امتا هتودينى مش انا سمعت كل الكلام ؟

غريب :هوديكى والله بس نقعد مع بعض شويه ..

نجمه :قعدنا كتير 

غريب :معلش شويه كمان 

نجمه :وترجعنى ..؟

غريب :وارجعك .

نجمه :بروميس 

غريب :بروميس 

نجمه :شويه بس 

غريب بضحكه وقلب بيرفرف من الفرحه بنجمته اللى اخيرا بقت بين ايديه :شويه بس ...

**************


اما فالامارات 

النهارده اسعد ايام عيلة عامر كلها وكمان شريف وابنه عمرو ...

النهارده كتبو الكتاب والكل فرحان والتلاته راحو الكوافير بعدها سيلين وسيليا وسميه لما شريف اصر انه يعمل حفله كبيره ويعزم فيها كل رجال الاعمال واصحابه ومعارفه وكان نفسه سيلين وسيليا نزلو كل وحده اشترت لنفسها فستان  لكتب الكتاب اما سميه فارفضت تنزل معاهم وقالت انها هتلبس اى حاجه من عندها ...لكن اثناء وهما فالكوافير واحد طلب سميه تخرجله وكان جايبلها علبه كبيره مربعه وقالها ان شريف بيه باعتهالها ...

اخدت منه العلبه وهى مستغربه ودخلت بيها جوا ولما فتحتها اتفاجأت بفستان اوف وايت مشغول بخيوط من دهب يجنن ...

رفعته وهى فحالة ذهول اتقابلت بذهول اكبر من كل وحده كانت فالكوافير وشافت الفستان فأيد سميه ...الفستان كان اشبه بفستان ملكى اتعمل مخصوص لملكه فحفلة تتويج ....سيلين وسيليا الاتنين بمجرد ماشافو الفستان بصو على الفساتين اللى لابسينها وبعدها بصو لبعض ومدو بوزهم ورفعو حواجبهم وبرطمو بزعل مصطنع ..


سميه جات ترجع الفستان للعلبه وهى مش مصدقه نفسها من جماله ورقته وشياكته لقت كارت مكتوب فيه ...اجمل فستان لاجمل ملكه متربعه على عرش قلبي ...

سميه اخدت الورقه وضمتها لصدرها بفرحه وهى بتبتسم وحاسه قلبها دقاته سامعها كل اللى حواليها من قوتها ...


لبسو التلاته ووقفو جمب بعض واخدو صوره كانت سميه واقفه فالنص وكل وحده من بنات اخوها واقفه جمبها فناحيه والتلاته السعاده متجليه على ملامحهم وواضحه فضحكتهم ولمعة عنيهم ...كانو بالظبط عاملين زى الملكه وجمبها اتنين اميرات خارجين من العصور الوسطى ...


نادر وعمرو وحتى شريف كل واحد جه بعربيه عشان ياخد حبيبته بيها على القاعه ...

سميه كان لها نصيب الاسد من الدلع والرومانسيه من شريف اللى اول ماشافها ضحك بفرحه وكتم دموعه بالعافيه وهو شايف حلم عمره بيتحقق قدامه ، وسميه كمان ابتسمتله بحب بعد ماشافت حالته دى واتقدمت منه ومسكت ايده وهو تبت فأيدها وهو بيقولها ...اوعى تبعدى عنى ثانيه وحده من دلوقتى لآخر العمر ياسمسمتى ...انتى متعرفيش انا استنيت اللحظه دى اد ايه ...عمرى كله ضاع وانا مستنى اليوم ده ييجى ..


سميه :خلاص ياشريف انسى كل اللى فات واللى ضاع واعتبر عمرنا ابتدى من النهارده ..


اما عمرو فمكنش يقل عن ابوه فرحه بعروسته وطول الوقت حاضنها وكل ماتبعد عن حضنه يرجع يحضنها من تانى ...


اما نادر فحتى فاليوم دا كان بارد مع سيليا وكسر قلبها لما شافها بالفستان ومقلهاش اى حاجه ولا حتى ابدى اى ردة فعل يحسسها انها عجبته او حتى عجبه التغيير اللى عاملاه فشكلها ...

اتألمت واتجرحت من تصرفه دا لكنها مبينتش ولا عاتبته بس غصب عنها زعلها منه انعكس على شكلها وطفى ابتسامتها ...


راحو على القاعه وهناك كل اتنين قعدو فمكانهم المخصص ونادر ملاحظ ان سيليا مش طبيعيه وان فرحتها انطفت وضحكتها اختفت وحتى سكتت عن الكلام من ساعة ماخرجو من الكوافير متكلمتش معاه خالص ...

فضل طول الوقت عامل نفسه مش واخد باله منها لكن عنيه كانت عليها ومراقبه كل حركه من حركات وشها واديها وحتى عنيها من تحت لتحت ..

ابتسمت وهى باصه لعمتها سميه وشايفاها بتضح مع عمها شريف والاتنين فرحانين ازاى واتنهدت وغمضت عنيها لثوانى ورجعت فتحتهم تانى وبصت شافت نادر بيبصلها ومركز عنيه عليها ..

ابتسمت وبعدت عنيها عنه لكنها رجعت بصتله تانى لما سألها بنبره بارده ..مالك..


سيليا :لا ابدا مفيش 

نادر :امال عامله كده ليه 

سيليا :عامله ازاى يانادر 

نادر :مش طبيعيه ...

سيليا :يمكن عشان النهارده يوم مش طبيعى فعشان كده  .

نادر بعد عنيه عنها بعد مافضل باصصلها شويه كتار وهى بتهرب بعنيها منه فكل مكان وبتتجنبه لحد آخر الحفله .


اخيرا خلصت الحفله والكل رجع على بيته وابتدا الاستعداد لفرح عمرو وسيلين اللى هيتعمل بعد يومين فى ارقى مكان فالامارات وبعده مباشرةًشريف هياخد سميه ويسافر بيها على شهر العسل ...

*********** 

ليل رجعت على بيتها وهى منهاره بعد ماراحت مع عمها ماهر بعربيته لشقة غريب عشان يشوفوه هناك هو ونجمه لكنهم ملقوهمش واتفاجئو من بواب العماره ومراته ان غريب عارض الشقه للبيع ...


فالاثناء دى ماهر غلب يسأل ليل سبب اختفائها طول المده دى وكانت فين وبتعمل ايه لكن هى مكنش عندها اى اجابه على اسئلته ولا رضيت ترضى فضوله ومقالتلهوش غير ان غريب عنده بنت اسمها نجمه وبس ...

لكن غريب خطفها ليه ؟ وعمل ليه فقاسم كده ؟ مقدرش يعرف سببه من ليل ابدااا..


طلبت منه يوصلها على عنوانها وماهر فالاول رفض واصر انها ترجع معاه للفيلا لكن ليل رفضت وقالتله ان فيه ناس زمانهم قلقانين عليها ...


فضلت طول الطريق تبكى بدون توقف على بنتها اللى زمانها دلوقتى منهاره من العياط وهى مع غريب وكل تفكيرها انه راجل غريب خاطفها وهيعمل فيها حاجه وحشه .


ماهر طول ماهو ماشى بالعربيه عقله يودى ويجيب ويحاول يلاقى حل للاسئله اللى فدماغه وعقله توصل لان ليل ممكن تكون هربت من غريب وراحت لقاسم وعشان كده غريب عمل فقاسم كده لكنه نفض دماغه بسرعه اول مالفكره دى جت فدماغه من استحالتها ورجع لحيرته من تانى ورجع يفكر ياترى حصل ايه ..وازاى يبقاله حفيده وليل مخبياها وقاسم عارف ومقالش لحد خالص كل دى اسئله برجلت عقله ومش لاقيلها اى اجابه ولا لاقى عند ليل اى تبرير .


وصلها للعنوان اللى وصفتهوله ومشى بعد ماشافها دخلت عماره واختفت من قدام عنيه وروح بنفس الحيره اللى كان جاى بيها واكتر وهو بيسأل نفسه ياترى ليل هربت من غريب ليه وليه خبت عليه ان عندها بنت منه طول السنين دى !


اما ليل فطلعت لشقة خالتها فريال وهى على الباسطه لسه هتدخل شافت الشقه مفتوحه وفريال قاعده عماله تعيط ومنهاره والجيران كلهم ملمومين حواليها وبيسكتو فيها واول مالفت بوشها ولمحت ليل قامت تجرى وتصرخ بأسمها بكل قوتها وهى فارده دراعاتها واخدت ليل فحضنها وهى بتتكلم من بين شهقاتها ...


بنتى حبيبتى ...كنتى فين ياضنايا رحتلكم الحضانه لما طولتو وملقتكمش ولا لقيت فيها حد وشفت هناك عربيه متدشدشه وقلبي وقع فرجليا من الخوف عليكم ...


ليل جريت من غير ماتتكلم واترمت فحضن فريال وهى بتبكى بألم وفريال شافت حالة ليل دى واعصابها سابت  ومقدرتش حتى ترفع ايدها تضمها وجسمها كله بقا بيترعش ..


ليل بصوت مخنوق :الحقينى ياخاله بتى ...نجمه راحت منى .


قبل فريال ماترد عليها تليفونها رن برقم رحاب اللى امها اتصلت بيها فوقت سابق بعد مارجعت من الحضانه وهى منهاره وبتقولها ليل ونجمه اكيد جرتلهم حاجه انا قلبي حاسس ..


ليل اخدت التليفون من فريال وردت على رحاب بصوت مقهور :

غريب خطف بتى يارحاب ...اللى كنت خايفه منيه حوصول ونجمه بتى راحت من يدى فغمضة عين .


رحاب :اهدى ومتخافيش ياليل غريب ابوها وهى اكيد فأمان معاه متقلقيش .


ليل :طول ماهى بعيد عن حضنى ومش قدام عينى مش فأمان ..انا امانها الوحيد ...بتى راحت ياناس بتى راااحت ..


قالت جملتها دى وانهارت بعدها انهيار كامل ووقعت عالارض مغمى عليها وفريال نزلت معاها وهى واخداها فحضنها وهى بتصرخ :بناتى راحو منى ...بناتى ياناس ...


رحاب سمعت كلامهم وحست بحالتهم وقررت انها ترجع فورا من الكليه وتفضل معاهم عشان متاكده ان لا امها ولا ليل هيستحملو بعاد نجمه عنهم وهيفكرو بقلبهم مش بعقلهم وبناء عليه الاتنين هيدمرو نفسهم من الحزن على نجمه .

*********


اما عند جواهر فبعد مامشيت ليل قعدت قدام قاسم وفضلت تسأله وهو مش قادر يجاوب عليها وتقريبا عنده كسر فالفك عشان بوقه كله اتلوح ومش قادر غير يشاور مشاوره ..


جواهر قامت وراحت على شنطة اركان وجابت كراسه وقلم وبصت لقاسم وشاورتله بصباعها بتحذير وهى بتكلمه :بص انا هسألك وانتا تجاوب كتابه واياك ...شوف اياك تكذب عليا بحرف اكمل عليك .


قاسم هز دماغه بالموافقه 

جواهر :غريب خطف بنته ليه ؟.


قاسم كتب فالورقه :اتجنن

جواهر :وضربك بالشكل دا ليه ؟


قاسم :عشان عرف انى كنت عارف مكان ليل .

جواهر وقفت بعد ماقرت اللى كتبه واتكلمت بصدمه :نعممم ...وهو انتا كنت عارف مكان ليل ياقاسم ؟!


قاسم هزلها دماعه بالموافقه ولسه هيكتب واتفاجأ بجواهر بتهجم عليه ومسكت القلم من ايده رمته ومسكت الكراسه رمتها من طول دراعها ولفت وشها وبصتله وملامحها كلها اتحولت كأنها غوله وقاسم اول ماشاف منظرها رفع رجليه وانكمش فالكرسى وهى مسكته من هدومه وبتهز فيه بكل قوتها وبتتكلم بكل غضب من شدته حتى نبرة صوتها اتغيرت وهى بتقوله ..


بقا كنت عارف مكان ليل ياقاسم ومش راضى تقولى وانتا شايفنى متشحتفه عليها والنار بتاكل فقلبي وانا فاكره انها ماتت ولا جرالها حاجه ...هان عليك ازاى تشوفنى متعذبه كده ومتريحش قلبي ياواطى ...ومش عاجبك اللى عمله فيك غريب ! 

طب دانا لو منه كنت قطعت دماغك وحطيتها هى تحت العربيه وفضلت رايحه جايه عليها ...بذمتك انتا بنى آدم انتا ...


طول ماجواهر بتتكلم قاسم ماددلها ايده وضامم صوابعه وبيعملها حركه استنى هفهمك وجواهر مستمره فاللى بتعمله وآخر ماتعبت مسكت ايده اللى بيشاور بيها دى وعضتها عضه خلته صوت من الالم زى ثرينة العربيه ...


جواهر سابت ايد قاسم اخيرا بعد ماحست ان سنانها سلمو على بعض وواقفه تنهج بتعب وخرجت بسرعه بعد ماادتله بصه ناريه  ورجعت باتنين رجاله البواب والسواق الجديد وشاورتلهم على قاسم من بعيد ..


خدوه على عنوانه وارموه قدام العماره وسيبوه متساعدوهوش حتى يطلع السلم ...


قاسم باصصلها بنبرة ترجى وهيمد ايده عشان يشاورلها تصبر تانى لكنه رجعها بسرعه لما خاف جواهر تعمل فيها زى ماعملت فأيده التانيه ..


اتقدمو الاتنين من قاسم وشالوه وجواهر حاطه ايديها الاتنين فوسطها وباصه لقاسم بعيون حمره زى كاسات الدم وهو فضل يشاورلها بأيده وهما ماشيين بيه يعنى اصبرى هفهمك وهى مش معبراه لغاية مااختفو بيه من قدام عنيها ..

نفخت بعدها بغضب وهى بتقول ...والله ياقاسم لاكون معلماك الادب ومربياك من اول وجديد ...


جميله اللى كانت بتغير لاركان وبعدها اخدته تغديه جات لجواهر وسألتها بحيره :ممكن بقا تفهمينى ايه اللى بيحصل دا !


جواهر :مش لما افهم انا ياماما ابقى افهمك ...ومدت ايدها تفرك جبينها بأجهاد وهى بتسأل نفسها هو ايه فعلا اللى بيحصل دا !!!!


اما عند غريب فالشمس ابتدت تغيب وغريب اتمدد على الكنبه وابتسم وهو مربع ايديه وباصص لنجمته اللى قاعده قدامه وبتلعب فاللعب بتاعتها واتخيل شكل حياته الجايه ونجمته وليله طول الوقت قدام عنيه بالمنظر دا اللى متأكد انه مش ممكن يمل منه حتى لو فضل لآخر يوم فعمره يتأمله ...


عنيه غمضت غصب عنه وراح فالنوم من التعب والارهاق لكن معداش وقت كتير وملامح وشه اخدت وضع الاستغراب وهو حاسس بأيد صغيره بتمشى على وشه بالراحه وبخفه زى ماتكون ريشه رقيقه وابتسم اول مافتح عنيه وشاف نجمته واقفه قدامه وايدها على وشه وهى لما شافته فتح عنيه بعدت ايدها بسرعه


نجمه بعد فترة سكوت اتكلمت وهى لسه باصه لغريب بتمعن :انا افتكرتك ياعمو 


غريب باستغراب :افتكرتينى ؟ 

نجمه :ايوه ..انتا اللى صورتك فتليفون ماما وكل يوم بالليل تفضل باصالها وتعيط ولما اقولها مين كانت تقولى دا دقة قلب ليل ...


غريب غمض عنيه بحنين للكلمه وابتسم وبعدها فتح وبدون مقدمات اخد نجمه فحضنه وقبل ماتتكلم او تعترض همسلها جمب ودنها ...انا اول واحق واكتر واحد من حقه يدخل منطقتك الآمنه دى يانجمتى ...انا قبل كل الناس عارفه ليه ...عشان انا بباكى اللى خلفتك وبسببه جيتى للدنيا دى ...قالها وشم نجمته بعطش لريحتها وريحة ليل اللى فيها والغريبه انه حس ان ردة فعلها هاديه غير المره اللى فاتت واللى اكدله دا نبرة صوتها لما اتكلمت وسألته ...يعنى انتا بابا اللى كنت بسأل عليه ماما طول الوقت وهى متردش عليا ..


غريب هزلها دماغه :ايوه ياروحى انا بابا .

نجمه :وكنت فين ومجتش ليه من زمان عشان تشوفنى انا وماما !


غريب :معلش اصلى كنت مسافر عشان اجيبلك حجات حلوه ولسه راجع حالا ...

نجمه :طيب وليه اخدتنى من ماما وضربت بابا قاسم ؟


غريب :عشان هما الاتنين مكانوش عايزنى اشوفك وكانو مخبيينك عنى .


نجمه :ليه 

غريب بص لبعيد وهو بيرد على نجمه :لسه هسألهم السؤال دا ولما يجاوبونى هرد عليكى ...


واخد نجمه مره تانيه لحضنه ونجمه مدت ايدها المرادى وحاوطت رقابته وهى حاسه من ناحيته بألفه  واطمئنان خلو كل خوف جواها منه اتبخر وهو اول ماعملت كده حس ان الدنيا كلها هى اللى مدت ايديها وحضنته وضحك بفرحه وغمض عنيه وفاللحظه دى لو حد ساله عن احساسه مش هيعرف يوصفه وهو حاضن حته منه بين ايديه واخيرااا وبعد ليالى طوال من تعب البعد النجمه استقرت فحضن القمر ومش ناقصهم غير الليل عشان تكتمل السعاده ...

فرعون 3 

البارت العشرون 20


قاسم روحوه البواب والسواق على عمارته وطلعوه لشقة ابوه وامه وهما شايلينه... وشاورلهم عشان يخبطو عليهم واول ماماجده فتحت الباب صوتت من منظر ابنها ونادت لابوه اللى جه مخضوض واتصدم اكتر منها بمنظر ابنه قاسم... 

وطلب من الرجاله يدخلوه جوا الشقه والرجاله عملو كده وبعد مادخلوه عبد السلام اتصل باخواته احمد ومحمود عشان يجو ياخدو اخوهم للمستشفى وفعلا الاتنين جم بسرعه ونقلو قاسم لاقرب مستشفى وهناك عدلوله الفك بتاعه وضمضو الجروح بتاعت وشه وادوله مسكن وروحوه لما ملقوش فيه كسور هما شوية رضوض ميستدعوش وجوده فالمستشفى ..


قاسم روح وقعد فشقة اهله عشان ياخدو بالهم منه لانه مش قادر يتحرك وحاسس زى مايكون معدى على جسمه قطر بضاعه ....


اما عند جواهر 

اركان جه وقعد جمب مامته اللى هتموت من كتر العصبيه وحتى حلا بنتها الصغيره مش مبطله عياط وسايباها لمامتها ومش قادره حتى تشيلها ...

اركان :ماما هو عمو غريب هيموت نجمه بنت طنط ليل زى ماموت بابا ؟

جواهر لفتله واتكلمت باستغراب ...هو انتا كمان تعرف نجمه وليل ؟

اركان :ايوه وبحبهم هما الاتنين اوووى وخصوصا طنط ليل ..


جواهر بصدمه :ماشاء الله عليكم انتا وابوك والله ...طيب ومجبتليش سيره عليهم قبل كده ليه وانتا طول النهار مصدعنى باصحابك واساميهم واسامى اهلهم ؟

اركان :عشان بابا قلى متقولش لمامتك انك تعرفهم عشان هتزعل منك لو عرفت وتمنعك تشوف نجمه ولا تتكلم معاها تانى .


جواهر فركت وشها بغضب وبصت لاركان ...قوم يااركان ادخل اوضتك انتا دلوقتى ...قوم بدال مااطلع غلب ابوك عليك .


اركان وقف وقبل مايمشى سألها بترجى :يعنى نجمه هتكون بخير ياماما ؟

جواهر هزتله دماغها وهى بتتكلم بصوت مجهد :اطمن ياحبيبي نجمه بخير وهترجع قريب اووى ..


اركان مشى وجميله قربت من جواهر وحطتلها البنت فحجرها وهى بتقولها :انتى متعصبه ذنب الطفله دى ايه تجوعيها وتعذبيها معاكى !

امسكى بنتك ورضعيها وهدى نفسك وياخبر النهارده بفلوس ...اصلا البيت دا من حوالى اربع سنين وهو خربان هو وسكانه ومبقاش حد فاهم التانى بيفكر فأيه وازاى ...زى مايكون شيطان ودخل البيت ودمره وفرق اهله ..

جواهر هزت دماغها بموافقه وهى بتمسك بنتها بتحكم وابتدت ترضعها

وهى بتقول عموما اهى كل الاطراف اتجمعت وهنعرف دلوقتى انهى شيطان هو اللى كان السبب فكل حاجه ..


************

اما عند ليل فرحاب وصلت البيت وزى ماتوقعت لقت امها وليل الاتنين منهارين وبيموتو من الخوف والقلق على نجمه ...ليل خايفه ان غريب ياخدها ويحرمها منها ويعاقبها على بعدها عنه وخصوصا انها متأكده ان غريب بتاع النهارده غير غريب بتاع زمان وبعد صدمتها فيه اللى عمرها مكانت تتوقعها مش قادره تتوقع هو ممكن يعمل ايه دلوقتى ...

اما فريال فهتموت من غياب نجمتها اللى كانت ماليه عليها البيت وطول الوقت تبكى وتعدد عليها وخصوصا وهى شايفه حالة ليل عليها واللى اكدتلها ان نجمه مهياش راجعه تانى .


رحاب احتارت بين الاتنين مش عارفه تهدى مين فيهم وفالاخر سابتهم وقعدت تفكر لوحدها ...دخلت من تليفون ليل على صفحة غريب واخدت رقم تليفونه من على الصفحه وجربت تتصل بيه مره واتنين وتلاته بس كل مره تليفونه بيكون مغلق ...


ليل انهارت واليوم بيخلص وادى الليل بينقضى وغريب مظهرش ولا حد طمنها من ناديه او جواهر اللى وصتهم يتصلو بيها لو رجع بالبنت للفيلا او قدرو يعرفو مكانه ..


تانى يوم ليل زى اى ام بتتعلق بأى امل راحت على حضانة نجمه وهى جواها امل كداب بأن غريب ممكن يودى نجمه حضانتها وبعد ماكل العيال دخلت والحضانه اتقفلت قعدت على حيلها قدام المدرسه تبكى بدل الدموع دم على نجمتها اللى مش عارفه هى دلوقتى عامله ايه وحالتها عامله ازاى ...


رجعت للبيت مره تانيه ودخلت علطول على اوضتها ومسكت هدوم نجمه وفضلت تشم فيهم وتلطم على وشها مسكتهاش غير رحاب وهى بتزعق فيها وتمسك ايديها وتمنعها من اللى بتعمله ...

رحاب :بتعملى ايه ياليل حرام عليكى اللى بتعمليه دا ...اوعى فوقت حزنك تنسى ربك ... رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية»


ليل :سيبينى يارحاب فحالى انى فأيه ولا فأيه .

رحاب :ازاى دا ياليل ...ازاى اسيبك وانا شايفاكى بتعملى حاجه مكروهه ومنكره ...حالتك مش مبرر ابدا انك تعمليها ...استغفري ربك  وادعي ان نجمه بنتك ترجع لحضنك وان غريب جوزك قلبه يحن عليكى وعليها ...قومى اتوضى وصلى ركعتين للى فأيده الحل ..وسيبك من اللطم والعديد اللى هيضرك مش هينفعك ...جواكى كبت وعايزه تصرخى اصرخى بأسم ربنا وبدعوه طالعه من قلبك ...قومى ياليل انتى اقوى من كده انا متأكده .


قامت ليل بعد ماسمعت كلام رحاب واستغفرت ربها وراحت بالفعل اتوضت وصلت وسجدت لربنا تشكيله نار قلبها وتطلب منه الفرج والعون ...وفريال كمان عملت زيها بعد كلام رحاب ورحاب كمان اتوضت وصلت ومسكت مصحفها تقرا فيه بصوت عالى وعذب خلا مامتها وليل هديو والسكينه نزلت على قلوبهم وليل ميلت وحطت دماغها على رجل فريال  وغمضت عنيها وراحت فالنوم من التعب وخصوصا وان فريال فضلت تملس على شعرها بحنان وشفقه ..


***********

اما عند غريب ونجمته ..


نجمه قاعده وحاطه ايديها على خدها بزعل وبتنفخ ...

غريب :روح قلب بابى بتنفخ وزعلانه ليه كده ؟

نجمه بصتله بنص عين ورجعت بصت قدامها تانى ومردتش ونفخت مره تانيه 


غريب :يااااه ...كل دا !

نجمه :هو انتا متعرفش ان اللى بيكذب بيروح النار ..؟


غريب :لا اعرف ..ليه ؟

نجمه :طيب انتا هتروح النار وهتتحاسب مرتين مره عشان  كذبت عليا وقلتلى هترجعنى لماما ومرجعتنيش ...وبعدين هى وحشتنى اوى هى وتيته فريال وبيبو .ومره عشان مخفتش من ربنا وانتا بتكذب .

غريب :ايوه بس انا مكذبتش عليكى وفعلا هرجعك عند ماما ...انا قولت هنقعد مع بعض شويه لغاية مانشبع من بعض وبعدين ارجعك صح ؟


نجمه :صح .

غريب :طيب الشويه دول لسه مخلصوش على فكره .

نجمه بملل :ايوه بس دول شويه كتار اوى انا تعبت ...بص انتا هترجعنى النهارده لماما يعنى هترجعنى دا اخر كلام .


غريب ابتسم على ثبات بنته ونبرة القوه اللى بتتكلم بيها وهز كتافه بقلة حيله وهو بيقولها بصوت بيمثل انه مغلوب على امره ...خلااااص هرجعك مع انى كنت عايز آخدك افسحك فالملاهى الاول ونقضى طول اليوم فالمراجيح ووسط الالعاب ...بس بقا طول مانتى مصممه خلاص ارجعك وامرى لله ..


نجمه حطت صباعها الكبير فبوقها وغريب ملاحظ حركة عنيها اللى بيتحركو شمال يمين بتفكير عميق وابتسم وبص للسقف لما نجمه هزت رجلها النونو بتوتر وهى بتبصله ونطقت بصوت واطى متردد :


طيب خلاص ابقا رجعنى بعد الملاهى وخلاص .


غريب ابتسم ومد ايده لنجمته واخدها حب يشطفها لكنها مرضيتش ابدا وحتى هدومها اصرت انها تغيرها لوحدها من غير مايساعدها لان دا عيب جدااا فرأيها ...

خرجت نجمه بعد ماغيرت واول ماغريب شافها ضحك عليها وهى لابسه هدومها بالمقلوب واخدها من ايدها ورفعها حطها على الكوميدينو قدام المرايه وهى اول ماشافت هدومها مقلوبه ضربت جبينها بخيبة امل ..

غريب :معلش خلينى اساعدك المرادى واوعدك انى هغمض عنيا ومش هبص على اى حاجه وانا بلبسك .

نجمه :طيب ولما تغمض عنيك هتعرف تلبسنى ازاى ؟

غريب :ملكيش دعوه انتى انا بعرف ..

نجمه :طيب غمض عشان هقلع ...غريب ضحك وغمض ونجمه قلعت وهو بقا ياخد قطعة الهدوم ويشوف عدلتها وهو باصص الناحيه التانيه ويرجع وهو مغمض يلبسها لنجمه ...

نجمه بعد ماخلص :برافو عليك انتا اشطر من ماما هى مش بتعرف تلبسنى وهى مغمضه زيك ..ولا حتى بيبو ولا تيته ...يلا بقا نروح الملاهى احسن نتأخر .


غريب :يلا ياروحى ...ونزلها ومسك ايدها وخرج بيها ركبها العربيه وانطلقو على دريم بارك ونجمه باين الحماس على ملامحها وهى بتتفحص الطريق كل شويه وتشوف وصلو ولا لأ.


وصلو وغريب اخدها ودخل بيها وركبها كل الالعاب وهو كمان ركب معاها معظم الالعاب وقلبه طول الوقت بيرقص وهى بتصرخ من الفرحه والسعاده وتمسك فيه جامد وتدخل فحضنه مع كل لعبه تحس بخوف من سرعتها وغريب يضمها لقلبه بكل حنان وحب .


خلصو كل الالعاب ورجعو تانى على طلعو كل الالعاب اللى نجمه حبتها مره تانيه وتالته واكلو وشربو وانبسطو وغريب اشترى لنجمه غزل البنات اللى سابت ايده وجريت على البياع ووقفت تتنطط قدامه وهى بتنادى على باباها عشان ييجى بسرعه يشتريلها منه وغريب راحلها بخطوات سريعه بيمثل انه بيجرى واشترالها اكبر وحدت غزل بنات خلى الراجل عملهالها كذا طبقه بكذا لون وكل ماتكبر قدام نجمه فأيد الراجل نجمه تسقف وتصرخ بفرحه لما بقت اد البطيخه العملاقه ...


نجمه اخدتها من ايد الراجل وابتدت تاكل منها بفرحه وتاخد بأيدها وتأكل غريب ويضحك لما تاخد هى حته كبيره وتديه هو حته نونو وتقوله عشان ميبوظش سنانك ..


لفو كتير اوى ولعبو كتير اوووى وقضو طول اليوم مع بعض وغريب كل مانجمه عينها تيجى على لعبه يشتريهالها فورا ..


غريب :هاه يانجمتى نفسك فحاجه تانيه ؟ 

نجمه هزت دماغها برفض وهى مبتسمه وماسكه دبدوب كبير اكبر منها  .

غريب :انبسطتى ؟

نجمه :اووووى ...بس كشرت مره وحده وابتسامتها اختفت وهى بتقوله ...بس ياريت كانت ماما جت معانا هى وبيبو وتيته كانو هيفرحو وينبسطو اووى .


غريب :متزعليش وعد منى انى هجيبهم كلهم المره الجايه معانا ونقضى احلى يوم مع بعض ..


نجمه بفرحه :بروميس ؟

غريب بابتسامه :بروميس.


نجمه اتنططت بفرحه وبعدها مسكت ايد غريب و فطريقهم للخروج واثناء ماهما ماشين نجمه بصت على ولد ابوه شايله على اكتافه وابتسمت وهى رايحه وراهم بعنيها ولفت على باباها وقبل ماتنطق لقت نفسها بتطير فالهوا وغريب بيحطها على اكتافه وهى مدت ايدها بالدبدوب بعيد عنها وهى بتضحك بصوت عالى من الفرحه واكبر امنيه ليها بتتحقق وهى شايفه الدنيا من فوق كتاف ابوها زى ماطول الوقت بتتمنى ...


غريب مسك منها الدبدوب وقلها امسكى كويس عشان الحصان هيجرى بسرعه ونجمه ميلت ولفت ايديها حوالين رقابته بسرعه لما ابتدا يجرى بيها ويتنطط وصوت ضحكتها النونو مخلى قلبه بيرفرف من السعاده بين ضلوعه وحاسس انه مالك نص الدنيا بين ايديه والنص التانى هيملكه لما يرجع ليل .. 


نجمه وغريب روحو البيت ونجمه بمجرد مادخلت البيت جريت على الكنبه بسرعه ونامت وحضنت دبدوبها الجديد وغريب دخل الحمام اتشطف وغير هدومه ولما خرج شاف نجمه نايمه قرب منها وباس جبينها بابتسامه وشالها بحنيه ودخلها اوضة النوم على السرير ونام جمبها وهو بيتأملها ومن وقت للتانى يخلل صوابعه فشعرها ويسحبهم عشان يحس بنفس الملمس اللى اتحرم منه سنين طويله ...بص للسما من الشباك وشاف نجمته اللى نايمه فحضن القمر فالسما ونزل عنيه على نجمته اللى نايمه فحضنه على الارض واتنهد وحمد ربنا على انه جازى صبره بكل خير وجمعه بنجمته وليله اخيرا...


************

النهار طلع ودا كان اليوم التالت لنجمه بعيد عن بيتها والكل حرفيا بيموت عليها حتى رحاب بعد الثقه والاطمئنان اللى كانو عندها ان البنت مع ابوها ابتدى الخوف والقلق يتسلل لقلبها مع الاشتياق لنجمه واللى من ساعة ماتولدت عمرها مغابت عن عينها ولا حضنها طول ماهى فالبيت سعات مش ايام ...

**********


والحال دا منتهاش لحد هنا وبس ...لا دا النهارده نجمه مع غريب بقالها ٨ ايام كل يوم كان بيخرجها يفسحها فحته شكل يقضو فيها طول النهار ويلهيها عن امها لكن كانت تيجى بالليل وتفتكرها وتفضل مكلضمه وتبتدى نوبة حسابها لغريب على انه لسه مرجعهاش لمامتها لحد دلوقتى ..

اما غريب فعايش اسعد لحظات حياته مع نجمة قلبه وروحه ومش عارف يعمل ايه ولا ايه عشان يسعدها ويفرحها وبالعافيه صابر هو كمان على بعد ليل بس كل مايحن يرجع يفتكر انها لازم تتربي على انها طول الفتره دى بعيد عنه ومخبيه عليه انه عنده بنت واقلمت نفسها على العيشه لوحدها وبتربى بنتها ولا كأنه موجود ولا له حق فبنته ولا فيوم كان له حق عليها ...


كان ناوى يكمل فعقابه ليها ويعذبها اكتر من كده شويه لكن حصل اللى مش هيخليه يعرف يعمل دا لما جاله تليفون من الشغل بأن الزودياك ظهر تانى فالخليج ...


قرر انه يودى نجمه الفيلا لغاية مايروح يخلص المهمه ويرجعلها تانى واهو يبقى مطمن عليها مع اخته ناديه وعمته جميله وموده مرات ابوه ...


**********


فى وقت سابق من اليوم ...قاسم قدر انه يتكلم اخيرا بشكل طبيعى وقدر انه يخرج من البيت واول حاجه عملها انه راح لليل على بيتها ..


خبط على الباب وليل وفريال ورحاب التلاته جريو على الباب بلهفه وليل كانت اسرعهم ففتح الباب واتفاجأت بقاسم قدامها ورافع مسدسه فوشها وهو بيقولها ...

ايه رأيك افضى خزنة المسدس كلها فدماغك الناشفه دى وارتاح واريح البشريه كلها منك ومن عنادك !


ليل زاحت المسدس من على دماغها بضعف وهى بتقوله :وحياة ابوك سيبنى فحالى ياقاسم وقولى خبر يطمنى على بتى احب على يدك ..


قاسم دخل متخطى الكل وقعد على الكنبه بتعب وهو بينقل عنيه بينهم هما التلاته واخيرا اتكلم :

مش لما ابقا اعرف اطمن على عيالى انا الاول ابقا اطمنك على بنتك !


انا بسببك مطرود ومغضوب عليا من جواهر ياهانم ومش بس كده مدلها ايده مكان مكان عضة جواهر ..


جواهر اتسعرت وقطعت اوتار ايدى وشلت صباعى الكبير وبقيت كل اما امسك حاجه تقع من ايدى .


رحاب وليل بصو لبعض وابتسمو بغلب وهو كمل كلامه ...يعنى انا بسببك خسرت صاحبى ومراتى وعيالى وصباعى ...قوليلى اعمل ايه فيكى دلوقتى ..


ليل :معلهش حقك علي ياقاسم وانى مستعده اروح معاك لجواهر واقولها انى انى اللى طلبت منك متقولشى لحد ايوتها حاجه وهى هتسمع منى انى متوكده .


قاسم :طب يلا قومى معايا دلوقتى انا مش مستحمل بعد عيالى ومراتى عنى اكتر من كده ..

ليل قعدت على حيلها اول ماسمعت الجمله دى واتفتحت فالبكا وهى بتقوله :طب انتا وعارف طريق عيالك ومطمن عليهم ...امال انى اعمل ايه اللى لا عارفه لبتى موطرح ولا عارفه هى عامله كيف دلوك .


قعدت جمبها فريال وطبطبت عليها وقاسم اتنهد ورد عليها :


صدقينى نجمه مش هتكون بخير مع حد اكتر من غريب ...غريب روحه فنجمه ياليل انتى متعرفيش كان متعذب اد ايه فبعادكم عنه وخصوصا من ساعة ماشاف الصوره واتأكد ان نجمه بنته منا حكيلك كل حاجه...يلا بقا قومى متضيعيش وقت النهارده الجمعه اجازة اركان وعايز اقعد معاه شويه انا على آخرى ...


وبالفعل قامت ليل ولبست عبايتها ولفت طرحتها ونزلت مع قاسم على الفيلا ...


وصلو الفيلا ودخلو وجواهر اول ماشافتهم داخلين مع بعض قامت ووقفت على حيلها وهى بتبصلهم بنظرات ناريه واخيرا اتكلمت اول ماوصلو قدامها ...

اهلا بالواطيين ...اهلا اهلا


ليل :جواهر اسمعينى فالاول وبعد اكده احكمى .

جواهر :ومين بقا قال انى هصدق اللى هتقوليه ولا اللى الافندى اللى جمبك دا هيقوله بعد النهارده ؟ انتو الاتنين اكتر ناس كدابين فالدنيا دى كلها ..


قاسم :اسمعى بس انتى وبعدين احكمى بنفسك وانا راضى بحكمك ..


قعدت ليل ومسكت ايد جواهر قعدتها جمبها وجواهر كانت صاده منها الناحيه التانيه وبرغم كده ليل ابتدت تحكى لما قاسم فتح معاها الكلام ...


قاسم :فاكره ياجوجو البنت اللى ضربت اركان ...البنت دى كانت نجمه بنت غريب وابتدا يحكى التفاصيل ..


فلاااااش بااااك 

قاسم :

النهارده رايح على حضانة اركان عشان اقوى الولد بوجودى واحسسه بانى دايما معاه وانه ميخافش من اى حد فالدنيا مهما كان وميسبش حقه مهما حصل ...وكمان عشان اشوف المفعوصه اللى علمت على الولد وشلفطته دى جنسها ايه وهى اصغر منه بسنه وقدرت القادره تعمل فيه كده ...

وصلت الروضه ودخلت ووقفت فالطرقه اللى قدام كلاس اركان وحبيبى اول ماشافنى جه طاير عليا وهو بينادى باسمى والميس بتاعته خرجت سلمت عليا واستأذنتها اركان يفضل معايا شويه وهى سابته ودخلت الكلاس تانى ...


قاسم :هاه ياقلب بابا قولى عامل ايه فالحضانه ..فيه حد دايقك تانى غير البت اياها دى ؟


اركان هز دماغه برفض وهو بيقول :مفيش حد يقدر يدايقنى او يضربنى خالص غير هى بس وهى بطلت تضربنى وبقينا اصحاب .


قاسم :ومالك بتقولها وفخور اوى كده بنفسك ...قال مفيش حد يقدر يضربنى غيرها قال ! طب بقولك ايه ..انا عايزك تورينى البت دى عشان اشوف اللى علمت على اركان العو واشوف خيبة ابنى التقيله ..


اركان :احنا خلاص هنروح وهى زمانها هتخرج من الكلاس بتاعها دلوقتى واشاورلك عليها عشان لو رحتلها الكلاس ممكن تتدايق وتضربنى .

قاسم :ياحلاوه ياولاد ...والله عال يااركان العو بقيت تخاف من حتة بنت ...ياخسارة تعبى وتربيتى ..


مستناش قاسم كتير قبل مايسمع صوت جرس انتهاء اليوم الدراسى واركان جرى على الكلاس بتاعه وجاب شنطته ووقف جمب ابوه وهو ماسك ايده ومستنى نجمه لما تطلع من الكلاس بتاعها ولما خرجت اركان شد ايد باباه قاسم اللى كان ملتهى بيتفرج على الرسومات اللى متعلقه على الحيطه فالطرقه وقاله بصوت عالى ...


بابا نجمه اهى ...نجمه نجمه ...وبمجرد ماقاسم التفت لها اتصدم وفضل مبرقلها وهى بتعدى من قدامه وبتتخطاه وهى بتجرى على ست كبيره مستنياها وتحضنها وتبوسها وهى بتقولها تيته وحشتيينى وخرجت معاها وكل دا وقاسم فاتح بوقه بذهول وهو بيحاول يستوعب ان دى البنت اللى صورتهت على اللاب توب بتاع غريب ...


قاسم بتوهان :اركان قولتلى البنت دى اسمها ايه ؟

اركان :اسمها نجمه يابابا 

قاسم ضحك وهو لسه تحت اثر الصدمه: مش ممكن مش معقول ؟ 


يعنى دى بنت غريب وانا اللى لقيتها ؟ والله دى هتكون احلى مفاجأه لغريب واللى بيها غريب هيرجعلى من تانى ويرجع لحياته ودنيته اللى هاجرها بقاله سنين ..


شد اركان من ايده وجرى بيه على العربيه وركبو وطلع ورا الست ونجمه اللى عينه فضلت عليهم مغابتش وفضل ماشى وراهم من بعيد وحده وحده لغاية ماوصلو لبيتهم وقاسم ركن ونزل بسرعه طلع وراهم السلم بس بعدهم بمسافه بسيطه وشافهم وهما بيفتحو باب شقه ويدخلوها ويقفلو الباب وراهم ...


قاسم طلع ووقف قدام باب الشقه وهو كله حماس وفرحه  ورن الجرس وشويه وسمع صوت قفل الباب وشاف الباب بيتفتح بشويش واحلى مفاجأه وهو شايف ليل بتبص عليه من ورا الباب بتحفظ وهى بتسأل مين ...بس بمجرد ماشافت قاسم برقت عنيها بخوف وحاولت تقفل الباب لكن رجل قاسم وايده كانو اسرع وهو بيمنع الباب انه يتقفل وبيهمس لليل ...تؤ تؤ تؤ ...هى دى اداب الضيافه يام نجمه ؟!


ليل نطقت بلعثمه :ننجمه مين ...عاوز ايه ياقاسم وعرفت طريقى من وين انطوق ...

قاسم :طب دى اسئله كتيره ومش هينفع اجاوب عليها وانا عالباب كده ...ممكن ادخل وهجاوبك على كل اسئلتك بس فالمقابل انتى كمان هتجاوبينى على كل اسئلتى عشان الكل يرتاح .


ليل اتنهدت وهى بترد على فريال اللى كانت بتسألها بصوت عالى ...


مين اللى عالباب ياليل ؟

ليل بهمس مسموع  :عذابى ووجع قلبي وقلة راحتى اللى عالباب ياخاله


قاسم باستغراب :للدرجادى ياليل ؟


ليل :خوش ياقاشم خوش واللى رايده ربنا هو اللى هيكون .


قاسم دخل وسلم على فريال اللى كانت قاعده على الكنبه مستغربه من الشخص اللى داخل مع ليل دا وكمان معاه طفل صغير ونجمه اول ماشافتهم جات جرى على اركان وهى مستغربه وبتقوله بصوت طفولى :ارركااان ...انتا عرفت بيتنا ازاى ؟ 


قاسم بص لنجمه وابتسم ومدلها ايده عشان تسلم عليه وهى مدتله ايدها تسلم عليه بتردد بعد ماامها ليل ادتلها الاذن بعنيها وهو شدها عليه وشالها بحركه سريعه وحضنها لكنه اتفاجأ بردة فعلها العنيفه ومقاومتها ليه وهى بتصرخ ...ماى سيفتى زووون ..(منطقتى الآمنه )

قاسم نزلها وهو مصدوم من رد فعلها وبص لليل وسألها :تقصد ايه بمنطقتها الآمنه دى ؟

ليل :دى المسافه اللى المفروض مفيش اى شخص غريب يتخطاها او يقرب منها اكتر منها وهى كد طول دراعها عشان ديه مينفعش وميصحش ...


قاسم هز دماغه وابتسم وهو بيبص لنجمه وبيقولها :شطوره يانجمه ياحبيبتى برافو عليكى ...


ليل كمان قربت من اركان بشوق وهى بتتأمله بحب ومدت ايدها لمست خده بحنان ...انتا اركان ! الله اكبر عليك كبرت وبقيت راجل ياحبيب خالتك ...واخدته فحضنها وضمته على صدرها كانها بتضم جواهر بالظبط وفضلت تشم ريحته مسافه لولا ماسابته ..


قاسم قعد وليل عرفت خالتها فريال عليه وكمان عرفت نجمه عليه على انه عمها ومن ساعت مانجمه سمعت انه عمها استلمت زمام الحديث وانهالت عليه بوابل من الاسئله ...


انتا عمو بجد ...طب كنت فين من زمان ...طب تعرف بابا ...طب هو فين وهييجى امتا ...وقاسم يجاوب على اد مايعرف والباقى يتخطاه ...


نجمه :يعنى بابا هييجى قريب ياعمو انتا متأكد ؟

قاسم :قريب اوى اوى ياروح عمو .

نجمه :طيب ممكن اطلب منك طلب على مايجى بابا ؟ 


قاسم :اتفضلى ياحبيبت عمو اطلبى اى حاجه فالدنيا يابنت الغالى ..

نجمه :ينفع اقولك بابا لحد مابابا يجى عشان انا معنديش بابا ونفسى يكون عندى بابا ..


قاسم رد عليها بسرعه وعينه على ليل وبيبصلها بصة عتاب عشان باعده البنت عن ابوها ومخلياها حاسه بالحرمان ..

طبعا ياحبيبتى تقدرى تقوليلى بابا وتطلبى منى اللى انتى عايزاه وتعتبرينى زى باباكى بالظبط ..


نجمه بصت لمامتها وقالتلها :ماما هو بابا قاسم ينفع يدخل السيفتى زون بتاعتى ؟ 

ليل هزتلها دماغها وبمجرد نجمه ماشافت كده جريت واترمت فحضن قاسم اللى ضحك من حركتها دى ومن جرئتها اللى مشفلهاش مثيل فطفل قبل كده حتى فأبنه اركان اللى  طول الوقت بيعلمه القوه ويعوده عالشجاعه ...


نجمه :طيب يلا يانوجا اخدى اركان وادخلو اوضتك العبو شويه وانا هتحدت انا وابوكى قاسم وابقا انادم عليكم بعد مانخلصو حديت..


وبالفعل نجمه اخدت اركان ودخلو الاوضه وفريال كمان استاذنت منهم ودخلت المطبخ بحجة تعملهم حاجه يشربوها لكنها فالواقع كانت عايزه تسيبهم  يتكلمو براحتهم مع بعض .


قاسم بمجرد ماالست فريال دخلت المطبخ بص لليل فعنيها بتركيز  وقالها كلمه وحده ....ليه 


ليل قعدت قصاده وهى بتقوله :هو ايه اللى ليه بالظبط ياقاسم .


قاسم :ليه كل حاجه ..ليه بعدتى ..ليه خلفتى ومقولتيش ...ليه مستخبيه ....ليه حصل فحياتك انتى وغريب كده؟


ليل :يعنى صاحب عمرك مقالكش ليه ولا جاوب علي سؤالك ديه ياقاسم طول السنين اللى عدت دى ؟ 


قاسم :كل اللى غريب قاله انك اختفيتى ومش عارفلك طريق ...ومن غير سبب ...وغربل مصر كلها من شرقها لغربها عشان يلاقيكى واحنا معاه وملقاكيش .


ليل بضحكه :وه ...حنين قوى طلع صاحبك ديه والله ياقاسم ...له والحلو فالحكايه كلها انه ميعرفشى انى اختفيت ليه ههههههه...

بس مهو لازمن هيقول اكده ...امال يعنى هيقول الحقيقه اللى مش هتخلى حد يبص فوشه واصل ؟


قاسم :طيب قوليهالى انتى يمكن الصوره توضح قدامى والاقى اجابات لكل اسئلتى ..


ليل :هقولهالك ياقاسم ...هقولك كل حاجه وانتا احكم لحالك اذا كنت ظالمه ولا مظلومه ...اذا كان ليا الحق فاللى عميلته ولا له ...


بص ياسيدى ...وابتدت تحكيله كل حاجه شافتها وسمعتها بالتفصيل وقاسم طول الوقت بيسمع ويهز دماغه بعدم تصديق ...


قاسم :لايمكن غريب يعمل كده ابدا ..

ليل ردت ودموعها مغرقه وشها وبتمسحها بكف ايدها ...عيمل والله عيمل ولو مشفتوشى بعينى مكنتش صدقت كيف منتا مش مصدق دلوكيت ...

قاسم بص لبعيد بتفكير وهو بيسترجع فدماغه حالة غريب فالفتره اللى كانت اميره عايشه معاهم فيه واد ايه كان مهموم ومتلخبط وطول الوقت ساكت ورجح انه فعلا فالفتره دى ممكن يكون اعجب بأميره وخصوصا انها قدام عنيه ليل نهار والبنت حلوه وخصوصا لو قارنها بليل مراته  والشيطان شاطر والنفس آماره بالسوء ...بس برضو تفسيره دا فيه حاجه جوا منه بترفض تصدقه مع انه اقرب تفسير للى حصل ...


قاسم :طيب بصى ياليل ...انا مصدقك خلينا نقول بنسبة ١٠٠% وخلاص اتأكدنا ان غريب غلط وخان واستسلم لشيطانه وعدت عليه نزوه زيه زى اى شخص تانى فالدنيا ممكن يحصله كده ...


انا مثلا واحد من الناس ممكن فلحظه ضعف يحصل معايا كده ...


لاننا فالاول وفالاخر بشر ياليل مش ملايكه ولا انبياء ...وعشان اى انسان بيغلط يبقا لازم نعذر ونسامح ...


وانتى بالذات ياليل رصيد غريب عندك يخلى ليه حق كبير عليكى يشفعله انك تسامحيه ...

وخصوصا ان دى مش اول مره تحصل معاكى وعلى حد علمى انك كنتى متجوزه قبل كده جوزك كان متجوز عليكى وعادى ...


واصلا فالصعيد عندكم اسمع ان عادى الواحد يتجوز وحده واتنين واربعه ...يبقا ليه كبرتى الموضوع وخليتيه تفاقم لدرجة انك تفضلى سنين بعيد عنه وشايله مسئولية بيت وبنت لوحدك رجاله بشنبات متقدرش تشيله ...ليه كل دا ياليل ليه ؟ 


ليل :يمكن عشان عندى كرامه زى باقى الخلق ياقاسم مع ان شكلى اقل منيهم بس سبحان الله ربنا خلى عندى كرامه كديهم ....


قاسم :مين جاب سيرة شكل دلوقتى فوسط كلامنا دا ياليل ؟

ليل :حديتك كله معناته اكده ياقاسم ...تقدرى تقولى معناتها ايه ان غريب ليه رصيد حداى وعملى كتير ؟ وتقصد ايه بكلمة اناى بالذات دى...؟ اقولك انى المعنى اللى تقصده ..


انتا تقصد ان غريب حبنى ...وديه كتير على وحده زيي ...قدملى حياه كريمه ...وديه كتير على وحده زييى ...اتجوزنى وادانى اسمه ...وديه برضو كتير على وحده زيي ..مع انه عادى لاى وحده ؟!

.واى وحده فمكانى كان هيبقى من حقها تتصرف كيف منا اتصرفت وتعمل زيي واكتر ومحدش يلومها لكن انى مش من حقى ديه ....ليه ...

عشان انى فنظركم اقل من انى اتجرح او اتألم ...او احس بوجع الخيانه ...طيب مش عيخطر على بالكم خالص انى حداى قلب وعيحس كيف كل القلوب ؟ 

اكيد طبعا له ،عمرها متاجى على بالكم دى واصل ...كل اللى عياجى على بالكم ان وحده زيي لو حد قدملها القليل لازمن تعيش مزلوله ليه العمر كله مهما عيمل فيها تقول كتر خيره وتسلم عفيته ..


وبعدين تعالا اهنه :انتا كيف عاوز غريب يتساوى حداى بمؤمن ؟ كيف اصلا عتحطهم فمقارنه جار بعض وهما واحد بحجم الدنيا وواحد بحجم حفنة تراب ؟؟


قاسم لسه هيتكلم لكن سبقته ليل بنبره حازمه :واياك ياقاسم تقول مقصديش اكده عشان القصد باين ...وعايز تعرف انى ليه بعدت وقررت انى اعيش لحالى انى وبتى ...عشان متوبقاش بتى هى لوية دراعى ونقطة ضعفى اللى اضطر انى اتحمل عشانها اى حاجه تحصلى من غريب واتقبلها بنفس راضيه حتى لو كانت الحاجه دى فوق طاقة قلبي زى انى اشوفه مع اميره واشوف فعينه فرحته بيها وكأنه عيقولى انى توى اللى اتجوزت صوح ...


بس اللى مش قادره افهمه وقاهرنى بزياده ياقاسم غريب كيف نفسه تتدنى على خطيبة اخوه وصحبت مرته ...كيف لغى عقله ومشى ورا رغبته وداس على كل اللى حواليه كيف !


قاسم :والله ياليل دا السؤال اللى محدش عارفله اى اجابه لحد النهارده ..ولا غريب اتكلم فيه ولا حتى نادر قبل مايسافر اتكلم مع حد فأى حاجه غير بس لما اميره فسخت خطوبتها معاه وبعدها بيجى شهرين سافر فجأه ..


ومن ساعتها محدش يعرف اخباره ولا يعرف عنه حاجه غير انه عايش مع مامته ..والاغرب موقف عمى ماهر اللى كان مشجع غريب على جوازه من اميره وواقف جمبه فوش اى حد يعترض او يسأل حتى مجرد سؤال ازاى دا يحصل .


ليل :اه ياوجع قلبي عليك يانادر ...اكيد عرف ياحبة عينى واللى عرفه دبحه واختار انه يبعد زي الطير المدبوح ماعيمشى من غير تفكير ويروح لحته بعيده تطلع روحه فيها لحاله بعيد عن الناس اللى دبحته ...طب تعرف انى والله طول الوكت عايله هم نادر وعسأل ياترى عامل كيف دلوك والايام قدرت تداوى جرحه ولا لساته مفتوح وعينز ؟


قاسم :والله ياليل فيه جروح من عمقها لا الايام ولا السنين ولا حتى العمر كله يقدر يداويها زى جرح نادر كده لو كان عرف فعلا باللى عمله اخوه مع خطيبته وحبيبته ...


عموما ياليل انتى دلوقتى مينفعش تفكرى بانانيه فظل وجود نجمه مابينك انتى وغريب ...سيبك من غريب واحتياجه ليها بس هى البنت محتاجه لاب فحياتها ومفتقده دا جدا وحرام عليكى تحرميها من ابوها ...

ارجعى لغريب ياليل وبالنسبه لاميره غريب طلقها ومبقلهاش وجود فحياته واصلا هى من الاول ملهاش وجود فحياته وجوازهم كان تصليح غلطه مش اكتر ...


ليل :واعيش معاه كيف ياقاسم وكل ماابص فوشه اتفكر عملته السوده وخيانته لي ...اتفكر منظر اميره اللى ليه سنين عيقطع فقلبي ويحرق فروحى وهى على فرشتى وفوق سريرى ؟


قاسم :مع الوقت هتنسى صدقينى ..تعالى على نفسك عشان خاطر نجمه مش عشانك ولا عشانه ولا عشان خاطر اى حد فالدنيا ..


وقبل ماليل تنطق اتكلمت فريال اللى كانت خارجه من المطبخ بالشاى بعد ماراحت الاوضه لنجمه واركان بصينيه عليها اكل وحطتهالهم عشان يتغدو :

على فكره ياليل البيه عنده حق فكل كلمه بيقولها ...نجمه بتكبر يابنتى وكل ماتكبر هتحتاج لباباها اكتر منك انتى ...ايوه انتى تقدرى تربى وتعلمى وتصرفي بس عمرها ماهتقدر تستقوى بيكى على الايام لانك ست وضعيفه مهما كان ....والحياه للعيل مش اكل وشرب ولبس بس ياليل...صدقينى احتياج بنتك لما تكبر لسند هتكون اكبر من احتياجها لاى حاجه فالدنيا ...احتياجها لاب يسأل على اى حد يتقدم لبنته ويطمن ان الانسان دا هيصونها ويحافظ عليها ...احتياجها ليه يمسك ايدها ويسلمها بنفسه لعريسها  تستقوى بيه وتتحامى فيه قدام جوزها واهل جوزها لو حد داسلها على طرف ...


كل دى حجات ميقدرش عليها الا الاب  الام متقدرش تعملها  وبتفرق قوى مع الوحده صدقينى يابنتى ....انا اكتر وحده لازم تسمعى كلامى وانا بقولك كده عشان انا عشت نفس ظروفك وعارفه الدنيا بتعمل ايه فالست اللى من غير راجل ..


ليل سكتت ومتكلمتش وقاسم كمل :اسمعى الكلام ياليل ومتنشفيش دماغك فحاجه لمصلحة بنتك فالمقام الاول ...اعتبري رجوعك لغريب تضحيه من ضمن التضحيات اللى بتضحيها اى ام عشان ولادها ...


ليل هزت دماغها بموافقه بعد ماحطت ايدها على دماغها واتكلمت بقلة حيله :خلاص ماشى موافقه اعرفه انه حداه بت وكمانى موافقه ارجعله بس ادونى وكت اهيأ نجمه انها هيكون حداها اب وابتدى اكلمها عليه وحده وحده واعرفها عليه وكمان انى اكون استعديت نفسياً لخطوه زى دى ..


قاسم :موافق بس بشرط ...هما اسبوعين بس تعملى فيهم كل دا وبعدها انا بنفسى اللى هاجى اخدكم واوصلكم لحد غريب واشوف الفرحه فعنيه بنفسى برجوعكم ليه ...


ليل هزت دماغها بموافقه وقاسم ابتسم بسعاده وهو بيتخيل منظر غريب اول مايشوف مراته وبنته قدامه فأحلى مفاجأه ممكن تحصله فحياته ...


ليل :بس فيه شرط ...اوعاك ياقاسم تقول لصنف مخلوق انك عرفت طريقنا غير لما غريب يعرف اول واحد ...وخصوصى جواهر اللى اول ماهتعرف هتاجى طايره وتخرب كل حاجه ..وكمانى تنبه على اركان انه لايقول لحد انه يعرف نجمه ولا انكم جيتولنا اهنه .


قاسم رفع حاجبه واتكلم :بت انتى انا اتوجوست منك اوعى تكونى ناويه تنيمينى وتهربى اجيبك من قفاكى اقسم بالله ولعلمك انا هحط عليكى حراسه واحطك تحت المراقبه من النهارده ٢٤ ساعه فحال انك حبيتى تلعبى بديلك كده ولا كده .


ليل :له متخافش مهعملشى حاجه ولا ههروب ولا عاد فيا حيل للهروب حته ..

فريال :متخافش يبنى ليل عاقله وطول ما ادتلك كلمه مش هترجع فيها اطمن ..سيبها عليا انا ..


قاسم :وانا مصدقك ياخاله وهسمع كلامك عشان انتى باين عليكى طييه وانا حبيتك من ساعة ماشفتك ..دا كفايه اللى عملتيه مع ليل ..


فريال :ربنا يحبب فيك خلقه يبنى ويراضيك ويجبر بخاطرك ...


قاسم :طيب امشى انا بقا ووقف ونادى على اركان واخده وخرجو لكنه وقف على الباب ولف لليل اللى كانت ماسكه الباب عشان تقفله وراهم ومد ايده فجيبه وطلع محفظته وطلع منها فلوس ومدهم لليل ...خدى يام نجمه خلى دول معاكى ..

ليل :كتر خيرك ياقاسم بس انى والله حداى فلوس يامه ومنيش محتاجه حاجه واصل .


قاسم :معلش حتى لو معاكى هتاخدى دول منى واعتبريهم هديه او اعتبرى انى جبت حاجه لنجمه فأيدى وانا جاى ..يلا بقا مدى ايدك عشان انا بفرهد من المناهده واسهل حاجه انى هعملها وبصراحه نفسى اعملها من اول ماشفتك انى آخدك بوكس فمناخيرك اكسرهالك زى مناخير ابو الهول .


ليل ضحكت ومدت ايدها اخدت منه الفلوس بعد ماشكرته ..

قاسم :مفيش شكر بينا احنا اخوات ونجمه بنتى وانا هعتبر نفسى مسئول عنكم لغاية مااسلمكم لغريب بأيدى ..


ليل وطت لمستوى اركان وباسته وحضنته مره تانيه وشمته وابتسمت وهى بتتخيل اليوم اللى هترجع فيه لجواهر وتحضنها الحضن دا ..


قاسم نزل هو واركان وركبو العربيه وقاسم وصى اركان ميجيبش سيره لحد عن نجمه او ليل واركان وعد باباه بكده ...


ومن يومها وقاسم كل يومين تلاته يزورهم ويسبلهم فلوس ويجيب لعبه فأيده لنجمه وكان المفروض انه ياخدهم من عشر ايام ويطير بيهم لغريب على سينا لكن فيه مشكله قابلته فشغله عطلته ودا طبعا مكانش فصالحه ابداًااا...


بااااااااااك ....


جواهر :يعنى انتا متعرفش مكان ليل ونجمه غير من ايام بس ؟ 


قاسم :وغلاوتك وغلاوت عيالى من ايام بس ...

جواهر بصتلهم ونقلت عينها مابينهم هما الاتنين ...طيب قاسم وعرفنا حجته ...وانتى بقا ياست ليل ايه حجتك ؟ 


قاسم :اقولك انا حجتها عشان هحكيهالك باختصار لانها لو حكتها هى هتقعد ساعات ودموع تغرقنا وبرابيرها تزحلقنا ومش ناقصه قرف هى ...وابتدا يحكيلها الحكايه بالمختصر المفيد ....


يادوب قاسم خلص كلام وجواهر هتتكلم من وسط دموعها لكنهم فوجئو بصوت اركان بيزعق ويقول ...نجماااااة ...عمو غرييييب ..وجرى عليهم وقاسم وقف بخوف وليل جريت استخبت فأوضه قريبه بسرعه قبل ماغريب يشوفها وياخد نجمه ويهرب بيها مره تانيه ...وبالمره تقدر تعرف هو قاعد بيها فين لما تمشى وراه وتراقبه لو كان جاى بيها زياره وماشى تانى ..


غريب دخل وهو بيتلفت بعنيه فالفيلا على عمته جميله او ناديه لكنه مشافش حد منهم بس شاف قاسم اللى كان واقف ومستعد للجرى من قدام غريب فأى لحظه لو هجم عليه ...


غريب :اهلا بالواطى كويس انى لقيتك هنا عشان فيه حساب مابينا لسه مخلصش ..


قاسم لف ورا الكنبه يحتمى بيها وهو بيقوله بصوت عالى ...لا بقولك ايه ..ولا حساب ولابتاع ..واصلا انتا ولا ليك عين تتكلم معايا اصلا ..ومسألة انى مقولتلكش عشان ليل طلبت منى كده وبصراحه بعد ماحكتلى عن وطيانك وخيانتك ليها انا احترمت رغبتها واحترمت قرارها ...هاه انكر بقا انك خاين وخونتها انكر ...


وهنا غريب بحركه سريعه كان ناطط من فوق الكنبه وماسك قاسم من هدومه ومديله بوكس فنص وشه ...


غريب :انتا بالزات مينفعش تقول عليا خاين وانا كل اللى حصل فحياتى كان بسببك انتا !


قاسم اتكلم وهو بيحاول يتخلص من قبضة غريب :ليه ياخويا اكونش انا الشيطان اللى وسوسلك ولا اتحولت عفريت ولبست اميره وعملتلك اغراء وجرجرت رجلك للرزيله !


غريب ناوله بوكس تانى وهو بيقوله :لا انتا عملت الانيل ...انتا اديتنى حبايه يومها مخلتنيش فوعيي ولا فتركيزى ...اديتنى حبايه دهولت حالى وخلت وحده قذره زى اميره تستغل الموقف دا وتوهمنى وتوهم الكل انى قربتلها وانى غلطت معاها .


قاسم نزل ايديه اللى كانو بيقاومو غريب وبطل مقاومه وهو بيسأل غريب بصدمه ...توهمك ؟!...يعنى ايه توهمك ؟


غريب :يعنى تخدعنى ..يعنى تستغفلنى وتفهمنى انى ضيعت شرفها وانها تعيشنى فعذاب ضمير سنين وانا ملمستهاش ...تخلى ليل تبعد عنى وتسيبنى وتفتكر انى خونتها وكسرت قلبها وانا مقدرتش اعمل دا حتى وانا مش فوعيي ...تحرمنى من بنتى سنين افضل فيهم على امل انى اخدها فحضنى او المحها من بعيد وكل اللى كنت اقدر اعمله انى احلم بيها طول الوقت وانا صاحى وانا نايم ...


ورخى قبضته من قاسم وهو بيكمل بانكسار عرفت ليه هى عملت كده ؟ ...

يلا قولى مين السبب فاللى حصلى ياقاسم ...قولى لو مأخدتش الحبايه اللى سيادتك اديتهانى مش كان زمانى دلوقتى عايش مبسوط مع مراتى وبنتى !

وفوق دا ودا تعرف مكانهم ومتقوليش وانا اللى طول الوقت دا مرضتش اقولك ان حبايتك هى السبب فكل اللى حصلى وفدمار حياتى عشان مخلكش تعيش فعذاب ضمير وانا عارف عذاب الضمير بيعمل ايه فالواحد ...وشوف انتا قابلت كل دا بأيه ... دا ايه الجحود اللى انتا فيه دا يااخى ..


قاسم اتكلم بنبره حزينه وهو باصص لصاحبه وهو بيكشفله انه هو طول الوقت السبب فكل حاجه وحشه بتحصله وفضل ساكت ومتكلمش واتضحت دلوقتى قدامه اسباب بعد غريب عنه ومعاملته ليه بجفاء ::


طب انتا بطلت ضرب ليه ..اضرب ياعم .


غريب سابه وراح قعد على الكنبه بتعب وفرك وشه وهو بيتلفت حواليه على نجمه ملقهاش ..قام مخضوض يدور عليها لقاها فالجنينه ماسكه اركان بتضرب فيه وجواهر بتحوشها من ابنها مش قادره ...


غريب جرى عليها وشالها من فوق اركان وهى فضلت تضرب فيه برجلها وغريب لف بيها بسرعه وحطها عالمرجيحه وحاوطها بأديه وهو بيهديها ....شششش خلاص اهدى ...بتضربيه ليه عملك ايه ؟


نجمه :عشان لما انتا وعمو قاسم كنتو بتتخانقو هو كان عايز يجرى يضربك عشان بتضرب باباه ..فانا ضربته عشان هو عايز يضربك .


غريب ضحك وحضنها بحب واركان جرى على قاسم ابوه عشان يشتكيله من نجمه ...

اركان :بابا نجمه ضربتى


قاسم :وابوها ضربنى انا كمان .. مهو على رأى المثل انا وابويا على ابن عمى ...واطمنك يبنى ان زى ماابوك متمرمط من ابوها ومش بيقدر يتكلم ..انتا كمان هتتمرمط منها ومش هتقدر تتكلم برضو ...احنا اتكتب علينا نعيش


متعلم علينا من الناس دى .


غريب دخل ببنته نجمه ونادى على عمته جميله اللى خرجتله من اوضتها ملهوفه لما صحيت على صوته وجاتله جرى ...


ايوه ياحبيبي انا جيت اهو ..


غريب :فين بابا وناديه والباقيين امال ؟


جميله :يمان اخدهم عشان يفسحهم ويقضو اليوم بره هما وعيلته ..خير ياحبيبي هو ايه اللى بيحصل ..قالتها وهى بتبص لقاسم اللى موطى وشه وبيمسح الدم من شفته اللى اتفتحت تانى وهى ملحقتش تخف من اول علقه لسه ..وبعدها نقلت عينها على البنت اللى فحضن غريب واللى افتكرت بمجرد ماشافتها انها هى نفسها البنت اللى ضربت اركان فالحضانه وفتحت عنيها باستغراب ولسه هتتكلم وتسأل غريب لكن هو سبقا واتكلم ..


غريب :مفيش حاجه انا جاى النهارده عشان اسيب بنتى نجمه فأمانتك وهسافر يومين وارجع اخدها منك تانى ...


جميله بصدمه :هى القمر دى تبقا دى هى بنتك ياغريب؟ ... ومدت ايدها عشان تلمس خد نجمه لكن نجمه بعدت وشها عنها وجميله كملت ..طب والله انا قلبي رفرف عليها اول ماشفتها فالحضانه لما رحت مع اركان وحسيت انى اعرفها من زمان ودخلت قلبي ...بس انتا خطفتها من ليل ليه ياحبيبي وكنت بيها فين ؟


غريب :معلش مش هقدر اشرحلك حاجه دلوقتى ولا اوضحلك اكتر عشان مستعجل ..انا دلوقتى همشى وجواهر وقاسم هيفهموكى كل حاجه ....سلام ياعمتو وخلى بالك من نجمتى دى امانه عندك ...قال كلمته واتحرك بنجمه قعدها على الكنبه وقعد على ركبه قدامها وهمسلها بكام كلمه وهى هزت دماغها ليه بالموافقه وهو ابتسم واخدها فحضه ونجمه حاوطت رقابته بأديها وحضنته هى كمان ...


قام ولف عشان يمشى لكن صوتها خلاه اتسمر فمكانه وهو مديها ضهره وهى بتتكلم بصوت بيرجف:


عرفت كيف انها ضحكت عليك يوميتها وانك مقربتش منيها ...اظن عشان تتوكد من حاجه زى دى ملهاش غير طريقه وحده ياغريب ؟!


غريب غمض عنيه وقلبه رجف من المفاجأه ومن حنينه لنبرة صوتها لكنه ابتسم بتهكم وهو بيلفلها وبيقاوم نفسه بكل قوته عشان ميجريش ياخدها فحضنه وهو بيرد عليها :


اكيد طبعا ...لازم هتشكى وتظنى الاسواء ...لازم كل مره تثبتيلى ان مفيش جواكى من ناحيتى ولا ذرة ثقه ...المفروض مردش عليكى بس اخاف لو عملت كده تهربى منى وتختفى طول حياتك الباقيه ...


اميره اتجوزت ياليل وفليلة دخلتها حصلها نزيف واتنقلت المستشفى وهناك اكتشفو كل حاجه ...ولان ماما مريم كانت عارفه كل حاجه من الاول لما عرفت كده طلبت تقرير من المستشفى بحالة بنتها وبعتتهولى عشان تخلصنى من عذاب ضمير كان بيقتلنى كل يوم ...


اتفضلى اقري بنفسك عشان تتأكدى من كلامى ..وفتحلها التليفون على صورة التقرير عالواتس واداهولها وليل اول ما قرت اللى فيه وشافت هو مبعوت من مين دموعها نزلو وحطت ايدها على بوقها تكتم شهقتها ...


غريب برغم انه مش قادر يستحمل دموعها تنزل قدامه الا انه قوى نفسه واتكلم بنبره ثابته ...بنتى هتفضل هنا فالفيلا .....لو حابه تيجى تقعدى معاها لغاية ماارجع واخدها على بيتى اهلا وسهلا ...مش حابه يبقا تتفضلى تروحى مكان ماجيتى بس لوحدك من غيرها ...واياكى تفكرى انك تاخديها معاكى لانك لو عملتى كده هتلاقى رجالتى بره الفيلا مالين المكان وهيعرفو يمنعوكى كويس اوى ....ودلوقتى انا ماشى وهغيب يومين ولما ارجع هيكون لينا كلام تانى مع بعض وحساب مفتوح لازم يتقفل وكل واحد ياخد اللى ليه ويدفع اللى عليه للتانى ...


لف ومشى من قدام ليل وهو بيجاهد عشان يدارى فرحته ويكتم ابتسامته ولما وصل عند باب الفيلا لف وبصلهم بصه اخيره وهما حاضنين بعض هما الاتنين وجاهد عشان فاللحظه دى ميجريش عليهم ويضمهم هما الاتنين ويدخلهم بين ضلوعه من كتر شوقه وحبه ليهم ..


ليل خرجت وراه عالجنينه وهى شايله بنتها نجمه وشايفاه وهو بيبعد وبتتشبع عنيها منه وبتتأمل كل شبر فيه كان وحشها لدرجة الجنون ..طوله، ملامحه ،مشيته ريحته، كل الحجات اللى كانت تحلم تلمحها لو مره وحده بس طول السنين اللى فاتت ...


هو ركب عربيته واتحرك وطلع على سينا وهو بيمنى نفسه بايام حلوه جايه واتنهد بارتياح وهو بيودع وجع الفراق وتعب القلب ...


وهى نزلت نجمه جمب اركان فالجنينه ودخلت الفيلا وبمجرد مادخلت جواهر جريت عليها واخدتها فحضنها وهى بتتكلم من بين دموعها :ياحبيبتى ياليل كل دا كنتى شايلاه لوحدك وساكته ؟ كل دا استحملتيه من غير مااكون جمبك وامسك ايدك واقويكى عاللى انتى فيه !


وفجأه وبدون مقدمات ليل صرخت وهى حاسه باسنان جواهر بتتغرز فكتفها ..


ليل :ليه اكده جاكى شوطه اتهوستى ياك ؟ قالتها وهى بتفرك مكان عضتة جواهر ...


جواهر وهى بتمسح دموعها بايدها ...دى حاجه بسيطه عشان قدرتى تقعدى كل المده دى من غير ماتشوفينى ولا تسألى عليا ياواطيه .


قاسم متابع الموقف وضحك على ليل اللى هتبكى من عضة جواهر وهو بيقولها ...على فكره ياليل هتعوزى تاخديلك واحد وعشرين حقنه فبطنك عشان جواهر عندها سعار وبتفضل صاحيه طول الليل تاكل فديلها ...انا حذرتك وانتى حره ...انا عن نفسى اخدتهم بعد ماعضتنى..


وبص لاركان ابنه اللى قاعد جمبه ومنكمش على نفسه من بعد العلقه اللى ادتهاله نجمه وطبطب عليه وهمسله : معلش ياضنايا ربنا يصبرنا على العيله المجرمه اللى وقعنا فيها دى اللى ايدهم والضرب وبقهم والعض ..صبرنا يارب انا وابنى على مابليتنا.


ليل قربت وقعدت على الكنبه جمب قاسم اللى قالها :ولازال الضرب جارى بسببك ياست ليل هانم ...


بقولك ايه يجى جوزك وتقوليله انك انتى اللى صممتى انى اخبى عليه انى عرفت مكانك وتصالحينا على بعض ...منا مش حمل ضرب كل شويه ..انا صحتى على ادى وبتتدهور يوم عن يوم مع كل علقه يديهانى جوزك الديناصور المجنح ده ...


ليل :له ياقاسم تقلقشى من الحته دى ...دانى هخلى غريب لما يعاود يعلقك فالسقف ويعملك كيف كيس الملاكمه وكل مايكون فاضى يدخل يضرب فيك شويه ويطلع ...بقا تطلع انتا اوس المشاكل كلها ومحدش عالم ؟


طيب ياقاسم ان ماخليت غريب يطلع البلا الازرق على جتتك مبقاشى انى ليل ...


وسرحت وهى بتفكر اد ايه هى ظلمت غريب لما مدتلهوش فرصه يدافع فيها عن نفسه واتجاهلت قلبها واللى بيقولهولها وغلطة غلطه بتسرعها دا دفعت تمنها اربع سنين من اجمل سنين عمرها وعمره وبتسأل نفسها ياترى هتقدر تعوض غريبها عن ظلمها ليه دا ازاى ....


بس برغم دا كله الفرحه الاكبر اللى حاسه بيها هى بسبب ان غريب مقربش من اميره ولا لمسها ولسه غريبها ليها لوحدها وكل شبر فيه موشوم عليه لمساتها هى وبس .     

                       الفصل الواحد والعشرون من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-