أخر الاخبار

رواية فرعون الفصل الخامس والسادس 5و6بقلم ريناد يوسف


 فرعون ج 3 

افصل  الخامس والسادس 

بقلم ريناد يوسف


قاعد على مكتبه والباب خبط واللى على الباب دخل بعد ماسمحله بالدخول واتفاجأ بسيلين بنت خاله الكبيره بتدخل ومعاها خاله عامر.


نادر وقف واستقبل خاله بابتسامه :ازيك ياخالو ..نورت شركتك .هاى سيلين


سيلين :هاى نادر 

عامر: الشركه منوره بيك ياحبيب خالو...هاه قولى اخبار الشغل ماشى معاك ازاى ... خد بالك انا بسأل وانا واثق فيك وفشطارتك ومتأكد ان كل حاجه تمام ...بس دا سؤال روتينى لازم يتسأل يو نو .


نادر:بصراحه انا لو اتغريت بنفسى بعد كلام حضرتك دا والشهاده الكبيره اللى اديتهادنى دى دلوقتى محدش يلومنى..

عامر : ههههههه ولد بكاش طالع زى ماهر باباك بالظبط ... يلا بقا انت هتيجى معانا انا وسيلين نازلين نتغدا غدا عمل وحابب اعرفك على ناس تقيله..

 وانتا وشطارتك بقا وتعرف تستغل العلاقات دى فمصلحة الشركه .


وكمان فيه بزنس مان مصرى من اكبر رجال الاعمال واتقلهم فالسوق ...ودا بقى صديق شخصى ليا وصاحب طفولتى وعايزك تدخل معاه فشغل على تقيل وانتا مطمن ...

نادر :متخافش بأذن الله مش هسيب الناس دى غير وانا مورطهم ..قصدى مشغلهم كلهم معايا ..

عامر بضحكه : وانا واثق جدا فقدراتك ...وبص لسيلين ..يلا يابابي ؟ 

سيلين :افتر يو ياحبيبي .


اتحرك عامر وسيلين وراه ووراهم نادر اخد مفاتيح عربيته وخرج من مكتبه ...وهما ماشيين لمحتهم سيليا من اوضة مكتبها وقامت عليهم جري :ايه هو دا ...يعنى تدخلو الشركه وتخرجو منها كده ولا كان فيه وحده تقربلكم هنا اسمها سيليا ؟ طيب ارمو السلام حتى دا السلام لله ؟ 

عامر فردلها ايديه :تعالى ياعفريته..سيليا راحت على حضن ابوها ...

عامر : احنا على فكره جايين ناخد نادر عشان بزنس مش خارجين نتفسح .

سيليا :اكيد طبعا هتخرجو فشغل امال يعنى لو هتتفسحو ابو الهو...قصدى نادر هيخرج معاكم ؟ 


هاه قولى بقا ايه الشغل اللى خارجينله فريق كامل متكامل دا !

عامر :غداء عمل مع رجال اعمال ومستثمرين من كذا بلد وهاخد نادر اعرفه عليهم عشان الناس دى هتفيده جدا فشغله ..

سيليا :طيب منا بعرف اتغدا غداء عمل زيكم بالظبط ...ومش بوقع الاكل على نفسى ولا هكسفكم قدام الناس مبتاخدونيش معاكم ليه بقا ؟


نادر شبح ابتسامه اترسم على شفايفه لكنه اختفى بسرعه وهو بيدور وشه للناحيه التانيه ..

عامر :ادخلى هاتى شنطتك وتعالى يالمضه هانم .

سيلين بجديه :بس بسرعه ياسيليا لو سمحتى معندناش وقت ...قالتها ورفعت ايدها تبص فساعتها ...


سيليا دخلت جرى جابت شنطتها وخرجتلهم وهى بتعدل فنفسها ونزلت معاهم على العربيه وقعدت ورا هى وسيلين فعربية نادر ..وعامر قعد فالكرسى اللى جمب نادر من قدام وطلعو بالعربيه ...

فى الطريق وهما ماشيين بالعربيه تليفون نادر رن وشاف المتصل وشغل السماعه البلوتوس ورد على المكالمه ...

نادر :ايوه ياحبيبتى اخبارك ...

سيليا سمعت كلمة حبيبتى وارنبت ودانها وقربت دماغها لقدام بانتباه وتركيز ..

وفضلت تسمع لكلام نادر للى على التليفون وشافت ضحكه وهزاره وفرحته وهو بيتكلم ولاول مره تشوفه فالحاله دى ومندمج والنار ولعت فيها ومنطفتش غير وهو بينطق اسم ناديه وعرفت انه بيكلم اخته .

سيليا ابتسمت ورجعت ضهرها لورا على الكرسى بارتياح 

خلص نادر مكالمته مع اخته واتنهد بعدها ورفع عنيه بالصدفه وعنيه جت فعين سيليا اللى طول الوقت مركزاهم عليه ونزل عنيه بسرعه وبص قدامه بعدم اهتمام ...

وصلو المطعم ونزلو كلهم وكانو اول الحضور وهما اللى استقبلو الناس وطلبو الاكل وقعدو كلهم على طربيزه مستطيله وابتدو يتجاذبو اطراف الحديث .

سيلين كانت عمليه وكلامها محدودو وفحدود الشغل وبس ...زى نادر بالظبط ...

اما سيليا فكانت منطلقه فالكلام فشتى الموضوعات العامه مع كل واحد منهم عن بلده ..واهم المعالم اللي فيها والمناطق اللى زارها واللى لسه مزارهاش ونفسه يزورها.. وعزمت نفسها على رحله لبلد كل واحد فيهم والكل رحب بيها وعملت جو فالمكان والكل اندمج معاها واعجبو بروحها الحلوه ولباقتها ...


شريف : سيليا ايه رأيك تيجى تشتغلى معايا .

سيليا :اشتغل ايه ياعمو ؟ وبكام ..وبالدولار ولا باليورو .

شريف :هههههههه شاطره اوى انتى ..عموما ياستى هتشتغلى مديرة علاقات عامه وهتكونى مسئوله عن مقابلة كل العملا والاتفاق معاهم واقناعهم بالتعامل مع شركتنا ...هاه ايه رايك ..وياستى بالنسبه للمرتب فاللى تحدديه هتاخديه وغير كده وكده كل صفقه بعموله حلوه ...قولتى ايييه ؟


سيليا :احممم هو عرض مغرى فعلا ..وبصت لنادر وسألته متمنيه انه يعترض على انتقالها من الشركه ومن جمبه ...ايه رأيك يانادر فالعرض بتاع عمو شريف ؟

نادر رد عليها وهو بياكل وعينه فطبقه ...ممتاز 

سيليا :يعنى موافق انى اروح اشتغل معاه واسيب الشركه ؟

نادر :والله القرار قرارك ودى حاجه ترجعلك واظن محدش من حقه انه يتدخل فحاجه تخص مستقبلك وشغلك غيرك...كل واحد ادرى بمصلحته وهو اكتر حد يعرف هى فين .

سيليا :اممممم ...طيب حيث كدا بقا انا اسفه ياعمو مش هسيب شركة بابا وهفضل فيها عشان حابه اتعلم الشغل بيمشى ازاى عشان ناويه امسك الشركه بعد فتره واكون انا المسئوله عن كل حاجه فيها .

شريف :حقك ...بس افتكرى ان عرضى دا هيفضل قائم طول العمر ومرحب بيكى فشركتى فأى وقت .

سيليا ردت وعينها على نادر :ميرسى ياعمو على الثقه بتاعت حضرتك فيا دى ...وبأذن الله هتلاقى الاحسن منى للوظيفه دى .


نادر خلص اكل واستأذن وقام راح التواليت وغاب شويه ورجع وكمل كلام مع الكل وكل اللى كانو قاعدين اعجبو بيه وبطريقته فالشغل والكل رحب بالتعاون معاه والدخول فى شراكه مع شركته بعد ماتأكدو انه بيتمتع بالذكاء اللى يخلى اى حد يتعامل معاه يكون مطمن من طريقة ادارته للبزنس .

الكل مشى ومفضلش بس غير عامر وبناته ونادر وشريف ..

عامر :بكره انتا معزوم عندى فالبيت انتا وابنك ياشريف اوعى متجيش .


شريف :مجيش ازاى ؟ وافوت على نفسى عزومه فيها اكل  بيتى وانتا عارف انى بقالى فتره طويله علطول سفريات وزهقت من اكل المطاعم ..


عامر :لا اطمن هتاكل احلى اكل من تحت ايد اختى ام نادر .


شريف باستغراب ولهفه :هى سميه هنا ؟ آاا قصدى هى الست ام نادر سابت مصر هى وعيلتها واستقرو هنا ولا جايين زياره ؟ 


عامر : هى فعلا استقرت هنا بس هى ونادر بس وبنتها فمصر مع باباها عشان انفصلو بقالهم فتره .


شريف بفرحه :بتتكلم بجد ...واتنحنح بأحراج وهو بيحاول يدارى فرحته على لهفته باحلى خبر سمعه  فحياته واستاذن وقام روح فورا وهو حاسس انه لو فضل قاعد معاهم  اكتر من كده حالته هتفضحه وهيبان عليه اللى فضل مخبيه ودافنه فقلبه من سنين طويله ومحدش قدر ينبشه ولا يعرفه ...


حب طفولته وصباه ومراهقته وشبابه اللى كان بيكبر جواه كل يوم عن اليوم اللى قبله لسميه وهو شايفها بتكبر قدامه يوم بعد يوم وكان مستنى الوقت المناسب عشان يطلبها للجواز ويكلل صبره وحب السنين ...لكن للاسف ماهر كان اسرع منه بخطوه وخطفها منه قدام عنيه وهو وقف عاجز يتفرج ومقدرش يعمل حاجه ولا يدافع عن حبه وخصوصا وهو شايفها فرحانه بالخطوبه ومقتنعه بماهر كل الاقتناع ..


بٍعد واتمنالها السعاده مع ماهر وهو كمان اتجوز وحاول يعيش حياته لكن عمره مانسيها ،ولايوم غابت عن باله وطول السنين دى وقلبه جواه مكان خاص محدش قدر يسكن فيه غير سميه...


فضل ماشى بالعربيه بيلف فالبلد وحاسس انه صغر يجى ٣٠ سنه لورا ورجع شريف المراهق  اللى قلبه بيدق طول الوقت باسم سميه وضحكته نورت وشه  وابتدت تتفتح جوا قلبه براعم امل صغيره فأنه ممكن بعد السنين دى كله ربنا يستجيب لدعوه فضل يدعيها زمان فكل سجده بدون ملل بأن سميه تكون ست بيته ومراته وام عياله...صحيح الدعوه لو اتحققت دلوقتى هتكون ناقصه ...لكنه راضى باى حاجه ....


حلو انولاد الامل بعد اليأس ..حلوه الفرحه لما بتيجى بعد الحزن .. حلو ان الانسان يلاقى حاجه غاليه على قلبه بعد ماكان فاكر انه ضيعها للأبد....حلوه الحياه بالحب ⚘


عند عامر فالشقه

عامر :هاه ياسميه متأكده انك مش محتاجه اكل من بره اجيبه.. لسه قدامنا وقت على فكره .

سميه :على فكره ياعامر انتا وترتنى بسؤالك دا اللى كل شويه بتسأله ...هى اول مره هطبخ فيها يعنى ولا ايه ؟ وبعدين خلاص فهمنا ان الضيف الغامض اللى جايلك النهارده ومش راضى تفصح عن هويته دا مهمممم عندك جدا ..


خلاااص بقا روح استريح وكله هيبقى تمام على الوقت ...وبعدين مش انتا قلت الراجل جاى مخصوص ياكل اكل بيتى ..تقوم انتا تبعتله اكل من مطاعم ؟

عامر وهو بيشاور عليها بصباعه السبابه :ايوه ايوه صح ..انتى صح ...طيب عامله اكل كفايه ؟

سميه :هو انا لما سمعت انه جاي شخصين بس كنت سامعه صح ولا سمعت غلط ؟

عامر :لا سمعتى صح هما اتنين بس فعلا ..بس يعنى لازم الاكل يكون بكميه كبيره يعنى ...

سميه :متخافش انا عامله اكل كتير ولو كانو الاتنين دول من قوم يأجوج ومأجوج هيروحو شبعانين ...

عامر بضحكه :اه لو يسمعك اللى فبالى وانتى بتشبهييه التشبيه دا كان اغمى عليه من الضحك .

سميه :ياسيدى ربنا يبسطه دايما بس لو سمحت اخرج بقا من المطبخ خلينى اعرف اتحرك ...ياسيلين ..

سيلياا ..تعالو خدو باباكم لو سمحتو ..

عامر :لا مفيش داعى انا خارج لوحدى ..واتحرك ناحية باب المطبخ وخارج لكنه لف مره وحده ...متأكده مش عايزه حاجه من بره ؟

سميه بزهق :ييييييه 

عامر :خلاص خارج اهو متتنرفزيش ...وسابها وخرج وراح على اوضته يلبس عشان يكون فاستقبال صاحبه وحبيبه وصديق طفولته ..

الجرس رن فالميعاد بالظبط ونادر اللى كان وصل لشقة خاله راح على الباب وفتحه واستقبل شريف وابنه عمرو ودخلهم الصاله وعامر استقبلهم بحراره ...

قعدو وحطو الورد والشيكولاته على الطربيزه وخرجتلهم سيلين وسيليا وسلمو عليهم وكانو غايه فالاناقه وكل وحده احلى من التانيه ...

البنات بعد ماسلمو راحو على المطبخ لعمتهم وشريف طول الوقت من اول مادخل الشقه وعنيه بتدور عليها ..


الفضول هيقتله وهو بيسأل نفسه ياترى السنين غيرت شكلها ولا لسه زى ماهى اجمل نساء الارض زى ما كان بيشوفها دايما...


ياترى لسه زى ماهى بتهوى السفر وتعشق الخروج والفسح ولا الدنيا والسنين ضيعت شغفها وحبها للحياه ؟ 

مستمرش فضوله كتير وهو شايفها خارجه من المطبخ وسط بنات اخوها الاتنين وشافها زى البدر كعادتها وعهده بيها ...كل وحده فيهم كانت شايله اطباق وبتقرب من السفره وهو مع كل خطوه بتقربها قلبه بيخبط فقفصه الصدري كأنه عايز يطلع من بين ضلوعه ويقولها بنفسه اد ايه هو اتعذب بسببها واد ايه مكنش بيقدرش يسيطر على دقاته لما بتكون قصاده وتعب اد ايه بعد منها ....

سميه حطت الاكل عالسفره واتقدمت منهم وشريف وقف وابنه كمان وقف وسميه سلمت عليهم بابتسامه ...

شريف :عامله ايه ياسمسمه ..ياترى فاكرانى ؟ 

سميه ميلت وشها وديقت حواجبها ورجعت اتأملت شريف من تانى وبعدها وشها ابتسم وهى بتقوله ...شرييييف ..معقوله !والله معرفتك غير من الاسم اللى محدش بينادينى بيه غيرك ؟

شريف :الحمد لله انك افتكرتينى مع انى كنت مراهن نفسي انك مش هتعرفينى 

سميه :انا فعلا معرفتكش غير من اسم سمسمه بصراحه ...متغير كتييير ...اخبارك ايه واخبار عيلتك ايه..ابنك دا مش كده ؟

شريف :عمرو ..وحيدى وهو اللى طلعت بيه من الدنيا وعايشين لبعض انا وهو من ساعة وفاة مامته الله يرحمها .

سميه بتأثر :الله يرحمها ...عموما ياعموره لو احتجت اى حاجه اعتبرنى زى ماما ياحبيبي واطلبها بدون تردد 

عمرو :ربنا يخليكى ياطنط كلك زوق واتشرفت جدا بمعرفة حضرتك ...بصراحه انا بابا حكالى كتير عن حضرتك بس برضو هو مقدرش يوصفك بالظبط لانك احلى كتير من الوصف ..

وهنا نادر الحراره عنده وصلت فووول وهو شايف امه بتتعاكس قدامه ....اصل يعنى ايه راجل يوصف فأمه لابنه ؟ وعلى اى اساس ؟ 

نادر اتنحنح بغضب واتكلم وهو جازز على سنانه:طيب يلا ياماما ياحبيبتى كملى رص الاكل عالسفره عشان الاكل كده هيبرد ومش هيبقاله طعم ..ولا ايه 

سميه اتحركت فورا على المطبخ هى والبنات وكملو رص السفره وقعدو كلهم مع بعض ياكلو ..

شريف :اه صحيح ..البقيه فحياتك فمامتك ياسمسمه...اسف والله معرفت غير لما وصلت هنا اول امبارح 

والا كنت جيت مخصوص عزيتك لو كنت اعرف انك هنا ...

وهنا نادر مستحملش وساب الشوكه والسكينه فالطبق بعنف عملو صوت قوى خلى الكل انتبه ..

عمرو ميل على باباه :متلايمها ياشرشر ولا عايزنا نخرج من هنا مضروبين ؟..

متبطل نحنحه وتراعى ان ابن الست قاعد معانا على السفره وانتا عمال تدلع فامه وتقولها ياسمسمه وناقص تقعدها على رجلك وتأكلها فبوقها!...


عرفنا انها حب الصبا بس مش كده ...نتقل ونلاحظ ان فيه ناس معانا ملهاش ذنب وحرام تنضرب بسبب طيش ابوها ...

شريف :بس ياولد انتا ..كل وانتا ساكت وسيبنى انا اتكلم براحتى ..دنا مصدقت الاقى فرصه اطلع حاجه من الكلام اللى كاتم على قلبي طول عمرى 

عمرو :طيب اتكلم انتا وانا الحق آكل عشان اعرف انضرب كويس ...

عامر كان عارف بحب شريف لسميه بحكم قربهم من بعض لكن عمره مافيوم قال لشريف انه عارف ولا عمره قال لسميه ان شريف بيحبها وساب للاتنين مطلق الحريه فتوجيه مشاعرهم والاعتراف بيها.. ولما سميه اتقدملها ماهر ووافقت معترضش على قرارها 

لانه ملامهاش وهو شايف شريف واقف بيتفرج عليها بمنتهى السلبيه وهى بتضيع منه ومحاولش يعترض او يدافع عن حبه ليها وكان رأى عامر وقتها ولسه عند رأيه لحد دلوقتى ان اللى ميدافعش عن حبيبه ميستحقهوش ..

جمعهم النهارده هما الاتنين متعمد يشوف اذا كان ليهم فرصه مع بعض كل واحد فيهم يعوض التانى عن سنين وحدته ولا السنين طفتهم ...


لكن اللى شافه فعيون شريف طمنه ...شاف نظرة لهفه وحب وحنين متغيرتش برغم السنين اللى فاتت دى كلها

نادر استأذن وقام من على السفره مدايق وخرج فالبلكونه وسند ايديه الاتنين على درابزينها وسيليا لما حست بزعله وديقته قامت وراه 


سيليا بضحكه :مش عيب تسيب مامتك بتتعاكس جوه وتيجى  تقف لوحدك هنا ؟

نادر لف ناحيتها وبصلها بغضب ..

سيليا مدت ايديها قدام وشه ...خلاص خلاص بهزر معاك والله ايه شكلك هتحدفنى من البلكونه 


نادر دور وشه ومردش عليها 

سيليا : على فكره بقا انتا دمك تقيل اوى يانادر وزودتها اوى معايا وانا عمر ماحد عاملنى كده قبل كده 


نادر ساكت وهى نفخت بغيظ وضربت رجلها فالارض بغضب ولفت عشان تمشى لكن وقفتها كلمته ...


على فكره انتى عيله اوى ...وانا مبحبش العيال عشان كده مبتكلمش معاكى ..واصلا مفيش بينى وبينك اللى يستدعى العشم اللى متعشماه فيا دا ولا حتى عتابك ليا.


سيليا :والله ؟ طب ايه رأيك فانك ابن عمتى مثلا دا ميخليش بينى وبينك صلة قرابه  وصلة رحم وكده ؟ 


نادر :لا مش شرط ...مش شرط صلة الرحم تفرض على الناس القرب من بعضهم والوثوق فبعضهم ...مش شرط عشان انا ابن عمتك انك تمشى ورايا وانتى مغمضه مثلا وتقولى دا قريبى وواثقه فيه ....


ولا شرط عشان انتى بنت خالى اصدقك فكل حاجه واأثق فيكى واقول لايمكن تكدب او تخون ...


صدقينى صلة القرابه دى احيانا بتكون ستار بتتدارى وراه بشاعه كبيره ...خلى بالك من الكلمتين دول واحفظيهم عشان الدرس دا لو علمتهولك الحياه هتاخد تمن الدرس دا منك غالى اوى ..


سيليا بفرحه لانه لاول مره يتكلم معاها :اشطا حفظت الدرس خلاص .


نادر اتكلم برفعة حاجب :متاكده انك امارتيه واتولدتى واتربيتى هنا ومسافرتيش مصر خالص انتى ؟ 


سيليا بضحك :ههههههه عشان اللهجه يعنى !...علفكره تيته ..اللى هى جدتك برضو مكنتش ترضى اننا نتكلم معاها غير مصرى من صغرنا وكانت معاها شماعة هدوم كانت بتلسوعنا بيها لو لقطنا كلمه من ماما ولا من المدرسه واتكلمنا اماراتى ..ماما بقا اعترضت كتير على تصرف تيته دا واتخانقو مع بعض كتير وبعد سنين من الجدل تيته خلت ماما تتكلم مصرى لبلب ونستها كل الكلام الاماراتى ....وبابا طول الوقت كان يتريق على ماما ويقولها المصرى معروف بجبروته ..

نادر ابتسم ابتسامه خفيفه ودور وشه الناحيه الثانيه 

سيليا :طيب ممكن بقى تيجي تدخل جوه عشان الضيوف دي عيب.. ده بعد اذنك يعني

نادر اتحرك بيأس عشان بس يخلص من سيليا وكلامها وزنها رجع قعد وسطهم ...

وطبعا ما كانتش صعبه عليه يفهم نظرات شريف لامه سميه


 وخصوصا و هو شايف الابتسامه على وش عمرو ابن شريف وهو  بينقل عينيه مابين ابوه وسميه واللي زاد غضبه سيليا اللي ملاحظه الموضوع وكل ما يبص لها يلاقيها مبتسمه ...


شريف طول القعده ما بطلش يشكر في اكل سميه ونفسها الحلو واعترف 100 مره انه اول مره ياكل اكل بالطعامه دي لدرجة ان نادر كان نفسه يقوم يمسكه من هدومه ويقوله مخلاص ياعم الحج مش كلت قوم روح بقا... 


وبعد قعده طويله سميه وشريف كانوا محورها اخيرا شريف وابنه استاذنوا ومشيوا بس بعد ما كان نادر شاط من الغضب والغيره على امه اللي بتتعاكس قدامه وهي في السن ده وهو سامع ومش قادر يتكلم ..


اما عامر فافى المقابله دي اتاكد تماما من الحاجه اللي كان محتاج يتاكد منها وعرف ان شريف لسه بيكن لسميه نفس المشاعر وده كان واضح قدامه وضوح الشمس


نادر اخد امه وراحوا على شقتهم وهو زعلان وبيتكلم معها بالعافيه 


سميه : مالك يا نادر يا حبيبي انت زعلان من حاجه ؟ 


رد عليها نادر ماما اسالك سؤال وتردى عليا بصراحه ...هو حضرتك زمان كان في حاجه بينك وبين اللى اسمه شريف ده؟

سميه باستغراب .. ليه يا حبيبي  بتقول كده..؟.

 نادر اصل ما تزعليش مني يا ماما انا حسيت ان نظراته لكى مش بريئه ابدا.... 

سميه: يا حبيبي شريف ده عشرة عمر هو وخالك وصاحب طفولته ويعتبر متربي وسطنا في الفيلا وانا بعتبره اخ زي عامر بالضبط وانت لازم تعتبره فمقام  خالك... 


نادر :متاكده مفيش حاجه غير كده؟ 


 سميه :طبعا متاكده وبعدين تعال هنا انت بتفكر ازاى؟!

 يعني تفتكر انى بعد العمر ده كله ممكن افكر في اللي جه فبالك ده !...


نادر اتنهد بارتياح... معلش يا ماما بس انا فعلا اتضايقت جدا من الموقف اللي شفته قدامي دا مش عارف ليه ...يمكن عشان مش عايز اخسرك وتبعدى عنى زى ماكلهم بعدو عنى 


سميه: انا امك يانادر وعمرى مااقدر ابعد عنك ياحبيبي ..وبالنسبه لديقتك فدا عادي دي غيره الابن على امه، وهي متختلفش كثير عن غيرة الزوج على زوجته  على فكره الاثنين بنفسه القوه بس كل واحد بيغير بطريقته..


. نادر طيب نقفل الكلام في السيره دي بقى ...انا داخل عشان انام لو سمحتى ابقى صحيني بعد ساعتين عشان ورايا ميعاد مهم


سميه: حاضر حبيبي خش ارتاح انت وانا هابقى اصحيك...


دخل نادر عشان ينام واتمدد على السرير وحاول يغمض عينيه لكن كلامه مع سيليا النهارده قلب عليه المواجع وخلاه رجع افتكر كل حاجه حصلت معاه من اكثر من ثلاث سنين....


 لسه فاكر احداث اليوم اللي مش هيقدر ينساه طول عمره ولا تفاصيله هتروح من  باله... يوم تلقيه لاكبر طعنه من اقرب حد ليه.. اخوه وصاحبه وحبيبه غريب .


مش بس كده ..دا كمان قبل اليوم دا كان في احداث ثانيه ومفاجآت لنادر كانت من العيار التقيل لكن اكبرهم واقواهم الصراحه كانت صدمته فغريب...


فلاااااش بااااااك 


نادر 

كنت قاعد فالمكتب وجالى اتصال من اميره بعد بعد انقطاع شهر ونص كاملين من غير اى اتصال مابينا خلصت فيهم التماس كل الاعذار لموقفها دا لغاية ماتعبت ..


وتحديدا من بعد ماظهرت نتيجتها وجبتهالها وطلعت ناجحه ..


فرحت جدا عشان خلاص الحاجز اللى بيفصل بينا انتهى واميرتى هتنور حياتى وخلاص التوتر اللى كانت حاسه بيه طول الفتره اللى فاتت هيضيع ويحل مكانه فرحه وسعاده ...


 مرضيتش ابلغها بالنتيجه على التليفون ...اخدت بعضى وسافرت على الاسماعيليه وقلت اعملهالها مفاجأه ...


حبيت اشوف الفرحه فعنيها وانا ببلغها بالنتيجه ...والاهم كان نفسى المس فرحتها بقرب جوازنا ...رحتلها وانا كلى امل وفرحه وسعاده ...لكن اللى حصل انها خيبت كل آمالى واللى شفته منها فاق كل توقعاتى ...


كانت بارده معايا لاقصى الحدود فمقابلتها ...فنظراتها ..حتى فرحتها بنجاحها كانت بارده ...كانت طول الوقت سرحانه ..بكلم فيها فين لما ترد الكلمه ...سألتها اكتر من مره فيه ايه ..اتكلمى يااميره مالك ...احكيلى لو فيه حاجه تاعباكى ..لكن السكوت واللامبالاه كان ردها الوحيد على كل كلامى ...

لكن مش دى الحاجه الغريبه الوحيده اللى شفتها يومها ....لا دنا شفت كمان طنط مريم فحاله غريبه اول مره اشوفها فيها ..


قاعده حزينه ومطفيه ..وكل ماعينى تيجى عليها من بعيد الاقيها بصالى وعنيها مليانه دموع ...مفهمتش وقتها معنى بصتها دى وفضلت بحيرتى منها ومن اميره ...عم راضى الوحيد مابينهم اللى كان بيتكلم طبيعى ..


واحنا قاعدين عالسفره عم راضى قال جمله حسيتها برجلت كيان الاتنين ...

راضى :يلا بقا شد حيلك يابطل عشان نفرح بيك انتا واميره ...خلاص بقا معدش فيه حجج ...


اميره رفعت دماغها بسرعه زى اللى اتصدمت ...وطنط اميره كانت بتشرب كاس الميه وقع منها وغرق هدومها والاكل اللى قدامها وقامت بسرعه من على السفره دخلت الحمام وانا حاسس انها مش قادره حتى تتوازن وهى ماشيه ..


رجعت يومها وجوايا مليون علامة استفهام ...والفرحه اللى كنت رايح بيها رجعت بيها مطفيه ..


من يومها وكل مااحاول اتصل بيها او اتواصل معاها ترد عليا مامتها وتطلعلى بحجه شكل ...قلبي وعقلى وكل ذره فيا تعبت من التفكير والانتظار والتماس الاعذار ليها ...


لغاية اليوم اللى تليفونى اعلن عن اسمها بيتصل ...مش عارف ليه قلبي ساعتها ارتعش قبل ايدى وانا برد على الاتصال ...جانى صوتها لاول مره من شهر ونص ...

رديت عليها بلهفه وهى اتكلمت بكل برود ..قالت جمله وحده بس ...لكن الجمله دى حسيت بعدها ان الكون كله وقف من حواليا لثوانى وانا بحاول اقنع نفسى انى سمعت غلط ...

نادر انا آسفه بس احنا مش هينفع نكمل مع بعض ..


رديت عليها وانا بقاوح فنفسى واقنعها انى سمعت غلط....انتى بتهزرى يااميره صح ..بس دا هزار بوابين على فكره ..


اميره :نادر ارجوك اسمعنى وافهمنى كويس ..انا راجعت نفسى فالفتره الاخيره واكتشفت اننا مابينا حجات كتير مختلفه ...يمكن متبانش ليك دلوقتى بس انا متأكده انها هتظهر مع العشره ...وعشان كده انا رأيي اننا منجاذفش بمستقبلنا وحياتنا ونبعد من دلوقتى ونتجنب الفشل فالمستقبل ...


نادر :والله ؟ بالسهوله دى ؟ ..وقوليلى بقا ياترى لقيتى الانسان اللى محستيش بالاختلاف معاه وعشان كده بتنهى معايا ؟ 


اميره :نادر لو سمحت خلى اللى مابينا ينتهى بطريقه لطيفه واسلوب متحضر ...مش انا يانادر اللى اكون مع حد وادور على غيره ...عموما انا مش هتكلم اكتر من كده 

 وافتكر كويس ان النهايات اخلاق ..


وسلام دلوقتى وماما هتبقى تكلم عمو ماهر عشان تخلص معاه الموضوع دا .


نادر :يااااه ...حتى طنط اميره موافقه على موقفك وكلامك دا ! وخلاص كده اللى مابينا بقا موضوع وهيخلص ؟ ...عموما يااميره انتى حره وانا هحترم اى قرار تاخديه ...دى حياتك ودا حقك ...بس افتكرى انك وانتى بتاخدى حقك ضيعتى حقى انا فالحياه .

مع السلامه يااميره ...خدى بالك من نفسك ...وقفل السكه ...


خرج بعدها بعربيته يلف فالشوارع زى المجنون ويسأل نفسه ياترى هو غلط فأيه ولا عمل ايه خلى اميره تتغير معاه وعليه كده ...ايه اللى فيه بيخلى كل اللى بيحبها تبعد عنه ...ايه اللى مبتلاقيهوش فيه وبتلاقيه عند غيره ؟ 


يومها الدنيا داقت بيه وملقاش حد يروحله غير غريب ....غريب اللى كان متدمر فالوقت دا اكتر منه من بعد غياب ليل وهو مش عارفلها طريق ولا عارفها راحت فين ولا حصلها ايه ....حس وقتها ان غريب هو الوحيد اللى هيحس بيه عشان هو داق الفراق وعارف اد ايه بيوجع ...


راح لغريب على الشقه وضرب الجرس واول ماغريب فتح الباب نادر اترمى فحضنه وابتدا جسمه كله يتهز وشويه شويه ابتدت شهقاته تعلى ...غريب خمن حالة نادر دى من ايه ورفع ايده حاوط نادر وهو بيبلع ريقه بالم ومراره ....بعده عن حضنه ودخله جوا والاتنين قعدو وهما ساكتين مفيش واحد فيهم نطق بكلمه لفتره لغاية مانادر قطع الصمت دا ..

سابتنى ياغريب ...سابتنى بعد كل الحب دا ...سابتنى وحجتها ان احنا مختلفين ومش هننفع لبعض ..

غريب :انساها يانادر ....انساها وطالما هى اللى اختارت البعد سيبها تبعد عنك عشان بجد اميره متستاهلكش يانادر ..صدقنى كده احسن ليك انتا 


لا ياغريب متكدبش عليا ...قولى انهم فعلا مبيشوفوش فيا حاجه تتحب ...قول انهم لما بيبصو حواليهم بيلاقو الاحسن ...قول انى عندى نقص بيخليهم يبعدو عنى بس وقولى نقصى فأيه ...نبهنى لعيبى ياغريب انتا اخويا ومرايتى وانعكاسى ...انتا الوحيد اللى المفروض متكدبش عليا من بين العالم دا كله ...


غريب فالوقت دا كان بيسمع نادر وقلبه بيتقطع ودموعه نازله على لحيته العاليه وشفايفه بتترعش من كتر الغضب والالم والزعل على كسرة اخوه وقبل منها ضياع حياته وكله بسبب الكلبه اللى اسمها اميره ...اللى غلط غلطة عمره يوم ماسمحلها تفضل فبيته بعد ماشاف تصرفاتها القذره وكان كل تفكيره انها فترة مراهقه وهتعدى وهترجع لعقلها من تانى ...


مقدرش يكسر مريم ويخيب املها فيه ولا يزعل نادر منه لما يطرد خطيبت اخوه من بيته ...لكن اللى حصل ان اللى خاف على مشاعرهم واستحملها عشانهم هى دبحتهم بدم بارد من غير اى  رحمه ولا شفقه


نادر برغم زعله الا انه لما شاف حالة غريب كده واتأكد انه ابتدى يتعب بدال ماكان جاى ومستنى منه دعم وقوه  بقا هو اللى يهدى غريب ويسكته ويحاول يرجعه لحالته الطبيعيه ....غريب من اليوم اللى اختفت فيه ليل وهو حابس نفسه فشقته ...مش عايز يكلم حد ولا راضى حد يقتحم خلوته ...خس كتير ووشه بان عليه التعب ..تحت عنيه اتكسى بالسواد ودقنه طولت ومش راضى يحلق ....


كلنا حاولنا نخرجه من الحاله دى وخصوصا قاسم اللى طول الوقت هيتجنن على غريب ونفسه يرجعه لحياته وشغله لكن مش عارف ...مكنش فأيده  غير انه ياخدله اجازه ورا اجازه لغاية ماكل الاعذار اللى كان بيقدمها لرؤسائه خلصت وخلاص غريب على تكه ويتفصل ويخسر شغله اللى بيحبه ...


اختفاء ليل مره وحده وبدون مقدمات لغز حير الجميع ...الكل دور عليها ...تقريبا مسحنا مصر كلها من شرقها لغربها لكن ليل مكانش ليها اثر زى متكون ابره فكوم قش..


بعد ماتعبنا من اللف والسؤال والتدوير كلنا اقتنعنا بحاجه وحده ...الا غريب الوحيد اللى رفض يصدق الحقيقه دى او حتى يتخيلها ....

ان ليل تكون ماتت....

اصل ملهاش معنى تانى غير كده ...وحده تختفى وميبقلهاش اثر ومفيش بينها وبين جوزها او بينها وبين اى حد خلاف ...يبقا حاجه من اتنين ..يأمه هربت مع حبيب ودا من عاشر المستحيلات مع ليل ...يأمه اختفت بفعل فاعل ونظرا لمدة غيابها الارجح ان حياتها انتهت ....


من يومها وغريب اتبدل من النقيض للنقيض ...بقا واحد تانى فعلا غريب عن الكل ...تصرفاته كلها غرابه وكلامه مع الكل بمنتهى القسوه ....وكأنه بيحمل كل اللى حواليه ذنب غياب ليل ....


مشيت يومها من عند غريب بعد ماكل واحد فينا فرغ همه بدموعه ورجعت على الفيلا ولقيت مريم مبلغاهم بالخبر وشفتهم قلقانين عليا ....طمنتهم انى مش فارق معايا اصلا ...مش عشان حاجه لكن عشان ميزعلوش عليا ولا اشوف نظرات شفقتهم عليا طول الوقت ...


تقبلت قدرى ودفنت وجعى فقلبي وبقيت اقضى طول وقتى فالشغل لعل الشغل يقدر ينسينى او عالاقل يلهينى وياخدنى من نفسى .


عدى بالظبط اسبوع او عشر ايام وخلصت شغل فالشركه ونزلت ركبت عربيتى وفنص طريقى للفيلا قلت لنفسى اما اروح لغريب اقعد معاه شويه ....وصلت للعماره وطلعت وانا على باسطة السلم اللى تحت شقة غريب علطول وقفت لما سمعت صوتها اللى لايمكن اخيب نبرته ابدا...ايوه دا صوت اميره ...معقوله اكتشفت انها مش قادره تعيش من غيرى وجايه لغريب عشان ترجعلى من تانى ....


فاللحظه دى حلفت انى هسامحها برغم كل العذاب اللى عاشه قلبي بسببها ...مش مهم كل حاجه ..المهم انها رجعتلى ....


لكن فرحة اللحظات دى مدامتش وانا بسمع كلامها لغريب ...


اميره :غريب  انتا لازم تتصرف وتعلن جوازنا فاسرع وقت ...غريب انا شاكه انى حامل زى ماقولتلك ..انا خايفه اكشف او اتأكد  ....


انا فاللحظه دى حسيت ان حد خبطنى بحاجه تقيله على دماغى على اثرها الدنيا ضلمت ومحستش بعدها بأى حاجه .


الحلقة 6 

.


رواية فرعون الجزء 3 الحلقة السادسة 6 بقلم ريناد


نادر


ابتديت اشوف غواش حواليا وانا بفتح عينى ومش عارف انا فين وايه اللى حصل ...لكن مفيش ثوانى ورجعت افتكرت كل حاجه ...وياريتنى ماافتكرت ...شفت غريب بيفوق فيا وبيمثل اللهفه والخوف ولا اجدعها ممثل ...


شفت اميره واقفه بعيد ومربعه ايديها وبتبصلى بحاجب مرفوع كأنها بتقولى ايوه كل اللى سمعته صحيح وبتأكدهولى بنظرة عنيها الثابته عليا ...


قمت بضعف وبصيت لأدين غريب اللى محاوطينى وجسمى قشعر وانا بتخيل ان الايدين دى لمست حبيبتى واستباحت كل شبر فيها واتمتعت باللى عشت طول الوقت مستنى اللحظه اللى تجمعنى بيها فبيت واحد عشان يكون ليا ...


زحت ايديه عنى باشمئزاز ومشيت وانا بتطوح زى السكران ...انا اعرف ان الضربه على الدماغ ليها التأثير دا...لكن مكنتش اعرف ان الضربه فالقلب لها نفس التأثير .


مشيت وكل خطوه اخطيها غريب ماشى جمبى وفارد ايديه محاوطنى عشان مقعش بس من بعيد مش لامسنى.. وكل شهقه تطلع منه يمكن تسمع العماره كلها .


مقدرتش احدد وقتها دى دموع ندم ...ولا دموع شفقه ...ولا ايه بالظبط نوع الدموع اللى بتنزل فالمواقف دى ...بس اللى كنت متاكد منه وقتها ..انها كانت دموع تماسيح ..


سندت على الباب وهخرج جانى صوته اللى بالعافيه طالع بينده باسمى ...


غريب:نادر


لفيت عليه وبصيتله وركزت فيه جامد كأنى لاول مره اشوفه ...وفعلا مش هكون ببالغ لو قلت ساعتها انى شفت حد تانى غير غريب قدامى ..ملامح غير ملامحه...روح غير روحه ...غمضت عينى وفتحتهم كذا مره عشان اطبع الشكل الجديد فيهم ....سمعته بينادى باسمى مره تانيه ...


رديت عليه:سامعك يااخويا اتكلم ...اكيد هتقول ان اللى سمعته دا غلط وانى كنت بحلم صح . هتقول ان اميره كانت راجعالى انا صح ...ارجوك قول كده ياغريب ...وبصيت لاميره اللى دورت وشها منى للناحيه التانيه وهى على نفس وقفتها ووضعها ...


غريب واقف مش عارف يرد على نادر يقول ايه ...مش عارف يصبره بأيه ...مش عارف اى حاجه ...بس اللى عارفه ومتأكد منه ..انه خسر نادر اخوه للابد .


نادرلما ملقاش رد من غريب ابتسم بسخريه وهو بينقل عينيه مابين غريب واميره ولف على الباب عشان يخرج لكن غريب مسك فدراعه وهو بيبصله برجاء


نادر حرر دراعه من ايد غريب وهو بيبص فعنيه وقاله ..اميره متنفعنيش انا لكن طلعت تنفعك انتا ياغريب مش كده ؟ ...ضربتين فالقلب بتوجع اوى يبن والدى .


وخصوصا ضربتك انتا كانت شديده عليا اوووى ...ضربة معلم ..ظابط بقا ونشانك مبيخيبش ...قال جملته ونزل جرى بكل قوته وغريب بعدها رجليه مقدرتش تشيله ...ودى تانى اصعب مواجهه وتانى اغلى شخص يخسره بسبب اميره ...


رفع عنيه عليها وبصلها بكل غضب الكون وفثانيه كان واقف قدامها وفلحظه كانت هتبلع ريقها من الخوف ملحقتش ولقت غريب ماسك رقبتها بيخنق فيها ولما حس انها خلاص هتموت رخى ايده ومسكها من طرحتها وابتدا يضرب دماغها فكل حيطه تقابله ومكتفاش بده ...دا كمان ابتدا يضربها بأديه الاتنين بكل قوته فكل حته فجسمها لغاية ماوقعت على الارض جثه ...


اما نادر فالاثناء دى نزل ركب عربيته وهو حاسس انه بيتخنق بالمعنى الحرفى للكلمه ...فضل سايق عربيته بلا هواده لغاية ماتعب ووقف فالطريق لما حس بحاجه سخنه بتنزل من بوقه وبص لقى هدومه كلها دم ورفع ايده لقى مناخيره وبوقه كلهم دم ....


راح على اقرب مستشفى وهناك قاسوله الضغط ولقو ضغطه مرتفع جدا وهو اللى سببله النزيف دا ...ادوله ابر تظبط الضغط وعلقوله محلول وسابوه لوحده فالاوضه وخرجو ...


نادر اول حاجه عملها انه طلع تليفونه واتصل على امه سميه ...


سميه ردت عليه عادى زى كل مره بيكلمها فيها لكن المش عادى هى النبره اللى سمعتها فصوته لاول مره وهو بيقولها بصوت مخنوق ...انا محتاجلك اوى ياامى ...


سميه وقفت على حيلها وشعر دماغها كله وقف من الخوف وهى بتسأل نادر بصوت بيترعش ...مالك يانادر ..فيك ايه يبنى ..


نادر بصوت مكتوم : بموت ياامى وكان نفسى اموت بين ايديكى ..


سميه صرخت ورمت السماعه من ايدها وفضلت تصرخ فالبيت كله وتقول ابنى راح منى ..الحق ياعامر نادر ابنى بيموت ...


عامر وسيلين وسيليا الكل خرجو من اوضهم بفزع بعد ماسمعو صوت سميه وحاوطوها وفضلو يهدو فيها وهى مفيش على لسانها غير نادر بيموت الحقو ياعامر ...


عامر اخد تليفون سميه ورن على رقم نادراللى رد عليه بعد تالت رنه بصوت ضعيف ..


عامر :نادر يبنى انتا فين ..ايه حصلك امك بتموت بين ايدينا ...فيه ايه ياحبيبي حد عمل فيك حاجه ؟


نادر :انا بقيت بخير ياخالو طمنها وقولها نادر هيجيلك فاقرب وقت ..قولها نادر مش هيقعد فمصر تانى ...اسألهالى فيه مكان ليا عندها ...


وهنا سميه اللى كانت سامعه كل الكلام من السماعه الخارجيه مع الكل ردت...عنيا وقلبي وروحى وحضنى ورموش عنيا كل دى اماكن عندى ليك ياحبيبى...


نادر:طيب اعملى حسابك انى فاسرع وقت عندك ..


عامر قفل الخط وسميه نار وشبت بين ضلوعها على حالة ابنها وبتسأل نفسها ياترى ايه اللى وصله للحاله دى وايه الى حصل معاه ....


حاولت تتصل بغريب اللى دايما فالفتره الاخيره قافل تليفونه وكالعاده لقته مقفول ...


اتصلت بماهر وحكتله بقلق مكالمة نادر ليها وقلقها وخوفها فثوانى اتنقلو لماهر


ولبس ونزل زى المجنون يلف ويدور على ابنه ويتصل بيه ونادر مش راضى يرد ..فين وفين لما اتصلت سميه بيه وبلغته باسم المستشفى اللى فيها نادر واللى عرفت اسمها منه بعد ماكلمته


وصل ماهر لابنه واتصدم وهو شايف حالته جري عليه ومسك ايده وقعد جمبه


ماهر :مالك يانادر يبنى ايه اللى وصلك للحاله دى ..اتخانقت مع حد ...حد زعلك ؟


نادر :صدمه ...اللى عمل فيا كده صدمه يابابا ...طلعت الصدمات ممكن تموت على حسب قوتها علفكره .


ماهر :انا مش فاهم حاجه ...


نادر :خليك كده مش فاهم احسن يابابا ...عشان اللى بيفهم بيتعب اوووى ...


ماهر حس بقهر فكلام ابنه نادر مش عارف سببه ايه وايه اللى وصله لكده ...لكن اللى ماهر شايفه واتأكد منه ان ابنه نادر مجروح جرح كبير اوى ...جرح اكبر من جرحه لما اميره اتخلت عنه وسابته ...لانه ابدا موصلش للحاله دى .


نادر خرج من المستشفى مع ماهر ابوه بعد ماحالته الصحيه اتحسنت شويه وضغطه استقر ...طلع على اوضته علطول اخد منها باسبوره واوراقه واتصل على موظف من الشركه عنده جه اخدهم عشان يحجزله على اول طياره مسافره الامارات .


نادر:


سافرت وسبت البلد كلها بعد ماكرهت كل حاجه فيها .شوارعها وبيوتها وناسها الكدابين .


وحتى هواها مبقتش قادر اتنفسه من كتر ماكنت حاسس انه نفس الهوا اللى غريب واميره بيتنفسوه ...


مشيت ومقلتش ماشى ليه ...مشيت من غير مااصدم حد زيي عشان خفت عالكل ...مشيت وحبيت الناس تفضل فاكره ان الدنيا لسه بخير وناسها طيبين ...مشيت وانا شايف الحيره فعيون كل اللى حواليا من قرارى المفاجئ بالسفر ...واللى زود حيرتهم وتساؤلاتهم ...غريب اللى مجاش ولا ودعنى وانا ماشى ...التمسوله عذر ان حزنه على ليل هو اللى مانعه ...مساكين ميعرفوش انه مش قادر يحط عينه فعينى بعد اللى عمله معايا .


سافرت وامى وواحد تانى معاها واللى طلع خالى ومعاهم بنتين زى القمر لقيتهم فاستقبالى ...جريت واترميت فحضنها وضميتها اووى كانى بقولها خلصينى من كل اللى فيا لو تقدرى ..داوينى وحسى بيا من غير مااتكلم ...مش كل ام بتعمل كده؟


اخدونى يومها على شقتهم و هناك شفت ست كبيره مقعده ودى كانت تيته اللى استقبلتنى استقبال جميل وباستنى بمنتهى الحنيه وبعدها مفيش دقايق نسيت انا مين وبقت تسأل فيهم مين دا وبيعمل ايه هنا ومسكتتش غير لما وحده من البنتين اللى كانو موجودين واللى عرفت ان وحده فيهم اسمها سيلين ووحده اسمها سيليا لكن مقدرتش احدد مين دى ومين دى اخدتها ودخلتها فاوضه ....طول الوقت الكل بيرحبو بيا بحفاوه وانا مش قادر غير بس ابتسم فوشهم وارد بكلمه وحده او ايمائه بدماغى كل فين وفين ....


ماما اخدتنى ودخلت بيا فاوضه وسألتنى مالك ...بسؤالها دا ادت الاذن لدموعى بالنزول ..وكانت هى الوحيده اللى قدرت احكيلها على كل اللى حصل ...وطول منا بحكيلها تهز فدماغها برفض تام للى بتسمعه ...


سميه بحده :لا يانادر متظلمش اخوك غريب ...غريب عمره مايعمل كده .


نادر :والله ياماما والله والله وحياة ربنا لو الدنيا كلها حكتلى الكلام دا مكونتش صدقت ...لكن سمعته بودنى منهم ...سمعته وخرم ودنى واتغرز فقلبي ...


سميه :مش عارفه ...بس حاسه ان فيه حاجه غلط فالموضوع دا ...ايه هى معرفش ..بس اكيد فيه حاجه غلط ...


نادر :الغلط الوحيد فالموضوع دا ياماما هو غلطى انا عشان بثق فالناس وبتعامل كأنى عايش فوسط بشر وانا عايش طول الوقت فغابة ديابه كل واحد فيها عاوز يخطف اللى فأيد التانى ....


متفتكريش ان الموضوع دا حصل مره وحده كده ...لا دا كان له مقدمات ...من ساعة اميره ماراحت بيت غريب وهى اتغيرت معايا خالص ...تصرفاتها وعنيها اللى طول الوقت ورا غريب فكل مكان وانا كنت اعمى مش قادر اشوف الحقيقه الواضحه قدامى وضوح الشمس ...اتاري صحيح مراية الحب عميه زى مابيقولو ...وغير دا كله نطقها باسمه فاكتر لحظه كان المفروض تنسى فيها العالم كله ومتبقاش شايفه ولا حاسه بحد غيرى ...كل دى خيوط اتجمعت واتربطت فبعض قدامى مره وحده بعد ماعرفت الحقيقه ...صدقينى مفيش اى حاجه غلط ياماما .


سميه :الحقيقه مش عارفه اقولك ايه يبنى ...لكن كل اللى هقولهولك ان الدنيا مبتقفش على حد وكل اللى بنعيشه ونفتكر انه خلاص اخر المطاف بعد فتره بيعدى وبنتعايش وننسى ....مش هقولك متزعلش عشان مش هينفع متزعلش ...لكن كل اللى هقولهولك بالراحه على نفسك من حزنك ومترهقهاش .


نادر هز دماغه لامه واتمددد على السرير وهى قربت منه وطبعت بوسه حنينه على جبينه وغطته وادتله نظره اخيره قبل ماتخرج وقلبها بيتقطع على ابنها وحالته ....


راحت علطول مسكت تليفونها واتصلت بغريب اللى رد عليها المرادى .


سميه من غير مقدمات :قولى الحقيقه ياغريب .


غريب :حقيقة ايه ياماما


سميه :حقيقة اللى قاله نادر عشان انا مش مصدقه ولا حرف من اللى قاله ومتأكده انك متعملش كده ...قولى حصل ايه ....


غريب :هو نادر اتصل بيكى


سميه :نادر عندى هنا ومنهار وحالته صعبه اوى ياغريب .


غريب :هو جمبك ؟


سميه :لا هو دخل نام دلوقتى


غريب :لو سألك قوليله فعلا اخوك طلع ندل وهو اللى عمل كده ...هو اللى تعب وبذل مجهود جبار عشان اميره تتعلق بيه ....قوليله اللى حصل مابينهم محصلش بمزاجها وكانت لآخر لحظه باقيه عليه وبتحبه ...قوليله غريب اللى طلع واطى ...قوليله انتا الف وحده فالدنيا تتمناك والعيب مش فيك انتا العيب طول الوقت كان فيا انا بس هو مكانش شايفه .


سميه ساكته طول المكالمه بتسمع ومش بترد ...غريب خلص كلامه وبعدها قالها بصوت كله حنيه :خلى بالك منه وطبطبى على قلبه ياامى ..


وبعدها قفل السكه ومن يومها وكل تواصل بينه وبين سميه اتقطع بعد مااتأكدت وسمعت بودنها خيانة غريب لاخوه نادر واللى صدمتها هى كمان صدمة عمرها ...


نادر : قاعد بقلب فالفيس كالعاده وشفت اميره اللى لسه صديقه عندى ناشره عل صفحتها انها اتجوزت وعامله اشاره لصفحة غريب ...كانت الناس بتباركلها وهى بترد عليهم وتهزر وفرحتها باينه حتى فالحروف اللى بتكتبها .... عملتلها حظر وعملت لغريب هو كمان حظر وخرجت يومها وقضيت اليوم كله بره بعد ماقفلت تليفونى مرجعتش غير بالليل واول مادخلت من باب الشقه لقيت الكل بيجرو عليا ملهوفين وخايفين ...مطمنوش غير وانا بتكلم واقولهم انى بخير ...


نادر فضل فتره منعزل لكن خاله وحده وحده قدر يطلعه من العزله دى بانه ياخده معاه الشركه اللى بيشتغل فيها وشغله وعمله راتب حلو واتبسط وهو شايف نادر بيطلع وحده وحده من حالة الاكتئاب اللى كانت مسيطره عليه من ساعة ماوصل الامارات ...


عامر كان طول الوقت معجب بشطارة نادر وطريقة ادارته للشغل وقرر انه يستغل الشطاره دى بأنه يفتح شركه خاصه زى ماكان ناوى يعمل بعد مايطلع معاش من شركة البترول اللى هو فيها لكن بوجود نادر قرر انه هيفتحها من دلوقتى ويمسكها لنادر واهو علبال مايطلع معاش تكون الشركه عملت اسم واتعرفت ويبقا استغل الوقت ....


اقترح الفكره على نادر ونادر رحب بيها جدا وكان نشاط الشركه اللى استقرو عليه هو الاستيراد والتصدير ...


ومن يومها ونادر دافن نفسه فالشغل ...وبقا عباره عن روبوت مبرمج على الشغل وبس ...لا بيتكلم مع حد ولا بيرد على حد يكلمه مهما الناس حاولت الا نادرا ...ونظرا لتفانيه فالشغل الشركه اتعرفت فوقت قياسى وبقا ليها اسمها وشهرتها فعالم الاستيراد والتصدير وعامر طول الوقت فرحان بأبن اخته اللى جاله بعد العمر دا كله وعوضه عدم خلفته لولد يعتمد عليه فالسن دا ونادر بقا دراعه اليمين اللى ميقدرش يستغنى عنه ابدا ..


سيلين خلصت دراسه واشتغلت مع باباها فشركته عشان لما باباها يسيب الشركه تكون هى مسكت منصب مرموق فاكبر شركه من شركات البترول فالامارات ....اما سيليا فاختارت انها تشتغل مع نادر فشركتهم وتتعلم على ايده وخصوصا وهى شايفه ابوها بيمدح فيه وفشغله وشطارته فكل فرصه وطول الوقت ...


نادر اتحسس من القعده فى شقه وحده مع بنات خاله وهما بنات ولازم يكون لهم مساحه من الحريه فأخد الشقه اللى قصاد شقة خاله وقعد فيها هو وامه


وطول الوقت امه فشقة خاله مع البنات وتيجى بالليل تبات مع نادر وميجتمعش معاهم غير على الاكل فشقة خاله وبعدها يرجع لشقته ولوحدته ..


وعدت الايام والشهور ودلوقتى نادر فالامارات قرب على اربع سنين ....لافيوم فكر انه يرجع لمصر ..ولا قادر يرجع طبيعى زى زمان ...ولا قادر ينسى ويعيش حياته بشكل طبيعى ...كل حاجه فيه لسه موجوعه وجرحه لسه بينزف طول المده دى متقفلش ...وامه ابتدت تزن عليه فموضوع انه يرتبط ويتجوز وحده من بنات خاله اللى فنظرها ونظر كل الناس كاملى الاوصاف ....


نادر:تعبت افهمها انى خلاص لايمكن افكر انى ارتبط بوحده واتعلق بيها وفالاخر تسيبنى وتحب غيرى ....غلبت افهمها ان قلبي خلاص قفل ومش هيعرف حتى يدق من تانى ...لكن برضو تسكت شويه وترجع تفتح معايا نفس الموضوع ...لغاية مازهقت من الرد عليها وبقيت اسيبها تتكلم ومردش خالص ...


بااااااااااك

نادر سمع خبط على باب اوضته رد بصوت مكتوم من الدموع اللى ابتدت تنزل لمجرد ان الزكريات دى تنعاد قدامه :ايوه ياماما


سميه:اصحى ياحبيبي عشان ميعاد شغلك اللى قولت عليه ..


نادر:صحيت ياحبيبتى اعمليلى فنجان قهوه لو سمحتى مسافة مااخد شاور والبس ..


سميه:من عنيا ياحبيبي ...ودخلت المطبخ عملتله فنجان قهوه وليها فنجان وحطتهم على السفره ونادر خرج شرب فنجانه وهو واقف وبيحاول يدارى وشه من امه اللى اول ماهتبص فعنيه هتعرف انه كان داخل فنوبة حزن من النوبات الكتير اللى زهقت من عدهم


خلص ونزل وسميه رجعت لشقة اخوها عامر وقعدت مع البنات بعد ماخلصو تشطيب المطبخ وقاعدين كل وحده على تليفونها ...


*****************


اما عند غريب فى سينا :


غريب وصل المبنى بتاعه هو وقاسم وطول الطريق قاسم يكلم فيه وغريب ميردش ..


قاسم :يبنى مترد عليا هو انا اللى زقيتك من الطياره مش انتا اللى وقعت لوحدك ؟


غريب برضو ساكت


قاسم :تعرف انتا وقعت ليه ...ربنا اللى عمل فيك كده عشان اتكلمت على ابنى حبيبى ...شوفت بقا عشان متبقاش تقول عليه وشه فقر تانى ...


غريب :قاسم انتا لاحظت حاجه غريبه اثناء التمشيط النهارده ؟


قاسم :لا


غريب :طيب حيث كده بقا انا هستمر فالمراقبه وانتا تاخد اول طياره على القاهره ..


قاسم :بتطردنى صح ؟ طب والله مهمشى غير بعد بكره ...انا اصلا جاى هنا فشغل وممكن اقعد زى منا عاوز ..وعشان الطرده الحلوه دى قاعدلك ياحلو ...


غريب نفخ بغلب ودخل المبنى وقاسم دخل وراه ومش مبطل كلام وغريب برضو مبيردش عليه ..


بالليل غريب قاعد فى خلوته ورا المبنى وقاسم راح عليه لكن وقفه صوت ناى جاى من مكان قريب بيعزف بصوت حزين جدا اتلفت قاسم وشاف العسكرى ايوب قاعد على برميل وماسك الناى وبيقسم ...


قاسم :عسكرى ايوب ...خد تعالا هنا .


العسكرى ايوب قام بسرعه وراح على قاسم وقف قدامه وادى التحيه ..


قاسم :انتا كل يوم هو وغريب قاعد هنا بتمسك الناى بتاعك وتعزف كده ؟


ايوب :ايوه سعادتك دا غريب باشا بيحب صوت الناى اوى .


قاسم :وانا اقول الراجل مبيخفش ليه اتاريه بينسى طول النهار وتيجى انتا تفكره بالليل بالغلب كله وتقلب عليه المواجع بنايك الحلو ده ...


ايوب :ليه بس ياباشا دا صوت الناى دا حلو اوى ..


قاسم :منا مقولتش مش حلو بس بيوجع القلب اكتر ماهو موجوع ...دنا كنت هعيط وانا بسمعه ومفياش حاجه اشحال الفقري اللى جوا ده ....ارمى يبنى الناى دا واياك تعزف عليه جمب غريب باشا مره تانيه ..


ايوب حضن الناى بتاعه بخوف :لا بالله عليك ياباشا كله الا الناى ...انا هعزف عليه بعيد عن غريب باشا بس بلاش تاخده منى دا صاحبى وحبيبي وهو الوحيد اللى بيسمعنى ويهون عليا همى ...فيه حد يرمى صاحبه ياباشا ؟


قاسم :ايه وكر المجاريح اللى انا قاعد فيه دا ياربي ..كئبتونى منكم لله انتا والباشا بتاعك ...لسه بيتكلمو جالهم صوت غريب ...بطلت عزف ليه ياايوب


قاسم :استراحه ياحبيبى دلوقتى فقرة الرقاصه ...


غريب:هو انتا !...


قاسم اتقدم على غريب وشاور لايوب ...تعالا يبنى اقعد هنا قدامى واحكيلى مهموم من ايه خلينا نضيع الوقت شويه ....عندك حكايه ولا الهم اللى عندك عدوى من حد هنا ....اصل الهم دا اتطور وبقا فيرس بيتنقل فالجو من واحد للتانى دلوقتى ...


ايوب :لا دنا عندى هم من الاصلى اللى هو بيتكون مع السنين دا عارفه ياباشا ...


قاسم :عارفه ومجاور صحابه ياخويا اتكلم اتكلم ...


غريب :هترغو انتو الاتنين خدو بعضكم وغورو بعيد عنى مش ناقصكم انا ...


ايوب هيقوم قاسم مسك فيه ....والله لنتا قاعد ومتكلم وهو يسمع غصب عنه خليه يسمع بلاوى الناس يمكن تهون عليه بلوته الفقر ده ...


ايوب ابتدا يتكلم :كانت بنت الجيران ...كبرت قصاد عينى ...كنت حارسها بعنيا كل يوم وشايفها وهى بتشب وتتحول لاحلى حوريه من الجنه ...هى تكبر وحبها فقلبي يكبر معاها لغاية مابقى متغلغل جوايا وبيمشى فدمى ...


محسبتش حساب لاى حاجه وانا بتعلق بيها ...لاهى بنت مين ولا انا ابن مين ..لا هى اهلها عندهم ايه ولا انا معنديش ايه ...مسألتش نفسى اهلها هيرضو يدوها لواحد يتيم وفرقابته اخ واخت هو المسؤل عنهم وبيتهم وعيشتهم تحت خط الفقر وهما ناس كبارات بلد واصحاب خير وعز ؟


كنت طاير بحبى والقلب لما بيعشق بيعمى العين والعقل ....واللى زود شتات قلبي لما لاحظت انها هى كمان مياله ...


جمعت قرشين وقلت اتقدم لغزالتى قبل ماحد يصطادها ...رحت البيت عندهم وكلى امل لكن اللى سمعته من ابوها واخواتها كسرنى وحنى ضهرى ..عيرونى بفقرى ويتمى ...عايرونى بانى مليش اهل ولا عزوه ...قالولى احنا مش هندى بنتنا لواحد هلفوت زى حلاتك ...معداش بعدها كتير ولقيتها بتتخطب لواحد غنى زيهم وعنده اهل وعزوه وصوت الزغاريت خرمت ودانى ...هربت واتطوعت وسبت اخواتى لوحدهم عشان مقدرتش اقعد فالشارع اللى هى فيه واشوفها قصاد عينى بعد ماكنت طول الوقت شايفها مراتى وام عيالى مستحملتش اشوفها غريبه عنى ...وادينى سمعت انها كلها شهرين وهتتجوز وشويه واسمع انها خلفت وحياتها هتستمر وتستقر وانا كل ماحياتها تستقر حياتى اهى بتتدهور والحمد لله ..وادينى صابر


قاسم :ياااصبر ايووووب ...ياعم طلع الناى بتاعك وعدد سكت ليه ..دانتا طلعت معبى وهتنفجر فاى دقيقه زى القنبله الموقوته ...


ايوب ابتدا يعزف من تانى وغريب اتنهد بتعب وقاسم حط ايديه على خده وابتدا ينفخ مع غريب ويهز دماغه بأسى وطول ماهو بيسمع لصوت الناى حاسس ان هو كمان مجروح بس مش عارف من ايه ...


شويه وقاسم شاور لايوب بايده عشان يسكت وفعلا ايوب بطل عزف وقاسم سأله :

هو انتا بلدكم بعيده عن هنا ياايوب ؟


ايوب :لا ياباشا فركة كعب ...


قاسم :طيب تمام عشان بكره هاخدك ونروح بلدكم ..


ايوب بقلق :ليه ياباشا هتعمل ايه


قاسم :هجوزك حبيبتك ...هى اسمها ايه صحيح


ايوب بفرحه :اسمها سمره ...بس هتجوزهانى ازاى ياباشا ..


قاسم :دى بتاعتى انا بقا ...اهم حاجه دلوقتى تدينى اسم خطيبها دا بالكامل ...والاهم من دا كله لو البنت طلعت وحشه فالاخر بعد اللى هعمله عشانك وعشانها ده هشلوحكم انتو الاتنين ...بص هركبكم حمارين وانتو مقلوبين واخلى العيال تزفكم وتزقلكم بالطوب ..


ايوب :لا ياباشا والله حلوه وتستاهل ...وهتشوفها بنفسك وتحكم ...


غريب :طيب ياايوب ....يلا اتكل على الله انتا روح نام سهرت النهارده وبكره وراك ورطه ...


ايوب بلع ريقه بتوتر وهو مش فاهم كلام غريب ومشى من جمبهم .....


غريب :ناوى على ايه الناس هنا مبتهزرش فموضوع الجواز والطلاق والشرف والنسب دا بالزات ...


قاسم :ناوى اجيب اللى خطبها دا القسم هنا وابيته فالحجز ليله ولا اتنين من غير اى تهمه وبعد كده اطلعه ونقول تشابه اسماء ...وطبعا الناس مش هتصدق الكلام دا وكل واحد هيطلعله بقصه شكل وهيجود فيها براحته ..


وطبعا نسايبه لما يشوفو كده لانهم بيدورو على المظاهر هيدوله سكه ...


غريب :وتضيع سمعة الولد وتدمره ..ومفيش وحده ترضى تتجوزه بعد كده .


قاسم :لا اطمن طول ماغنى زى مابيقول ايوب الف وحده هتتمنى تراب رجليه ...بس اهم حاجه يسيب حبيبة الغلبان ده ....


غريب :وبعد مايسيبها ؟


قاسم :هنخطبهاله ونجوزهاله ...


تانى يوم قاسم نفذ الخطه وخلى غريب اصدر امر بالقبض على خطيب سمره


وبالفعل كل اللى قاسم توقعه حصل واهل سمره جوله القسم عشان يسألو عن تهمته وقاسم نبه على كل اللى فالقسم كل واحد يقولهم تهمه شكل والناس مرجعوش الا وهما فاسخين الخطوبه مع اهل صلاح ...


بعد يومين


قاسم :اخلص ياايوب مفيش وقت ...ايوب بيلف حوالين نفسه فاوضة المكتب وهو بيلبس البدله اللى ادهاله قاسم واللى كان جاى بيها وهو اخد لبس ميرى من غريب لبسه وغريب كمان لبس ميرى ...


ايوب بتوتر :هاه حلو كده ؟


قاسم :برنس يبنى والله ...جاهز ياغريب ؟ غريب هزله دماغه بالموافقه.


خرجو التلاته غريب بعربيه مصفحه ومعاه 3 عساكر وقاسم وايوب فعربيه ومعاهم 3 عساكر وعربيتين وراهم جيب مليانين عساكر وقاسم مفهمهم يعملو ايه .....


وصلو العنوان وايوب قلبه بيتنطط جوا صدره من الخوف والتوتر وواضح جدا على وشه ...


قاسم بصله :لا اجمدكده انا عايزك تدخل عليهم دخلة اسد اوعى حد يلمح انك متوتر او مهزوز الحكايه كلها تبوظ وتعبنا يروح عالفاضى ....


وصلو العنوان والناس كلها وقفت وهى شايفه اسطول العربيات اللى داخل الشارع دا


شويه والعربيات وقفت والعساكر ابتدت تنزل واترصو من اول الشارع لغاية بيت اهل سمره اللى طلعو وهما مستغربين على خايفين ومش عارفين ولا فاهمين ايه اللى بيحصل ...نزل غريب ..وقاسم نزل واصر ان ايوب ينزل آخر واحد من العربيه وفعلا ايوب نزل بشموخ وسط ذهول الجميع وكل واحد بيهمس للتانى ...مش دا ايوب ؟


اتقدم قاسم من البيت وسأل بحزم ...دا بيت الحج غالب


ابو سمره :ايوه هو ...وانا الحج غالب ...خير ياباشا هو فيه ايه ؟ قالها وهو بيتلفت على العساكر اللى ماليه المكان وهو بيبلع ريقه ...


قاسم :كل خير متقلقش ...بس مش هنتكلم على الباب يعنى ولا انتو هنا متعرفوش كرم الضيافه ؟


الحج غالب :لا ازاى دا يباشا ...اتفضل جنابك واحنا نوريك كرم الضيافه اللى على اصوله .


قاسم :هنشوف دلوقتى اصلها بالفعل مش بالكلام ...اتقدم قاسم ووراه غريب ووراه ايوب وطول ماهما ماشين العساكر ضاربينلهم تعظيم سلام ..


دخل قاسم وغريب المضيفه ومعاهم ايوب اللى الكل كان مستغرب وجوده معاهم وقعاده وسط الرتب دى وكانه واحد منهم ....


غريب وقاسم ساكتين وهما متعمدين السكوت دا بهدف انهم يضغطو على اعصاب اللى قدامهم ...شويه ودخلت صوانى الضيافه من فاكهه وقهوه وحلويات واتحطت قدامهم على الطربيزه دا غير اللى شباب العيله جهزوه وبيوزعوه بره على العساكر ...


قاسم اتكلم اخيرا بنبره عميقه وصوت ثابت ....طبعا انتو كلكم بتسألو سبب زيارتنا ليكم ....الحقيقه ياحج احنا جايينلك فطلب وعارفينك اهل للكرم والجود ...وعارفين ان فعرف عرب سينا وبدوها اللى يخرج من بيت زعلان من غير ماياخد واجب ضيافته دى عاره كبيره اوى فحقكم .. ...وعشان كده مش هنمد ايدنا على ضيافتكم غير لما تدينا وعد انك هتلبي طلبنا اللى جايين عليه ....


الحج غالب :قول ياباشا والرقبه سداده والايد طايله والطلب مجاب بعون الله ....


قاسم :احنا جايين نخطب بنتك سمره لابننا وابن الداخليه ايوب .


الحج غالب وقف على حيله لانه مفكرش ابدا ان دا يكون السبب ورا الموكب والاسطول اللى بره دا كله ...يعنى معقوله كل دا عشان ايوب ؟


الحج غالب :ايوه ياباشا بس ...


قاسم :مبسش واحنا قلنا ضيافتنا مش هناخدها غير بعد ماتوافق على طلبنا ...ولعلمك ايوب اللى قدامك دا مش هو ايوب بتاع زمان خالص ...ايوب دلوقتى راجل له وضعه ومكانته وتقله فالبلد ...


الحج غالب رد عليه باستغراب :ايوه مهو واضح ...بس يعنى ....


قاسم :ميعنيش ...ان كنت بتفكر فالعزوه والضهر ايوب الداخليه بحالها بقت واقفه فضهره بعد الخدمات اللى قدمها ابننا البطل للبلد ...ياراجل دا فجر نفسه مرتين وسط خلايا ارهابيه دمرهم بالكامل ..


الحج غالب :انتا بتقول ايه ياباشا !


قاسم :استنى داومش بس كده ...دا لما اتعرف فالداخليه بقا هو اكبر المسؤلين عن التفجيرات فالبلد ...اول منعوز حد يفجر نفسه فأى مكان ووسط الارهابين بنكلم ايوب على طول ..


الراجل واولاده بيبصو لبعض ومتنحين ودماغهم وقفت ومش فاهمين ايه بيودى على فين ومن هول الموقف دماغهم عدت كلام قاسم .


قاسم :واوعى تفتكر ان العمليات اللى بيعملها دى الدوله بتعديهاله كده ببلاش ...لااااا دى الدوله بتحوله مبالغ كبيره جدا على حسابه السرى ودلوقتى ايوب باشا بقا مليونير ...


غالب :مليونير ازاى ياباشا وهو سايب اخواته ساكنين فالبيت الواقع دا ؟

قاسم :مهو دا التمويه بعينه ...الخلايا الارهابيه هتموت وتعرف مين اللى عمال يفجر نفسه وسطهم دا كل شويه .. ..قوم ايه بقا ...اول ماايوب تظهر عليه النعمه هيقتلوه طوالى عشان هيعرفو ان هو اللى بيقتل فيهم من غير رحمه وبيطهر البلد من امثالهم ....ولعلمك حتى بعد ماهيتجوز بنتك هيسكنها برضو فالبيت دا مع اخواته ويفضل زى ماهو عامل نفسه ايوب الغلبان ....


فهمت ياحج .


الحج غالب هز دماغه بفهم :امممممممم......فهمت


قاسم :هاه قولت ايه بقا ....وقبل مايتكلم التليفون الايفون الاحدث اصدار بتاع قاسم اللى كان فأيد ايوب رن وقاسم شاور للكل يسكت ..


ايوب رد :ايوه ياباشا ...لا ولا يهمك ...لأ شغلتك مقضيه بأذن الله ...لا بقولك متقلقش انا قاعد مع قاسم وغريب اهو ومد ايده حطها على رجل قاسم بحميميه وساعه واكلمك واطمنك ان كله تمام ...ايوه العقيد قاسم والعقيد غريب ....ايوه هما نفسهم ..هههههه لا متقلقش ...يلا مع السلامه .


ايوب قفل التليفون ....


قاسم :مين دا ياايوب ...


ايوب :دا رجل اعمال كبير له بضاعه محجوزه فالمينا بقالها شهرين ومش عارف ايه السبب وبيته هيتخرب وقصدنى اكلمله حد يسهله اجرآت الافراج عن البضاعه...


قاسم :طيب تعرف حد ولا اكلملك حد انا ؟


غريب :وهو انتا هتعرف ناس اكتر ولا اكبر من اللى بيعرفها ايوب ياقاسم ...دنا احيانا لما حاجه تعصلج معايا بخليه هو يخلصهالى بمعارفه فالدوله وعلاقاته ..


الحج غالب بص لأيوب باستغراب ورجع بص لاولاده ...


قاسم:خلاص وصلنا ردك ياحج نستأذن احنا ...يلا بينا يبنى انتا وهو ...وخلى بالك احنا مشربناش ضيافتك ودى عيبه كبيره اوى فحقك على فكره ...هم قاسم انه يقوم لكن الحج غالب منعه ....


لا يباشا والله منتو ماشيين ....بعد اذنكم خمسه بس اختلى باولادى ونشور على بعض وارجعلكم بالرد


قاسم :خد راحتك ياحج واحنا مستنيين بس متطولش عشان ورانا مشاغل وايوب باشا بالزات مش فاضى ...


الحج غالب اخد اولاده الاتنين وخرج من المندره ودخلو اوضه منفرده ...


الحج غالب :ايه رايكم فاللى شايفينه ده ؟


الابن الاكبر :بصراحه انا مش مصدق دى حاجه ولا فالخيال ...بقى ايوب المعفن المصدى يبقا كده ...طب ازاى ؟


الابن الاصغر :بقولكم ايه انا من رأيى اننا نوافق ونناسبه واكيد هنستفيد كتير من ورا النسب دا ...دا بقا واسطه كبيره اوى فالبلد وهيخلصلنا اى حاجه احنا عايزينها فثانيه ....


الابن الاكبر ...فعلا كلامك مظبوط انا موافق على الكلام دا يابا ...


الحج غالب :وانا بقول بالمره نخطب اخته لاخوك الصغير وبكده نضمن الخير من كل جانب ...


الاتنين فنفس واحد ....موافقين ..


فالاثناء دى عند غريب وقاسم وايوب ...قاسم بياكل من على الصينيه بسرعه وهو بيبص لبره على الباب .


غريب :بس يبنى هتفضحنا بطفاستك دى يخرب بيتك ...ويخرب بيت ايوب معاك طول الوقت حاسس اننا هنولع واحنا قاعدين من كمية الكدب اللى كدبناها على الناس دى .


قاسم :دا كدب مباح ...الناس اللى يهمها المظاهر قبل اى حاجه دى تستاهل ينضحك عليها ...وبعدين احنا مكدبناش فحاجه ...يعنى العسكرى ايوب كون انه قاعد وسطنا واحنا الاتنين بنفسنا جايين نخطبله دا يبقى واصل ولا مش واصل ؟


غريب : لا ياحبيبي مفيش حاجه كده ولا فيه حاجه اسمها كدب مباح وكدب مش مباح ..الكدب كدب والمبادئ مش بتتجزاء واللى حضرتك بتعمله دا اسمه غش وتدليس ومن غشنا فليس منا ... وبعدين يكون فعلمك انا مكنتش هوافق على اى حاجه لولا ان ايوب وعدنى قبلها انه هيكفر عن عملته دى وانه هيبذل كل جهده عشان اهل مراته يحبوه ويتقبلوه ويرضو عن جوازه من بنتهم ..واحمدو ربنا بس انتو الاتنين ان الناس دى مركزتش فكلامك كويس والا كان زمانهم مهزقينا ....وكله كوم وحكاية انه بيشتغل تفجيرى وبيفجر نفسه دى كوم تانى ....والله اول ماقولتها قولت بااااس الموضوع باظ ...لكن لما لقيتهم عدوها كنت هموت وانا كاتم الضحكه بالعافيه ..


قاسم : شششش بس جايين ...وبعد عن الاكل وقعد بكل رزانه ....


دخلو التلاته الحج غالب واولاده الاتنين والابتسامه شاقه وشوشهم وايوب اول ماشاف منظرهم قلبه رقص من الفرحه وكان هيقف لما الحج غالب قال :


احنا موافقين نديك بنتنا الوحيده ياايوب يبنى ...بس لينا شرط ...او مش شرط اعتبره طلب ...توافق تجوز اختك لابنى الصغير عدنان ...


ايوب بفرحه واضحه على وشه كان هيرد بالموافقه علطول لكن قاسم زغده بكوعه خلاه تراجع عن الكلام واتكلم هو ....والله ياحج طلبك دا جه متأخر شويه عشان اخت ايوب انا خطبتها لاخويا الصغير ولسه قاريين الفاتحه امبارح .....


الكل اتصدم وبصو لبعض وايوب اكتر واحد صدمه كلام قاسم لكنه ايده وهو مدايق عشان ولاد الحج غالب محدش عاقل يرفض يناسبهم اصلا ...


الجماعه صرفو نظر لما عرفو ان البنت اتخطبت لكنهم وافقو على موضوع خطوبة ايوب وسمره ...


الحج غالب :خلاص نقرا الفاتحه على بركة الله ...


قاسم :لا انا عندى اقتراح احسن من كده ....احنا متجمعين كلنا وانتو موافقين ونبعت نجيب المأذون ونكتب الكتاب علطول ...


الحج غالب واولاده بصو لبعض باستغراب ...الحج غالب :وليه السربعه دى ياباشا ؟


قاسم :بصراحه انا هسافر بكره وكنت واعد ايوب انى انا بنفسى اللى اشهد على عقد جوازه ولو سافرت مضمنش انى هقدر اجى هنا قريب ...فعشان كده انا عشمان فيك تساعدنى اوفى بوعدى وهكون مديونلك بخدمه كبيره اقدمهالك فاى وقت ...


الحج غالب بقلة حيله :وانا مقدرش اردك ياباشا وانتا نخيتنى ....خلاص على خيرة الله قوم ياولا منك له ابعتو هاتو مأذون الناحيه وبلغو رجالة العيله يتجمعو هنا فالمندره بالعَجل وادبحو خاروفين ووصو الحريم اللى جوه تعمل الاكل بسرعه ...


قاسم :استنى بس مش فيه تفاصيل هنتفق عليها الاول قبل كل ده ؟


الحج غالب :احنا بنشترى راجل ياباشا ومش بنبص لاى حاجه تانيه من اللى فبالك ...وبالنسبه للاتفاقات انتو تفصلو واحنا نلبس ...هو احنا هنقلب ورا الحكومه يعنى ؟


ايوب كل دا بيحصل حواليه وهو لسه مش مصدق نفسه ولا قادر يستوعب اللى بيحصل دا ...معقوله حلم عمره بيتحقق ..معقوله سمره حبيبته هتبقى مراته ؟ ..معقوله ؟


بالفعل الكل اتخبص ومفيش حاجه والمندره كانت مليانه ناس وكلهم بلا استثناء مستغربين من اللى بيحصل دا ....


ايوب كمان بعت جاب اخوه صاحب ال19سنه واخته صاحبة ال17 سنه اخوه قعده معاه فالمندره وقعده جمبه واخته دخلت جوه عند الحريم ....


اكتر واحد كانت واضحه عليه الصدمه هو ايهاب اخو ايوب وهو شايف منظر اخوه وشايف اللى بيحصل حواليه كانه فقصة الف ليله وليله ...


اما سمره اللى اول ماسمعت الخبر وان ايوب خطبها ..ومش بس كده واهلها وافقو ..ومش بس كده وهيكتب عليها النهارده عقلها مستحملش كل اللى بيحصل دا واغمى عليها واتلمو عليها الستات فوقوها ولما فاقت كانت بتبكى وتضحك فنفس واحد من الفرحه ....


كل حاجه تمت زى ماقاسم خططلها واتكتب كتاب ايوب على سمره وسط الكل وايوب كل شويه يضحك بصوت ويكتم ضحكته بالعافيه من الفرحه ....


غريب اتفق مع الحج غالب ان ايوب هياخد مراته ويطلعو يشترو الشبكه اللى كانت فلوسها هدية غريب لايوب ...وكمان قاسم متأخرش فانه يحدد مبلغ لفرح ايوب من فلوسه الخاصه ...


ايوب اخد مراته ونزلو يشترو الشبكه وغريب راح معاهم عشان يدفع بالكريدت كارد بتاعه وقاسم وصى ايوب انه يفهم سمره متنقيش حاجه بمبلغ كبير اوى عشان لو كان حبيبك عسل ...


وفعلا ايوب بعد كتب الكتاب قعد مع سمره لوحدهم وفهمها على كل حاجه والاتنين فرحتهم كانت واصله عنان السماء ..


وبالفعل لما راحو الساغه


سمره مختارتش غير دبله وخاتم ومحبس وسلسله ناعمه مع انها مكانتش عايزه اى حاجه فالدنيا غير ايوب وبس لكن عشان اهلها ...


رجعو من شرا الدهب وقاسم كان مستنيهم فبيت الحج غالب واصر انه ميمشيش غير وايوب معاه وكانت حجته ان فيه عمليه مهمه هتتنفذ النهارده وميقدروش يستغنو عن ايوب فيها ....


ورجعو بنفس الموكب اللى دخلو بيه بعد ماالكل اتعشى والحج غالب واولاده عملو احلى واجب مع العساكر ومع غريب وقاسم وايوب واخواته ...


دخلو المبنى وكل واحد غير هدومه وغريب راح جرى على مكانه اللى حس انه وحشه جدا وشويه وحصله قاسم وايوب جاى عليهم من بعيد يجرى ويضحك ...


غريب :تعرف ان ايوب دا كان احسن عسكرى عندى هنا قبل ماتجننه النهارده ؟


قاسم :قصدك اعيشه مش اجننه


ايوب وصل عندهم وقعد على الارض قصادهم وطلع الناى بتاعه ولاول مره يعزف الحان فرايحى غريب وقاسم اول ماسمعوها بصو لبعض وضحكو بقوه .


ايوب :متضحكوش عشان حتى الناى فرحان معايا النهارده وحلف ميطلع غير صوت فرحان ...مش بقولكم صاحبي وبيحس بيا .


قاسم :ياسيدى ربنا يخليكم لبعض ..


ايوب ابتسامته اختفت وبص لقاسم واتكلم بجديه :بس قولى ياباشا انتا عملت حاجتين مش فاهمهم ....اول حاجه لما رفضت اختى تتجوز ابن الحج غالب الصغير وضيعت عليها فرصة عمرها ...وتانى حاجه لما اصريت تجيبنى معاك وحرمتنى انى اقعد مع سمرتى شويه وضيعت عليا برضو فرصه عشت بستناها طول حياتى ...


قاسم :منتا لو مش حمار كنت فهمت لوحدك ..


اولا انا رفضت ان اختك تتجوز اخو مراتك عشان دا كان هيبقى انتحار ليها ونهايه لجوازك فالقريب العاجل ....طبعا هما طلبو يجوزوها لابنهم عشان يوطدو العلاقات ويبقا فيه تبادل منفعه ...يعنى لو طلبو منك خدمه وانتا مقدرتش او معرفتش او فوجهة نظرهم استكبرت عليهم وطنشتهم يقومو مصدرينلك اختك فالحكايه ويأمه اخوكى ينفذ يأمه حياتك هتبقى جحيم .. فهمت بقا ياحلو ؟


وحبذا لما يعرفو ان انتا اشتغلتهم ومفيش اى حاجه من اللى ناسبوك عشانها دى حقيقه ..ساعتها هيعلقو اختك من رجليها ويسلخوها وانتا متقدرش تقولهم تلت التلاته كام ...


اما بقا انا جبتك على ايدى ليه فدا عشان خوفت عليك حد من معارفهم هناك يكون واصل ويفضل يقولك تعرف فلان وتعرف علان من الروس التقيله فالبلد وانتا تقعد مبلم ومتعرفش ترد ...وكمان خفت تفلت منك كلمه كده ولا كده ....


بص انا همشى بس غريب هيكمل معاك ويحاول يجوزك فاقرب فرصه ...بس    عاوزك تبيع بيتك اللى جمبهم وتشترى بيت فمكان بعيد ومتعرفش حد فيهم طريقك 

                       الفصل السابع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-