رواية فرعون الجزء الثالث3 الفصل الثالث والعشرون23والرابع والعشرون24 بقلم ريناد يوسف

رواية فرعون الجزء الثالث3 
الفصل  الثالث والعشرون  والرابع والعشرون 
بقلم ريناد يوسف 

بتمر الايام وغريب عايش اسعد ايام حياته مع نجمته وليله اللى بقو قدام عنيه واستلم شغله فنفس المكان  اللى فيه قاسم، ونجمه عايشه زى الاميره بحب باباها ليها ومش بتسيب حضنه ليل نهار والاتنين بيعوضو غيابهم عن بعض ...

اما ليل فغريب لسه مستمر فلعبة التجاهل معاها ومهما حاولت تتقرب هو بيبعد ومهما حاولت تهتم هو بيتجاهل وبتتشوى على نار هاديه من جفا غريب وغريب كل مايحس انها بتتعذب اكتر يفرح فيها اكتر ...

لجأت لكل الطرق معاه ...اللى يتخيله واللى عمره ماكان يتخيل انه يطلع منها من لبس واغراء ودلع قدامه 

فالظاهر كان بيمثل ان كل دا مش بيحرك فيه اى مشاعر ولا بيهزله شعره لكن من جواه كان بيتحرق من نار الشوق اكتر منها وبالعافيه قادر يسيطر على اعصابه ويتمالك نفسه فأنه مينقضش عليها ويروى منها عطش السنين اللى فاتت دى كلها 

ليل فمحاوله جديده فاشله منها اقترحت على نجمه انهم يلعبو مع بعض كوتشينه ولعبة الشايب تحديدا .

قعدو التلاته ولعبو وجه الدور على نجمه فالحكم على باباها وهى فورا حكمت 

نجمه :بابا انا بحكم عليك تبوس ماما 

غريب اتكلم من غير مايبص لليل اللى هرمت من اجل هذه اللحظه وبتقول لنفسها واخيراااا..

لكن خاب املها  بمجرد ماغريب نطق
نجمتى طيب ايه رأيك انا هشترى منك الحكم دا ...
نجمه :ازاااى 
غريب :هعرض عليكى نروح دريم بارك ونقضى يوم جميل مع بعض زى المره اللى فاتت بس بشرط تتنازلى عن حكمك ...قولتى اييييه ؟

نجمه :وناخد ماما معانا 
غريب هزلها دماغه بموافقه 
نجمه :وبيبو وتيته فريال ؟
غريب برضو هزلها دماغه بالموافقه 

نجمه بفرحه :خلاص انا بعتلك الحكم ..وبصت لمامتها واتكلمت :
معلش ياماما هبقا احكم عليه المره الجايه يبوسك عشان دريم بارك حلوه اوى ...والله انتى لما تروحى معانا هتلاقيها احلى من البوسه كمان ...
متزعليش المره الجايه هعمل زى ماقولتيلى ...

ليل رفعت الكوتشينه اللى فأيدها وغطت بيها عنيها بأحراج وهى بتهمس :ايابت الجزمه.. وغريب فضل يكح وهو كاتم ضحكته بالعافيه لدرجة ان وشه كله اتحول للون الاحمر ومقدرش يتحمل اكتر من كده وقام دخل الاوضه بسرعه وقفل الباب وراه وفضل يضحك بصوت مكتوم وهو حاطط ايده على عنيه ..
لكنه بطل ضحك وسكت مره وحده وفرك وشه اول ماباب الاوضه اتفتح  ودخلت منه ليل زى الاعصار ...

غريب اتنحنح بصوت وهو بيتحرك ناحية الدولاب وبيعمل نفسه انه بيطلعله غيار من هدومه اللى جابها من الفيلا فوقت سابق ..

ليل :متلهيش حالك فالهدوم وبصلى اهنه عشان انى عارفه انك جيت الاوضه اهنه عشان تضحك علي لحالك واول ماشفتنى دفست نفسك فالدولاب ...
غريب وهو بيتصنع الجديه :انتى عايزه ايه ياليل وجايه ورايا ليه ؟

ليل :  جايه وراك عشان اقولك انى فاض بي وكفايه اكده ياغريب كفاياك عذاب فيا ومتنساش ان انتا كمان غلطت وان اللى شفته بعينى دمرنى وحتى لو مكنش بقصد منيك برضك غلطت لما كنت عارف اميره عتعمل معاك ايه ومكنتش تقولى عليها ولا تنبهنى وسبتنى على عماي...

غريب :تعاليلى بقا هنا وبصى فعينى وقوليلى كلامك دا تانى ...وقوليلى  مين اللى من الاول اتنيل واقترح الاقتراح المهبب ان اميره تسكن معانا مش انتى ؟ 

مين اللى كل ماكنت احاول انى اطفشها من الشقه تمنعنى وتتمسك بيها مش انتى ؟ ..مين السبب الرئيسى فكل اللى حصل معانا من الاول مش سيادتك ؟ وجايه دلوقتى تقوليلى انى غلطت ؟ شاطره اوى انتى فقلب الطربيزه ..وبعدين ياستى مش انا فنظرك غلطت ...طيب خلاص غلطت ..ودفعت تمن غلطتى ..وجه الدور عليكى انك انتى كمان تدفعى تمن غلطتك ...ومش هقولك ان غلطتك اكبر وتمنها اكتر ...لا هحسبهالك راس فراس ومش هزود عليكى ...هما اربع سنين بعد  وجفا وبمزاجى انا ...زى الاربعه اللى بعدتيهم بمزاجك ...واظن ان دا العدل بعينه ..ولا ايه يام نجمه ؟!

ليل فضلت باصه لغريب ومركزه عنيها على ملامح وشه فانتظار اى حركه منه تحسسها انه بيهزر مش بيتكلم بجد لكنها ملقتش دا وملامحها كساها الحزن وهى شايفاه بيتخطاها ويخرج من الاوضه ويروح على نجمه يشيلها على كتافه ويخرج بيها يجرى لبره وهى متشعبطه فدماغه زى القرده وبتضحك بعلو صوتها ...
*********** 

بتبص لنفسها فالمرايه وشايفه نفسها اجمل عروسه فالدنيا بفستانها المميز واللى كان من اختياره هو لما طلبت منه يختار معاها فستان الفرح من المجله..

(سيليا )...همس لنفسه بأسمها عشان يتأكد ان اللى بيحصل معاه دا حقيقى وان فعلا قلبه بيدق بطريقه مختلفه كل ما ينطق اسمها او يسمعه 

حط ايده على قلبه وابتسم وهو بيبص لنفسه بصه اخيره فالمرايه وبيتأكد ان كله تمام ..
واتأكد من دا اكتر هى وامه سميه بتدخل عليه بعد ماخبطت وصلت على النبى بمجرد ماشافته وضحكت بفرحه وهو بيتقدم عليها وبيبوس ايدها ويسالها :هاه ايه رأيك فابنك انفع عريس ؟

سميه :احلى عريس فالدنيا دى كلها ..معلش اعذرنى عشان معرفتش اكون معاك قبل النهارده ولا اقف معاك انتا وسيليا لا فجهازها ولا ففرش الشقه ...
نادر : عادى ياحبيبتى هى سيليا قرده اصلا وهى اللى عملت كل حاجه بنفسها ولوحدها وفوقت قياسى وكله اونلاين والنتيجه زى منتى شايفه خلت الشقه جنه ..

سميه :ربنا يجعل كل حياتكم جنه يارب ياروحى ...طيب هروح انا لسيليا عشان اشوف خلصت ولا لأ عشان تروحو القاعه بقا زمان المعازيم كلها هناك ...

نادر بص لنفسه بصه اخيره ومسك قزازة برفانه وغرق نفسه بيها من غير ماياخد باله وهو سارح وبيتخيل جمال الجنه اللى سيليا وعدته انهم هيعيشو فيها بعد الجواز واللى طول الاسبوع اللى فات موقفاه على مشارفها لغاية ماجننته بشقاوتها وجرائتها، وهز دماغه وهو بيبتسم لما انتبه انه رش معظم قزازه البرفان على هدومه بدون انتباه ....

خرج من اوضته واتمشى فالطرقه اللى بين اوضته والصاله ووقف وهو شايف سيليا قدامه واقفه فالصاله بتاعت شقتهم هى كمان ،وقلبه اتنطط من الفرحه وهو شايفها احلى حوريه على وش الارض وابتسم اول ما هى ابتسمت، وكل واحد منهم بقا يتقدم ناحية التانى خطوه خطوه ومع كل خطوه كل واحد فيهم بيخطيها ناحية التانى يحس انها بتقربه من سعادته الابديه وفرحت سنينه الجايه ...

اخيرا الاتنين اتلاقو فخط الوسط فالطرقه اللى بين الشقتين وسيليا بصت للارض وحطت ايدها على قلبها  بعد مااتأملت نادر وحست ان الفرحه اللى حاسه بيها دى كتيره اوى عليها 

وخصوصا بعد التغيير الملموس اللى ظهر فشخصية نادر فالاسبوع اللى فات واللى مظهرش غير بعد مااقتحمت حصونه وحطمت اسوار قلبه وكل مره تستخدم معاه طريقه شكل واسلوب مختلف تتقرب بيه منه ونجحت انها تفوز بقلبه واهتمامه بعد معركة حب قصيره بس سيليا حاربت فيها بكل استماته ...

نادر مسك ايدها اللى حطاها على قلبها وقربها منه وباسها بكل حنيه وهو باصص فعنيها اللى مفيش مره بص فيهم بتركيز وفشلو انهم ياخدوه من نفسه لدنيا تانيه ....

مسك ايدها ونزل بيهة خطوه خطوه لغاية ماوصلو العربيه  وركبو ورايحين على القاعه وفالاثناء دى تليفون نادر رن باتصال من ناديه اللى زعلت من نادر واتعصبت وقفلت السكه  بعد ماقالها بكل بساطه ان فرحه النهارده وانه فطريقه للقاعه هو وسيليا وكمان طلب منها متزعلش عشان مكانش فاضى يقول لحد، وان كل حاجه جات بسرعه، وحتى مامته مكنتش هتعرف لولا سيلين ماقالت لعمرو جوزها وهو بلغ ابوه ...

قفلت معاه وحتى مرضيتش تقوله الخبر اللى كانت معتقده انه اكتر خبر فالدنيا هيفرحه وهو ان غريب بريئ ومظلوم وانه مغدرش بيه ولا خانه..

لكنها خافت انها تقوله حاجه زى دى فيوم زى دا وتفكره بجرح قديم ممكن يغير موده ويطفى فرحته، وقررت انها تكلم مامتها سميه بعد يوم ولا اتنين وتقولها على كل حاجه وتخليها هى تقول لنادر وتفرحه ويرجعو الاخوات لبعض تانى بعد ماالكل دلوقتى بس قدر يفهم سبب بعد نادر وسفره من البلد كلها ..

ناديه قفلت مع نادر واتفاجأت بماهر باباها بيدخل عليها مكتبها وهى اول ماشافته برطمت بوشها زى ماتكون هتعيط ...

ماهر :مالك يانودى ياحبيبتى مكشره كده ليه ؟ اوعى يكون الولد يمان دا مزعلك امسحلك بشنبه الارض ...

ناديه بصوت باكى :لأ مش يمان ...بس نادر بيتجوز والنهارده فرحه وهو لوحده وكان نفسى اكون معاه وغريب كمان يكون معانا ونفرح كلنا مع بعض ...

يعنى انا مكتوب عليا محضرش ولا فرح يااخواتى ...
قاسم عمل فرحه فظروف منيله ومكنش فرح بالمره  وغريب معملش اصلا ونادر يعمل فرح ومحضرهوش ..دا ايه الظلم دا ياربى ؟ ماهر قعد قدامها واتنهد وهو بيدعى على اللى كانت السبب فكل دا وهز دماغه بقهر على الحال اللى وصلوله اولاده مع بعض وقرر انه فأقرب فرصه هيسافر لنادر ويقوله الحقيقه ويرجعه تانى حتى لو اضطر انه ياخد معاه مريم وبنتها عشان نادر يسمع منهم الحقيقه ويصدقها حتى لو هياخدهم متكتفين وحتى لو دا كلفه ثروته كلها ...

بينما هما قاعدين قصاد بعض وناديه حاطه ايدها على خدها بزعل وماهر مربع ايديه ومرجع دماغه على الكرسى تليفون ناديه اعلن عن وصول رساله عالواتس ومسكت الفون وفتحتها وكانت صوره ليه هو وعروسته وكانو زى القمر هما الاتنين وكاتب تحتها ...متزعليش يااقلب نادر والله غصب عنى ...ابعتيلى سمايل بيضحك بقا عشان اعرف انك خلاص مش زعلانه واعرف اكمل الفرح وانا مرتاح ....وفعلا ناديه بعتتله سمايلات فرحانه وقلوب وباركتله من كل قلبها وهو شافهم وابتسم وبعدها قفل التليفون خالص وحطه فجيبه ورجع ركز مع سيليا من تانى ....

ناديه ورت صورة نادر وعروسته لابوه اللى عنيه دمعت من الفرحه وهو شايف ابنه عريس ببدلة الفرح والفرحه باينه فعنيه وعيون عروسته واتمناله السعاده وفرحله حتى لو مكانش قاله ولا عرفه وحرمه انه يكون جمبه فيوم زى دا بس يكفيه يحس ان ابنه مرتاح وسعيد ....

**********
تانى يوم الصبح ....

جواهر :ياقاسم متقولى سفرية ايه المفاجأه دى اللى مش راضى تقولى عليها ولا تقول رايح تعمل فيها ايه؟

قاسم :سفريه مهمه هترجع كل حاجه لمكانها الطبيعى ...هجمع فيها اضلاع المثلث التلاته على بعض من تانى بعد ماكل ضلع اتكسر وراح فمكان ...

جواهر بتهمس لنفسها باستغراب على حيره ...مثلث ايه دا ياربي اللى رايح يجمع اضلاعه ؟  انا المثلث الوحيد اللى اعرفه هو مثلث برموده ودا اللى بيروحله مبيرجعش تانى !...يارب عقلهولى بقا انا تعبت من جنانه دا بقا ..

قاسم وهو بيحطله غيار فشنطه صغيره :بتبرطمى تقولى ايه يامجنونه انتى ؟

جواهر :لا متاخدش فبالك انتا مجنونه بقا هتاخد عليا !

قاسم :ايوه صح نسيت دى انا ...يلا قومى صحيلى البنت حلا اسلم عليها قبل ماامشى عشان هتوحشنى ولسه هروح الفيلا اسلم على اركان كمان ...والله منا عارف هفضل فالشحططه دى ورا ابنى لغاية امتا انا ؟
راحت جواهر تجيبله حلا وهو قعد على السرير وابتسم وهو بيتخيل سعادة غريب وهو داخل عليه بنادر بعد مايفهم نادر الحقيقه ويرجع الاخوات لبعض ويرجعو زى الاول ٣ اضلاع لمثلث واحد اسم اضلاعه ..غريب ..قاسم ..نادر 
*************
النهارده الجمعه ورحاب بتلبس وتجهز عشان ميعاد الدرس ومستغربه هى متوتره وعلى اعصابها ليه النهارده وبالزات كل ماتفكر انها هتقابل الشيخ كامل هناك ومتعرفش ليه سيرته بتلخبط احوالها بالشكل دا ..

خلصت لبس وخرجت من اوضتها ...

فريال :متعوقيش فالدرس يارحاب عشان ليل كلمتنى وقالتلى ان ابو نجمه هيعدى علينا بعد العصر ياخدنا الفيلا نقضى باقى اليوم مع ليل ونجمه ...
رحاب :متقلقيش ياماما انا اصلا مستعجله على المرواح لنجمتى اكتر منك ...سلام يافريال خانوم ...قالتها وهى بتبوسها وتخرج بسرعه وتقفل الباب وراها ...

فريال ابتسمت وهزت دماغها وهى بتتمنى لبنتها السعاده ويرزقها بابن الحلال اللى يستاهلها وتستاهله واللى  فريال متأكده ان الشخص دا مش هيكون غير الشيخ كامل اللى سألت عليه كل الناس ومحدش قال فحقه كلمه وحشه وسيرته زي المسك بين كل الناس ...

رحاب راحت على الجامع ووقفت مكانها لثوانى وهى شايفه الشيخ كامل من بعيد وهو واقف على باب المسجد وباصص ناحيتها ومبتسم كأنه كان مستنيها ...اتقدمت منه وهى باصه للارض بخجل والشيخ كامل همس لنفسه ...
يارب ثبت فؤادى فأنى اكاد من فرط الجمال اذوبُ وكيف لا افعل وانا ارى فيها ابنة مدين التى اتت موسى تمشى على استحياء فآثرت لبه وعقله ...فيارب موسى ادعوك  باسمائك الحسنى ان تهبها لى كما وهبت صفورا لموسى...

رحاب :السلام عليكم ياشيخ كامل ..

كامل :وعليكم السلام والرحمه ومغفرة من الله ورضى دائم لا يزول ولا ينقضى ...
رحاب ابتسمت وهى بترفع عنيها عليه واستأذنته عشان تدخل المسجد وبالفعل دخلت وابتدت فالدرس مع البنات وطول الوقت الشيخ كامل قاعد على مسافه مسنود على عمود من عمدان المسجد وضهره للعمود وليهم ووشه على باب المسجد لكن تركيزه وكيانه كله مع كل حرف تنطقه رحاب ويفضل يسمى ويصلى فقلبه على البلاغه والطلاقه والقدره اللى عندها على توصيل المعلومه بابسط صوره اللى بتتمتع بيهم واللى بسببهم لو كانت داعيه لتاب على ايدها اجحد الملحدين ...

خلص الدرس ورحاب وقفت وهتمشى مع البنات لكن صوت الشيخ كامل وقفها وهو بينده باسمها ...

انسه رحاب لحظه لو سمحتى ...رحاب وقفت مكانها واستنته يتكلم لكن هو متكلمش غير بعد مااتأكد من خروج آخر بنت فالمسجد ...

الشيخ كامل :اما نويتى الرئفه بفؤاد ارهقه كثرة التمنى ؟

رحاب :.......
الشيخ كامل :صدقينى انا مش بضغط عليكى بس عايز منك اجابه محدده ورد قاطع اقدر من خلاله احدد ان كنت هطلق العنان لمشاعرى او اقف مع نفسى واُقمع قلبي واحاول ان اجهض دقاته الدخيله قبل ان  تولد .

رحاب رفعت دماغها ليه برغم كم الحياء والتوتر اللى حاسه بيه لكنها مش هتخلى ده يأثر عليها وهى بتاخد اهم قرار فكل حياتها ...

رحاب :هجاوبك على سؤالك بس انتا تجاوبنى على سؤالى فالاول ...انتا وانتا بتتقدملى دلوقتى جاينى متزود بأيه ياشيخ كامل ...يعنى ايه اللى هتقدمهولى ؟

الشيخ كامل :متزود بكتاب الله وسنة رسوله وزيدى عليهم خير الزاد الا وهى التقوى ...واشهد الله ان اعاملك معاملة الاسلام وان اصونك ماحييت ...

رحاب :انا هشتغل بعد الجواز ايه رأيك فالنقطه دى ؟
الشيخ كامل :وما العيب فى عمل لا يغضب الله ورسوله مادام لا يؤثر على رعايتك لاولادك وزوجك !
ولكن فيه شرط ...فلوس شغلك ليكى لوحدك ...يعنى تجيبى بيها اى حاجه تخصك ...لكن اكلك وشربك وكسوتك مرتين فالعام دول واجبى انا اللى مش هقصر فيه بأذن الله ..

رحاب :وشغل البيت ياشيخ كامل من طبخ وتنضيف وخلافه ...
الشيخ كامل :جهاد منك فى سبيل الله إن رغبتى الجهاد، وإن لم ترغبي فلا وذر عليكى وان تطوعتى وشق عليك الامر تعاونا عليه ولا مانع عندى وعهد منى لن تجدى فى قلبي ذرة من كٍبر ..

ابتسمت رحاب برضى وهو بتقوله :
اذا فأنا موافقه وسأشهد على كلامك هذا الله ورسوله واطلب منهم القصاص لى منك فى حال اخلفت عهدك او تناسيت .

الشيخ كامل بفرحه :والله لن اخلف او اتناسى ولكى منى عهد ووعد امام الله ورسوله وفى بيته الطاهر ...

رحاب :خلاص ياشيخ تقدر من بكره تكلم ماما وتطلب ايدى منها وتحددو ميعاد للخطوبه ..
الشيخ كامل :بعد اذن ست البنات انا حابب يكون جواز علطول وعصمه  وعفه للعين والعقل والقلب من المعاصى ...
رحاب :ايوه بس انا بدرس ولسه قدامى سنه غير دى وجامعتى فمحافظه تانيه ومقيمه هناك ؟

الشيخ كامل :فليبقى الحال كما هو عليه وكلما شق او صعب عليا غيابك ذهبت اليكى او ربما استطيع ان انتقل بجوارك فى مسجد قريب وسكن قريب ...

رحاب :تمام ربنا يقدم اللى فيه الخير 

الشيخ كامل :رحاب ...للأمانه انا كنت خاطب بنت عمتى وسبنا بعض وهى اللى فسخت مش انا ...

رحاب :ممكن اعرف السبب ؟

الشيخ كامل :بسبب ان معظم كلامى باللغه العربيه الفصحى وهى كانت تجد مشقه فى مجاراتى وفهم بعض كلماتى ...
فهل لغتى ستصيبك بالنفور منى كما اصابتها ام ان الامر مألوف لديكى وخاصة وانتى من رواد الجامعه ؟

رحاب :بالعكس انا بحب اللغه العربيه الفصحى جدا ...لغتنا الام ولغة القرآن الكريم ...
الشيخ كامل اتنهد بارتياح :والله لقد ارحتى قلبي لانك لا تعلمين كم جاهدت فى المرات السابقه وانا اتكلم العاميه امامك واتجنب لغتى التى اعشقها واقدسها ...تفضلى واطلبي من الست الوالده ان تحدد لى ميعاد ..
رحاب هزت دماغها واتحركت من قدامه وهى حاسه انها متلخبطه ومن كتر الفرحه هتقع على وشها وهى ماشيه قدامه وبتشكر ربنا انه بعتلها الانسان اللى طول عمرها بتتمناه وتطلبه من ربنا وبكل مواصفاتها ....

*************

صحى على لمسات خفيفه ناعمه على كل وشه ولما ركز اتأكد ان اللمسات دى ماهى الا قبلات خفيفه من مجنونته عشان تصحيه بألطف طريقه فالكون ...
نادر ابتسم واتكلم ولسه مغمض عنيه: دا ايه التحرش دا ياربى ...ايه الناس اللى مش بتصطبح عالصبح دى ...قالها وعقبها بضحكه وهو بيقلص عضلات بطنه نتيجة ضربه مفاجئه من سيليا بضهر ايدها عليها ..

نادر :اااخ ...فيه حد يفوق حد عالصبح بالضرب يامجنونه انتى ؟
سيليا :كنت ببوس قلت بتتحرش ...يبقا مفيش غير الضرب هو اللى ينفع معاك ياحلوف انتا ...

نادر بصلها ورفعلها حاجبه :حلوف ؟ ومفيش غير الضرب ينفع معايا ! انتى اد كلامك دا ؟
سيليا هزت دماغها :اده ونص كمان .
نادر :متأكده 
سيليا :ايووون 
نادر مد اديه بحركه مباغته وضمها عليه وثبتها كويس وهو بيقولها ...طب اوعى يعدى يوم علينا من غير ماتصحيني بنفس طريقة النهارده دى 

سيليا :بالضرب ..؟
نادر بغمزه :لأ بالتحرش ..وبعدها اخدها فحضنه وراحو مع بعض لعالم تانى 
***********
راضى تعب يدور على اميره بنته فكل مكان وعن اى حد يعرف احمد جوزها لكنه ملقاش حد يعرفله طريق خالص وملقاش قدامه حل غير انه يبلغ البوليص عن اختفائهم ...

مريم كمان القلق سيطر عليها وكانت حرفيا بتموت على بنتها برغم زعلها منها لكن امومتها كانت اقوى من اى زعل لدرجة انها بقت تنزل تدور عليهم بنفسها وتسأل كل سكان الشارع اللى كان ساكن فيه احمد واحد واحد كبيرا صغيرا لو حد يعرفله عنوان تانى لكن محدش كان يعرف عنه اى حاجه نظرا لانطوائه وعزلته الدائمين ...

************
نادر قاعد هو وسيليا بيفطرو وتليفون نادر رن برقم بدون اسم..فتحه نادر ورد واتفاجأ بصوت مش غريب عليه بيتكلم 

قاسم :الوووو
نادر :ايوه مين معايا ؟
قاسم :معاك قاسم ياأوطى بنى آدم على سطح الكوكب ..
نادر :قاسم مين ؟ قاسم قاسم !
قاسم :بسيونى بسيونى ...ايوه قاسم قاسم ...منتا لو بتسأل ولا بتطمن مكنتش نسيت صوتى ياعرة الصحاب .

نادر :معلش بقا منا واطى ..وسبتلك الشهامه والجدعنه كلها انتا وصاحبك ..اشبعو بيها لوحدكم ..

قاسم بجديه :نادر انا دلوقتى فكافيه (*****)فى المنطقه (*****) انزل تعالالى فورا 

نادر شال التليفون من على ودنه ورجع اتأكد من الرقم اللى بيكلمه ....قاسم انتا فالامارات ؟ 

قاسم :ايوه امال بكلمك ازاى من رقم محلى ياغبى ...انزل اخلص طيارتى بعد ٤ ساعات مش هلحق اتكلم معاك كده ....
نادر :طيب ماتيجيلى على البيت هنا يبنى ولا اقولك انا جاى اجيبك سلام .

قالها وقام بسرعه عشان يلبس وينزله مع انه مش طايق يشوف اى حد يفكره بغريب لكن بحكم العشره والعيش والملح ميقدرش ميقابلهوش .

نزل نادر بعد ماقال لسيليا انه رايح يقابل واحد صاحبه وانه احتمال يجيبه عالبيت عشان تعمل حسابها وهى فعلا عملت استعداداتها بعد مانادر نزل علطول ..

نادر وصل للكافيه اللى قاعد فيه قاسم وعرفه علطول مع انه كان مديله ضهره وقاعد بيشرب ففنجان قهوه واول مانادر وقف قدامه ساب قهوته وقام بسرعه عشان يسلم عليه واخده فحضن جامد بس سلام نادر كان بارد وحضنه لقاسم كان ابرد ...

قاسم :احممم ...انتا طبعا اكيد دلوقتى بتسأل نفسك ياترى انا جاى هنا ليه وبعمل ايه فالامارات ...انا فالحقيقه جايلك انتا مخصوص يانادر ....جاى اتكلم معاك فموضوع مهم جدا لازم تعرفه ...

نادر باستغراب :موضوع ايه دا اللى جاى من مصر للامارات عشان تتكلم فيه ياقاسم ؟

قاسم :غريب اخوك 
نادر سمع الاسم وقام منتور والغضب اتجلى على وشه لكن ايد قاسم شدته وقعدته تانى ...

قاسم :غريب اخوك بريئ يانادر .
نادر :بريئ من ايه ياقاسم غريب اخويا ؟...بريئ من الطعنه اللى طعنهالى فضهرى ..ولا بريئ من الخيانه اللى خانهانى ...ولا بريئ من الخذلان اللى شفته منه..ولا بريئ من ذنب قلبي اللى اندبح على اديه ...بريئ من ايه ولا ايه غريب يانادر انطق ...قالها بصوت عالى خلى كل اللى فالكافيه بصو عليه وقاسم اتلفت على الناس وهو بيبتسملهم بأيمائه بمعنى مفيش حاجه ...

قاسم :اخوك غريب بريئ من كل اللى قلته وتقعد وتسمعنى وانتا ساكت لغاية مااخلص كلامى للاخر والا هناولك فوشك بوكس اسكتك بالعافيه ...بص ياسيدى الحكايه كلها ابتدت بحباية هلوسه ..

نادر :حباية ايه؟
قاسم :حباية هلوسه واسمع وانتا ساكت ...وابتدا يحكيله الحكايه من اولها لآخرها لغاية التقرير اللى مريم بعتته لغريب وانه يقدر يكلم مريم ويتأكد منها لو يحب ....

نادر :وايش عرفنى انها مش لعبه منهم هما الاتنين ...او مش لعبه منكم كلكم ...
قاسم :وهنلعب عليك ليه يااهبل انتا ..وبعدين حتى لو انا وغريب بنلعب عليك عشان تتصالح انتا وغريب مثلا ...مريم كمان هتلعب معانا وبشرف وسمعة بنتها كمان وتشوه صورتها قدام الكل بالشكل دا عشان خاطر جنابك ولا جناب سى غريب ؟ لا طبعا متحصلش ابدا دى ..

نادر عيونه اتملت دموع ...يعنى غريب اخويا طول الوقت كان ضحيه مش مجرم ؟ يعنى احساسى بأنه لايمكن يعمل كده اللى كنت بحاربه كل يوم عشان يموت كان هو الصح ! 

قاسم :غريب الوحيد اللى خسر وخسارته كانت كبيره اوى بلعبة اميره القذره دى يانادر ...يمكن اكبر من خسارتك انتا نفسك ...خسر مراته وخسر بنته اللى اتولدت وكبرت بعيد عنه وخسر نفسه وخسر روحه كمان ...انتا مشفتش الحاله اللى كان فيها بعد اللى حصل دا واللى غلبنا نخرجه منها وكنا خايفين يموت فيها ...انتا نفسك موصلتش للمرحله دى من الانهيار والتعب ...غريب اتعذب كتير اوى يانادر ...

نادر :بنته !
قاسم :ايوه ليل كانت حامل وخلفت بنت وهى بعيد عنه والبنت اسمها نجمه وعندها دلوقتى ٣ سنين بس اللى يشوفها يديها ٣٠ سنه اشغال شاقه ماشاء الله ..

نادر ابتسم وهو مغمض عنيه واستغرب ازاى قهر السنين اللى فاتت دى كلها اتحول فلحظه لشوق لاخوه وحب وندم وشفقه وحنين..
 وكأن كل حاجه وحشه حس بيها من ناحيته طول اربع سنين اتبخرت ودابت زى مايكون تلج كان مغطى مروج خضرا وبمجرد ظهور شمس الحقيقه داب وظهرت مروج المحبه الخضرا مره تانيه ...

نادر مسح دموعه وقاسم كمان مسح دمعه نزلت من عنيه وهو بيتخيل لقاء الاخوات والفرحه اللى هيحس بيها غريب بسببه لما يشوف نادر قدامه واللى هتنسيه اى حاجه وحشه عملها قاسم فيه بدون قصد ويرجعو التلاته مع بعض من تانى ...

قاسم :هاه هترجع مصر امتا بقا ؟
نادر :مش دلوقتى خالص عشان لسه متجوز جديد ولسه فشهر العسل وكمان عندى شغل مينفعش اسيبه فالفتره دى خالص قبل مااكلف حد اكون بثق فيه انه يمسك مكانى ..

قاسم بفرحه :اتجوزت بجد ؟ كده مع نفسك ولوحدك !عموما الف الف مبروك والله لو كنت اعرف كنت جبتلك احلى واغلى هديه بالمناسبه الحلوه دى ...

نادر بابتسامه :جيتك دى النهارده والحقيقه اللى قولتهالى دى اكبر هديه ممكن حد يقدمهالى فيوم من الايام ياقاسم ...وعشان كده انا اللى عندى ليك هديه بس يارب تعجبك ..

قولتلى بقا ان انتا اللى اديت لغريب الحبايه ؟
قاسم هز دماغه بالموافقه وهو مبتسم وبيرفع فنجان القهوه ياخد منه شفطه ..
نادر :وقولتلى طيارتك باقى عليها اد ايه؟ 
قاسم بص فساعته :قلتلك اربع ساعات بس دلوقتى فاضل ساعه بس ..

نادر هز دماغه :يادوب 
قاسم بنفس الابتسامه :يادوب ايه ياحبيبى 
نادر :يادوب اكون وصلتك المطار و تكون فوقت  ...

قاسم :فوقت من ايه انا مش فاهم ؟

نادر :لا متاخدش فبالك ...تعالا بس انا هوصلك وفالطريق هتفهم...

قام قاسم واخد شنطته ونادر كمان قام معاه وراحو ناحية عربية نادر وقاسم لسه هيدخل لقى نادر فوشه وباصصله ومبتسم بشراسه
قاسم :فيه حاجه يانادر عايز حاجه ؟

نادر :اه فيه حاجه ...الهديه اللى قولتلك عليها عايز اديهالك دلوقتى  ...
قاسم ابتسم بأحراج :والله ماله داعى يانادر احنا اخوات ومافيش بين الاخوات هدايا ...

نادر :لا بس دى هديه مميزه ولازم تاخدها ...وقبل قاسم مايرد او يستوعب كان قاسم زاقه فالعربيه وطالع فوقيه وبسرعة البرق كان ضاربه بوكس فوشه بكل قوته على غفله خلاه اتألم ومسك مكان الضربه وبيحاول يقوم لكن نادر مثبته بكل جسمه ومش مديه فرصه وابتدا يضربه كذا بوكس ورا بعض على وشه وفالآخر رفعه واداله روسيه بدماغه وسابه وقاسم ايديه وقعو جمبه ورمى رقابته على جمب بعد مافقد الوعى ..

شويه وقاسم فاق لقى نفسه قاعد على الكرسى بتاع العربيه القدامانى و نادر سايق العربيه بكل هدوء ...

نادر :صحى النوم ياراجل ..هو فيه كدا نكون بنتكلم وتنام منى كده مره وحده ؟
قاسم :ايه دا يعنى انتا مضربتنيش! انا اللى نمت؟
نادر :واضربك ليه بس دانتا حبيبي 
قاسم اتألم وهو بيلمس فكه السفلى من ناحية الشمال وطلع ايده على طرف بوقه ولمس حاجه رطبه بص فيها لقاها دم ..رفع ايده المتعاصه دم  شافها واتصدم وبعدها عدل مراية العربيه وبص فيها لقى وشه متشلفط خالص بص لفوق وهو بيقول بصوت عالى :ربنا ينتقم منكمم ياولاد الدمنهورى ياللى ماشين بمبدأ خيراً فينا تعمل ضرباً منا تلقى ...

روحو اشوف فيكم يوم ياعيله مفتريه انتا واخوك وبنت اخوك وبنت عمتك جواهر ...لا والمشكله بتاخدو على خوانه مبتدوش فرصه لحد يرفص حتى ...

قاسم ساب نادر واخد الشنطه اللى كان جاى بيها ونزل من العربيه بمجرد مانادر وقف قدام بوابة المطار .. 

نادر :قاسم حبيبي 
قاسم ابتسم ووقف وهو فاكر ان نادر هيصالحه بعد العلقه لكن نادر فاجئه وهو بيسأله :قاسم لمة انتا جاى صد رد جايب شنطة هدوم معاك ليه  ؟

قاسم :قلت يمكن تحصل ظروف واضطر اقعد ...مديقاك فحاجه شنطة هدومى ؟
نادر :لا ابدا بس هو اصله على رأى المثل اللى بيقول من خف عقله تعبت ايديه ههههههه ...هجيلكم قريب فمصر بس متقولش لغريب هعملهاله مفاجأه ..

قاسم :غور يقطعك ويقطع غريب فساعه وحده معرفه زباله ...
قالها ومشى من قدام نادر اللى اتنهد بارتياح وغمض عنيه وابتسم وهو حاسس ان جبل قهر انزاح من فوق كتافه ...

وبعدها قام عشان يروح لحبيبته سيليا اللى لولا وجودها فحياته فاللحظه دى يمكن كان كلام قاسم دا قضى عليه وهو بيأكدله ان عمر اميره ماحبته ولا عملت فيوم حساب لحبه ولا مشاعره وفضلت عليه اخوه ...
لكن وسيليا معاه. اميره دلوقتى تحت جزمته ولا تفرق معاه لاهى ولا حبها فأى حاجه ..وحمد ربنا انه بعده عن وحده بالحقاره دى ..

************

نادر رجع البيت واول ماشاف سيليا قدامه جرى عليها شالها وفضل يلف بيها وهو فرحان ودى اول مره سيليا تشوفه بالسعاده دى وضحكت وهى بتسأله :هو فيه ايه يانادر ايه جرالك  ؟

نادر :عايزه تعرفى جرالى ايه ...جرالى انى بحبك ..بحبك ..بحبك ياسيليا بحبك بحبك بحبك .....

سيليا حطت ايديها الاتنين على بوقها وكتمت ضحكتها وبرقت عنيها وهى مش مصدقه نفسها ...اصل دى اول مره نادر يقولها بحبك ..وكمان طالعه بكل الحب دا ...مسألتهوش تانى على اى اسباب لحالته او لكلامه وقالت لنفسها ايا كان السبب اللى خلاه يعترفلها انه بيحبها بالشكل دا فهى بتشكره من كل قلبها ...

نادر بعد عن سيليا واتصل بامه وابتدى يحكيلها كل حاجه عرفها بخصوص غريب وسميه كانت بتسمع وصوت بكاها شق قلب نادر وهى بتدعى على اميره وامها مريم وصعبان عليها غريب اللى طلب منها قبل كده تصدقه وتآمن بيه زى ماآمن بيها لكن للاسف هى متملكش قلب زى قلبه ..ولا اى حد فالدنيا دى كلها يملك قلب زى قلب غريب بدليل انه اتحمل كل دا لوحده عشان بس ميكسرش قلب حد ولا حد ثقته تتهز فنفسه ولا يفضح ستر حد حتى لو كان الحد دا السبب فى دمار حياته ...

قفل السكه ورجع بص لسيليا اللى كانت متابعه كل المكالمه بتركيز وانصات وشافها وهى بتمسح دمعه نازله من عنيها ...
نادر :حبيبي بتبكى ليه؟
سيليا :ببكى على غريب واللى شافه .
نادر باستغراب :وانتى تعرفى غريب منين ؟
سيليا :عمتو حكتلى عنه وحكتلى حكايتك كلها وبصراحه على اد ماكرهت غريب اخوك وانا بسمعها على اد ماهو صعبان عليا دلوقتى وقلبي بيتقطع عليه وعلى كل حاجه حصلتله بسبب طيبة قلبه وحقارة اللى اسمها اميره دى ... 
**************

قاسم رجع مصر ووصل شقته وفتح الباب بالمفتاح ودخل 

جواهر كانت فالصاله وبمجرد ماشافته ضربت على صدرها وشهقت بخضه :قاسم ؟ ايه يبنى اللى عمل فيك كده هو انتا دايما كده مضروب منين ماتروح ...اشحال مكنتش عقيد اد الدنيا وعاملى فيها رياض المنفلوطى ومفيش على لسانك غير انا اصغر عقيد حصل انا اصغر عقيد حصل ...امال لو كنت حرامى كان حصل فيك ايه ؟

قاسم :انتى تخرسى خالص ومسمعش صوتك والا هطلع كل غباوة اهلك عليكى ...

جواهر :اله وانا مالى يالمبى انتا مش بتقدر عالحمار بتيجى عايز تتشطر عالبردعه هههههه

قاسم كشرر نص وشه :حمار ؟ وبردعه ! خشى شوفى عيالك ياجواهر الله لا يسيئك ...

جواهر بضحكه :طب قولى لقيت المثلث اللى كنت رايح تجيبه ولا لأ...

قاسم :لقيته يختى واللى انتى شايفاه دا ضلع من اضلاع المثلث اتنتر جه فوشى ولولا ما فديت كده كان هييجى فعينى يخزقها..
اوعى ياجواهر خلينى ادخل ارتاحلى شهر فالسرير فرهدتونى طول الاسبوع اللى فات دا منكم لله انتى واهلك .

**************

ماهر اخد كل اللى فالفيلا موده واولاده وجميله واركان وناديه وراحو فيلا غريب يقضو معاهم باقى اليوم وبالمره ماهر يلعب مع حفيدته نجمه اللى خطفت قلبه من اول ماشافها...
قاسم كمان لما عرف من ابنه اركان انهم رايحين هناك اخد جواهر وبنته حلا وكمان ابوه عبد السلام وامه ماجده شبطو فيهم وهما رايحين وخصوصا ان غريب وليل واحشينهم اوى ونفسهم يشوفو بنتهم نجمه اللى اركان مصدعهم بيها كل مايكلموه فالتليفون وراحو على فيلا غريب عشان ميفوتوش اللمه الحلوه دى ..

الكل اتجمع وغريب فرح بيهم جدا واتضايق لما كلم احمد ومحمود اخوات قاسم وستاتهم عشان ييجو ويكملو اللمه الحلوه دى وهما اعتذرو بسبب ان وراهم شغل بس وعدوه انهم هيعوضوهاله مره تانيه ...

الكل متجمع وقررو انهم يعملو مشاوى فجنينة الفيلا اتطوعو بعمايلها ليل وجواهر وناديه وموده اتبرعت بدخول المطبخ وعمل السلطات والمقبلات وسابو العيال لجميله وماجده ياخدو بالهم منهم ...
اركان ونجمه ودياب وميجو نزلو البيسين وماجده قاعده جمبهم متابعاهم هى وجميله اللى شايله حلا ..
ماهر قاعد مع عبد السلام واندمجو فالكلام وقاسم وغريب قعدو جمب بعض على طربيزه فالجنينه وقاسم ملاحظ طول الوقت عين غريب اللى مفارقتش ليل لحظه ...

ولأن قاسم عارف موقف غريب من ليل من خلال جواهر اتكلم بنبرة تهكم :عينى فيه واقول اخيه !

غريب انتبهله :بتقول ايه يلا انتا 
قاسم :بقول ان فيه ناس هتموت على ناس وعامله تقيله وزعلانه وبتمثل بس عنيها فاضحاها وبتزحف ورا الناس دى فكل مكان زى الكلاب 

غريب :هما مين اللى زى الكلاب دول ياض انتا 
قاسم بعدم مبالاه وهو بيشرب العصير اللى قدامه :عنيك ..حتى بص هناك كده هتلاقيهم بيتمرمغو فالارض تحت رجلين ليل ...

غريب بصله بطرف عينه ورجع تانى يبص لليل ...

قاسم :مكفايه عذاب فنفسك وسامح واتمتع وارتاح وارحم البونيه يرحمك ربنا ...
غريب :مش دلوقتى ...لما تتربى شويه كمان ...بس سيبك انتا مننا وقولى ايه اللى فوشك دا عشان دا مش ضربى خالص انا عارف ضربى .

قاسم : دا مش ضرب على فكره دى وحمه لسه طالعالى من يومين ...ست الحبايب وهى حامل فيا اتوحمت على ضربه وعبسلام مضربهاش راحت هارشه فوشها علطول قوم ايه بقا  زى الميعاد دا كل كذا سنه تقوم طالعالى الوحمه دى فمكان الهرشه وتختفى ..

غريب :بص هو ايا كانت اسباب اللى ضربك بالشكل دا فانا متأكد ان اسبابه قويه وانك تستاهل ...

قاسم:يعنى ممشيتش معاك وحمه ؟
غريب : وحمة ايه يابو وحمه ..روح ربنا يكتر من وحماتك ...قالها وقام وقف واخد مفاتيح عربيته واتحرك ..

قاسم :رايح فين ؟
غريب :مشوار وجاى بسرعه 
قاسم :طب مش هتدفعلى تمن العربيه اللى دشدشتهالى ؟

غريب :لأ 
قاسم :طب قسطين فالجديده طا ..
غريب مشى ومردش عليه ...

قاسم بصوت اعلى :طب عشرين جنيه اجيب كلب بيهز دماغه احطه فالعربيه الجديده زى اللى كان فالقديمه اللى قطمتلى رقابته عشان كنت بحبه الهى تتقطم رقابتك زيه...

برطم مع نفسه وهو شايف غريب بيركب عربيته وبيتحرك قدام عنيه

 ودخل بعدها قعد مع ماهر وابوه عبد السلام شويه... ومفاتش وقت كتير وشافو غريب وصل بالعربيه ودخلها الجنينه ونزل وبيساعد فريال انها تنزل ونجمه وليل اول ماشافوها جريو عليها هما الاتنين مع بعض وكل وحده بتسابق التانيه عشان تترمى فحضنها الاول وغريب ابتسم لفرحتهم دى وخصوصا نجمه اللى من اول ماشافتها وهى بتصرخ باسمها زى المجنونه ....

***************

محمد معسكر و قاعد على نفس قعدته قدام بيت اخو زوزو وكل واول مايحس ان الملل ابتدى يتسربله يقوى نفسه ويقولها.. مش هتحرك لو هستنى لآخر يوم فعمرى لغاية مااجيبها النجسه دى وهجيبها يعنى هجيبها ...
لكنه مكانش محتاج يستنى لبقية عمره ولا حاجه لما شاف اخو زوزو خارج ومشى وراه وركب معاه نفس الميكروباص اللى ركبه بس بعد ما لثم  نص وشه بشال كان لابسه عشان ميعرفهوش ...واحلى مفاجأه حصلتله انه شاف اخو زوزو بيطلع عماره وطلع وراه بس بعده بمسافه وسمع صوت زوزو بتكلمه وتسلم عليه وتستقبله ....

ابتسم ابتسامة نصر ونزل بعد ماعرف رقم الشقه ونزل يستنى تحت لغاية مااخوها يمشى ويبقا يطلع هو بقا يصفى حسابه معاها على رواقه ...

راح على صيدليه جاب منها جوانتى بلاستيك وحطه فجيبه وخرج وكل دا وهو لسه ملثم ومخلاش حد يشوفه او يتعرف عليه ابدا ......

الفصل  الرابع والعشرون24


يمان 

ياناديه متكبريش الموضوع بقا وخليكى حلوه ..وبعدين انا حبيت اعملهالك مفاجأه ياروحى ...طب بذمتك مش مفاجأه تجنن ...يعنى ايه شعورك وعمى ماهر بيبلغك ان فرحنا بعد اسبوعين اوصفيلى كده .


ناديه :زفت ...شعورى كان زى الزفت ...يعنى ايه تتخطانى وتحدد ميعاد الفرح انتا وبابا من غير ماحد ياخد رأيى كانى رجل كنبه مش العروسه ؟ طيب على اساس ايه تحددو لوحدكم ؟ تعرفو انا ناقصنى ايه ...تعرفو هلحق اكمل جهازى فالمده دى ولا مش هلحق ؟ دا ايه هو دا ...بص ياحضرة الظابط ..نظام البرطشه والامر الواقع دا مش انا اللى اتحط فيه ...ومن هنا ورايح مفيش قرار فحياتنا او حياتك انتا هتاخده لوحدك من غير ماترجعلى ...حتى لو جيت تحلق دقنك قبل ماتحلقها تاخد رأيى ...


يمان :اخد رأيك وانا بحلق دقنى ! وافرض موافقتيش ؟

ناديه :تفضل على كده ...وبص بقا من غير لت وعجن كتير عشان انا فالشغل ووقتى مشغول ...مفيش فرح ولا جواز ولا اى حاجه الابعد شهر علم ؟ 


يمان بزعيق :لا يماما مش انا ...مش انا اللى مراتى تمشينى على مزاجها وتلغى ميعاد انا حددته ...وعند فيكى بقا الفرح مش هيتعمل بعد شهر ...هما تلاتين يوم مفيش غيرهم ياهانم ...وافقتى وافقتى موافقتيش انتى حره ...وقفل السكه 


ناديه شالت التليفون من على ودنها وابتسمت وهى بتهز دماغها وتهمس لنفسها ..مجنون ياربي مجنون ..  

***************

فى الامارات 


سميه :انا فرحانه اوى يانادر امتى بقا هنسافر ونروح لغريبى واخده فحضنى واقوله انا اسفه يبنى ياحبيبي سامحنى ياحته من قلبي عشان وجعت قلبك ومكونتش اد عشمك فيا ...نفسى أضمه واطبطب على قلبه واقوله معلش امسح كل عذابك فيا انا ....


نادر اتنهد بغلب :ومين سمعك ياامى ...والله انا ماعارف هقابل غريب بأنهى عين ...بصراحه كلنا طلعنا واطيين معاه ومديناهوش اقل فرصه يدافع فيها عن نفسه قدامنا ولا حتى يبرر ...هربنا من قدامه وجرينا وكأن الخيانه شيئ كان متوقع منه وان اللى عمله دا مكناش مستبعدين انه يعمله ...انا وليل طول الوقت كنا فاكرين ان غريب داس على قلبنا لكن فالحقيقه احنا اللى كنا دايسين على روحه ..

تفتكرى هيسامحنى ياماما ...تفتكرى هيرضى يفتحلى حضنه مره تانيه ونرجع زى زمان روح وحده وقلب واحد ؟


سميه :انا متاكده من دا يانادر ..

عارف ليه ..عشان قلب غريب غير قلوبنا كلنا ..سبحان الله ربنا وهب غريب قلب يقدر يكفى الكون كله حب وحنيه..

 غريب اسم على مسمى حتى فطيبته وسماحة قلبه تلاقى غرابه من كتر ماهتلاقى الحجات دى عنده بوفره ....


وبينما هما بيتكلمو جالهم صوت شريف :نادر لو سمحت سيبلى مراتى وروح لمراتك كفايه عليك كده 


نادر رفعله حاجب واحد وهو بيتكلم :ايوه بس دى امى لو كنت نسيت يعنى بفكرك ..


شريف :عارف انها امك بس كفايه عليك امومه لحد هنا ...شوف ليك كام سنه ابنها مشبعتش ؟ 

 دلوقتى سمسمه بتاعتى انا ..ملكيه خاصه مش هسمحلها لا تكون ام ولا اخت ولا عمه ولا خاله ولا حتى تيته ...من هنا لحد مانموت سميه هتبقا زوجه وبس ...واى حد يطالبها بمشاعر من اى نوع يتخطانى انا الاول عشان انا مضيت عقد احتكار مع قلبها لباقى العمر مينتجش مشاعر غير ليا انا وعشانى وبسسس ....


نادر :طب قول الكلمتين دول قدامى مره تانيه وانا اوعدك اخطفها واخبيها منك ولا اخليك تشوف ضافرها بعد كده وابقا بل عقد الاحتكار بتاعك واشرب ميته بقا ....


شريف :ولا تقدر ولا بقيت بتهدد ولا باكل من الكلام دا خلاص سمسمه بقت ملكيه خاصه بشريف ومفيش بشر يقدر يقربلها  ...


نادر كان بيسمع كلام شريف لكن طول الوقت عينه على امه سميه اللى لمعت الفرحه والحب منوره عنيها وهى باصه لشريف وابتسامتها مزينه وشها وهى بتسمع كلام طول عمرها محرومه منه ....


والغريبه انها عاشت طول حياتها تجرى ورا الفلوس والاملاك واستحملت عشانهم اللى محدش يستحمله ...لكن الصدمه كانت لما شريف حب يكتبلها فيلا باسمها ويحولها فلوس لحسابها  رفضت رفض قاطع ...موقفها دا خلى نادر احتار ففهمه وفضل يسأل نفسه ...هل ياتري هى اتعلمت من اللى فات وعرفت ان الفلوس عمرها مابتجيب سعاده ...ولا لما لقت الحب استغنت عن كل حاجه حتى الفلوس اللى يمكن كانت طول الوقت كانت بتفكر بامتلاكها انها بتعوض النقص اللى فحياتها من ناحية ابوه ماهر وتحاول تسد بالفلوس فراغ قلبها الخاوى ...

ملقاش لاسئلته اجابه بس اللى متأكد منه انه شايف فعيونها قناعه ورضى عمره ماشافهم فعنيها قبل كده ...صحيح صدق اللى قال ..الحب بيعمل المعجزات .....


*******************

ليل :صوح ياخاله ؟ طب ديه والله احلى خبر الواحد سمعه من مده ...رابنا يتمم بخير ويجعل بختها فوق جريد النخل عالى ويرارى فالسما ...


وه وانى اقدر مجيشى ولا اكون معاكم فاليوم ديه ...طب وغلاوة رحاب محد يبل شرباتها غيرى ...


خلاص هقول لغريب واخد شوره وناجيكم انى ونجمه ...يارب ياخاله ربنا يخليكى لينا ويحفظك ويطول فعمرك لغاية ماتشوفى عيال عيال عيالها يارب ....طيب ياحبيبتى اشوفك بعافيه ...مع السلامه يااغلى الناس ...


غريب كان سامع المكالمه بتاعت ليل وعامل نفسه مشغول ومش معاها  لكن الست فريال كانت كلمته وقالتله على العريس واستأذنته فان ليل ونجمه يحضرو  بس لما ليل قالتله عمل نفسه اول مره يسمع بموضوع كتب كتاب رحاب ...


غريب وجه كلامه لنجمه وطنش ليل خالص :اكيد طبعا تروحى يانجمتى  ومش محتاجه انك تاخدى الاذن منى فحاجه تخص تيته فريال او بيبو خالص ...

نجمه مشغوله فلعبها ومردتش عليه


ليل :طيب يانجمه قولى لابوكى اننا هنبيتو حداهم كام يوم اكده عشان متوحشينهم ...

غريب :لا يانجمه انتى مش هتباتى بعيد عن حضنى ساعه وحده اللى عايز يروح يروح لوحده ..

كل دا ونجمه مستمره فاللعب وبين فتره وفتره تديهم نظره جانبيه زى ماتكون بتقولهم بطلو هبل بقا واتكلمو  مع بعض علطول 


ليل رفعت حواجبها وفتحت بوقها بذهول وهو بيتمسك ببنته ورافض بعدها وهى بيفرط فيها عادى ومش مهم عنده تبات بعيد عنه ولا عنده اى اعتراض ...


دخل غريب اوضته ونسى محفظته على الطربيزه وليل اخدتها وشمت ريحته اللى فيها وفتحتها واتفاجأت بالخلخال جواها ...عنيها دمعت وهى بتسحبه وترفعه قدام عنيها بشوق لايامه ولكل زكري مرتبطه بيه ...


اخدته وراحت على باب الفيلا قفلته عشان نجمه متخرجش لوحدها وتروح للبسين او لاى حته ودخلت الحمام اخدت شاور بالشامو المفضل لغريب واللى كان بيعشق ريحته على شعرها واللى اول ماجت الفيلا معاه لقته جايبه ومالى بيه الحمام ...استحمت ولبست البرنص بتاعها ولبست الخلخال فرجلها ولمت شعرها وخرجت وهى حاسه ان غريب المرادى مش هيرفضها زى كل مره ...منين جالها الاحساس دا متعرفش ....


غريب فالاوضه وطلع على السرير بعد ماغير هدومه وماسك تليفونه وفاتح فيس بوك وبيتراسل مع حد ..


انتبه بكل حواسه وهو سامع احب صوت لقلبه بيرن بأحلى نغمه ...


صوت الخلخال وهو بيقرب منه وعارف ان ليل لابساه عشان هو دا صوت خطوتها اللى ميقدرش ينسى وقعها على قلبه قبل ودنه ابدا ....


غمض عنيه واخد نفس وابتسم لصوت عاش سنين يحلم بيه واستجمع كل قوته وصبره وهو عارف ان ليل على مشارف المحاوله المليون فى انها تخليه يتجاوب معاها وطبعا مكانش فخططه انه يسامح دلوقتى خالص ...لكن صوت الخلخال لخبطله كل مخططاته وضيع اى منطق بيتعامل بيه معاها وهو شايفها بتفتح الباب وبتقرب عليه وحده وحده وبهدوء وتطلع جمبه على السرير ...


الخلخال ...القرب ..الريحه ...الشوق ...العطش ...كل دى حجات حاصرت عقل غريب ولغت اى ذرة تفكير عنده ...واللى هدم آخر حصونه ايدها وهى بتتمد على شعرها تفرده وينزل شلال الحرير اللى طول زى الاول ويمكن اكتر قدامه ولخبط احواله ...ضم ايده اللى ارتعشت من كتر الرغبه فأنها تروح لموطنها الطبيعى اللى اتحرمت منه سنين وهو بين خصلات شعر ليله ...اتحكم  فحركةايده  بكل قوته لكن كل القوه بادت وليل بتمد ايدها تمسك ايده وتمد صوباعها الابهام تفرك بين صوابعه الوسطى والسبابه وبالاخص فمكان فيه اثر حرق ...


ليل رفعت ايده على بوقها وباستها مكان الحرق وهى بتسأله ...ايه ديه ياغريبى ؟

غريب شد ايده منها  واتكلم وهو بيتأمل ايده دى علامه كل ماابص فيها افتكر سنين العذاب ...افتكر اللى قاسيته ...افتكر ظلمك ليا ..دا اثر كل سجاره خلصت فأيدى ولسعتنى وانا مكنتش فوعييى من كتر التفكير فيكى وفكل اللى كان بينا ...دا ختم وجع قلبي  ....


ليل باستغراب :سجاير ؟ هو انتا بقيت عتشرب سجاير ياغريب ؟ من ميته ...وليه مش عشوفك عتشربها امال ...


غريب اتنهد بتعب وهو بيقولها :بطلتها بسبب نجمتى ...

بطلتها عشان احافظ على حياتى وصحتى عشان بنتى  .


ليل :وه يانن عين ليل ...يعنى انتا دلوك مبطلها جديد ...ومتحمل ياعقلى ..!دا واحد غيرك كان زمانه مطايقشى نفسه وكان طربق البيت على راسنا ...


غريب :انا متقوى بنجمتى وبعمل كده عشانها ..ومتنسيش انى دلوقتى مش غريب بتاع زمان ...انا دلوقتى فرعون اللى مفيش اى حاجه فالدنيا تقدر تقف قصاده او تغلبه ...فرعون اللى حتى قلبه مات ومبقاش يتأثر زى الاول وحتى النغزه اللى كانت بتجيله راحت بعد مااتعلم القسوه ..


ليل :والله عتكدب وقلبك لساته كيف ماهو ولساتك عتحب وتشتاق بس انتا عتكابر ...ايوه بقيت اقسى هبابه صغيرين بس ديه عشان زعلان ومتكدر من الناس ...بس اوول مالزعل يروح هيرجع قلبك كيف لاول  كيف اللبن الحليب واقل حاجه تفرحه واقل حاجه تزعله ...غريبى عاد وانى حافضاك اكتر من حالك ....


قالتها وميلت وحطت دماغها على كتفه ومسكت ايده ضمتها عليها وباستها وهى بترفع عيونها تبصله بعيون دايبه ودعوه صريحه غريب مقدرش انه يصدها ابدا ...رفع ايد بتترعش وخللها فشعر ليل اللى غمضت للمسه اللى كانت بالنسبالها فالوقت دا بالظبط زى قبلة الحياه للغريق اللى رجعته للحياه من تانى ..


اتجرأت ليل وابتدت ايديها تعزف على اوتار جسمه وهو لآخر لحظه بيحاول انه يسيطر على اعصابه وهو بيقول لنفسه لسه فيه وقت اسيطر على الامور واستمر فتأديبها لكنه 

 فمرحله مقدرش يستحمل وابتدى هو فأكتر لحظات ضعفه قصاد حب عمره ولهفته وشوق سنينه انه يستلم زمام الامور ويطفى شوقه ويروى عطشه من ليله بطريقته الخاصه اللى خلت الاتنين طارو فوق السحاب فمكانهم القديم اللى كانو هما الاتنين مشتاقينله حد الجنون ...واخيرا القمر استسلم لحضن ليله ...


**************

مريم :يعنى ايه ...يعنى بنتى ضاعت ؟ يعنى الارض انشقت وبلعتهم هما الاتنين ...ياترى اخد بنتى وراح بيها فين ...ياترى بنتى عامله ايه دلوقتى انا قلبي مش مطمن انا عايزه بنتى ياراضى هاتلى بنتى ...


راضى :يعنى راضى فايده ايه يعمله يامريم اكتر من كده ...لف ليل نهار وبلف ...سؤال سألت الصغير والكبير الى يعرفهم واللى ميعرفهمش محدش دلنى ...حتى عالنت عملت اعلان عن اللى يعرفهم محدش طلع يعرف عنهم حاجه ...قوليلى فأيدى ايه تانى اعمله ...


مريم مسحت دموعها بعنف ...بس انا قدامى حل وهو اخر فرصه قدامنا وبعدها انا هموت نفسى بجد على اميره مش هستحمل ...


راضى بتعب :اى حل ممكن يرجع بنتى لحضنى انا معاكى فيه واعمليه من غير تردد ....

***********


ماهر وقف على حيله منتور وهو شايفها قدامه فالشركه بعد مادخلت بدون استئذان وغصب عن سكرتيرة مكتبه اللى كانت بتحاول تمنعها بكل قوتها لكنها فشلت :انتى جايه هنا ليه ...ليكى عين تورينى وشك بعد عملتك انتى وبنتك وقذارتكم  ؟


مريم بانكسار :ماهر ارجوك اسمعنى ...انا عارفه انى غلطانه انى مقولتلكش الحقيقه اللى كنت اعرفها من الاول وقلتلك ان اميره اُغتصبت لانك فاى حاله تانيه مكنتش هتوافق ان غريب يتجوزها ...وكمان محبتش اشوه صورة غريب فعنيك وخصوصا وانا عارفه غريب يبقى ايه بالنسبالك ...

ماهر بضحكه :ايووااااه ...اتمسكنى تانى واتدحلبى ....اكيد عرفتو ان ابنى ابتدا يستقر قولتو نروح نتمسكن ونرجع العلاقات ونخرب عليه مره تانيه انا وبنتى ...مريم لعلمك انا مش هصدق اى عذر او اى كلام انتى جايه هتقوليه ...

مريم :ماهر انا مش جايه اقولك كلام ولا اقدم اعذار ...انا بنتى غلطت غلطه لا تغتفر انا معترفه بدا ...انا جايه النهارده عشان اميره ضاعت منى ياماهر ...جوزها اخدها واختفى بيها وانا جايه النهارده عشان اترجاك تكلملى غريب يتصل باى حد معرفه من الداخليه يتصرف ويلاقى مكانها ...ارجوك ياماهر ابوس ايديك ورجليك ...


ماهر :تصدقى يامريم انا دلوقتى بس اللى صدقت المثل اللى بيقول اللى اختشو ماتو ...تصدقى انك عديتى ليفل الوحش فالبجاحه ...معقوله تكونى جايه تطلبي لبنتك مساعده من اللى بنتك دمرت حياته وخسرته مراته وبنته وبيته وبعدته عن بلده بدون ذنب ...


مريم :دى بنتى ياماهر ولازم اخبط على اى باب عشان ترجع لحضنى مهما كان اللى هشوفه ورا الباب ده .


ماهر :واللى اتعذب بسببها كان ابنى يامريم ...واللى سافر وبعد عنى وساب البلد كلها وهج كان ابنى برضو ...بذمتك قوليلى لو انتى مش مشتركه معاها فاللعبه القذره دى عملتيلها ايه بعد ماعرفتى ..عاقبتيها بأيه ؟....اقولك انا ..ولا حاجه ..وعشان ربنا عدل هو اللى عاقبك وعاقبها بعدله حكم عليكم ببعدكم عن بعض وحرقة قلبك عليها ...عشان يوريكى حرقة قلب الاب على ضناه بتبقى ازاى ...صدقينى يامريم انا مش بحط كامل اللوم فاللى حصل دا على اميره ...اللوم الاكبر عليكى انتى وعليا انا قبلك عشان وافقت بوحده زى بنتك تدخل بيتى وكنت هخليها تشيل اسم ابنى بنفس راضيه...مش عارف وقتها كنت بفكر ازاى بصراحه ...كان عقلى فين ساعتها ازاى اقبل بنسب زى دا ...وكنت منتظر ايه من بنت امها اللى ربتها كانت تربية ملاجئ ....


الكلمه دى كانت القشه اللى قطمت ضهر مريم وهى بترفع عنيها اللى كانت منكساهم للارض طول ماماهر بيتكلم وواعده نفسها انها هتستحمل اى كلام يقوله وجايه مستعداله عشان متتصدمش ...لكن الكلمه دى معملتش حسابها عليها ولا استعدتلها ابداا ...

الكلمه اللى طول عمرها بتتجنب ان حد يقولهاها وفضلت تثبت للناس عكس دا وفعلا نحجت لكن اهى بتتقالها واكبر مخاوفها بتتحقق وبسبب بنتها ...

مريم متكلمتش ولا نطقت بكلمه وحده ...اصل هتقول ايه بعد الكلمه دى ..مفيش اى كلام يتقال ..لملمت ازيال خيبة املها وقهرها ومشيت فورا من قدام ماهر ..جريت من قدامه قبل مايكررها تانى والمرادى تقضى عليها نزلت ومش قادره تتحكم لافدموعها ولا تتحكم فأعصابها اللى باظت ...رعشة غضب سرت فكل جسمها ...نار شبت بين ضلوعها مية بحر بحاله متقدرش تطفيها ...طلعت تليفونها وفتحت ماسنجر وبعتت رساله لأميره على حسابها كان محتواها ...


انا مسامحاكى يااميره بس ارجعى...انتى كسرتينى كسرة لا الزمن ولا الايام ولا الدنيا قدرت تكسرهانى لكن برغم كده قلبي بيتقطع عليكى فكل ثانيه ...

ارجعى وطمنينى عليكى ياحبيبتى


وكانت دى آخر جمله تنطقها مريم وهى بتعدى الشارع بعدم انتباه وتحس بخبطه شديده تطير على آثرها فالهوا عشان تنزل بعد مسافه على الارض عشان تلفظ آخر انفاسها بعد ماكانت جملة ماهر الاخيره بتتردد فودنها مسكتهاش غير اميره صحبتها وهى بتشق الزحام وتقربلها وعلى وشها احلى ابتسامه وتمسك ايدها تقومها وتاخدها ويمشو ....


اما ماهر فابعد مامشيت مريم قعد على الكرسى وفضل يفرك وشه بايده وهو بينفخ وحاسس بديقة نفس وندم على الكلام اللى قاله لمريم وهو فاقصى درجات غضبه واللى عمره ماكان يتوقع ان حاجه زى دى تطلع من لسانه لكنه ميعرفش ازاى دا حصل ...

قام بضعف واتمشى على الشباك بتاع مكتبه ووقف فيه واللى شافه كان اكبر صدمه بالنسباله ...شاف اميره حبيبته واقفه ورا القزاز زى ماكنت تقف زمان ايام المطعم لكن المرادى مكانتش مبتسمه كانت ملامحها حزينه ...ثوانى واختفت قبل حتى ماهر مايستوعب اللى شافه ...نقل عنيه على المكان اللى كانت فيه عشان تظهر من تانى او يرجع يشوف طيفها لكن دا محصلش ..نزل عنيه لتحت على الشارع واستغرب وقلبه انتفض وهو شايف تجمهر فالشارع الرئيسى  


اخد مفاتيحه ونزل على مكان الزحام  وفضل يوسع الناس ويتقدم بعد ماسمع انها حادثه والصاعقه لما بص لقاها مريم غرقانه فدمها وميته ...ولا اى احساس فالدنيا يقدر يعادل احساس ماهر بالذنب فاللحظه دى وهو متأكد ان كلامه وقسوته هما السبب فموت مريم ...


مد ايده غمضلها عنيها ودموعه نزلت بقهر وهو حاسس ان الدنيا استكترت عليه حتى فرصه انه يهدى ويرجع يتأسف ويصلح غلطته معاها ويعتذرلها على كلمه خرجت منه فلحظة غضب ...بس ساعات الدنيا بتعاقبنا بطريقتها على غلطنا فحق ناس بأنها تحرمنا من فرصة تصليح الغلط دا ..


وصلت الاسعاف واخدت مريم وماهر طلع تليفونه وبتردد اتصل على راضى جوزها وهو مش عارف هيقوله ايه ولا يبلغه خبر زى دا ازاى وهو عارف مريم بالنسبه لراضى ايه ...


ولان دا مش وقت تردد ماهر اول ماسمع صوت راضى جمع كل شجاعته واتكلم بنبرة حزن خلت راضى قلبه وقع فرجليه :


راضى مريم عملت حادثه وخبطتها عربيه وهى دلوقتى فمستشفى (******) مسمعش اى رد من راضى غير انه قفل السكه فوش ماهر فورا ..


قام ماهر وراح ورا مريم المستشفى وفضل هناك مستنى ومحتار يتصل بمين ولا يكلم مين يكون جمبه فالموقف دا ....


ملقاش قدامه غير انه يتصل بجميله اللى جاتله فورا اول ماسمعت الخبر وماهر اول ماشافها اترمى فحضنها وهو بيبكى بصوت عالى ويقولها انا اللى قتلتها ياجميله ...انا اللى موتها ...دبحتها بكلمه ونهيت حياتها ...حتى اميره شفتها زعلانه منى بسبب اللى عملته فمريم ...


جميله فضلت تهدى فيه وتطبطب وتواسى وتحاول تزيح عن قلبه احساسه بالذنب بأن دا قضاء ربنا وان عمرها خلص لحد هنا لكن ماهر مكانش مقتنع بكل دا ...ومش مصدق اى حاجه غير ان هو السبب فموت مريم وحرفيا ابتدا ينهار ويتعب ونفسه يديق وبصت جميله لقته بيقع بين ايديها وهى مش قادره حتى تمنعه من الوقوع ومفيش فأيدها غير انها تصرخ بعلو صوتها عشان حد يلحقها ...


جو الدكاتره والممرضين واخدو ماهر لاوضة الكشف ولقو قلبه تعبان وعملوله الاسعافات اللازمه ونقلوه لاوضة عنايه ...


اما جميله فوقفت محتاره وملقتش قدامها غير انها تتصل بغريب هو الوحيد مفيش غيره ....

اتصلت جميله بغريب اللى كان فشغله مع قاسم فغرفة العمليات بينسقو مع بعض ومع باقى الفريق لمهمه جديده وبمجرد ماسمع الخبر غادر القاعه فورا ووشه ميتفسرش من الارتباك والزعر وقاسم بمجرد ماشاف غريب كده خرج وراه فورا ووراهم علطول خرج يمان والتلاته ركبو عربيه وحده اللى هى عربية غريب وهما بيسألوه حصل ايه وهو منطقش غير كلمه وحده بس ..كارثه ...


وصلو المستشفى بعد دقايق معدوده غريب ساق فيها على آخر سرعه وبحرفيه تامه قدر يختصر فيها تلات ارباع الوقت ونزلو التلاته يجرو قصاد بعض وغريب هو المتولى مهمة البحث عشان هو الوحيد فيهم اللى عارف هو بيدور على ايه وخطواته زادت وهو شايف عمته جميله واقفه فممر عند العنايه واول ماشافتهم جريت عليهم زى الغريق اللى بيتعلق بقشايه واترمت فحضن غريب وهى بتقوله :ابوك ياغريب ..ماهر تعبان اوى ...


غريب سمع كده وبعد عمته من حضنه وراح فورا للدكتور اللى شغال على حالة ابوه واطمن منه ان ابوه هيكون بخير وانهم عملوله كل اللازم وانها ازمه قلبيه بس لحقوها الحمد لله وكلها ساعات ويفوق ....


راح على عمته وطمنها وجه ميعاد الجزء الاصعب من الالم وهو معرفته بأن مريم ماتت وعمته مكنتش قايلاله غير انها عملت حادثه وتعبانه ...


قعد على الكرسى وحط دماغه بين ايديه بتعب وقهر على مريم اللى مهما كام ميقدرش ينكر انها ادتله حب وحنان ومشاعر كتير حلوه فعز ماهو كان محتاجلهم ...


كل ذكرياتها معاه وكل كلمه وكل ضحكه من مريم غريب شايفهم قدامه وهو بيتقدم على تلاجة المستشفى وقاسم ويمان معاه وكل واحد ماشى جمبه كتف بكتف وخصوصا قاسم اللى عارف مريم كانت ايه بالنسبه لغريب ....


دخلو الاوضه وغريب سأل على مريم وعرف الدرج اللى هى فيه وراح عليه وابتدا يسحب الدرج بأيد بتترعش والدموع اتحجرت فعنيه وهو شايفها قدامه جثه هامده ...مد ايده على دماغها نزولا لخدها وهمسلها بحنيه ...مسامحك ومش زعلان منك ولا مشيلك اى ذنب ...مسامحك وهتفضلى ماما مريم وغلاوتك فقلبي هتفضل هى هى ...


قال جملته وانتبه على ايد قاسم بتتحط على كتفه ويمان شال ايده من على الدرج وقفله والاتنين اخدوه لبره وقعدوه على كرسى فالممر اللى فيه جميله وقاسم راح يخلص اجرآت مريم عشان تقدر تسافر الاسماعيليه فأقرب وقت ....


قاسم طول ماهو ماشى فطرقة المستشفى شاغل باله جدا رد فعل غريب لما شاف مريم ..مدمعش .

.ماداش رد الفعل اللى كان متوقع من غريب ...حتى مدلكش قلبه زى كل مره يواجه فيها الم او جرح ...ودا ان دل فيدل على ان غريب قلبه اتحجر فعلا ومبقاش يتأثر بكل حاجه زى زمان وقاسم مباقاش متأكد دى حاجه تفرح او تزعل ...لكن اللى متأكد منه ان غريب فعلا اتغير وقسوته اللى فاتت لاكانت تمثيل ولا ادعاء .....


خلصو الاجرآت كلها ومش فاضل بس غير تغسيلها ووصول راضى عشان يستلم الجثه ...

وصل راضى مع مجموعه من معارفه واصحابه اللى اول ماعرفو منه بحادثة مريم رفضو انهم يسيبوه يجي لوحده ..بنته فريده وابنه حسام كمان رفضو انهم يسيبوه يجى لوحده واصرو انهم يجو بنفسهم يطمنو على مامتهم ...


غريب واللى معاه شافو حالتهم ومحدش من الموجودين عنده شجاعه انه يقولهم الخبر وساكتين وراضي بيتنقل بعنيه زى المجنون على باب كل اوضه فالممر قصاده  ومستنى اى حد يقوله هى فأنهى اوضه عشان يجرى عليها ويطمن انها بخير ....مقطعش حالة الصمت دا غير عامل بيتقدم من قاسم ويقوله ...الجثه جهزت يابيه لو حابين تستلموها ...


راضى نقل دماغه على على كل الواقفين وهو مستنى حد ينطق ويقول اللى بيتكلم عنها الراجل دى مش مريم ..لكن اللى شافه خلى الدنيا كلها اسودت فوشه وهو شايف كل الروس اتنكست للارض وكأنهم بيأكدو اللى فهمو .....


اتكلم بصوت بيرجف :مش مريم دى صح ...مش مريم اللى بيقولو عليها جثه مش كده ...حد فيكم يتكلم ...وصرخ بكل صوته وهو بيمسك فهدوم غريب ..حد يرد علياااااا ...قالها وقبضته اترخت ووقع بعدها فالارض ملحقهوش غير غريب وهو بيتلقاه على اديه وسط صرخات متتاليه من فريده بنت مريم وهى بتصرخ بعلو صوتها وتقول :لأ ياامى ..لأ ياامى ..وكمان حسام اللى صوته قلب المستشفى وهو بيصرخ بعلو صوته ويقول امى ...رجعولى امى ...


وضع مؤلم ...موقف الموت موقف مهيب .. حزن بيرهب القلوب ...

اصوات عاليه مش مصدقه خسارة حد كان محور حياتهم كلها ...اشخاص اقل مايقال عنهم انهم بيموتو من الم الفراق...راضى اتحول لجثه لا بيتكلم ولا قادر يتحرك ومفيش بس غير عنيه بتتنقل بين كل الناس ومحدش عارف ازاى جثه هتستلم جثه .....


غريب سنده بمساعدة قاسم واخدوه على مكان مريم وهو بيجر رجليه جر مش قادر يحمل عليهم .. لان غريب حس ان لو راضى مشافش مريم لمره اخيره ولا اتكلم معاها لأخر مره هيفضل ندمان العمر كله ...هو اه صحيح دلوقتى مش فوعيه بس لما يفوق هيحس بكل الندم  ....


ودوه على المشرحه وكانت مريم على طربيزه متغسله ومتكفنه وراضى اول ماشاف منظرها وقع لولا ايدين غريب وقاسم اللى كانو ساندينه ....


قربوه منها وهو مد ايد بتترعش  عشان يكشف وشها وهو بيتمنى بينه وبين نفسه لاخر لحظه انها متكونش هى ويكونو غلطانين ومريم تكون عايشه وموجوده فمكان تانى ....

لكن شهقه منه طلعت مع صدمت قلبه وروحه اول ماكشف قماش الكفن وشافها مريمته وروحه ونصه التانى وصحبة عمره ورفيقة دربه ...


مد ايده على وشها ولمسها بحنيه واتكلم بهمس ...سيبتينى لوحدى ومشيتى ياست البنات ....طيب سيبتينى لمين من بعدك ...مفكرتيش فراضى وقولتى هيعيش ازاى من غيرى ؟ ...طيب هعمل ايه لوحدى فالدنيا دى اللى كانت بالنسبالى متمثله فمريمتى وبس ...ياريتنى كنت مت انا بدالك كان هيبقى اريحلى واحسنلى من سنين هعيشها من بعدك فعذاب لحد مااقابلك ...

فتحى عينك كده لحظه وحده وشوفى حالى ..والله هصعب عليكى وقلبك مش هيطاوعك تسيبينى وهتقوميلى تانى  بس انتى فتحى ...


الاتنين غريب وقاسم طول ماهما بيسمعوه بيتقطعو بس الفرق ان غريب متماسك مع ان شكله واضح عليه انه بينهار من جواه ...اما قاسم فاكان منتهى من البكا والدموع لدرجة ان صوت بكاه على وهو بيتخيل لاقدر الله نفسه مكان راضى وخسر جوهرته وفضل يقول فنفسه من وسط دموعه ...يارب ماتكتبها عليا ابدا يارب ...يارب اجعل يومى قبل يومها ومشوفش ولا احس القهر والعذاب دا ابدااا....


راضى شدوه من جمب مريم بعد ماميل عليها وطبع بوسه على جبينها وهو بيطمنها على اولادها ويوعدها انه هيخليهم فعنيه وانه هيدور على اميره ويلاقيها بأى تمن لو هيلف بيوت مصر بيت بيت على رجليه لازم يلاقى بنته ويرجعها لحضنه من تانى ....


اخدو الجسمان وهيطلعو بيه على الاسماعيليه عشان يدفنوه لكن راضى طلب من غريب انه يسمحله يدفن مريم فالمدافن بتاعت عيلتهم جمب امه اميره صحبة عمرها زى ماكانت بتتمنى طول عمرها ...

غريب وافق فورا على طلب راضى واخدو مريم وراحو دفنوها فمقابر العيله وسط حاله من الحزن مسيطره على كل واحد حضر الجنازه بتاعت اجدع مريم عدت على حياة كل واحد فيهم ...


راضى دفن مريم ودفن معاها كل حاجه حلوه ...حبه وشبابه وضحكته وفرحته وكل احساس جميل حسه بسببها ومعاها ...حتى حياته حس انه حطها جمبها وزاح عليها التراب ودفنها بأديه ....


غريب اخدهم كلهم على الفيلا بتاعت العيله عشان يرتاحو شويه وكلم ليل وحكالها الظروف وبلغها بموت مريم اللى صدمها وخلاها حست بقهر وخصوصا طريقة موتتة مريم المؤلمه ...


وكمان زعلت جدا  على عمها ماهر اللى مبقاش حمل صدمات واقل حاجه بقت تأثر عليه وتتعب قلبه ...

والاكتر منهم هما الاتنين غريبها اللى اكيد دلوقتى قلبه بيتاكل من الحزن على مريم رغم انها شافت الثبات والقوه فصوته الا انها متأكده ان اللى جواه عكس اللى باين لكل الناس ...


قفلت معاه ولبست وغيرت لنجمه وطلعت على الفيلا عشان تكون جمبه فالظرف دا وكمان جمب راضى وفريده حتى بعد اللى عملته فيها اميره الا انها مش هتقدر تاخدهم بذنبها ومتكونش جمبهم فظرف زى ده ..


************ 


جرس الباب رن وزوزو راحت تفتح وهى فاكره ان اخوها رجع عشان نسى حاجه او نسى يقولها حاجه لكنها اتفاجئت بحد ملثم على الباب وبمجرد ماشافها شال اللثام من على وشه وهى شهقت من الخوف وهى شايفه قدامها محمد جوزها وهو بيبصلها بعيون بتطق شرار ...


حاولت تقفل الباب لكنه منعها وهو بيفتح الباب بكل قوته خلاها وقعت من شدة خبطة الباب فيها ...


محمد :كنتى عامله حالك ادسيتى منى على اكده ومهقدرشى اعرف طريقك تانى واصل مش اكده ؟


زوزو :محمحمحمد اسسمعنى .اننانا ..انتا فاهم غلط استنى هفهمك ..

محمد وهو بيقفل الباب :هتفهمى ايه وتعلمى ايه مكل حاجه بانت لحالها واتكشفت وجات قدامى وقالتلى شوفنى...هتقولى ايه يافاجرة محروس ..


زوزو :محروس مين ..انتا بتقول ايه يامحمد ..

محمد :عقول انى شفت كل وساختك بعينى ..وطلع السى دى من جيبه واللى عرفت من اول ماشافته انه موتها و حكم الاعدام عليها


 لان دا السى دى اللى صورهولها محروس فغفله منها واللى كان مصدر قوته قدامها بعد ماكان تحت جزمتها ..واللى دورت عليه كتير اوى فأوضة محروس اثناء الحادثه بتاعته لكن مكانش له اى اثر فاوضته ...


زوزو :انتا لقيت السى دى دا فين 

محمد :بس هو ديه كل اللى يهمك ..لقيته فين ؟ لقيته فصندوق الكراكيب بتاع محروس ...

افتكرت زوزو ان الصندوق دا هو الحاجه الوحيده اللى مدورتش فيها على السى دى واللى كان فسندرة البيت مع حجات تانيه كتير مبروكه خلت حسنيه طلعتهم وقت حادثة محروس عشان تقلل من كركبة البيت قدام الضيوف اللى هتزور محروس وتطلعله اوضته .....


زوزو فكرت انها تصرخ عشان تستغيث بحد من الجيران لكن بمجرد ماحاولت ايد محمد كانت اسرع من الصوت وكتم صوتها قبل مايديها خبطتين بدماغه على دماغها بكل قوته خلاها فقدت الوعى ...


صحيت بعد شويه وهى بتتلفت حواليها بخوف وشافت نفسها فالاوضه بتاعت اولادها متكتفه وغلى بوقها بلاستر وبصت شافت اولادها الاتنين هما كمان متكتفين وعلى بوقهم بلاستر زيها وبيترعشو ويبكو بخوف  ومحمد مشغول فأنه ماسك قماشه وواقف جمب شباك الاوضه ...


زوزو زامت بخوف وهى بتبصله وهو اداها نظره ورجع يكمل اللى هو بيعمله ....زوزو فضلت تزوم وتبص لاولادها مره ولمحمد مره كانها بتقوله بلاش تعمل حاجه عشان الولاد ...


محمد خلص سد اى منفس للهوا فأى مكان فالاوضه واتأكد ان الاوضه متقفله تماما وطلع راح على المطبخ واتأكد ان الامبوبه مليانه وقطع الخرطوم بتاعها واخدها على الاوضه جمب زوزو والعيال وساب الامبوبه جمب السرير بالظبط ومسك الخرطوم وخلاه على السرير جمب الولاد وهما ميتين من الخوف ومش فاهمين ايه اللى بيجرالهم  ...


زوزو بتزوم وهى بتهز دماغها برفض وتشاورله بعنيها على الولاد وهو مكانش منه الا انه يبتسم وهو بيقولها :عارف عايزه تقولى ايه ..عايزه تقولى ان عيالى ملهمش ذنب صوح ؟ بس انى هرد عليكى بكلمه وحده ...مش لو كانو عيالى من اصله...دول اكيد عيال محروس وغيره  ...اصل انى سألت حالى ليه من بعد جواهر مخلفتش من جميله واول ماااتجوزتك انتى حبلتى علطول ..اتفكرت الحته دى متأخر ..اتفكرتها  وانى عتفرج عليكى وانتى فباط اخوى يازانيه يابت الفواجر ...  .. وعشان هما مش عيالى يبقا تاخديهم  فيدك وانتى رايحه لمحروس عشان يفرح بيكم وتعيشو اهناك اسره صغيره سعيده ..


قالها وفتح الامبوبه بتاعت البوتجاز على اخرها وخرج ومهتمش بزوزو اللى بتهز دماغها برفض وتزوم باستنجاد  ولا العيال اللى بتسرخ بصوت مكتوم وقفل باب الاوضه وراه من بره وسد الفراغ اللى تحت الباب بحتتة قماشه وخرج من الشقه وقفل الباب وراه وقلع الجوانتى اللى كان لابسه وحطه فجيبه ورجع اللثام على وشه واختفى من المنطقه كلها ...


اما زوزو فبتتقلب عالارض وهى بتحاول تفك نفسها عشان تنقذ اولادها اللى ابتدو يكحو وابتدا نفسهم يتعب وباصينلها بعيون مدمعه وبيستنجدو بيها وهى كل ماتشوف منظرهم دا تتجنن ...


اصعب احساس فالكون هو احساس الام وهى شايفه ضناها بيموت قدام عنيها وهى عاجزه ومش قادره تعمله حاجه ...ساعتها الموت بيكون اهون عليها الف مره من الاحساس دا ...وهو دا بالظبط احساس زوزو وهى شايفه اولادها بيموتو قدام عنيها ...استسلمت وبطلت محاوله وهى شايفاهم بيلفظو انفاسهم الاخيره وهى كمان حست   

 انها خلاص هتحصلهم وفسكره من سكرات الموت اتمنت لو يرجع بيها الزمن كانت غيرت حجات كتير فحياتها ..ومعملتش حجات 

مكسوفه دلوقتى وخايفه ومش عارفه هتقابل ربها ازاى بيها ...وشافت فالنهايه ان متاع الدنيا كله زائل ...ولكن كحال كل البشر معرفتش دا غير وهى على ابواب الحساب والعقاب ....

             الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الجزء الثالث من هنا

لقراءة الجزء الثاني جميع الفصول كاملة من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا



تعليقات



<>