CMP: AIE: رواية الشموع السوداء الفصل الاول1بقلم منه محمد
أخر الاخبار

رواية الشموع السوداء الفصل الاول1بقلم منه محمد


 رواية الشموع السوداء 
الفصل الاول1
بقلم منه محمد



من تحت الغيوم الكثيفة هبت ريح باردة ..خدش زئيرها سكون المقبرة ..

وضاف على جوانبها المزيد من الوحشة تطايرت حبات الرمال من حواليه ..


فضل واقف ساكن  في مكانه قدام المقبره ..لانه علق بصره بسطحه الرملي ..و فضل يستعيد ذكريات أعوامِ  فاتت ومضت  لكن اشتدت الريح أكثر ..فاقتحمت حبات  من الرمال عينيه الساحرة  ..غمض عيونه فورا وهو يلف وشه الناحيه  التانيه ..

تلفونه صدعه من نغمته دخل ايده في جيب بنطاله واخده  وجاوب: ألو


......:مصعب بيه .. اتصل بينا مكتب الأستاذ حسن  الجلاد و بلغونا بتقديم الموعد للساعه 30 : 10 صباحا ..


رفع مصعب رأسه لفوق  يتأمل الغراب الي بيصرخ فوق السور : و السبب ؟؟


.......: اجتماع مستعجل !!!


بص مصعب في ساعته الفاخرة وقال : تمام

أغلق هاتفه ..و رجع يتأمل القبر و بعد لحظات طويلة ..

صحاه من تأمله شعاع الشمس  الي بدء يتسلل لوشه من بين الغيوم ..


فوقه  من ظلمة أفكاره .. وهمس بحزم : اليوم يا غالي هبدء أول خطوه و بالغصب هاخد حقك وعدتك ولا واحد منهم هيرتاح و هوفي بكلمتي ..


لبس نظارته الشمسية على عينيه ..و مشي من بين القبور ..لحد ما اتجاوز سور المقبرة  و


............. : مصعب ؟؟!!!


مصعب عقد  حواجبه و التفت وراه


ابتسم الراجل الي قرب ووقف  قدامه  وبتساؤل: مصعب الالفي؟؟!! ..


دقق مصعب النظر في الراجل بلحيته البيضه الي واصله لحد  صدره و ملامحه الوقورة .. ثم قال : عبد الله صلاح ؟؟ 


هز الراجل برأسه بنعم


و صافح مصعب بحرارة : اهلا بيك يا مصعب .. ايه الصدفه الحلوه دي اللي خلتني أشوفك ؟؟


مصعب رسم شبح ابتسامة ع شفايفه : هي نفسها اللي عرفتني عليك يا ابو خالد


تمتم  الراجل : الله يرحمه و يغفر له ..


أمنّ  مصعب بصوت منخفض ع دعائه ورجائه!!


مسد  الراجل على كتفه وقال بمرح : يللا مش هعطلك توكل على الله بس بما إني شفتك مره ثانيه .. صدقني .. مش هسيبك


مصعب رد بحترام : البيت بيتك في كل وقت تنور  يا راجل يا طيب


اتسعت ابتسامة  الراجل : تسلم يابني .. في حفظ الله ..


و سابه وراح ناحيه مقبره ..اتحرك مصعب لعربيته السوداء .. استقلها .. و ..اتجهه للقائه المنتظر 

.



في مكتب حسن  الجلاد


رائد وقف بصمت من الكلام الي بيسمعه وقلبه  نزف ألم  وقهر حاول يلقط انفاسه من الهواء علّه يطفي النار المشعلله في صدره .. لكن ..انتصر عليه شعور الاختناق ..قطرات العرق بدئت واضحة على جبينه  ..قبض على كفه بألم وبصعوبة نطق : و يعني ؟؟؟


 حسن ضربه بنظرات صارمة قاسية: يعني تنفذ اللي قلت لك عليه و بدون أي نقاش 


رفع رائد عيونه وحاسس ان بأن الدموع هتنفر من محجرهم ونطق برجاء شديد : بس .. بس يا بابا ميـ


قام ابوه وقف وقاطعه بغضب شديد : مش عايز كلمه زياده. نفذ الي قلت لك عليه و بدون أي نقاش ... انا هفركش الخطوبه دي.. و لا يهمني حاتم و لا أخوه  فهمت 


نزل رائد رأسه  للارض في صمت 


كمل حسن كلامه :  تغور معاها بكره عشان التحاليل  أنا كلمت عايد يطلعها خلال يومين 


تمتم رائد :  حاضر


و لف وراح اتجاه الباب وحط ايده ع الاكوره ولفها بكل هدوء وخرج  




في الجامعه أأعدت بهدوء ..و فضلت تتأمل الأجواء من حواليهارفعت عيونها للسماء ..كانت معبقه بغيوم كثيفة ..هبت نسمه باردة ..حركت خصلات شعرها الكستنائي ..رفعت كفها الرقيق و رجعت جزء من خيوط شعرها  الكستنائي وري شحمه ودنها وظهر قرطها الشيك الوردي الي منسجم مع لون هدومها  الي عباره عن جيبه جينز عليها حزام وردي جلدي رفيع محاوط خصرها  النحيف  وعليها قميص أبيض مطعم برسومات متقنة لأزهار تمزج  اختلاف درجات اللون الوردي 


صوت: و اللي اخد عقلك يتهنا بيه


لمعت على شفايفها ابتسامة ضاحكة ..ظهرت على إثرها غمازتاها  : اهلا وسهلا بشله النعنشه ؟؟ 


قرب منها بنتين الاولي طويله نحيفه شويه شعرها طول ظهرها 

ملامحها تنم عن شخصية متهورة منفعلة ..


و التانيه ..متوسطة الطول .. بدينه الجسد بشرتها بيضه ملامحها جميله


رافعه شعرها كله لفوق وخصلات متمرده اتحررت من سجنها


قالت الأولى : لا الحمد لله ..احنا شله الفرفشه  


ضربتها التانيه بحنق : اه طبعا ولا الجنان اللي عملتيه؟


ردت لها الضربة : مريم انا فرحانه و ما ليش خلق اعمل معاكي مصارعه حره ..


قلبت مريم عيونها بستفزاز 


و وجهت كلامها لمياده : ردت عليكِ تهاني ؟؟ 


مياده هزت رأسها  بـ لاءو هي بتقوم من مكانها و تنفض  هدومها : المهم .. انا خلاص ميته من الجوع يلا نروح نآكل 


ورفعت شنطتها  : هاه .. أية كافتيريا ؟؟

الاولي: لاء مطعم

التانيه: لاء الكافتيريا


مياده بصتلهم : بدئنا المعركه.


 ساره بانفعال :  الكافتيريا


شهقت مريم باعتراض وحطت ايدها على قلبها :  والمطعم ماله 


ساره اتخصرت :  لو روحنا المطعم هنطول اما لو روحنا الكافتيريا هناكل ونطلع ع طول  اما لو روحنا المطعم الي فيه المزز مش هنتحرك


حركت  مياده عينيها في ضجر ..ولفت ظهرها قبل ما تكمل 


ساره: جري ايه .. عااااشقة حاتم


مياده اترسمت على شفايفها ابتسامة هائمة قبل ما تقول :  بس يا فضـيحة 

مريم : على فين يا حلوه ؟؟؟!! 


بصتلها مياده و على  شفايفها ابتسامة شقية : و الله الجو يجنن و نفسي أتمشّى ..


هزت مريم رأسها بتساؤل : فين ؟؟ 


مياده هزت كتفها  ومكمله ماشي : البحر طبعا


شهقت ساره: الله ياخد شيطانك .. عاوزنا نضرب مشوار لحد هناك ؟؟؟ 


محدش عبرها في اجابه لأن مريم حصلت مياده .. وبكدا نهت اختلاف وجهات النظر ..


ساره حركت شفتها بضجر وجريت وراهم : إلا يا مياده .. ما تحددش معاد الفرح ؟؟ 


رفعت مياده حواجبها بخبث : واو .. أنا ما قلتلكمش ؟؟ 


 ساره بدهشة : لاء اياك تقولي يا مياده.. أخيراً حدد  العريس المعاد ؟؟ 


ضحكت مياده بمرح : طبيعي .. خلاص كتب كتابي الشهر الجاي ..


 ساره  مسكتها: لااااااا .. انتي  محتاجه قاعده  طويله .. الامتحانات شغلتني عن أخبارك .. ايه الي حصل بالظبط ..

مياده عدلت شنطتها ع كتفها  : انتو من ألاول عارفين معاد كتب الكتاب.. وامبارح بس رائد قالي انهم حددوا معاد الدخله


ساره صقفت : أخييييييييييراً .. يا الله .. كم سنه واحنا نستنى ..


مريم بسخرية : اللي يقول جوازك.


 ساره بطريقة مستفزّة : جواز أغلى صديقاتي .. أكيد هكون فرحانه 


مريم  بلهفه: يعني .. امتى بالظبط ؟؟ 


غمزت مياده بعينها : شهرين بالظبط 


ضحكت ساره بخبث : و الله و بدأ العد التنازلي 


صوت جهوري: مــريم .. ســاره .. !!!!!!!!!


لفوا لمصدر  الصوت 


 مريم  بمرح و هي تلوح بأيدها : اهلا بالثنائي ..

قربوا منهم اتنين من اصدقائهم داخل الجامعه و بعد السلام 


رن موبيل مياده فأبتسمت  لانها عارفه صاحب النغمه اخدت الموبيل من الشنطه بسرعه وردت: السلام عليكم 

 رائد واقف قدام الشباك المفتوح يتأمل الشارع الي تقريبا فاضي من الناس :  وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ايه اخبارك يا قمر ؟

 مياده: الحمد لله تمام 


ابتسم : هاه .. ايه الاجواء من عندك ؟؟

 مياده رفعت رأسها للسما  وبفرحه كالاطفال: روعه .. الظاهر هتمطر الليله 


رائد بخفوت: من زمان مامطرتش  


ابتسمت بحزن  ومشت بعيد عن البناتو قالت : اه والله .. من زمان  مامطرتش فاكره آخر مره نزل فيها كنا مع  حبيبتي


رائد بتنهيده : الله يرحمها


و بعد لحظة صمت  كمل: كانت أيام حلوه و صعب الواحد ينساها 

مياده دموعها كانت هتغلبها لكنها قاومتها بقوه ..و حاولت أنها تغير الموضوع ..


مياده  بمرح طفولي : رورووو .. معقوله متصل بيه عشان تطمن ع الاوضاع 


رائد لعلعت ضحكته : الغلط مش عليكِ يافالحه .. الغلط عليا أنا اللي  متصل أتطمن ..ناس  مالهمش في الخير


مياده ضحكت:خلاااااااص .. سوري يا عم الجميل .. آمر ايه الي عندك ؟؟ 


رائد حس بالارتباك  وده ظهر ع نبره صوت: آه .. أمتى راجعه البيت ؟؟ 


مياده رفعت ايدها ..و بصت في ساعتها : و الله لسا ما خرجتش من الجامعه ..

بعدين  فاضل مشواري مع سوسو يعني احتمال أكون في البيت على الساعه ثلاثه أو ثلاثه و نص بس بتسأل ليه؟

رائد لف وشه للشباك وأأعد ع سريره: أبداً .. بس في موضوع ضروري لازم أكلمك فيه 


مياده بقلق : خير يا رائد ؟؟


رائد: خير إن شاء الله .. عدي عليا أول ما توصلي


مياده  بخفوت : من عيوني .. مع السلامه ..


نزلت برأسها في صمت و اخدتها الذكريات.. لماضي قريب قبل سنتين ..


ذكرى أليمة ..موجعة ..كانت بدايتها ..مكالمة هاتفية من أخيها ..مكالمة غامضة ..


مدتهاش اهتمام كبير ولكن لما رجعت للبيت كانت في انتظارها .. اكبر فاجعه وهي وفاه امها الي حطم  جزء  كبير من كيانها ..خلت روحها زي السراب وعقلها فارغ

الفاجعه خلتها انسانه ميته مجرد قلب بينبض فقط

مياده بينها وبين نفسها يقول : اللهم اجعله خير.. ربنا يستر ..خايفه تتكرر مأساه 

و التفتت لصديقتها ..ابتسمت كانوا مشغولين في مجله  ازياء قالت لهم : يلا نكمل الرحله


و في الطريق ..


رفعت مريم رأسها لـمياده: هاه ؟؟  فيه أخبار حلوه  


هزت مياده كتافها : معرفش .. قالي في موضوع ضروري وبس ..


شهقت ساره بقوة  لفوا عليها بذعر 


مياده بفزع : خير !!!!!!!!!!! 


حطت ساره  السبابه ع خدها و قالت بكل براءة : يمكن  عاوز يتجوز !!!! آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


صرخت لما ضربتها مياده على ظهرها و قرصتها مريم في  ودنها


مريم اتكت على أسنانها : ربنا ياخدك يا هبله منك ليها


مياده :  والله انتي بت مجنوووونه ..


مسحت ساره على كتفها بأيد و على ودنها بالايد التانيه : أحح .. أعوووووووذ بالله ..

بقي الكائنات الناعمه يطلع منهاالضرب ده متوحشيين  مش بنات انتم غوريلات 


 مريم خمست في وشها : مجنونه .. قولي ما شاء الله ..


وبعدها شاورت  بعصبية مصطنعة : البنت  وراها جواز .. خليها في حالها .. لا تنشيها عين ..


ضحكت مياده : لا و اسمعي التشبيه .. غوريلات .متعرفش انها سحليه..


شهقت ساره في استنكار و شاورت علي نفسها : أنااااااااااا سحليه 


مريم بصت لـ مياده : ليه قلبك أبيض للدرجادي 

خليكِ واضحه .. الصرصار تناسبها أكثر ..


صرخت ساره في اشمئزاز : عااااااا


مياد ه بهزار : لاء مريم الصرصار اجمل


ساره مسكت دماغها و صرخت : بااااااااااااااااااااااااااااااس ..


انفجروا بالضحك ..عليها


ساره  بصتلهم بغيظ : مقرفين .. خلتيوني حيوان مهجن 

سحالي وصرصور و .. آه .. صح ..


ولفت ع مريم  و قالت بخبث : أعتقد علاقتك مع الصراصير ممتازه 

يعني .. يناسبوك أكثر ..


مريم عقدت حواجبها وبصتلها بتوعد


مياده بتساؤل : ايه  ؟؟ !!


ابتسمت ساره  : معرفش مين اللي لقيت صرصار في السلطه قبـ


صرخت مريم في اشمئزاز : آآآآآه .. بااااااس ..دي هتكمل


حركت  مياده شفايفها : ساره .. الله يقرفك .. انتي لازم تفكريها


ضحكت ساره في انتصار : عشان تراعوا مشاعري المرهفه المره الثانيه ..

و تختارو ا حيوانات حلوه للتشبيه ..


ضربتها مريم بنظرةً شرسة ..


وبعدين رجعت بصت لـ مياده: إلا بالحق .. ليه رائد متجوزش لحد دلوقت ؟؟ 

هزت  مياده كتافها : كيفه ..  هو حر ..


ضربت ساره على  فخدها بقوه : و الله دول طالعين بموضه جديده ..

حتى خالي .. دكـتـور .. وشبعاااااااااان فلوس .. وبرضه .. ( تقلد صوته ) مش عايز اتجوز انا حر


ابتسمت مياده و بخبث : سوسو .. آه .. ايه رايك أخطبك لرائد 


ارتبكت ساره بشده وقفلت ملامحها : آه .. امـ .. آه .. ليه .. في .. آه .. فيه بنات يناسبوه أكثر مني .


غرقت البنات في موجة من الضحك ..


مريم: و الله شكلك واقعه .. شوفي وشك ازاي قلب ألواااااااان ..


غضبت ساره .. وقامت بعصبيه


مياده قامت بسرعه مسكتها : سوسوووو .. و الله  بنهزر


ساره بغضب : بس ده مش اسمه هزار


جرتها مريم من ايدها برفق : ولو يا سنفوره .. ده كله زعل ..


مياده  بجديه : سوسو .. و الله بجد .. لو خطبتك لرائد .. توافقي 


كتمت مريم ضحكتها بقوه و هي منتظره رد فعل ساره ..


وباستعلاء شديد أجابت ساره : أكيييد لا ..


مياده : لييييييييه

نقلت ساره نظراتها بين مياده ومريم ببطء ..

ورجعت خطوتين لوري كأنها بتستعد للجري و قالت بخبث : امبارح اتقدم لي ماجد


اترددت صرخات مياده ومريم في المكان  وكل الناس بصت عليهم 


ضحكت ساره  وجريت خوف من بطشهم 


و هما بيجروا وراها وبتوعد   : يا ويلك يا سوسه يا خبيثه !!!!!!!!!





في مكتب حاتم القاضي شغال بهمه ونشاط  رفع عيونه وافتكر الطفله الجميله 

بشعرها الأسود الناعم الحرير وو شها  المدور الابيض الي  فلقه  من القمر 


و لمعة الورد على خدودها ابتسم بحب ..الشوق بدأ يتسلل لقلبه  المتيم


اتنهد بحرارة : ربنا يجمعنا على خير يا اميرتي


ورجع يكمل شغله مره تانيه..


الباب خبط


حاتم بصوت عالي : اتفضل 


فُتح الباب ..وطل منه  بوشه الباسم : السلام عليكم ..


رفع حاتم عيونه لـ ابن عمه لؤي .. وع شفايفه ابتسامه كبير: و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ..ادخل


دخل لؤي  للمكتب : يا مهندس .. المدير  عاوزك ضروري ..


حاتم عقد حواجبه : خير ؟؟!! .. لسه كنت عنده 


هز لؤي كتافه : و الله ما عارف .. قوم بسرعه .. اظن عارف ابويا  مش بيحب التاخير


حاتم هز برأسه : حاضر .. حالا رايحله 


.............: طيب .. ممكن حضرة المدير يستني بس شويه ..


لفوا الاتنين لمصدر الصوت في لهفه شديدة ..


صرخ لؤي في فرحه و هو يحضن الشخص الواقف قدامه : اهلا يا سمير .. ايه المفاجأة الحلوه دي


ابتسم سمير وهو يربت على ظهر لؤي : .. أبداً .. بس جيت أسلم و أتطمن على الرعية ..


قام حاتم من مكانه  وسلم ع اخوه الاكبر منه : بخير يا حضرة الراعي ..


تبادلوا السلام بينهم بحرارة ..


شاور حاتم لسمير يقعد   : أتفضل يا بو سمره منور والله 


 لؤي بمرح : يله  قولنا نكته جديده خلينا نضحك


رفع سمير حاجب: ايوه .. فكرتني .. عندي معلومة جديدة ..


هتف لؤي بحماس :  ارزعها


سمير :  بيقولك العلماء اكتشفوا ان الانسان

مستحيل يحك راسه و صدره في و قت واحد ..


رفع لؤي  حاجبه : لييه ؟؟؟؟!!


ثم رفع ايديه بيحاول يقلد التجربة ..


و لكن الابتسامة الخبيثة  الي اترسمت على شفايف حاتم وسمير  خالته يوقف ويحلل الموضوع بسرعة وصرخ بغضب :يا معوق ضحك حاتم وسمير في جنون  


لؤي اخد الدباسه ومصمم يبطح بيها لؤي: يا ويلك يا سواد ليلك

لو جبت  معلومات من حديقة الحيوان ..


ابتسم حاتم في سخرية : و الله انت  اللي حكمت على نفسك انك .. قرد ..


لؤي سحب علبه المناديل وضربه بيها : يا معوق نمبر تو ..


انفجر حاتم بالضحك و هو يتفادي علبة المنديل قبل  ما تلمس وشه


سمير  : قرّودي .. اطلب من عمي  يستني حاتم .. كلمتين و أخلص منه ..


لؤي ..فهم على  طول

بأن سمير  عاوز حاتم في موضوع ضروري ..و مستعجل ..


بس ليه حس  بالقلق تسلل لقلبه .و كأن  فيه امر كبير هيحصل


ابتسم  وهز برأسه : تآمر أمر ..


ثم خرج واغلق الباب  وراه


لف سمير : هاه حتوم..  طمني ع اخبار الشغل معاك ؟؟ 


حاتم بتسامه عريضه : تمااااااام و الحمد لله ..


سمير ضرب شقيقه بنظرات غامضة ودفع جسمه لقدام  وحط كفوفه على سطح المكتب و قال بخبث : تكون كذاااااب لو ما قلتش ان مجيتك هنا ماورههاش حاجه صح 

سمير نزل رأسه : ايوه .. صح

سند حاتم جسمه ع ظهر الكرسي وكأنه بيستعد لسماع محاضرة  : اتفضل يا حبيبي  كلي آذان صاغيه ..


سمير بكل جدية : اسمعني يا حاتم .. و افهم كلامي تمام






ساد الصمت في أرجاء الغرفة  الواسعه بعد الكلام الي نطق بيه الدكتور


و هو يسترق النظر للشاب الوسيم  الي قاعد قدامه  وبعدين اتكلم  : أنا بلغتك من البدايه انك تحضر نفسك لأي خبر ..و .. ده قضاء و قدر ..


لف الشاب وشه الناحيه التانيه لحظات ورجع وقال  : يعني .. لسّا  في المراحل الأولى ؟؟


هز الدكتور برأسه : ايوه .. بس التشخيص كان واضح ..

و ما فيش أي مجال للخطأ ..


التفت الشاب عليه :  وحاليا 


بدأ الدكتور بالخط على الورق الأبيض : هنبدأ بالبرنامج العلاجي فوراً  


في نفس اللحظه سألت  مياده  ساره و هما ماشين في الممر الطويل :  و رقم الغرفه كام؟؟


ساره  بتدور في شنطتها : لحظه .. كتبته في ورقه ..آه .. أهوه .. لقيته ..


فضلوا يدوره عن الغرفه لحد ما لقوها اتنفسوا براحه.


و شدت  مياده علي شريط الكيس الي معاها بكتله ايديها في توتر ..


 ساره بعتاب : انتي يا ست .. الجو متوتر .. بلاش توتريه زياده ..

و بعدين ..


ضربتها على ايدها في دعابة : تعبت و أنا بختار الشريطة ..لتبوظيها


ابتسمت  مياده على مضض .. وجواها .. قلب يرتعش : معليش ..

بس كل ما أفتكر انه عمرها 6 سنين ..قلبي بيوجعني عليها!!!!.


خنقتها الدموع.. و حست بالدموع تحرق عينيها ..


نفخت ساره و همست في مرح : مياده .. ما تنسيش انها بنت أختي ..

المفروض انتي اللي تشجعيني  يا جامده هانم..


ضحكت مياده عافيه : حاضر  يا ابله سرسوره


 ساره : يلا ..

خبطت ع الباب بخفة و فتحته  ع طول : السلااام عليكم ..


كانت  مياده وراها مباشر

بس  اتراجعت لما سمعت نغمةً رجوليةً في المكان 

 ساره  باستنكار : عمييييييييي .. انت هنا ؟؟ 


رفع حواجبه : ايوه هنا ..ايه مش عجبينك ..؟؟ ..


ساره ردت عليه و هي بتسلم على شقيقتها : لاء بس أنا اخترت اليوم ده  بالذات

لأني عارفه انه مافيش حد .. بعدين .. صحبتي معايا ..


همست شقيقتها : مياده ؟؟ ..


 ساره  هزت دماغها : ايوه ..


هو ضحك في سخريه : عارفه انا مش متحرك من هنا هما خمس دقايق وهقوم امشي  ده انا لسه جاي من آخر الدنيا ..


 ساره بضجر : عمييييييي .. عييييييييب ..


و لفت ع  الباب لما سمعت همس  صديقتها جريت عليها: مياده


مياده ه قاطعتها : عادي .. أستنى خمس دقايق ..


 ساره : بـ


قاطعتها مياده : قلت لك عادي .. بعدين في منظر لفتني ..

و عايزه أشوفه .. يللا ارجعي .. انتي اطمني ع اختك يله


و دفعتها جوه الغرفه


ساره بغضب : و الله لا أوريه شغله  ابو دم يلطش 


ابتسمت  مياده ورجعت تتأمل المنظر الي عجباها وخطفها طفل صغير ..


حوالي اربعتاشر سنه لبسه انيق جدا  بشرته بيضه وشعره اسود كاحل عيونه زرقاء بلون السما قاعد بهدوء علي واحد من الكراسي والممرضه قاعده جنبه


ااعدت مياده علي كرسي جنبه وفضلت تراقبه  لحظت فيه هدوء عجيب

و دفء غريب ..يراقب كل الناس حواليه بعين الفضول ..و إن كان الصمت رفيق شفايفه ..وشويه عيونه اترفعت ع شاشه بلازما المعلقه ع الجدار مخدش باله لما الممرضه قامت من جنبه و بعد لحظة ..لف يمينه قام مخضوض يبص حواليه بهلع وقفت مياده لما شافت الخوف في عيونه  قلبها وجعها ولحظه و انفجر الولد في البكاء وهو بيدور عنها او عن حد تاني.


مياده اترددت للحظات ..


الكل مشغول ومحدش اثر فيه عياطه يمكن لان الموضوع بقي معتاد هنا .

حزمت أمرها .. وراحتله بسرعه ووقفت قدامه مباشر


رفع رأسه  ليها و الدموع مغرقه وشه وصدره طالع نازل من شده خوفه وتصارع انفاسه نزلت لمستواه  ثم سألته برقة : ليه تبكي ؟؟ ..


اتراجع الطفل  لوري بخوف شديد ..ضم ايديه لصدره و كأنه بيحمي نفسه ..


و زاد بكاءه عن الاول..


دخلت ايدها في الكيس  الي معاها ..وطلعت لعبه جميله وفضلت تحركها: شوف العبه دي .. حلوه .. صح .. ؟؟ ..


كان صوت اللعبة ملفت  و ألوانها جذابةً جداً ..و بطبيعته و براءته .. كطفل سكت عن البكاء ببطىء ..وفضل يتأمل اللعبة في فضول ..

ابتسمت مياده و قدمتها له : خد يا قمر  


بصلها بخوف وتوجس 


مياده بتشجعه : خدها يله.


فضل واقف بدون حراك وكانه بيعيش صراع داخلي ولما قرر يمد ايده 


....... : بــــــــــــــــــــراء !!! 


لف الولد في لهفة لمصدر الصوت ..وجري بسرعه وهو يصرخ بفرحه كبيره

.


لفت مياده بسرعة و ..


.......: ميااااده!!! ..

مياده بصت لساره الي ماسكه كتافها وبسؤال: فينك  


بصتلها وجريت بسرعه وري الولد : لــحظه ..


ولكن ..فات قدامها  مجموعة من الزوار ..


فحجبوا عنها الرؤية ..حاولت أنها تبحث عن منفذ 


و ساره  واقفه تراقبها في دهشة ..و أخيراً .. شافته ماسك ايد راجل ما ببدله انيقه مقدرتش تتمكن من انها تشوف ملامحه بس لمحته من  ضهره


مياده بألم : آآي 


حست بألم على دراعها  وده كان صوت ساره : يا لطخه


مياده بصتلها : عايزه ايه يا هلاهوطه !!!! ..


جرتها ساره من دراعها : أنا  عماله أدور عليك .. وانتي بتراقبي بعض الناس ..


مياده : ما تفهمينيش غلط ..


ساره بخبث : مستحيل أفهمك غلط .. و حضرتك  سرحانه  في سي حاتم أربعه و عشرين ساعه ..


ضربتها  مياده: كلي ظلط .. بكره نشوفك  هتعملي ايه مع ماجد 

...........




منزل حسن الجلاد


 هديل  لجمتها الصدمة  حست كأن حد ضربها قلم ع وشها بقسوه .


نزلت الدموع من عينيها وهي  بصه لـ اخوها وصرخت بحده : انت بتهلفط تقول ايه 


رائد بحزن السنين لكن بيقاوم بكل قوته  : زي ما سمعتي تمام ..


هزت رأسها بانهيار : لا .. لا .. حرام عليكم .. حرام .. حرام ..

رائد بعصبية لانه مش ناقص لوم وعتاب: يعني  عاوزني اعمل ايه .. هاه ؟؟ فهميني ..

أنا ماليش يد في الموضوع .. أبوكِ و انتي أدرى بيه


هديل رجعت بخوف : رائد .. رائد انتا متصور  ايه الي ممكن يحصل لأختك ؟؟


رائد خد نفس بعمق قال بخفوت : ايوه .. متصور يا هديل .... لكن أبوك ما يهمهوش الا الفلوس .. الفلوس و بس ..


هديل شهقت بألم : ايوه .. بس  ازاي بابا  يحط كل حاجه فوق راس المسكينه  مياده  ذنبها ايه ؟؟ ..

 رائد  بهدوء : ذنبها .. انها آخر بنت ما تجوزتش.. فهمتي ؟؟ ..


مياده دخلت عليهم وع شفايفها أجمل ابتسامة : السلاااااام عليكم  ياطعمين


انتفضت هديل  لما سمعت صوتها .. ونزلت دماغها في الارض وردت السلام ..


و خرجت من الغرفة بسرعه لانها مش هتتحمل تشوف منظر اختها الصغيره لما تعرف بالمصيبه الي هتقع ع دماغها


مياده  الي راحت ناحيه رائدبسرعة : هاه يا رائد .. فيه ايه عندك يا اخي الجميل؟؟ ..


رائد بصلها : ااعدي .. الموضوع طويل ..

مياده بقلق  وظهر ده على ملامحها : خير يا رائد .. ؟؟ ..بابا فيه حاجه .. ؟؟ ..


رائد قام قفل باب الغرفه  وقلبه مقبوض الم وحرقه عليها  رجع قعد جنبها وبعد لحظه من السكوت مسك كف ايدها بحنيه وقال: ميمي اسمعيني .. ده امر ربك كاتبه ولازم ترضي بيه  


مياده  بخوف سألته : رائد .. خوفتني .. بابا حصله حاجه وحشه  ارجوك اتكلم ..


رائد : لا .. ابونا بخير .. بس .. طلب مني أكلمك في موضوع .. ضروري ..


مياده  بمجرد ما عرفت ان ابوها بخير ارتاحت رغم ان علاقته بيهم سيئه جدا  


برغم كدا متقدرش تتحمل  خبر وفاة شخص تاني بعد وفاة أمها الحنونه ..


اما رائد ..كان في وضع لا يحسد عليه ..مشعارف ازاي يبدء الكلام الموقف ..صعب جداً بالنسبة له أو ..بالنسبة لشخصيته ..غمض عينيه في ألم ..وفتحهم  وقال بارتباك : مياده.. بابا ..آه ..


مياده بلهفة : بابا ماله ؟؟ ..


رائد ضغط على أعصابه بقوة .. عاوز يرتاح من الحمل الثقيل قال باقتضاب : فسخ خطوبتك من حاتم


مياده هنا انخلع قلبها .. وحطت ايدها ع شفايفها ونزلت دموعها  ع خدودها


ونطقت بحرقه : نعم!!!! ازاي ؟؟؟؟ ..


رائد لف وشه الناحيه التانيه


مياده هزت رأسها بانهيار و صرخت : لا .. لا .. انت  أكيد بتكذب عليا .. انت كذاااب .. كذااااااب ..


رائد قام  من مكانه .. مش هيقدر يقدم لها اي حاجه إلا ..القسوة ..


كل القسوة ..لأن ابوها ..قريب هيحول حياتها لجحيم .. وعشان كدا عاوزها تتعود 


و لو على القليل من  الظلم و الجبروت  رغم حبه لـ مياده  صّعب عليه الأمر 


بصلها وقال بكل صرامة : أتمنى انه يكون كذب .. لكن خلاص .. الموضوع تم ..

و يوم  كتب كتابك ع حاتم  هيكون نفس اليوم  الي  كتب كتابك ع مصعب 


 قامت من مكانها بهلع وبصتله برعب  وهي عندها امل انه مقلب او بيهزر معاها هزار تقيل شويه  قربت منه ومسكته من مقدمه قميصه وبكت في انهيار

: رائد .. رائد .. يا حبيبي يا أخويا .. قولي انك بتهزر .. الله يخليك .. قولي انك  بتعمل معايا مقلب ..و الله ما  هاعاندك مره ثانيه .. ولا أزعلك .. و .. وانفذلك كل الي انت عايزه  .. بس .. بس قولي انك  بتهزر الله يخليك يا رائد .. الله يخليك ..


رائد حس ان دموعه خنقته 

بصلها بنظرة مشفقة .. : مياده .. حبيبتي .. الموضوع تم و انتهى ..


مياده هزت رأسها: لا .لا ..


سابت قميصه ونزلت ع الارض ببطئ وجثت ع ركابها  في استسلام ..


و عيناها عليه. وبهمس باكي  سـألته : يعني .. يعني  حاتم وصله الخبر ؟؟ ..


رائد أجابها بخفوت مماثل : أكيد ..


مياده  بكل حيرة الدنيا سألته: و .. و .. ودلوقت هيقول عني ايه  يا رائد .. هاه .. وانا هقوله ايه 


رائد بصلها بقلق ..


لانها بدئت تتكلم بدون  وعي : و .. و .. وهو  .. أنا .. خـ .. خالتي .. هـ ..هاه .. مين .. فهمني .. ازي ؟؟..


رائد انقبض قلبه نزل لمستواها بسرعة و هزها بقوه : ميمي مياده   .. خلاااص .. خلاااص .. وحدي  الله ..


امياده بصت لـ اخوها نظرات حايره بريئة كأنها بتقوله: ليه انا عملتلكم ايه 


رائد مقدرش يتحمل منظرها ضمها لصدره ومياده انفجرت تبكي بقهره  وتصرخ في صدره: ليه يا رئد .. ليه  ابوك عمل فيا كدا ؟؟..


رائد : اصبري .. اصبري يا مياده .. اللي مر على أخواتك لازم يوصلك ..

مياده رفعت رأسها  وبصتله بعيونها الحمر  وهي تشهق : اييييوه .. بس أنا مخـ طوبه .. مخطوبه .. أخواتي ما كانونش زي


رائد غمغم بهدوء : معليش .. مالكيش إلا الصبر.. اتحملي اتحملي ..


مياده بألم : ممكن اتحمل يا رائد .. ممكن .. بس .. بس  مش مصعب يا رائد .. مش مصعب 


رائد قاطعها : عارف والكل عارف . الله يخليكي افهميني ..

لا أنا .. ولا أمي الله يرحمها .. ولا واحده من أخواتي قدرنا نوقف في وش ابونا 

 وانتي عارفه بكدا الي يقوله لازم وحتما يحصل  بدون أي نقاش .. أبوك ما فيش حد سلم من شره ..

ظلمه مغطي على الكل .. ما فيش حد يفكر انه يحتك فيه بأدنى صوره ..

عشان كدا انتـ


كان هيكمل كلامه 


لكن قاطعه رنين مو بيله  بعد عن اخته ووقف: ألو ..


وصله صوت والده الصارم : انزلّي حالا .. عندي أوراق عاوزك توصلها للشركه ..

.. و قطع المكالمة على الفور ..


رائد اتنهد  بقوه ورجع الموبيل في جيبه  وبص لـ اخته ومد لها ايده


و ساعدها على النهوض ..


ثم قال بحنان : عندي مشوار ضروري .. أخلصه و أرجعلك ..

روحي اغسّلي وشك و اتغدي و ريّحي شويه ..


هزت رأسها في صمت .. ورائد سابها وخرج 


و كأنها كانت مستنيه اللحظة ..عشان تفرغ كل ما في نفسها من الألم و الحرقة ..


 الإحساس بالظلم كان بيخنقها  نزلت دموعها 


وصورة والدها الظالم مش مفارقها  : لييييه .. ليه يا بابا .. ليه ؟؟؟


فضلت تتساءل في حيرة و انهيار ..فقدت الإحساس بكل الي حواليها..


ثلاث سنين كاملة وهي  مستنيه اللحظة التي تجمعها بالراجل الي وهبته  قلبها ..


ابن خالتها حاتم الطيب الحنون ..


الي عاشت معاه أجمل سنين عمرها ..طفولتها .


صبرت كتير وكتير على جبروت والدها و ظلمه ..كل ما كان يمسها الضرر منه


إما بالضرب .أو بالكلام الجارح القاسي ..


كانت تمني نفسها بالحياة السعيدة التي منتظرها مع حاتم فقدت والدتها الحنون ..


الست الطيبة التي كانت  دايما تقف جنبها .. رغم هي كمان اخدت من  العذاب و الألم ..لحد ما ماتت وسابتها وحيده تتجرّع كأس المرارة ..خلاص كان فاضل شهر شهر واحد 



يفصلها عن حلمها الجميل ..ودلوقت كدا .فجأة ..و بكلمة من والدها ..انتهت .. وانتهت معاها  كل الاحلام الورديه


                            


                          الفصل الثاني من هنا


لقراءةباقي الفصول اضغط هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-