CMP: AIE: رواية يقال حب الفصل الثانى والعشرون والثالث والعشرون بقلم وسام اسامه
أخر الاخبار

رواية يقال حب الفصل الثانى والعشرون والثالث والعشرون بقلم وسام اسامه


رواية يقال حب 


بقلم وسام اسامه 

الفصل الثاني والعشرون 

وقفت السياره مباشره امام منزلها وكلا منهم صامت وكأنه لا يريد ان تتركه...وكأنه تريد ان يطول الوقت ولا تتركه...وفي الرغبتان..فراق محتوم
تطلع اليها بصمت وهو يخبرها سرا"احبك"
تنحنحت وهي تفتح الباب هامسه...
-انا هنزل..تصبح علي خير

امسك يدها وخلخل اصابعهم سويا قائلا بنبره باهته...
-انا مسافر كمان يومين...انا موجود ديما
لو احتاجتيني..

هزتها جملته.."لو احتاجتيني"
لا تعلم لما همست داخلها احتاجك دائما

ابتسمت برتجاف هامسه....
-ماشي

ترك يدها فجأه وهو يرجع وجهه الي الامام
لتهبط من السياره وتستدير اليه لتري وجهه من جديد...ولكنه لم يحرك رأسه اليها..ثم قاد سيارته وتركها تقف تجمع يدها حولها والشعور بالبرد يداهمها ورغبة البكاء تجتاحها

دلفت الي منزل مباشره الي غرفتها لتتكوم علي الفراش وتبكي بحريه.  ناقمه علي نفسها وعلي عقلها...هامسه لنفسها ببكاء....
-لمره اختاري صح لمره واحده عايزه محسش بتأنيب ضمير وانا ببصله

اغمضت عيناها بقوه تعتصرهم
لتتذكره وهو يعانقها والدفئ الذي حاوطها
مره اخري تذكرت وهو يقف امامها قائلا بهدوء
"انا بحبك يالين"

واخري وهو يقبلها في المسرح ويعانقها بقوه
واخري وهو يسرد لها كم يحبها
واخري وهو ينظر لها بغضب وينتقد حياتها
والاخيره وهو ينظر لها بتوسل!

انفجرت باكيه وهي واضعه يدها علي وجهها 
هامسه بتكرار....
-عمر عمر...انا مش فاهمه حاجه انا مش فاهمه حاجه

ظلت تنتحب وهي تتذكر حديثهم
حزنه وصمته يقتلها..يقتلها بقوه
مسحت عيناها لتغمضها بعدها بهدوء
لم تعلم كم مر من الوقت...لتشعر بأحد يقبل جبهتها بقوه مقربا اياها من صدره رغم ان العطر مختلف
ولكن كانت تعلم انه هو...كاعادته يجمع مخزون ذكريات يصاحبه في رحلة نسيانه اياها
لتضمه اليها اكثر...لم تفتح عيناها ولن تتكلم
يكفي ذاك الامان الذي يحاوطا...يكفي أمان صدره

بينما هو نظر الي يديها التي تحاوط خصره
مغمضا عينيه مطولا .. لا يعلم لما رجع اليها من جديد...ولكن طعنه خوفه من ان تطبق اقتراحه ويكون هو الخاسر في النهايه
كما هو خاسر دائما

فا فضل طرقه القديمه في خلق حكايه لهم سويا
حكايه يرويها لنفسه في وحدته باكيا علي اطلالها
شدد من عناقها وهو ينظر اليها مطولا لكي يشبع من ملامحها الساكنه في كل مره لا يشبع ولا يرتوي
-----------------------------------------
في احد المطاعم

تململ في جلسته وهو يراقب ملامح الرجل امامه
نظر له ذاك الرجل بعد ثوان قائلا بتزان...
-يعني لين هي الي قالت كدا يارأفت

ظلت ملامح رأفت ساكنه ليقول بحزم...
-دا كلامها ورغبتي ياجمال...احنا اهو بنقولكم عايزين تتعرفوا عليها ماشي ...بس هي مش عايزه تعيش معاكم ودي حريتها

جعد الاخر وجهه ليقول ساخرا....
-لعبت في دماغها زي ما عملت ل ليلي زمان صح
عموما هي هتشوفنا وانا متأكد انها هتغير رأيها

كور رأفت قبضته هامسا بين اسنانه.. 
-هتغير رأيها ليه عندكم ايه مش متوفرلها

اجاب الاخر بهدوء...
-العيله...هتلاقي عيله كبيره تحتويها

زفر رأفت ساخراا....
-ياجمال قول كلام غير دا
لو كلامك صح مكنتش ليلي الله يرحمها
لجأتلي...لو كنتو موفرين الاحتواء الاسري زي ما بتقول... مكنتش ليلي دورت علي حد تاني

تصلبت ملامح جمال بحده
ليقف رأفت من الطاوله قائلا بجديه....
-كلامي خلص معاك ياجمال...عايزين تيجو تشوفوها اهلا وسهلا غير كدا معنديش كلام
-----------------------------------
صباح يوم جديد....

واضعه يدها علي وجنتها جالسه في استراحة المشفي شارده امامها اجندتها تخط بكلمات عشوائيه...وكأنها احجيه تكتبها لكي لا يسطيع احد بفكها...
"صباح جميل او تعيس كحالي لا اعلم ماهيته او كيف وصفه ولكنه من المؤكد معتاد...لاني استيقظت بنفس العبوس...ونفس القلب المتعب
ونفس الاحساس بالاذلال...وكرامتي كما هي مهشمه وموضوعه علي باب قلبي لتجرحني
وتجرح من يفكر ان يخطي ذاك القلب البور"

كادت ان تكتب المزيد لولا رائحة القهوه التي انتشلتها من افكارها...رفعت رأسها لتجده يجلس امامها وابتسامته الجانبيه كأمس...الا يحزن ذاك الرجل هل حياته مثاليه لتلك الدرجه

وعند تلك النقطه اختفت ابتسامته جزعت داخلها لتقول بخفوت هادئ...
-صباح الخير







نظر اليها من جديد مع ابتسامه صغيره.. 
-صباح النور يادكتوره
عطلتك عن حاجه 

انهي جملته وهو ينظر الي دفترها الصغير
لتغلقه سريعا قائله بهدوء...
-لا مفيش عطله ولا حاجه
بس انتا ليه بتقعد علي نفس التربيزه كل مره
مع ان في كتير فاضيه

اشارت حولها علي الموائد الخاليه
لتتسع ابتسامته مردفا ببساطه...
-مش سمعتي ان الواحد لازم يبدأ يومه بحاجه حلوه عشان يومه يبقا كويس

عقدت حاجبيها لتردف ....
-ودا داخله ايه في سؤالي

جعد حاجبيه واطلق ضحكه عليها..ليقف واضعا يديه في جيوب البالطو خاصته قائلا...
-لا متاخديش في بالك
انا بحب اشرب القهوه مع اي حد
 
ثوان وفهمت ما يرمي اليه لتقف سريعا بهدوء سارت متجاهله اياه هو وغزله المبطن
ليبتسم بندهاش من ردة فعلها....وضع كوب قهوته ليجد شئ قد غفلت عن اخذه...دفترها الصغير
امسكه بين يديه وهو يحدق به بحيره
كاد ان يفتحه...ولكن تراجع معللا انها خصوصيات ومالا يقبله علي نفسه لا يقبله علي الغير
لذالك اتجه الي مكتبه بهدوء بادأ عمله بنشاط بعد بدأ يومه بشئ حلو !
----------------------------------------------
كانت تقف مع ماجده في المطبخ  تضحك معها وهي تقول بأبتسامه واسعه...
-اهو حظه الي وقعه فيا
هو عارف اني مبعرفش اعمل أكل
بس يلا مش مشكله هجرب فيه

ضحكت ماجده وهي تقلب محتويات الطعام قائله...
-امال الرجاله موجودين ليه غير عشان نتعلم فيهم
يلا اهو عشان يخلص ذنوبه في الدنيا

قهقه سلمي برنة ضحكتها المميزه وهي تقول بجوع ودلال....
-طنط حببتي هاتي طبق البطاطس دا وكاتشب اتسلي فيهم لحد ما يصحي الميت دا عشان نفطر

اعطتها ماجده الصحن وهي تقول بعجب
-ايمن اول مره يتأخر في النوم كدا
ديما بيصي بدري

بدأت سلمي بتناول البطاطس وهي تهز كتفيها بضحكه جانبيه...
-اصله اتريق عليا امبارح اني مبصحاش بدري
فا سهرته عشان يقوم متأخر

ضحكت ماجده بدهشه قائله 
-يخربيتك ياسلمي انتي بتعذبي الواد من دلوقتي

هزت كتفيها قائله ...
-هو الي عايز

شعرت به خلفها وهو ينحني مقبلا وجنتها هامسا بصوت مبحوح اثر النوم....
-علي قلبي العسل كله
بس هوريكي دلعك دا مش هينفعك

زمجرت به مامجده قائله بتوبيخ...
-ايمن لم نفسك ومتقربش لسلمي تاني انتو لسه مخطوبين

ضحكت سلمي برقه وهي ترجع خصلاتها الي الخلف قائله بعبث...
-قوليله ياطنط عشان يبطل حركاته دي

نظر لها متوعدا لينظر الي ماجده قائلا....
-علي فكره تليفونك بقاله ساعه بيرن

نظرت له ساخره....
-لا والله علي اساس انك كدا بتوزعني

ابتسم واشار الي الخارج بصمت
لتسمع رنين هاتفها .. عقدت حاجبيها وهي تشير له محذره....
-ايمن متعملش حاجه تضايق سلمي
وبطل حركاتك دي

ثم خرجت من المطبخ متجهه الي الخارج
لينحني سريعا تلك الجالسه ويحاول تقبيلها
لتقف سريعا مبتعده عنه مشيره بعيناها الي الخارج هامسه ببرائه مصطنعه...
-تؤتؤ طنط ماجده تشوفك

زمجر فيها وهو يقترب منها ليقول هو الاخر بتسليه...
-لا والله...عليا الحركات دي ياسلمي
دا انا الي مربيكي

ضحكت بقوه وهي تبتعد محذره اياه...
-ماشي يابابا متقربش بقا ومتنساش اتفاقنا

جذبها من يديها الي ليحاوطها من الامام ومنضده الطعام من الخلف هامسا...
-ومكناش متفقين علي اللعب من تحت لتحت
يبقا كل حاجه متاحه في الحب
مال عليها اكثر ليقبل ثغرها مطولا بينما هي يدها موضوعه علي علي المنضده خلفها وتنصهر بين يديه بحراره وتجاوب غريزي

ليبتعد عنها وهو يتنفس بقوه
رافعا ذقنها اليه هامسا بترجي وطوق ويديه تمسح علي وجنتيها وثغرها..
-سلمي خلينا نتجوز بعد شهر او شهرين بالكتير
انما سنه كتير اوي اوي 

كاد ان يقبلها من جديد لتضع قطعة فلفل حاره في فمه هامسه بأنفاس متسارعه وابتسامه عابثه...
-نسيت تكمل المثل...كل حاجه متاحه في الحرب كمان

ثم ابتعدت سريعا ليغمض هو عينيه محاولا الصبر من تلك الي تنزلق من بين يديه كلما امسكها
بصق الفلفل..وهو يتبعها بحنق واختناق من الاعيبها التي تجعله يرغبها اكثر واكثر

خرج من المطبخ ليجدها جالسه علي الاريكه ممسكه بهاتفها تعبث به بهدوء ليقول...
-انتي هنا من امتا

انتشر صوت الاغنيه التي شغلتها
لترد عليه بأبتسامه....
-طنط ماجده اتصلت بيا الصبخ بدري
عشان اجي اقضي اليوم معاها وجيت
ايه عايزني امشي

صمت وهو يتطلع الي هيئتها
ترتدي فستان بلوني ابيض وازرق يحيط خصرها بضيق وينسدل بوسع حتي ركبتيها...بينما ساقيها البرونزيه شعر بالنار تندلع داخله وهو يسأل نفسه كم عين رأت قدميها

تلك لينظر اليها بحده وكاد ان يتكلم
لتقول سلمي بهدوء وابتسامه...
-ايه رئيك في الفستان دا
طنط ماجد جابتهولي البسه بدل الجينز

لانت ملامحه قليلا وهو يتطلع اليها بشرود
وقفت واتجهت له باسطه كفها قائله بأبتسامه صغيره ...
-ترقص

ابتسم ووقف يراقصها علي كلمات الاغنيه
* عانقيني ثم ايه ثم تبقي ثم ابقا ثم حلوه عنيكي ليه ثم قلبك ليه مردش ثم انا اصبح محدش ثم اصم فتش ثم اعمي يعمل ايه ثم اقولك ساعديني ساعديني عانقيني عانقيتي ثم ايه ثم تبقي ثم ابقا ثم حلوه عنيكي ليه عانقيني*

كانوا يتمايلو بهدوء هو ينظر لعيناها بأبتسامه محبه تهواها وهي تبادله تلك الرقصه
ولكن لم تكن رقصه بريئه او عقلانيه منه
كلما تجرأت يديه كلما داست علي قدمه بقوه
جاعله وجهه يحمر وجع

نظرت لهم ماجد بذهول قائله بصوت مرتفع...
-انتو اتجننتو ولا ايه

لم تجد رد سوا انهم ينظرون الي بعضهم البعض
لتضرب كف علي اخر قائله...
-البت جننتو
--------------------------------------
عبثت في هاتفها منتظره اياها ووجهها يصرخ بالجديه والحزم في انهاء ذاك النقاش الذي لم يكتمل...طرق باب المنزل 
اتجهت لتفتح الباب ويظهر امامها بكامل هيبته والجمود يكسو ملامحه هو الاخر
لتشير عليا الي الداخل بمعني ان يدخل

ابتسم ساخرا وهو يقول في 
*حتي القاء التحيه تراها كثيره عليه*
وما زاد من وجعه وحزنه..تركها للباب مفتوح
وكأنها..لا تأتمنه..وكأنه غريب!

جلس علي الاريكه بتحفز وجلست امامه قائله بجديه ...
-محمد انا جبت التحليل ولقيت انك مش اخويا فعلا بس دا مش هغير حاجه كونك في نظري اخويا الكبير...الفكره الي اتكونت في دماغك دي غلط...ممكن انتا اتخيلت كدا لما عرفت اني مش اختك وباصتلي بمنظور تاني
هو مش حرام بس مستحيل بنسبالي

كان مستمع اليها وهي تتحدث وملامحه جامده خاليه من التعبير حتي من تعبير الرفض
تحدث اخيرا ....
-خلصتي كلامك

اجابت بأيجاب وجديه...
-ايوا خلصت...واتمني تقتنع بكلامي

وقف وهو يزفر ساخرا...
-انتي ممكن ترفضي الفكره انما اقتنع او مقتنعش دي حاجه ترجعلي ياعلياء

ثم سار الي باب المنزل لتقول بصوت مرتفع....
-وياريت تبرر لبابا ولماما سبب غيابك لانهم فاكرين انك مشيت عشان مضايق منهم

لم يلتفت او يمنحها رد
وخرج من المنزل بصمت...وهو يقسم داخله علي نسيان ذاك المنزل تماما ونسيان ماضيه...
ولكن ان نسي ماضيه هل يستطيع المضي قدما في المسقبل

بينما الاخري دت براحه وهي تشعر انها فعلت الصواب
----------------------------------
* كاريشه تطير في الهواء بل هواده...لا اجد سبب لأمضي في ايامي حماسا له...كنت اصبح افضل في عملي لكي اثبت لمسعد انني يعتمد عليه...ولكن الان لا اجد سبب لسعيي لشئ..لا اجد سبب يجعلني اطلق خصلاتي  واضع احر الشفاه المنحوس الذي اشتريته ولما فكرت بوضعه كان اسوء يوم في حياتي..في الحقيقه لا اعلم هل انا سيئة الحظ ام حظه العثر الذي القاه في حقيبتي
اصبحت تافهه لدرجة اني اضيع نصف صفحه في معرفة هل احمر الشفاه هو المخطئ ام انا
في الحقيقه لم اعد افهم نفسي
ولا اريد فهمها*

تطلع الي المذكره بذهول حقيقي وهو يقرأ محتواها التافه! من يراها يفهم انه سيجد اسرار مهوله وحكايات غريبه...غموضها وشرودها الدائم خلفه تلك المواضيع التافهه!!
ورغم تفاهتها تعكس هشاشتها وقلة خبرتها في الحياه...روان من ذاك النوع الذي اذا مسه الحزن
انزوي في ركن مع كوب قهوه ودموع ومذكرات تعكس بئسها وحزنها

اغلق المذكره ووضعها داخل الدرج
وهو يفكر في تلك غريبة الاطوار
ثوان وسمع طرقات علي الباب
لتدلف روان وملامحها مقتضبه لتسأله مباشره وبدون مواربه....
-شوفت الدفتر الصغير الي كام معايا الصبح

نظر اليها ثوان ثم اخرج الدفتر من الدرج ومد يده به قائلا....
-نسيتيه انهارده الصبح علي المكتب
اخدته واحتفظت بيه لحد ما تبجي

رفعت حاجبيها بجديه قائله...
-فتحته ولالا!

كتم ابتسامته ليقول بجديه زائفه...
-اكيد لا وانا مالي

لا تعلم لما لم تصدقه...ولكن تمتمت بشكر وخرجت
ليضحك هو بخفوت علي تعابير وجهها الحازمه

-------------------------------
مر يوم اخر وهو يوم رحيل عمر الي الجونه ومازالت لين تعتكف في غرفتها وتفكر وكلما تذكرت حديثه تبكي 
لم تتوصل الي حل حتي الان






تذكرت حديثها مع والدها ومواجهته بما قاله شريف ليخبرها انه خائن من خطبتهم وكذب شريف عليها لم تصدق عيناها وهي تري صور تجمعهم سويا
وللغريب لم تتأثر ابدا بذالك

دلفت سلمي الي غرفة لين لتجدها تقف في الشرفه ودموعها تسيل واحده تلو الاخري
ربتت علي كتفها قائله بقلق...
-لين مالك

التفت لين اليها لتعانقها بقوه وهب تبكي
لتحتويها الاخري وهي تربت علي كتفها قائله...
-مالك رجعتي تاني للحاله دي ليه

ابتعدت لين وهي تبكي قاىله...
-اخوكي عملي كركبه تاني جوايا

جعدت سلمي وجهها قائله...
-عمر تاني! وانتو شفتو بعض فين 
ومالك هو عملك حاجه

جلست لين علي الفراش وهي تبكي قائله...
-ماعملش حاجه بس انا الي متلغبطه
حاسه اني هظلم حد...وفي المقارنه دي
وخايفه اظلم نفسي واندم

جلست سلمي جوارها بعدم فهم قائله...
-طب فهميني طيب

لم تتلقي رد منها لتتنهد بحده قائله...
-ايا يكن الي بيحصلك .. بس بلاش تظلمني نفسك انتي حتي لو علي حساب جرح حد
لانك انتي الي هتندمي بعدين
نظرت لها لين بدموع محاوله استكشاف نصيحتها دون الانحياز الي اخاها..
-حتي لو علي حساب اخوكي

صمتت سلمي ثوان والشفقه تطل من عيناها علي ذكر اخاها لتقول بتنهيده....
-اه يالين..انا متأكده ان عمر هيلاقي الي تسعده وتنسيه الدنيا كلها

عند تلك الكلمه شعرت لين بالاعياء والدموع تتكاثر في عيناها وهي تهمس بصوت منخفض...
-لا مش هستحمل كدا

وقفت والتقط هاتفها من اعلي المنضده
وتضرب عدة ارقام بينما سلمي تنظر اليها بعدم فهم
اتقول لين بعد ثوان....
-الو ايوا ياشريف...انا فكرت في ارتباطنا
انا اسفه مش هقدر اكمل معاك ...انا كويسه ياشريف ..شريف لو قولت حاجه علي بابا تاني هنسي
انك كنت صحبي تماما
وكفايه اوي خيانك ليا دي لوحدها كفايه
اغلقت الهاتف واتجهت الي خزانتها سريعا لتخرج ملابس لترتديها...لتقف سلمي قائله بعدم فهم...
-انا مش فاهمه حاجه انتي رايحه فين

تركتها لين واتجهت الي الحمام دون ان تتفوه كلمه
لتتصل سلمي علي ايمن قائله بنزعاج...
-تعالي ياايمن خدني من بيت المجانين دا
------------------------------------
وقفت علي الشاطئ منتظره حضوره
يجب ان تريح رأسها وقلبها ولا تظلم نفسها
يكفي عذاب لها وله يكفي...ستخبره انها تحبه تنفست الصعداء وهي تحاول تجميع حروفها
نظرت الي هاتفها وهي تتذكر مكالمتها له ان يأتي الان عند الشاطئ 

لتشعر بيده علي كتفها لتلتفت الي ناظره ايه بتوتر
وجهها الاحمر المنتفخ من البكاء جعله ينظر اليها بقلق قائلا...
-في ايه يالين وايه الي جايبك هنا دلوقتي

مسحت وجهها وهي تبتعد عنه قائله بتوتر...
-في موضوع لازم نتكلم فيه...لازم ننهي الدايره الي وسعت اوي دي

ارتجف قلبه خوفا من ان تنهي اخر امل تمسك به ليقول بجديه وهو يمسك يدها يحثها علي السير
-يتأجل بكره يالين الوقت بيتأخر

شعرت انه لم يعد يريدها بسبب انفصالها عن شريف وانها  هوائيه

نزعت يدها بقوه من يدها وهي تزمجر معترضه...
-عمر لازم تسمعني دلوقتي
صدقني انا مسبتوش عشان كلامك انا وهو مننفعش لبعض..لا هو فاهمني ولا انا فهماه
دا غير خ

صمتت مغمضه عيناها ممسكه زلة لسانها
بينما هو عقد حاجبيه بعدم فهم...
-لين انا مش فاهم ياعمر
-هي سلمي مقالتلكش حاجه

صاح بها غضبا...
-في ايه يالين متحرقيش اعصابي
قصدك ايه بكلامك دا

تطلعت اليه بتشتت وهي تضغط علي رأسها قائله...
-بص هو انا..مش عارفه بس فكرت في كلامك
وتخيلت لو شريف سافر او انفصلنا وقلبي موجعنيش كدا

نظر اليها بعدم فهم وكاد ان يقترب منها 
لو انها صاحت به مزمجره...
-متقربش لحد ما اخلص كلامي ياعمر

تنهدت مره اخري لتمسح علي وجهها هامسه وخفقات قلبها تصم اذانها...
-بس انتا..لما اتخليت انك انتا الي هتمشي
حسيت..حسيت

نظرت الي عينيه مباشره لتكمل بدموع ملتمعه...
-حسيت اني مخنوقه...وقلبي وجعني
حسيت اني مش هقدر ارجع لين الاولي
وهفضل كئيبه...حسيت ان ليك مكان جوايا
ولو فضي...هتخنق اكتر واكتر

كان يتابعها بنظرات مندهشه ملامح متصلبه
وقلبه يزداد في نبضاته ليهمس بصوت ملتهف
وعين احرقتها الرغبه

جمعت يدها الي صدرها هامسه بضعف مماثل.  
-انا خلصت كلامي

اندفع الي ليعانقها بقوه شديده وهو يهمس بأسمها بعدم تصديق وضعف بينما هي اراحت وجنتها وظلت تمرغها علي صدره صامته 
بينما هو ظلت يقربها اكثر واكثر لتطلق تنهيده قويه اطاحت ما تبقي من صبره

ليبتعد عنها منحنيا الي وجهها ليقبلها بجوع ووحشيه خرجت الي النور بعد طول صبر
وهو يتلمس وجهها وخصلاتها بعدم تصديق
بينما هي اكتفت ان تستند الي وهي تشعر بالاعياء من هجومه ذاك







ابتعد عنها بعد دقائق هامس بزمجره عصبيه...
-لين انتي بتتكلمي بجد صح
انتي مبتلعبيش بيا

نظرت اليه هامسه بأنفاس متسارعه ووجه متخضب حمره ودموع... 
-بتكلم بجد ياعمر انا حاسه اني بحبك

انهت جملتها ليقبلها من جديد وهو يزمجر بعدم تصديق ويأس اكل خلايا قلبه حتي
جعله يتعلق بأقل ضوء امل يصاحبه اسم لين

ابتعد عنها اخيرا ممسكا يدها يتطلع فيها مطولا
فالم بجد اي اثار للخاتم نظر الي عيناها غير مصدق الي تلك اللحظه لتنظر اليه هي الاخري هامسه...
-هتسافر!

جعد ملامحه بضيق واسف...
-مضطر للاسف...مينفعش اقولهم عايز ارجع بورسعيد

دمعت عيناها لتهمس بصوت متهدج...
-طب وانا

اسند جبينه الي جبينها قائلا بصوت ملتاع...
-هعمل اي حاجه عشان تكوني معايا
مش هسيبك ابدا

فتحت عيناها لتهمس بتصميم....
-اتجوزني ياعمر ...





الفصل الثالث والعشرون 

فتح عينيه محدقا بها بدهشه بينما عينيه تلمع ببريق جديد ثوان وانفجر ضاحكا وهو يضمها الي صدره بجذل ليقول بين ضحكاته...
-لا دا اكتر من الي كان نفسي فيه
انتي بتطلبيني

ابتعدت بصعوبه وهي تتملص منه حانقه
لتقول وهي تنظر اليه ببساطه ملتهفه....
-وفيها ايه مش انتا بتحبني وانا بحبك

تهدجت انفاسه من جديد ليقول وهو يضغط علي يدها مطولا ...
-لين انتي فكرتي كويس..

لم تجيبه انما اقتربت منه ماسحه وجهها في صدره كاقطه تتمسح في صاحبها وتموء دلالا
زادت حرارة جسد الاخر ليبعدها عن صدره وهز يمسح علي وجهه بتماسك....
-يلا عشان اروحك...ونكمل كلامنا بكره

مسحت عيناها هي الاخري قائله بأبتسامه صغيره..
-يعني مش هتسافر انهارده!

كتم ابتسامه وسار ممسكا بيدها وهو يكاد يموت فرحا وبين الدقيقه والاخري ينظر لها لكي يؤكد الي نفسه انه لا يحلم
-----------------------------------------
جالسه في ممر المشفي علي احد الكراسي ممسكه كوب من الشاي تحتسيه ببطئ بينما تفكر في تصرفات دكتور شاهر...نظراته الغريبه لها
ابتسامته التي بدأت تتسع بشكل مبالغ به
تأفأت من ذاك الفضولي المبتسم ووقفت تسير في المشفي الشبه خاليه...نظرت الي ساعة معصمها لتجدها الثالثة فجرا

لاحت علي عيناها دموع اثر تلك الذكري التي جمعتها مع مسعد...تشتاق اليه بشده..تشتاق الي بروده وتذمره وكل شئ يتعلق به
اطلقت تنهيده تعبر عن حزنها
افاقها من شرودها ذاك صوت مرتفع نسبيا موبخا
وماجعلها تنصت الي ذاك الصوت بتركيز انه صوت شاهر...اقتربت من المكتب لتسمع صوته الغاضب ...
-دنيا انا سايبلك البيت كله عشان منتخانقش... متستفزنيش عشان متزعليش في الاخر...براحتك اعملي الي انتي عايزه

ثم انقطع الصوت...عقدت حاجبيها بدهشه!
هل شاهر هو من يصرخ غاضبا..ذاك المبتهج دائما!
طرقت الباب بخفوت وفتحته لتجده يسند رأسه علي كفيه غير منتبه لها

تنحنحت بهدوء قائله بتردد...
-في حاجه يادكتور

رفع رأسه اليها وتغاجأ في البدايه بوجودها الان ! والعبوس ولأول مره تراه علي وجهه
ليقول بصوت محتد...
-مفيش حاجه يادكتوره شكرا لسؤالك

وكأنه يقول لها"امشي من قدامي" لامت نفسها علي تدخلها ذاك..لتحدق به بضيق قبل ان تخرج من المكتب...تاركه اياه يفكر من جديد في تلك الكارثه الجديده ثوان ووقف ليخرج من المكتب...عله يهدأ نفسه قليلا..وسبب صغير داخله يهتف ولأري تلك الصامته..ولكن لم يجدها في ممرات المشفي
تنهد بتعب ليرجع الي مكتبه مره اخري
---------------------
صباح اليوم...
اخذت حقيبتها وخرجت من استراحه الاطباء مستعده للذهاب الي منزلها واخذ استراحه طويله بعد يوم بليله شاق...فركت عيناها بتعب
وسارت خارج المشفي وعي تلقي صباحها المقتضب علي الوجوه المبتسمه لتهمس في نفسها"وكيف لا يكونو مبتسمين وقد نالو نوم هنيئ في بيوتهم" 

وقفت سياره امامها ليطل رأس المبتسم منها قائلا بأبتسامه صغيره....
-صباح الخير يادكتوره

رفعت حاجبيها بضيق وهي تلاحظ عودة الي طبيعته السمجه كما تسميها...
-صباح الخير يادكتور

-تحبي اوصلك

ازداد انعقاد حاجبيها وهي تسير متمتمه بشكر
-لا شكرا لخدماتك

ثم سارت تاركه اياها ليتبعها بالسياره مره اخري
لاحظت سير السياره خلفها ببطئ لتلتفت له بحده قائله...
-في حاجه يادكتور!

اتسعت ابتسامته ليقول بهدوء...
-لا ليه!

عضت باطن شفتيها بحنق بالع لتربع يدها قائله...
-لا اصل حضرتك ماشي ورايا بالعربيه
ها تسمح تقولي ليه

ظل ينظر اليها بنفس الابتسامه دون ان يتحدث
لتضرب كف علي اخر وتتابع سيرها وهي تشتم اياه بصوت لا يسمع
لتسمع صوته من خلفها قائلا...
-روان ثواني

لفظ تسمها مجرد من "دكتوره"
لتلتفت اليه بحده اكبر..لتجده يقف خلفها ناظر اياها بأبتسامه هادئه ....
-بتحبي العصير

رفعت حاجبيها بدهشه وفتحت فاهها ببلاهه
ليكمل بضحكه مكتومه...
-قصدي عشان اعزمك علي عصير قبل ما نروح
وكدا يعني

لم تستوعب كلماته لتردد ببلاهه...
-وكدا يعني!!







حرك رأسه بأيجاب بينما هي ضيقت عيناها محاوله التركيز في ذاك المبتسم هل جن اممم خربت خلايا عقله
بينما هو جاهد ليكتم ضحكته التي تزيد داخله من تفكيرها المرتفع!
-------------------------------------
وكالعاده!
استيقظت ولم تجده في المنزل
من ذاك اليوم الذي فقدت به وعيها وهو لم يتحدث معها صامت ولا ينظر اليها حتي...يكتفي بمجيئه المنزل ينام ويخرج باكرا

اغمضت عيناها برتياح لعدم وجوده
حتي الان تخشي مواجهة وصمته...كلما تذكرت ذلة لسانها تصفع نفسها مرارا وتكرار...تبكي وتنتحب علي نفسها وعلي صدمته منها...الاحساس بالذنب والاذلال يقتلها كلما رمقها بنظرته الجامده
لم يضربها او يصفعها بعد اغمائها...بل اكتفي بالابتعاد والصمت

مسحت دموعها سريعا وهي تسمع صوت الباب يفتح...ليطل هو من ورائه والمفتاح بيده
حدق بها لثوان...قبل ان يبعد عينيه عنها
دلف الصالون الذي تجلس به..وجلس وهو يكور يديه معا بتماسك...
كادت ان تهرب من الغرفه وتتركه لولا سمعت صوته الآمر يقول بصرامه...
-اقعدي عايز اتكلم معاكي

انكمشت في نفسها وجلست في كرسي بعيد عنه تماما وهي تعتصر كفيها بتوتر...لتسمع زفيره وكأنه يكافح ليهدأ...
-مين نديم !

تلبكت من ذكر اسم الحبيب لتمسك غرتها واضعه اياها خلف اذنها برقه تخالف الموقف...
-دا گكان خطيبي قبلك

نظر اليها بحده مردفا بصرامه...
-متلئلئيش زي المكنه العطلانه واتكلمي عايز اعرف حكاية نديم من اول خطوبتكم لحد جوازك مني
وقسما بالله يمين يحاسبني عليه ربنا لو كدبتي او مثلتي عليا تمثيلك الهابط دا هوريكي يوم اسود علي دماغك انتي والي جابوكي

دمعت عيناها وابتلعت مهانته لها بقهر لتبدأ التكلم وكأنها متهمه تقر وتعترف بتهمتها...
اسبلت رموشها لكي تغطي عيناها قائله بصوت مهزوز وهي تتباعد بعيناها عنه...
-نديم يبقا ابن خالتي جه وخطبني من سنتين
وكنا خلاص هنتجوز..بس حصل خلاف بينا وانفصلنا..وبعدها اتجوزتك
بس والله العظيم ماحصل اي تواصل بينا بعدها

نظرت اليه عينيه بصدق ودموع...
-والله ياشهاب ماخنتك ابدا

-غير بعقلك صح!
عشان كدا من ساعة مااتجوزنا وانتي بعيد
و تصرفاتك غريبه وكأنك حد جابرك علي جوازك مني
تنهد ليسأل من بين اسنانه.....
-وقبلتي تتجوزيني ليه طالما انتي بتفكري في واحد تاني

زاد بكائها المكتوم لتنظر له بعتذار...
-كنت عايزه انساه واكمل حياتي طبيعي

ضحك ساخرا ليقول وهو يقف...
-واهو لا حياتنا طبيعيه ولا انتي نسيتيه
وانا مش عايز اكمل في الجوازه دي

نظرت اليه بضعف وهي تكتم بكائها..ليكمل بجمود..
جوازنا بقاله اربع شهور...اظن وقت مش قليل وفي كتير انفصلو بعد شهر وشهرين
وانا سايبلك سبب انفصالنا..بس ميكونش سبب يمسني او عيلتي بسوء

انزلت رأسها وهي تحاول جاهده كبت شهقاتها
بينما هو خرج من المنزل بأسره عله يلملم ما تبقا من رجولته ...تزوجها اعجب بجمالها وفتنتها بدأ الحب يتسلل الي قلبه ببطئ حتي طعنته هي في مقتل...فضلت ان تقتل حبه في مهده
فقتل هو رغبته بها...للأبد
---------------------------------
اغمض عينيه بحنق من طول انتظاره لها
نظر الي ساعة معصمه متعجلا اياها
ليلمحها اخيرا تخرج من منزلها...خصلات شعرها المنسابه تحولت الي عجريه تحتل ظهرها بأفتتان ملامح وجهها الرقيقه تصرخ بالانوثه 









رفعت عيناها اليه لتجده تحت تأثيرها من جديد لتبتسم بخجل بات يصاحبها من نظراته الجريئه

اقتربت منه قائله بأبتسامه...
-صباح الخير

لم يرد تحيتها وانما اقترب منها بشده وكاد ان يقبلها لتزمجر به بخجل وحده...
-ايمن احنا في الشارع مالك

عبس بأحباط وغير مساره الي جبينها ليلثمها مطولا بأعصاب مشدوده وهو مغمض عينيه
لتبعده اصابعها الرقيقه هامسه...
-يلا كدا هتأخر علي الكليه

بصمت فتح باب السياره لتركب هي رافعه احد حاجبيها بدهشه من ردة فعله الهادئه
ليجلس هو امام عجلة القياده... بصمت ووجهه يكاد يصل الي درجة الاحمرار
حاول بقدر الامكان ان لا ينظر لها الان
وحقد داخله علي كل عين ستنظر اليها ولو نظره صغيره...كان كالمحموم وزادت هي من تلك الحمه عندما امسكت يده الحره من القياده قائله...
-مالك ياايمن في حاجه

صدفت تلك اللحظه انه وقف امام الجامعه مباشره...فحمد ربه في نفسه انهم وصلو سريعا والا كان تهور واغضبها منه..افاق علي صوتها مره اخري...
-ايمن!

نظر اليها نظره جعلتها تدرك ما يصارع داخله
لتكتم ابتسامتها ووجهها يتخضب لتسمع صوته الحازم يقول....
-هعدي عليكي بعد الكليه واعملي حسابك في موضوع عايزك فيه

لوحت له وهي تكتم ضحكتها وتحمدالله انها خرجت من السياره قطعه واحده
بينما الاخر قاد السياره بسرعه عاليه عله يهدأ من الحمه التي التبسته منذ ان رأها
----------------------------
بينما اتجهت سلمي الي لين الجالسه في احد المدرجات وعليا جالسه جوارها...اقتربت سلمي منهم قائله بأبتسامه واسعه...
-صباح الفل ياكتاكيت

نظرو اليها سويا لتشهق لين بأنبهار وهي تري طلتها البهيه هامسه...
-صباح الجماااال..ايه القمر دا

ضحكت سلمي بغرور وهي تجلس جوارهم قائله..
-ها حلوه صح

ابتسمت عليا قائله بهدوء...
-لا جميله ياسوسو...والمزاج شكله عالي

ضحكت سلمي بقليل من الخجل وهي تقص ماحدث مع ايمن..لتضحك الفتاتان لتعبس عليا مره اخري بتفاجأ....
-ايه دا ثواني انتي بتسيبيه يلامسك وانتو مخطوبين كدا عادي!!

عقدت سلمي حاجبيها قائله...
-اه هو مش خطيبي!!

زمجرت بها عليا بصوت منخفض قائله...
-نعم ياختي...هو خطيبك اه بس مش جوزك
يعني حرام...افرضي انفصلتو واتجوزتي واحد غيرو هتعرفي تبصي في وش جوزك ازاي









تنحنحت لين في المنتصف قائله بتوتر جاهدت لاخفائه ...
-اهدي ياعليا..براحه عليها
هي اكيد مكنتش تعرف

صمتت كلاتا الفتاتات لتنظر سلمي الي لين قائله فجأه...
-صح ايه الي حصل مع عمر 
جه البيت امبارح والضحكه هتقطع وشه
دا غير انه دخل نام ومرضاش يحكيلي حاجه

صمتت لين وهي تتورد خجلا وهي تزيح غرتها الي الخلف قائله...
-احم انا بصراحه...بحب عمر وقولتله اني بحبه

ثم وضعت يدها علي وجهها سريعا بخجل
بينما الفتاتان فاغره شفتاهن لتقول عليا...
-كنت واثقه انك بتحبيه يالين

انزلت لين وجهها لتجد ملامح المكر علي وجه عليا لتقول بخجل...
-وانتي عرفتي منين...

-نظراتك وملامحك لما بتيجي سيرته
ترددك وحيرتك في انك تحددي بتحبيه او لا
دا غير هروبك الدايم من سيرته او وجوده

امسكت سلمي ذقن لين وجذبته اليها قائله بجديه...
-عايزه افهم كل حاجه يالين

قاطع كلماتهن دخول الطلاب والدكتور الي قاعة المحاضره لتقطع كلا منهن كلماتها والتوتر يجتاح جسد سلمي وهي تدعو داخلها الا يصيب اخاها بسوء
-----------------------------------------------
امسك بكوب قهوته الذي انهي تحضيره الان
رفعه الفمه ليرتشف القليل وابتسامه صغيره ترتسم علي ثغره...وعقله يسترجع حديثهم البارحه
عينيه تفيض عاطفه..يعشق تلك الصغيره يعشقها بحق...كانت تكبر ويزيد حلاها امامه ومازال يهمس لنفسه انه يعشقها حتي سئمت نفسه من تلك الجمله الصامته..تلاعبت به كثير ترددت في حبه كثير اتعبت فؤاده كثير وجائته اخيرا...اخيرا القت نفسها علي صدره مردد الحب

لم ينتبه لذاك الخيال الواقف امامه تطالعه بهدوء
كالعاده ابنة رأفت لفت علي ثنايا قلبه حتي افاقت عشقه لها من جديد...زفرت بحده قائله...
-كنت معاها امبارح ياعمر صح

افاق علي نظرة والدته الحاده
تنحنح وهو يضع قدح القهوه جانبا ليقول وهو يجلس علي احد كراسي طاولة المطبخ...
-امي انا عايز اخطب لين

لوت فمها بتشدق قائله...
-تاني ياعمر..تاني!

نظر الي عيناها بجديه وتوسل...
-امي انا بحبها ياامي..مش سهل عليا ادير ضهري ليها وهي محتاجاني زي ما انا محتاجها
انتي عارفه لين بنسبالي ايه

هدرت بحده ملوحه في الهواء....
-بلاش ترمي نفسك تحت رجليها بمهانه دي كارثه
لين متنفعكش.. مش دي الي انتي عايزها

وقف بهدوء وهو يردف بصدق...
-بس دي الي انا بحبها ياامي
انا مقدر خوفك عليا بس لين مش مهانه ولا كارثه
دي بنتي الي مربيها علي ايدي وراضي بيها بعيوبها وكل حاجه فيها

ظلت ملامحها جامده وهي تري ولدها غارق في عشق تلك المدلله كما تدعوها وملامح الحسره تحتل وجهها ليقترب منها مقبلا رأسها مطولا قائلا بنبره متوسله رجوليه....
-انتي امي وابويا ودنيتي...وكلامك مهم عندي
بس انا بحبها ياامي..مش مستني منك غير دعمك ووقفتك جنبي بس









لان قلبها لتوسله اها كاطفل يسترضي امه خشيه من حزنها وغضبها عليه...لتربت علي كتفه قائله بحنان امومي...
-ياحبيبي انا جنبك...بس فكر كويس..مش عايزه اشوفك بتعاني بعدين...كفايه الي انتا شوفته وبتشوفه من زمان

عانقها بقوه وهو يبتسم قائلا...
-طول ما هي هتكون جنبي انا مرتاح
ها اكلم عمي واقوله اننا هنروح نطلبها

ابتسم بصطناع وهي تحرك رأسها بأيجاب
ليقبل جبينها ويخرج من المطبخ ليتصل برأفت
بينما هي غامت الحسره علي عيناها
فاليس هذا ما تتمناه له..تريد له فتاه تكون سند وقت شدائده فتاه تكمل معه حياتهم وهي عون له محبه عطائه...بعكس لين فهي باكيه مدلله لا تتحمل مسؤليه...ولكن ليس باليد حيله..يحبها...
---------------------------------
في عمق نومها وحلاوته..تلك النعمه التي وهبنا بها الله النوم...وآااااه من جمال النوم..ولكن تأتي النقمه عندما يوقظنا احدهم بتكرار..تأفأفت روان وهي تضع الوساده علي رأسها قائله بنزعاج...
-راندا سبيني انام هموت من التعب اطلعي برا واطفي النور

تأفأفت تلك الجميله التي تقف امام الفراش قائله بضجر ويأس من استيقاظ تلك النائمه...
-بقينا بليل كل دا نوم ...

ثم اكملت بخبث وهي تجلس جوارها...
-بس مين القمر الي معاكي في المستشفي دا
بجد حاجه لووووز

تمتمت روان وهي مازالت نائمه...
-اطلعي برا ياراندا واقفلي النور

وقفت تلك المدعوه راندا لتقول بلا مبالاه...
-يعني اقول لبابا ولزميلك انك مش هتقومي

ترددت الجمله علي مسامع روان لتنتفض من الفراش بدون استيعاب....
-زميلي! زميلي مين

رفعت الاخري حاجبيها ماده كفها بخبث...
-تدفعي كام واقولك

زفرت روان حانقه...
-اخلصي ياراندا مين

لتعقد الاخري حاجبيها وهي ترفع وجهها بترفع...
-مش هتنازل تدفعي كام!

كبتت غضبها محاوله الهدوء وهي تشد علي خصلاتها....
-عايزه ايه يازفته اخلصي

رفعت كفها المضموم باسطه اناملها مره بعد اخري
قائله بخبث وغرور...
-عايزه ٣٠٠جنيه دا رقم واحد
رقم اتنين هتقنعي بابا يديني مصروفي تاني
عشان مصروف الاسبوع خلص

عضت باطن شفتيها هامسه بحده...
-في المشمش انا طالعه بنفسي اشوف مين
ماديه حقيره







خرجت من غرفتها متجهه الي غرفة الاستقبال لتفتح فاهها بصدمه...من وجوده..كيف ولماذا
بينما هو اكتفي بضحكه مكتومه من هيئتها المبعثره

بينما والدها يحدجها بنظره حاده والخرج يملئه من ابنته الحمقاء..التي خرجت بمنامتها امام..العريس
لتهمس بصدمه...
-انتا!!

منحها ابتسامه واسعه ليقول...
-مساء الخير يادكتوره...انا قولت طالما رفضتي تشربي معايا عصير..يبقا اجيلكم البيت واشربه معاكي

اكتفي بتلك الجمله مع ابتسامته المعتاده
بينما هي تقف بصدمه حقيقه وعيناها رصدت شخص اخر جواره...مرأه اكبر منها بسنوات قليله
بينما افاقها صوت والدها قائلا بحرج...
-روان دكتور شاهر طلب إيدك ...




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-