CMP: AIE: رواية يقال حب الفصل العشرون والواحد والعشرون بقلم وسام اسامه
أخر الاخبار

رواية يقال حب الفصل العشرون والواحد والعشرون بقلم وسام اسامه


رواية يقال حب 


بقلم وسام اسامه 
الفصل العشرون

"قالوا لو تشاء سلوت عنها فقلت لهم اني لا اشاء..كيف وحبها علق في قلبي كما علقت بأرشية دلاء
لها حب ينشأ في فؤادي فليس له وان زجر انتهاء"
(قيس ابن الملوح)
-------------------------------------

انتهي العرض وكلا يخرج من المسرح وقلبه مثقل بالحزن..والاخر ساخر من فكرة العرض...ولكن المؤكد انه اثار الجدل

اتجهت سلمي ولين الي سيارة عمر وايمن
وكلتا الفتاتان تتصرف بعدم راحه...ولكن الفارق صمت لين..وثقة سلمي وترفعها المعتاد
حاولت لين الهدوء وعدم التوتر بقدر الامكان رغم تحية عمر البارده..بعكس صديقه الذي منحها ابتسامه لطيفه

بينما عانقت سلمي شقيقها بشتياق واضح.. واكتفت بألقاء تحيه مترفعه لأيمن بينما هو لم يرد تحيتها واكتفي بنظرات حاده ويمرر عينيه علي فستانها الاحمر الذي وصل الي ركبتيها ...مظهرا ساقيها البيضاء كاعرض مباشر حصري

لتبتسم هي بعبث متجاهله تلك النظرات
...بينما عمر يقود السياره بصمت هو الاخر وعيناه مسلطة علي المرآه الاماميه لكي يري تلك الصامته...احساس الاشتياق يأكل قلبه ولكن اراد السيطره علي قلبه لكي لا يرجع لنقطة الصفر من جديد اشتاق لتلك العينين البنيه الصغيره...اشتاق لكفها الصغير بين يديه كايد رضيع بين يد اباه
اشتاق لذاك الوجه الجميل واااه من ذاك الوجه وتأثيره علي قلبه...تحسنت كثيرا عاد احمرار وجهها المحبب...عادت جاذبيتها من جديد
حمد الله داخله علي استردادها عافيتها

قالت سلمي وهي تلمس كتف اخاها...
-ايه رآيك في عرض العرايس ياعمر

ابتسم عمر ساخرا 
هو لم يلحظ ما عرض من الاساس لم ينتبه لأي شئ دارت به ولكنه اجاب بصوت هادئ...
-كويس 

"كويس" كلمه وصلت لمسامع لين جعلتها تعقد حاجبيها بتعجب خفي..عرض اقل ما يقال عنه كئيب هادم لكل عاشق هادم لكلمة عشق من الاساس..جاء هو ليقول"كويس"

قطع الصمت المطبق صوت ايمن يقول بلطف...
-حمدلله علي سلامتك ياانسه لين
بقيتي احسن

ابتسمت لين لتقول بصوت رقيق...
-الحمدلله بقيت احسن كتير
شكرا لسؤالك 

منحها ايمن ابتسامه صادقه نبعت من اعماق قلبه...لطالما وجد تلك الرقيقه اخت صغيره...او بالمعني الادق دميه جميله صغيره تبهج الروح وتثير العاطفه

بينما سلمي كانت تثير احاسيسه وقلبه وعقله ...لطالما كانت المدلله عند اخاها وعنده...ومع دلالها كان يذوب معها
متلاعبه محتاله تجيد اللعب علي جميع من حولها..ولكن يحبها بقوتها وشقاوتها
اطلق تنهيده متعبه وصلت لمسامع عمر
بينما هو عاجز عن التنهد والبوح
جعلته يتذكر قول جلال الدين الرومي
"ليس كل ما في القلب قابل للبوح
هناك ما يولد ويموت ولا يفصح عنه"

اوقف عمر السياره امام منزل لين
لتقبل الفتاتان بعضهما...وتلقي لين تحيتها الهادئه....
-تصبحو علي خير

هبطت من السياره متجهه الي منزلها ولكن كانت خطواتها بطيئه وقدمها اليومني تعرج...لاحظ عمر ذالك لينظر ل سلمي بقلق قائلا...
-لين بتعرج ليه

رفعت حاجبها الايسر ساخره...
-اممم لاحظت..لا دي وقعت وهي في بروڤة الباليه

التقط ايمن نبرتها الساخره ليهمس لذاته بسخريه متهكمه..."مبارك عليك انثي منعدمه الاحساس"

لينظر الي مرآه الدخليه الي تفاصيل وجهها الشارد...حاجبيها المعقودين وكأنها تفكر في امر شديد الجديه...وجهها المليح...عيناها الفيروزيه التي تشبه عين اخاها...ليهمس داخله بقلب ملتاع...
"ولكن احبها"

نظر عمر لوجه شقيقته في المرآه ليقول بوضوح مباشر...
-سلمي ايمن هيجيب عمته ويجي يتقدملك رسمي بكره...رآيك ايه

رفعت سلمي حاجبها لتنظر الي ايمن عبر المرآاه لتقول بغموض ...
-هتعرفو رأيي بكره ياعمر

ليهمس ايمن بهدوء..
-يامسهل
----------------------------
دلفت لين الي منزلها لتجد والدها جالس في الشرفه يقرأ احد كتب الادب الفرنسي...لتبتسم لين وتقترب منه لتقبل وجنته مطولا قائله....
-مساااء الخيير ياروحي

ترك رأفت الكتاب ليقبل وجنتها قائلا...
-مساء النور ياحببتي
ها العرض حلو

جلست جواره علي الاريكه الصغيره ليرفع ذراعه واضعا اياها بين احضانه...
لتقول بشرود...
-كان عرض حزين اوي يابابا
رسالته ان اي حاجه تحت مسمي الحب بتنتهي بالحزن وبس

عبس وهو يداعب خصلاتها قائلا...
-وانتي شايفه ان دا صح

-اممم حاسه ان معاه حق شويه

-يبقا شايفه ان كلامه صح
بصي يالين..كلمة الحب دي مبتتحطش للحبيب والحبيبه بس.. لا بتتحط لحب اي حاجه في الدنيا...يعني مثلا حب الابوين لعيالهم..زي حبك لشغلك..حبك لنفسك. حبك للي حواليكي..حبك ل ربك الحب ليه كذا معني ولون وتجربتك غير تجربتي غير تجربة غيرك
ومنهم معني حب الحبيبه...ودا مجرد لون من الوانه...مثلا حبي ليكي بينتهي بحزن!!

-لا

-طيب انتي شايفه كل الناس حبها انتهي بحزن زي ما بتقولي!

-لا بس اغلبهم

-ايوااا اغلبهم...كل واحد بيكتب او بيرسم او بيعرض التجربه بتاعته هو مش تجربه الناس كلها...بيعكس الي هو شافه او عاشه..فا بيعكس يأسه وعدم ايمانه للناس وفشله في التجربه دي 

همست لين بتفهم...
-اه عندك حق
ثم رفعت وجهها اليه قائله بشقاوه...
-بس ايه الكلام الجامد دا يابابا

ضحك رأفت وهو يداعب وجنتها قائلا...
-امال هو شعري شاب من فراغ
الواحد كل ما بيكبر كل ما بيفهم الدنيا اكتر

-لسه في عز شبابك ياوالدي الحبيب
شعرك شاب ايه بس دا انا بعشق لونه دا

ابتسم وهو يتأملها قائلا...
-انتي شبه ليلي اوي...في شكلها وكلامها ورقتها..بس هي كانت قويه اكتر
كانت زي سلمي كدا

-اتجوزتو ازاي يابابا

لاحت علي عينيه نظرة حنين وهو يهمس بشجن...
-زي الحكايات بتاعت الافلام كدا
ظابط صغير اعجبت بيه بنت مسؤل كبير في البلد..وهو حبها طلبها من اهلها رفضو هددتهم انها هتنتحر لو متجوزتوش فا وافقو غصب عنهم

رفعت انظارها قائله بستخفاف مرح...
-مهروسه في افلام ابيض واسود دي

ضحك والدها بقوه قائلا...
-لا خلي بالك دا انا كنت بطل الابطال لما اتمسكت بيها

شاركته الضحك لتصمت بعدها قائله بدهشه...
-بس فين اهل ماما انا عمري ما سمعت عنهم ولا حضرتك كلمتني عنهم

تشنجت عضله في فكه ليسيطر علي التوتر الذي اجتاحه...
-وانتي مسألتيش عشان اقولك

-انا اهو بسألك...هما فين!!

-موجودين...وكانوا عايزينك تروحيلهم
وانا رفضت

عقدت حاجبيها لتبتعد عنه قائله...
-طب ليه انا عايزه اعرفهم

لا تعلم هل والدها تشكل الخوف علي ملامحه واجاد اخفائه....
-هما عايزين ياخدوكي مني يالين مش تقابليهم بس

رددت خلفه بدهشه اكبر...
-عايزين ياخدوني!!!

-اه ياخدوكي ...ولما رفضت قالو هياخدوكي برضايا او غصب عني

دهشتها تحولت لصدمه لتقول بعدم فهم....
-الكلام دا امتا! بعد ما ماما ماتت

تنهد رأفت بتوجس وهو يمسح جبينه قائلا....
-بعد ما ليلي ماتت انا اخدتك وجيت بورسعيد عشان مايخدوكيش مني
بس عرفوا مكاني بس انا اتمسكت بيكي وكنت متطمن ان مفيش قانون يبعدك عني

-وبعدين

توتر اكثر ليردف بنبره حاده وكأنه يرفض قول تلك الكلمات...
-بس من قريب من شهرين تلاته تقريبا خالك الكبير كلمني...وقال انك كبرتي كفايه وانك ليكي الحق تختاري تعيشي مع مين

-دا لما عينتلي حراسه تراقبني وتمشي ورايا صح

حرك رأسه بأيجاب لتصمت هي الاخري
رفع وجهه اليها قائلا بنبره تحمل التردد والخوف....
-انتي ممكن تروحيلهم وتسيبيني يالين

حدقت به بهدوء حتي لاحظت برودة يده
رفعت كفها ومسحت علي شيب رأسه لتردف بحنو كبير....
-ازاي تسألني يابابا انا مستحيل اسيبك وامشي ابدا...عشان الناس دي

ابتسم بطمئنان ولكن اردف بصدق...
-بس هما بيحبوكي بالين رغم ان مش من حقهم يطلبو انهم ياخدوكي

قبلت جبهته لتقول.. 
-انا معرفهومش يابابا 
بس لو كلموك تاني قولهم اني مش عايزه اسيبك يتعرفو عليا واتعرف عليهم ماشي انما اسيبك لا 

وكأنها سكبت ماء بارد علي قلبه لتخمد نار القلق والخوف..خوف ان يغمض عين
 ويفتح اخري فيجدهم سرقو اميرة والدها
-------------------------------------
صباح يوم جديد....
جالس امام فراشها في غرفتهم..التي شهدت علي كسر كرامته وتحطيم رجولته الي اشلاء

نائمه بسلام..بينما هو النار تتقدد داخله تأكله وتحول بقاياه الي رماد...رجولته طعنت من كلماتها ...في اكثر اوقاتهم الحميمه تهمس له بأسم اخر!!
لا يعلم اراد قتلها..اراد ان يخرج الوحش داخله لينتقم لعرضه وشرفه...ولكن ليس الان..يجب ان يستمع اليها اولا ثم يفعل ما يجب عليه فعله...ولن يشفق علي حالتها ابدا

لمح هاتفها موضوع علي منضدة الزينه
وقف واتجه اليه ليمسكه ..لم يتردد ثانيه في فتحه...ولكنه ببصمة اليد
اتجه اليها امسك يدها لكي يفتح الهاتف
وفتح...ضغط علي قائمه الاسماء وبحث عن ذاك الاسم"نديم" ولكن لم يجد شئ
لا بالعربيه ولا الانجليزيه

ضغط علي موقع التواصل الاجتماعي
وبحث في قائمة الاصدقاء ولم يجد اي شئ عن ذاك الاسم

تنهد بيأس وهو يلقي الهاتف جوارها علي الفراش بيأس...ليسمع رنين هاتفها...امسكه سريعا..ليجد اسم"Mam"
اجاب بعصبيه...
-الو

-الوو..شهاب!

-ايوا اهلا ياحماتي

اجابت بنبره ركيكه مصريه
-ازيك ياحبيبي امال فين أيناس

اجاب بقتضاب وهو ينظر الي تلك النائمه...
-ايناس نايمه

-لحد دلوقت ! طيب لما تصحي هبقا اكلمها

-ثواني بس..انتي تعرفي حد اسمه نديم!!

رددت الاخري بدهشه...
-نديم..انتا بتعرفه منين

اجاب الاخر بعصبيه...
-بسألك انتي ياحماتي تعرفي حد اسمه نديم او أيناس كانت تعرفه

اجابت الاخري بقلق من نبرته الغاضبه...
-نديم دا كان خطيب أيناس قبلك ودا يبقا ابن اختي بلبنان  ياشهاب

-خطيبها!
انفصلو امتا

اجابت بنفس قلقهاا...
-قبل ما تتجوزو بخمس شهور تقريبا
بس من وقتا مابيتواصلوش ابدا

اغمض شهاب عينيه وهو يعد من واحد الي خمس لكي يهدأ...كانت تناديه بأسم خطيبها السابق..تخونه..ولكن بعقلها 
لم يشكل الامر فارقا فهي تخونه في الحالتين ولكن الثانيه اهون من الاولي
وكلا الحالتين كل الطرق تؤدي الي شئ واحد فقط.. الطلاق
اغلق الهاتف وحدق في تلك الراقده امامه ليضع الهاتف جانبها ووضع كفيه في جيوب بنطاله...وظل يحدق فيها ببرود
وكأن كسور كرامته تحولت الي ثلج..مميت
--------------------------------
واضعه يدها في جيوب البالطو الخاص بالطب وهي تسير في رواق المستشفي واجمه...تركت بورسعيد واتجهت الي القاهره حيث اهلها التي اخذتها الغربه منهم...هربت من مسعد ومحمد
هربت من الماضي ومع الوقت ستطوي صفحته...الايام ستطويها و ستشفي جراح كبريائها الذي هدم 

لم تنسي نظره محمد وهي تطلب منه الا يخبر مسعد عن مكانها ولا مكان عائلتها نظر لها مطولا ليربت علي كفها قائلا...
"الي تطلبيه ياروان...وانا في اي وقت تحتاجيني هتلاقيني"
وبهدوء رحل

نظرت لساعة معصمها لتجد ميعاد انتهاء دوامها...اتجهت الي استراحة الاطباء النساء بدلت ثيابها وخرجت من المشفي 
وجدت احد الاطباء يقف امامها رافعا احد حاجبيه قائلا...
-انتي بقا الدكتوره تخصص مخ واعصاب
دكتوره ااا

صافحته بأقتضاب قائله...
-روان الدكتوره روان

ابتسم وهو يصافحها قائلا...
-انا دكتور شاهر تخصص اطفال

ابتسمت بتكلف...
-تشرفنا يادكتور فرصه سعيده

ثم تركته وتابعت سيرها ليرفع حاجبه بدهشه من تصرفها...ليرفع اكتافه بلا مبالاه
ويتابع سيره هو الاخر مخرجا بونبوه من جيب سترة البالطو ويبدأ بأكله ...كعادته

وصلت روان بعد وقت ليس بطويل الي منزلها لتلقي تحيه قصيره علي افراد عائلتها...لتدلف غرفتها تلزمها الي حين موعد عملها...بدلت ثيابها وتسطحت علي الفراش ليبدأ عذاب كل ليله قبل النوم

اصعب جزء في يومها جزء قبل النوم
حيث كل الذكريات تحوم في رأسها بلا توقف لتهبط دموعها ايضا حتي تغمض عيناها ما يوجعها اكثر واكثر...ان الذكريات السعيده مع مسعد اكثر من ذكرياتها التعيسه...تريد سبب قوي لتكرهه...سبب اقوي من رفضه لها

ولكن همست بصوت مهزوز...
-يعني انا استحملت رفضه ليا لما هستحمل حاجه اوجع

مسحت عيناها بهدوء..ووقفت في الغرفه تدور حول نفسها باحثه عن دفتر وقلم

وجدتهم اخيرا...امسكت الدفتر والقلم وظلت تحدق فيهم..لا تعرف ماذا تريد ان تكتب..تريد ان تفضي بمشاعرها وحزنها
تريد ان تفضفض لأحدهم حتي وان كانت ورقه

خطت في منتصف السطر
مذكراتي ...

لا اعلم ماذا اكتب..او من اين ابدأ
وهل اخط ما حدث في الماضي ام لا
انا قررت ان اتخطي الماضي ولكن ان لم ابوح لن انسي..ولن اتخطي اي شئ
انا نادمه..حقا نادمه
اندم علي بوحي بمشاعري لمسعد وياليتني لم ابوح...اخذت ركله في كبريائي جعلتني اركله من حياتي
وكان هذا الصحيح..كيف ان نستمر في تلك الصداقه وهو يعلم اني احبه
لن تكون صداقه ابدا...ستكون تمثيليه مبتزله وانا لا اقبل ان اكون الجزء المشفق عليه في تلك القصه...
ولكن قلبي يؤلمني بشده...يؤلمني بقدر عشر سنوات حب مكتوم...يؤلمني بقدر كرامتي التي دهسها مسعد وهو يرفضني ويرفض حبي
ولكن كيف يرفض حبي وقد قال انني مميزه وجميله وذكيه...كيف وقد قبل يدي ووجنتي...كيف وقد نظر لي بأعجاب...

ضحكت بسخريه علي تفكيرها لتكتب ساخره من نفسها...
او لكي لا اكذب علي نفسي واوهمها بما اريد...ربما لم ينظر لي بأعجاب ولكن نحن النساء ان وجدنا من نحب يقول لنا"صباح الخير"يبدأ عقلنا في تصوير كم يحبني ليستثنيني بالتحيه...ولكي لا اخرج عن نمط جنسي بنات حواء...هو قبل يد وجنتي اي علي الاقل في تلك اللحظه اعجب بي

تركت الدفتر والقلم وتطلعت الي الكلمات لثوان.. لتنفجر بعدها ضاحكه مما كتبت...بتأكيد هي تعاني انفصام
ولكن علي الاقل ارتاحت قليلا عندما افضت بما يحوي ذاك القلب الصغير...
-----------------------------------
المساء في منزل عمر الخليلي 
كان يجلس وهو يتطلع اليها بنظرات تأكلها شوقا وتوقا اليها...كانت جالسه بفستانها الازرق خلابه الجمال فيه
وتنظر له بهدوء وابتسامه...وكأنها تلعب علي اوتار قلبه بصخب 

تحدثت عمته الي أمينه ورأفت قائله...
-ايع رآيك ياامينه موافقين علي ايمن

نظرت امينه الي ايمن بأبتسامة امومه قائله...
-وانا اقدر ارفض دا انا الي مربياه ياماجده ...انا اديله سلمي وانا مغمضه
ومتطمنه عليها

ثم نظرت الي رأفت ليقول بجديه...
-انا موافق علي ايمن بس اكيد رآي سلمي مهم فا لو وافقت علي بركة الله مفيش مانع

نظر ايمن الي سلمي بلهفه مكبوته
ينتظر ان تخرج كلمة"موافقه" من بين شفتيها...يعلم انها ستتلاعب ولن توصلهم الي اجابه معينه...ولكن خالفت توقعاته وهي تقول برقه...
-عندي شروط عايزه اقولها لأيمن ولو وافق عليهم انا موافقه

نبضاته تسارعت وهو يستشف موافقتها المبدئيه..تحدث رأفت الي سلمي...
-تمام هنسيبكم تتفقو ومتستعجليش ياحببتي الي انتي عايزاه هو الي هيكون

ابتسمت سلمي وقبلته علي وجنته بدلال هامسه...
-تسلملي ياقلبي

ضحك رأفت قائلا...
-نصابه

خرجو جميعا من الغرفه بعد ان ربت عمر علي وجنتها ومنحها ابتسامه حانيه
ابتسمت سلمي رافعه احد حاجبيها...
-اتقدمتلي ليه بقا
تنهد بعصبيه قائلا...
-سلمي انتي بتلفي وبتدوري ليه
وانتي عارفه كويس

ضحكت برقه وهي تميل برأسها بخبث...
-الله مش يمكن عايزه اعرف تاني وتالت

اغمضت عينيه محاولا التماسك لكي لا ينقض عليها الان ليقول بصوت هامس وهو يميل عليها هو الاخر...
-اتجوزك وتبقي في بيتي وانا اقولك

ابتعدت وهي تواري وجهها عنه وقد توردت خجلا رغم جرأتها لتتنحنح قائله بصراحه
-بص ياايمن...انا كمان معجبه بيك 
وموافقه عليك بس عندي شروط لاز..

كلمتان جعلته ينظر في انحاء الصالون
ويلقي نظره خارجه لينظر لها ممسكا يدها مقلصا المسافه بين الاريكه والكرسي...ومال عليها بحراره واعصاب منفلته..ليكتم باقي كلماتها بين شفتيه بقوه لم يسطع ان يمنعها وضربات قلب يصعب السيطره عليها

بينما هي ابعدته بقوه وهي تتنفس سريعا   مهندمه خصلاتها التي شعثتها يده  الكبيره  لتلقي له نظره غاضبه خجله ليمهس  وهو يمسح وجهه بحراره قائلا...
-قولي شروطك واخلصي ياسلمي 

حاولت ان تهدأ انفاسها المتسارعه وتطرد ذاك التشتت الذي داهمها لتقول...
-لو قربت مني تاني قبل الجواز اعتبر مفيش حاجه بينا ودا اول شرط

ابتسم بحلاوه ليقول عابثا...
-موافق

رفعت حاجبيها بعدم راحه لتقول...
-هتسيبني اخلص الكليه وابني كيان لنفسي

جاراها في شروطها ليقول...
-موافق

همست بصوت جاد...
-هتنقل شغلك كله في بورسعيد لاني مش هينفع لما نتجوز انا ابقا في محافظه وجوزي يبقا في محافظه تانيه

لاح العشق علي وجهه بوضوح ليهمس..
-وانا كنت هعمل كدا من غير ماتقولي بس افرضي منفعش انقل

-ممكن انا اجي معاك ياايمن
بس عندي اهم شرط ياايمن

امسك يدها واعتصرها بين كفيه هامسا...
-قولي ياروح ايمن

ابتسمت لتقول بتلاعب..
-عايزه فترة خطوبه سنه
عشان نتعود علي بعض وندرس بعض كويس

رفع حاجبيه بعتراض قائلا...
-نعم ياختي سنه

دلف عمر الي الصالون ونظر له بحده ناريه...ليترك ايمن يدها علي مضض قائلا...
-ناقصاك انتا كمان

جلس عمر جوار شقيقته معانقا اياها...
-اممم ها ايه رآيك

-نظرت الي ايمن رافعه احد حاجبيها بمعني."ماقولك"
ليقول ايمن بمضض..
-اختك عايزه خطوبه سنه ياعمر







ربت عمر علي كتفها قائلا بجديه...
-وماله..مش لازم فتره خطوبه عشان تفهمو بعض وتشوفو لو في توافق

القي ايمن لكل منهم نظرة حسره متوعدا لسلمي بأقصي عقاب 
ليقول علي مضض ...
-موافق ...






الفصل الواحد والعشرون 

تنهدت بضيق وهي تتململ في جلستها للمره الرابعه..او اكثر لا تتذكر كم تململت في جلستها لكي تنفس علي ضيقها..بينما كان الاخر يبتسم بخبث ليقول ببرائه مصطنعه.. 
-مالك ياحبيبتش مش قاعده علي بعضك ليه

نظرت له بحده لتقول.. 
-مش يمكن مش مرتاحه ياايمن لاني قولتلك مفيش داعي توصلني
او متضايقه من ضحكتك المستفزه دي

ضحك بصوت اعلي لتزيد هي من زمجرتها وأفأفتها
ليقول بدهشه مصطنعه...
-مش مرتاحه عشان خطيبك بيوصلك
ليردف بحسره مصطنعه...
-ياعيني عليا وعلي بختي خطيبتي مش رومانسيه خالص

حدقت له بذهول مشيره الي نفسها...
-انا مش رومانسيه صح
والله انتا الي اخترت...وممكن ترجع في الخطوبه

تابع القياده وهي يضحك علي ضيقها
ليمسك يدها ويقبلها بحراره قائلا....
-ولا يهمك انا هعلمك الرومانسيه

سحبت يدها قائله بنزعاج...
-مش قولتلك مش هتقرب مني قبل الجواز

نظر اليها بدهشه وهو يهتف...
-دا انا بوست ايدك...ببوس نعمة ربنا الله

-لا ومفيش مسك ايد
قالتها بحزم مصطنع

ليكفهر وجهه هاتفا بغيظ...
-لييه مفيش مسك ايد لييه
وعلي كدا مفيش بوس

حدقت به بخجل وغيظ لتقول...
-لا ولا في بوس 

عبس وهو يقول بصوت متوسل...
-ولا حتي بوسه صغيره

زفرت بيأس لتقول بغيظ...
-اقف ياايمن وصلنا الكليه..نزلني قبل ما اموت منك

اوقف السياره وهو يكتم ضحكته ليجذب يدها 
ويقبل جبينها بحنو قائلا
-بعد الشر عليكي 

 لتقول بخبث
-مش قولنا متقربش
انتا بتتلكك

نظر الي عيناها باسما بحلاوه...
-بس دي بريئه...يلا انزلي ولما تخلصي رنيلي اجي اخدك ونروح نتغدي بره

ابتسمت دون سبب لتعود الي رقتها قائله...
-ماشي سلام

هبطت من السياره وبدأت السير الي بوابة الكليه
ليتنهد هو ويقود سيارته من جديد والاغنيه التي تنبعث من مزياع سيارته تداعب اذنيه 
ليدندن معها بتنهيده...
*القريب منك بعيد والبعيد 'والبعيد عنك قريب*

وعقله يدور حول سلمي...
حبيبة صغره وشبابه...خطيبته وزوجة المستقبل
----------------------------------
يارايح للي فايتلي عيوني
سهرانا ولا داري ..أمانه اوصفله دمع عيوني طول ليلي ونهاري...أآه منك أآه مني..كل دا وقلبي الي حبك لسه بيسميك حبيب

كانت شارده تماما في كلمات الاغنيه
التي تتردد بخفوت من مزياع استراحة المشفي
مازالت تهمس لذاتها انه حبيبها...رغم رفضه لها تراه وتتمناه حبيب...تري هل مازال يبحث عنها..تري هل يندم واختشف انه يحبها...

احد ما قطع شرودها وهو يسحب احد كراسي جوارها ويجلس بأريحه...رفعت نظرها بضيق الجالس لتجده..ذاك شاهر!!

ابتسم ببشاشه قائلا..
-صباح الخير يادكتوره

رفعت حاجبيها وهي تسأل نفسها
"لماذا كلما اراه اجده يبتسم"
ليضحك قائلا....
-مش بيقولو اضحك للدنيا تضحكلك

حدقت به بتشوش لتتتعلثم قائله بدهشه
-ااا انتا ازاي

ضحك مره اخري قبل ان يرتشف من كوب قهوته الطيبه ليقول....
-اصلك بتفكري بصوت عالي

تنحنحت بحرج لتعتصر اصابعها 
ليقول وهو يبتسم بحلاوه...
-انا اعرف ناس بتفكر بصوت عالي عادي

محاولته لأزاحة الحرج جعلتها تبتسم في وجهه
ليدخل يده الي جيب البالطو خاصته 
ليبسط كفه اليها بمغلف شوكلاته صغير قائلا...
-اتفضلي

عقدت حاجبيها وهي تطلع الي المغلف
ليقول موضحا وهو يضحك بخفوت...
-دي شوكلاته مش قنبله

انفلتت منها ضحكه قصيره وهي تأخذها
فتحتها واكلتها بستمتاع ...بينما هو يراقبها بأبتسامه...
-شكلك بتحبي الشوكلاته
ابتسمت لسؤاله..ولكن سرعان ما تذكرت عندما طلبت من مسعد بعض الحلوي ومنهم الشوكلا
ليقول لها ساخرا"ايه دا انتي بتحبي الشوكلاته زي البنات اهو"

اتنظر الي شاهر بحده قائله...
-انا بنت والطبيعي اني احبها زي البنات

جعد وجهه من نبرتها الحاده ليقول بهدوء...
-انا عارف انك بنت!! وبعدين مش البنات بس الي بتحبها عادي كل الناس بتحبها

انزلت عيناها ارضا لتشرد من جديد
بينما شاهر وقف بهدوء وهو يسترجع ابتسامته اللطيفه...
-جه وقت الشغل..يلا نهار سعيد يادكتوره

ثم التفت وكاد ان يتحرك لولا جملتها الخافته وكأنها رجعت تسأل نفسها"نهاري سعيد! الدكتور دا قديم اوي"

التفت لها وهو يضحك محاولا كتمانها ليقول...
-ولا تزعلي....نهارك فل يادكتوره

رفعت نظراتها اليه بحرج اكثر قائله وهي تقف هي الاخر....
-امممم رايحه اكمل شغلي وكدا

سارت من امامه وهي تحدث نفسها...
-ماشاء الله ودانه...قمر صناعي

سمعت ضحكته من خلفها من جديد
لتضرب جبينها وتسرع حيث عملها

بينما ابتسم بلطف هامسا...
-غريبه بس لطيفه

ليصله صوت صديقه من خلفه قائلا بخبث...
-اوباا من دي الي لطيفه ياشاهر

نظر له شاهر لثوان..لينفجر ضاحكا بينما الاخر يحدق به بذهول ليقول شاهر محاولا التماسك...
-لا وكوليرا كمان

ثم تابع طريقه وهو يقهقه تاركا زميله يتطلع اليه وهو يضرب كف علي الاخر قائلا...
-قبل ما يخش تخصص اطفال كان زينة الشباب
ياعيني عليك ياشاهر
------------------------
تنهدت لين بتعب وهي تحاول ان تطعم عليا
وكالعاده محاولات بائت بالفشل...لم تكف دموعها عن التوقف او دهشتها التي تبديها كل دقيقه
ربتت لين علي كتفها قائله....
-ياعليا العياط مش هيفيدك بحاجه..محمد اكيد مكنش في وعيه لما قال كدا

نظرت لها عليا ببكاء قائله...
-محمد من ساعة ما رجع من السفر وهو غريب يالين
نظراته كلامه حزنه...بس انا مكنتش بدقق
لما عرفت انه مش اخويا مصدقتش
مصدقتش الا لما جبت التحليل
محمد كان بيتكلم بجد يالين
كل دا مكنش باصصلي اني اخته








ودا الي واجعني اوي..لما كان بيحضني مكنش بيحط في عقله ان دا حرام..حتي تفكيره فيا كدا حرام...
صمتت ثوان لتكمل ببكاء اكثر
-ماوجعنيش انه مش اخويا
اكتر ما وجعني كلامه وتفكيره المجنون

تنهدت لين لتقول بحيره...
-طب هو الدين بيحرم انه يحبك ياعليا

مسحت عليا عيناها قائله بصوت مهزوز...
-لا يالين مبيحرمش..بس انا مستحيل اقدر اغير نظرتي ليه..انه اخويا الكبير مش هقدر اغير نظرتي ولا نظرة المجتمع

امسكت لين يدها قائله بثبات...
-اقعدي معاه ياعليا واقنعيه بكلامك
ومحسسهوش انه غلط...لان الغلط الحقيقي من باباكي ومامتك

حدقت عليا امامها بشرود هامسه...
-الغلط عندهم فعلا هما السبب
ثم وضعت يدها علي وجهها هامسه ببكاء...
-انا اخدت ذنوب كتير يالين..كل حاجه كنت بعملها مع محمد علي انه اخويا كنت باخد ذنبها

دمعت عين لين شفقه علي رفيقتها لتردف مهدئه اياها...
-بس انتي مكنتيش تعرفي صح
انتي مكنتيش تعرفي انه مش اخوكي حقيقي
يبقا مأخدتيش ذنب

رفعت عليا رأسها اليها لتقول...
-وانتي ايه عرفك اني ماخدتش ذنب

-سمعت بابا قبل كدا بيقول ان احنا بناخد الذنوب لما بنعمل حاجه حرام واحنا عارفين انها حرام
بس انتي بردو اسألي عالم دين في حاجه زي دي

حركت عليا رأسها بأيجاب 
لتقول لين بأبتسامه حانيه...
-قومي نروح الجامعه..او تيجي معايا الاوبرا
قعدتك وحزنك دا مش هيرجعو الزمن ورا

نظرت لها عليا ثوان لتقول...
-سمعي نفسك الكلام دا انتي كمان

كادت لين ان ترد علي جملتها
ولكن قاطعها صوت الهاتف لتلتقطه من حقيبتها وتري اسم المتصل..عقدت حاجبيها لترد
بينما وقفت عليا لتأخذ ملابسها من الخزانه...
-الوو

-ايوا يالين...ازيك

-الحمدلله كويسه ياشريف
انتا عامل ايه

-انا كويس بردو...صحتك بقت تمام!!

ابتسمت لين بسخريه وهي تغمض عيناها قائله ..
-صحتي كويسه جدا

تنهد بقوه قائلا...
-لين لازم نتقابل..في كلام لازم تعرفيه مني
وتسمعيني

-تمام نتقابل الساعه ٦في الكافيه الي عند الاوبرا

-تمام هكلمك الساعه ٦ سلام

اغلقت الهاتف بينما عليا واقفه امامها عاقده حاجبيه لتقول...
-مالك بتكلميه وانتي قالبه وشك كدا ليه

ابتسم لين ساخره لتقول....
-هو انتي فوقتي عليا ولا ايه
البسي خلينا نلحق محاضرة الساعه٢

دلفت عليا بملابسها الي المرحاض
بينما حدقت لين في خاتم خطبتها
وظلت تحركه يمين ويسار في اصبعها
حتي خلعته تماما ووضعته في حقيبتها بحزم
-------------------------------------
صراخ الطفل جعله يغمض عينيه ثوان محاولا الهدوء والسيطره علي غضبه ليفتح عينيه ويبتسم ابتسامه واسعه مصطنعه قائلا...
-طيب تاخد كيك جواها شوكلاته...ولا بونبوه

اتجه شاهر الي المكتب الصغير وفتح الدرج ليخرج مربع شوكلاته صغير ويتجه للطفل
صمت الطفل ثوان وهو يحدق في الكيك ه مطولا وكأنه يتأكد ان ذاك الرجل محق
استغل شاهر صمت الطفل وهو بين يدي امه
ليشير الي والدته ان تنزل بنطاله ببطئ

ليرجع الولد يلتفت وهو يبكي وينظر الي شاهر ووالدته بخفوف...ليبتسم شاهره قائلا...
-ايه متخافش دا انا كنت بجبلك مصاصه

اتجه الي المكتب مره اخري ليجلب "المصاصه"
ويعطيها للطفل بينما بدأ الطفل بتناول الكيك وهو يتنهنه ليشير لوالدة الطفل 
ثوان وكانت الحقنه غرزت في مؤخرة الطفل
وخرجت بنجاح...ليبتسم شاهر براحه
بينما صرخ الطفل بقوه 
ليحمله شاهر هامسا...
-معلش معلش خلاص راحت الحقنه راحت

اعطاه الي والدته قائلا وهو يشير الي "المصاصه"
-خديها منه شيليها...ومتأكلهوش ولا تشربيه اي منتجات البان ولا شوكلاته لحد ما السخونيه تنزل
ويبقا في ايدك فوطه مبلوله كل شويه تمسحيله ايديه ورجليه ووشه والدوا كل يوم قبل الاكل

ثم امسك قلمه وبدأ بكتابة دواء للطفل
حركت والدة الطفل رأسها بأيجاب قائله
-شكرا يادكتور








تنهد الطبيب باسما العفو
لتخرج المرأه بطفلها الذي مازال مطلقا سفونية البكاء ويحدج شاهر بنظرات باكيه

جلس شاهر واضعا رأسه علي المكتب قائلا بتعب..
-كأن اطفال البلد كلها عيانين انهارده

ثم وقف وخرج من غرفة الكشف الي المرر
ليسمع صوت صراخ أتي من بعيد
صراخ امرأه...تحمل جسد بين يديها وهي تصرخ بقوه وتبكي وجوارها رجل وفتاه

بينما كانت روان تسير امامهم ولكن صوت الصراخ جعلها تلتفت لهم لتنظر لها السيده باكيه بنهيار...
-الحقيني يابنتي...ابني عربيه خبطته دماغه شكلها اتفتحت ومغم عليه

ركض شاهر الي المرأه ليأخذ الصبي من يديها بينما اخذت روان مهمة تهدأتها دلف شاهر بالطفل سريعا ووضعه علي فراش الكشف وهو يتفحص فتح رأسه ...ارتدي القفاز الطبي سريعا وبدأ في تعقيم الجرح اولا...اقتربت روان منه قائله...
-ممكن فقد وعيه من الخضه

ليقول شاهر بجديه وهو ينظف رأس الصبي...
-هخيط الجرح وبعد كدا نعمله اشعه علي دماغه
لا يكون في كسور او اي ضرر

اتجهت روان الي العلبه الطبيه وجلبتها الي شاهر
ليبدأ بتخيط الفتح في رأس الصبي 
بينما نواح والدته يتعالي وهي توبخ الفتاه....
-انا غلطانه اني بعتهولك..بقا كدا تسبيه ينزل وتخبطه عربيه...ياحبيبي يابني

اقتربت روان منها قائله بجديه...
-اهدي ياامي ان شاء الله يبقا كويس

انهي شاهر تنظيف الجرح وهتف الي روان...
-دكتوره نادي الممرضه تجيب التورلي عشان الاشعه

قامو بأجراء الاشعه الي الصبي واتضح انه لا يعاني كسور مجرد خدش وفتح في منتصف الرأس
بعد ساعه من الفحوصات ومحاولة افاقة الصبي التي نجحت..جلس شاهر علي الكرس مغمض عينيه بتعب هامسا....
-يوم طوييييل

ثم فتح عينيه ليري روان جالسه علي الكرسي امامه وهي تمسد رقبتها بتعب مغمصة العين هي الاخري. ..."جميله" لاحت تلك الجمله علي عقله ليبتسم وهو مازال يحدق بها

لتفتح عيناها وكادت ان تقول شئ الا ان تأمله المبتسم لها جعلها ترفع حاجبيها قائله...
-ايه!!

اتسعت ابتسامته قائلا...
-ايه انتي

ابتسمت علي ابتسامته وغرابته لتقف قائله...
-انا هروح اشوف شغلي

ليقف هو الاخر قائلا...
-شغل ايه انا لو مشربتش قهوه تشيل الصداع دا هموت...تعالي نشرب قهوه الاول وروحي علي شغلك

ضيقت عيناها وهي تربع يدها ناظره اليه
ليضحك بخفوت قائلا....
-من قبل ما تفكري ايوا بتلكك يلا

سار وتبعته...ولم تعلم لما تبعته حتي
----------------------------------
جالسه علي احد الطاولات وهي تنظر حولها بشرود تتوقع حديث شريف المماثل لحديثها...نظرت الي هاتفها وهي تتنهد بسأم من الانظار
ليصلها صوته معتذرا قائلا...
-اسف اتأخرت عليكي

اعتدلت في جلستها قائله...
-ولا يهمك...ازيك

نظر اليها بملامح مقتضبه...
-الحمدلله...حمدلله علي سلامتك

-الله يسلمك...موضوع ايه ياشريف

تنحنح ليقول بهدوء...
-لين انا اسف لغيابي الفتره الي فاتت بس دا كان بسبب ابوكي..وتهديده ليا

عقدت حاجبيها بدهشه قائله...
-بابا هددك...امتا وليه

-امتا..دا يبقا من اسبوع تقريبا
وليه..لان انا عندي صاحبه ليا بتمر بظروف صعبه وانا واقف جنبها بحكم اني صاحبها ابوكي لما عرف اتلككلي وقالي اني لو مقطعتش معاها هيقولك اني بخونك معاها

حدقت به مشككه...
-وبابا هيقولك كدا ليه ياشريف

-معرفش يالين بس..انا مش عايز علاقتنا تتأثر بكلام ابوكي او غيره

انهي جملته وهو يمسك يداها
لتسحبها قائله...
-ومقولتليش ليه ساعتها!!

توتر ولكن اخفي توتره قائلا....
-كنت محتاج افكر يالين اعمل ايه
لين انا بحبك ومقبلش حد يبوظ الحب الي بينا

اخذت نفس عميق قبل ان تقول بهدوء...
-شريف احنا محتاجين وقت عشان نعيد تفكير في ارتباطنا دا تاني

عقد شريف حاجبيه من طريقتها في الحديث ليقول
-نعيد تفكير في ارتباطنا!!
لين متخليش ابوكي يسمم دماغك من ناحيتي







رفعت نظراتها الحاده اليه قائله...
-اياك تتكلم علي بايا بالطريقه دي لا انتا ولا غيرك
ابويا دا الي وقف وبقا جنبي في الوقت الي احتاجتك فيه وانتا مكنتش جنبي فيه ياشريف
وبابا مجابليش سيرة الموضوع دا اصلا

جعد وجهه قائلا...
-يعني ابوكي مقالكيش علي الموضوع دا!

-لا مقالش

-امال عايزه تعيدي نظر في الموضوع ليه
القي جملته ساخرا

وقفت وهي تمسك حقيبتها قائله بجديه...
-عشان انا مش مرتاحه ياشريف 
ومش هقدر اتقدم خطوه معاك طول ما انا مش مرتاحه...فا محتاجه افكر شويه في ارتباطنا

وقف هو الاخر ليقول بجمود...
-براحتك يالين فكري براحتك

ثم تركها ورحل ظلت تنظر الي خطواته وتصميمها علي التفكير جبدا يتزايد

خرجت من الكافيه هي الاخري
وظلت تسير حتي وصلت الي البحر ونسمات الهواء تاره تداعب خصلاته وتاره ملابسها...الي ان وقعت عيناها علي ذاك الجالس في السياره ويتطلع اليها بهدوء...لتهمس ساخره.
-ايه هيخدرني تاني ولا ايه
عندما التقت عيناهما ظلوا يتطلعو الي بعضهم لثوان حتي هبط من السياره واتجه اليها ليقف جوارها قائلا
-ازيك يالين

حاولت اصطناع الابتسام ولكن فشلت لترد التحيه بخفوت قائله.
-الحمدلله تمام

صمت دام لحظات لتقطعه هي عازمه علي وجعه..
-ايه كنت عايز تخدرني ولا ايه

ليكمل وغصه متجمعه في حلقه بمراره ليكمل...
-وكنت ه

كاد ان يكمل ولكن صمت 
لتلتفت اليه بعيون دامعه لتقول.  
-عارفه بردو

كان يتطلع اليها بشوق وحنين جارفين
مشبعا عينيه بتفاصيلها ليهمس بغير وعي...
- وعارفه بردو انك وحشتيني

هبطت دمعه علي وجنتيها.لتهز رأسها بلا
اقترب منها بشوق لينحني اليها ليحكم يده حولها معانقا اياها بقوه وهو يستنشق رائحتها المحببه اليه هامسا بحراره...
-لييين







كانت تتوقع من نفسها صفعه او تبعاده عنها
ولكن احكمت يدها حوله هي الاخري واغمضت عيناها بصمت...كان في حاجه لكي تعانقه
وهي كانت اشد الحاجه منه

وكأنها حيه تجعله يقترب منها
لتلتف حوله وتقتله حبا...

طال العناق وازدات حرارة الاشتياق
ليبعدها عنه وهو ينظر اليها مطولا وكأنه لا يصدق نفسه...لا يصدق انه يعانقها وهي كامل وعيها وتبادله عناقه ذاك 
ظل يتحسس وجهها وخصلاتها
يقبل جبينها تاره وعيناها تاره وهو يهمس بشتياق وعواطف جياشه..
-وحشتيني يالين وحشتيني

يعلم انه يخالف عقله وعهوده الي نفسه يعلم انه يحرق نفسه بيديه ..ليجدها تبكي بصوت وهي تشتت عيناها بعيد عنه
ليهمس بقلب ملتاع معذب...
-بتعيطي ليه بس يالين

ازاد نشيجها ليبتعد عنها وهو ينظر اليها بقلق قائلا..
-طيب قوليلي في ايه ياحببتي

نظرت اليه بحده هاتفه ببكاء
-متقولش حبيبتي محدش يقولي حبيبتي

ربت علي كتفها بحنو...
-طيب مش هقولك حاجه بس مالك

جلست علي الرمال وهي تزيد من بكائها قائله بتشتت...
-فيه اني لا بقيت فاهمه نفسي ولا فاهمه حياتي ولا فاهمه اي حاجه 

جلس جوارها لتتابع وهي تنتحب اكثر...
-مبقتش عارفه احدد شعوري نحيتك..لا عارفه انا بحبك ولا مبحبكش..ولا عارفه انا بحب شريف ولا لا ولا عارفه انتا رجعت تاني ليه ومشيت ليه اصلا
كلكو مستنين متي رد علي كلامكو وانا نفسي مش عارفه انا عايزه ايه







امسك كفيها قائلا بحنان اعتادت عليه في صغرها...
-طيب اهدي ...انتي عايزه تفهمي صح!

نظرت اليه بعصبيه وبكاء..
-ايوا

مرر يده علي رأسها بهدوء قائلا...
-اقعدي مع نفسك وتخيلي ان الشخص الي بتفكري فيه ومحتاره في مكانه في حياتك...مثلا بعد عنك ومعدش في اي احتمال انكم تتجمعو تاني
لو حسيتي انه مش فارق معاكي...يبقا دا مكنش له دور من الاول في حياتك...ولو حسيتي انك حزينه لو قلبك وجعك من الفكره يبقا دا له مساحه جوا قلبك

مسحت دموعها لتنظر له بجديه قائله...
-انتا بتعمل كدا!

حرك رأسه بأيجاب
لتتابع بشرود..
-وكنت بتلاقي ايه

تنهد وهو ينظر الي البحر وموجاته الهادئه...
-في كل مره بيبقا ليكي مكان جوايا
بس بردو مجبور اخرجك من حياتي

لينظر مباشره الي عيناها قائلا بنبره متهدجه..
-ومبتخرجيش...نقلت شغلي وحياتي بعيد
وبردو رجعتلك

صمتت هي الاخري لتقول بعد دقيقه
-اشمعنا انا ياعمر

تنهد بتعب وهو يلوح بيده ساخرا...
-ملقتش غيرك ولا شوفت غيرك

خفق قلبها وتخضب وجهها لتهمس بأسف...
-بس انا عمري ماشوفتك ياعمر
والغلط منك انتا...انتا الي كنت بتبعد وبتخليني ابعدك اكتر...مفيش حد لما بيحب بيأذي حبيبه بكلامه وافعاله







نظر اليها وهي تنطق بكلماتها حركات يدها التعبيريه تنظر اليه تاره وللبحر تاره اخري
لتتابع وهي تنظر الي عينيه مباشره...
-والغلط مني لاني مش عارفه احدد مكانك فين

منحها ابتسامه حزينه نبعت من اعماق قلبه المتعب
ليقف ويبسط لها يده لتقف هي الاخري
ليقول ...
-يلا عشان اوصلك

اتجهو الي السياره..ليصعدو وهما محملين بأثقال الحيره والحزن والدهشه من انفسهم
محادثه قصيره جعلت قلوبهم حاله من الفوضي
تكدسة بالراحه المؤقته تشوبها انفلات مشاعر..وشعاع بسيط من الامل
ولكن الامل لماذا!
هي لا تعلم ان كانت تحبه ام لا
وهو لا يعلم سيصمد كثيرا ام سيكفر بحبها وبالحب اجمع ...



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-