CMP: AIE: رواية الفراشة الفصل السابع والثامن 7و 8بقلم روتيلا
أخر الاخبار

رواية الفراشة الفصل السابع والثامن 7و 8بقلم روتيلا

رواية الفراشة 

الفصل السابع الثامن  

بقلم روتيلا 

.

.

......جمانة .......

في غرفتها ....لازالت منتظرة ومترقبة أن يأتي والدها ويخبرها بموضوع الزواج ظلت أمام المرآة ساعة تتدرب على ملامح وجهها ومترددة هل تظهر خجلة أم رافضة أو تدعي الخوف 

 :أنا فرحانة أوي لدرجة متهيألي لما بابا يقولي هاقوم أرقص 

تضع يدها على خدها وبهمس : يا خبر أنا بقول إيه لازم أمسك نفسي شوية 

 وتذهب إلى النافذة : بس هم أتأخروا كدة ليه


........خالد ........


بمجرد وصول السيارة للبيت نزل مسرعا وصعد لغرفتة قفل على نفسة الباب وظل يدور ويدور كالأسد المحبوس 

:حرام عليهم هي مش كبش فدا .... جدتي منيرة جدتي أكيد عندها الحل

:ألو ايوة يا جدتي روتيلا جنبك 

العمة منيرة بقلق : لأ يا حبيبي خير مالك حد جرالة حاجة 

 :لأ كلنا كويسين بس في مصيبة أخدوا روتيلا 

 :أخدوها فين أنت عبيط 

 :يا سيتي انهاردة جوزوها لصقر الجارحي 

 تقف العمة وتكاد تصرخ : إيه ؟؟أنت بتقول اية فين أبوك ...فين جدك ..حصل كده إزاي .. جدك فهمني غير كدة 

خالد : اصبري اصبري يا جده أوامر جدي هو بس اللي يقولها اسمعيني 

 وحكي لجدته كل ما حدث

منيرة وهي تبكي : لله الأمر من قبل ومن بعد 

...لله الأمر من قبل ومن بعد 

خلاص يا ابني خلاص بقت مراتة 

خالد وهو يكاد يخلع شعرة من جذورة وهو يمرر يده بعنف على رأسة بقلة حيلة  : يعني إية أنا كان عندي أمل تقدري تعملي حاجة 

منيرة :لأ يا خالد خلاص أسمع كلام جدك متعرفش هايجي أمتى لها 

 خالد بحزن : لأ.. 

العمه بحكمة : طيب يا حبيبي أهدى وشوف هاتيجي أمتي روتيلا محتجانا كلنا جنبها لما تعرف 

خالد بحسرة : حاضر ..حاضر الصبح بدري هاجي مع السلامة 

: مع السلامة يا ابني


.....يوسف أما.....


يجلس مع أخوته في انتظار أبوة حزين ويشعر بتأنيب الضمير فسمعة صقر القوية كرجل أعمال وهيبتة ومظهرة عندما رأه اليوم وأيضا فرق السن لا تساعده أبدا على تقبلة زوج لروتيلا...روتيلا الأخت الصغيرة الغريبة بينهم دائماً حتى لو حاول أن يقرب منها ففرق العمر وانشغالة بدراستة كان حائل ...في ضميرة كان يتقبل جمانة فهي مناسبة لصقر من عدة وجوه أهمها معرفتهم جميعاً لرفضها أي خاطب من النجع وحبها للإنطلاق والتمرد على الحياة بالنجع يقطع التصارع الذي يدور بداخلة همسة جمال  

 : أنا خايف على أبوكم 

محمد : أنا بعت وراه حارس متقلقش 

جمال براحة : الحمد لله ....وينظر ليوسف : لما يجي الحاج مش عايزة يشوف ويسمع منك كلام يضايقة فاهم 

 يوسف : إزاي أنا حاسس إني ذبحتها لما كنت متخيل بنتك جمانة كان ضميري مستريح كلنا عارفين قوة جمانة وصلابتها حتى فرق السن مناسب ...بس روتيلا 

جمال وهو يمسح على جبينه بضيق : عندك حق..حتى انا كنت شايف كده روتيلا عكسة في كل شئ 

محمد بتردد : أبو خالد جمانة كانت تعرف بالترتيبات دي ...يعني أخاف تتأثر ولا حاجة 

جمال : لأ خالص أنا كنت حريص جدا 

يوسف ومحمد : الحمد لله 

يقطع حديثهم هاتف محمد : أيوة ...أية بتقول إية ..فين__ ينظر لأخوتة بقلق: 

 .....بسرعة قوموا الحاج في المستشفى

.......في المستشفى......


وأمام غرفة الحاج يقف صقر وعمر 

عمر : غريبة أنت عرفت إزاي 

 صقر : لما شفته وهو طالع ومشى لوحدة استغربت حالته غير امبارح خالص كأنه تعبان أو زعلان من اللي حصل فبعت رسالة لأمين يراقبة 

عمر : الحمد لله وصلنا في الوقت المناسب 

صقر وهو يفكر في حالة الحاج راشد وبهدوء : أيوه ..الحمد لله 

يصل أبنائه مع خروج الطبيب من حجرة الحاج 

 الدكتور : الحمد لله هو كويس دلوقتي كان على وشك التعرض لأزمة قلبية لكنكم جبتوه في الوقت المناسب فقدرنا نسيطر عليها - الحاج هايكون عرضة لإنتكاسة لو متجنبش الضغوط أي ضغوط ودي طبعا مسئوليتكم 

جمال : يقدر يخرج امتى 

 : ثلاثة أيام على الأقل علشان نقدر نقيم الوضع 

محمد : شكرا يا دكتور 

 :العفو وحمد لله على سلامته 

صقر : حمدلله على سلامة الحاج 

الجميع : الله يسلمك 

جمال : أنت جبته هنا إزاي 

 :أنا كنت رايح أزور المقابر فلفت نظري الحاج راشد وهو بيغمى علية فجبتة هنا 

 جمال بهدوء:جزاك الله خير 

يوسف بنظرة حادة : كتر خيرك - تقدر تتفضل مش عايزين نعطلك 

صقر وهو متعجب من يوسف : ابداً أحنا أهل دلوقتي 

جمال و محمد : طبعا ..طبعا 

صقر : لو حابين تنقولوه أي مكان الطيارة تحت أمركم 

جمال : لأ خالص أنت سمعت الدكتور الحمد لله طمنا 

عمر وهو يشعر بتوتر الوضع وخاصة من يوسف : طيب نستأذن احنا 

صقر : اذا احتجتم أي حاجة أتصلوا فورا -السلام عليكم 

 : شكرا وعليكم السلام 

بعد أن تحركوا بفترة ....التفت جمال بقوة ليوسف وبنبره حادة : انت اتجننت انت عايز تبوظ كل حاجة 

يوسف بغضب بالمقابل : أبوك كان هايموت وهم السبب 

 جمال يمسكة من ذراعة بقوة  : لأ أنت خلاص دماغك فوتت محتاج قلمين علشان تفوق ..يا دكتور يا محترم خلاص خلصت أنت اتجوزت أختة وهو جوز أختك والخلافات أنتهت... 

وإذا كان على الحاج فهو جبل وبكرة تشوف... 

وبعدين تعال هنا اختك يا محترم محتجالك وأنت بالذات لأنك الوحيد فينا اللي هاتكون دايما حواليها بصفتك جوز أختة ... لو أنت 

 كل ما تشوف صقر هاتتعامل معاه كدة ابسط حاجة هايعملها هايمنعها من أهلها ومحدش يقدر يلومة ..أنت عايز تحط أختك في الوضع ده

يوسف : لأ طبعا 

 :يبقى خلاص استهدى بالله واستعيذ من الشيطان 

 يوسف يغمض عينة بألم وبهمس : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


......بعد فترة ........

يستيقظ الحاج وحولة أولادة : عايز اطلع دلوقتي أنا بقيت كويس 

جمال : الدكتور بيقول ثلاثة ايام 

 :لأ .. لازم نحضر العزا 

محمد : يا بابا بكرة بس 

الحاج راشد وهو يقرن الكلام بالفعل ويتحرك لينزل من السرير : كلمة واحدة يا تطلعوني يا اطلع لوحدي 

يوسف وهو يعيدة مكانة بهدوء : لحظة ..لحظة أنا هاروح أجيب الدكتور ونشوف 

 وبعد فترة وتصميم من الحاج يستسلم الطبيب ويخرجهم على ضمانتهم مع مجموعة من التعليمات والعلاج

....في المساء وبعد تقديمة واجب العزاء

.... في بيت الحاج راشد...... 

نائم في غرفته يحيط به زوجتة وأولادة وأحفادة 

جمال : كفاية كدة يا حاج نسيبك تنام وتستريح 

الحاج : لأ لحظة 

عايز أقولكم حاجة الأول وبعد كدة أخرجوا 

الجميع : خير يا حاج 

:انهاردة تم الصلح مع الجارحي وعلشان نوطد الصلح زوجنا لميس أخت صقر ليوسف أخوكم 

وجوزنا.... ويصمت قليلا يأخذ نفسة  

جمال : يا حاج كفاية كلام كدة تعب عليك 

الحاج : لأ ..لأ الحمد لله.....ثم يكمل حديثة  

وزوجنا روتيلا لصقر ....

اسمعوني كويس محدش هايبلغ بنتي... أنا بنفسي اللي هابلغها -أنا بنفسي 

 أم جمال بعصبية  : إمتى يا حاج يعني هاتسافر وأنت تعبان كده ولا هاتقولها بالتليفون ريح نفسك وخلي حد من الولاد يقولها...يعني هي هايجرالها إيه لما تعرف أكيد هاتموت من الفرحة هي كانت تطول 

 الحاج بحدة وعصبية : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يعني هو إنتِ مفيش فايدة فيكي خليتها تبعد عنك برده مش مسلماها من لسانك ....أنا كلمتي مش هاتنيها واللي عايز يخالفني يتحمل اللي يجرالة 

جمال : خلاص يا حاج والله متزعل نفسك يالا يا جماعة سيبوا الحاج يستريح 

وخرجوا جميعا كل واحد مع أفكارة.... 

 الحاج راشد يريح ظهرة للوسادة خلفة : جمال أنا فعلا مش هاعرف أسافر وهي أنهاردة الصبح قالت ليا أخر امتحان يوم الأحد يعني قبل يوم واحد من الفرح فأنا عايزك بكرة ترتب أن أخواتك يسافروا مع خالد يقولوا لعمتك تجهز ليها جهاز سريع ويوسف يحطلها المهر وكمان زيهم من عندي في حسابها 

بس ميعرفوهاش حاجة يجبوها على طول على هنا أول ما تخلص فاهم 

 :فاهم يا حاج بس مش الأفضل انها تعرف من بدري 

:لأ ,,لأ يا ابني انا عايز اكلمها واحط عيني في عينها .. أنا مش غيري فاهم يا جمال وإلا أخاف لو قلتوا ليها أنتم مقدرش أرفع عيني في عينها تاني وأنت مترضهاش لأبوك 

جمال : ما عاش اللي ينزل عينك - قلقان ليه يا حاج روتيلا بنتك مستحيل تعارضك 

 الحاج : أه يا جمال يا ابني ما هو ده اللي قاهرني -عارف لو هاتردني ولا تتكلم وأنا أغصبها يمكن استريح بس يا حبيبتي عارفها هاتقول حاضر وتسكت 

روتيلا بنت عاقلة  جمال بابتسامة خفيفة :أدعيلها يا حاج وبلاش تقلق عليها 

:فكرتني أنا كلمت الشيخ سالم هايجيلك بكرة أنا بلغتة يشوف البيوت المحتاجة وعندهم بنات بتتجهز يساعدهم بمبلغ يجهزهم بمناسبة جواز روتيلا 

جمال يضحك : وجواز يوسف 

الحاج بإصرار: لأ ..قوله روتيلا فاهم ده وعد وبنفذة 

جمال : المبلغ في حدود كام يا حاج 

 :مفتوح الله يرضى عليك 

 :إن شاء الله


........جمانة .......


من بعد خروجها من غرفة جدها وهي جالسة أمام المرآة على نفس الوضع بدون نفس ... ساعة أو أكثر...تريد أن تتحرك حتى تستيقظ من الكابوس الذي طبق على أنفاسها ...ولكنها تشعر بإنها مقيدة 

:إية اللي حصل هم قالوا مين هايتجوز... 

تقف وتدور في الغرفة أنا سمعت اسمي ولا اسم روتيلا 

أنا سمعتهم بيباركوا لعمي يوسف صح ...لكن  هم كمان باركوا ليا ولا لأ 

لأ ...أنا هاطلع أسألهم برة 

اتجهت لباب غرفتها ووقفت أمامة فترة ثم إنهارت على الأرض تبكي وتبكي وتبكي 

 :أه ....أه ....روتيلا ..روتيلا كل حاجة روتيلا واخدة كل حاجة جدي وعمامي وجدتي منيرة حتى أخويا الوحيد... مخلينها على راحتها سفر وفسح وأنا مسجونة هنا حتى اللي كنت بحلم يخرجني من هنا كمان أخدتة 

أنا زهقت خلاص زهقت 

بس لأ 

تقف جمانة وتمسك هاتفها :لازم أحرق دمها زي دمي ما هو محروق 

جمانة وهي تمسح على وجهها بعصبية : ألو هاي عمتي 

 :السلام عليكم جيجي أخبارك حبيبتي 

 :تمام ...صحيح أنا كنت عايزة أقولك أخر أخبار النجع 

 :جمانة لو كانت أخبار تغم زي المرة اللي فاتت مش عايزة أعرفها 

 :لأ خالص ..ده بيقولوا صقر الجارحي اتجوز بنت عمة أصلها كانت مخطوبة له من زمان بس كانت بتأجل لأنها عرفت أنه بيتجوز عرفي أصل البلد كلها عارفــ

تقاطعها روتيلا بحدة : جمانة ..جمانة ...بس ..بس خلاص متكمليش 

الأخبار دي تهمنا في إيه وبعدين بجد كده حرام اللي بتعملية احنا كتير نبهنا عليكي 

جمانة بعصبية لم تستطع كبتها : إنتِ بقى اللي هاتعلميني 

 :إيه المشكلة لما انبهك 

 :لأ صدقتي نفسك صحيح فاكرة نفسك شيخة بالكام جزء اللي حفظاهم 

روتيلا بصبر وهدوء : خلاص حبيبتي اقفلي دلوقتي ولما تهدي نتكلم 

 :لا بعدين ولا قبلين أنا معتش عايزة أكلمك خالص ....وتغلق الخط


.......عند روتيلا .......


تمسح دموعها : لا إله إلا الله 

 إنا لله وإنا إليه راجعون

تدخل عمتها بعد أن تطرق على باب غرفتها وتأذن لها روتيلا : أخبارك حبيبتي 

 روتيلا تلاحظ الدموع في عين عمتها فتقف وتحضنها تستمد منها القوة عندما تواجه مشكلة : الحمد لله ..ماما حبيبتي مالك إنتِ كنتي بتعيطي 

العمة وهي تمرر يدها على خد روتيلا : لأ بقى إنتِ اللي كنتي بتعيطي 

روتيلا : هاقولك 

وحكت لها على مكالمة جومانة العجيبة 

العمة في نفسها : لأ والله جمانة مش خالية أكيد كانت عارفة بالاتفاق الأول 

روتيلا تلاحظ سرحان عمتها : ماما منيرة خير مالك 

 العمة لشئ في نفسها : لأ يا حبيبتي معاكي بس مستغربة شوية اللي أنا أعرفة عن صقر إنه ما شاء الله عليه أخلاق وثقافة عمرنا ما سمعنا عنه حاجه وحشة 

تضحك روتيلا : ماما أنا بقولك على أسلوب جمانة تقومي تكلميني عن صقر 

العمة : لأ يعني أنا بقول الصدق 

 :مش مهم يا ماما قوليلي أعمل ايه مع جمانة 

 :ولا حاجة سيبك منها وإنتِ أمسكي نفسك كده عايزاكي جامدة مش كل حاجة تعيطك وتزعلك 

 روتيلا تنهي الموضوع لأنها لاحظة أن عمتها تناقش معها كل شئ ما عدا الموضوع الأصلي وهو عصبية جمانة : ماما منيرة خالد متصلش بيا وكمان قافل الموبايل 

 :هو خلاص قال هايجي الصبح 

 

وتقف العمة لتخرج : شوية والعشا يكون جاهز


....... أما في القاهرة.......


أم صقر تجلس مع أولادها تشعر بالإرتياح فسيف الثأر الذي كان مسلط على رقاب أبنائها ذهب بلا رجعة : أخيرا الحمد لله قلب الواحد اطمن - بس يا صقر كان نفسي الزفاف يتأخر شوية يعني علشان نجهز جناحك وأختك تجهز نفسها للسفر 

صقر بعدم اهتمام : مش مهم كل حاجة تتعمل بعد كده على مهلها 

سارة بفرحة : صح يا مامي حتى علشان العروسة تختار بنفسها 

صقر باستهزاء : أيوة صح خليها تيجي تجهزه على مزاجها 

لميس : مامي أنا حجزت ويدنج بلانر هايلة هاتخلص كل حاجة بسرعة 

صقر : خير يا لميس يا حبيبتي الودينج بلانر هاتصمم الفرح فين 

مي : انا اقترحت عليهم يعملوة هنا علشان مفيش وقت لحجز فندق 

 تضحك الأم وصقر تحت أنظار البنات المتعجبة

صقر : من نفسكم كدة من غير ما تعرفوا أي تفاصيل مثلا 

لميس : تفاصيل إية المهم الفرح يوم الأثنين 

 صقر : طيب يا حبايبي الفرح في النجع و هايكون بس عزومة عشا في بيت العريس ويروح يجيب عروستة فقط لا غير ,,سمعتوا 

تقف لميس بغضب : إية !! مستحيل أنا لميس الجارحي تتجوز كدة مستحيل 

 صقر يعتدل بجلستة و بحدة وهو ينظر لأختة : اقعدي ..كويس أوي أن احنا كلنا موجودين علشان أقول للميس كلمتين وانتوا اشهدوا عليهم... 

لميس النسب اللي بينا وبين عائلة الشيخ مكنش غرضة وصل الأحباب لأ 

 النسب كان غرضة الصلح ووقف الدم بين العيلتين ... بمعنى إنتِ عليكي مسئولية كبيرة لإنجاح زواجك لأن مفيش فية رجوع لأنك لو معملتيش مع جوزك حياة سعيدة وبيت سعيد إنتِ الوحيده اللي هاتخسري ,فهمتي ..يعني متجيش في يوم تقولي عايزة اتطلق  يا صقر  لأني مش هاسمحلك ولو أنا سمحتلك العايلة مستحيل تسمحلك.... يا ريت تكوني فهمتي 

.........

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵

الحلقة 8 

.

.

 ......الأسكندرية......

.

اليوم الأحد ..طوال الايام السابقة وأنا ألاحظ توتر الجميع حولي ...عصبية خالد والتصاقه المبالغ فيه نحوي عين محمد التي تهرب من الإلتقاء بعيني .. لكن الأعظم بالنسبة لي هو يوسف الأخ الذي أهابه وأحترمه لا استطيع أن أتخيل أن يتصرف نفس تصرفاتهم بل أكثر ...اخبروني إننا جميعا سنعود للنجع بمجرد انتهاء الإمتحان   وبالرغم من سعادتي المتناهية إلا إنني أشعر بالخوف ولولا اتصالي بوالدي يوميا كنت قلت إن به شيئ  

عمتي طول الوقت ومعها محمد تشتري لي أشياء كثيرة  وعندما سألتها عن السبب وأبديت تعجبي من كثرتها وتنوعها  

قالت لي وهي مخنوقة بالبكاء : إنتِ بقالك كتير مروحتيش النجع لازم تنزلي ليهم عروسة

 

عروسة! لا أتخيل نفسي عروس الأن كل أحلامي تنصب على إنهاء دراستي الجامعية ثم الدراسات العليا بألمانيا كما وعدني أبيه يوسف أما حلمي الأخر فهوإقناع والدي بالإقامة معة ..أحياناً أشعر بأنة يبالغ بحمايتي وأحياناً أقول لنفسي نعم هو لدية كل الحق وما بين الشعورين أعيش أنا بغربة 

 

خالد ومحمد في انتظار روتيلا خارج الكلية للإنطلاق للمطار مباشرةً 

محمد ينظر لخالد الذي يمسك بمقود السيارة بقوة أحياناً أو يخبط رأسة به أحياناً 

: يا ابني حرام عليك إهدى شوية 

خالد بغضب مكتوم : مش متخيل المهزلة اللي إحنا عايشين فيها دي ولا متخيل روتيلا مع راجل زي صقر 

ينظر محمد للخارج فيلمح روتيلا قادمة بهدوء ناحيتهم: هدي خلاص وصلت بلاش تقلقها خليها على الأقل تسافر وهي مستريحة متنساش إنها بتخاف من ركوب الطيارة 

: حاضر ...ربنا يستر  

 :السلام عليكم 

 :وعليكم السلام 

خالد : عملتي ايه 

روتيلا : اطمن الحمد لله أنا لازم أجيب تقدير أعلى منك علشان أنا اللي أختار هانسافر فين 

يحل الصمت في السيارة تلاحظه روتيلا وتتأكد بينها وبين نفسها أن الوضع غير مطمئن 

روتيلا بهمس:يارب بابا يبقى كويس وكل حاجة بعد كده تهون


.......لميس.......


كانت دائما على اتصال بيوسف سعيدة وهو أيضا معها كان ينسى كل شئ قالت له أنها ستقيم حفلة في القاهرة لكنه رفض فالظروف التي تمر بها أختة جعلتة يصر على الأقل على الحفاظ على مشاعرها بأن لا ترى مظاهر فرح ستكون بعيدة كل البعد عنها ...ولكن لميس تصر وبمحايلة 

 :حبيبي اصحابي عاملين رسيبشن صغير لينا ودي فرحة العمر ارجوك مترفضش أول طلب ليا 

يوسف راضخا ومؤكدا لها : أوكي حبيبتي علشان خاطرك بس لو سمحتي إلتزمي في اللبس والحفلة  

 : طبعا ...طبعا 

 تركت لميس إعداد الحفلة الصغيرة من وجهة نظرها لمي والودنج بلانر وسافرت مع سارة وأم صقر للنجع


.......أما صقر........


دائما مشغول ومرتب لجولة مكوكية لأنحاء أوروبا تستغرق على الأقل اسبوعين الجولة مرتب ليها من قبل لعقد صفقات مهمة ولم تكن لدية أي نيه في تعديلها وفي هذه الجولة ستكون معه زوجتة العرفي سمر

:انت مفيش فايدة فيك يعني تتجوز انهاردة وتاني يوم تسافر لأ كمان واخد معاك مراتك التانية 

يضحك صقر : إيه يا بني كنت واعدها من زمان وبعدين السفرية مهمه ومش ممكن أأجلها لأي سبب 

عمر بتردد: مش كان الأفضل تاخد بنت الشيخ 

ينظر صقر لعمر طويلا ولا يرد علية 

عمر : إيه مالك أنا قلت إية غلط وبعدين تعالى هنا أنت لسه معرفتش أسمها 

صقر: أيوةعرفت وثيقة الجواز وصلتني 

 :إيه ؟؟؟

صقربهدوء : روتيلا 

عمر : إيه !!أول مرة اسمع الاسم ده 

صقر بابتسامه جانبية : لفت نظري وبحثت عن معناه طلع الفراشة الصغيرة 

يضحك عمر : حلو اسم جميل .....بجد يا صقر ليه متخدهاش معاك ؟

صقر بجدية : لعدة أسباب لازم البنت تعرف من الأول أن ترتيباتي عمري ما بغيرها وشغلي أولا 

ثانيا مكنتش فاضي الأسبوع اللي فات اعملها جواز وتاشيرات بعدين بعدين 

عمر : على بركة الله ....بصراحة ربنا يصبرها عليك 

 يضحك صقر عاليا : ماشي ..ماشي


...........بيت الحاج راشد ..........


الكل كان على أهبة الاستعداد فأم جمال سعيدة بزواج ابنها حبيبها يوسف 

وأم خالد أيضا سعيدة مرددة: المهم بنتي ما تبعدش عني 

 وقابلت خبر زواج روتيلا بارتياح

جمانة كانت في عالم ثاني غير- لم تتصل بروتيلا بعد أخر اتصال وأيضا ترفض تلقي اتصالتها المتكررة عليها 

وبالنسبة للإشاعة التي وصلتها 

:هي كوثر اللي فهمت غلط بتقول قالوا كريمتك افتكرت إنتِ الظاهر متعرفش أن الشيخ له بنات تانية غير أبلة أمل 

جمانة بتكبر مزيف : إية اللي متعرفش هي بنت في السر ما الكل عارف أن جدي كان متجوز وعنده بنت 

نورا : الناس الظاهر نسيت لأننا مبنشوفهاش 

 جمانة : عادي لأنها كانت عايشة مع أمها الله يرحمها في القاهرة وبعدين بعد كده جدتي منيرة طلبت من جدي يخليها تقعد معاها في الأسكندرية ..إنتِ عارفة جدتي منيرة بعد موت جوزها ملهاش حد وجدي مرضاش يكسر بخاطرها 

نورا : أه,, أأنا برده لما قلت لماما قالت كدة 

جمانة بغيظ : ما أقولك يا نورا معلش أنا مضطرة اقفل علشان مشغولة وإنتِ عارفة بقى جواز عمي وعمتي 

:أيوة طبعا با حبيبتي وألف مبروك وعقبالك 

:شكرا يا حبيبتي مع السلامة 

 تغلق جمانة الهاتف وهي تكاد تكسرة فهي لازالت غاضبة وصبت كل غضبها هذا على روتيلا المسكينة وكأنها مسئولة عن ما حدث ولم تضع في بالها أنها الضحية الوحيدة ففي النهاية يوسف يتزوج من يحب وصقر لا يهمة الأمر

.................................................. .........

وصل الجميع وكان لقاء روتيلا بأبوها دائما قوي يأخذها في حضنة فترة طويلة ويجلسها بجانبة ولا يستطيع أحد أبداً الإقتراب منهم أو السلام على روتيلا إلا بعد فترة طويلة جدااا

اليوم حدث نفس الشئ ولكن في الأخر أخذ أبنته من يدها معه لغرفتة 

الكل كان يشاهد المنظر بصمت رهيب لدرجة أن روتيلا شعرت بالخوف والقلق

العمة منيرة توقفة : انتظر يا حاج لما روتيلا تريح شوية وتاكل لقمة 

 لم يتوقف الحاج ولم يرد عليها ودخل الغرفة وأغلقها وترك روتيلا وتوجة للخزنة وأخرج صندوق هي تعرفة جيدا -صندوق مجوهرات ناديا

جلس الحاج : تعالي يا حبيبتي اقعدي 

ذهبت روتيلا وجلست أمامه تماما

 وضع الحاج الصندوق من يده وفتحة يريها ما به ويحكي لها وهي كالعادة تسمعه وهي سعيدة وفخورة بوالدها وتقول لنفسها هذه الحكايات ستكون حكايات قبل النوم لأولادي إن شاء الله 

 الحاج راشد وهو يفتح صندوق المجوهرات بابتسامة حزينة  :أنا راجل جاد وخشن كنت معرفش في الحاجات الحريمي دي وأمك ست كانت رقيقة وبنت مدينة وتعليمها عالي.. أول هدية ليها شوفي سلسلة تقيلة ومنظرها بشع أمك بقت فرحانة بيها ولبستها شوية وبعدين حطتها هنا في الصندوق رحت أنا جبت ليها حاجة تانية .... شوفي 6 غوايش من بتوع المعلمين لو كانت لبستهم كانت ايدها اتكسرت لاقيتها عملت نفس الشئ لبستهم بردة شوية وبعدين عانتهم طيب أنا راجل عشت طول عمري وسط حريم الذهب عندهم لازم يبقى تقيل كدة بس أنا راجل مقتدر بحب مراتي وعايز أشوفها فرحانة فأخذتها يوم للجواهرجي وقلت ليها نقي 

:ليه يا راشد أنا مش عايزة حاجة أنا أغلى حاجة عندي أخذتها خلاص 

:برده نقي 

راحت لسلسلة رقيقة فيها أول حرف من اسمي واخدتها 

:كدة بس 

:أيوة 

:لأ خذي حاجة كمان 

راحت أخذت خاتم على شكل وردة شوفيه هو دة 

ضحكت روتيلا ولم تقاطعة 

:شوفي من بعديها بقيت كل حاجة أجيبها ليها بعد كده على شكل ورد 

 تضحك روتيلا وعينها بها دموع فذكريات أبيها تبهرها كانت دائما تفكر عندما أتزوج أريد زوجي يحبني مثل حب والدي لأمي .....هل يعقل إني سأجد هذا الحب 

كمل الحاج ذكرياتة مع كل قطعة :شوفي بقى المجموعة دي 

روتيلا بفرحة : دول كلهم على شكل فراشات 

يضحك الحاج : من بعد ولادتك وغيرت طريقتي بقيت كل قطعة ذهب أجيبها تبقى على شكل فراشة 

تضحك روتيلا وتقوم تحضن أبوها وتعود لمكانها 

 ليصمت أبوها ويغلق الصندوق ويعطيه لها وينظر في عينيها فترة طويلة وكأنهم في حديث صامت لكن روتيلا أرادت التأكد

بتردد وقلق : بابا حضرتك قلت الصندوق هاتديه ليا يوم جوازي 

 صمت الشيخ أعطى لها الجواب ولكنه ايضا أبعد عينه عن عين ابنته الحبيبة ولكن روتيلا شاهدت هذه المرة في عينة شبة دموع تتجمع في عين والدها 

روتيلا في نفسها : مستحيل ..مستحيل أكون السبب في دموعك 

 روتيلا بابتسامة مرتعشة : بابا ماشي . ماشي أوكي وتدخل في حضن والدها حتى لا ترى دموعة أو يرى دموعها 

 الحاج راشد بهدوء وغصة بح لها صوتة : راجل كويس أوي أعطيتك له وأنا مطمأن أنه هايصونك ...سامحـ...وكان يريد أن يقول سامحيني ولكنها فورا قامت من مجلسها وبسرعة : أوكي موافقة 

جرأة روتيلا واستعجالها ووقوفها ومحاولة خروجها من الغرفة كل ذلك تم بسرعة أمام والدها ليناديها :روتيلا  


ظلت مكانها ناظرة للأرض بدون صوت 

:تعالي يا بنتي خدي الصندوق

 

عادت روتيلا وأخذت الصندوق وخرجت وذهبت لغرفتها تحت أنظار الجميع وصمتهم في الخارج - حاول خالد أن يقرب لها لكنها اشارت له أن يتوقف وذهبت لغرفتها لتجد عمتها في انتظارها وفستان فرحها وهو معلق . أغلقت الباب وظلت واقفة قليلا وهي بيدها الصندوق ناظرة له فقط لم تقطع عمتها صمتها معطية لها الوقت 

 :ماما صحيح اللي حصل 

العمة منيرة ببكاء : أيوة يا بنتي  

ذهبت لعمتها وحضنتها وظلت تبكي فترة 

 :أهم حاجة بابا يبقى كويس صح 

 :وإنتِ يا رورو إنتِ كمان مهمة 

 لكن روتيلا ظلت تبكي وتردد : لأ يا ماما بابا بس ,,مش عايزة غير بابا بس 

عمتها تبعدها عن حضنها وتنظر لوجها الجميل وتمسح دموعها : رورو حبيبتي إنتِ عرفتي العريس طبعا 

حركت روتيلا رأسها بلا 

 :طيب عرفتي معاد الفرح 

أيضا حركت رأسها بلا 

سمعا خبطه على الباب: أدخل 

دخل جمال الغرفة : عمتي ممكن تسيبيني مع روتيلا شوية 

:أيوة بس الوقت ضيق يا جمال 

:معلش يا عمه شوية بس 

 تقف العمة وتقرب لجمال تريد ان توصية على روتيلا فالكل يعلم شدة جمال وعدم تفاهمة مع روتيلا بسبب فرق العمر الكبير بينهم : براحة عليها 

أومأ جمال برأسة وجلس وروتيلا واقفة أمامة : اقعدي يا رورو واقفة ليه 

 جلست روتيلا ثم قال بدون مقدمات : أنا جاي من عند الحاج دلوقتي وبيقول أنك وافقتي على صقر الجارحي صحيح 

تفاجأت روتيلا بالاسم إذاً فهي كانت كبش الفدا في مجلس الصلح سرحت مع أفكارها و لم ترد على أخوها ليعيدة على مسامعها مرة أخرى  

 :روتيلا مسمعتش ردك 

روتيلا وهي تنظر للأرض لم ترد بل لم تستطع الرد  

جمال بصوت أعلى ينبها: روتيلا 

أخيرا خرج صوت رقيق يكاد لا يسمع : أيوة موافقة 

 يقف جمال : على خيرة الله هو تم كتب كتابك مع يوسف في نفس اليوم وبكرة إن شاء الله الفرح ..مبروك وقبلها على جبينها وخرج من الغرفة

 ترك روتيلا تحاول استيعاب كمية المسلمات التي سمعتها تستوعب كونها زوجة وغداً فرحها جعل حتى الدموع مخنوقة في عينيها ولكنها ترجف وقفت تحاول أن تذهب للسرير لتغطي نفسها تمنع ارتجاف جسمها ولكنها بدل من ذلك أغشى عليها لحظة دخول عمتها التي صرخت ليأتي من في البيت أول الواصلين خالد الذي حملها ووضعها على السرير

وهكذا قضت العروسة روتيلا ليلة حنتها

هل كنتي تتصوري ذلك يا ناديا أن فراشتك الصغيرة لن يكون لها فرح قطر الندى ولا حنتها

 

........يوم الفرح...........


:حبيبتي يعني إية مش هاتلبسي فستان الفرح حتى علشان باباكي 

 روتيلا في سريرها من أمس تقوم تصلي فروضها وتعود له مرة أخرى : معلش يا ماما مش عايزة مش هاكون مستريحة..أرجوكي أنت أكيد جبتي سواريهات بسيطة هاتيلي أي حاجة منهم 

:ليه بس كدة يا بنتي فرحيني يا رورو حتى علشان جوزك وعيلته يقولوا إيه 

 روتيلا غير مستوعبة للأن موضوع زواجها : والله ما هاقدر -أرجوكي انتوا حكيتوا ليا عن جلسة الصلح وأنا تقريبا فهمت شخصية صقر العملية صدقيني مش هاتفرق معاه ....وعادت للنوم مرة أخرى

لتخرج منيرة تاركه أياها وقلبها يتقطع عليها

 

تاركه إياها مع أفكارها التي تزدحم بها رأسها .. فتاة كانت أحلامها بعيد كل البعد عن صقر الجارحي والثأر والنجع لتبدأ بالتأقلم على الوضع الجديد التي وجدت نفسها فيه  وبالتأقلم أكثر مع كل ما حكاه خالد عن مسار الجلسة وما سمعة عن صقر وأخبرتها به جمانة من قبل... و مع تقبل فكرة الزواج ككل ...لكن هل تستطيع ؟

 

.....في خارج الغرفة ......


أمل : بردة لسة مصممة 

منيرة : أيوة 

أم جمال : الناس يقولوا علينا أية 

منيرة : يقولوا اللي يقولوة محدش له عندها حاجة 

 أمل : يعني إية يا عمه إنتِ عارفة معناها وحش وبعدين تلبسة ورجلها فوق رقبتها أنتوا اللي دلعتوها خليني أقوم لها أعرفها شغلها كويس 

 منيرة بحدة : والله لو حد أتدخل ولا قال ليها نص كلمة لكون قايلة للحاج وأنتوا عارفين هايكون ردة أيه


......في الليل .....


بعد عشا الرجال في كلا البيتين جلس الشيخ وأولادة في انتظار صقر يأخذ عروستة 

 روتيلا لم ترتدي فستانها فهي في نصف النهار أغمى عليها مرة أخرى نتيجة قلة الطعام والضغط النفسي فأعطاها الطبيب مهدئ خفيف -العمة منيرة أستدعت جمال تترجاه أن يطلب من صقر أن يترك روتيلا فترة لتستطيع التأقلم على الوضع الجديد ولكن جمال رفض رفضا قطعيا مجرد ذكر هذا الطلب مرة أخرى ودخل لروتيلا وجدها سرحانة وحولها خالد ومحمد لا يتكلموا 

:اطلعوا برة وسيبونا لوحدنا 

محمد بنبرة مهدئه لجمال : جمال لو سمحت شوية صدقني وهاتقوم تجهز نفسها 

 :سمعتوا قلت إيه 

وقف محمد ليخرج بينما خالد الذي كان قليلاً ويقتل له قتيل اليوم لم يتحرك 

جمال بصوت غاضب : ولد برة 

 في هذه اللحظة انتبهت روتيلا بما يدور حولها ونقلت بنظرها بين خالد وأخوها وأشارت لخالد أن يخرج ويتركهم 

 خالد بالرغم من عصبيته وتهورة إلا إنه عند روتيلا يهدئ تماما فأطاعها وخرج

جلس جمال بجانبها وأمسك يدها البارده جدا ولاحظ ارتجافها : إنتِ بردانه أوي كده ليه ..فخلع عبائته ووضعها عليها ومسح على وجهها : أول مرة أشوفك فيها كنت عند أبويا في القاهرة غاضب وعصبي بسبب أن الحاج صمم أجي أشوفك قالي لازم تشوف أختك أنا راجل كبير والعمر معدش فية كتير ولازم تتعود تتطل على أختك وتراعيها كنت مخنوق وزعلان علشان أمي وعلشان جواز أبويا المتأخر وكمان تيجي ليا أخت في السن ده أصغر من ولادي 

 كنتي إنتِ لسه بتحبي فضلتي تقربي تحبي وتحبي لغاية لما وصلتي لعند رجلي وبعدين سندتي على رجلي ووقفتي ورفعتي راسك وبصيتي ليا فوجئت بعنيكي كانت كبيرة وخضرا ....ويضحك وهو يحرك شعرها وراء أذنها ....وعملت كدة بالضبط لشعرك كان طويل ونازل على عنيكي

 رفعتك لاقيتك باردة شوية قعدتك على رجلي وبطلقائية مش عارف جاتلي لية شديت العباية وغطيتك بيها فضلتي مستخبية جوا العباية ناحية قلبي وده والحاج كان بيكلمني عن الشغل وأنا برد علية من غير ماانتبة ليكي شوية ببص عليكي لاقيتك نايمة 

الحاج ضحك : انت الوحيد اللي عملت معاه كدة دي بتحتاج زفة علشان تنام 

نظرت له روتيلا وهي تبتسم وتمسح دموعها الخفيفة 

 يكمل جمال : لما عرفتك كويس عرفت أن الحاج كان بيقول كدة بس علشان يشدني ليكي ولكن هو معرفش إني اتشديت ليكي من غير حاجة 

 يصمت قليلا : عارفة يا رورو اللي حواليا فاكريني كنت سايب خالد معاكي بهربة من حالة التار اللي هنا بس الحقيقة - انا كنت مخلي معاكي حتة مني علشان تحميكي وابقى مطمن عليكي 

مش هاتصدقي لو قلت ليكي أنك أحب عندي من كل عيالي 

 روتيلا وهي تبتسم بحب لأخوها: عارفة يا أبيه 

 جمال بجدية : روتيلا إنتِ بجوازك عارفة إنتِ فديتي كام عايلة عارفة رحمتي كام أم جوازك حبيبتي رحم قريتين من عذاب التار حطي ده في عقلك دايما كل ما تقابلك صعوبات في جوازك إعرفي أن يكفيكي ثواب اصلاح ذات البين فاهمة يا حبيبتي 

روتيلا ابتسمت لكلام أخوها وأشارت برأسها علامة إقتناعها وموافقتها على كلامة 

 ربت على كتفها بحب  ومسح دموعها وضحك : فاكرة خالد لما كان عايز يتجوزك لما شافك وإنتِ صغيرة قال لينا أنا هاتجوز البنت أم عيون خضرا دي فاكرة قعد يعيط إزاي لما قلنا ليه : دي عمتك يا حمار 

تضحك روتيلا بشدة هي وجمال وصوتهم علا فتدخل العمة مع محمد وخالد ويشدهم المنظر 

خالد : في أيه ؟؟

روتيلا وجمال نظرا له ثم انفجرا في الضحك مرة أخرى حتى دمعت أعينهم 

وقف جمال بعد فترة ومسك الفستان : حلو أوي بس إنتِ هاتحلية أكتر 

العمة : قولها يا جمال مش عايزة تلبسة 

جمال : ليه يا حبيبتي 

وقفت روتيلا بجانبه وشاورت علية معنى عاري  

 فضحكت العمة : شوفي أنا عارفة بنتي حبيبتي علشان الوقت كان ضيق معرفتش أخليهم يقفلوه ليكي بس بصي 

وأخرجت من الدولاب كاب عروس رائع الجمال يمكن أحلى من الفستان 

 : كده هاتلبسية وهاتغطي شعرك وممكن تنزلية على وشك شوية فتغطي المكياج قولتي إية 

روتيلا تداري دموعها عنهم : خلاص موافقة وخلعت عبائة أخوها تعطيها له 

جمال : خليها يا حبيبتي معاكي 

 روتيلا وهي تعطية العبائه : بكلامك أنت دفيت ده وهي تشير لقلبها وأقنعت ده وهي تشير لعقلها

اطلقت العمة زغروتة فرحة بابنتها وخرجوا جميعا ليتركوها لترتدي فستان عرسها

                الفصل التاسع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-