أخر الاخبار

رواية خفايا القدر الفصل الثاني2بقلم الاء محمد


 
رواية خفايا القدر 
الفصل الثاني2
بقلم الاء محمد


  يجوب الغرفه ذهابًا وايابًا لا يحتمل تجاهلها ود لو  ذهب اليها وحطم تلك



 الرأس  العنيدة..  وود أن يُوضح أن ما تفوهت به صباحًا لم يكن سوي حماقات من عندها ليس أكثر لكن .. "ما باليد 





حيلة " .مازال شاردًا  بها ،هو لم يتخلي عنها كما أتهمته ..نعم لم يريد أخبارها باكرًا كي لا تحزن ..لكن ما العمل الآن ؟!!..ليقطع شروده ذاك الصوت الذي يعلن عن صول رسالة نصية قد طال انتظرها ..أسرع  بفتحها ليتفاجيء من 





محتواها "لو فاكر  أنك هتحطني قدام الأمر الواقع وتقبل بي واشطا بيس ..تبقي غلطان ، أنك تخبي وجايلي قبلها بيوم وهعديها عادي ! ..لا يا قصي وألف لا عاوز تسافر سافر مش هقف ف وشك ولا همنعك  بس انساني ياقصي ..انت من طريق وانا من طريق وتنسي انك كنت 




تعرفني ..الظاهر أن علاقتنا من الأول كانت غلط ..ربنا يوفقك في اللي جي ،بس افتكر  أنت اللي أخترت " 
وما إن أنتهي من قراءتها حتي اصبح كثور ..هائج  يُحطم كل مايظهر اامامه ويقع بين يداه ..وأصبحت الغرفة عبارة عن حُطام وانقلبت رأسا علي عقب  وكأن أحدي المعارك والحروب أنتهت لتوها ..
عمًَ الهدوء بعد فترة ..ليجلس خلف الباب لاهثًا وهو يُطلق عدة صراخات غاضبة موجوعه من يستمع لها يُقسم أن أحباله الصوتية تقطعت من شدة الصراخ ،نهض قصي بأرهاق والتقط هاتفه والمفاتيح وغادر مُسرعًا قاصدًا شقة سليم صديقه منذ أيام الجامعه .." سليم الانتيم لقصي لا يشابهان بعضهما البعض ،ف سليم لا يعرف الجد طريقًا له فهو فكاهي لأبعد حد علي عكس قصي  ..جسد مضبوط وبشرة بيضاء وعينان رمادية وشعر بني فهو وسيم كثيرًا " 
ضغط قصي علي هاتفه ليهاتف سليم وماهي الا ثوان  حتي جاءه رد سليم قائلًا : أبو قصي يا غالي كدا مش سائل فيا من الصبح  ،، اومال لو مش هنسافر الصبح سوا !!
ليجيبه قصي بحده : سليم أنا علي أخري مش فايقلك ..أنا تحت أنزل 
لم ينتظر أجابة منه فمجرد أن أنهي حديثه أغلق الهاتف ..ليتفاجيء سليم من حالة قصي ليحدث نفسه قائلًا : آه مكنش يومك يا سولي هيطلع غضبه كله عليا ،، استر يارب 
ليمر دقائق معدودة حتي هبط سليم لقصي المُرتسم عليه ملامح الغضب ..
سأله سليم بتوحس قائلًا : اي يابني الحالة اللي انت فيها دي ....مالك ؟ 
ليتنهد قصي تنهيدة حارة علها تُخرج معاها تلك النيران التي بداخله وتتأكل بجسده ..لكن لا فائدة .
ظل قصي صامتًا وملامح الجمود تكسو وجهه وبجانب عنقه ذاك العرق الذي انتفض بسبب انفعاله 





تنهد سليم علي حال صديقه عفوًا بل أخاه واكثر ثم هتف قائلًا : قصي أنت عمرك ماخبيت عليا حاجة في أي ...أتكلم ؟! 
ليبدأ قصي في سرد ماحدث علي مدار اليوم وصولًا لرسالة تولين ..
_______________________________________

نسمات الهواء تداعب خصلات شعرها وهي جالسة بشرفتها ..تحتسي قدحًا من القهوة كما اعتادت أن تفعل كل يوم بنفس التوقيت ، أغلقت المذياع ونهضت تبحث عن شيء ما ..حتي عثرت علي ضالتها لتلتقطه وتطلب بعض الأرقام منتظره الأجابة من الطرف الآخر ..لكن دون جدوي ..تكرر الأمر مرة ،اثنان ،وفي الثالثة أخيرًا أنفتح الخط لتندفع سيلين قائلة : أي ياست تولين مية سنة عشان تردي عليا ولا خلاص قصي علي طول وخدك مننا ؟!! 
" سيلين أبنة خالة تولين ليست فقط وأنما صديقتها المُقربة أيضًا ..علي الرغم من أنها تصغرها بعامين إلا أنهما مقربتان ،فكلتاهما لا ينفصلان اينما تواجدت واحدة ..تواجدت الأخري ،وعلي الرغم أن سيلين تتمتع بقدر عالي من الجمال فبشرتها بيضاء كبياض الثلج ..ذات عينين بنية وشعرها البندقي وقوامها الممشوق  وتلك الغمازات التي زينت وجنتيها  ..لكن جمالها لم يُحدث فجوة بينهما "
لم تجد سيلين أي أجابة منها سوي بعض الشهقات الخافتة ،ليهلع قلبها فتصيح بذعر : تولين أنتي معيطة ؟؟ ..في أي ؟؟ ،، خالتو وعمو كويسين ؟!!





طب متخانقة مع قصي ؟؟
عند هذا الحد لم تستطع تولين التماسك فانفجرت باكية تُخبر سيلين بكلمات متقطعة يتخللها الوجع والحزن ..
- ق..ص..يي يا س..ي..لي..ن 
لتصرخ سيلين قائلة : يابنتي اهدي كدا براحة في اي ..عاوزة افهم ؟!!
ذاك الصمت يقتل كلتاهما بالبطيء ولا ظهور لصوت تولين سوي بالبكاء .
لتتنهد سيلين بتعب ثم هتفت قائلة : طب ياتولين حالتك كدا مطمنش وبتقول الموضوع كبير ..هقفل دلوقتي اكلم حازم عشان يوصلني عندكم وهرجع اكلمك تاني بس تردي بالله عليكي ..اتفقنا !!
لتُجيب تولين بهمس يكاد يُسمع : ماشي ..
________________________________________

- انت بتستهبل ياقصي بقالك مدة عارف أنك هتسافر ولسا فاكر تقولها النهاردة !!..ومستني منها اي بقي معلش وانت بتقولها مسافر بكراا ..مستنيها تقولك ماشي يا حبيبي تروح و تيجي بالسلامة !!
هتف بها سليم عله يُوقظ ذلك الغافل الغاضب 
ليجيب قصي بحدة : لم لسانك يا بني أدم وافهم انت كمان بلاش أم غباء بقي انا علي أخري ..
- أخرك ولا أولك انت لازم تفهم أن اللي تولين عملته دا رد فعل علي اللي سعادتك هببته وبدل ماتتنافش معاها وتتكلم ..لكن لا أزاي بدماغك الناشفة دي نقولها مسافر و تعالي بكرا هستناكي؟ انت مُدرك بتقولها اي ؟؟
ليصرخ به قصي وقد برزت عروقه : سليييييييم !!!!!! 
بطل عواطفك اللي بتتعامل بيها دي أم السفر عشانها قبل مني ،مش عشاني زي ما قالت وأنا متخلتش عنها  أنا بحبها وهفضل أحبها هي اللي في لحظة باعتني وحسستني أني ولا حاجة 





بكلامها ..موقفتش جنبي واستحملت شوية ومع اول مطب وقعتنا ،،وأنا اللي كنت مسافر اتمرمط ويطلع عين اللي جابوني عشانها ..أنا أنا تعبان ياسليم ومن غيرها اتوهه هي مكنتش حبيبتي بس دي كانت بنتي وأمي وروحي وحياتي ..عاوزة تقطعني من كل دا عاوزة ترجعني تاني وحيد ..أنا مقدر موقفها ماشي بس هي قسيت عليا أوي في رد فعلها وعاوزة تكسرني ،،بس لا مش قصي الشواربي اللي يتكسر براحتها وزي ماتحب هعملها اللي عاوزاه..لينهي حديثه مغادرًا المكان بأكمله وهو يركل تلك الحجارة بغضب غير عابيء لنداءات سليم من خلفه ..

"دائمًا مانعجز عن الحكم من جاني ومن ضحية " !!!
________________________________________

ركضت باتجاه غرفة اخيها الأكبر حازم لتطلب منها ايصالها لمنزل خالتها .ليتعجب للآخر من ذاك طلب في هذا الوقت ليسألها مستفهمًا عما حدث ..!! 
لتتلعثم في أجابتها : هااا.. اه اه اصل ..يعني ..هو 

- ماتنطقي في أي قلقتيني ؟؟!!
- لالا مفيش هو بس تولين تعبانه شوية وكن....
لم تكمل عباراتها حتي هب حازم واقفًا في هلع مقاطعًا أياها قائلًا : مالها تولين حصلها اي ؟!!
Stop
"حازم : الاخ الاكبر لسيلين وابن خالة تولن ايضا يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا خريج هندسة ويعمل باحدي الشركات ..يعشق تولين حد الجنون ولا يطيق أن يمسها سوءًا ،،يغار عليها من نسمة الهواء ولا يحب قصي ..يمتلك ملامح 





رجولية ذو جسد رياضي ويشبه سيلين لحد كبير " 
 Play 

- أهدي ياحازم أبوس ايديك مش عاوزين حد يعرف عشان ميقلقوش علي الفاضي هي بس ضغطها وطي شوية وهروح اباات معاها بس ..
تنهد حازم بارتياح حين علم ذلك ثم هتف : اتفضلي قدامي لما نشوف أخرتها اي معاكم ..
________________________________________

أُغلق الستار علي ذلك اليوم  ،،  اشرقت شمس صباح يوم جديد لتبدأ تولين بفتح عيناها ببطء وحاولت أن تنهض لكن أعاق حركتها جسد تلك النائمة لجانبها ومحتضنة اياهاا..
تولين : سيلين اصحي يابنتي اي جابك هناا !!!
تململت سيلين بالفراش لتفتح عينيها قائلة : تولي ..انتي كويسة يا حبيبتي ؟ 
لترفع حاجبها باستنكار ثم هتفت قائلة : قصدك اي؟؟ لتنظر لنفسها وإلي ملابسها ثم إلي سيلين التي نظرت لها نظرة فهمتها جيدًا لتهتف : اللي حصل أمبارح كان جد مش مش حلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لتتفجر في نوبة بكاء من جديد تكتم شهقاتها بيدها 
لتنظر سيلين نحوها بحزن ثم اردفت قائلة: أهدي ياتولي ارجوكي واشرحيلي في أي ؟!! 
لتصمت لبرهه ثم نظرت لها قائلة بصوت مبحوح : لما أنتي متعرفيش اللي حصل أومال انتي هنا أزاي وليه ؟!!
لتحيبها قائلة : أنا كلمتك امبارح لقيت حالتك كداا ولما جيت لاقيتك مغمي عليكي ..كان حازم حتي معايا بالعافية اقنعته يمشي وان ضغطك وطي بس ..
وفي تلك اللحظة دلفت سمية لتجدهما  





مستيقظتان لتهتف قائلة : كويس أنكم صحيتوا ..كنت جاية اصحيكم عشان حازم برا وعاوز يطمن عليكي ، عاملة اي دلوقتي يا قلب ماما..
- احسن يا حبيبتي بس معلش دايخة ..شوية وهبقي اخرج.
- طيب يا حبيبتي هعملك عصير وكمان لازم تأكلي يانور عيني مأكلتيش من أمبارح.
كانت ستجيبها لكن قاطعتها سيلين قائلة : هاتيلها ياخالتو هتأكل ..
- ماشي يا حبيبتي ربنا يحفظكم لبعض ولو احتاجتوا حاجة اندهوولي ..هخرج لبابا وحازم 
غادرت الغرفة تاركة الصمت يعم علي أرجاء الغرفة حتي قاطعته سيلين قائلة : اهدي بقي ممكن؟ ..وبراحة احكيلي حصل اي لكل دا !!
لتتنهد تولين تنهيدة طويلة ثم تبدأ في سرد مع حدث مع قصي.
________________________________________

أستيقظ علي صوت الهاتف ليجيب دون ان يفتح عيناهه 
- خير عاوز اي ؟
ليجيبه سليم قائلًا : وهعوز منك اي يالوح الثلج انت اتفضل اجهز ونص ساعه وهعدي عليك 
قصي : طيب 
أغلق الخط دون استماع لحرف آخر من حديث ذام السليم !!
- قفل !!!!...صبرني يارب بقي ! 
وبعد مرور نص ساعة كان سليم اسفل بناية قصي وماهي إلا دقائق حتي ظهر قصي في أبهي صورته بملامحه الرجولية الجذابة مرتديًا قميص أسود وبنطال من الجينز الاسود ايضًا وحذاء رياضي ..ليطلق سليم صافرة أعجاب عن مظهره قائلًا بغمزة : قصي بي حضرتك مرتبط ؟! 
لتتبدل ملامح قصي لجمود مختلطة ببعض الحزن ليهتف قائلًا : يلا أتاخرنا..






- بارد من يومك مش عارف صاحبتك ازاي 
-سليم !!!!!!!!!!!!!!
- طيب متزوش هو أنا قولت حاجة أنا بقول يلا أتاخرنا 
________________________________________

-غلطانة ..غلطانة ياتولين ومتهورة 
لتحدق تولين بها بصدمة فهي اخر شخص توقعت أن يخالفها الرأي 
لتكمل سيلين بجدية أكثر : ايوة ياتولين متبصليش كدا ..أنتي غلطتي يا حبيبتي ،اسمعيني للآخر وافهمي... كلامي مش معناه بدافع عن قصي لا ابدأ هو كمان غلط أنه خبي عليكي ..بس هو عشان عارف انك حساسة وان الموضوع دا هياثر عليكي ..وانتي غلطتي لما صديتيه ومسمعتيهوش ،كان لازم تسمعي وتناقشوا بهدوء ..مش تعيطي كدا وتسيبيه وتمشي انتي مش ضعيفة عشان تعملي كدا ..وكمان بتتحديه وتعندي معاه وكأنها حرب مين يفوز علي التاني ..فكري شوية بقلبك ،انتو الأتنين متقدروش تستغنوا عن بعض بلاش وقت زعل وعصبية  يدخلوا الشيطان بينكم ... لو عاوزة رأيي يبقي تروحي وكمان توصليه المطار ،،هسيبك لوحدك تفكري ف كلامي .
غادرت سيلين الغرفة تاركة تلك المسكينة في صراع حاد بين القلب والعقل أي منهما سينتصر ... لا لا لا لايوجد وقت كثير لذلك حسمت أمرها أخيرًا ان سيلين محقة وهذا مايتوجب فعله وليذهب اي شيء اخر للجحيم . ألتقطت هاتفها تحاول أن تُهاتف  قصي  لكن دون فائدة ..انقبض قلبها عند ذكر صعوده للطائره مغادرًا البلاد بأكملها وهو حزين وغاضب !!
لتنهض راكضة للخارج قاصده بناية قصي حتي تراهه 
________________________________________

وصلا كلا من سليم وقصي للمطار ..سليم يُكمل أجراءات السفر ،أما عن ذاك العاشق يشعر و كأنه علي وشك مغادرة البلاد تاركًا روحه وقلبه هنا ..أما  الذي يسافر جسده فقط !! .. يتذكر 




ملامحها الطفولية وهي تبكي ،ليضم قبضة يده في غضب ضاغطًا عليها بقوة ..محاولًا طرد تلك الأفكار من رأسه 
________________________________________

أسرعت تصعت الدرج بسرعة كبيرة حتي وصلت أمام شقته وأخذت تقرع الجرس وتدق الباب بقوة كادت تُحطمه ....لكن يبدو أنه قد فات الآوان ..
فُتح الباب المقابل لشقة قصي لتخرج تلك العجوز جارته ..التي لطالما اعتتي بها قصي ..لتخبرها أن قصي قد رحل ..بعد أن أخبرها بذلك ،لتشهق تولين بقوة وهمت أن تُغادر ..ليوقفها صوت العجوز مرة اخري : أنتي تولين؟؟ 
نظرت لها توليت بدهشة من اين علمت ؟؟!!!
لتقرأ العجوز ذلك بعيناها..لتبتسم بهدوء وهي تربط علي كتفها قائلة : مستغربة لية !! 
دا قصي ملوش سيرة غيرك ،حافظ تفاصيلك ..عمري ما شوفت عنده اي واحدة وهو عمره ماحكالي عن بنت غيرك،،مبيبطلش كلام عنك حتي من شوية قبل ما يمشي كان عندي وبيقولي اد اي نفسه تيجي ويشوفك ،روحيله يا بنتي قصي بيحبك وميقدرش علي زعلك.
أومات تولين برأسها وهي تبتسم ..ومن ثَم اعتذرت منها وهي تغادر ،راكضه نحو الأسفل 
وبمجرد أن خرجت من البناية ...أوقفت سيارة أجرة بالاتجاه الاخر قاصدة المطار   ...وما إن همت لتعبر الطريق ....ليصبح جسدها مُحلق بالهواء أثر صدمة قوية لجسدها من سيارة مسرعة......ليهبط جسدها الضئيل مرتطم 




بالارض بشدة .. ويسيل الدماء بغزارة من أسفل رأسها ،ويبدأ الجميع بالتجمع حولها .. أما هي بدنيا أخري لا تري سوي ذلك الذي سيطر علي عقلها وقلبها...قبل أن تغمض عينها باستسلام فاقدة للوعي .....

                                  الفصل الثالث من هنا


لقراة باقي الفصول اضغط هنا






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-