CMP: AIE: رواية الفراشة الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون 33و34بقلم روتيلا
أخر الاخبار

رواية الفراشة الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون 33و34بقلم روتيلا


رواية الفراشة

 الفصل الثالثوالثلاثون والرابع والثلاثون 

بقلم روتيلا 

 ........اليوم الرابع .......


بعد انتهاء جولتهم على حصان الصقر الأدهم الذي أراد بها صقر أن تكون عادة محببة لهم في كل مرة يحضرا معا فيها للنجع 

في طريق عودتهم للسيارة يتحدثان عن جولتهم ويضحكان : بس أنتِ خوافة 

: لأ , أبداً ,محصلش 

صقر وهو يحيط بذراعه كتف روتيلا ويضحك : مين اللي كان ماسك فيا ومخبي وشة 

: عادي علشانك كنت بتجري بسرعة خفت على عنيا 

يقف وينظر لعينيها وبجدية : حصلك حاجة 

 تضحك روتيلا وتجري للسيارة : أنت صدقت أنا بس........تصمت عندما تجد رجلا يقف بالقرب من السيارة فتنظر لصقر الذي كان يتبعها ويضحك عليها لتختفي ضحكته هو الأخر عند رؤيته  

: ...شفت عربيتك واقفه خفت لتكون عطلانه 

: عربية الصقر عمرها ما تعطل ولو عطلت في مية واحده غيرها 

عاطف وعينة على روتيلا التي أخفت نفسها خلف صقر : أه ....زي الستات كده 

صقر وهو يفتح باب السيارة لروتيلا ويدخلها فيها ثم يستقيم لعاطف : وصلت النجع أمتى يا عاطف ؟

 : الفجر ...وأول حاجة عملتها قلت أجي أشوف ابن عمي وأسألة واقف ضدي ليه ...وبسخرية وهو ينظر للسيارة ...  بيقولوا الصقر أتغير وبتتحكم فية ظروف جديدة ...

 صقر يمسح على وجهه بعصبية وينظر لعاطف قليلاً بنظرته الثاقبة مما جعل عاطف يحيد بنظره فيتجه صقر للسيارة : حمد لله على السلامة ...معدتش تتعب نفسك ...هاشوفك عند عمي

 وينطلق الصقر لبيت الشيخ راشد

......... مي.........


لا تغيير ياسين كما هو بعد أخر حوار عدت معاه لنقطة الصفر واكثر اصبح يتهرب أو يخيل لي ذلك كلامه قل ..اشعر كأنه ..كأنه ......خايف

يخرج صباحاً ويعود مساءاً يأكل ويدخل مكتبة ..كل يوم ...كل يوم ...كل يوم ...

:انا زهقت معقولة هو محسش أبداً بالزهق 

..... الصبر يا رب

على طاولة الطعام ..المكان الذي نلتقي فيه أنا وهو ..المكان الوحيد 

: تسلم أيدك 

تبتسم مي بدون نفس : الله يسلمك 

 فترة صمت لا يسمع منها سوى صوت الملاعق على الأطباق في موسيقى رتيبه أخذت مي نفس عميق وتخرجه ببطئ 

ياسين : خير 

تحرك رأسها في تساؤل صامت

ياسين وهو يكمل أكلة ولا ينظر لها : يعني صوتك كأنك... يصمت كأنه يفكر...زهقانة مثلاً 

تضحك بسخرية : لأ,أبداً 

ياسين : مي أنا عارف أنه لازم كنتي في الأخر هاتملي وكنت منتظرك تتكلمي وتصرخي كالعادة 

: وأنت حاسب حسابك أوي لده فقررت أنك تزود الجرعة معايا 

ياسين بتعجب : جرعة أية ؟!

 مي تبعد طبقها بهدوء و تسند على الطاولة بكلتا يديها : الإهمال ياسين جرعة الإهمال ...كنت مديالك عذر إنك مشغول جدا أو مش واخد بالك لكن كلامك وضحلي أد أية كنت غلطانة حضرتك واخد بالك ومنتظر إنفجاري فمحصلش فقررت تستغل أية نفس اخدته بصوت شوية مسموع يا سلام كانت الشرارة يعني اللي حركت لسانك

يترك ياسين الأكل ناظراً لها يفكر في مي التي لا يستوعب هدوءها ففي العادة كانت تصرخ عليه ولا تتفاهم أو تهملة لدرجة البرود لكن مي التي أمامة تناقشة بموضوعية وهدوء حتى ولو بسخرية فهي جديدة علية ليتحرك لسانة دون صوت : إنتِ مي !!


تضيق مي بعينيها : أفندم ؟؟

ياسين ينهي الحديث : أنا الحقيقة اللي غلطان ....ويقف بعد أن أنهى طعامة: 

الحمد لله ..ويتجه للخارج 

مي التي تحاول أن تكسب زوجها تغمض عينيها : ياسين 

: نعم 

: أنا قررت أخد كورسات عاملاها السفارة هنا 

يرفع يدة بلا مبالاة : أعملي اللي يريحك ويخليكي تحسي بالسعادة ويشغلك ...مبسوطة ....

تبتسم ببرود : جداً حبيبي ..هاجيب بيبي سيتر للولاد في فترة عدم وجودي 

: مفيش مشكلة ..لكن الأحسن سيبيلي الموضوع دة والأرقام هاوفرها ليكي بكرة 

مي ولازالت ببسمتها الباردة : ميرسي يا حبيبي ومنحرمش منك 

يميل لها بتحية باردة : سلام ...ويخرج 

 مي بتنهيدة وعين دامعة : وعليكم السلام ..يا ..ياسين


........قصر الجارحي في النجع .....


من بعد عودتها من بيت والدها لاحظ الجميع أثار الدموع في عينيها 

 الكل مجتمع في الهول في انتظار أمر صقر بالإنطلاق ...فالجميع عودتهم في نفس الرحلة ...انشغال صقر الشديد حتى يضع اللمسات النهائية لتصميمات المشروع مع فريقه الفني وفي وجود مروان الذي يدربة بكثافه جعلة عصبي طوال اليوم ...

يدخل صقر الهول حيث أمه وسارة وروتيلا : السلام عليكم 

الجميع : وعليكم السلام 

 صقر ينظر لساعتة وبعجلة : مضطرين نأخر السفر كمان ساعتين ويمكن أكتر لسة مخلصتش كل شغلي ...ثم يتجة للخارج 

تقف روتيلا فجأة: كنت سيبتني على الأقل عند بابا 

 ينظر لها بحدة وصوت عالي : اقعدي ...السفر بعد ساعتين .انتهى الكلام ....ثم يتجة لمكتبة : استغفر الله العظيم 

بهتت روتيلا للحظه من حدته معها فتجلس وهي تحاول منع دموعها لكن لاتستطيع 

 سارة تقرب منها وتحضنها : خلاص رورو متزعليش أنتِ لسه هاتعرفي أبيه صقر ..أنتِ عارفة لما يكون مشغول مستحيل حد يعرف يكلمة يعني أنا هاعلمك 

 روتيلا وهي تبكي : أيوة ,بس المفروض كان يسيبني عند بابا ...وممكن جدا لما تطلعوا أجي زي ما هايعمل مع عمتي وعمر ....

أو حتى كان ممكن أروح دلوقتي ..بس بسرعة عصب ومخلنيش أأقولة 

 تضحك أم صقر مخففة على كنتها الرقيقة : الله يكون في عونك يا رورو ..ابني ومش مستحمله عصبيتة أنتِ مستحملة إزاي يا بنتي 

تبتسم روتيلا وهي تمسح دموعها لحماتها الحنونة : أنتِ قلبك كبير أوي يا طنط 

: طيب تعالي 

 تقترب روتيلا من حماتها وتجلس بجانبها فتمسح أم صقر بيدها بحنية على رأسها نزولا على ظهرها وبهدوء : يا بنتي أنا كنت فاقدة الأمل أن صقر يتجوز ..دعيت كتير ربنا يرزقة بالزوجة الصالحة بنت الحلال اللي تصونة وتصبر علية ..جيتي أنتِ من أول يوم شفتك فية دخلتي قلبي وحسيت أن دعائي اتقبل في ساعة إستجابة ... خرجت صدقات كتير من فرحتي بجوازة كنت كل يوم اشوف صقر غير ...أنتِ عارفة صقر كان دايما .....ثم تأخذ نفس عميق .....دايما ساكت كنا نبقى كلنا مرعوبين من سكوتة أنا أمة كنت بترعب وأقعد أقول ربنا يستر ..كنا بنبقى نفسنا نفهم هو زعلان ولا مبسوط ..دلوقتي ما شاء الله بقى بيعلي صوتة ويتعصب 

تضحك روتيلا وبصوت مبحوح من البكاء : طنط  !! حضرتك مبسوطة إنه بيزعق لنا ..

 تضحك أم صقر : مبسوطة أن مشاعره بقت واضحة ..لما ينبسط يضحك ويهزر ..لما يغضب يعلي صوتة ويصرخ علينا ..وبصوت هادي ...ولما يحب يبان في عنيه 

يضحكوا سارة وروتيلا 

سارة : وما دام تحب بتنكر ليه ..الله عليكي يا مامي 

 تأخذ أم صقر روتيلا في حضنها : نفسي يا رورو أطلب طلب مش عارفة إذا كان من حقي ..بس هاطلبة وأمري لله 

: حضرتك تأمري مش تطلبي عنيا ليكي  

 أم صقر تبعد روتيلا قليلا وتنظر لعيني كنتها الجميلة : ما شاء الله يا بنتي ...ربنا يحفظك حبيبتي ..نفسي يا روتيلا تقولي ليا يا ماما ممكن يا حبيبتي ..ممكن تحققي ليا الطلب دة ..لو متقدريش أنا ...

 تقاطعها روتيلا وهي تدخل في حضن أمها الجديدة وهي تعود للبكاء : أنا كمان كان نفسي من زمان ربنا يخليكي ليا يا ماما 

 سارة تمسح دموعها : أية الأمسية الحزينة دي ينفع كدة ..يعني صقر يزعق نعيط ..أم صقر تتبطب نعيط ..يعني نزعل نعيط ..نفرح نعيط 

مروان : السلام عليكم ..أية يا سارة كمية نعيط دي اللي بتقوليها 

تبتعد روتيلا عن حماتها تمسح دموعها وتعدل جلوسها وحجابها

سارة : لأ,متخدش في بالك ..أنت عرفت تخرج من الحصار إزاي 

 مروان يجلس :ولا حاجة حاولت الأول بالخروج المباغت لما جالكم هنا ..دخل كان هايفجرني فعملت إنسحاب تكتيكي 

سارة : وده بيكون إزاي 

مروان وهو يدعي البكاء والترجي بيده : قلت له ..عايز أدخل الحمام أرجوك فعلا خلاص أرحمني 

 ضحك الجميع ...وظلوا أكثر من ساعتين في انتظار الصقر


........الطائرة.......


رحلة العودة لا تقارن برحلة الذهاب ..صقر من البداية محدد خطوط عريضة أهمها ...ممنوع الكلام .....

روتيلا التي تجلس بجانب صقر : عايزة أقعد مع سارة 

: بتقولي أية  !!   

تنظر له : سمعتني 

يقرب صقر منها وبغضب هامساً : رجعتي طفلة عايزة العقاب ...

وعاد لوضعه السابق : نامي إنتِ بتتعبي في الطيارة ...ثم أندمج مع جهازة المحمول من بعد الأقلاع ..

 في حين روتيلا وجهت نظرها للخارج بصمت ثقيل ظلت فترة طويلة تقاوم الغثيان ولكنها لم تستطع فوقفت تريد الذهاب لحمام الطائرة ..أراد صقر مساعدتها ولكنها رفضت أن يلمسها وجرت للحمام وأغلقته عليها ..في حين ظل صقر خارجا 

سارة تقترب من صقر وبحذر لأنها منتبه لضيق صقر : أبيه ..روتيلا فيها أية ..مامي وآنتي كمان قلقوا عليها 

نظر لها صقر وهو يمسح على وجه : ولا حاجة حبيبتي روتيلا بتدوخ من ركوب الطيارة روحي إنتِ 

:طيب خليني أساعدها 

صقر يدير سارة أمامه من كتفها لتذهب مكانها : شكراً سارة أنا موجود ..على مكانك لو سمحتي 

سارة تذهب : أوك ...أوك 

تخرج روتيلا ولكن صقر ظل واقفاً يسد عليها طريق الخروج و ينظر لها ألمه حدته معها ولكنه في لحظة انشغاله تعود ألا يُناقش فقط يلقي أوامره ويتوقع الإنصياع لهذه الأوامر لكن روتيلا دائماً ما تفاجئه بالامتوقع  وبعد فترة الصمت  : بقيتي كويسه

روتيلا وهي تنظر للأرض : أيوة 

: ارفعي راسك 

ترفع روتيلا رأسها وبتحدي : أنا مش طفلة 

يبتسم صقر : لو مش عايزة تتعاملي كطفلة بطلي تتصرفي زيهم 

 تنظر روتيلا حولها وبهمس : ده مش المكان المناسب لمناقشتك لكن تأكد إني مش هانسى المناقشة دي ولازم نكملها 

صقر بهدوء واضعاً يد بجيبه والأخرى رفعها ليشد حجابها للأمام قليلاً في عادة اصبحت تلازمة يداري عينيها عن الناس : أنا معنديش مشكلة في المكان ..تفضلي سامعك 

تبعد روتيلا رأسها عن يده بعصبيه واضحه: لكن أنا عندي ..لأن أمور زواجي محبش حد يسمعها ..ممكن تسمحلي أمر .

يضحك صقر وهو يتنحى جانبا : طبعاً...

تمر روتيلا وتذهب لتجلس بجانب سارة 

 صقر وهو يعود مكانة بهمس ضاحكا : طبعاً ....يا طفلة ....


.......بعد اسبوع من رحلة النجع.......

.....مائدة عشاء الصقر.......

: من بكرة تمسك فرع المهندسين 

مروان تاركا ما بيده : لكن ده فرع مهم وخاص بالتعاملات الخارجية وانا لسة مش جاهز 

صقريكمل اكلة دون الرد عليه

مروان بتردد : صقر ...سامعني 

صقر بابتسامة باهتة : طبعا حبيبي سامعك .......تكون من الساعة تمانية هناك 

أم صقر : صقر حبيبي مروان بيقولك انه مش جاهز 

 يبتسم صقر بحنية لأمة : سمعته يا ماما ..وبصوت حاد ينظر لمروان ...لكن مشكلة مروان ..أنه مش عارف قيمة نفسة لازم يدير فرع بنفسة علشان يعرف 

سارة : واوو..أبيه أنا كمان مش عارفة قيمة نفسي ممكن تشغلني في المجموعة علشان أعرفها 

صقر وهو يكمل أكلة : أنا موافق 

سارة : أبيه بتتكلم جد انت كنت رافض قبل كدة 

صقر ضاحكاً : أيوة يا حبيبتي ...لما كنتي مسئولة مني لكن دلوقتي يا ماما بقيتي مسئولية عمر ... فلو وافق عمر أنا موافق ...فهمتي 

سارة وبتنهيده خفتت فرحتها : أه ..فهمت 

روتيلا هامسه : فهمتي أية ؟؟

: جوزك وافق وهو متأكد إن عمر هايرفض 

تضحك روتيلا وبهدوء : إتحدية 

سارة : أية ؟؟

روتيلا تقرب منه هامسه : أتحدية ...

صقر وهو ينظر لروتيلا بتسلية : روتيلا ..

روتيلا تنظر له بابتسامتها التي تسحره

صقر : سيبي البنت ....تاكل .....فهمتي 

 روتيلا ضاحكاً:جدااا...كلي يا سارة 

 سارة تنقل بنظرها بينهم وبتعجب : أوكي باكل


.......ريهام ومحمود.......


: مالك يا حبيبتي 

ريهام وهي تجفف وجهها : معرفش يا محمود الظاهر برد 

يضحك محمود وهو يراجع ملف بيده : أه ...برد...أخدتي أدوية 

: لأ,,ما أنت عارف إني موقفة كل الأدوية ..علشان ..يعني لو حصل حاجة 

محمود مبتسم : إن شاء الله ...

ريهام تجلس أمام زوجها وهي تنظر له بتمعن : محمود 

: أيوة يا ريهام 

ريهام بتردد : أنا عايزة أتأكد من حاجة بصفتك دكتور متخصص

محمود يترك ما بيده منتبها لها : أتفضلي 

: لو أنت حامل تحس بأية ؟؟

يصمت قليلا وهو يمسح بيده على جبينة يمينا ويسارا : معلش عيدي السؤال تاني ؟؟

 ريهام بعصبية وهي تقف : أية يا محمود صعب يعني ..ده تخصصك ..أف ...خلاص أنا هاسأل الدكتورة نوال 

 يقترب محمود منها ويمسك يدها : إهدي بس يا حبيبتي أنا رأي بردة أنك تسألي نوال هي حملت وولدت ثلاثة مرات أظن أكيد هاتفيدك أكثر مني 

 تصمت ريهام قليلا وهي تنظر لزوجها ثم تنفجر في الضحك كثيراً ويأخذها محمود الذي شاركها الضحك في حضنة .......ثم ........تنفجر في بكاء هستيري 

يتوقف محمود عن الضحك : هشش...إهدي حبيبتي إهدي ...

ريهام وهي مازالت تبكي : أه ...يا محمود خايفة أوي ...خايفة ...أه ..خلصني منه مش عايزاه 

يبعدها محمود عنه وينظر لوجهها : أنتِ حامل ...ردي أنتِ عملتي تحاليل 

: من غير ما أعمل ..من غير ..أنت كمان حاسس زي ..حاسس صح 

 يضحك ويضمها لصدره : يا مجنونة ...في حد يقول كده بقى الواحد تجي له النعمة لغاية عنده ويرفضها ..بس يا حبيبتي بس...ريهام انا جوزك وحبيبك وبقولك أنا معاكي في كل حاجة وكل خطوة هاتمري بيها ..ابننا هايجي إن شاء الله واحنا مستعدين تماما له ...أدعيله يا حبيبتي علشان يجي بالسلامة 

: يارب ..يارب 

محمود وهو ينظر لها مبتسما : خلاص حبيبتي 

ريهام تمسح دموعها : أيوة يا حبيبي ..الشيطان وسوس ليا ..استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم 

ثم تصمت قليلا وتنظر له : أنت قلت دلوقتي ابننا ...دي بنت يا دكتور 

: يا سلام طيب ما أنتِ قلتي ليا لما تبقى حامل بتحس بأيه .... زعلت أنا 

 وينفجرا معا في الضحك : الحمد لله ....الحمد لله


........لميس......


في المطبخ الذي أصبح مغلق مؤقتاً بأمر من العمة منيرة حتى تتعلم لميس فن الطهو منها 

: ها ..فهمتي 

: صعبة أوي يا آنتي ..أخاف تكلكع زي كل مرة 

 : يا بنتي من أول ما تحطي اللبن وأنتِ بتقلبي فيها على النار الهادية هايبقى بشاميل هايلة ..بس أعمليها ..أنا هاروح أقعد شوية وأنتِ خليكي واقفة أدامها ..أتفقنا 

لميس بتردد : أيوة يا آنتي ...ربنا يستر ...

لميس تقلب في البشاميل : يارب ...يارب تنجح المرة دي 

العمة بعد فترة : ها يا حبيبتي خلصت 

: متهيألي 

 : لحظة أجي أشوفها ...ماشاء الله يا لميس البشاميل نجحت معاكي ..تعالي بقة عصجي اللحمة زي ما علمتك ..وجنبها أسلقي المكرونة 

 تقبل لميس العمة : ربنا يخليكي يا رب ...انهاردة أسعد يوم في حياتي ....وبصوت عالي ....عملت مكرونة بالبشاميل يا ماما 

 تضحك العمة منيرة وبهمس : أسبوع علشان تتعلمها ...أه ....الله يكون في عونك يا يوسف


........جناح صقر........


: السلام عليكم 

روتيلا تغلق اللاب : وعليكم السلام ورحمة الله 

يجلس صقر مريحا ظهره ويغلق عينة من الأرهاق.

تقف روتيلا بقلق : تعبان 

: جداا مرهق عندك حل 

: أكيد ....خد شاور وصلي ونام 

يضحك صقر ويفتح عينة : وأنا كمان عندي حل ...تعالي هنا جنبي 

تضحك روتيلا وهي تجلس بجانبة : عارفاه ...وأنت أخدت علية على فكرة 

صقر وهو يضع رأسة على رجل روتيلا وبهدوء : عندك حق يا رورو 

روتيلا وهي تحرك يدها بحب بين خصلات شعرة الأسود  : أنت متضايق من حاجة 

: عرفتي إزاي 

: حسيت بيك 

يمسك يدها ويقبلها وبتنهيده : أيوة يا رورو ....مروان ...قلقان علية .....مش واخد الأمور بجديه  دايما هزار 

روتيلا بتفكير : أنت أعطيتة مسئولية كبيرة..لية ؟؟

صقر : لأني واثق في قدراتة فعلاً 

: من يومها أتأخر عن شغلة أو قصر في مسئولية 

 : لأ,,لكن بيهرج كتير ..ومش عامل حدود بينة وبين الموظفين ..كدة مش هايبقى في حذر أو خوف من الموظف إنه يغلط ما دام مديرة راجل طيب وواخد الأمور ببساطة 

روتيلا وهي تهز رأسها يمين ويسار 

يجلس صقر ناظرا لها : مش عاجبك كلامي ؟؟

تأخذ نفس عميق وبتنهيده : صقر ..أنا مش مقتنعة بكلامك ...أنت بتقارنة بمين !!

صقر  ينظر لها منتظر تكمل كلامها 

: أنا أقولك ..أنت بتقارنة إما بيك أنت شخصيا أو بوالدك الله يرحمة 

يضحك صقر عاليا وهو يقف : بابا كان زية 

تضيق روتيلا عينيها بتعجب : معقولة !!!

 يتجة صقر لغرفة النوم تتبعة روتيلا : أيوة . مستغربة ليه ..القلب الأبيض ..وحسن النية ..والطيبة مع الناس كلها ..المرح وإلغاء الحدود ...مروان هو بابا ..فهمتي ..طبعا من غير موضوع البنات 

: الله يرحمة ...حقيقي لما أنت عارف كدة خايف لية على مروان 

 صقر يواجه روتيلا ناظراً بعمق  في عينيها وكأنه يطلق كلامه عنها : لأن الزمن أتغير ..لأن الطيب ملوش مكان ...لأننا لازم نحارب.. ولازم نقوى ..ولازم ..

تقاطعه روتيلا : ولازم أكون مش انسانة في تعاملي مع الناس علشان أعيش وسطهم

صقر يعقد يديه على صدرة وينظر بعدم اقتناع بكلام الطفلة البريئة التي تقف امامه

: لأ,,لأ يا صقر بيه 

صقر وهو يشيح بوجهة عنها : روتيلا ...

 تواجهه روتيلا بإصرار وتدير وجه لينظر لها : لأ , يا صقر مش لازم أعاملهم بالطريقة اللي يعاملوني بيها علشان أعرف أعيش وسطهم 

يضحك صقر بسخرية : المثالية اللي إنتِ عايشة فيها متنفعش في عالمنا اليوم تقدري تقولي ليا إية دليلك على صحة نظريتك 

روتيلا بثقة : أعقلها وتوكل 

 يصمت الصقر ناظراً لعمق عين الفراشة وبهدوء : روتيلا الدلوعة اللي عاشت وسط جيش من الحماية تعرف أية عن الدنيا إلا النظريات 

 تتراجع روتيلا من الصدمة وتجلس ناظره للأرض وبحزن : أنا دلوعة ..إمتى بتصرفاتي أعطيتك أنطباع إني دلوعة ...أنت فعلا متعرفش حاجة عني 

 نظر صقر للسماء : يا الله ...روتيلا ...انا مش بهينك .....أنا بقول أنك مواجهتيش تحدي حقيقي او شئ قاسي مع الناس يخليكي تفهمي 

 روتيلا تقف تدافع عن رأيها بقوه  : لازم تعرف أن البشر مختلفين ..أنا ..مروان ..يوسف ..خالد ..لميس ..مي ..وغيرهم 

 لازم تعرف أننا مختلفين مش لازم نبقى نسخة من صقر الجارحي علشان نعجبك أو تقتنع بينا ......وتكمل بهدوء ......لازم تعترف أننا مختلفين وأن الأختلاف سنة الحياة ....لازم يبقى فية إختلاف ..لازم الحياة يبقى فيها الخير والشر ..علشان يبقى فية ثواب وعقاب

حساب في الدنيا .......وحساب في الأخرة


.......


🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵

الحلقة 34 

.

.

 .......مكتب صقر.....

: السلام عليكم 

يرفع صقر نظره عن الأوراق وبابتسامة رائقة تخص معشوقته: وعليكم السلام ...أهلاً ..أهلاً ..حبيبتي تعالي ..إيه المفاجأه الحلوه دي 

روتيلا وهي تقف أمام مكتبة : مشغول 

يقف صقر ويدور حول المكتب و يأخذها بحضنة بلطف : حتى لو مشغول افضى لحياتي 

خير يا حبيبتي محتاجة حاجة 

روتيلا وهي تهز رأسها بلا بتوتر: شكراً.....

يرفع صقر بيده وجهها : خير يا رورو طمنيني 

روتيلا وهي تأخذ نفس عميق وتبتسم له : الكلية هاتبتدي الأسبوع الجاي 

يبتسم صقر ويحاول يفهم سبب توترها 

: مفيش تعليق 

: عايزه تسمعي اية ؟؟

روتيلا ولازالت بابتسامتها المتوترة : الحقيقة ولاحاجة ...عربيتي في الاسكندرية ..خالد هايجيبها ليا و ...

صقر وهو يعود لمكتبة يقاطعها : كنتي بتسوقي  ....أقعدي يا روتيلا 

تظل واقفة : أيوة بابا جابها ليا لما كملت 18 سنة 

صقر بابتسامة خفيفة وهو يحرك كرسية يمين ويسار في حركة هادية : وبتعرفي تسوقي كويس....مش قلت أقعدي 

روتيلا بنفاذ صبر : أيوة بعرف أسوق ..ومش عايزه أقعد 

يثبت صقر كرسية وينظر لها بعمق: متهيألي ننهي الحوار دلوقتي لغاية ما تحسي إنك أقل عصبية 

: لكن أنا مش عصبية 

: أوك ...مستعده تسمعي قراري 

: طبعاً 

: بدون مناقشة عربية لأ..سواقه لأ..في عربية بسواقها جاهزة وهاترافقك عبير 

بالإضافة لحارس شخصي 

  : أية !!!!.....صقر أرجوك 

صقر يلتفت لعمله مرة أخرى  : اتفضلي انتهى الحوار

روتيلا تهز رأسها بعصبية بلا : لأ,,منتهاش أنا 

 يقاطعها صقر دون النظر لها وبهدوء: روتيلا صدقيني أنتهى ....قراري نهائي ولو فكرت بعقلك شوية هاتلاقي عندي حق... المسافة من هنا للكلية طويلة وهاتمشي على الدائري عايزاني اسمحلك بالسواقه في الظروف دي أنا نفسي مبعملهاش ... وينظر لها :كنتي متخيلة أني ممكن اسمحلك 

 تغمض عينيها وبصبر  : أوكي مفيش مشكلة عندك حق ...خالد هايسكن قريب مني وهياخدني من هنا الصبح ويرجعني بعد المحاضرات 

: خالد أخد أجازة من كليته وهايتفرغلك 

روتيلا تنظر له بتعجب 

صقر بابتسامة وثقة : طبعا لأ ...يبقى تسمعي الكلام 

تجلس روتيلا تنظر للأرض تحت مراقبة صقر : قعدتي أخيراً

يتحرك صقر ويجلس أمامها ويمسك بيدها وبحنية :قولي مشكلتك الحقيقية 

روتيلا بعيون دامعة : خايفة 

يشدها صقر لتجلس على رجله ناظراً لعينيها وهو يمسح اثر الدموع : من أية حبيبتي 

تغرق روتيلا في حضنة : الكلية جديدة عليا وزمايل ودكاترة جداد ...قلقانة جداً 

 صقر وهو يحاوطها بيد وبالأخرى يمسح بها على ظهرها  وبابتسامه خفيفة لا تخفي سعادتة بفراشته الصغيرة التي أصبحت أكثر تقاربا يوما بعد يوم : في الأول هاجي بنفسي أوصلك وأجيبك كدة تبقي مستريحة شوية ....

تشير برأسها  بنعم ..

: ولو خالد يقدر خلية يرافقك الأسبوع الأول لغاية ما تخدي على الأجواء ...ثم يضحك ويبعدها قليلاً جداً ناظراً ليعنيها : ولو عايزه رأي وقفي دراسة خالص

تبتعد روتيلا عن حضنة وهي تمسح دموعها : أية !! صقر طريقتك في إستفزازي مش حلوة 

يضحك عالياً ويقبلها : متأكدة ..مين دلوقتي مسح دموعه وكان عايز يتحداني 

تضحك روتيلا وبدلع : أوكي ..ساعات بتنفع 

صقر يضحك وهو يمسك خدودها : أه يا شقية ..قومي عطلتيني 

تقف روتيلا وهي تعض على شفتها 

صقر ولازال يجلس مكانه يمسك يديها وهي واقفة أمامة : أية تاني يا رورو

:خالد وعمتي هايقعدوا في شقة .....مامي الله يرحمها 

صقر: معقولة 

: أيوة 

: هي دي المشكلة ...زعلانة 

 : لأ..لأ.. خالص فهمتني غلط أنا ...وبهدوء ....أناصممت أن هم يقعدوا فيها ....بابا كان منعني أني أروح للشقة ...لكن وجود ماما منيرة هناك هايخليه يوافق إني أروح

صقر : ليه كان مانعك ؟؟

 : عادي كان بيخاف عليا ....لكنه أخيراً وافق أننا نفتحها فأنا كنت عايزة قبل ما ماما منيرة وخالد يوصلوا اروح للشقة ..... وتنظر له بترجي ..وافق ارجوك

يقف صقر عائداً لمكتبة ناظراً لساعتة وذلك كان معناه إنتهاء المناقشة 

: صقر أرجوك دقيقة واحدة بس 

: سيبيني أفكر وأرد عليكي ....تقدري تتفضلي

: ليه ....وعندما ينشغل صقر بشاشه اللاب .....

رويتلا باستسلام : طيب هاترد عليا أمتى 

ينظر لها ضاحكا : رورو هارد عليكي أكيد ..امتى.. معرفش والباب وراكي 

 تقرب منه روتيلا بخجل وتقبلة في خدة : دي علشان متنساش ....وتجري خارجا .تاركه الصقر وهو يضع يده على خدة مكان قبلتها ضاحكاً على فراشتة التي تحاول دائما ترك خجلها .......ولا تستطيع ...... 

: أه ... وهو خجلها ده اللي مجنني

يتناول صقر هاتفه ليتحدث للحاج راشد وبعد السلام

: يا حاج روتيلا طلبت مني تروح شقة مامتها وانا الحقيقة شكيت لما عرفت أنك مانعها 

: وأنت قلت ليها أية 

: قلت هافكر 

: كويس يا ابني الله يرضى عليك ..مش عايزها تروح هناك إلا لما تكون الحاجة منيرة هناك 

: خلاص مفيش مشكلة اللي يريحك ..عموما هارفض 

يضحك الحاج راشد : لأ ..خليها عليا أنا علشان متزعلش منك 

يبتسم صقر : ربنا يخليك لينا يا حاج 

: خد بالك منها يا ابني 

: روتيلا في عنيا ...

:ربنا يطمن قلبك ...مع السلامة 

: الله يسلمك يا حاج 

 وبعد أن يغلق صقر الهاتف هامساً بحب لا يخجل منه أبداً

: فراشتي في عنيا وقلبي يا حاج


.......غرفة سارة.......


: السلام عليكم 

: أهلا رورو وعليكم السلام والرحمة ....ثم تلمس وجه روتيلا ...وشك ماله 

روتيلا بتعجب وهي تلمس وجهها : ماله 

 : أحمر ...ثم تغمز لها بعنيها وهي تضحك ...أنتِ جاية منين ..ده حتى صقر مانع حد يقاطعة علشان مضغوط في شغلة 

تضحك روتيلا وهي تنظر للأرض متباعده بنظرهاعن سارة وتصمت قليلا

: وأنا بقوووول....أكيد كنتي عندة ..... أحكيلي ....

تقاطعها روتيلا : سارة خلينا في الكلام المهم 

سارة تجلس أمامها : مش فاهمة كلام أيه المهم ؟؟

: سارة ..حبيبتي فوقي معايا ..موضوع مي 

سارة وهي تنظر للسماء : أه ..فكريني كدة 

: الله أكبر.. ليه بتعانديني ...كلمتي مروان 

سارة وهي تعتدل امام روتيلا : أيوة كلمته ...وبعاندك لأنك مش راضية تحكي حاجة أبدا عنك إنتِ وصقر 

: ليه مصممة على حكاوي مش هاتستفيدي منها حاجة ..

: يا سبحانة الله يا روتيلا مش هو وعمر أصحاب أكيد زي بعض 

تضحك روتيلا: والإستنتاج الخطير ده توصلتي له إزاي

: شوفي هم لا في سن بعض ولا دراسة واحدة ولكن متفاهمين يبقى أكيد طباعهم واحدة 

 بجدية تمسك روتيلا بيد سارة وترفعها أمامها : لو صوابعك دول زي بعض يبقى صقر وعمر زي بعض ...حبيبتي كل انسان مختلف عن التاني انتِ واخواتك مختلفين عن بعض وكل الظروف المحيطة بيكم في تربيتكم واحدة ومع ذلك ردود افعالكم لنفس الموقف مختلفة ..عايزة تسمعي من كل واحدة متجوزة حكاية وتطبقيها في بيتك ينفع كده وكنتي بتلومي مي 

: لأ ما هو أنا هافكر وأخد اللي يناسبني 

 : أخلصي النية يا سارة وابدأي حياتك الزوجية بنية إرضاء الله في كل تصرفاتك وصدقيني هاتكوني سعيدة إن شاء الله 

سارة بتنهيدة :عندك حق ....شكراً روتيلا 

: عفواً يا روح روتيلا ...قوليلي عملتي أية في موضوع مي 

 تضحك سارة : اطمني قلت للأستاذ مروان ووافق بعد جهد جهيد وهايخلصهم أول بأول بسرعة ....بس تعالي قوليلي يعني أية نساعد ياسين في الحسابات أنا أقنعت لعلمك مروان وأنا مش فاهمة 

 روتيلا : شوفي هو واخد على مي القديمة بتاعة الحفلات والنوادي والمولات ..بتحبة ولاغية شخصيتها وتنفذ له كل حاجة بدون تفكير أو أعتراض ..صح

سارة: صح ..وضيفي علية تسمع نصيحة أي حد وتطبق نظريات بدون تفكير 

تضحك سارة : زي ما كنت هاعمل ....وبتعملوه معها أنتم بالضبط دلوقتي أنتِ وماما

 روتيلا : يمكن كلامك صح لكن مي فعلا محتاجانا وأنا وماما فكرنا كويس جدا واتناقشنا مع بعض يعني مش هانقول حاجة إلا في مصلحة بيتها بدون تحيز ليها أو لابيه ياسين ومش هانقول حاجة إلا وأحنا متأكدين منها فهمتي 

سارة : لأ...الورق لية 

تضحك روتيلا : تساعدة في شغلة كأنها بتشغل نفسها في البيت 

: طيب ما هي اشتركت في دورات تعليم تنسيق الزهور وتعليم الطبخ الأسيوي 

 : أنتِ يا بنتي بتقولي أية اربع خمس ساعات في الأسبوع هايفيدوا في أية ..وبالنسبة لأبيه ياسين قال ليها أنا عايز أكل مصري بس وتنسيق الزهور أعتبرة هواية غريبة بس مناسبة لشخصية مي وبرستيجها يعني محركتش فية حاجة 

 سارة وهي تضحك : متفكرنيش كانت هاتنط من التليفون يوم ما قال ...تتكلم وهي تقلد ياسين ....أوعي تطبخي الأكل ده في بيتي ولا أشم ريحتة أنا أول حاجة كنت عايزك تيجي علشانها بسرعة هو الأكل المصري 

ويضحكا معا متذكرين حالة مي 

روتيلا بجدية : اصبري علينا بس وشوفي التراكمات دي كلها هاتعمل فيه أية 

أم صقر تدخل الغرفة : السلام عليكم يا بنات ..ها ..الورق خلص 

سارة ضاحكه : والله خايفة منكم انتم الأتنين على البنت الغلبانة دي ..والأكثر أنكم تطبقوه عليا 

ام صقر تغمز لروتيلا : لية هو لسة مظهرش عليكي حاجة 

 سارة تنقل بنظرها بين روتيلا وامها فترة قبل أن تنطلقا في الضحك بشدة عليها


........مي........


التي نقلت الحسابات بسرعة بعد أن أرسلته سارة بالفاكس ووضبت الورق على المكتب وفي نفسها : ياربي علشان أنقله تعبت التعب ده كلة امال لوكنت عملته كله بنفسي كان هايحصل أية :الحمد لله 

: السلام عليكم 

مي وهي تقوم من وراء المكتب : وعليكم السلام ورحمة الله 

 ياسين بضحكة وهو يعلم أن مي ألزمت نفسها بمهمة صعبة بالنسبة لها و أنها بالتأكيد ستمل منها ولن تستطيع انجازه : أنتِ تعبتي نفسك وعملتي الورق !!

تقرب مي منه طابعة قبلة على خدة وتتجة للخارج : حمد لله على سلامتك ...تعبك راحة 

 يذهب ياسين ناحية المكتب وينظر للاوراق التي راجعتها مي وبجانبها ورقة بالملاحظات سجلتها بخطها يرفع نظرة للباب : مش معقول !!

يخرج ياسين من المكتب وهو ينادي : مي...مي 

مي تخرج من المطبخ : ايوة يا حبيبي 

: عرفتي إزاي تخلصي الورق ده ..كلها حاجات معقدة 

مي بجدية : ياسين ..هو أنا خريجة أية ؟؟

: خريجة تجارة من تسع سنين يا مي ...وأنتِ عمرك ما اشتغلتي 

مي تتجة للمطبخ وتضحك : لكن يا حبيبي بعرف واحد زائد واحد بيساوي اية 

ياسين الذي تبعها : عايزة تفهميني إنك لسة فاكرة دراستك 

مي وهي تجهز الأكل لزوجها وتضعة على الطاولة : اتفضل يا ياسين كل وقول رأيك 

ياسين الذي جلس وبدأ في الأكل : مي ردي على سؤالي 

 مي تنظر له وهي مبتسمة : حبيبي النت مخلاش حد ينسى حاجة اي حاجة وقفت معايا كنت بدور عليها وكنت بطبقها ....عجبك الأكل 

: روعة ....أنتِ الحقيقة ....

يصمت ياسين وينظر لزوجتة التي تتحرك بخفة أمامة تضع الأكل وتتكلم عن عملة 

: أنتِ الحقيقة .....

 مي التي وقفت أمامة بكامل أناقتها التي تعودت عليها وبيدها طبق كانت ستضعة على المائدة عندما وقف ياسين وقرب منها .....وقرب .....ومد يده ناحية وجهها ثم رفعها لشعرها وأخذ ...قلم لمت به مي شعرها وهي في عجاله بتجهيز الأوراق 

مد يده بالقلم لها وهو يضحك بلمعة في عينية : بهرتيني 

وضعت مي الطبق من يدها وأخذت القلم من يدة

ياسين : الأكل لذيذ والشغل ممتاز وأولادي جنبي وأنتِ ....وأنتِ ..

 وفي نفسة وأنتي حلم وخايف اصحى منه ولا حقيقة خايف تعلقيني بيكي وتسيبيني في حسره  .. من يوم ما جيتي وأنا بصحى كل يوم ألمسك بأيدي علشان اصدق إنك فعلاً جنبي ....ثم يمسك ياسين يدها ويقبلها : تسلم ايدك 

 ويخرج من المطبخ بسرعة وتجلس مي التي أخذت نفسها بقوة بعد انقطاعها عن التنفس أو تخيلت ذلك أثناء قربه الحميم منها وابتسمت بفرح وهي تقبل القلم : بحبك


........جناح صقر.......


روتيلا تتحدث لوالدها فجراً مثل كل يوم : أية المشكلة ...خليني أروح أنا كان نفسي من زمان أروح للشقة 

: هاتخالفي كلامي 

روتيلا تمسح دموع خفيفة : لأ ,,طبعا لأ .أسفة يا بابا خلاص زي ما حضرتك تقول 

الحاج راشد بحنان : لما عمتك وخالد ينزلوا وعد أسمحلك تروحي خلاص يا روح أبوكي 

تبتسم روتيلا : إن شاء الله 

: خلاص يا بنتي أنا هاروح للصلاة ,اخواتك منتظريني 

: أوكي سلملي عليهم .مع السلامه 

: لا إله إلا الله 

: محمد رسول الله 

: حبيبتي ليه بتعيط , كده أنا نهاري كلة مش هايبقى حلو 

تبتسم روتيلا لصقر الذي عاد من الصلاة و جلس بجانبها ويقبلها 

: لأ,خلاص 

: متأكدة ..طيب قوليلي أية اللي مزعلك 

: بابا رفض أروح الشقة لوحدي ...

صقر وهو يحرك يده على ظهرها بحنية وهدوء: صح حبيبتي بابا عنده حق

تضحك روتيلا بسخرية : كلكم بتعاملوني كأني طفلة ...صدقوني أنا كبرت 

 يضحك صقر عاليا ويضم رأسها لصدرة : أنتِ قلبك أسود أوي لسه فاكرة أنا مش صالحتك وعرفتك لما أكون مشغول متكلمنيش 

تبعد عنه ناظرة لعينة : أيه الجديد أنت على طول مشغول 

 يحرك صقر يده على رأسه ثم بعصبية على وجهه: صح ..لكن شغلي زاد وخاصه مع تجهيزي للإنتخابات و مشاريع النجع 

: ليه دخولك الانتخابات حقيقي لغاية دلوقتي مش فاهمة 

صقر يضع ساق على الأخرى و يريح ظهرة للخلف :أية اللي مش فاهماه 

: السبب الحقيقي .أنت فعلا مش محتاج العضوية وفي نفس الوقت بتخدم المجتمع كويس جدا ....يبقى ليه ؟؟

 :الحقيقة هي أننا أحيانا نعمل حاجات مش مقتنعين بيها لأنها بتفيد حاجات تانية ...ولكن في جميع الأحوال أنا عايزك تكوني متأكده أني مش بعمل حاجة غلط أو غير شرعية 

روتيلا بابتسامه : أنا متأكدة من ده ..لكن مش مقتنعة أنك ممكن تعمل حاجة مش مقتنع بيها 

يمسك يدها يقبلها : يعني روتيلا واثقة إني مستحيل أعمل حاجة مش مقتنع بيها 

: ايوة 

: طيب ..قوليلي إنتِ كمان كل حاجة عملتيها مقتنعة بيها 

: طبعا 

:كل حاجة ..كل حاجة

روتيلا : أيوة ..الحمد لله 

صقر يمسح على وجها وبهدوء : حتى جوازك مني ...أية..؟؟ كنتي تعرفيني قبل الجواز 

تضحك روتيلا : مغرور 

صقر وهو يقرب من وجهها غارقا في عينيها : جاوبيني 

روتيلا بثقة : لأ,مكنتش أعرفك ومع ذلك كنت واثقة تماما أن قراري هو الصح 

: ليه ؟؟

: لأنه كان قرار بابا وأنا دايما بثق في رأية وقرارته 

يضحك صقر : رورو طيب أرضي غروري 

: أنت مش محتاج إني أرضي غرورك ..

صقر بهدوء : عايزة اسمعها منك 

روتيلا بتساؤل صامت 

: كلمة بحبك ...مش من حقي أني أسمعها  ... حرماني منها

تبتعد روتيلا وهي تضيق بعينيها له وبهدوء يناسب هدوء صقر : الكلمة مش صعب أني أقولها 

: وليه مش بتقوليها ...إلا إذا كنتي مش حاسها هنا ...وهو يشير لقلبها ....في قلبك 

 روتيلا تنظر للأمام : سهل أنك تحكم على نفسك وتفهم اللي جواك لكن صعب أوي تحكم على غيرك ....متحكمش عليا بحاجة مش عارفها

صقر بتعجب : فهميني

روتيلا بخجل : هي جوايا وعلى طرف لساني 

: لسة مش واثقة من حبي ليكي 


 يقف صقرثم يمسك يدها لتقف أمامة وبهمس: لازم تفهمي كويس جدا مقدارحبي ليكي ...أكيد عرفتيها بتصرفاتي وسمعتيها لما قلتها بلساني وقلبك حس بقلبي ..صح يا فراشتي

روتيلا وقد زين وجهها بحمرة خجلها تشير برأسها بنعم 

صقر وهو يشدها من خصرها نحوه :سمعيني يا فراشتي ..نفسي اسمعها منك 

روتيلا برقتها وخجلها وبهمس يكاد يسمع : بحبك 

صقر يقرب اذنه لها وبهمس مماثل : مش سامع ..قلتي أية ؟؟ 

تومأ روتيلا برأسها بلا وهي تضع رأسها مغمضة العينين على صدرة وتأخذ نفس عميق تملأ حواسها برائحة حضنه الدافئ 

 يبتسم صقرلحركتها ثم يبعدها قليلاً و ينظر لعينيها الخضراء فيرى توهج الكهرمان داخلها : متحرمنيش من إني اسمعها تاني وتاني عايز اسمعها منك على طول .....حقيقي بتحبيني يا فراشتي

روتيلا بابتسامة انارة وجهها وبرقتها التي تسحرة وحمرة خد لم تفارقها وعيون خضراء تتوهج فيها خيوط الشمس :

بحبك أوي   

                     الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-