CMP: AIE: رواية الفراشة الفصل الثاني عشر والثالث عشر 12و13 بقلم روتيلا
أخر الاخبار

رواية الفراشة الفصل الثاني عشر والثالث عشر 12و13 بقلم روتيلا

 رواية الفراشة 

الفصل الثاني عشؤ والثالث عشر

بقلم روتيلا 

... ....على طاولة العشاء......


حيث تواجد صقر على رأسها وأمه على يمينه ثم مي وياسين 

وعلى يسارة روتيلا ثم سارة 

ياسين : إن شاء الله خلصت شغلك في أوروبا وهاتريح هنا شوية 

صقر بضحكة : لما تريح أنت الأول - خلصت سنغافورة 

 :يعني تقريباً

 :إيه اللي معطلك لو عايز إية مساعدة أنا حاضر 

ياسين بمشاكسة : لأ ,شكرا حبيبي أنت هناك اللي محتاج مساعدتي 

أم صقر : حرام عليكم اللي يقعد معاكم ميسمعش إلا شغل شغل 

مي : أيوة يا مامي أرجوكي كلميهم 

 ياسين وهو ينظر لروتيلا ويغمز لصقر : عندهم حق يا صقر أنت اللي يقعد معاك ميفكرش إلا في الشغل المفروض مع الوجوه الجميلة دي الواحد ينسى الدنيا وما فيها 

صقر بتهديد باسماً : هو أنا نسيت الدنيا فعلاً بس متنساش أنت كمان أنا مين 

 صقر ظل فترة يراقب روتيلا وهي مشغولة في طبقها أو تتشاغل حتى لا ترفع رأسها فهي من لحظة ما دفع الكرسي على يسارة لتجلس عليه وهي تداري توترها 

:روتيلا مبتكليش ليه 

أم صقر بحنية : هي كدة أكلها على طول - ياريت يا ابني تقدر عليها 

روتيلا بخجل هامسه: أنا باكل كويس 

سارة تضحك : فعلا كويس جدا 

روتيلا بصوت لا تسمعه إلا سارة : خلاص سارة 

صقر ظل يراقبها بتجهم لاحظ توترها وأكلها البسيط وأيضا ضعفها  

سارة : الحمد لله  

روتيلا وهي تريد الخلاص من توترها والابتعاد عن صقر : أنا كمان الحمد لله 

سارة تقف : طيب تعالي

صقر يضع يده على يد روتيلا يمنع تحركها وبهدوء : سارة سيبي مراتي هاتخلص لما أنا أخلص - ويستمر في حديثة المعتاد مع ياسين 

 وظلت روتيلا مكانها بعد أن رفع صقر يده وعادت تنظر لطبقها وحمرة خجل رقيقة زينت وجهها وكل فكرها ذهب في محاولة تكوين فكرة عن زوجها

بعد العشاء جلسوا في مجموعتين مجموعة عمل تضم صقر وياسين 

 ومجموعة عمل من نوع أخر تضم أم صقر والبنات يحاولون إقناع روتيلا بترتيبات حفل كبير لإعلان زواجها من صقر

أم صقر : صقر يا حبيبي إحضرنا هنا شوية 

صقر ينظر لها باهتمام بالغ : خير يا ماما 

مي : مراتك مش عايزة الحفلة وبتقول لو مصممين تعملوها تبقى مش مختلطة عمرك سمعت كدة 

 صقر ينظر لروتيلا التي خجلت من إثارة الموضوع أمامه فعادت للنظر للأرض مرة أخرى وهي تعدل حجابها في حركة حفظها فابتسم : على راحتها 

أم صقر و مي بتعجب : إيه!!

أما سارة وياسين فضحكوا بصوت عالي  

أم صقر : إزاي يا ابني 

صقر بابتسامه : ماما أنا اتجوزت والوسط اللي انتمي له كلهم عرفوا أو معرفوش مش مهم عندهم 

وفي الغالب لو اجتمعنا في الحفلة هانقلبها مؤتمر اقتصادي موسع 

فلو مصممين أعزموا زوجاتهم وهم بالتأكيد هايتولوا مهمة تعريف أزواجهم ....حاجة تانية.. 

أم صقر : لأ 

صقر وهو يخرج سيجار :نكمل يا ياسين كنت بتقول مين اللي ماسك المشروع ده 

أكملت أم صقر ومي حديثهم عن تجهيزات الحفل 

 وروتيلا تقريبا كانت مبهورة مما حدث نظرت له وسرحت في طريقتة كيف التفت مصغيا لأمه وكيف أعطاها رأية المباشر وهي التي ظلت ساعة كاملة أو أكثر تحاول تقنعهم بفكرتها لكن صقر ردة أخذ أقل من دقيقة وكان كالأمر ..

 فأمة طالبت برأية وهو قال كلمته فقط لا غير 

من هذا الرجل الذي جمعني الله به كيف بلحظة جعل أمة وأختة يخضعوا وهم الأن ينفذوا وكيف من قبل جعل عمة ومجلس الصلح يخضعوا أيضا وينفذوا ما السبب هل هي نظرة عينية السوداء المماثلة للون شعرة والذي يتخللة بعض من الشعيرات البيضاء تزيدة هيبة أم سمرة بشرتة التي تعكس أرض أجدادها التي تعشقهم وتفتخر بإنتمائها لهم أم طولة الشامخ لكنه الأكيد هو رجولته الطاغية ..ظلت تنظر لطريقته في الكلام يدة وهي تتحرك لتشرح وجهة نظرة 

فمه - لحظة ما هذا هل هو يدخن 

سارة تنبهها من سرحانها : عينك حاسبي على أخويا 

روتيلا : أخوكي هو جوزي 

سارة بضحكة : الله يا سلام أبيه صقر هايتبسط أوي من الكلمة دي خليني كدة أناديه وأقولة يا ....

روتيلا تضع يدها على فم سارة : عارفة مش هاسامحك لو اتكلمتي 

 :خلاص ..خلاص متخافيش 

 :سارة هو صقر بيشرب سجاير 

 سارة : أيوة أحيانا مش كتير لما يكون مشغول اوي بحاجة أو متوتر من مشروع كدة يعني مش عارفة بس أنتي أكيد تقدري شوية شوية يبطلها خالص 

روتيلا بجدية وتأكيد : المفروض يبطلها أصلا شربها حرام شرعا 

سارة تضحك بصوت عالي رنان جعلت كل الموجودين ينظر عليهم مستنكر

أم صقر : بنت 

سارة تحاول تكتم الضحك : سوري مامي سوري أصل روتيلا بتقولي نكتة 

روتيلا بحرج : أنا لا يا طنط والله 

 يقف صقر : تعال المكتب أحسن هنا مش هانعرف نتكلم ويقترب من سارة ويمسك أذنها : حسابك بعدين ....ويمشي متجها هو وياسين لمكتبة 

روتيلا : أف ..خفت معتش قاعدة جنبك أبدا وهو موجود 

 سارة تضحك : أحسن بردة


....في مكتب صقر.....


:اتصلوا بيك أمتى ؟

ياسين : من أسبوع مرة وامبارح مرة تانية 

صقر: إيه مشكلتهم بالظبط 

 :بيقولوا احنا اتفاقنا ننساكم وتنسونا لية عمر بيفتح الدفاتر القديمة 

صقر : عمر لازم يعرف أنا قلت لعمي بس هو رفض حاول تقنعة أنت 

ياسين بعتاب خفيف : مكنش العشم يا ابن عمي تستعمل ده في الصلح 

 صقر بتصميم : انت عارف عمي كان عايز يحرق البلد كنت لازم أعمل كدة ..أنت يا ياسين كنت رافض اصرار عمي في وضع قضية ماجد كقضية تار وحاولت وفشلت لكن أنا حاولت والحمد لله قدرنا نوقف المذابح دي 

ياسين بضحكة : أيوة وفزت أنت بالجائزة الكبرى 

صقر بحدة قليلا : متهزرش في الموضوع ده -جوازي خط أحمر 

:أف .. أف..أف..أسف خلاص 

صقر : برافو عليك ....سيبلي موضوع التليفونات دي 

ياسين يقف : ده العشم يا ابن عمي 

صقر : على إيه ده اسم الجارحي اللي يمسكم يمسنا 

...إيه وقفت ليه 

ياسين يسلم عليه : عايز أروح أنام يالا سلام 

 صقر : مع السلامة


......في جناح صقر ........


روتيلا تحضر إسدالها وهدوم للنوم لتذهب لحجرة سارة كالعادة ..وعندما فتحت الباب لتخرج وجدت صقر أمامها وشاهد ما بيدها 

 :إنتِ رايحة فين ؟

روتيلا : السلام عليكم 

صقر ينظر لها : أنا بسألك رايحة فين 

روتيلا وهي تشير للهدوم التي في يدها : كنت باخدهم علشان ..

صقر : علشان أنا جيت 

 :لأ خالص - أنا كنت بنام مع سارة 

صقر وهو ينظر لها بتمعن : مش فاهم

روتيلا بتوضيح : أول يومين كنت بنام هنا وبعدين بقيت بنام مع سارة ...بنقعد مع بعض شوية وبعدين ...

صقر يقاطعها بتصميم : روتيلا أرجعي جوة 

 وعندما لم تتحرك روتيلا أدارها صقر ودخلها الجناح مرة أخرى وأغلقة وأخذ المفتاح وفعل نفس الشئ مع مفتاح غرفة النوم والحمام كل هذا تحت أنظار روتيلا 

صقر : النوم هايكون هنا وفي سرير واحد 

روتيلا المصدومة جلست على أريكة في صالة الجناح ولم تنطق 

بعد فترة خرج لها صقر وشعرة مبلل ومبدل هدومة 

 نظر لها قليلاً ورأى صدمتها ولكنه لم يلين لضعفها وبنبرة حادة : روتيلا متهيألي أنا قلت إني هاسيبك براحتك ولكني ملمحتش اننا هاننفصل كل واحد ينام في مكان 

 هاسيبك براحتك هنا في الجناح ده في السرير ده فهمتي - لما تعرفيني كويس هاتعرفي إني لما أقول كلمة بنفذها ولو على رقبتي ..فانسي إني هافرض عليكي أي شئ ولكن كمان لازم تعرفي أنا كبير عيلتي مظنش وانتِ تربية الشيخ ترضي لجوزك إنه يقال عنه زوجتة تهجرة .

..ولكن ....داخل الجناح ده اسمحلك ولأني فقط ..فقط سمحتلك بده ..سامعه كلامي كويس 

 أظن كلامي واضح ومفهوم - واظن كمان مش محتاج إني مثلا أأكد إن اللي يحصل بين الزوجين ميطلعش برة حتى ولو في صورة فضفضة لذيذة بينك وبين أي حد.. مين ما كان حتى لو سارة أختي أو حتى أمي - فاهمة -

وعندما لم يجد إجابة ما منها ورأى صمتها وأيضا حمرة وجهها 

: يا الله يا روتيلا ..أظن إنتِ كبيرة كفاية علشان تعرفي بقول إيه 

 أنا الحقيقة مش عايز أدايقك بس أرجوكي ساعديني ..أتكلمي حسسيني إنك فاهماني أو إنك متضايقة ..لأنه لازم تتكلمي معايا وتردي عليا أفهم على الأقل بتفكري في أية وصمتك ده معناه أية  

نظرت له روتيلا ووقفت واتجهت للغرفة قائلة جملة واحدة : أنا فاهمة 

 ودخلت الغرفة غيرت هدومها وصلت ونامت على الجانب البعيد من السرير


.........الفجر...........


صقر لم يستطع النوم أبداً بعد حديثة مع روتيلا فهو عندما دخل الغرفة بعد فترة وجدها في أقصى السرير نائمة :آه ، ولكني شعرت بفراشتي تدعي النوم و كنت أسمع أحيانا شهقاتها الخفيفة 

 ولكني لست نادما على حدتي معها فهي صغيرة لا تفهم كثير من الأمور وهنا يجب عليا أن أفهمها لها...


......روتيلا.......

أشعر به لم استطع النوم انا ايضا ،في البداية غضبت منه لم يكن هناك داعي أبدا لحدته معي ولكن بعد ذلك أدركت لحقيقة هامة فهو لا يدري عني أي شئ ،لا يعرف طباعي أو تربيتي فكان لابد أن أقابل حدته بهدوء حتى إني استطعت أن أتمالك دموعي أمامه حتى لا يراها فأنا أريد أن أبدأ معه بداية صحيحة

قطع تفكيرهما صوت منبة موبايل روتيلا يوقظها لصلاة الفجر 

 لم يتحرك صقر بل ظل يراقبها وهي تتنقل بخفة تغلق المنبة وتتوضى وتأخذ الإسدال ثم أخذت الهاتف وخرجت لصالة الجناح 

روتيلا تتحدث في الهاتف :الحمد لله كويسة حبيبي أرجوك اطمن 

الحاج راشد :أنا قريب هابعتلك الولاد لو محتاجة حاجة ...خبريني 

:شكرًا ،المهم صحتك -بابا أرجوك متنساش الدوا 

 الحاج راشد ضاحكا :لأ ،انساة إزاي وانتي الصبح والعشا بتفكريني -ويلا بقى يا حبيبتي روحي صلي وخليني أصلي أنا كمان جمال واقف أهوة مستعجل 

روتيلا بعبرة :أوكي سلملي على كل اللي عندك 

:لا إله إلا الله

:محمد رسول الله 

اغلقت الهاتف ووقفت لتفاجئ بصقر واقف ينظر لها 

صقر :بابا 

:ايوة

يتكلم وهو يقترب منها :أخبارة إيه 

:الحمد لله 

 يضع يده على شعرها ويكلمها بهدوء شديد :حرماني من أول ما جيت أشوف شعرك ، تعرفي حبيته أوي ، أوعي تقصية

 وقرب منها وكاد يقبلها لتبتعد روتيلا : أنا رايحة أصحي سارة أصل نومها تقيل

أخذ صقر نفس عميق ووضع المفاتيح في يدها :خدي روتيلا أنا الحقيقة اضطريت أعمل كدة لأَنِّي خفت المناقشة معاكي تتطور لكنك فاجأتيني 

روتيلا بجدية رقيقة :انت متعرفش عني حاجة لسة

صقر وهو متعمق في عينها وبهدوء :أيوة عندك حق 

:اسمحلي أروح لسارة قبل الأذان -وبعدين لو تحب أجهز لك فطار أو حاجة بعد الصلاة 

:لأ شكرًا محتاج أنام جدا -وخدي راحتك إنتِ 

 خرجت روتيلا تصاحبها عين الصقر وابتسامته


........سارة .........


عندما دخلت روتيلا وجدت سارة تقف أمام النافذة  

:الحلو صاحي الحمد لله

سارة :.....

روتيلا وهي تديرها لها :سارة حبيبتي... أية ده في إية مالك إنتِ بتعيطي 

تتركها سارة وتتجه لسريرها وتغطي نفسها حتى رأسها 

روتيلا وهي تجلس بجانبها :مش هاسيبك مالك في إيه إنتِ تعبانة 

 سارة وهي ترفع الغطا عن رأسها :أنا اتطلقت من ثلاث ساعات ....وتضحك بسخرية ......وردني له من نصف ساعة 

: إية إنتِ بتقولي إيه ؟؟

سارة بصوت مرتفع :انتِ مش بتسمعي ،بقولك المحترم ابن عمي اتصل نص الليل  وقالي إنتِ طالق وقفل الخط واتصل الساعة ثلاثة ونصف وقالي أنا رديتك وقفل الخط

روتيلا : مينفعش 

 سارة تنزل من السرير وبانهيار تتحرك وتدور حول نفسها : هو إيه اللي مينفعش أنا مخنوقة ..مخنوقة ،أنا عايزة أعرف إيه البني أدم دة مش مصدقة ده لوح ثلج ازاي ..ازاي 

أنا خلاص ..خلاص هاتجنن.. أنا هاتجنن ..هاتجنن 

وجلست على الأرض وهي تبكي بحرقة وبصوت مخنوق :خلاص يا روتيلا معدتش قادرة استحمل 

روتيلا تحتضنها وتبكي لحال هذه الفتاة المرحة التي كانت تغطي بكل براعة آلامها 

 وبعد فترة من بكاء سارة رفعت روتيلا لها وجهها :فوقي كدة واسمعيني كويس لأَنِّي هاقولك كلام مهم ...فعوزاكي تفهميني شوية حاجات 

سارة بصوت مبحوح :إنتِ هبله عايزة تفهمي إيه بقولك.. 

 روتيلا تقاطعها :عارفة إنتِ قولتي إيه بس اسمعيني قومي اتوضي وصلي الفجر وبعدين صلي ركعتين استخارة وتعالي هاتكلم معاكي ،أوكي

أرادت سارة الاعتراض :استخارة إية 

:صلاة الاستخارة متعرفهاش 

سارة :اعرفها بس لية أنا متجوزة خلاص 

:يا ابنتي هاتخسري إيه لو سمعتي كلامي 

تقف سارة وهي محطمة وذهبت تفعل ما قالت لها عليه روتيلا دون أن تدري لماذا 

بعد أن انتهت سارة من صلاتها كانت ايضا روتيلا انتهت :تعالي بقى عملت هوت شوكلت يجنن 

:رايقة

:طبعا ....تعالي بس إنتِ أصلك عبيطة 

سارة :ليه بقى

روتيلا :أنا هاسألك سؤالين ..واحد -إنتِ بتحبية أو الأفضل إنتِ عايزاه 

سارة بإصرار وشجاعة  :لأ

روتيلا تضحك :ومكنتيش عايزة تعملي استخارة 

سارة :إيه قصدك 

:الاستخارة ساعدتك انك تقولي رأيك بالثقة دي 

ودة يخليني أسألك السؤال الثاني وهو محرج شوية 

سارة تشجعها :عادي أسألي 

روتيلا بخجلها الطبيعي: شوفي إنتِ لازم تعرفي إنك لو كذبتي مش في صالحك 

:تحبي احلف قبل ما تسألي 

روتيلا :من الأخر كدة حصل بينك وبينه أي شئ ..أي شئ ...فهمتيني 

سارة تنظر لها قليلا ثم فجأة بصرخة :إنتِ مجنونة لأ طبعا

روتيلا بارتياح :الحمد لله الطلاق تم وأرجاعة ليكي باطل لازم عقد جديد وشهود 

سارة :إنتِ بتقولي إيه بتتكلمي جد

تبتسم روتيلا وهي تشيرلها بنعم  

وقفت سارة وهي تكاد تجن من الفرحة الحمد لله يارب ...الحمد لله يارب 


 روتيلا :نيجي بقى للمهم


    الحلقة 13 

.


... .....الفصل الثالث عشر .......


روتيلا : من الأخر كدة حصل بينك وبينه أي شئ ..أي شئ ...فهمتيني 

سارة تنظر لها قليلا ثم فجأة بصرخة :إنتِ مجنونة لأ طبعا

روتيلا بارتياح :الحمد لله الطلاق تم وأرجاعة ليكي باطل لازم عقد جديد وشهود 

سارة :إنتِ بتقولي إيه بتتكلمي جد 

وقفت سارة وهي تكاد تجن من الفرحة : الحمد لله يارب ...الحمد لله يارب 

روتيلا :نيجي بقى للمهم 

سارة : إيه المهم ؟؟

 ليه عمل كدة :

سارة تنظر مترددة وتصمت 

روتيلا : صعب إنك تقولي 

عاطف هو شوية زي عمي عبد الرحيم  :لا أبداً بس هي دي طبيعة  

 :إزاي 

 : يعني بصراحة لو حاجة اتعملت مش على مزاجة ردود أفعالهم مبتبقاش موزونة وصعبة ...عموماً مش مهم لكن قوليلي يا رورو إنتِ متأكدة إنه كدة طلقني 


روتيلا : أيوة إن شاء الله ولو شاكة في كلامي إسألي دار الأفتاء أو طنط وصقر أكيد عارفين 

 :طيب أنا مش عارفة وإنتِ عارفة إزاي يحصل كدة 

روتيلا : عادي.. المهم هاتقولي لطنط وصقر امتى 

تضع سارة يدها على رأسها : هاقولهم اكيد انهاردة بس الموضوع صعب 

 :ليه صقر فارض عليكي 

 تجلس سارة بجانبها :لأ طبعا صقر الموضوع ده الوحيد اللي مقالش رأيه فية 

روتيلا : غريبة من اللي فهمته إن صقر بيهتم بكل كبيرة وصغيرة تخص العيلة 

سارة : أيوة بس كل اتفاقيات بابا الله يرحمه مرجعش فيها أبدا ... أبدا 

 مي ولميس وأنا اتخطبنا واتقرت فاتحتنا في قاعدة واحدة عمي كان شايفنا لأولادة وأصر وبابا مشافش إنه غلط بالعكس ولاد عمنا وهايصنونا حتى مها بنته كان ......وتصمت .... ..

تقاطعها روتيلا مكمله كلامها : حتى مها كان عايزها لصقر بس السؤال كانت خطوبة رسمي 

 :عرفتي إزاي 

روتيلا بتنهيدة :صديقة لما عرفت بارتباطي بصقر اتطوعت تقولي من ضمن حاجات كتير إنه خاطب مها 

 سارة باندفاع : صديقة معقولة دي صديقة ..على فكرة مفيش حتى كلام لأن صقر زي أكيد ما لاحظتي مستحيل حد يفرض علية حاجة -ودة خلى بابا يرفض طلب عمي ..فهمتي يعني قولي لصديقتك شكرا لخدماتك كلامك كله غلط

روتيلا بمكر وضحكة خفيفة : الغريبة إنك بتقولي الموضوع صعب بالرغم أني معرفش أخوكي إلا من ثلاثة أسابيع تقريباً إلا إني عرفتة أكثر منك 

 :يعني أيه 

روتيلا تقف لتخرج : مش هاقولك قومي خدي شاور منعش انهاردة أنا هارحمك من درس المطبخ 

سارة : وقفي هنا بجد مش فاهماكي 

روتيلا تخرج من الغرفة وهي تجري لأن سارة تلحقها لتجد صقر مرتديا ثيابة متوجها لعمله 

صقر بابتسامة حلوه : صباح الخيرات ..الحلويين بيجروا ليه 

روتيلا تقف مترددة بين أن تظل أو تعود للداخل ليدرك صقر ترددها فيمسك يدها ليتوجه لأسفل 

 سارة : الخيرات والحلويين وكمان بنضحك ..لأ..لأ..تطور يا أبيه -اسمعي يا روتيلا صوري اللحظة لأنها مش بتتكرر كتير 

يمسك صقر اذن سارة بيده الأخرى : وبعدين معاكي أنا مش ناسي ضحكتك امبارح 

سارة تبعد يده : أي .. ياأبيه صدقني روتيلا السبب وبعدين كفاية وداني هايكبروا 

 :أولا روتيلا مستحيل تغلط .. ثانيا خليهم يكبروا علشان تسمعي الكلام كويس 

لتضحك روتيلا ضحكة حلوة على المناقشة التي بين صقر و سارة 

 فينظر لها صقر بتمعن ويحاوط خصرها يهمس لها وهو ينزل السلم : تعالي فهميني إنتِ صحيح كنتي بتقولي لها نكتة 

روتيلا وهي تحاول مقاومة خجلها حركة رأسها بخفة وبصوت يكاد يسمع : لأ

عاد ينظر لها مرة أخرى وفي نفسة : إمتى هاتبطلي خجلك 

سارة بصوت عالي : هاي .. أنتوا سيبتوني ليه خدوني معاكم 

 صقر بتحذير : سارة صوتك عالي وضحكتك عالية إيه رأيك أعطي روتيلا شوية بس من صوتك بس بلاش ضحكتك لأن ضحكة فراشتي تجنن 

وخدي منها شوية خجل ..شوية كتير 

يضحكوا جميعاً وتسمعهم أم صقر 

 أم صقر تضحك : الله يخليكم يا حبايبي ومتحرمش من ضحكتكم ودخلتكم عليا واشوف ولادك يا حبيبي وأفرح بيهم 

 صقر يضحك بشده لتصلب روتيلا ووقوفها فيذهب هو ليقبل يد أمه : إن شاء الله يا ماما أدعيلنا ....وهو يغمز لروتيلا


.......بيت عبد الرحيم الجارحي.......


ام ياسين : يا خبر بتقول عملت إيه طلقتها ,ليه يا ابني ليه حرام عليك 

 عاطف باندفاع غاضب : ماما افهميني أنا هاتجنن هنا أنا مش عارف ياسين إزاي يشارك في المهزلة دي أنا هنا مهانش عليا عياطك وإنتِ بتشتكي من عملة صقر السودا مهنش عليا دم أخويا اللي راح هدر - أنا مستحيل أسامح صقر على عملتة يروح يتجوز من أعدائنا ويعطي كمان مرات ماجد لهم لأ ,مبقاش راجل لو فوتها ليهم أنا فعلا طلقتها في الأول وبعدين فكرت وقلت لأ هاذلهم بيها ردتها تاني وهاخليها كدة معلقة بين السما والأرض ولعلمك هاتجوز كمان عليها وهاعمل فرح يهز النجع علشان صقر يبقى يعرف يرفع راسه تاني

أم ياسين : أبوك شهد على العقود ..هاتقول لأبوك إيه لما يعرف بأنك طلقتها وبعدين رجعتها إزاي أنت متعرفش إنه كده..

سمع الحاج عبد الرحيم أخر الحديث فأخذ التليفون من يد زوجتة : أنت عملت إيه يا كلب 

عاطف بتوتر : بااابا 

: عملت إية ..مصيبة إيه اللي عملتها 

 عاطف : أنا عملت اللي مفروض حتى ياسين كان يعملة انا مستحيل أسمح لصقر إنه يغلط في حقك ويصغر عليتنا واسكت 

عبد الرحيم بسخرية : بأية يا راجل يا محترم بأنك تطلق بنت عمك 

 :لأ اطمن أنا بس كنت متضايق من مروان هنا فقلت أعلمهم الأدب اتصلت بيها طلقتها وبعد شوية اتصلت بيها رجعتها تاني 

بس قرصة ودن 

 الحاج يضحك بخيبة أمل : قرصة الودن والدبح من الوريد للوريد لينا أحنا ....لينا أحنا.. وترك الهاتف لزوجتة 

وجلس واضعا رأسة بين راحتي يديه : اه يا عبد الرحيم مخلفتش رجالة 

 أم ياسين تعود لتجلس بجانبة  : اسمعني يا حاج سارة لسة صغيرة وأكيد متعرفش حاجة أنا هاتصل بيها دلوقتي على طول وهاخليها متقولش لحد هاخوفها أنها تكون السبب في فرقة العيلة ويمكن في خراب بيت أختها - وهو هاينزل إن شاء الله بعد شهر يتجوزوا على طول 

عبد الرحيم : والطلاق اللي تم 

 أم ياسين : بعد ما تخلص الحفلة وتبقى في بيتنا أعقد ليهم من جديد من غير ما حد يعرف وهي أكيد ساعتها متقدرش تعترض ...قلت إيه 

:أقول أية خلاص ولادك هايموتوني تربيتك الزفت ودلعك -اتصلي بيه خليه من انهاردة لغاية لما ينزل يتصل بسارة ليل نهار ميدهاش فرصة تفكر 

 فهمتي - وأنا هاروح لصقر دلوقتي حالاً أحدد معاه معاد الفرح - أه - ليه بس مطلعوش زي ابن عمهم ولا زي ياسين أخوهم 

 :الله يرضى عليك يا حاج متزعلش نفسك طيش شباب 

عبد الرحيم : طيش شباب بتسمي اللي عمله ماجد زمان واللي عملة عاطف دلوقتي طيش شباب 

أم ياسين ببكاء : حرام عليك يا حاج ابني مات ومش عايز تسامحة 

:سامحتة ..سامحتة يا أم ياسين سامحتة اطمني الله يسامحة ويغفر له


......ألمانيا ......


:خلاص يا حبيبتي هانت كلها عشرة أيام وهاكون فاضيلك تماما 

لميس : الحمد لله ربنا يصبرني -أنا نفسي ألف ألمانيا معاك ويكون لينا ذكريات في كل مكان 

يوسف : إن شاء الله حبيبتي ..عموما بعد مناقشة الرسالة ممكن نقعد ثلاثة أسابيع قبل ما ننزل مصر نهائي 

لميس بوجوم : ليه نهائي 

 :هانقعد نعمل إيه 

لميس : ليه يا يوسف انت مش هاتقبل عرض الجامعة هنا 

يوسف : أنا قلت ليكي يا حبيبتي أنا مستحيل بعد الدكتوراه أسيب مصر 

لميس : إيه كلام الشعراء ده 

 يوسف مستنكر : غريبة ..هو لما أفضل أني أنزل بعلمي لمصر يبقى كلام شعراء - وبعدين أنا أمتى قلت ليكي إني هاكمل بالحياة هنا 

 :لأ .بس ده اللي أنا فهمتة لما تنازلت عن إن الجامعه تصرف على بعثتك 

يوسف : أنا عملت كده علشان يعطوا الفرصة لطالب تاني محتاج لفلوس البعثة 

لميس : يوسف حبيبي استقرارنا في مصر هايكون فين 

 في الأول اسكندرية وبعدين لما تجهز معامل الصعيد هانتنقل هناك 

لميس تقف غاضبة : النجع مستحيل ..مستحيل 

 :لميس اقعدي واتفاهمي بهدوء 

 لميس بحدة وصوت عالي دون أن تنتبهة لغضب يوسف : أنا من يوم ما سبنا النجع مرجعتش له غير مرات يتعدوا على أصابع الأيد الواحدة . فتبقى النتيجة إني اقعد فيها مستحيل 

 يوسف يتوجه لمكتبة منهيا حديثة وبقرار مفاجئ له شخصياً رداً على هجومها : الحقيقة إنتِ مضطرة ترجعي أكثر من أصابع أيدك ورجليكي لأنه قراري نهائي ..هانعيش هناك


.......قصر صقر الجارحي .......


:إنتِ أمتى هاتقولي لصقر 

:مش عارفة خايفة شفتي من الصبح ومرات عمي مبطلتش اتصال وعاطف كمان لما مردتش عليه بعت رسايل 

تخيلي رسايل حب -أه والله 

لما كنت بتمنى بس يتصل ويقفل بقى دلوقتي يبعت رسايل حب 

 :غيرتي رأيك 

:لأ -خالص بالعكس أتأكدت إنه مالوش أمان ولا ينفع يبقى الراجل اللي أعيش معاه العمر كلة 

 روتيلا:  الحقيقة غريبة أوي . أنا شايفة أنكم عندكم حرية تخليكم تقولوا رأيكم بصراحة في الشخص اللي هاترتبطوا بيه إزاي مقلتوش رأيكم إذا كنتي إنتِ أو لميس معترضين عليهم 

سارة بخبث : تقصدي إننا مش زيك مثلا مقدرتيش تعترضي 

 روتيلا بهدوء ذكي : أظن يا سارة إنتِ متختلفيش معايا أن اعتراضي هايكون مش في محلة لو اعترضت على صقر الجارحي 

سارة ضاحكة : يا ساتر الواحد ميعرفش ياخد منك أي إعتراف 

 : متشغليش نفسك بيا 

سارة بتوضيح : اسمعيني  بابا كان خارج من أزمة صحية وأنا ولميس كنا خايفين علية فوافقنا 

:ومي 

 :لأ ,مي غير كانت تقريبا بتموت في ياسين من غير ما يعرف ولما حصلت الخطوبة كانت بتحقق حلمها في الإرتباط في حب الطفولة 

 :وياسين زي إخواته 

:لأ ,ابيه ياسين بزنس مان درجة أولى مكنش بيفكر في أي حد معين وبالتالي بنت عمة أولى 

روتيلا : ايه الكلام دة ومي كانت عارفة 

 :طبعا وراضية جدا كانت بتقول مادام قلبة مش مشغول بحد يبقى سهل جدا أشغله بيا 

 :وقدرت 

 :زي ما إنتِ شايفة مي معانا أو في ارتباطاتها الإجتماعيه واولادها وانشغلت بيهم جدا ونسيت وهو على طول مشغول 

دي ساعات تصحى الصبح متبقاش عارفة هو مسافر ولا موجود 

روتيلا : لا حول ولا قوة إلا بالله 

سارة : إيه قلبتيها غم ليه . إذا كانت هي مش فارقة معاها 

روتيلا وهي تقف : إنتِ متأكدة ما يمكن زيك تظهر لكم بغير اللي جواها 

وخاصة هي الوحيدة فيكم اللي كانت عايزة الجواز من ابن عمها يتم بعكسكم 

على العموم انهاردة لازم تقولي لأخوكي 


 وصعدت روتيلا لجناحها تاركة سارة تنتبهة ولأول مرة لحياة أختها


..........جناح صقر ..........


عاد من عملة في المساء أصبح حريص على التواجد في البيت على الأقل على وجبة العشاء

على غير عادتة ليستطيع أن يراها أطول فترة ممكنه 

:السلام عليكم 

 روتيلا تعتدل في جلستها : وعليكم السلام والرحمة 

يجلس صقر المرهق بجانبها : بتعملي إيه 

روتيلا : بدور في النت على حاجات هاتنفعني في بحوث الكلية وتوفر عليا وقت 

 :لسة بدري على بدء الدراسة للدرجة دي بتحبي كليتك 

 روتيلا بمرح طفولي :جداا..جداا

صقر مبتسما من تجاوبها معه : بس مش طويلة شوية سنوات الدراسة 

:لأ،خالص خمس سنين بس 

صقر وقد اندمج معها في الحوار سارحا في نعومتها: بس ، مش ممكن أول طالب يقول بس 

روتيلا : لأَنِّي بعمل الحاجة اللي بحبها 

صقر بطريقته الماكرة : طيب أنا عايز نصيبي من الحب دة

روتيلا وقد عادت لخجلها : ممش.. فاهمة

 صقر يضع ساق على الأخرى ويريح ظهرة للخلف واضعا يدة وراء ظهرها : يعني أنا هاستحمل كام..أربع سنين دراسة يبقى في المقابل لازم تعطيني شئ يصبرني

روتيلا تقف : أنا لازم أروح أشوف سارة 

 يقف صقر أمامها : لحظة..لحظة ..أنا قلت أيه دلوقتي يخليكي تهربي .. وينظر لعين روتيلا ويمسك يدها الباردة المرتجفة ..مش إنتِ بتقولي بتحبي كليتك 

فأنا عايز جزء من الحب ده في صورة بورتريه من إيدك إيه رأيك 

صمتت روتيلا ناظرة لوجهه غير مصدقة لتلاعبة الدائم في الكلام.... 

صقر مقاطعا تأملها فيه : إيه رأيك أنفع 

:أنا عادة مش بميل للبورتريه ..

صقر بهدوء وهو يقترب منها يقاطعها :ليه إنتِ مش في فنون جميلة 


:أيوة بس ناوية اتخصص جـــ.....ها 

شهقه خفيفة ... بعد أن اقترب من خدها وقبلها  

 لتندفع فراشتنا خارج الغرفة ويضع صقر يده على قلبة : اه ، لسة موجوع


......مكتب صقر.....


: أدخل 

سارة : أبيه ممكن لو فاضي 

صقر : تعالي حبيبتي 

:في موضوع مهم لازم تعرفة

 يشعر صقر بجدية سارة فيقف ويدور حول المكتب ليأخذ بيد أختة ويجلسوا معا على الأريكة :اتكلمي حبيبتي خير 

سارة بتردد :عاطف كلمني امبارح بعد نص الليل 

صقر :بيكلمك على ميعاد الفرح ،الحقيقة عمي جالي النهاردة عايزة بعد شهر بس عايزة رأي... 

سارة تقاطعة باندفاع : عاطف طلقني 

صمت رهيب ساد الغرفة وصقر ينظر لها فقط 

سارة بخوف :ابيه انا مش السبب 

صقر يأخذ نفس عميق ويحرك يدة على وجهة بحركته العصبية وبهدوء :مش فاهم ...قولي تاني 

 سارة بخوف أكثر من هدوء صقر :أنا هاحكي لحضرتك كل حاجة من الأول بس أرجوك متظلمنيش وترجعني له ..

 وبدأت سارة في سرد كل ما حدث لها من ابن عمها من أول الخطوبة وكتب الكتاب إلى طلاقها وادعائه انه ردها مرة أخرى لولا روتيلا  واتصالات مرات عمها واتصالاته ثم رسائلة 

 بعد انتهائها

صقر : الحمد لله يارب ..الحمد لله يارب 

 هذا كان رد صقر على أخته ثم أخذها في حضنه:عارفة إنك غبية لأنك صبرتي عليه كل دة وغبية لأنك اعتقدتي أني ممكن أفرط فيكي وغبية أكتر وأكتر لأنك صدقتي انه ممكن يرجعك 

بس تعرفي أنا هاسامح بيت عمي ليه من اللي كنت هاعمله فيهم 

سارة تنظر لوجهة بتعجب  :؟؟


 أن عمك عمل فيا الحسنة الوحيدة اللي تغفر له عندي كل أخطائة


               الفصل الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-