CMP: AIE: رواية ظلها عشقا الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون 23و24بقلم ايمي نور
أخر الاخبار

رواية ظلها عشقا الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون 23و24بقلم ايمي نور


 رواية ظلها عشقا

 الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون 

بقلم ايمي نور 

.

الفصل الثالت العشرون

وقف بجمود يراها امامه بوجهها الشاحب وعيونها زائعة النظرات وهى تمررها عليه بأشتياق يبدو عليها الاضطراب  وهى تهمس له بصوت ضعيف متوتر

: ازيك ياصالح..... وحشتن....

قاطعها قبل ان تكمل كلمتها تلك يسألها بحدة وخشونة

:جاية هنا ليه ياامانى وعاوزة ايه؟

ازدادت اضطرابا ترتسم الصدمة فوق ملامحها كما لو كانت لم تتوقع منه تلك المعاملة لها لكنها اسرعت بالتماسك قائلة بنبرة متوسلة باكية

: عاوزة اتكلم معاك....انا عارفة انى غلطت فى حقك كتير...بس صدقنى مفيش ادامى غيرك انت علشان يلحقنى 

زفر صالح بقوة يظهر على وجهه انه بين صراع بان يقوم برفض طلبها وطردها من امامه او الاستسلام لطبيعته والقيام بمساعدتها بينما وقفت هى مكانها تراقب هذا الصراع بأطمئنان وثقة تعلم جيدا من المنتصر فى النهاية وقد كان حين رأته يشير لها ناحية الداخل لأستقبالها لتبتسم خفية بانتصار تدخل الى الشقة تنظر فى انحائها بأشتياق  حتى وصلت الى غرفة الاستقبال لتقف فى متتصفها وهى تتطلع فى كل ركن بها قائلة

:وحشتنى الشقة ووحشنى كل حاجة فيها......

ثم التفتت اليه تكمل قائلة بلهجة ذات مغزى و نظرات خبيثة

: بس واضح انك لسه محتفظ بكل حاجة زى ماهى...مش غريبة دى

ادرك صالح  ماترمى اليه بكلماتها ليجيبها ببرود وجفاف شديد

:اظن انك مش جاية الساعة دى علشان تتأملى فى جمال الشقة والعفش...فى ياريت تدخلى فى الموضوع على طول علشان مستعجل وورايا شغل

جفلت امانى بشدة يزداد شحوب وجهها من طريقته واسلوبه الجاف هذا معها... نعم هى لم تكن تتوقع منه ان يقابلها بالورود والترحاب بعد كل ماحدث بينهم لكنها ايضا لم يكن فى حسبانها تلك الطريقة منه لتزدرد لعابها بصعوبة قائلة بتلعثم شديد

: انا كنت جاية علشان.... اعرفك... ان اخويا شاكر... جايب ليا عريس... مصمم انى اوافق عليه وعاوز....

قاطعها مرة اخرى قاعدا ذراعيه فوق صدره يسألها بتلك النبرة الجليدية

:وانا ايه دخلنى ويخصنى فى ايه اعرف ولا معرفش

امانى بلهفة مستنكرة وهى تقترب منه بخطواتها

:ازى يا صالح انت مش جوزى..يعنى لازم اعرفك

اخفى صالح ذهوله من حديثها وقد وضح امامه الان سبب مجيئها اليه ليجيبها بغضب مكبوت وصوت خرج عنيف شرس رغم ما تكبده للسيطرة على انفعالاته

: وادينى عرفت ووصلتى ليا المعلومة..المطلوب منى ايه بقى

اتسعت عينيه بذهول وهو يحاول التراجع للخلف بعيدا عنها بعد ان فجأة ودون مقدمات القت بنفسها بين ذراعيه بقوة جعلته رغما عنه يتمسك بها خشية السقوط هو وهى ارضا وقد اخذت تبكى وتنوح وهى تلقى برأسها فوق كتفه قائلة

: رجعنى ليك ياصالح رجعنى وانا هعيش خدامة تحت رجليك.. رجعنى وانا مش عاوزة حاجة منك تانى لا عيال ولا مال ولا الدنيا كلها.. انت بس كفاية عندى...بس رجعنى ليك

فى اثناء ذلك كانت فرح قد وصلت لمكان وقوفهم ترى بعيون مصدومة هذا المشهد امامها تشعر بقبضة تعتصر قلبها بقسوة كادت ان تزهق روحها تحاول التراجع للخلف والهروب من المكان بعد ان صدر عنها شقهة مخنوقة انتبه لها صالح فيلتفت نحوها يتطلع اليها ولاول مرة ترى الخوف والاضطراب فى عينيه قبل ان يدفع عنه امانى بقسوة كادت ان تلقيها ارضا وهى تتعثر للخلف لكنه لم يبالى بها بل تقدم بخطواته نحو فرح وعينيه مثبتة على عينيها الملتمعة بدموع كانت تكبتها بصعوبة يناشدها بنظراته الراجية ان تثق به وتنتظر منه التوضيح لكنها تراجعت للخلف بخطواتها مبتعدة عنه وهى تهز رأسها له بعدم تصديق وصدمة جعلته يتوقف مكانه متجمدا وعلى وجهه خيبة امل  وقد تهدل كتفيه بهزيمة لتتوقف خطواتها رغما عنها وقد تأثرت ومست قلبها وقفته تلك ورؤيتها له فى تلك الحالة  لتثبت فى مكانها بعد ان كانت فى طريقها للفرار من المكان كله تدفع عن وجهها ملامح الصدمة والرفض وتحل بدلا عنهما التقة والثبات برغم ما تشعر به بعد رؤيتها ماحدث منذ قليل لكنها اختارت الايمان والثقة  به يشجعها قلبها على قرارها هذا وهى تتقدم مرة اخرى نحوهم بطريقة جعلت ابتسامة اعجاب وسعادة ترتفع لشفتيه وهو يتابع تقدمها منهم قائلة 

: مش تقول ياحبيبى ان عندنا ضيوف...علشان كنت اخرج استقبلهم معاك

مد يده نحوها يستدعيها لجواره  لتدس يدها بها مرحبة به وهو يقوم بجذبها نحوه يضمها الى جانبه وثم يحيط كتفيها بذراعه مقبلا جبينها ببطء  وتبجيل تحت مراقبة عيون امانى المشتعلة بالحقد والغيرة وقد احتقن وجهها بالدماء حتى اصبح على وشك الانفجار بعد ان تحدث برقة قائلا

: مش مستاهلة يا حبيبتى..امانى كانت ماشية تانى على طول

ثم التفت الى امانى ببطء وعينيه تطلق سهام الغضب والتحذير وهو يطالبها بهما بالانصراف لكنها لم تبالى بل اندفعت نحوه صارخة بغيظ

:لا مش همشى يا صالح...ولازم الهانم دى تعرف انا ايه بالنسبة ليك وانت اتجوزتها ليه وعلشان ايه

شعرت فرح بجسده يتشدد بجوارها واظافره تحفر عميقا فى لحم ذراعها بقوة  وقد طغى على وجهه الغضب الشديد بطريقة ارعبتها وجعلتها ترتعش بخوف منه تحمد الله ان غضبه هذا ليست هى مركزه بل كانت امانى والتى من الواضح رفضت او قررت تجاهل استقبال تلك الاشارت منه ومازالت تقف امامه الى الان ولم تفر هربا  بعد حل ذراعه عن فرح يتقدم منها ببطء وهو يفح من بين انفاسه بشراسة

:عاوزة تعرفى انتى بالنسبة ليا ايه يا امانى...حاضر هقولك... وكويس ان فرح موجودة علشان تسمع زى  ماانت عاوزة

انحنى نحوها على حين غفلة بسرعة جعلتها تشهق عاليا تتراجع برأسها بعيدا عنه بخوف وارتعاب وقد تسارعت انفاسه بخشونة من شدة كبحه لنفسه ولغضبه حتى لا يطالها بيديه يهشمها بهما قائلا ببطء شديد وقسوة حتى تحفر كلماته عميقا فى عقلها وتبدد غيمة ثقتها المنفرة له فى مكانتها عنده وفى حياته قائلا

:جوازى منك كان او*** حاجة حصلت ليا فى حياتى...انتى الشخص الوحيد اللى بدعى ان لا اشوفه  لا فى دنيا ولا اخرة من كتر كرهى ليكى...ولو كان بأيدى امسح السنتين اللى كنتى فى حياتى فيهم وادفع مقابل ده عمرى  كله هعملها يا امانى مش هتردد لحظة واحدة.. انا بكره كل اليوم اللى ربطنى بيكى... وبشكر ربنا صبح وليل انه خلصنى منك ومن جوازتنا خالص... كفاية كده ولا اوضح كمان

كانت مع كل كلمة تخرج من بين شفتيه يزداد شحوبها وهى تتراجع للخلف تهز رأسها برفض وعدم تصديق كأن عالمها ينهار من تحت قدميها تحت ثقل ما يتفوه به لتشعر فرح رغما عنها بالشفقة نحوها فقد كانت كلماته قاسية حادة كالسكين تدمى بلا رحمة اوشفقة لكنه لم يتراجع بل استمر بالتقدم منها رغم تراجعها عنه يكمل دون تردد او شفقة وعينيه كلها تشفى كأنه كان فى انتظار تلك اللحظة ليفرغ عن صدره كل  ما جعلته يعانيه بسببها قائلا

: اه وبالنسبة لفرح.. فالشعرة منها بس برقبة مليون ست زيك ومن صنفك

حاولت تمالك نفسها  تظهر طباعها الحقيقة وهى تلوى شفتيها بأبتسامة ضغيفة ساخرة تسأله بتهكم واذلال تحاول ان تدميه وتكسر عنفوانه امام غريمتها بالضغط على نقطة ضعفه بعد ان انهيار اى فرصة لها معه

:وياترى بقى الست فرح عارفة انك ملكش فى الخلفة وعمرها ما تشوف منك حتة عيل يقولها فى يوم يا ماما ولا خايف وخبيت عليها مصيبتك ال.....

اسرع يقاطعها بسخرية وتلتوى شفتيه هو الاخر بتهكم رغم المه الظاهر بعينيه من اثر كلماتها المسمومة 

: ايوه عارفة يا امانى هانم وراضية تعيش مع راجل معيوب زايى... مش دى كانت برضه كلمتك ليا دايما فى اى مشكلة تحصل بينا...يبقى ياريت توفرى اخبارك لنفسك و تعرفى بقى ان الفرق بينها وبين واحدة زيك زى الفرق اللى بين السما والارض بالظبط

انهارت قدميها تجلس فوق الاريكة وقد انتهت قدرتها على الوقوف بثبات امامه تنهار فى البكاء بشهقات عالية هسترية بعد ان خسرت أخر ورقة كانت تعلق عليها الكثير وتنتهى معها كل امالها وقد اخذت بلطم وجنتيها تنعى حياتها معه بطريقة كادت ان تدميها  لكنه لم تهتز له شعرة شفقة او رأفة بها بل وقف بجمود يتابع انهيارها هذا بلا اهتمام او مبالاة ثم يلتفت بحدة ناحية فرح وقد شعر بها تتحرك من مكانها دون تفكير لتقترب منها وعلى وجهها ترتسم الشفقة على حالها ينهرها بعينيه من الاقدام على ذلك لتتجمد مكانها خوفا من حدة نظراته وغضبه فى تلك اللحظة تمر اللحظات بصمت وبطء حتى تحدث اخيرا  بنبرة جافة وضيق يتطلع لساعته فى معصمه قائلا

:لو الليلة دى هتطول يبقى ياريت تكمليها فى بيتكم. علشان انا ورايا مصالح ومش فاضى للشغل الحريم ده

رفعت وجهها اليه وقد توقفت دموعها فجأة تنظر اليه للحظات مشحونة بالكثير  قبل ان تومأ له برأسها بأنكسار وهى تنهض من مكانها وتتحرك بخطوات متعثرة تمر بسرعة من جواره برأس منحنى بخجل حتى وصلت الى مكان فرح لتتوقف خطواتها امامها ترفع وجهها نحوها فترى الشفقة فى عينيها لما حدث لها فلم تحتمل تقتلها تلك النظرات وتألمها اكثر من نظرات التشفى والانتصار المتوقعة منها فى تلك اللحظة لتف لها بغل وصوت متحشرج من اثر بكائها

:مبروك عليكى يابنت لبيبة..والله وعرفتى تلعبيها صح وطلعتى انتى الكسبانة

ثم انهارت بالبكاء مرة اخرى تفر هاربة من المكان نحو الباب الخارجى تفتحه بسرعة ولكن وما ان فتحته حتى صرخت بألم بعد  ان امتدت يد من خارجه تقبض فوق خصلات شعرها بقسوة وغل ومعها صوت شقيقها الصارخ بغضب وشراسة

:يابنت ال****يافاجرة...جاية تتحايلى عليه يرجعك ياو**** يا رخيصة دانا هطلع عين اهلك النهاردة

اخدت تصرخ تستنجد بصالح ان ينقذها من بطش شقيقها لكنه وقف مكانه دون ان يتحرك ولو لخطوة واحدة تحت انظار فرح المصدومة والمرتعبة وهى تسمع صوت شاكر الغاضب الحانق يصرخ بقوة

: والله لومين ماحد هينجدك من ايدى النهاردة...

ثم التفت الى صالح يصرخ به محذرا بعنف

: وانت اياك  تتحرك من مكانك ولا تدخل بينى وبين اختى انا بقولك اهو

ابتسم صالح بسخرية يهز كتفيه وهو يضع يديه فى جيبه فى اشارة لعدم اهتمامه بما يجرى بينهم جعلت شاكر يشتعل بالغضب والجنون اكثر و اكثر وهى يجذب امانى من شعرها نحو الدرج صارخا

:شايفة يابنت ال****شايفة بعنيكى اد ايه كارهك انك ولا تهميه ولو حتى لو موتى ادامه... يلا انجرى ادامى يا فضحانى وكاسرة عينى بعمايلك

وبالفعل جذبها من ذراعها بقسوة للخارج واختفوا من امامهم وقد صمتت  امانى عن الصراخ  كانها فقدت كل امل لها يسود الصمت والهدوء بعد كل هذه الاعاصير والمفاجأت  حتى قطعه صوت فرح  وهى  تهمهم بحيرة وصدمة وعينيها مسمرة على الباب المفتوح

: انا مش فاهمة حاجة...مش انت بتحبها وكنت عاوزها ترجعلك طيب ليه...

انتبه على صوتها الحائر ليخرجه من دوامة افكاره يسرع نحوها يحذبها نحوه بقوة هاتفا

:ارجع لمين ومين دى اللى  بحبها...

رفعت عيون حائرة نحوه هامسة بارتجاف

:امانى...سمر قالت لى انك كنت هتتجن وترجع لها وهى اللى كانت رافضة

دمدم من بين انفاسه بكلمات حانقة سريعة علمت بأنها سباب موجه لسمر قبل ان يتنفس بعمق قائلا ببطء بعدها

: فرح انا عمرى ما حبيت ولا فى واحدة داخلت قلبى  من يوم ماعرفت يعنى ايه حب...غير واحدة بس سكنت قلبى واتربعت جواه لدرجة انه خلاص مبقاش قلبى انا وبقى ملك ليها وفى اديها هى... عارفة هى مين يافرح

هزت رأسها دون وعى بالنفى وقد كانت كل حواسها متنبهة له عينيها مسمرة فوق شفتيه كأن حياتها معلقة بما ستتفوه به تتعالى خفقات قلبها  بصخب حتى كادت ان تصم الاذان فى انتظار الباقى من كلماته ولكن وكعادة حظها معه تعال فى تلك اللحظة صوت شقيقه حسن يسأل بقلق وهو ينهج بقوة بأنفاس متسارعة كأنه صعد الدرج اليهم فى خطوتين

:فى ايه ياصالح... ايه صوت الصريخ ده...وشاكر والمخفية اخته كانوا هنا بيعملوا ايه..

اغمض عينيه بقوة يدمدم مرة اخرى من بين اسنانه بحنق قبل ان يلتفت الى شقيقه هاتفا بحدة

:مفيش يا حسن...متشغلش بالك انت..ده حكاية كده واتحلت خلاص

وقف حسن ينقل نظراته بين صالح وفرح بفضول قبل ان يهز رأسه بتفهم وقد تصور له ان صالح لا يرغب فى التحدث  والتوضيح له امام فرح  قائلا له

: طيب تمام...بس معلش انا كنت عاوزك فى كلمتين على جنب كده

زفر صالح بأحباط وقد علم ان اى فرصة للحديث بينهم انتهت فما هى لحظات حتى يصعد اليه والديه ايضا لذا.....التفت اليها يعطى ظهره لاخيه هامسا لها برجاء

:انا هنزل دلوقت...بس هما كام دقيقة وهطلع تانى...مش هتاخر عليكى...اتفقنا

لم تجد امامها سوى ان تهز راسها له بالموافقة وعينيهم معلقة ببعضهم وبينهم الف حديث وحديث قبل ان يلتفت نحو اخيه مرة اخرى يشير اليه حتى يتقدمه للخارج  تعلم جيدا انها ستقضى تلك الدقائق فوق الجمر ينهكها التفكير والتوقع حتى حضوره اليها 

*****************************

تقدم بخطوات سريعة غاضبة ووجه حانق نحو المحل الخاص بانور ظاظا بعد ان امضى النصف ساعة الاخيرة فى منزلهم يفرغ ثورة غضبه فى توجيه الضربات واللكمات الى امانى حتى سقطت منه ارضا بأعياء وانهاك وقد استطاعت والدته ان تنقذها من بين براثنه قبل ان يفتك بها ويزهق روحها بيديه

يدلف الى داخل  المحل يلقى عليه بسلام مقتضب حاد  قابله انور بهدوء ودون ان ينهض من مكانه يتنفس عميقا دخان ارجيلته وهو يتابع شاكر وقد يلقى بجسده فوق المقعد المقابل له قائلا بوجوم ودون مقدمات

: انا موافق يا انور على جوازتك من امانى اختى... شوف ايه الميعاد اللى يناسبك وهات المأذون

جلس انور كما هو للحظات يتجاهل تماما ماقاله شاكر له وكأنه لم يسمعه او حتى تفوه بشيئ ليصرخ به شاكر بغضب من تجاهله هذا

: جرى ايه أنور... انا بكلمك ياجدع

اعتدل انور فى جلسته يلقى بمبسم ارجيلته فوق مكتبه بعنف ثم ينحنى نحوه شاكر يسأله بسخرية

: قولى يا معلم شاكر.. فى حد قالك انى مختوم على لمؤاخدة قفايا

عقد شاكر حاجبيه معا بقوة يسأله بحيرة

: مش فاهم... لزمته ايه كلامك ده يا انور

نهض انور عن مقعده يلتف حول المكتب ببطء ومازالت تلك الابتسامة الساخرة فوق وجهه قائلا بتهكم

:  لزمته فضايح اختك يا معلم انور بعد ما كل الحارة شافتك النهاردة وانت جررها وراك زى الدبيحة  ونازل بيها من بيت المعلم صالح... جوزى الاولانى

قال جملته الاخير بتشفى ثم صدحت عالية ضحكته الساخرة فجعلت من وجه شاكر يشحب بشدة يتفصد وجهه بالعرق الغزير لكن انور لم يكتفى بذلك بل تقدم بجسده منه يستند بمرفقيه فوق ساقه قائلا

: وجايلى انا دلوقت وتقولى موافق على جوازتك من اختى...لا معلش انسانى.. وشوف لاختك حد غيرى يرضى بيها وبفضايحها

ضربت دماء الغضب داخل رأس شاكر ينهض عن مقعده بثورة يقبض فوق عنق انور بقبضته ضاغط عليه بقوة وهو يصرخ بشراسة به

:بتقولى انا الكلام ده يابن ال**** اختى اللى بتتكلم دى  متحلمش تشتغل فى بيتها وعندنا خدام يابن ال***يا واطى

برغم اختناقه والضغط القوى فوق عنقه الا ان انور لم يستسلم يسأله بصعوبة وبصوت مختنق شامت

:ولما هو كده جايلى تقولى اتجوزها ليه يا سيد المعلمين

ارتعشت يد شاكر فوق عنق انور تنحل من حوله بعد كلماته تلك يشعر بالخزى كأنه يقف امام  الحارة كلها عارى دون ملابس تستره عن الاعين يبتعد عن انور بخطوات متعثرة للخلف جعلت ابتسامة انور تزداد اكثر واكثر ومعها تلك النظرة من التشفى والشماتة يقف شاكر امامه للحظات مقيد مكبوت لايدرى كيفة التصرف.. وفجأة وبدون مقدمات اختطف احدى المقاعد يلقى بها نحو واجهة العرض الخارجية للمحل لتتهشم للقطع ثم بمقعد اخر القى به ولكن هذه المرة نحوه المعروضات بداخله يفرغ شحنة غضبه وثورته من كل ماحدث وسمعه اليوم على المحل ومحتوياته بطريقة جعلت انور يفر هاربا من امامه للخارج يقف يراقب خسائره وقد تجمع من حوله الاهالى يتسألون عما حدث لكنه لم يجيب اى منهم بل وقف يتابع مايحدث دون ذرة حزن او ندم فكل شيئ فداء ما يسعى له حتى ولو كانت جميع امواله وممتلكاته فكل مايملك فداء الفوز بها

**********************

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴⚫

الحلقة 24 

.


الفصل الرابع والعشرون

كان يقف امام محل عمله يتابع سير العمل وهو يصرخ فى العمال بعصبية  شديدة حتى يسرعوا فى تفريغ الحمولة  فكلما اسرعوا بالانتهاء كلما قربت لحظة اجتماعه بها حتى يستطيع اخيرا ان يبثها كل مافى قلبه لها ولن يخفى عنها شيئ بعد الان ولكن ما باليد فليس امامه الان سوى الانتظار اما انتهاء العمال او حضور شقيقه حسن حتى يتابع هو مجريات العمل

لتمر نصف الساعة اخرى على هذا الحال وكأنها مرور دهر عليه حتى تنفس الصعداء حين لمح شقيقه يهل عليه من ناحية المنزل بوجهه مكفهر وحاجبين منعقدين بشدة يلقى بجسده فوق المقعد  ليظل يتابعه صالح بطرف عينيه قبل ان يسأله وعينيه لا تفارق سير العمل

: مالك يا حسن... حصل حاجة جديدة...  مراتك مش عاوزة ترجع مع امك ولا ايه؟!

لوى حسن شفتيه بسخرية مريرة قائلا

: ياريت... بس لا ياخويا... اهى راجعة مع امك فى الطريق.. كلمونى من شوية وكلها نص ساعة وتهل بنورها عليا...وابوك هجيب شيخ الجامع علشان ارد يمين الطلاق وارجعها

استدار صالح اليه يسأل بشك وقد استغرب حالة اخيه ولم يستطع التصديق انه رافض بالفعل رجوعها اليه قد ظن ان تصميمه الشديد امامهم لم يكن سوى محاولة منه لحفظ ماء الوجه يخفى بها نيته

: حسن انت فعلا مش عاوز ترجعها... بجد كنت ناوى تكمل فى موضوع الطلاق ده

حسن وقد انقلبت ملامحه للنفور  ومع نظرة قاسية لم يراه صالح فى عينيه من قبل وهو يتحدث قائلا بغلظة

: عارف انك مش هتصدقنى...انا نفسى مش مصدق انى ممكن كنت فى يوم اقولها... بس انا فعلا مش طايقها ولا طايق حتى اسمع سيرتها ولاحتى اشوفها ادامى

تنهد بعمق يحنى رأسه يكمل باستسلام

: بس هعمل ايه... علشان خاطر العيال  واللى جاى فى سكة ده.. هستحمل

اقترب منه صالح يربت فوق كتفه بتعاطف قائلا

: عين العقل ياحسن... ولادك اهم حاجة واى حاجة تانية تهون علشانهم... ربنا يهدلك الحال يا خويا

رفع حسن وجهه اليه وعلى شفتيه ابتسامة امتنان وهو يمسك بكف صالح الموضوع فوق كتفه ضاغطا فوقها بقوة قائلا

: ويخليك ليا صالح...ويهدلك الحال انت كمان

ظلوا كما هما للحظات تلتقى الاعين بحديث صامت كان ابلغ من الكلمات حتى قطعه صوت احدى العمال ينادى صالح لينهض حسن من مكانه قائلا

:خليك انت انا هروح اتابع معاهم...

صالح  كأنه كان ينتظر منه تلك الكلمات يتجه نحو باب المنزل قائلا بلهفة

:طيب مدام انت معاهم هطلع فوق اتغدى وساعة كده ونازل

بالفعل كان قد اختفى داخل لمنزل دون ان يمهل شقيقه فرصة للرد لينظر حسن لساعته مبتسما بأستغراب قائلا

:غدى ايه اللى ساعة عشرة الصبح ده....

هز رأسه يكمل وقد التمعت عينيه بالمعرفة هامسا بمرح

:ماشى هعديها...ماهو ياما عدى ليا اوقات غدى زى دى كتير

     ************

صعد الدرج كل اثنين مع حتى وصل اخيرا لشقته يفتح بابها بسرعة يدلف للداخل ثم يلقى بمفاتحيه  باستعجال وعينيه تدور فى ارجاء المكان بحثا عنها وهو يناديها بصوت عالى ملهوف حتى هلت عليه اخيرا من داخل  المطبخ تمسح يديها فى منشفة وقد وقفت امامه تخطف القلب والعين برؤيتها يتأملها ببطء شوق شديد للحظات حتى لم تعد تكفيه المشاهدة فقط  يفتح ذراعيه لها على اتساعها فى اشارة فهمتها على الفور فتسرع بألقاء المنشفة ارضا  وتجرى نحوه ترتمى عليه تحتضنه بقوة اليها بعد ان احاطها بذراعيه حتى كادت ان تختفى بينهم ثم رفعها اليه وقد تعلقت بعنقه ويدس وجهه فى عنقها يتنفس بعمق رائحتها والتى بات يعشقها هامسا بتحشرج

: وحشتينى اوووى فى الشوية اللى بعدتهم عنك دول

تراجعت للخلف برأسها تنظر اليه بتدلل قائلة بعتب.

: لا انا زعلانة منك.. بقى هما دول الدقايق اللى قلت عليهم

غمز لها قائلا بخبث مرح

: ازعلى ياعيونى زى مانت عوزة... وانا عليا انى اصالحك

ثم انحنى يلثم خدها الايمن هامسا برقة

: كده زعلانة

هزت رأسها له بالايجاب لينحنى على الخد الاخر يلثمه هو ايضا بشفتيه هامسا

:طب كده برضه زعلانة؟

هزت رأسها لها بالايجاب مرة اخرى تتصنع الحزن لتنفرج شفتيه عن ابتسامة صغيرة وعينيه تلتمع اكثر وهى تقع فوق هدفه التالى قائلا لها ببطء

:لااا ده كده الموضوع كبير...مفيش حل تانى ادامى غير كده علشان اصالحك

وبدون ان يمهلها سوى فرصة لالتقاط نفس قصير من الهواء بشهقة منها عالية قد انقض على شفتيها بشفتيه يقبلها قبلة كانت مثل انفجار من السعادة بداخلها وهى تزيد من التعلق به تبادله اياها بعاطفة مجنونة وقد اختفى بينهم ولم يعد هناك مجال لاى حديث بعد ان جرفهم سيل المشاعر للحظات طوال اوقفه هو فجأة وهو يبعدها عنه بصعوبة قائلا بصوت اجش حازم

:لا.... احنا لازم نتكلم الاول...

هزت له رأسها بالموافقة على مضض وتشعر بالاحباط  لابتعاده عنها لكنها وجدت ان معه كل الحق لذا لم تقاوم او تعترض حين قام بأنزالها ارضا ثم يمسك بيدها متوجها ناحية غرفة الاستقبال يشير برأسه ناحيتها قائلا بجدية

:نتكلم هناك احسن واضمن..تعالى

لوت فرح شفتيها هامسة بسخرية قائلة

:ده على اساس بيفرق معانا اووى المكان..

التفت نحوها بنظرة محذرة خطرة جعلتها تخفض رأسها بخجل تسير معه بطاعة كطفلة صغيرة حتى توقفت خطواته فجأة يترك يدها يعود من حيث اتى لتزفر بأحباط وقد ظنت انه تذكر احدى اعماله والتى تظهر كالمعتاد كلما حانت بينهم لحظة المصارحة لكنه وتحت عيونها المذهولة لم يخرج من الباب كما توقعت بل رأته يقوم بفتح اللوحة الكهربائية المسئولة عن توزيع الكهرباء داخل الشقة يقف امامها ينظر لها بتفكير وحيرة عدة لحظات قبل ان يمد يده ويقوم بنزع شيئ من داخله ثم يقوم بغلقها مبتسما بنصر عائد لها مرة اخرى لتسأله بفضول عما فعله فيجيبها وكأنه صنع انجاز

:فصلت الجرس خالص...والاحسن يفضل مفصول كده على طول...دانا كرهته وكرهت انى فكرت اعمله  والله

تعالت صوت ضحكتها المرحة من اثر كلماته لتعالى معها صوت دقات قلبه وهى تتراقص على انغامها وتفعل به الاعاجيب ليهمس لها محذرا

:لا بقولك ايه مش وقت ضحك خالص... خلينا نقول الكلمتين قبل ما حسن هو كمان يرن عليا و....

توقف عن الحديث يرفع سبابته كأنه تذكر امر ما يخرج بعدها هاتفه من جيبه ويعبث به لثوانى ثم يغمز لها بخبث وغموض

: كده بقى اطمنا ان ساعة الغدا تبقى ساعتين تلاتة ولا حد يقدر يقاطعنا

اقتربت منه تسأله بحيرة وهى تمر من جواره قائلة

: غدا ايه.. انت جعان؟!طيب مقولتش ليه...ثوانى وهكون محضرة الاكل حالا

جذبها من يدها نحوه يوقفها عن الحركة يدس اصابعه فى شعرها يثبت رأسها وعينيه تأسر عينيها تتعالى انفاسه بصخب قائلا بسرعة وبدون تفكير

: بحبك.... لا مش بس بحبك...دانا بدوب من حبى ليكى ...بعشقك وبعشق كل حاجة فيكى

اتسعت عينيها بذهول تفغر فاها من صدمة اعترافه المباغت لها تشعر كأن ساقيها مصنوعان من الهلام لا تقوى على حملها يرتعش كل عصب بها من التوقع وهجومه الصاعق على حواسها وهو يكمل ملامحه قبل لسانه تنطق بكلمات بدلا عنه

: بعشق وبدوب فى حتة عيلة كانت ادامى بتكبر ادامى يوم ورايا يوم لحد ما لبست المريلة الزرقا وتعدى عليا فى المحل تضحك ليا وتخطف قلبى معاها وتمشى.. وسنة ورا سنة لحد ما قلبى خلاص مبقاش ليا بقى ليها وملكها هى وبس

كانت تهز رأسها بعدم تصديق وهو يكمل الباقى من اعترافه بحزن واسف

كان كل يوم بيعدى عليا وحبها بزيد فى قلبى اكره نفسى قصاد الحب ده اضعاف مضاعفة

لم تجد فى نفسها القدرة لسؤاله عن السبب كما كانت تخشى فرحتها الطاغية بأعترافه هذا خوفا من الا تكون هى المعنية به تسمعه كالمغيبة وعينيها تنطق بسؤالها بدلا عن  شفتيها ليجبيها بخشونة واستهجان موجها لنفسه

:كانت عيلة..حتة عيلة بتلعب مع اختى على سلم بيتنا..كنت بشلها على دراعى زى اللعبة...وفجأة كده بقت فى عينى حاجة تانية...بقت دنيتى واهلى وناسى كلهم..بقيت مش عاوز من الدنيا حاجة غيرها هى وبس...بس مكنش ينفع اقولها ولا حتى بينى وبين نفسى وقتها...

لم تعد تستطيع التحمل او الصبر على المزيد تسأله بصوت مرتعش ملهوف تريد منه اجابة واضحة تريحها

: مين هى يا صالح.؟.. مين.. دى انا صح؟ علشان خاطرى قول صح

اخفض جبهته الى جبهتها يستند عليها يزيد من ضمها لجسده هامسا بصوت مبحوح مرتجف

:صح ياقلب وعيون وعشق وروح صالح...انتى يافرحة قلبى وحياتى...انتى ياحلم بعيد وعمرى ما اتمنيت فى حياتى غيره

انفجرت فى بكاء تنهمر دموع الراحة على وجنتيها تخرج كبت وخوف تلك اللحظات ليصيبه الذعر وقد اساء فهم تلك الدموع فيصبح وجهه شديد الشحوب والقلق وقد اخذت تحاول الحديث بصعوبة قائلة

: ليه يا صالح...ليه تضيع كل ده منا...ليه

مد انامله متنهد بقوة ويده تزيح دموعها برقه وهو يهمس لها بحنان

:علشان كنت عبيط ياعيون صالح...كنت فاكر انى هقدر انسى واعيش مع غيرها وهى ايام من عمرى وبقضيها

ضربته فى صدره تنهشها الغيرة من اخرى سبقتها اليه تهتف به باكية بعتب

:وكنت هتكمل معاها ياصالح مش كده.. كنت هتقدر لولا عرفت  انك........

ضغطت شفتيها معا بقوة تمنع نفسها من الاستمرار والوقوع فى منطقة المحظورة جارحة لكنه لم يبالى يهز رأسه لها بالايجاب قائلا

: ايوه يافرح مش هكدب عليكى واقولك لا... بس صدقينى انا كنت عايش زى الميت  ... اه عايش وبتنفس بس مش حى ولا حاسس لدنيا طعم... انا محستش انى حى غير لما اتجوزتك وحضنتك لقلبى...صدقينى يافرح

انهى حديثه يتوسلها التصديق فلم تستطيع ان تبخل عليه بالطمأنية والراحة تحيط وجنتيها بكفيها وعينيها ثابتة على عينيه تنطق بكل حبها تهمس لها بتأكيد

: مصدقة ياقلب فرح من جوه... علشان انا كمان جربت كل اللى بتحكى عليه ده من يوم ما شوفتك بتتزف مع واحدة غيرى وانا عايشة زى الميته... ما رجعتش ليا الروح الا لما بقيت ليك وعلى اسمك

اتى دوره لتتسع عينيه بصدمة وذهول يسألها بكلمات متقطعة غير مترابطة

فرح... بتتكلمى جد... تقصدى فعلا.. اللى انا.. فهمته ده

فرح وهى تأكد على كل حرف يخرج من بين شفتيها

: بحبك ياعيون فرح... بحبك من يوم ما عرفت ايه هو الحب... بحبك من وانا عيلة بالمريلة الزرقا.. وبحبك وانا عارفة انك لغيرى وعمرك ما هتكون ليا.. حبيتك وهحبك وهفضل احبك ياعمرى كله

صرخ صالح من الفرحة والسعادة وهى معه يرفرف قلبه بين ضلوعه وهو يحملها ويدور بها قبل ان يسير بها بخطوات سريعة خارجا بها من الغرفة قائلا بلهاث ولهفة

: لا كده انا جعت اووى بعد كلامك اللى يخطف القلب ده... ولازم اكل حالا

توجه بها ناحية غرفة النوم لترفع رأسها عن كتفه قائلة بأرتباك وعدم فهم

: رايح فين... طريق المطبخ من هنا

غمزها بخبث قائلا بصوت مبحوح اجش وهو يستمر فى طريقه

: لا يا عيون صالح وقلبه.. الاكل اللى فى دماغى ملهوش طريق غير ده  

ظلمها عشقاً************************ ايمى نور

ايام مرت على الجميع كلا فى حياته ومسارها حتى سماح فقد عادت الى عملها القديم تقف داخل المحل ومعها احدى زبائنه تعرض عليها احدى المعروضات تندمج معها فى الحديث  غافلة عن دخول عادل الى المكان ويقف فى احدى اركانه بهدوء فى انتظار انتهائها ولكنها كانت تعلم بوقوفه بعد لمحته بطرف عينيها وهى تطيل الحديث مع السيدة على امل ان يصيبه الملل من الانتظار ويرحل ولكنه ظل مكانه حتى بعد ان نفذت منها كل الحيل لتأخير الزبونة عن الانصراف والتى خرجت من المحل بعد ان القت بسلام مرح اليه ومعه نظرة معرفة نقلتها بينهم لتلتفت سماح اليه بعد ذهابها بأبتسامة ترحاب مصطنعة قائلة

:اهلا استاذ عادل...اتفضل المحل تحت امرك

اقترب منها وعينيه تمر بلهفة فوق ملامحها بأشتياق لاحظته بقلب مرتجف لكنها تجاهلت كما تجاهلت مشاعر اخرى ورفضتها رفضا قاطعا تلقى بها خلف ظهرها فلا هى واو هو يستطيعا تحمل عواقبها تعقد حاجبيها بشدة وبنظرة صارمة فى عينيها قابلت بهم حديثه الملهوف وصوته الاجش حين قال

:ازيك يا سماح..عاملة ايه..وحشتينى اوى

سماح بصوت صارم جاف

:استاذ عادل لو سمحت ده محل شغل...مينفعش فيه الكلام ده

اجابها عادل وهو يتقدم بخطواته منها

:طيب اعمل ايه...وانت مش عاوزة تردى على تليفوناتى..مكنش فيه حل ادامى غير انى اجيلك هنا

تراجعت للخلف عنه قائلة وصوتها رغم الحزم والرفض به الا انه خرج ضعيف مرتعش اظهر ما تعانيه فى تلك اللحظة امامه

:استاذ عادل ارجوك... اظن انى وضحت ليك ردى على طلبك وقلت له اكتر من مرة..وبرضه هكرره تانى

لا يا استاذ عادل طلبك مرفوض وكل شيئ قسمة ونصيب

عادل بتصميم هاتفا بها

:انا مش جاى علشان اسمع ردك تانى..انا جاى علشان اعرف ليه..ليه بترفضينى.ليه مش عاوزة تدى لنفسك الفرصة تتعرفى عليا يمكن وقتها تغيرى رايك

وقفت مكانها لاتدرى كيف لها ان توضح له انه ليس سبب رفضها وانها لا تحتاج الى تلك الفرصة بعد ما ادركته خلال فترة بعدها عنه وبأنها سقطت فى حبه رأسا على عقب ولم يكن الاعجاب هو كل ما تشعر به اتجاهه كما حاولت ان تقنع نفسها مرارا وتكرارا

لكنها ليست على استعداد لعواقب اعترافها هذا ولن تكون بتلك الانانية والتفكير فى نفسها فقط لذا وضعت قناع من القسوة والنفور فوق ملامحها قائلة بفظاظة ونفاذ صبر

:استاذ عادل اظن كفاية لحد كده وياريت تشلنى من دماغك بقى...انا وانت منفعش لبعض..ومش هيحصل ابدا بفرضة ولا من غيرها

اشارت بيدها نحو باب الخارجى قائلة بغضب

:وبعد اذنك ياريت تتفضل من هنا قبل صاحب المكان ما يوصل واظن انت مترضاش ليا بالاذية

وقفت بعدها مهزوزة جدا والغصة فى حلقها  حين رأته يقف امامها بعد القت فى وجهه بتلك الكلمات القاسية يحدق فيها وعيناه تثبتها فى مكانها وقد ضاقت بشكل خطير عليها فى لحظات صمت طويلة تشعرها بالذنب والالم ينهشاها لتفتح شفتيها هامسة بأسمه بنبرة معتذرة ضعيفة لكنه قاطعها برفع يده فى وجهها كأشارة لها بالتوقف قائلا بصوت حاد صارم

:خلاص يا انسة سماح...مش محتاجة تتكلمى تانى...كل اللى عاوزة تقوليه وصلنى..وانا اسف جدا انى ضايقتك طول الفترة دى وصدقينى مش هرضى ابدا ان اكون سبب فى اى اذية ليكى

حدقت خلفه بعيون لامعة من الدموع بعد ان خرج فورا من المكان وقد علمت انها الان خارج تفكيره بعد ما حدث ويعينها الله على تحمل ما ستعانيه من اثر قرارها هذا

ظلمهاعشقاً**********************ايمى نور

نهضت من مكانها تجرى بأتجاه الباب بعد ان تعال صوت الضربات فوقه بطريقة افزعتها ما ان فتحته حتى اقتحمت ياسمين المكان صارخة دون مقدمات بغل وجنون

: ايه حكاية اختك بالظبط مع عادل يابت انتى عاوزة ايه بالظبط منه..ايه خلاص الرجالة خلصت ومبقاش الا خطيبى اللى ترسموا عليه

لم تجد فرح الفرصة لرد عليها بعد ان لحقت بها والدتها تنهرها بها بحدة حتى توقفها عن سيل الشتائم المنهمر من لسانها لكن ياسمين لم تبالى بل اخذت بتوجيه الشتائم الى فرح وسماح كأنها تلبستها حالة من الجنون تصرخ بعدها

: انا قلت انكم بنات و****ومحدش صدقنى.. واحدة تضحك على اخويا وتخليه ماشى وراها ماسك فى دلها زى العيل الصغير... والتانية راسمة دور الطيبة وهى حية

صاحت بها انصاف مرة اخرى تنهرها وتحاول ايقافها عن الحديث وهى تجذبها للخروج من المكان لكنه تشبثت بمكانها تكمل قائلة بحقد وغل لفرح

: ماتردى يا حرباية... اختك عاوزة ايه من خطيبى

حاولت فرح التماسك وهى تجيبها سؤالها  بسؤال اخر بهدوء شديد مستفز

: خطيبك مين يا ياسمين؟! اللى اعرفه ان عادل فسخ الخطوبة.. يبقى ممكن اعرف تقصدى مين بكلمة خطيبى دى

جزت ياسمين فوق اسنانها بغيظ وعينيها تشتعل بالجنون تحاول جذب ذراعها من قبضة والدتها والهجوم عليها للفتك بها وهى توجه لها سيل اخر من الشتائم المقززة استقبلتها فرح بنفس الهدوء رغم ما يعتمر داخل صدرها من غضب لو اطلقت له العنان لمزقتها بيدها العارية اربا لكنها راعت وقوف والدة زوجها وتتركها شاهدة على افعال ابنتها لتمر اللحظات ومازالت ياسمين على حالتها تلك حتى حضرت على صوتها سمر تسأل عما يحدث لكن لم يجيبها احد لتقف فى احدى الزوايا تتابع ما يحدث دون تدخل منها باعين شامتة وابتسامة صغيرة صفراء حتى حانت اللحظة والتى استطاعت فيها ياسمين من الفكاك من تقيد والدتها لتهجم نحو فرح تمسكها من شعرها تجذبها  وتوقعها ارضا وهى فوقها تصرخ بشراسة تفرغ عن شحنة الغضب المستعير بداخلها منذ ان  وصلتها الاخبار  عن ذهابه لمحل عمل تلك الحقيرة منذ قليل لتطير هذه الاخبار الباقى من تعقلها فتسرع فى مهاجمة فرح بتلك الطريقة  

: انا بقى هعرفك انه خطيبى غصب عنك والكل...

لم تجد فرح امامها حلا اخر سوى ان تبادلها الصربات والشد واللطم وقد انقلبت الامور بينهم الى معركة دامية فشلت انصاف فى فضها وابعادهم عن بعضهم غافلين عن سمر والتى وقفت فى احدى الاركان تتحدث فى هاتفها بجزع وخوف مصطنع

: الحقنا يا حسن.. فرح مرات اخوك ماسكة فى ياسمين اختك وهتموتها فى اديها من الضرب

وماهى سوى لحظات حتى كان صالح ومعه حسن هو الاخر يقتحمون المكان ولحظ فرح الحسن دايما  كانت هى من تجلس فوق جسد ياسمين توجه لها الضربات وتهاجمها ليسرع صالح نحوها يرفعها من خصرها عنها ولكنها اخذت تقاومه تطوح قدميها بأتجاهها وقد اخذها حماس المعركة هاتفة بشراسة

: سبونى عليها... محدش يحوشنى عنها ال****دى... والله ما ساكتة لها بعد كده  .. اوعوا سبونى

اخذت تحاول الفكاك من تلك الذراع الممسكة بها غافلة عن هويته فقد كل ما يشغل بالها هو تلقين تلك الحية درسا لن تنساه ولا تفكر فى ذكر اختها مرة اخرى على لسانها السام هذا لكنها سرعان ما تجمدت حين وصلها فحيح صوته فى اذنيها تسرى قشعريرة الخوف فى جسدها حين قال

: وربى يافرح لو اتحركتى حركة واحدة تانية لكون ضربك قصاد الخلق دى كلها... واظن انتى جربتى قبل كده

همدت حركتها تماما كأنه القى بكلمة السر عليها  تلتفت نحوه برأسها هامسة بتردد وخوف

: والله هى يا صالح اللى بدأت بمد الايد الاول حتى اسال امك هى كانت واقفة

عضت شفتيها السفلى تغمض احدى عنينيها بخشية بعد علمت انها قد اسأت اختيار الكلمات من تشدد ذراعه حول خصرها بطريقة المتها ولكنها ايضا زاد من الصاقها به تشعر بفيحيح انفاسه المتسارعة كأنه يقاوم عصرها بيديه قبل ان يلتفت الى والدته والتى كانت تقوم بمساعدة ياسمين المنهارة بالبكاء على النهوض قائلا بغضب مكبوت وصوت اجش

: خديها ياما وانزلوا تحت وانا شوية وهحصلكم

هزت انصاف رأسها له بالموافقة تسير نحو الباب وتصحبها ياسمين الباكية لتسرع سمر بعد انصرافهم  قائلة بخبث ودهاء  لتثبت ان الامر  خطأ فرح فقط

: بس المفروض كانوا يصفوا الامور ما بينهم علشان النفوس متشلش من بعضها... وفرح كمان لازم تتأسف ليا....

هتف حسن ينادى بأسمها محذرا بشدة وحزم يوقفها عن الحديث قائلا

: سمر.... ملكيش دخل... انزلى يلا على شقتك متطلعيش منها سامعة ولا لا

اسرعت تربت فوق صدره قائلة بتذلف وطاعة

:حاضر يا حبيبى...حاضر اللى تأمر بيه يتنفذ حالا...بس انت متزعلش نفسك ولا تتعصب

بالفعل كانت فى طريقها للخارج تنزل الدرج سريعا يعقبها حسن بعد ان اخبر صالح بنزوله لمتابعة سير العمل ليسود الصمت المكان  بعدها للحظات وقف فيها ينظر اليها بنظرات مبهمة لم تعلم ان كانت غضب او شيئ اخر قبل ان يتجه نحو الباب يغلقه ثم يستند بظهره عليه عاقدا ذراعيه بصمت  فى وقفة انتظار منه لتسرع قائلة بأندفاع مدافعة عن نفسها

: شوف قبل ما تعمل اى حاجة احب اعرفك ان اختك اللى غلطانة.... وهى اللى طلعت تتهجم عليا وتغلط فيا انا وسماح... و كمان هى اللى ضربتنى الاول حتى روح واسال امك وهى تقولك كل حاجة

توتر ملامحها حين وجدته يعقد حاجبيه بشدة محذرا لتهتف سريعا مصححة بصوت خافت مسالم

: اقصد.. اسال ماما انصاف اللى هى مامتك يعنى وهى هتقولك الحقيقة

صالح بهدوء شديد تعلمه جيدا وتعلم عواقبه

:  اسأل ايه دانا انا شايلك عنها بالعافية..ولولا كده كان زمانك موتيها فى اديكى من الضرب ولا عملت لها عاهة مستديمة

فرح بحزن واسف وقد تغضن وجهها

: ااه يعنى انت شايف كده...وفرح اللى هتشيل الليلة كلها

فجأة وبدون مقدمات انمحى عن وجهها اى تعبير سابق تلتمع عينيها بالتحدى

:طيب حيث كده بقى..انا مش هعتذر لحد زى الحرباية مرات اخوك دى ما قالت...وشوف كمان ....

صرخت بهلع تجرى من امامه قبل ان تكمل تهديدها بعد ان رأت يتحرك من مكانه بغتة يندفع نحوها لتسرع بالفرار نحو غرفة النوم تغلقها بصعوبة وقبل ثانية واحدة من ان يلحق بها تقف خلف الباب تستند بظهرها عليها كأنها بتلك الطريقة ستمنع اقتحامه للغرفة وهى تسمع صوت صياحه الغاضب يطالبها

:افتحى الباب يافرح...ولو جدعة كملى اللى كنتى بتقوليه

هزت كتفيها له برفض كأنه يراها قائلة

:مش هفتح حاجة...بعدين مين قالك انى جدعة...انا عيلة ياسيدى هتعمل عقلك بعقل عيلة

صرخت مرة اخرى هلعا حين وجدت الباب يندفع من خلفها وقد ظنت انه فى طريقه لتحطيمه لكنها كانت ضربة واحدة منه كانه يفرغ بها عن غضبه وجعلها تقف منتظر بقلب متسارع الضربات وقدم مرتعشة لا تقوى على حملها فى انتظار ماهو اتى منه لكن ساد الصمت التام المكان للحظات طوال ارهفت فيها السمع لاى صوت او حركة منه لكنها فشلت ولكن ماهى دقيقة حتى وصل اليها صوت الباب الخارجى يغلق من خلف بدوى قوى وصلها بسهولة برغم الباب الغرفة المغلق ولتعلم بأنه قد ذهب وغادر وهو غاضب منها فوفقت لعدة لحظات تنهر نفسها بغضب قائلة بحزن وقد اخذت شفتيها ترتجف رغبة فى البكاء

: اهو مشى زعلان عجبك كده... هو انا امتى يبقى ليا حظ من اسمى دانا ملحقتش افرح بيه يومين.. وهو رجعنا نتخانق تانى...بس لاا والله ما يحصل...مش هخلى الحربايتن دول يفرحوا فيا...

اتجهت بتصميم ناحية خزانة ملابسها تخطتف من داخلها احدى العبائات وتضع طرحتها فوق رأسها ثم تسير نحو الباب تفتحه بتصميم منه بأتجاه الباب الخارجى ما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى صدح صوته الحاد يوقفها مكانها تشهق مجفلة بصوت عالى تشد مقدمة ثوبها وتقوم بالتفل بداخله عدة مرات قبل ان تتحدث قائلة بارتجاف

: كده ياصالح... والله قلبى كان هيوقف.. انت مش كنت نزلت

نهض من على مقعد  غرفة الطعام ولم تكن لاحظته فى هوجة استعجالها للحاق به يتقدم منها قائلا بهدوء

: طبعا علشان كده خرجتى من الاوضة.. السؤال بقى.. كنت رايحة فين

اخذت تبحث داخل عقلها عن اجابة ترضيه وتمتص بها غضب اللحظات السابقة بينهم قائلة وهى تخفض عيونها بخجل واسف مصطنع وصوتها ممتلئ  باعتذار كاذب

: كنت نازلة اعتذر لياسمين اختك...ماهو مكنش يصح اللى انا عملته معاها

اسرعت تكمل حين اصبح على بعد خطوة منها هاتفة بأضطراب

: بس والله ياصالح هى اللى ضربتنى الاول وكمان غلطت فيا كتير انا و......

صالح وقد قطع الخطوة الباقية بينهم يقاطعها وهو ينحنى عليها بغتة قائلا بحزم

:عارف...عارف كل ده...بس مكنش ينفع يا هانم انك تتكلمى مع جوزك كده وتهديده  وتعلى صوتك عليه صح ولا لا

تراجعت للخلف برأسها قائلة بتوتر واستياء

:ماهو انت كمان مش مصدقنى...وبتقولى هتعملى ليها عاهة مستديمة.. ليا يعنى كنت الشحات مبروك

رفع حاجبه يسألها بهدوء شديد

:يعنى مش شايفة انك غلطانة خالص؟

كادت ان تجيبه بتحدى ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تخفض رأسها قائلة بخفوت اسف

:لا غلطانة... وحقك عليا واسفة... المهم مش عوزاك تزعل منى

ارتفعت ابتسامة حنون صغيرة فوق شفتيه تلتمع عينيه بتقدير وحب لها  مد يده لرفع ذقنها يرفع عينيها اليه هامسا لها هو الاخر معتذرا

: لا.. حقك عليا انا ... انا اللى غلطان انى مصدقتش من الاول كلامك... بس امى كلمتنى وعرفتنى اللى حصل كله... وصدقينى مش هتحصل تانى  وياسمين حسابها معايا بعدين على اللى عملته معاكى

ارتمت فوق صدره تحتضنه بقوة هامسة

: لا مش مهم خلاص...انا برضه كمان غلطت...علشان خاطرى يا صالح متعملش ليها حاجة

ضمها اليه بقوة يهمس لها هو الاخر يسألها  مقبلا مقدمة رأسها بتقدير لعدم استغلالها الفرصة

:فكرينى كده وهو انا قلتلك بحبك النهاردة ولا لا

صدر من بين شفتيها صوت يدل على النفى ليبعدها عنه ببطء قائلا وعينيه تلتمع بشدة من عصف المشاعر به

:لاا يبقى لازم اصل غلطى..وفورا

انحنى عليها يحتضن بشفتيه شفتيها يلثمها بقبلات صغيرة على كل زاويا بها معها همس اجش بكلمة (بحبك) مع كل لمسة منه لها يعيدها ويكررها عليها لكنها لم ولن تمل من سماعها مهما طال بهم العمر تختطف قلبها ودقاته كأول مرة سمعتها منه

ظلمها عشقاً************************* ايمى نور

فتح الباب لزوجته والتى هتفت به بقلق فور ان رأته امامها تسأله

:فى ايه يا مليجى...وشقة مين دى

اشار لها بالدخول بوجه شاحب ومرتبك يغلق الباب بعد دخولها ثم يتقدمها للداخل وهى تتبعه تعيد سؤاله مرة اخرى

: رد عليا يا مليجى..خلعت قلبى من ساعة ما كلمتنى فى التليفون..فى ايه رد عليا

شهقت بمفاجأة بعد ان ادخلها الى مكان جلوس انور ظاظا وقد جلس فوق المقعد المواجه للباب مرحبا بها بصوت ساخر

:اهلا وسهلا...نورتى شقتى المتواضعة ياست كريمة

التفت كريمة نحو زوجها تهتف به بغضب وحدة

: جايبنى هنا ليه يا مليجى... ايه الحكاية بالظبط

نهض انور عن مقعد يجيبها هو بعد ان نكس مليجى رأسه هربا منها قائلا بحزم

: انا هقولك يا ست كريمة بس عوزك  كده تفتحى مخك معايا وتعرفى ان اللى هطلبه منك ده فيه مصلحتك ومصلحة جوزك قبل منى انا

توترت ملامح كريمة ينهش الخوف صدرها لكنها تماسكت امامه تساله بحدة

: خير يا معلم عاوز منى ايه بالظبط

انور وقد احتقن وجهه بالغضب يفح من بين انفاسه

: بعد ما المحروسة بنت اخت جوزك بوظت كل ترتيب عملته وخططته له ولسه قاعدة فى بيت سبع الرجالة جوزها وعلى ذمته... مبقاش ادامى خير حل واحد مكنتش احب اوصل له بس هعمل ايه  مبقاش فيه ادامى غيره  ...محدش هيقدر يعمله غيرك

كريمة بخوف وتوجس

:واللى هو ايه يا معلم؟

ابتسم انور ببطء قائلا وعينيه تنطق بالكره والشراسة يسرع فى الحديث عن كل المطلوب منها للقيام به وقد وقفت كريمة تحت انظار مليجى المصدومة هادئة تستمع بتركيز وقد ظن انها ستقيم الدنيا وتقعدها حين تعرف بمخطط انور حتى وصل للجزء الخاص بأجرها تتبدل فى الحال تنطق عينيها بالجشع قائلة بحزم

:لا يا معلم لو عاوز كله يمشى بالمظبوط  وزى ما تحب يبقى اخد اد المبلغ ده مرتين

انفرجت ملامح انور بالسعادة لنجاحه فيما يريد هاتفا

: لا يا كريمة  ليكى عندى اده تلات مرات بس اللى عاوزه يحصل

كريمة وهى تومأ برأسها موافقة

: موافقة يا معلم...شوف انت عاوز تنفذ امتى وانا تحت امرك

وقف مليجى يتابع ما يحدث وعينيه فوق زوجته بذهول وصدمة كأنه يراها لاول مرة فقد

 تصور جميع الاحتمالات وانها ستقوم برفض طلبه فى حين لم يستطع هو النطق به فى وجه هذا الطاغية وتزيح عن كاهله هذا العبء ولم يتخيل ابدا انها ستقوم بالموافقة دون لحظة تردد

 منها... يتسأل بحزن ان كان هو المسئول عن ذلك التبديل فى حال زوجته بسبب ما عانته بسببه طوال سنين زواجهم من مر الحاجة حتى اصبحت لا تهتم بشيئ سوى نفسها وراحتها فقط مهما كانت النتائج

                       الفصل الخامس والعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-