أخر الاخبار

رواية ظلها عشقا الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون 25و 26بقلم ايمي نور


رواية ظلها عشقا

 الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون 

بقلم ايمي نور 

.

الفصل الخامس والعشرون

دخل عادل للمكان وهو يشير لصالح بالنهوض قائلا بتعجل

: انت لسه عندك بتعمل ايه.. انا مش قلت تمشى من هنا حالا

نهض صالح ببطء من مقعده قائلا بهدوء

: يابنى اهدى كده وفهمنى فى ايه.. انا مش فاهم منك حاجة ولا من مكالمتك

زجره عادل بخشونة وقد احتقن وجهه بشدة

:  يابنى مانا عرفتك كل حاجة فى التليفون... انت مش عاوز تسمع الكلام ليه... ولازم كل حاجة تعند فيها

اقترب منه حسن يحاول تهدئته وقد لاحظ احتقان وجه صالح هو الاخر ليسرع قائلا

: براحة بس ياعادل... وفهمنا ايه الحكاية

التف اليه عادل صارخا بحنق

: الحكاية ان اخوك فى حد مبلغ عنه انه بيتاجر فى الحشيش وفى قوة من القسم طالعة على هنا  علشان تفتش

صاح حسن بصوت مذهول

: انت بتقول ايه... ومين ده اللى بلغ؟

صرخ  عادل مرة اخرى ولكن هذه المرة بقلق واضطراب وهو يشير لصالح

:انتوا لسه هتسألوا..يابنى اخلص وقوم...كلها دقايق ويوصلوا على هنا

جلس صالح فوق مقعده يريح ظهره للخلف قائلا بهدوء

:يا اهلا بالبوليس ورجالته...بس انا مش عامل عاملة علشان اهرب منها

هذه المرة من قام بالصراخ عليه هو حسن صائحا

: قوم ياصالح واسمع الكلام... البوليس مش هتحرك الا لو متأكد من البلاغ ومحدش عارف مش يمكن اللى بلغ ده حط ليك حاجة هنا ولا هنا

عقد صالح حاجبيه بتفكير للحظة ظن عادل وحسن فيها اقتناع بحديثهم ولكن اتت كلماته التالية صادمة لهم حين قال بهدوء شديد

:برضه مش هتحرك من مكانى..وزى ما تيجى

صاح عادل بإحباط وهو يشد شعره من عند صديقه يقف هو وحسن يتطلعان الى بعضهم بقلة حيلة حتى صدح صوت السرينة الخاصة بالشرطة اعقبها دخول ضابط ومعه عدد من الرجال يسألهم بحزم

: مين فيكم صالح منصور الرفاعى

اشار صالح الى نفسه يجيبه بهدوء ليتبع الضابط حديثه قائلا

: فى امر من النيابة بتفتيش شقتك والمغلق هنا كمان

اقترب منه عادل متوجها بالحديث اليه قائلا

:  انا عادل الحسينى محامى صالح ممكن اشوف اذن النيابة

مد ضابط الشرطة يده اليه بورقة وهو يبتسم ابتسامة جانبية ساخرة

: لا واضح اوى انكم مستعدين والمحامى حاضر كمان... اتفضل يامتر الاذن اهو

لم ينتظر انتهاء عادل من الاطلاع على الورقة التى بيده يأمر رجاله بالانتشار داخل المكان لتفتيشه بيما وقفوا هم فى انتظار انتهائهم وقد قلبوه رأسا على عقب حتى انتهوا اخيرا يتجمعوا مرة اخرى امامهم يهتف احدهم بصوت خشن غليظ

:مفيش حاجة ياباشا...المكان كله نضيف

عادل موجها حديثه الى الضابط

:يا باشا ده  اكيد بلاغ كيدى..واكيد التحريات كانت فى صالح موكلى

الضابط وهو يرمق صالح الواقف امامه بهدوء شديد من اعلاه لاسفله بتقيم

:والله يامتر كيدى مش كيدى..ده شغلنا ولازم نشوفه..واظن ده ميضايقش حد لو موكلك  زى ما بتقول نضيف

ثم اشار الى صالح برأسه قائلا

:ادامى ياصالح علشان نشوف الشقة هى كمان

وبالفعل توجه الجميع للمنزل وفى لحظات كانوا جميعا بالاعلى تفتح لهم فرح الباب شاهقة بفزع وعيون مصدومة وهى تتراجع للخلف تسأل صالح بخوف

:فى ايه ياصالح.. البوليس هنا ليه؟

لم يجيبها بل اشار لها برأسه نحو الخارج قائلا بحزم

: انزلى انتى يافرح تحت ومتطلعيش الا....

قاطعه الضابط قائلا بحزم هو الاخر

:محدش هتحرك من هنا الا لما نخلص شغلنا

ثم اشار لرجاله بالانتشار  داخل الشقة بينما وقف صالح امامها يخفيها بجسده بحماية وقد تشبثت بظهر قميصه تراقب دخول هؤلاء الرجال فى انحاء الشقة تمر الدقائق بطيئة عليها حتى عاود الرجال التجمع اخيرا ويتم اخبار الضابط  مجددا بعدم عثورهم على شيئ ليتجهم وجهه بشدة قبل ان يلتفت الى صالح قائلا

: الظاهر انه فعلا بلاغ كيدى... بس احنا كان لازم نشوف شغلنا ونتأكد

هز له صالح رأسه موافقا قائلا بهدوء

: طبعا ياباشا حقكم ومحدش يقدر يعترض عليه

اومأ له الضابط ثم اشار لرجاله بالانصراف وفى الحال خلى المكان من وجودهم يتبعهم الضابط  ومعه حسن  وعادل والذى استوقفه صالح مناديا اياه قائلا له بحدة وغضب مكبوت

:عاوز اعرف مين اللى بلغ عنى ...اعمل اى حاجة ياعادل ومترجعش الا لما  تعرف لى مين ابن ال*** ده

اومأ له عادل موافقا ثم غادر المكان فورا بينما وقف صالح فى وسط شقته يجسد متوتر مشدود عينيه تطلق شرارات الغضب  تدور داخل عقله دوامة من الافكار حتى انتشلته من داخلها حين شعر بها تلقى بجسدها المرتعش بين ذراعيه هامسة بخوف وارتعاب

: فى ايه ياصالح... فهمنى ايه اللى حصل... انا خايفة

شدد من ذراعيه حولها مقبلا رأسها بحنو قائلا بصوت حاول جعله هادئ غير مبالى برغم كل ما يعتمل بداخله فى تلك اللحظة

: متخفيش من حاجة طول ما جنبك...وبعدين كل حاجة خلصت... كل الحكاية حد من معلمين السوق بس حب يعمل لنا شوية دوشة ودربكة قبل ما ندخل على الشغلانة الجديدة معاه

شددت من احتضانه اليها ترغب بأخفائه بين اضلعها وقد اثار بحديثه هذا خوفها اكثر  لاتستطيع ان تصدق ان من الممكن ان تصل منافسة عمل الى هذا الحد وقد كانت حقا كما يعلم هو ايضا هذا جيدا

*****************************


لطمت كريمة خدها وهى تصرخ بلوعة تخاطب زوحها على الطرف الاخر من الهاتف

: وسمعت كلامه... ليه يا مليجى... طب كنت عرفنى قبل ما تعمل كده...

مليجى بصوت مرتعش مختنق

: كنت هعمل ايه يا كريمة.. هو قالى ان لازم حد يعمل البلاغ بأسمه علشان البوليس يتحرك بسرعة

كريمة وهى تلطم خدها مرة اخرى باكية وهو يكمل حديثه غير عالم بحالها

:وبعدين انتى خايفة ليه..انتى مش حطيتى الامانة زى ما قلتى لظاظا..يبقى خلاص احنا فى السليم وكله....

صرخت كريمة به توقفه عن الحديث

: انا محطتش حاجة يا مليجى... انا ضحكت على ظاظا و فهمته انى عملت اللى طلبه منى .. بس انا كنت ناوية من الاول اخد القرشين ومعاهم فلوس الحشيش وكان فى دماغى ان ادامى شوية عما البوليس يتحرك اكون انا ساعتها شوفت له بايعة ... بس كله اتهد على دماغى ودلوقت هيتعرف ان انا اللى ورا الليلة 

انهارت قدمى مليجى يسألها بصوت مصدوم

:انت بتقولى ايه يابنت ال*** انتى ...طب معرفتنيش ليه انك ناوية على كده

صمت لحظة عاقد حاجبيه بشدة قبل ان تتسع بأدراك يصرخ بها موجها اليها عدد لا حصر له من السباب  قائلا بعدها

: انتى كنتى ناوية تاخدى الفلوس لوحدك صح...كنتى ناوية تسيبى الحارة كلها وتسبينى صح يا بنت ال****

صرخت به هى الاخرى تتحدث بحرقة والم

:اه يا مليجى كنت ناوية على كده...كنت هاخد عيالى واسيب الحارة اللى بيتعايرهم فيها بأبوهم وعمايله وكفاية عليا وعليهم شقى وغلب لحد كده...بس اهو كل حاجة ضاعت وزمان ظاظا عرف انى محطتش الحاجة وقليل اما قتلنى فيها...ده غير صالح واللى هيعمله

مليجى بصوت انهزامى تتخلله غصات البكاء

:ده كل اللى همك ياكريمة بعد كل العشرة دى عاوزة تسبينى وتاخدى منى عيالى

فزت كريمة واقفة تصرخ له اوجاع سنين عشرتها له تفرغ من  داخل جوفها  كل ما ظلت تعانيه وتكتمه داخل صدرها من ذل المعيشة واهاانات لا حصر لها منه فى حقها وحق ابنائها

: عشرة ايه اللى بتكلمنى عنها... كانت فين عشرتك دى وانت كل يوم تصبحنى وتمسينى بعلقة ومشغلنى فى كل بيت شوية بلقمتى ولقمة عيالى.. شوف يا مليجى انا هاخد العيال وهمشى وكفاية عليا وعليهم لحد كده

لم تجد اجابة من الطرف الاخر يسود الصمت التام لتهتف به برجاء كاد يتحول لصراخ

:اوعى يا مليجى تجيب سيرتى...اوعى  تعرف حد ولا تقول للبوليس ان انا اللى كنت هحط الحشيش لصالح فى شقته

مرة اخرى لم تجد استجابة منه ولكنها لم تعير هذا الامر اهتماما هذه المرة.. بعد ان وجدت امامها سماح تقف بالباب وهى شاحبة شحوب الموتى وعينيها جاحظة من شدة صدمتها يتضح من ملامحها ان قد استمعت الى كل ماقالته  لتسقط جالسة فوق الاريكة   بعد ان هربت منها اعصابها ترتجف بشدة وقد اصبح امر زوجها وما حدث له اقل مخاوفها الان.......

فى اثناء ذلك كان انور ظاظا قد دخل المكان يهتف بمليجى الشاحب وعينيه تطلق شرارات الغضب والجنون

: طبعا بتكلم بنت ال**** مراتك صح...ضحكتوا عليا يا مليجى ولبستنى انت والو*** مراتك العمة

اخذ مليجى يهز رأسه بالنفى بحركات هسترية خائفة وقد سقط الهاتف من يده ارضا متحطما  يتراجع للخلف امام تقدم انور الهائج منه لكنه لم يتمكن من الهرب اكثر وقد اوقف الجدار تراجعه ليندفع نحوه انور كالوحش الهائج  نحوه ينهال عليه بالضربات والركلات العنيفة حتى اسقطه ارضا لكنه لم يكن قد اكتفى يكمل فوقه بالضربات حتى اصابه بطرف حذائه فى مقدمة رأسه بقوة جعلته ينزف بغزارة لم توقف انور بل زاده هايجا رؤيته للدم تزاد ضرباته وحشية وهو يصرخ كمن اصابه الجنون

:اه ياعيلة و**** مجاليش من وراها غير المصايب والهم ...ورحمة امى لدفعكم التمن غالى اووى واولكم بنت ال *** بنت اختك  اللى ضعت بسببها


🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴⚫

الحلقة 26 

.

الفصل السادس والعشرون

اقتربت كريمة من سماح ببطء ووقفت بجوارها تتململ فى وقفتها لاتدرى كيف تبدء الحديث وهى على وشك المغادرة هى واطفالها الى قرية والديها للبدء فى حياة جديدة لكنها لاتستطيع الخروج هكذا دون ان تحاول اصلاح ولو جزء مما اقترفته فى حقهم وظلت طوال الليل تعد ما ستقوله ترتب له جيدا ولكن حين حانت اللحظة هرب كل شيئ لتقف امامها تستجمع شجاعتها عدة لحظات تجاهلتها فيهم سماح تماما حتى استطاعت القول اخيرا بصوت خافت متردد

: سماح انا مش عاوزة قبل ما امشى تكونوا زعلانين منى..

ظلت سماح جالسة كما هى تتطلع امامها بجمود ولا يظهر على ملامح اى استجابة  لتكمل كريمة برجاء وعتب

:طيب ردى عليا وكلمينى...متبقيش زى اختك فرح

ابتسمت سماح ساخرة بمرارة قائلة

: انتى كمان زعلانة انها مش عاوزة تكلمك بعد ما جوزها كان هيروح فى داهية وانتى كنت عارفة وسكتى

سحبت كريمة احد المقاعد تجلس عليه فى مقابلها وهى تقول برجاء

:طب اسمعينى بس..انا والله ما كنت ناوية اعمل اللى ظاظا طلبه منى...انا كنت هاخد القرشين واخد عيالى واشوف مصلحتى بعيد عن هنا.....

قاطعتها سماح ولاول مرة ترى كريمة هذا الوجه منها  وهى تلتفت لها صارخة بكل الغضب ومرارة الخذلان والتى تشعر بهم فى هذه اللحظة

:مصلحتك على حساب اختى وبيتها؟!...مجاش فى بالم وانتى بتفكرى فى نفسك تفكرى فيها وفى اللى هيحصل لها لو ظاظا قدر ينفذ اللى عاوزه بحد تانى غيرك...ده حتى مش بعيد يبقى جوزك..وزى ماعملها مرة يعملها تانى وتالت

شحب وجه كريمة تحاول الحديث والبحث عن كلمات تدافع بها عن تفكيرها الانانى لكنها لم تجد فتطبق فمها وتحنى رأسها من خزى فعلتها لتبسم سماح  قائلة بسخرية

: اخدتى بالك دلوقت صح.... فكرتى فيها وفى اللى كان هيحصل...

تغيرت نبرتها تختنق بغصة البكاء قائلة لها بخيبة امل

: طب كنتى على الاقل تعالى ونبهينى للى بيحصل ولا عرفى فرح وبلاش تقولى لصالح لو كنت خايفة منه... بس لا انتى اتسعرتى اول ما شوفتى الفلوس ونسيتى كل حاجة الا نفسك وبس

رفعت كريمة وجهها وعينيها مغرووقة بالدموع قائلة بندم وبصوت متحشرج 

: كان نفسى ابعد عن هنا... كان نفسى ولادى مايشفوش اللى انت وفرح شوفتوه بالعيشة هنا

نهضت سماح واقفة ببطء قائلة وهى تتطلع نحوها بحسرة والم

:وهو حصل ياكريمة وربنا يهنيكى فى حياتك..بس عاوزة اقولك ان برغم كل اللى شوفته انا وفرح فى عشتنا مع جوزك عمرنا ما فكرنا نسيب هنا ونبعد

عارفة ليه؟! علشانك ياكريمة...علشان منسبش اخت تانية لينا..اخت باعتنا فى اقرب فرصة من غير تفكر ثانية واحدة غير فى نفسها

رفعت كفيها بتحذير لها حين نهضت كريمة من مقعدها تحاول التقدم منها قائلة برجاء وصوت مرتعش

: انسى ياكريمة وعيشى حياتك زى مانتى كنت عاوزة وانسينى وانسى فرح احنا خلاص مبقاش لينا حد

سارت بأتجاه غرفتها عدة خطوات لكنها توقفت تلتفت نحوها مرة اخرى تبتسم بضعف ومرارة قائلة

:اه عوزة اقولك اللى شوفته انا وفرح وخلاكى عاوزة تهربى منه لسه بنشوفه وبنعانى منه لحد النهاردة

دخلت غرفتها تغلق بابها خلفها وتضعه حاجز بينها وبين انسانة كانت اعز الاشخاص اليها لتنهار كريمة فى البكاء يصل صوتها الى سماح والتى وقفت خلف الباب تستمع اليها لكنها لم تجد فى نفسها القدرة على الغفران او مسامحتها ربما فيما بعد قد تستطيع الايام رأب هذا الصدع بينهم وتعود النفوس الى ماكانت عليه يوما ما

********************

يومين وهو ينتظر فى محله يتأكله القلق والرعب حاول فيهم الوصول الى ذلك الاحمق وزوجته بعد ان تقطعت به كل السبل للوصول اليهم فقد اختفى مليجى فى اليوم الثانى من تهديده له ووزوجته هى الاخرى قد اغلقت هاتفها ولا يستطيع الوصول اليها من خلاله

فكر ان يبعث اليها باحد يسأل عنها فى منزلها لكنه يخاف ان ينكشف امره ويدرك احد صلته بها لذا فضل فتح محله كما يفعل كل يوم والتصرف بطبيعية حتى تتضح لها الامور وعلى ضوئها يستطيع التصرف

مرت ساعة اخرى عليه قضاها فى قلقه وافكاره حتى قرر النهوض والذهاب للجلوس على المقهى المجاور لمحل صالح لعله يلمح اويستمع شيئ مما يدور وبالفعل تقدم بخطوات حتى الباب الخارجى يلقى للعامل لديه بعدة اوامر وهو فى طريقه ليصدم جسده بأخر شخص تمنى لقائه فى هذا اللحظة وهو صالح والذى ابتسم بسخرية ونظرات عينيه ثابتة لكنها ايضا خبيثة غامضة وهو يتحدث اليه قائلة بنرة عادية مرحة

:على فين كده يا معلم...دانا كنت عاوز فى كلمتين

صدم انور  لاا بل صعق حرفيا وقد ارتعبت ملامحه تفر الدماء من جسده وعينيه تتطلع نحو صالح المبتسم بهدوء واستمتاع كأنه قط وقد اوقع فأر فى احدى الاركان حتى يستمتع باللعب معه قبل الانقضاض عليه  وهو يتحدث قائلا ببطء  وعينيه تطلق له بالتحذير وهو يمد يده نحو ياقة قميص انور يعبث بها 

: بس لو مشغول ولا وراك مشوار مهم انا ممكن اجيلك وقت تانى

وجد انور نفسه يهز رأسه بالرفض دون شعور برغم مطالبة عقله له بالفرار والتحجج بأنه لديه بالفعل عمل ما يستدعى رحيله لتتسع ابتسامة صالح وتصبح ابتسامة ذئبية قائلا

: حلو اووى... يبقى  اتفضل يا معلم انور واقعد على مكتبك خلينا نقول الكلمتين

اومأ انور له رأسه كالمغيب يتراجع بظهره للخلف ومع تقدم صالح بخطواته حتى وصل اخيرا لمكتبه يلتف حوله جالسا على المقعد خلف بقوة بعد ان اصبحت قدميه كالهلام لا تقوى على حمله يتابع جلوس صالح المسترخى فوق المقعد المقابل له ويقوم بأشعال لفافة تبغ بهدوء وتركيز شديد قبل ان يتحدث اخيرا بنبرة عادية

: قولى يا انور... زعلت على فلوسك اللى راحت منك والقلم بتاع الست كريمة ولا لا

اهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقة من مباغتة صالح له فقد ظن انه سيراوغ فى البداية ويعطى له الفرصة لتغطية على فعلته والبحث عن مخرج لكنه لم يمهل الوقت بل سدد له الضربة فى مقتل وجعله لا يستطع حتى ان ينبث بلفظ واحد وهو يستمر فى هجومه دون رحمة يكمل قائلا دون ان ينتظر ردا على سؤاله

: اكيد طبعا زعلت ده مبلغ برضه مش قليل.. انا لو مكانك كنت هزعل اكيد

ازدرد انور لعابه بصعوبة يتصبب جبينه بالعرق حتى سال على وجهه يحاول التحدث فخرج صوته مرتعش خافت 

:انا..مش عارف انت بتتكلم عن ايه...ياصالح بالظبط

تراجع صالح براحة للخلف فى مقعده قائلا بصوت غير مبالى وهو ينظر لطرف سيجارته

:بس انا عارف يا انور...وجاى النهاردة علشان نخلص كل حاجة بينا ونقفل عليه الموضوع ده خالص

هم انور بالانكار مرة اخرى بعدم معرفته عن اى شيئ يتكلم لكن لم يمهله صالح الفرصة ينقض عليه يجذب فوق المكتب من قميصه نحوه  حتى تقابلت الاوجه والاعين تتصادم واحدة بنظرات مرتعبة واخرى شرسة قاسية يفح صاحبها من بين انفاسه

: ماقلت لك انا جاى احل واخلص...يبقى تجيلى دوغرى كده وبلاش شغل اللوع بتاعك ده معايا..ها قلت ايه

اومأ له انور له بالموافقة بسرعة وخوف جعل ابتسامة صالح ترتسم فوق شفتيه يرفع كفه يربت فوق وجنة انور بقوة قائلا

:جدع يا انور..  كده نبقى حبايب

تركه وعاود الجلوس فى مقعده قائلا

:هااا تحب تبتدى منين بقى...انا بقول من الاول من يوم ما طلبت ايد فرح وهى رفضتك

هز انور رأسه بالموافقة يزدرد لعابه مرة اخرى وهو يحاول استجماع شجاعته ثم يشرع فى اخباره بكل مافعله من يومها وحتى وقتهم هذا بينما جلس صالح بهدوء و اتزان بعكس ما يثور بداخله فى تلك اللحظة حتى انتهى انور اخيرا من قص كل ماحدث يتنفس بسرعة وخوف فى انتظار رد فعل صالح ولكن صالح سأله سؤال واحد فقط كان هو الوحيد الذى يحتاج الى اجابته فقد كان على علم بكل ما سبق الا هذا

:مليجى عرف منين انى مبخلفش..ومتقولش بنات اخته علشان انا عارف ان ده محصلش

ازداد وجه انور شحوبا من لهجة صالح التحذيرة قائلا وهو يرتجف وبصوت مختنق

:انور مكنش يعرف..انا..اللى قلت كده...علشان...علشان...

نهض صالح من مقعده ببطء يكمل بدلا عنه بخشونة وقسوة

:  علشان افتكر ان فرح او سماح هما اللى عرفوا خالهم مش كده يا انور

ارتعش جسده وينتفض فوق مقعده وهو ينظر الى صالح بتضرع ورجاء يهتف

: الشيطان والله اللى لعب بيا...انا مش عارف انا عملت كل ده ازى... الشيطان صورلى ان.. ان فرح لو سابتك ممكن تحبنى زى مانا كمان بحب .....

فح صالح من بين انفاسه يوقفه وقد احتقن وجهه بشدة وعينيه تزداد شراستها

:اخرس...متكملش...الا لو عاوز لسانك ده يتقطع ويترمى تحت رجليك وتقطع معاه حاجة تانية

ضم انور قدميه بحماية يرتجف من كلمات صالح وهو يعلم بأنها ليست بتهديد فارغ يصرخ بأرتعاب

:هسكت خالص والله مش هتسمع ليا صوت تانى...اقولك انا هسيب المحل والحارة كلها وننسى كل اللى حصل.و اهو الحمد لله عدت على خير... وانت كويس والدنيا معاك تمام.. قلت ايه ياصالح

لم يجيبه صالح  بل نهض على قدميه يخرج هاتفه من جيبه بعد ان وصلته رسالة تطلع اليها ثم وضعه فى جيبه يتجه بعدها نحو الباب قائلا

: مستعجلش على ردى يا انور... هيوصلك هيوصلك

سار حتى الباب الخارجى تحت نظرات انور الزائغة المرتعبة وقبل بلوغه بخطوة التفت اليه فجأة يخرج من الجيب الخاص بسترته لفافة القاها نحوه فورا قائلا

: انور الامانة دى تخصك... اظن اننت عارف هى فيها ايه

تلقفها انور بين يديه ينظر اليها كأنها قنبلة موقوتة برغم علمه على ما تحتويه ثم يضعها امامه شاردا عن خروج صالح من المحل ووقوفه خارجه بعدة خطوات كأنه فى انتظار حدوث شيئ ما حتى تعالت صوت سرينة سيارة الشرطة معها ابتسامته الواثقة وهو يقف يتابع مع عدد من اهالى الحارة خروج رجال الشرطة منها ثم يسرعوا للدخول الى محل انور ما هى سوى لحظات حتى خرجوا بعدها ومعهم انور مسحوب من ياقة قميصه وهو يصرخ يستطعفهم ويترجاهم ان يتركوه  حتى وقعت عينيه على صالح يرى فى عينيه وعلى  وجهه القاسى رده على سؤاله له منذ قليل يدرك بأنه اذاقه من نفس الكأس قد حاول ان يذيقه منه منذ ايام وفشل

 

بعدها  جلس صالح ومعه عادل والذى اخذ يتحدث فى هاتفه عدة لحظات قبل ان ينهى المكالمة يلتفت الى صالح قائلا

:كده انور راح فى ستين داهية اقل ما فيها  ١٥سنة سجن اشغال بعد البلاوى اللى لقوها فى الشقة اياها

سأله صالح بأهتمام

:طب مليجى كان موجود ساعتها

هز عادل رأسه بالنفى ليتنهد صالح براحة ليكمل عادل قائلا

:بس طبعا لسه قضية البلاغ الكاذب.. دى فيها حبس وغرامة

هز صالح رأسه بعدم اكتراث قائلا

: مش مشكلة وهو  يتربى  يمكن يمشى عدل بعدها....

تصاعد صوت هاتفه مقاطعا حديثه ليخرج من جيبه   يفتح الاتصال ويجيب بهدوء قائلا

:ايوه ياحسن...تحت هكون فين يعنى... طب حاضر طالع... خلاص ياحسن قلت طالع

انهى الاتصال يلقى بالهاتف فوق المكتب عاقدا حاحبيه بتفكير ليسأله عادل بقلق

: حصل حاجة ياصالح ولا ايه

هز صالح رأسه بالنفى قائلا

: لاا ده الحاج عاوزنى اطلع علشان مستنيتى...

نهض عادل من مقعده وهو يتحدث قائلا بهدوء

: طب قوم اطلع... ونبقى نتقابل بليل

هز له صالح رأسه بعقل شارد ولم يلاحظ تردد عادل وتوتره فى وقفته  قبل ان يكمل قائلا بأضطراب

: كنت عاوز اكلمك فى موضوعى انا و....

ازاد اضطرابه وارتباكه يشعر صالح بالشفقة عليه وهو ينهض عن مقعده ويقترب منه مربتا فوق كتفه قائلا بلين

:عارف ياعادل انت عاوز تتكلم عن مين..بس زى ما قلتلك الموضوع مش سهل خصوصا بعد اللى حصل بينك وبين ياسمين وهى عارفة ده وعاملة حسابه...

اومأ عادل له قائلا بصوت حزين

:وانا كمان عارف..انا اصلا مش مصدق نفسى ان بطلب منك انت تساعدنى..بس اعمل ايه مفيش حد تانى ادامى

زفر صالح بقوة يربت فوق كتف صديقه لا يعلم كيف له ان يهون عليه فقد كان هو الاخر فى موقف لا يحسد عليه قائلا برفق

:هتتحل يا عادل...كل حاجة وليها وقت وبعد كده بتتنسى والدنيا بتمشى..بس الصبر

لم يجد عادل ما بجيب به يعلم بصدق حديثه فليس امامه سوى التمهل والصبر ولعل بعدها الفرج قريب يكافئ بمراده وقتها

*********************

جلست امامهم تشعر كانها امام محاكمة نصبت لها وكل الاعين من حولها تنظر اليها بنظرات متهمة تحاول التماسك حتى لا تنهار فى البكاء تدعو فى داخلها ان يأتى سريعا ويجيب هو على كل هذه الاسئلة الموجة اليها ولا تدرى كيف لها بالاجابة عليها خشية ان تزيد من اتساع دائرة اتهاماتها هى وعائلتها امامهم

حتى هتف بها الحاج منصور بحنق وغضب

: يعنى ده جزاء صالح وجزائنا عند خالك ومراته بعد وقفنا جنبكم كل السنين دى...عاوزين يودوا ابنى فى داهية... عاوزين يسجنوه.. وعلشان ايه علشان انور ظاظا... طب كنتوا بيوافقوا على الجوازة من الاول ليه لما صالح مش عجبهم...كان بلاها دى جوازة انا مش مستغتى عن ابنى... 

لم تحتمل فرح كل هذا الهجوم ينعقد لسانها من حيائها  فى الدافع عن نفسها والصراخ بهم جميعا بأن ليس لها ذنب فيما حدث بأنها ضحية هى الاخرى لاطماع خالها وزوجته تسمع الحاج منصور يكمل ويزيد من وضع المزيد من الملح فوق جرحها وهو يسب ويلعن فى خالها ومعه زوجته لتحنى رأسها بخزى وتشهق بالبكاء بطريقة جعلت انصاف تهب من مكانها تجلس بجوارها وتحتضنها بين ذراعيها قائلة بحزم وصوت مشفق

: خلاص يا حاج..اللى حصل حصل وفرح ملهاش ذنب فى كل ده...ما احنا طول عمرنا عارفين عمايل مليجى ومصايبه هو يعنى جديد علينا

زفر منصور بحنق يعلم بصدق حديث زوجته ولكن كان فى حاجة لتنفيس عن غضبه يهم بالرد عليها

ولكن فى تلك اللحظة كان صالح قد دخل للمكان تتسمر قدميه حين وصل اليه صوت شهقات بكائها ومحاولات والدته تهدئتها  وعينيه تدور  فى المكان

من حوله يلاحظ التوتر المشحون به  يسأل بقلق وقدمه تقوده نحوها

: فى ايه حصل... فرح بتعيط ليه؟

ابتسمت انصاف ابتسامة ضعيفة متوترة قائلة بمرح مصطنع

: مفيش...ولا بتعيط ولا حاجة...مش كده يابت يافرح

سأل صالح مرة اخرى ولكنه هذه المرة بحدة وحزم غير مبالى بأجابة والدته ليهب والده يجيبه هو الاخر بحدة

:كنت شوف رأيها فى عمايل اهلها السودا...

عقد صالح حاجبيه بشدة وضيق ليكمل والده قائلا

: ايه كنت فاكر انى مش هعرف...بلى حصل من خالها ومراته

التفت صالح بحدة نحو الى اخيه يتطلع اليه ليحنى حسن رأسه على الفور هاربا من نظراته يتوتر فى جلسته ليظل صالح ينظر اليه  قائلا بأسف واحتقار

: كان لازم اعرف انك عيل وعمرك ما هتتغير

صرخ به منصور بغضب عنيف قائلا

:ملكش دعوة باخوك وخليك معايا هنا...معرفتنيش ليه بلى حصل..هاا فضلت ساكت ومخبى عليا ليه...ايه خلاص قلت ابوك عجز و كبرت عليه

زفر صالح بقوة قائلا بنفاذ صبر

:بقولك ايه ياحاج..ده حاجة متستهلش وعرفت  انهيها يبقى لازمتها ايه الشوشرة وكتر الكلام

سأله منصور بأستهجان يحاول السيطرة على غضبه

: يعنى انت مش شايف انك غلطان.. انك تخبى عننا حاجة زى دى

هز صالح رأسه بالايجاب قائلا بحزم

: لا مش غلطان انا مش عيل صغير كل ما يحصل معاه حاجة هيجرى على ابوه اعيط له واقوله الحقنى

التفت صالح نحو حسن يلوى شفتيه باستهزاء قائلا بكلمات ذات مغزى

: كفاية واحد... مش هنخيب احنا الاتنين

رفع حسن رأسه هاتفا باعتراض

: انا قلت لابوك علشان كنت......

قاطعه صالح قائلا بسخرية

: لاا عارف قلت ليه وعلشان ايه مش محتاجة شرح المسألة... بس الظاهر كده ان مفيش مح بيتغير بسهولة واللى فيه طبع بيعيش ويموت بيه

تقدم نحو فرح يجذبها من يدها نحوه وهو يوجه حديثه لوالده هذه المرة

:فرح مالهاش دخل ولا ليها دعوة بالموضوع ده..واى كلام بعد كده بخصوصه تحب تتكلم فيها ياحاج يبقى معايا انا

انهى حديثه يجذبها معه ويغادر المكان على الفور لتهتف انصاف بعدها بحدة

:قلتلك ياحاج البت ملهاش ذنب وغلبانة...ومكنش ليه لازمة اللى عملته ده

جلس منصور زافر بحنق وغضب

: يعنى كنت عوزانى اعمل ايه يا انصاف لما اسمع كل البلاوى دى

نظرت انصاف نحو حسن قائلة بلوم

: عندك حق يا خويا..انت معزور برضه

رفع حسن حاجبه يسألها بعينيه عن ذنبه حتى تقوم بلوم هى الاخرى وهى تلوى شفتيها تهز رأسها بخيبة امل ثم تشيح بنظراتها بعيدا عنه ليغمغم حسن بينه وبين نفسه يلعن لسانه وحكم العادة  والذى جعله يهرع لزوجته حين احتاج ان يفضفض الى احد يخبرها بماحدث وبعد علمه بفعلت صالح مع انور اشارت عليه بتلك النصيحة بأن يقوم بأخباره والده بكل شيئ الان وتثير قلقه بانه ان علم من احد اخر بما يدور سيلقى باللوم عليه اول شخص لعدم اخباره وفيسقط بغباء مرة اخرى فى فخها يتوعدها معاقبا فور ان تقع يده عليها ويتمنى ان يستطيع ان يعيد ثقة أخيه به  مرة اخرى  رغم علمه بصعوبة ذلك

************************************

فور دخولهم الشقة تحركت بسرعة نحو الداخل هربا حتى تنفجر فى البكاء امامه وتزيد الامور توترا ولكنه لم يمهلها الفرصة بل جذبها من ذراعه له يصلقها به يسألها بحنان

:  بتجرى كده ورايحة على فين وسيبانى

اخذت تحاول التحدث تشير باصابعها نحوه الداخل لكنها شفتيها وغصة البكاء لم تمهلها الفرصة وهى تحاول تمالك نفسها ليضمها اليه بحنان دافنة وجهها فى عنقه تتعلق به كانه الخلاص لها فاخذ يربت فوق شعرها بنعومة ورقة قائلا

: فكرينى كده هو انا قلت لك بحبك النهاردة ولا لا

شهقت اكثر باكية يسألها بمرح

: يابت ردى عليا الاول وبعدين عيطى...انا مبحبش يبقى عليا حاجة لحد

انفرجت اساريره حين شعرت بضحكتها الخافتة وهى تهز رأسها له بالنفى وهى مازالت تخفى وجهها عنه  يعلم نجاحه الى حد ما فيما يريد يكمل سريعا يتسأل بمرح قائلا

: وانا طول اليوم اسال نفسى ناسى ايه يا واد يا صالح..ناسى ايه...اتارى كنت ناسى اهم حاجة لااا انا كده لازم اصلح غلطى وبسرعة

شهقت بصدمة حين رفعها فوق كتفه يتدلى رأسها خلفه تسأله بصوت مذهول رغم البكاء به

: بتعمل ايه ياصالح...انا مسامحة خلاص

اجابها وهو يستمر فى تحركه نحو غرفة نومهم قائلا بحزم وشدة مصطنعين

: لااا ياستى...مينفعش حقك ولا زم تاخديه تالت ومتلت كمان...ايه هناكل حقوق الناس على اخر الزمن ولا ايه

دخل بها الى الغرفة وفور ان انزلها عن كتفه الصقها به هامسا بعد ان دفن وجهه فى منحنى عنقها

:مش قلتلك قبل كده مفيش حاجة فى الدنيا دى تستاهل دموع عيونك الحلوة دى...

اخذ يقبل بشرة عنقها بحنان هامسا

:اه هى بتبقى هتجننى وبيخطفوا قلبى من حلاوتهم بعد كل وصلة عياط بس معلش كفاية عليها لحد كده...علشان ورانا دين وحساب كبير لازم اوفى بيه دلوقت

وثبت ضربات قلبه من السعادة والفرحة حين سمع صوت ضحكتها كالانغام بالنسبة له يرفع وجهه نحوها سريعا يرى ابتسامتها تشرق على وجهها تنيريه وتبدد اى غيوم للحزن عليه وهى تنطق بعشقه وهى تهمس له بخفوت 

:انا اللى عندى ليك دين ولازم اوفيه الاول.....

اقتربت منه تطبع قبله على وجنته هامسة 

:ربنا يخليك ليا...وتفضل طول عمرك ضهرى وسندى والايد اللى تطبطب عليا وتطيب وجعى

اشتعلت عينيه بالعشق  تأثرا بها ترتسم ابتسامة فرحة على شفتيه هامسا لها بصوت مرتجف اجش

: ويخليكى ليا طول العمر وتفضلى تخطفى منى قلبى وعيونى ..واعيش عمرى كله... 

انحنى عليها يقبلها برقة يهمس

: بحبك... وبعشقك... وبدوب من شوقى ولهفتى ليكى ... يا كل حياتى وفرحتها

اشتعلت قبلاته مع اخر كلمة همس بها يبثها من خلالهم بدلا عن حروف الكلمات كل ما عجز لسانه عن البوح به وقد تضخم قلبه من شدة عشقه ولهفته لها مكتفى بها وبعشقها  بالعالم كله مستعد للتضحية بروحه لو كان المقابل سعادتها

                        السابع والعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-