CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل الثاني2بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل الثاني2بقلم داليا السيد


رواية ذكري حب
 الفصل الثاني2
بقلم داليا السيد


تغيرت كل حياتها منذ ذلك اليوم وانتهى إحساسها بالوحدة والغربة بنفس اللحظة التي ولد فيها الكثير من التساؤلات لم تجد



 لها أجوبة، ولاحت ملامح تلك الحياة أمامها منذ ذلك اليوم وتملكت الشركة 



منها تماما وتركت نفسها لتلك الحياة وتحولت لشخص آخر يأمر وينهي ويغضب ويهدأ،




 حتى ملابسها تغيرت وبدت راقية وأنيقة وغير متكلفة، شعرها اعترض وهو يعقد دائما فوق رأسها بطريقة راقية تدل على عدم الاهتمام بجماله، ومضت


 الأيام سريعة دون أن تشعر وكانت تستعيد ذكرياتها بالبداية عندما كانت تتصل به لتسأله عن شيء ولكن مع الوقت انتهت الاتصالات ولم تعد ترجع إليه لأن الكثير من القرارات كانت 




تحتاج السرعة فاعتادت أن تفعل وحدها وهو لم يبدي أي اهتمام أو اعتراض وقد مرت شهور لم يسأل ولم يتصل
رن هاتفها وهي ترتدي ملابسها قبل أن تتناول الإفطار، نظرت للهاتف لترى اسمه فأجابت "صباح الخير يا فندم" 





قال دون رسميات "إيمان افتحي أنا بالخارج" 
تصلبت يدها على الهاتف ولم تستوعب كلماته وهي تقول "خارج؟ أي خارج؟" 



قال بلهجة آمرة "أمام الشقة يا إيمان افتحي الآن" 
اهتزت من نبرته وتحركت إلي الباب بسرعة وفتحت لتراه واقفا مستندا بيده على الباب وهو يحمل جاكته على ذراعه الأخرى وربطة




 العنق غير مربوطة، نظر إليها وقد بدا الإرهاق على ملامحه قبل أن يتحرك إلى الداخل فأغلقت الباب وهي تنظر هل رآه أحد وهو يدخل رغم أن المكان يحوي الآلاف من المقيمين ولا يعرف أحد الآخر





ألقى نفسه على الأريكة وأرجع رأسه للخلف وأغمض عيونه، فتقدمت منه وقالت وهي تتأمل ملامحه "أنت بخير؟ تبدو متعبا" 
لم ينظر إليها وهو يجيب "عدت أول أمس من سيدني بعد انتهاء اجتماع هام مع بعض رجال الأعمال استمر لساعات متأخرة من الليل اتصل بموعد الطائرة، ومنها للغردقة لحضور مؤتمر استمر حتى المغرب ومن هناك لهنا بدون نوم" 
تراجعت وقالت "ولماذا هنا؟ هل لديك موعد هنا؟" 
قال "سؤالك يعني لماذا أتيت؟ ما زلت صاحب الشركة أم بعدي أنساكِ؟" 
تحركت إلى المطبخ لتعد الإفطار وقالت "تعلم أني لم أفعل رسائلي إليك تعني ذلك، بعدك أنت الذي  أنساك؟" 






اندهش من جرأتها الغريبة فاعتدل ونظر إليها ثم نهض ولحق بها ليجلس أمامها على مائدة الطعام وقال 
“يبدو أن هناك أشياء كثيرة فاتتني"
لم تنظر إليه وهي تضع الأطباق وقالت "مثل؟" 
قال وهو يسرق بعض الطعام دون انتظارها "تغييرك، فشخصيتك وضحت أكثر لم يعد وجودي يهزك" 
وضعت الطبق ونظرت إليه وقالت "لم يكن يفعل من قبل، فقط كنت تائهة‍ بذلك اليوم وأنت تعلم التفاصيل" 
رفع يديه الاثنان كعلامة الاستسلام وقال "حسنا استسلم أنا حقا مجهد وجائع بدرجة لا تسمح لي بالجدال" 
انتبهت لحالته فلم ترد وتركته يتناول الطعام في صمت وهي أيضا وانتهت أولا فنهضت لتعد القهوة بينما نهض هو إلى الأريكة وقال 
"الطعام البيتي له مذاق خاص" 
لم ترد وهي تعد القهوة وكل الأفكار تملأ عقلها وتتزاحم دون فسحة وأسئلة تتبارز بينهم، انتهت وتحركت تجاهه ولكنها رأته قد تمدد وأخفى وجهه تحت ذراعه وانتظمت أنفاسه ظلت تنظر إليه لحظة وقد شعرت أنها تراه لأول مرة بتلك الحالة 




جذبت غطاء عليه وأغلقت الستائر وتحركت إلى الخارج دون إزعاج إلى عملها ولكنها لم تترك نفسها للعمل وذهنها مشغول بذلك الرجل الذي عاد إلى بيته فهل سيأخذ الشقة أم ماذا؟ ولو لم يفعل هل سيظل مقيما عندها؟ ولو فعل ماذا ستفعل معه؟ 
تركت الأوراق وتراجعت بالمقعد والكثير من الأفكار تتدافع أمامها دون أن تصل لأي إجابات 
دق بابها ودخلت السكرتيرة وهي تقول "هل نبدأ الاجتماع؟" 
نظرت إلى ساعتها ثم قالت "لا، سنؤجله للغد" 
ثم نهضت وقالت "أنا لابد أن أذهب، حولي كل المواعيد للغد" 




بالطبع لم تتحدث الفتاة وهي تتبعها بنظراتها فليس من عادتها أن تفعل ذلك ولكنها فعلت وهي فقط التي تعرف السبب
عادت بعد العصر وأحضرت معها طعام ولكنها وجدته كما تركته فلم تشأ إيقاظه واندمجت في إعداد الطعام ثم أخذت حمام وغيرت ملابسها وراجعت بعض الأعمال على اللاب ثم خرجت إليه على التاسعة 
اضطرت لإضاءة نور المطبخ مما أزعجه وجعله يفتح عيونه بصعوبة لينظر حوله وهو يتذكر أين هو 
اعتدل بالأريكة ورآها وهي تعد مائدة الطعام فمرر يده بشعره ولاحظ أن الليل قد أسدل ظلمته من حوله فقال "لم أتخيل أن أنام كل ذلك الوقت" 





نهض إلى الداخل وقالت "بدى عليك الإجهاد" 
لم يرد وهو يدخل نفس الغرفة بينما أكملت هي إعداد الطعام حتى لحق بها وقد حصل على حمام سريع وغير ملابسه بتلك التي تركها بالمرة السابقة وقد اهتمت هي بها
جلس وقال "أظن أني مدين لك بالاعتذار" 
رفعت عيونها إليه وتلاقت بنظراته فقالت "هل أنت كذلك؟" 





ابتسم وقال "اليوم أراك مختلفة هل غيرتك تلك الفترة تبدين واثقة من نفسك وربما غاضبة مني" 
لا تعلم لماذا كانت كذلك بالفعل؟ وضعت وجهها بطبقها وقالت "بالطبع لا، أنا لا أملك ذلك الحق ما زلت رئيسي"
قال "طعامك رائع حقا، هل تظنين أني أتعامل معك على أنك موظفة لدي؟" 




لم ترد فقال "أنا بالفعل كنت مجهد ربما كان بإمكاني الذهاب لأي فندق ولكن لا أعلم لماذا قادتني قدماي إلى هنا؟ والغريب أني نمت نوما لم أنامه من قبل والآن أحصل على طعام لم أتذوق مثله أيضا من قبل" 
وأخيرا قالت "وماذا تتناول إذن؟" 




كانت تريد أن تعرف عنه أي شيء وأدرك هو ذلك فقال "لي بيت وعائلة إذا كان هذا قصدك، أمي سيدة مجتمع لا وقت لها للبيت والأسرة والطعام وأعمال النساء ولكن لا أنكر حبها لي، وأبي هو صاحب الإمبراطورية الكبيرة التي نرعى جميعا بين جنباتها فهو الحاكم الآمر ولا يخالفه أحد" 




توقفت عن الطعام وهي تتابعه ثم قالت "وأنت؟" 
ابتسم وقال "ثلاثين عاما تعني الاستقلال يا إيمان لست بحاجة لأحد لأحيا" 
قالت "تظل القلوب حائرة بين الخطأ والصواب حتى يأخذنا الآباء والأمهات إلي بر الأمان" 



توقف ونظر إليها وقال "صحيح ولكن هل فعل والدك؟" 
أعادها إلى صوابها وحقيقتها التي كادت تنساها فاحمر وجهها ونهضت تأخذ الأطباق دون أن ترد، أدرك هو الآخر كلماته فنهض واتجه إليها ووقف خلفها وقال 





“آسف لم أقصد التجريح صدقيني، أنا فقط منحتك مثال كي لا تظني أني ابن عاق بوالدي، للأسف نحن لسنا بالعالم المثالي يا إيمان، الكل يبحث عن مصلحته حتى ولو على حساب من لهم"
قالت "للحظة نسيت تلك الحقيقة" 



تحرك وساعدها في إزالة الأطباق وقال "كلنا نسعى لذلك النسيان كي لا نتألم ولكن الحقيقة تظل حقيقة مشعة ومضيئة مهما حاولنا إخفائها" 





قالت "والديك منحوك حياة سهلة أما أنا فأبي منحني حياة تعيسة قاسية لم أشعر فيها يوما بالعدل أعلم أنه يحبني ولكن ضعفه طغى على حبه ودهسني تحت سطوة امرأته وأنانيته وأنانية زوجته" 
ثم نظرت إليه وقالت "ودفعتني لأفعل أشياء لم أكن لأفعلها أبدا" 
توقف أمامها وقال "وجودي هنا أليس كذلك؟ أحب هذا التفكير القديم الذي انتهى، تقريبا أنت من زمن آخر يا فتاة، البنات الآن تستقل بنفسها مع صديقها وأنت تخجلين من وجودي ساعات قليلة"




 
تضايقت من كلماته ووصفه لها ولكنها  قالت بإصرار "هل تظن أن الحلال والحرام والأصول والصواب والخطأ تفكير قديم؟ لا مانع عندي ولا أخجل من أن أوصف بذلك وصدقني أنا أخجل من نفسي لأني أفعل وأقبل بالوضع ولكن أنت تعلم أن البيت بيتك وأنا ليس لي.." 
قاطعها بجدية "كفى إيمان، الأمر لا يستدعي كل ذلك، لم يحدث بيننا أي شيء هي بضع ساعات ارتحت فيها هنا ولم أطالبك بحقي في المكان فلا داعى لكل ذلك" 
احمر وجهها ورأته يبتعد


 ليأخذ جاكته ومفاتيحه ويتحرك تجاه الباب بغضب واضح ولم تحاول هي إيقافه وقد تلألأت دموع قليلة بعيونها وقد شعرت أنها أفسدت الأمر واندفعت





 وراء غضبها بدون داعي 
استندت إلى المائدة وأغمضت عيونها بحزن وربما بعض الندم أو الحيرة، ليتها تجد حل لنفسها وتبحث عن مكان آخر للإقامة نعم هذا هو الحل الأمثل 






تنازعتها الأحلام المزعجة فأبعدت النوم عنها ومنذ الصباح الباكر وقبل الموظفين كانت بالشركة ولم تحاول الاتصال به فهي تعلم أنها لم تخطئ هي تدافع عن تقاليدها وعاداتها والأصول.. 
اندمجت بالعمل رغم الصداع إلى أن عقدت الاجتماع فوجدت الباب يفتح ورأته يدخل، أبعدت عيونها عنه وكاد الجميع ينهض عندما أشار بيده وقال 
“لا يتحرك أحد أنا سأتابع من هنا أكملي أستاذة إيمان"
ارتجف قلبها خلف ضلوعه وارتبكت لحظة قبل أن تستعيد نفسها ولكن ليس بنفس التركيز والقوة فوجوده طغى على قوتها فسلبها الكثير منها 
أنهت الاجتماع بطريقة جيدة لم تشعر أحد أن هناك أثر لذلك الرجل عليها وانفض الجميع من حولها وظلت جالسة إلى أن ذهب الجميع وظل هو خلف المكتب وقد اختفى خلف دخانه الذي لم ينتهي إلى أن قال 
“أنتظر ملخص للاجتماع يا أستاذة وربما تقرير عن الشهور السابقة"
هزت رأسها وتنفست بعمق قبل أن تنهض وتواجه عيونه الثاقبة واتجهت إليه وجلست أمامه وقالت "وأنا جاهزة يا فندم نبدأ بالشهور السابقة لست بحاجة لتقرير سأخبرك بكل شيء بنفسي" 




لم يرد وتركها تتحدث دون أن يقاطعها وقد نهض متحركا بالمكتب وهي تشرح بلباقة وثقة أعجبته إلى أن قالت
“هذا ملخص اجتماع اليوم، على فكرة أحمد يلعب لعبة دنيئة خلف الأسوار ولو منحتني الإذن سأرد بقوة"
التفت إليها وقال "افعلي فأنت تجيدين ذلك" 
رفعت وجهها إليه وامتلأت عيونها بالحيرة ولكنه اقترب حتى وقف أمامها وانحنى عليها حتى كاد يلمس وجهها وقال "تجيدين الرد بقوة تثير غضب أعتى الرجال ألا تدركين نتيجة ذلك؟" 
ظلت تنظر لعيونه دون أن ترد ثم أخفضت وجهها وقالت "آسفة لم أقصد ما قلته بالأمس ولكن" 
رفع وجهها بيده وقال وهو يبتسم بوسامة لا قبل لها بها "لكن هي الأصول والتقاليد، انتهينا لن يتكرر الأمر مرة أخرى" 
ابتعد وقال "هل انتهيتِ؟ إنها الثامنة ألن نذهب؟" 
حدقت به وهي تستوعب كلماته قبل أن تقول "أنت لم تخبرني شيء عن العمل والشركة وأحمد" 
قال وهو يرد على هاتفه "لستِ بحاجة لكلامي فأنت تفعلين الصواب وأحمد لا تشغلي بالك به يمكنني إيقافه، هيا" 





أجاب على هاتفه وتقدم للباب فتحه ووقف ينتظرها وهو يتحدث فنهضت وأخذت أشيائها وتحركت أمامه للخارج وتبعها وهي تقول للسكرتيرة 
“لن أعود"
جلست بجواره بسيارته التي تبهر كل من يراها وقالت "إلى أين؟" 
قال "لا أنكر بالطبع حلاوة طعامك ولكنه لم يعد متاح بعد الأمس لذا سنعود للمطاعم مرة أخرى" 
شعرت بالضيق وهو يذكرها بما كان فقالت "أستاذ أمير" 
قاطعها دون أن ينظر إليها "أمير، خارج العمل أنا أمير، ماذا كنت تريدين قوله؟" 
تلجم لسانها وتوقف عن الكلام عندما نظر إليها وقال "والآن ماذا؟" 
قالت "ألا تجد أن كل ما يحدث غريب، منذ قابلتك"
قاطعها كالعادة وقال "منذ قابلتني وأنت تضعين أسئلة وتنصبين حولها شبكة أخرى من الأسئلة التي لا نهاية لها، إيمان أنا ساعدتك لأني مقتنع بما فعلت زواجك من منصور كان خطأ، تحكم زوجة أبيك بمصيرك خطأ، تركك بالشارع بذلك الوقت أيضا كان خطأ، وأنا صوبت الخطأ مقابل إنقاذ شركتي وأعتقد أني لم أخطئ، فقد فعلتِ، فلماذا لا نترك ما فات ونعيش الحاضر" 
هدأت قليلا وأبعدت وجهها إلى الكورنيش الخالي من المارة بليل الشتاء ورأته يدخل جراج فندق شهير ويقول "به طعام جيد وأيضا ديسكو ممتع" 
بالطبع تراجعت من كلماته ولكنها لم تعلق وهي تتحرك بجواره إلى المصعد وقالت "اعتدت على تلك الأماكن؟" 
قال "كلها تقريبا، أحتاج أن أفصل عن العمل" 
ركبا المصعد فقالت "ولماذا أنا؟" 
ابتسم وقال "حتى أرى تلك الورود الحمراء على وجنتيك من الخجل تزيدك فتنة وجمال" 
ارتبكت من كلمات الغزل الجريئة التي قذفها بها فأخفضت وجهها والمصعد يتوقف وهو يبتسم ويقودها إلى داخل القاعة الرائعة ثم إلى المطعم وأجلسها بذوق وهي تتأمل ما حولها من وجوه غريبة وغير غريبة وملابس ذات مستوى عالي وربما مبالغ فيها من حيث عدم الاحترام






قالت بضيق "ألا يوجد مكان آخر سوى هنا؟" 
قال وهو يلاحظ ملامحها "لا تشغلي بالك بمن حولك كلها وشوش مزيفة تخفي ورائها أسرار لا تحبي أن تعرفيها" 





طلبا العشاء وقالت "ظننت أن لديك مواعيد هامة هنا لذا واصلت أيامك ببعضها" 
قال وهو يدخن سيجارته بانتظار الطعام "كان لدي ولقد كان بالصباح وكان من المفترض أن تكوني معي لأن الأمر يتعلق بالشركة" 





اهتمت وقالت "وماذا؟" 
قال "سأخبرك" 
انتهى العشاء فقال بعد أن تناول القهوة وهي العصير "هيا دعينا نمرح قليلا ونخرج خارج جو العمل" 
وجذبها من يدها وهي تريد أن توقفه ولكنه لم يسمعها، كان الديسكو مكان مزعج حقا لها لم ترتاح له وحاولت أن تكون مناسبة للمكان ولكنها لم تستطع وتراجعت أمامه وهو يرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة ويتابعها بنظراته ثم ابتسم وجذبها من ذراعها إلى مائدة فارغة وجلس بجوارها على الأريكة وقد تصلب جسدها من قربه ولكنه لم يهتم وهو يقول
“أعلم أن المكان غريب عليك، أنت حتى ترفضين الرقص"
هزت رأسها وقالت "نعم لا أحبه ولا أرتاح له ولا لهذا المكان كله، ألا يوجد مكان آخر أقل ضوضاء من هذا؟" 
حدق بعيونها وقال "هل أنت كذلك حقا؟" 
تأملته كما فعل قبل أن تقول "لا أفهم" 
أشعل سيجاره ووضع الرجل كؤوس أمامهم تناول أحدهم وقال "لن تتناولي هذا طبعا، أقصد رفضك لكل شيء" 
قالت بضيق "ليس كل شيء أنا أرفض الخطأ فقط أو ما لا أرتاح له، أستاذ" 
وضع اصبعه على فمها فحدقت به واقترب منها حتى لاحت أنفاسه على وجهها وقال "تبدو غير متناسقة أليس كذلك؟" 






تأمل ملامحها الرقيقة ولكنها أبعدت وجهها وقالت بارتباك "حسنا أنا أريد أن أذهب المكان يشعرني بالضيق" 
هز رأسه وقال وهو يطفأ السيجارة "حسنا هيا دعيني أوصلك فأنا عائد الليلة" 
تحركت أمامه وقبل أن يصلا إلى الباب تحركت فتاة تقاربها بالعمر ووقفت أمامه وهي تنظر إليه بعيون جريئة وملابس أكثر جرأة وقالت 
“لا يمكن أن تأتي دون أن ترمي السلام أمير"
نظرت إليه وهو يبتسم للفتاة التي اتجهت نحوه وألقت قبلة على وجنتيه وهو يقول "لم أرك حتى أفعل، وإن رأيتك فأعلم مع من وأنا لا أحب التطاول على غيري ليس سليم" 
ضحكت الفتاة بدلال وقالت "أعلم ولكنه ليس موجود دعنا نلهو قليلا ونستعيد الذكريات" 
قال "للأسف ليس لدي وقت الآن" 
كانت نظراتها إليه غاضبة وامتلأت بالأسئلة دون إجابات فقالت الفتاة وهي تكاد تلتصق به وهو لا يمانع 




“سأنتظرك تعلم أين تجدني"
وأطلقت ضحكة قوية لها تأثير معروف وابتعدت بينما نظر هو إليها فاصطدم بنظراتها بينما استدارت هي وتحركت إلى الخارج بغضب حاولت إخفاؤه






لم يتحدثا حتى ركبا السيارة ثم نظر إليها ولكنها كانت تنظر بدون أن ترى شيء وقد رأت اليوم جوانب كثيرة من شخصيته، وآخرهم جانب لم تتمنى أن تراه
سمعته يقول "البيت أليس كذلك؟" 





هزت رأسها وقالت "من فضلك" 
لم يرد لحظة ولكنه قال "هي حياتي إيمان، اعتدت عليها ولم تعد غريبة بالنسبة لي" 




نظرت إليه وقالت "ولكنها غريبة بالنسبة لي، أنت لم تبدو لي كذلك وقت عرفتك" 



نظر إليه بقوة صامتة ولم تبعد هي عيونها إلى أن أبعد هو وجهه وقال "وكيف بدوت إذن؟" 
قالت "جنتلمان" 




كلمة واحدة أوقفت كل الكلمات خلفها، نظر إليها مرة أخرى قبل أن يقول "وماذا؟ لقد رأيت اليوم شخصيتي" 




أبعدت وجهها وقالت "أحاول أن أصدق" 
كانا قد وصلا ولكنه لم يدخل الجراج وإنما وقف بعيدا والتفت إليها وقال



 "تصدقين ماذا؟" 
نظرت إليه وقالت "أنك ما تريد أن تبدو عليه" 
ظل الصمت يهاجمه إلى أن أشعل سيجارته ونفج دخانها بعيدا ثم عاد 




إليها وقال "إيمان اسمعي أنا" 
قاطعته "أنت لست ذلك الشاب الذي حاولت أن تجعلني أراه اليوم، أمير 



أنا لست طفلة صغيرة تفتقد معرفة الأشخاص، أنت تعبث بحياتك بطريقة خطأ لا أفهم سببها ولكن بالنهاية




 هي ليست طريقتك ولا أسلوبك فلو كنت كذلك لاستغللت وجودك معي وحدنا أكثر من مرة ولكنت



 الآن مع تلك الفتاة دون اهتمام بي أو بوجودي، صحيح أنا لا أعرفك ولكن هناك أشياء كثيرة تضيء لنا سبل 


للتعرف عن من نراه" 
لم ينظر إليها وهو يتابعها ويتابع دخانه إلى أن قال "وربما لم أستغل وجودي




 معك لأنك لست النوع المفضل لي وليس لأني ذلك الرجل الصالح الذي تصورينه لنفسك" 
شعرت بالإهانة من كلماته وسقطت نظراتها على أصابعها ومنعت دموعها 



وهي تقول "ربما، بل هي حقيقة أنا فعلا لست 



ذلك النوع الذي رأيته اليوم ولست مهتمة لأن أكون لأنني لن أكون إلا ما أنا عليه" 
ثم فتحت الباب ونزلت


 وحررت دموعها دون أن تنظر خلفها وهي تدرك أنه تعمد إيلامها بينما تابعها هو بنظراته من السيارة 


حتى اختفت فنفخ الدخان بقوة وقذف بالسيجارة من النافذة بغضب واضح وهتف 
“ما الذي فعلته بنفسي 

وبها؟ ما ذنبها؟ اللعنة على من كان السبب، اللعنة"





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-