CMP: AIE: رواية مقيد باسرارها الفصل الثامن8بقلم رانا هادي
أخر الاخبار

رواية مقيد باسرارها الفصل الثامن8بقلم رانا هادي

 

رواية مقيد باسرارها 
الفصل الثامن8
بقلم رانا هادي


فى صباح اليوم التالى

يقف امام بابها لا يعلم كيف له ان يأتى لها مرة اخرى بعد اخر لقاء بينهما لكن 


الان الوضع مختلف، ليتنفس بعمق محاولا تهدئة ذاته قبل ان يضغط على جرس الباب لتمر لحظات الى ان فتحت الباب وما ان


 رأته همت باغلاق الباب فى وجهه لكنه صده ودلف للداخل، لتردف هى بنفور واضح


=هو كل شوية ياسيدى قولتلك ابعد 

لم يهتم لطريقة كلامها ولا لنفورها الواضح
=انا مش جاى عشانا امى فى المستشفى وبتنادى باسمك والدكتور قال ان لو عرفت انك موجوده ممكن تفوق 

بصيص امل اشتعل فى قلبها وهى تتخيل ان ليلى تريد اخبارها عن مكان ابنتها وتكفر عن ذنبها، لتقول بلهفة
=انا هدخل اغير واجى معاك 

ليومأ لها وهو يغلق الباب ويجلس فوق اول اريكة تقابله ينظر الى اساس المنزل الذى كان مزيج من الكلاسيك والعصرى، روحها تنتشر بالمكان كل شئ به لمستها، للان يعشقها كما كان حاله فى الماضى رغم خداعها له وكذبها يعشقها، يريدها وبشدة لكنها اصبحت متمردة ويعلم ما السبب تغيرها هذا هو الوحيد المتسبب بهذا التغير

خرج من افكاره على صوتها الملهوف وهى تضع اغراضها بحقيبتها، لينظر اليها من اعلى لاسفل بداية من شعرها الذى تركته مسترسل خلف ظهرها، والقميص الاسود الذى يصل لفوق الركبة وبنطال ابيض، كانت بسيطة لكن بنظره وكأنها ملكة جمال الكون 
=شهاب يلا انا جاهزة.. لا استنى اقفل البلكونه والشباك لحد ما اجيب حاجه من جوه 

ليومأ لها وشعور غريب تغلغل بقلبه وهو يقوم بعمل ما طلبته ويراها تلتفت فى الشقه تجمع ما تريده، وكأنهما زوجان يستعدان للخروج 

_____________

كانت بدور للتو قد دلفت الى الشقة التى تسكن بها هى وزهرة بعد ان ذهبت لتأتى باغراضها وثيابها من منزل والدها الذى لم يعترض على تلك الفكرة، وايضا زهرة التى كانت معها واتجهت للملجأ لتجلب اغراضها هى الاخرى وتبدا كلا منهما بترتيب اغراضها.. 

وبعد انتهاءهما القت بدور جسدها فوق الاريكة قائلة بانهاك
=يا نهار ابيض دا حوار النقل دا طلع بيفرهد 

بينما مطت زهرة شفتيها وهى تنظر لعلبة السجائر الفارغة قائلة بضيق
=وانا السجاير بتاعتى خلصت 

لتعتدل بدور بجلستها قائلة بجدية
=بلاش سجاير يا زهرة عشان صحتك انتِ مش شايفة شكلك عامل ازاى، وكمان هى غلط وحرام دا انتِ بتشربى سجاير فراولة وعاملة فيكى كدا

زهرة بمرح مفتعل وهى تجلس بجانبها
= اومال احط فيها بودرة حشيـ ـش بعدين كدا كدا الصحة ضايعه فـ مش هتفرق من سجارة فى اليوم

بدور بحزن من اجل صديقتها
=طريقة تفكيرك غلط، انا هقوم اجهز حاجه نكلها بس انتِ اللى هتغسلى المواعين انا بقولك 

انهت حديثها بمرح مفتعل وهى تنهض من جانبها، وقبل ان تجيبها زهرة قاطعها رنين هاتفها من رقم غريب لتعقد حاجبيها وهى تنظر لرقم الا انها استقبلت المكالمة، الذى جاءه صوت شخص ملهوف
=زهرة انا شهاب المنيرى، امى فى مستشفى الالفا وهى عاوزاكى بسرعه يا زهرة لو مش هتعرقى تيجى هاجى اخدك عبال ما تجهزى 

زهرة بلهفة وخوف على تلك السيدة التى لم ترى منها الا الخير =لا عرفاها انا جاية حالا

لتغلق الخط سريعا تتجه لغرفتها تغير ثيابها
=بدور اجهزى بسرعه مدام ليلى فى المستشفى، يلا عشان تيجى معايا 

لتترك بدور ما بيدها تتجه سريعا هى الاخرى لتحضر حالها فهى تعلم علاقة زهرة بتلك السيدة، وفى خلال نصف ساعه كانت الفتاتين فى التاكسى الذى سينقلهم للمشفى، وبدور تمسك بيد زهرة التى اخذت بالدعاء لـ ليلى 

وفى اقل من ساعه كانت زهرة وبدور امام الاستقبال يسألان عن ليلى، ليجدا شهاب ومعه سيدة اخرى يجلسان امام الغرفة لتتجه زهرة اليه بلهفة وهى تبكى، ليتجه اليه محاولا تهدئتها وهو يسحبها بين ذراعيه فى عناق 
=اهدى يا حبيبتى هى كويسه ان شاء الله تقوم بالسلامة متعيطيش

لتنهض نيرة هى الاخرى تربت على شعر زهرة قائلة بحنان وهى تقف بجانب شهاب 
=متعيطيش هى هتبقى كويسه زى ما شهاب ادعيلها يا زهرة بدل ما تعيطى 

لتنظر لها زهرة بتيه وهى تبتعد عن شهاب، تومأ لها وهى تمسح دموعها، لتسحبها نيرة من يدها تجلسها بجانبهة ومازالت تربت على شعرها بينما اردف شهاب لـ بدور التى كانت تقف بعيدا بعد الشئ وقد ادمعت تاثرا لذلك المشهد وهى ترى اثنان لا يعرفان زهرة يحنان عليها بينما اهلها الحقيقيون تركوها 
=تعالى اقعدى متقفيش كدا قعدى جمب زهرة

ليكمل وهى يوجه حديثه لنيرة التى اخذت راس زهرة تضعها فوق صدرها عندما ازدات الاخرة فى البكاء
=نيرة خليكى مع البنات انا هجيب حاجات وارجع 

لتوما له قائلة بجدية
=متتأخرش بس عشان لو الدكتور خرج 

ليومأ لها ويتحرك بعد ذلك بينما انتبهت وبدور تحدث زهرة 
=زهرة متعمليش كدا هتتعبى اهدى وان شاء الله هتقوم بالسلامة، عياطك لا هيقدم ولا ياخر 

زهرة من بين شهقاتها
=انا مليش غيرها فى الدنيا لو حصلها حاجة انا هموت، يارب قومها بالسلامة..... 

وقبل ان تنهى حديثها قاطعتها نيرة بلهفة وهى تزيد من ضمها اليه قائلة بلهفة وهى تقبل اعلى راسها
=بعد الشر عليكي متقوليش كده تاني هتقوم بالسلامة وتبقى كويسة، طب تعرفى انها سألت عليكى لما فاقت 

لترفع زهرة رأسها تنظر اليها بشك لتكمل نيرة بحنان
=ايوة شهاب اللى قالى انها كانت بتنادى على زهرة الدكتور قاله كدا بس عشان الوقت كان متأخّر مبلغكيش واول حاجه عمالها كلمك 

لتكمل بدور فى محاولة لبث الامل داخل قلب زهرة 
=طلاما هى فاقت ونادت على اسم زهرة يبقى دا معناه انها كويسة يعني مسألة وقت

لتردف زهرة وهى تضيق ما بين حاجبيها قائلة باستغراب
=هو حضرتك نيرة حبيبة شهاب؟!.. 

لتشهق نيرة وبدور بنفس الوقت كانت نيرة منصدمه من ذلك السؤال بينما بدور من صراحة زهرة، لتردف نيرة بتوتر وارتباك
=ايه.. ايه اللى انتِ بتقولى ايه من قالك كدا يعنى جبتى الكلام دا منين 

لتردف بدور بابتسامه متسعة وهى تقول بفضول
=دا بجد يا طنط بس حقيقى لما كنتى واقفه جمبه كنتو لا يقين على بعض ومع زهرة تحسو انها بنتكم، بس له ما جوزتوش لحد دلوقتى يعنى اونكل شهاب ماظنش انه بيكون نفسه يعنى اللهم لا حسد، وحضرتك نفس الشئ يعنى الشنطة ثني..... 

وقبل ان تنهى الكلمة ضربتها زهرة بكوعها فى بطن الاخرى حيث كانت تجلس خلفها لتتأوه بخفوت، وتردف زهرة بابتسامة صفراء
=معلش يا طنط اصل بدور فضوليه شوية، بس بردو ليه ماجوزتوش يعنى كان زمانكم مخلفين قدى انا وبدور 

لتردف بدور بسخط وهى تضربها على كتفها
=مين دلوقتى اللى فضولى 

زهرة باستفزاز =انتِ ياروحى طبعا

وما ان همت الاخرى بالرد عليها قاطعتهما نيرة التى قالت بجدية 
=بس انتِ وهى عيب كدا، اولا مينفعش تتكلموا فى المواضيع دى مع حد اكبر منكم، ثانيا انا وشهاب مجرد اصدقاء 

ضحكت بدور بخفة وهى تنظر لزهرة التى ضحكت هى الاخرى
=عيب ايه يا طنط احنا فى 2022 ، بعدين شهاب كان بيحكي لزهرة عنك لما كان ينزل اجازات.. على فكرة بيحبك اوى 

نيرة ولا تعلم لماذا ولاول مرة تتقبل ان تتناقش فى ذلك الموضوع مع احد، الان تتناقش به ومع من مع فتاتان فى عمر ابنتها الضائعة 
=اولا انا اكبر من شهاب بسنتين ثانيا الكلام دا ايام ما كنت فى ثانوي..... 

لكن قاطعها هو مجئ شهاب الذى جاء منذ قليل واستمع الى حديث بدور الاخير ورد نيرة عليه الذى لم يعجبه ابدا لذا قاطعها وهى يمثل انه قد حضر للتو، لتردف بدور بمرح تخفف من وضع الجو بعد ةن لاحظت تبدل ملامح نيرة
=ايه يا اونكل حضرتك جبت سوبر ماركت كامل لا احنا فى مستشفى مش فى رحلة 

شهاب بضحك وهو يقدم لها شطيرة ويعطى لزهرة ايضا
=خدى كلى يا لمضة وانتِ ساكته.. 

لتاخذ منه وهى تقول بمبؤة متحمسة
=تسلم يا اونكل من صباحبة ربنا والواحد على لحم بطنه.. 

لتقاطعها زهرة بضيق مصطنع
=يا بنت اسكتى راديو شغال فى ايه يا بنتى مش كدا براحة عليهم طب وانا ومستحمله هما ذنبهم ايه اهمدى الله يهديكى

لتنظر اليها بدور بصدمة وهى تتحدث والطعام بفمها
=كدا يا فخرى بعد الحب دا كله بتقوليه راديو 

ليضحك جميعهم بخفة يجلسون فى انتظار خروج الطبيب الذى دخل لـ ليلى منذ نصف ساعه، يجلس شهاب وبجانبه نيرة الى بجانبها الفتاتين 

_______________

يقف امام مبنى الشهر العقارى بعد ان انهى عمله به ويمسك ذلك الملف بين يديه وتلك الابتسامة الواسعه وهو يستقل سيارته يهمس لنفسه بصوت مسموع
=زهرة شهاب حرم جاسر عز الدين مقلاد

ليحرك السيارة متجها الى وجههته ومازالت تلك البسمة على وجهه تزين ثغره، ليقف بسيارته امام مبنى متهالك بعد الشئ يعمل به عمه محمد الذى جاء اليه من قبل ليدلف اليه مباشرة وما ان اغلق الباب خلفه اردف الاخر بجدية 
=عملت اللى فى دماغك واجوزتها من غير حتى ما تقولها ولا تعرفها، لو فاكر انك كدا هتخليها تحبك تبقى حمـ ـار يا بن عز الدين 

ليزفر جاسر الهواء بصبر عله يستطع اقناع الاخر
=انت عارف ان عملت كدا عشان بحبها.... 

قاطعه الاخر بحدة وهو ينظر اليه بغضب 
=اوعى تجيب سيرة الحب، اللى بيحب بيعمل اقصى ما بوسعه عشان يسعد اللى بيحبه مش يروح يجوزه بعقد من محامى ومن غير ما يعرف، الجواز دا باطل لا فيه موافقة عروسة ولا فيه حاجه دا لو كان فيه عروسة من اساسه، انت بتبل العقد دا وتشرب مايته لانه باطل فاهم 

ليردف جاسر بغضب وقد اشتعلت فتيلة غضبه 
=زهرة بقت مراتي على سنة الله ورسوله والجواز مش باطل هى مضت عليه 

محمد بنفس الغضب وقد وقق امام جاسر
=ولما مضت على اساس انه عقد جواز ولا مفهمها حاجه تانيه يا حضرة الظابط يا رجل القانون

جاسر وقد احمر وجهه من شدة الانفعال وعروق رقبته قد برزت من شدة الغضب
=زهرة اكيد بتحبينى زى ما بحبها وهتوافق على جوازنا وهتكون ليا ومعايا ومحدش يقدر يقول حاجه غير كده 

محمد بحدة مفاجأة 
=لو بتضحك على نفسك بالورقة اللى فى ايدك دى اعرف انك مش هتعرف تضحك على ربنا وهتيجى اللحظة اللى هتتشال الغمامة اللى على عنيك بس وقتها هتكون خسرت كل حاجه واولهم زهرة اللى انت فاكر نفسك بتحبها 

جاسر بقسوة وعينيه تلتمع بوحشية ويشير بسبابته فى وجه الاخر
=محدش يقدر يبعدنى عن زهرة ولا يبعدها عنى حتى لو صلت ان اخدها ونسيب البلد، لا انا ولا هى لينا حد هنا 

ابتسامه ساخرة رسمت فوق ثغر الاخر وهو بقول بسخرية واضحة
=قول بقى انك عملت الليلة دى كلها عشان عارف ان مفيش حد هيسأل فيها ولا يقولك تلت التلاته كام بعد اللى عملته.. بس زهرة معاها اللى اقوى منك معاها ربنا اللى انت بعيد عنه 

انهى اخر جملة من حديثه بنبرة جاده وهو ينظر اليه بقوة، هو متاكد من عشقه لزهرة لكن طريقته خاطئة لاحد يفعل الذى فعله، يتزوجها بعقد زواج من عند محامى وبدون علم العروس اى زواج هذا، اذا كان يعتقد انه لن يجد احد يوقفه عند حده هو سيقف امامه 

لا أحد يسمع الأصوات والمعارك التي تحدث في داخلك، لا أحد يرى تلك الخدوش في قلبك، لا أحد يحصى عدد المرات التي مسحت بها دمعتك مسرعاً لذلك، كُن بخير من أجلك فقط



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-