CMP: AIE: رواية شمس ربحها القيصر الفصل الاربعون40بقلم بيلا
أخر الاخبار

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الاربعون40بقلم بيلا


رواية شمس ربحها القيصر الفصل الاربعون40بقلم بيلا

دلفت شمس الى القصر لتتفاجئ بأصوات عالية تصدر من صالة الجلوس ...
سارعت بالذهاب الى هنالك بقلق فوجدت قيصر يصيح بحوراء التي تقف أمامه متخصرة :-
" قلت لا تتدخلي في هذا الموضوع .. لماذا لا تفهمين ..؟!"
تحدثت حوراء بصوت حاد :-
" لا يحق لك ان تطرد ماما من قصرها وتطلب مني القبول بل السكوت ايضا .."
رد قيصر بقوة :-
" هذا ليس قصرها يا حوراء .. ووالدتك خرجت من القصر وانتهى الامر .."
همت حوراء بالرد لكنها انتبهت الى مجيء شمس فتقدمت نحوها بملامح تشع غضبا وصاحت بها :-
" انت السبب .. كل شيء بسببك .. الخراب بدأ منذ دخولك القصر .. "
صاحت دينا بتوسل :-
" يكفي يا حوراء .."
بينما اتجه قيصر وقبض على ذراعها مديرا إياها نحوه هاتفا بنبرة تحذيرية :-
" انتبهي على طريقتك وأنت تتحدثين معها .. إنها زوجتي ولا أسمح لك بتقليل الأدب معها .."
" أنت تنصرها علينا .. تنصرها علي مثلما نصرتها على والدتي .."
قالتها وهي ترمق شمس بنظراتها الحاقدة التي انكمشت لا إراديا على نفسها بينما قبض قيصر على ذراع حوراء مجددا هادرا بها :-
" يكفي توقفي ... هي لا دخل لها .. لأخر مرة يا حوراء .. انتبهي على تصرفاتك قبل أن تصدر مني ردة فعل لا تليق بك .."
خرجت شمس من المكان مسرعة بينما تقابلت نظرات حوراء الحاقدة بنظرات أخيها الصارمة ليدفعها بعيدا عنه بقسوة ويخرج من المكان متجها الى جناحه ..
.............................................................................

دلف قيصر الى جناحه متسائلا بصوته القوي الصلب :-
" أين كنتِ يا هانم ..؟! أين ذهبت في وقت مبكر كهذا ..؟!"
كان يطالعها وهي تقف بعيدا عنه توليه ظهرها قبل أن تستدير بعد لحظات وتطالعه بصلابة غريبة ..
أجابته بقوة وثبات :-
" كنت عند تارا .. في منزلها .."
تجمدت ملامحه للحظات بينما أضافت هي بجدية :-
" أخبرتني بكل شيء … كل شيء يا قيصر .."
صمت استمر للحظات بدت لها طويلة وهي تنتظر أن يقول لها اي شيء .. 
لكنه نطق أخيرا بعد هذا الصمت مكتفيا ب:-
" جيد .. وماذا سيحدث الآن ..؟!"
تقدمت نحوه بخطوات مترددة ثم وقفت أمامه تسأله بحنق :-
" لماذا لم تخبريني ..؟! لماذا ..؟!"
رد ببرود :-
" أخبرتك إنها زيجة على الورق فقط .. اما سبب الزيجة فلم يكن من حقي إخبارك عنه لإنه لا يخصني .."
لا يعلم كم ازداد قيمة في عينها .. في كل دقيقة تمر تتفاجئ به أكثر .. تسائلت داخلها .. من هذا الرجل ..؟!
هل هو نفسه الذي خطفها وهددها بل وتزوجها غصبا ..؟! أم هو ذلك المثالي القدير الذي أنقذ تارا من مصيبة كالتي مرت بها ..؟! 
هل هو كما وجدته في الأيام السابقة التي قضتها في كنفه ..؟! لطيفا ، هادئا ، رائعا ومتفهما ..
أم هو شخص آخر بغيض كما كانت تشعر نحوه قبل زواجها منه ..؟!
تأمل تلك الحيرة المرتسمة على ملامحها فهمس بجدية :-
" كان عليكِ أن تثقي بي ولو قليلا يا شمس …"
نبرته بدت معاتبة وشعرت بضميرها يؤنبها فترقرقت الدموع داخل عينيها وأخذت تردد بصوت مبحوح :-
" انا اسفة .. اسفة حقا يا قيصر .."
" حسنا لا تبكي .."
بدا منزعجا من بكائها فمسحت وجهها بكفيها ثم سألته بجدية :-
" هل يزعجك بكائي ..؟!"
أجاب بصدق :-
" لا أحب رؤيتك تبكين … "
ابتسمت من بين دموعها التي عادت تملأ عينيها ثم هتفت بصدق بعدما سمعته عنه :-
" انت رائع .."
هتف ساخرا :-
" لا أصدق إن شمس هانم بنفسها وصفتني بالروعة .."
قالت بسرعة وجدية :-
" ما فعلته ما تارا يجعل هذا الوصف أقل ما يليق بك … لم أكن أتصور إنك بهذه الروعة .. لقد جازفت بإسمك وسمعتك لأجل حمايتها .."
قال بصدق :-
" انت لا تعرفين عني أي شيء يا شمس لذا من الطبيعي أن يفاجئك تصرفي .. لا أنكر إنني من منحتك صورة غير لطيفة عني في بداية تعارفنا لكنكِ بدورك لم تحاولي أن تتعرفي على الصورة المغايرة لي .. لم تحاولي أن تري وجهي الحقيقي .."
هزت رأسها موافقة ثم قالت بتصميم :-
" ولكنني سأفعل .. من الآن فصاعدا سأفعل .."
سألها بحاجبين معقودين :-
" ماذا ستفعلين ..؟!"
ردت وهي ترسم إبتسامة هادئة على شفتيها :-
" سأكون زوجة حقيقية ومناسبة .. زوجة تليق بك وبمكانتك … وسأهتم بك و بمعرفتك عن قرب .. سأكون كما يفترض أن أكون ليس لأجلك فقط بل لأجلي ولأجل حياتنا القادمة .."
انهت كلماتها وفاجئته بإنها سارعت تضم نفسها بين أحضانه وعلى شفتيها ترتسم إبتسامة تشير الى راحتها بقرارها الأخير ..
………………………………………………………………
بعد مرور أكثر من إسبوعين ..
دلفت الى جناحها بملامح سعيدة قبل أن ترمي بجسدها على السرير وهي تهتف بإبتسامة فرحة :-
" وأخيرا عدنا الى المنزل …"
تأملها وهو يخلع سترته يتبعها بقميصه بينما يشير إليها :-
" لم أتصور يوما أن تفرحي بعودتك الى القصر …"
اعتدلت في جلستها وهي تقول :-
" رغم كرهي لوجودي هنا في البداية إلا إنني لن أنكر إعتيادي عليه حتى إنني إشتقت له كثيرا أثناء رحلتنا …"
لقد سافرا لمدة إسبوعين كما وعدها حيث تجولا في فرنسا وإيطاليا .. كانت رحلة أكثر من رائعة حرصت هي خلالها أن تتصرف بكل عفوية ممكنة فساعدتها عفويتها بالإقتراب منه وهو بدوره لم يبخل عليها بأي شيء ..
منحها كل ما يملك من لطف ودماثة وبدا مهتما بإسعادها وإمتاعها فكانا يقضيان اليوم بطوله يتجولان في مختلف الأماكن والوجهات السياحية وقد بدا هو متحمسا ليريها كل شيء ممكن أما الليل فوضعه مختلفا فقيصر كان يمارس الحب معها كل ليلة بشكل يجعلها مقطوعة الأنفاس وهو يمنحها كل ما أمكن من حب وإهتمام ودلال ويغرقها بكلمات الغزل التي تجعلها تحلق عاليا حتى إنها باتت تنتظر الليل بشوق لترتمي بين أحضانه وتنهل من حبه حيث قبلاته الحارة وجسده الصلب الذي يروي عطش جسدها ولسانه الذي يثيرها بكلامه المعسول …
كانت هذه الرحلة كافية لتغيير زيجتهما مئة وثمانين درجة فكل شيء كان رائعا ومثاليا …
أفاقت من شرودها على صوته يسألها :-
" أين ذهبت .."
هتفت بجدية :-
" أريد رؤية عائلتي .. اشتقت لهم …"
اومأ برأسه وقال :-
" سنذهب عندهم مساءا .."
" جيد .. سأنام الآن .."
قالتها وهي تضع كفها على فمها تتثائب بتعب لتسأله بعدها :-
" ألن تنام معي ..؟!"
رد بسرعة :-
" كلا ، سأهبط الى الأسفل وأتحدث مع خالد ببعض أمور الشركة وما حدث بغيابي .."
أومأت برأسها متفهمة ثم رمت بجسدها على السرير تجذب غطائه فوق وتغط في نوم عميق ..
…………………………………………………………..
استيقظت مساءا لتجده جانبها يغط في نوم عميق ..
ابتسمت لا إراديا وهي تتأمل وسامته فلمست ذقنه النامية قليلا بأناملها قبل أن تنهض من فوق سريرها بحماس وتستعد لأخذ حماما سريعا ..
خرجت بعد مدة وهي تلف جسدها بالمنشفة فوجدته ما زال يغط في نومه ..
كانت تعلم إنه متعب فلم تشأ أن توقظه …
اتجهت نحو الخزانة واخرجت ملابسا لها ثم ارتدتها بخفة وحرصت على عدم اصدار صوت كي لا يستيقظ …
سرحت شعرها ورفعته عاليا ثم ذهبت الى الحقيبة التي اشترت بها هدايا لعائلتها وعائلته وبدأت تخرج الهدايا وتضعهم جانبا إستعدادا لإعطاء كل شخص هديته ..
نهضت بعدها وبدأت تخرج ملابسهما وأغراضهما من الحقائب وتعيد كلا منهم الى مكانه …
مر الوقت وانتهت من كل شيء فسمعت صوت طرقات على باب الجناح ..
ذهبت تفتح الباب بخفة لتجد الخادمة تخبرها بقدوم موعد العشاء ..
دلفت الى الداخل واتجهت نحو قيصر حيث جلست بجانبه وبدأت توقظه بخفة ..
فتح عينيه أخيرا على صوتها الناعم فمنحها إبتسامة خفيفة قبل ان يعتدل في جلسته وهو يمسح على وجهه يكفيه …
" غير ملابسك لنهبط سويا ونتناول العشاء …"
اومأ برأسه متفهما ثم نهض من مكانه وهو يقول :-
" سنذهب بعد العشاء الى عائلتك كما اتفقنا .."
هتفت بجدية :-
" لا داعي للذهاب اليوم .. انت ما زلت متعبا من آثر الرحلة وانا كذلك .. تحدثت مع ماما وأخبرتها إننا سنذهب غدا وهي بدورها تدعونا على الغداء ولا مجال للرفض .."
ابتسم مرددا بتفهم :-
" بالطبع .. والدتك تأمر ونحن نطيع .."
ابتسمت بخفة بينما وقف هو أمام المرآة يحرك أنامله على ذقنه النامية مرددا :-
" يجب أن أحلقها.."
ليتفاجئ بها تخبره وهي تقف خلفه :-
" لا تحلقها .."
نظر اليها بتعجب لتهمس له بخجل :-
" احبها نامية … اتركها كما هي .."
ابتسم لها ولم يرد حيث اتجه لتغيير ملابسه بينما حملت هي هدايا عائلته معها ..
خرج بعدها الاثنان من الجناح واتجها الى الاسفل وشمس تحمل الهدايا معها …
وضعت الهدايا على الطاولة التي تتوسط صالة الجلوس وسارت مع زوجها حيث طاولة الطعام ..
ألقت التحية وهي تجلس على الطاولة فرحب الجميع بهما واقتربت دينا من أخيها تحتضنه بسعادة وتقبله والغريب إنها قبلت شمس أيضا …
الجميع كان سعيدا بعودتهما بإستثناء حوراء التي بدت ملامحها فاترة وهي ترحب بهما ..
انتهى الجميع من تناول الطعام واتجهوا الى صالة الجلوس حيث نهضت شمس وأخذت توزع الهدايا على الجميع فحملت هدية حوراء وتقدمت نحوها بقلق وتردد ومدت يدها بالهدية لتأخذها حوراء على مضض وهي تشير لقيصر :-
" أشكرك أخي الحبيب على الهدية .."
تجاهلتها شمس ولم تهتم حيث عادت تقدم الهدايا لبقية الموجودين الذين شكروها بشدة كما شكروا قيصر ..
اتجهت بعدها تجلس بجانب زوجها وهي تبتسم بسعادة وشعور إنها تتصرف كزوجة لائقة وواعية يعجبها كثيرا ..
………………………………………………………………..
بعد أكثر من شهر …
وقفت أمام المرآة تضع من عطرها المفضل عندما وجدته يقف مقابلا لها يتأملها بملامح تشع شغفا صريحا …
احمرت وجنتاها لا إراديا وهي تلتفت نحوه بفستانها الأزرق تسأله رغم معرفتها الجواب مسبقا :-
" هل أبدو جميلة ..؟!"
رد وهو يتفحصها بعينيه الزرقاوين :-
" تبدين رائعة … جذابة ومثالية .."
ضحكت برقة بينما تقدم هو نحوها محيطا خصرها بذراعيه مائلا نحو شفتيها بنية تقبيلها لكنها منعته وهي تضع أنامله على فمه تخبره بتمنع محبب :-
" ليس الآن يا قيصر .. عندنا حفلة لا يجب أن نتأخر عليها .."
بدا الانزعاج على وجهه لكنه ابتسم وهو يومأ برأسه قبل أن يسألها :-
" هل إنتهيت إذا من كل شيء لنرحل .."
أومأت برأسها وهي تتجه لتحمل الحقيبة الصغيرة وتخبره :-
" انا جاهزة .."
أحاط ذراعها بذراعه وسارا سويا خارج الجناح بينما قيصر يتأملها بين الحينة والآخر دون أن يمل أو يشبع من جمالها المبهر ..
لو أخبره أحدا يوما إنه سيكون أسير هذه الحمراء الصغيرة لدرجة تجعله لا يكتفي منها مهما حدث ما كان ليصدق …
لكن كل يوم يقضيه معها يجعله يشعر وكأن كل أيام عمره قبلها ضاعت هباء وإن جميع نساؤه قبلها كن مجرد ماضي لا يتذكره حتى فهو وجد معها ما يجعله لا يرى سواها …
وصلا أخيرا الى الحفلة ليجد أفراد عائلته سبقوه في الوصول …
وقف بجانبها بعد مدة يتحدث مع مجموعة من معارفه عندما انتبه الى تارا التي دلفت الى الحفلة فرأى زوجته تبتسم لها بمحبة صادقة وهي تشير لها بكفها لتتقدم الأخيرة نحوهم حيث تتبادل القبلات مع زوجته قبل أن تحييه بفتور يدرك سببه ..
انسحبت شمس بعدما إستأذنته وسارت بجوار تارا تتحدث معها بحماس وقد أدرك منذ مدة إن الاثنتين باتت تجمعهما صداقة وطيدة لا يفهم كيف بدأت لكنه لا يهتم فرغم كل شيء هو يثق بتارا جيدا ولا يمانع أن تكون صديقة حميمية لزوجته التي يعرف جيدا كم إنها اجتماعية وتحب تكونين علاقات مع الجميع …
وقفت شمس بجانب تارا وهي تثرثر معها في عدة مواضيع عندما وجدت تارا تشير فجأة ناحية زوجها وإحدى الشابات الملتصقات به ..
تغضن جبين شمس وبدا الغضب يظهر عليها عندما همست لها تارا :-
" ماذا تنتظرين ..؟! اذهبي وخذي زوجك منها .."
هزت شمس رأسها موافقة وسارت بخطواتها الواثقة نحو زوجها بينما ابتسمت تارا بخفة قبل أن تحرك وجهها للجانب الآخر لتتلاقى عينيها بعيناه اللاتي تتأملانها بثبات فتمنحه نظرة ثابتة صلبة قبل أن تشيح بوجهها بعيدا ..
وقفت شمس بجانب زوجها تمنح الفتاة الملتصقة به إبتسامة صفراء قبل أن تهمس لزوجها ببضعة كلمات فيعتذر الى الفتاة وينسحب من أمامها سائرا بجانب زوجته ..
" يا إلهي كم إنها بغيظة .."
هتفت بها شمس وهي تسير بجانبه ليبتسم بخفة وهو يسألها رغم إدراكه جيدا من تقصد :-
" من تقصدين ..؟؟"
ردت بفتور :-
" تلك التي كانت تقف وتتحدث معك .."
" هل تغارين يا شمس ..؟!"
سألها بجدية لتهتف بغيظ مكتوم :
" لا أغار .. مع إنه يحق لي ذلك .. "
" بالطبع يحق لك .."
قالها بمكر وهو بالكاد يكتم إبتسامته من الغيرة والغيظ الواضحين على ملامحها ونظراتها التي تكاد تقتله بينما همست هي بضيق :
" إنها تلتصق بك بشدة .. ألا يكفي محاولاتها الصريحة للفت انتباهك في بداية الحفلة ..؟! "
ثم أكملت وكأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه :
" من الطبيعي أن أغضب .. فهذا يقلل من قيمتي وكرامتي كثيرا .."
قال بجدية وصرامة :
" قيمتك وكرامتك محفوظتين يا شمس .. لا أحد يستطيع المساس بهما طالما أنا موجود وانتِ تعرفين ذلك جيدا .."
ثم أكمل بهدوء صلب :
" إنها مجرد أنثى تحاول لفت انتباه أي رجل مهم تجده أمامها .."
أردف بجدية وهو يشير خلفها :
" هاهي تلتصق بخالد بعدما رحلت متحججة بالعمل الذي يجمعنا .."
قالت بسرعة :
" لتلتصق بخالد كما تشاء .. المهم أنت .. لا اسمح لها بالتقرب منك .."
ابتسم بخفة وقال :
" اذا كنت لا تطيقين قربها مني الى هذه الدرجة فإبقي بجانبي وحينها لن تستطيع القرب مني خاصة مع نظراتك تلك التي بالتأكيد ستنال منها الكثير .." 
" ما بها نظراتي ..؟!"
سألتها بضيق ليرد وهو يبتسم بخفة :
" رائعة خاصة عندما تصبح شرسة مثلما أصبحت منذ قليل .."
ابتسمت بخجل بينما نظر هو الى خجلها النادر وهو يتنهد تنهيدة ثقيلة متمنيا أن تبقى الاوضاع بينهما هادئة مثل هذه الأيام ..
جذبها من ذراعها محيطا خصرها بذراعه مرددا بخفوت بجانب اذنها :
" كأنكِ اكتسبتِ قليلا من الوزن .. ؟! "
هتفت بإنزعاج :
" هل تقصد إنني أتناول طعاما كثيرا ..؟!"
رد بصدق :
" ليس هذا ما أقصده بل أود القول إن جسدك يزداد جمالا مع مرور الوقت .."
ابتسمت بهدوء ثم ردت :
" ربما لإنني أصبحت أمارس الرياضة مع ربى بإستمرار .."
" ربما حقا .."
قالها بهدوء وهو يسير معها نحو احدى الطاولات ليسحب لها الكرسي فتجلس عليه بينما يجلس هو بجانبها مبتسما لها بهدوء متأملا جمالها الجذاب ..
بعد لحظات جاء خالد يجلس جانبهما وقد بدا الضيق واضحا على ملامحه ليسأله قيصر بمكر :-
" من الجيد إنك إستطعت الهرب منها .."
لم يبال خالد بحديثه فهو يشعر بالغضب الشديد هذه اللحظة بعدما رأى تارا تتحدث مع أحد الرجال الموجودين في الحفل بل وتضحك معه بصوت عالي ..
عاد ينتبه الى ابن عمه الذي كان يهمس لزوجته ببعض الكلمات فتبتسم الأخيرة بخجل واضع ليشعر رغما عنه بالسعادة لأجل قيصر الذي لم يتصور يوما أن يصبح هكذا ..
…………………………………………………………..
إحتضنها بقوة بين ذراعيه وهو يطبع قبلاته الرقيقة على جانب وجهها بين تحرك هي وجهها بخفة على صدره كالقطة …
ابتسم وهو يشدد من إحتضانها وما جمعهما قبل قليل من لحظات مجنونة يسيطر على عقله بشدة لدرجة يرغب بتكرار تلك اللحظات مجددا لكنه يخشى عليها ألا تتحمل أكثر فجسدها تحيل للغاية وما زال يشعر بها صغيرة أمام مشاعره الثائرة ورغبته الجنونية بها ..
" قيصر .."
سمعها تهمس بإسمه فرد :-
" نعم يا شمس .." 
" هل انت سعيد بزواجك مني ..؟!"
فاجئه سؤالها ولم يتوقعه مطلقا وأسعده فكرة إنها تهتم لسعادته فسألها مراوغا :-
" هل تهمك سعادتي يا شمس ..؟!"
هتفت بضجر :-
" أجب على سؤالي من فضلك .."
أطلق تنهيدة طويلة ثم هتف بصدق :-
" حتى هذه اللحظة أنا أسعد ما يكون .."
" لكنك لم تكن كذلك في الأيام الاولى من زواجنا .."
رد بصدق :-
" نعم فأنتِ كنتِ تتصرفين بجنون غريب في تلك الأيام … كنت مزعجة بحق .."
ابتسمت والغريب إنها لم تنزعج من كلامه فهي تدرك إنها كانت لا تطاق في تلك الأيام ..
سألته مجددا :-
" ألا تستغرب تغييري بعدها ..؟! يعني ألا تفكر كيف تغيرت فجأة ..؟!"
رد وهو يسير بإصبعه على بشرة ذراعها :-
" نعم فكرت أحيانا ولكنني فسرت إن تصرفاتك في تلك الفترة نابعة من إستغرابك للتغيرات الكثيرة التي طرأت على حياتك بسرعة شديدة .."
ابتسمت ولم تجيب فسألها مهتما :-
" أليس تفكيري بصحيح ..؟!"
رفعت جسدها قليلا وهي تقبض على الغطاء جيدا وتهمس بثقة :-
" في الحقيقة هناك عدة أسباب لكن أهمها إنني إكتشفت إنك لست سيئًا أبدًا وإنني لا أكرهك كما كنت أظن .."
" وهل كنت تظنين إنك تكرهينني ..؟!"
سألها بملامح متجهمة لتومأ برأسها قبل ان تجيب بصدق :-
" دوما كنت أظن كذلك حتى اكتشفت العكس .."
سألها متلهفا :-
" وما هو العكس ..؟!"
ردت وهي تهز كتفيها :-
" إنتي لا أكرهك أبدا .. "
أضافت تسأله :-
" وأنت ..؟! هل كنت تكرهني ..؟!"
رد بسرعة :-
" لم أكرهك يوما وهذا كان واضحا على ما اظن .."
" إذا ما هي مشاعرك نحوي ..؟!"
سألته وعيناها تلمعان بقوة لتضطرب ملامحه دون رد فتهتف فجأة  :-
" هل تعلم إنني تحدثت مع فادي ..؟!"
تجمدت ملامحه للحظات قبل أن يسألها بغضب مكتوم :-
" متى وكيف ..؟!"
أجابته :-
" منذ مدة طويلة .. في بداية زواجنا … اعتذر مني وأخبرني إنه لم يكن يقصد ما فعله وإنه لم يكن يراني أنا بل كان يرى أخرى بي …"
هز قيصر رأيه ولم يعلق فسمعها تهمس وعيناها تلمعان بمكر :-
" وأخبرني شيئا آخرا أيضا …"
بدا الإهتمام على وجهه وهو يسألها :-
" ماذا أخبرك أيضا ..؟!"
أجابته بدلال متعمد :-
" أخبرني إنك تحبني .. تحبني كثيرا ولهذا تزوجتني .."
سيطر الجمود على ملامحه فإكتفى بإيماءة من رأسه دون تعليق لتهتف فجأة:-
" قيصر انا حامل …"
اختفى الجمود من فوق ملامحه في لحظات ليسألها بدهشة :-
" ماذا قلت ..؟!"
ردت بإبتسامة سعيدة :-
" انا حامل .."
ارتجف جسده وهو يسألها بتوسل :-
" هل أنت متأكدة ..؟! هل قمت بتحليل دم ..؟!"
قاطعته بسعادة :-
" بالطبع متأكدة .. لم أكن لأخبرك حتى أتأكد اولا .."
سيطرت السعادة على ملامحه فجذبها يعانقها بفرحة لا ارادية قبل ان يهمس :-
" الحمد لله .. الحمد لله .. لقد تحقق حلمي أخيرا .."
سألته بصوت مبحوح :-
" ألهذه الدرجة كنت تنتظر حملي ..؟!"
ابتسم وهو يربت على وجهها :-
" أكثر مما تتصورين .. لطالما إنتظرت اللحظة التي سأحصل بها على طفل يحمل اسمي ويرث ما أملكه مستقبلا .."
عقدت حاجبيها تهتف بضيق :-
" قد تكون فتاة وليس صبيا .."
ابتسم بخفة وقال :-
" أشعر إنه صبي يا شمس … "
" هل تنزعج لو جائت فتاة ..؟!"
سألته بعدم تصديق ليرد بسرعة :-
" إطلاقا .. لا أنكر إنني أتمناه صبي ولكن حتى لو كانت فتاة سأفرح بالطبع بها بل وسأدللها كثيرا خاصة إذا جائت تشبهك .."
ابتسمت بسعادة قبل أن تسأله :-
" ماذا سنسميه اذا كان صبيا ..؟! وماذا سنسميها اذا كانت فتاة ..؟!"
تنهد بسعادة وهو يرد :-
" مع إنه لا زال الوقت مبكرا على هذا لكن إن جاء صبي فسأمنحه إسم والدي رحمه الله .. سأسميه فريد .. فريد قيصر عمران …"


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-