CMP: AIE: رواية ذكري حب الفصل العاشر10بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ذكري حب الفصل العاشر10بقلم داليا السيد


رواية ذكري حب 
بقلم داليا السيد

الفصل العاشر




أب.. زفاف
مر اليومان بسرعة ولكنها خلالهم اتصلت بكوثر فأجابت المرأة قائلة "أهلا إيمان كيف حالك؟" 
قالت "بخير كيف حالك حضرتك؟ سعيدة أنك أجبت" 
قالت كوثر "وماذا يمنعني أن أفعل؟ تعلمين أني أحب دائما سماع صوتك والاطمئنان عليك" 
ابتسمت وقالت "أعلم وأنا اليوم اتصل لطلب خدمة من حضرتك" 
قالت كوثر "تؤمري حبيبتي" 
قالت "بعد الغد عقد قراني وزفافي وكنت أريد دعوت حضرتك والاستاذ عزيز" 
نبرة فرح كانت بصوت المرأة وقالت "حقا؟ ومن سعيد الحظ يا ابنتي؟" 
قالت "عمر" 
قالت كوثر "أخيرا حبيبتي، هذا ما كنت أتمناه حقا، لن تجدوا أفضل من بعضكم لبعض" 
صمتت ولم ترد فأكملت كوثر "أنت بحاجة لشيء" 
قالت "بحاجة لوجودكم بجانبي تعلمين أن ليس لي أحد وأنتم أقرب الناس لي" 
قالت كوثر "حاضر حبيبتي سأخبر عزيز وأكيد لن يرفض لو ظروفه سمحت" 
نقلها إلى بيته بيوم الحفل ورأت فستان الزفاف الأبيض يفترش الفراش العريض بالغرفة، كان رائع حقا ورغم أنها لم تختاره إلا أنها كانت سعيدة باختياراته، لحظات ووصل المختصين بالتجميل ليتولوا إعدادها وتجميلها وما أن انتهت حتى دق الباب ورأته يدخل بأناقة أكثر مما اعتادته، خرج الجميع واستدارت هي على مقعدها لتواجهه فوقف أمامها وساعدها على الوقوف وقال 
“فاتنة، أقل ما يقال أنك فاتنة"
احمر وجهها وأخفضته فرفعه بإصبعه وقال "لا تضيعين تلك اللحظة الجميلة بالبخل علي بالنظر لتلك العيون الجميلة" 
نظرت إليه وقالت "أنت واثق مما تفعل؟" 
لم تذهب ابتسامته وهو يقول "ثقة عمياء عزيزتي، وأرجو أن تكفي عن هذا السؤال وتلك الأفكار، والآن لدي هدية صغيرة لك قبل أن نفعل أي شيء وأتمنى أن تعجبك" 
تأملته بدهشة وقالت "هدية؟ أي هدية؟ أنا لا أريد شيء" 
أجلسها وتحرك نحو الباب وقال "أعلم" 
فتح الباب ونظر للخارج وتابعت هي نظراته إلى أن رأت شخصا لم تتخيل أن تراه وهنا وبتلك الليلة؟ 
وقف الرجل على عتبة الباب وهو ينظر إليها بحنان وحزن وهتف "إيمان ابنتي" 
تلألأت دموع بعيونها وهي لا تصدق أنها تراه وهو يتقدم منها بينما لم تشعر بعمر وهو يخرج. وقف الرجل أمامها فاستندت على عصاها وساعدها حتى تنهض وتقف أمامه وقالت 
“بابا"
ابتسم الرجل بدموع وهو يتأملها وقال "لم أكن أعلم أن ابنتي بهذا الجمال" 
ثم جذبها إلى أحضانه وهي تغمض عيونها وقد تسرب إحساس بالراحة إلى قلبها وأخيرا انسحبت موجة المشاعر وانساب الهدوء وهي تجلس وهو يجلس أمامها وقال 
“لم أصدق نفسي عندما أرسل لي عمر بيه رجاله، ظننت أنه أمر خطير ولكن صوته بالهاتف بعث بقلبي الراحة، إنه جنتلمان حبيبتي"
داعبت خاتم الزواج وقالت "نعم هو كذلك بل هو ملاك أرسله الله لي، كيف حالك؟" 
هز رأسه وقال "بخير يا ابنتي الحياة اختلفت بعد رحيلك ومنصور لم يرحمني وأمل جعلت حياتي جحيم لولا الأموال التي كنتِ ترسليها لنا، ولكن من فترة الدنيا اختلفت وعثرت على عمل بمرتب خيالي واليوم أراك عروسة كما تمنيت" 
قالت "وأنا سعيدة أنك معي" 
أمسك يدها وقال بحنان "لا تتركيه يا ابنتي فهو أفضل من يرعاكِ" 
هزت رأسها فنهض وقبل جبينها وساعدها على النهوض وقال "هيا كي لا تتأخري" 
وقفت بجواره وقالت "متى ستعود؟" 
قال "زوجك أخبرني أن الأمر بيدي لكن أنا لابد أن أعود غدا، كي لا تشعر أمل بشيء لا أريدها أن تعرف طريقك كي لا تضرك بشيء" لم ترد وهي تتحرك مع والدها إلى الخارج
ما أن وقفت بالأعلى حتى لاحظت جمع هائل من المدعوين وخطفت أنوار الكاميرات أنظارها حتى رأته يحيي والدها ثم يقف أمامها وبرقة متناهية أخذ أصابعها وقبلها وهو يهمس
“هذا أسعد يوم بحياتي إيمان"
ابتسمت بصدق وتركته يحملها لينزل بها إلى حيث انتظر الجميع ورجل الدين يعقد القران ووالدها وكيلها وينتهي الرجل ليعلنهم زوجا وزوجة على سنة الله ورسوله. 
بالطبع زادت سعادتها بوجود كوثر ولكن دون زوجها وابتسمت وهي تحتضنها وقالت "من أفضل ما فعلت حبيبتي صدقيني هذا هو الصواب" 
أخفضت وجهها وقالت "أخشى ألا أكون مناسبة له فهو يستحق الأفضل، عمر أطيب وأنقى من أي رجل عرفته" 
ربتت المرأة على كتفها وقالت "أنت أيضا كذلك وليس فشل تجربة معناه أن تسجني نفسك خلف قضبان الذكرى وتحكمي على نفسك بالإعدام" 
رفعت وجهها إلى المرأة وقالت بدهشة "تجربة؟ حضرتك تقصدين؟" 
ولم تكمل بينما ابتسامة هادئة ارتسمت على وجه المرأة وقالت "نعم أقصد أمير كلنا كنا نعلم يا ابنتي فأمير ليس شخصية عادية هو الآخر خاصة والده لذا كانت سعادتي كبيرة عندما عرفت بانتهاء علاقتكم ولم أتردد بوضعك أمام عمر يوم عرفت باحتياجه لموظف هو أيضا بحاجة لامرأة بحياته وأنا كنت قد لاحظت نظراته إليك بالحفل فأدركت أنه بدأ يفكر بامرأة بحياته وأنت أفضلهم" 
قالت "ولكني أخاف، لا أعلم من ماذا ولكن شبح الماضي وأمير وعمر، كل شيء يطاردني ويذهب سعادتي" 
ربتت المرأة على يدها وقالت "أعلم حبيبتي ولكني أعلم أيضا أن عمر قادر على التعامل مع أمثال أمير، فقط لا تضعفي ولا ترتدي إلى الخلف خطوة واحدة، إلا إذا" 
حدقت بها وقالت "إلا إذا ماذا؟" 
نظرت إليها بقوة وقالت "إلا إذا كنت تريدين أمير" 
دق قلبها ولكن ليس من أجله وإنما خوف من ذلك الافتراض لذا قالت "لقد رأيت الصورة الحقيقية له ولا يمكنني أن أقبلها حتى ولو كان الحب ثمنها" 
قالت كوثر "زوجك أولى بهذا الحب يا ابنتي فهو يستحق، أما أمير فتاريخه يتحدث عنه وعليك مراجعة نفسك وتقدير الأمور كما ينبغي لها" 
هزت رأسها بالموافقة لأن المرأة على حق بكل شيء ولم تجد كلمات تعبر بها عما داخلها ولكنها صمتت وقد أدركت أن الماضي كان عار وعليها أن تنفضه من حياتها وأن تجد العلاج لمرض قلبها 
كان حفل رائع ما بين الرقص والأغاني والرقصات التقليدية للبلد وسط الحديقة الكبيرة المزينة تحت ضوء النهار حتى حل الظلام على الجميع وفتحت مائدة العشاء للجميع وسط الموسيقى الرائعة والجو الجميل وانشغل الجميع بالطعام وانفردت معه على مائدة مزينة مخصوص لهما فنظر إليها وقال
“أتمنى أن لا أرى سوى تلك الابتسامة على وجهك فهي تزيدك جمال حبيبتي"
ترددت الكلمة بأذنها فقالت "حبيبتك؟" 
أمسك يدها بحنان وقال "وبماذا أناديك لو لم يمكن حبيبتي؟ إيمان أنا أخبرتك أني أردتك من أول لقاء لنا ببيت كوثر وعزيز، ولولا أن عيونك وقتها كانت تخبرني بالكثير لطلبت لقائك مرة أخرى لطلب الزواج، وبعدها عرفت علاقتك بأمير فانتهى بي الأمر إلى محاولة نسيانك" 







أخفضت وجهها وقالت وهي تشعر بخوف من الماضي لا تعلم سببه "أنا أكره تلك المرحلة من حياتي، كنت ضعيفة وغبية" 
لم يترك يدها وقال "كنت صغيرة ووحيدة، لا أريدك أن تفكري مرة أخرى لقد انتهى الأمر و" 
قطع صوت جهوري كلامه والصوت يقول "إيمان، إيمان أنت لي وحدي ولن تكوني لسواي" 
ترك عمر يدها ونهض واقفا بينما ارتجف جسدها وهي تعرف صاحب الصوت فلم تتحرك وقد تسمر جسدها مكانه وسمعته يكمل
“عمر نصر الدين لن يحبك مثلما أحببتك"
أحاط رجال عمر بأمير الذي أشار إليهم وتوقفت الموسيقى والتفت الجميع إليه ولم تشعر بعمر وهو يتحرك إلى حيث تحرك رجاله بأمير إلى داخل الفيلا وأمير يبدو عليه أنه ليس بوعيه وهو يحاول مقاومة الرجال دون جدوى وشعرت هي بأن مخاوفها كانت في محلها الآن أمير يثير الفضائح لرجل مثل عمر ليس هناك أحد لا يعرفه هنا أو بمصر فماذا جلبت له غير العار؟؟ 
شعرت بيد كوثر على كتفها وصوتها يقول "لا تخشين شيء لقد انتهى الأمر" 
مسحت دموعها وقالت "لم ينتهي شيء الصحافة لن تترك عمر، أنا السبب سأدمر سمعته وحياته أنا السبب" 
جلست كوثر بجوارها وانضم والدها لهم وكوثر تقول "لا شيء من هذا يمكن أن يهز شعرة من عمر وليس أمير الرجل الذي تهتم به الصحافة" 
ربت والدها على يدها وقال "اهدي يا ابنتي زوجك يمكنه التعامل ها هو الحفل قد عاد وعليك أن تكوني طبيعية كي لا يلاحظ أحد ما بك ويعيدون التفكير" 
صدقت كوثر على كلامه وقالت "والدك على حق لابد أن تتصرفي بطبيعتك وامسحي تلك الدموع كي لا يلاحظ أحد أي شيء وهيا انهضي لتنضمي للمدعوين" 
نظرت إليها برجاء وقالت "لا أستطيع، أنا لن أقوى على مواجهة أحد" 
قال الأب "لا يا ابنتي أنت أقوى من ذلك وعليك مقاومة الضعف ومساعدة زوجك لتخطي الأمر لا تأكيده هيا انهضي معنا ونحن لن نتركك" 
نظراتهم كانت مطمئنة ومشجعة فمسحت دموعها وأبعدت طرحتها البيضاء ونهضت على عصاها ووالدها وكوثر بجوارها وهي ترى الجميع يتناول العشاء وكأن شيء لم يحدث ولكن سرعان ما رأت أحدهم يتجه إليها وبدا أنه صحفي وهو يتحدث بيونانية لم تفهمها فقالت كوثر بإنجليزية 
“نحن لا نتحدث يوناني"
وأبعدته ولكنه قال بإنجليزية "أليس لديك تفسير لم حدث مسز نصر الدين؟ هل بينك وبين مستر أمير علاقة؟" 






قالت بغضب "لست على علاقة بأحد كيف تجرؤ؟" 
وسرعان ما تدخل رجال عمر وأبعدوا الصحفي عندما رأت عمر يخرج من الفيلا ويتجه إليها وهي تنظر إليه نظرات الخوف والقلق وما أن وصل إليها حتى هتفت
“عمر أنت بخير؟ عمر أنا آسفة أنا السبب"
أمسك يدها بيده ورفع يده الأخرى إلى وجهها ومسح دموعها بحنان وقال بقوة "لا أريد تلك الدموع، انسي ما حدث وعودي لابتسامتك" 
ولكن خوفها ما زال يتملك منها فهتفت "ولكني خائفة" 
ولأول مرة يجذبها إليه ويضمها لصدره بقوة وسط نظرات الجميع وشعرت براحة غريبة بين أحضانه ثم أبعدها وأحاط وجهها بيده وقال 
“لقد انتهى الأمر ولن يتكرر، هل نعود لحفلنا؟"
عندما لم ترد عاد يقول "إيمان ألا تثقين بي؟" 
قالت بصدق "أنا لا أثق إلا بك" 
ابتسم بحنان وقال "وأنا أخبرك أن الأمر انتهى ولن يتكرر وعلينا أن نعود للناس أليس كذلك يا كوثر؟" 
ابتسمت المرأة وربتت على كتفها وقالت "عمر على حق لابد أن تثقي به هيا لنعود للجميع" 
أحاطها بذراعه وإن زاغت نظراته ولكنه لم يبعدها عنه حتى نهاية الحفل وودعت والدها الذي اصطحبه رجال عمر إلى المطار بينما جلست هي بالصالة الكبرى وهو يودع آخر المدعوين وما زالت هي تفكر بأمير وما حدث منه وخوفها على عمر منه
انتفضت عندما سمعته يقول "تبدين مجهدة؟" 
ضاقت عيونه الجميلة عندما شحب وجهها فجلس أمامها وقال "هل أفزعتك؟" 
هزت رأسها بالنفي وهربت من عيونه وهي تحاول أن تهدأ من قلبها المرتجف وقالت "لا، كنت أفكر ببابا وسعيدة لرؤيته شكرا عمر على كل ما قدمته لي" 







تراجع بالمقعد وقال "ولكني لم أستطع أن أبعد نظرة الحزن من عيونك، ما زلت تحبيه؟" 
واجهته هذه المرة وقالت دون تردد "ليس حب وإنما خوف، سمعتك والصحافة و" 
لم يتحرك وهو يقول بهدوء "لا تقلقي يمكنني التعامل مع كل ذلك، الجميع يعلم من أنا ولن يجرؤ أحد على النطق بكلمة ضدي" 
أخفضت وجهها وقالت "ولكنهم لا يعرفوني وربما أكون سببا في التشنيع بك أنا لن أتحمل أن أكون سببا في الإضرار بك" 
نهض وتحرك بعيدا لحظة قبل أن يقول "إيمان لقد انتهى الأمر ولن يجرؤ أحد على الإضرار بي وأمير رحل خارج البلاد ولن نراه أو نسمع عنه مرة أخرى فهل يضايقك ذلك؟" 
رفعت وجهها إليه وقالت "يضايقني؟ لا أفهم" 
لم ينظر إليها وهو يقول "أعلم أنك ما زلت تفكرين به وأن جزء منك ما زال مع الماضي" 
قالت بعصبية واستنكار "ما الذي تتحدث عنه؟ أخبرتك أني حسمت هذا الأمر بل أنت نفسك شهدت ما كان بيني وبينه، أنا كل ما يهمني أنت" 
التفت ونظر إليها كثيرا قبل أن يقول "وأنا أخبرتك أني بخير هل نصعد لنرتاح قليلا قبل موعد الطائرة؟" 
رفعت رأسها وقالت بتساؤل "طائرة؟ أي طائرة؟" 
قال "طائرة العاشرة صباحا ستأخذنا من المطار إلى جزر المالديف فقد فضلت قضاء بعض الوقت بأحد المنتجعات هناك" 
تراجعت بدهشة وقالت "بقدمي هذه، أنت تمزح" 
اقترب منها وقال بجدية "وما شأن قدمك بالأمر؟ سنستمتع بالمكان وروعة مناظره وأنا لم أحدد مدة للتواجد هناك وأنت ستزيلين تلك الجبيرة آخر الاسبوع ولن يوقفنا شيء بعدها" 
لم تجد ما تقوله سوى "عمر أنت، أنت حلم جميل أعيشه وأخشى أن استيقظ منه" 
ابتسم وقال "ليس حلم حبيبتي، أنا حقيقة وكل ما حولك حقيقة فلا مجال للخوف بعد الآن" 






ابتسمت ولم تجد كلمات تعبر عن امتنانها لذلك الرجل الذي وضعه الله بطريقها ليعوضها عن حياتها كلها.. 
حملها مرة أخرى فقالت "لا يجب أن تفعل أنا بخير" 
قال وهو يصعد لأعلى "أعتقد أن الآن غير كل المرات" 
احمر وجهها وهي تتأمل ملامحه ودقات قلبها تعلن عن اقتراب تلك اللحظة الحاسمة بحياتها والتي تقر حقيقة انتمائها لذلك الرجل
دخل الغرفة التي جهزت بها ولكنها كانت قد رتبت وجهزت، أنزلها وسط الغرفة وما زال يحيطها بذراعيه ويتأمل ملامحها وهي تتأمل عيونه وتنتظر أن يأخذها كزوج تمنى تلك الليلة ولكنه فجأة تركها وتراجع قليلا وهو يقول 
"أعتقد أنك بحاجة للراحة والنوم، ستجدين كل ما يلزمك بالدولاب والحقائب تم إعدادها، اطلبي صفر للخدم وحاولي أن تنامي وتنالي قسط من الراحة، طابت ليلتك" 
تراجعت والصدمة تسيطر عليها مما فعل وتابعته وهو يخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه وتسمرت قدماها بالأرض ولا تعرف ماذا حدث؟ وكيف تركها بليلة كهذه؟ ولماذا؟ 



                      الفصل الحادي عشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-