CMP: AIE: رواية لن ابقى على الهامش الفصل الحادي عشر11بقلم نداء علي
أخر الاخبار

رواية لن ابقى على الهامش الفصل الحادي عشر11بقلم نداء علي


رواية لن ابقى على الهامش
 الفصل الحادي عشر11
بقلم نداء علي

كان يئن بصوت سجين، جسده مكبل بسلاسل لا ترى لكنها تمزق 




روحه بلا رأفة، تراوده أحلام مرعبة ويهفو الي الاستيقاظ ولا يقو علي الحركة، يتمنى ان




 يحرك لسانه ببعض أيات من القرآن لعل تلك الشياطين التي تقيده أن تحترق لكن لسانه لا يطاوعه

واستمر الحال هكذا فترة من الزمن كل يوم يزداد الخوف ويثقله ما لا يعلمه، يبتعد عن الجميع ويؤثر الوحدة لكنه




 متعب إلى حد لا يمكن وصفه

استيقظ بعدما كادت روحه ان تزهق، بحث عن كوب ماء يرتشف منه القليل وسرعان ما وجده ليتجرعه بأكمله.

لحظات قليلة وتقيأ ما تجرعه من مياه وقد صارت سائل أسود اللون

اغمض ياسين عيناه وعلم أن ما يعانيه يماثل ما يعاني منه بعض الأشخاص الذين يلجأون إليه للمساعدة

سحر، نوع من أنواع السحر، يؤمن بوجوده البعض ويكذبه أخرون لكنه ممن يؤمنون بوجود السحر بأنواعه بل ويعالج بعض الحالات بقراءة ما انزل الله في كتابه لكسر تلك التعاويذ المهلكة، ولكن لمَ؟ من يسعى إلى ايذاءه وهو لا يسع الي ايذاء أحد ولا عداء بينه وبين أحد الي الحد الذي يدعوه لتدميره بتلك الصورة؟

استعاذ بالله من الشيطان وتوجه بخطى مجهدة إلى خارج غرفته

وجد زوجته تعيد ترتيب المنزل الذي لا يخلو من الفوضى التي لا تنته إلا بنوم اطفاله المشاكسين

اقتربت منه طفلته المدللة قائلة:

بابا، صباح الخير، شيل سما.

حملها وقبلها بحب خاص يشبه يوم مولدها ليبتسم عندما تذكر ذاك اليوم

فلاش باك

......................

كان ياسين وشقيقاته ووالدته ووالدة أماني وأشقائها واقفين خارج غرفة العمليات الخاصة بالولادة، ابتسمت شقيقته قائلة:







هتسمي الولد ايه يا ياسين، اتفقت انت وأماني على ايه!

ياسين بتوتر:

نسميه إياد، علشان يبقى اسم قريب من إسلام

اجابته بحب : اسم جميل، يتربى في عزك ياحبيبي

فتح باب الغرفة وخرجت إليهم الممرضة تحمل بين يديها المولود لكنها ترددت قبل اعطاءه إليهم قائلة:

مبروك ما جالك، بنت زي القمر

نظر ياسين اليها بتعجب قائلاً :

بنت! مش الدكتور قال ولد؟!

اقترب الطبيب قائلاً باعتذار وشيء من المزاح

والله غلطة من السونار مش مني، أنا قولتلكم ولد بس سبحان الله طلعت بنت، وبعدين دي زي القمر

غادر الطبيب وابتسم ياسين بفرحة غامرة لكن حماته وكعادة النساء خشيت أن يغضب زوج ابنتها أو يعنف ابنتها فاقتربت قائلة:

معلش يابني متزعلش، ربنا يعوض عليكم، واهو انتوا عندكم اسلام ربنا يحفظه

ياسين بحدة طفيفة'

كلام ايه ده يا حماتي، حد قالك عني راجل جاهل ميعرفش ربنا، والله العظيم أنا فرحان انها بنت وكنت بتمنى تطلع بنت بس لما الدكتور قال ولد قولت فضل من ربنا، دي هتبقى حبيبة أبوها وأخت لبسملة.

صاحت سما بوالدها قائلة:

بااابا، ليه مش ترد عليا؟

قبلها من وجنتيها الناعمة قائلاً:

معاكي يا حبيبة بابا، تعالي نعاكس أماني شوية قبل ما تاخد بالها

ابتسمت طفلته بسعادة وأمان فهي بين أحضان والدها وحاول هو أن يتناسي ما يعانيه بين احضان أطفاله.







مدت همس يدها بمظروف بداخله المبلغ المتبقي من أجر العمال الذين انتهوا من ترميم بيت والدها القديم وطلاءه بألوان جعلته يبدو جديداً وقد ازداد فخامة وجمال.

اخذت تتجول بسعادة بين أركان المكان تبتسم بخفوت وتتمنى لو بقى





 والداها إلى جوارها لكنهما رحلا وبقيت هي بمفردها، توفي والدها بعد زواجها بثلاث سنوات ولم يمض العام التالي ولحقت به والدتها، فقدت آنذاك رغبتها بالحياة واصابها حزن بالغ لكن فيصل لم يسمح لها بالانهيار بل دعمها بكل ما لديه من جهد إلى أن استطاعت تخطي مصابها ووعدها أن يصبح لها أبا وأما وحضنا إلى الأبد.

نفضت عن رأسها كل ما مضى ومضت الي الغرفة التي خصصتها لتصبح مقرا لأعمالها الهندسية، ستبدأ من هنا وترسم بيدها حياة جديدة.

هاتفت رضوى التي لم تمنحها جواباً نهائيا بشأن مشاركتها بالعمل

اجابتها رضوى بمزاح محبب إليها قائلة:

اهلااا يا هندسة، عاملة ايه يا هموس؟

همس بهدوء :

مخصماكي طبعاً، مش اتفقنا هتفكري وتردي عليا، ايه التطنيش ده؟

رضوى : والله مش تطنيش أبدا، بالعكس كنت جيالك النهاردة اباركلك وابلغك بقراري

همس بترقب : طب ايه؟

رضوى : موافقة طبعا، هو حد يطول يشتغل مع مهندسة قمر زيك.

همس ضاحكة بارتياح فهي كانت تتوق إلى مشاركة رضوى لها، يمنحها قرب رضوى شيء من الأمان والتناغم، ربما لم تكن صديقتها المقربة منذ الصغر لكنها استطاعت بنقاء روحها وعفويتها أن تحتل مكانة مميزة بداخلها :

ماشي يا بكاشة، هاتي البنات وتعالي اتعشي معايا

رضوى : هجيلك بس مش هقدر اتأخر لأن مصطفى بيه قال انه هيبات عندنا، شكله لسه مزهقش من الجدول بتاعه.

همس : يابنتي ربنا يهديه

رضوى : ربنا يهدي الجميع، ان شاء الله ساعة كده ونكون عندك

همس بحب : ان شاء الله في انتظارك يا حبيبتي.








تناول فارس الطعام بصحبة خاله بينما ظلت كاميليا حبيسة غرفتها تدعي النوم بينما هي مستيقظة تستمع الي صوت والدها يتبادل المزاح مع فارس، تحدث طاهر بتحدي قائلاً:

ياض هتغلب خالك، ده أنا بلعب بحرفنه

فارس بغيظ : انت بتقرص في الزهر يا خال

طاهر باستنكار : خال! مش ملاحظ انك خدت عليا أوي؟

فارس ضاحكاً:

اعتذاراتي الصادقة طاهر بك، بس الله يكرمك سبني اغلبك مرة انت جبتلي احباط.

طاهر برفض : لازم تجتهد وتلعب بضمير علشان توصل للفوز يا مغفل

فارس : اه، مش عارف حاسس ليه انك بتلمح لحاجة غير اللعب

طاهر : ولا بلمح ولا نيلة، لو بتفهم كنت فهمت من زمان يابن اختي.

فارس : للأسف يا خالي مبقاش ينفع

طاهر ساخراً : طيب العب وانت ساكت يمكن تتعلم حاجة من خالك، جيل مغفل بيتسرع وعاوز كل حاجة تيجي لحد عنده وهو حاطط ايده علي خده، انت عارف أنا فضلت مستني مراتي، مامت كاميليا كام سنه؟

فارس بترقب : لأ، كام سنه؟

طاهر باشتياق : ٧ سنين، أبوها الله يرحمه لما رحت اتقدملها كانت لسه داخله أولى جامعة، كانت في كلية علوم بس نفسها تكمل بعد الكلية ماجستير ودكتوراه، ابوها قال مفيش جواز قبل ما تخلص جامعة وتبدأ الماجستير بتاعتها، معرفش كان بيطفشني ولا بيختبرني وفي 






الحالتين مكنتش هسيبها، وافقت وشجعتها فضلت معاها لما خلصت الماجستير واتجوزنا، بس صدقني يوم واحد معاها كان كفيل ينسيني كل السنين اللي ضاعت مننا في الانتظار.

فارس بتعجب : اعتقد مبقاش في حب من اللي بتتكلم عنه ده يا خالي، الحب حالياً بقى مختلف.

طاهر بجدية : الحب زي الزرع محتاج رعاية وحماية طول الوقت والأهم محتاج صبر.

كانت كاميليا تسترق السمع وتبتسم بحزن وحنين الي والدتها واشفاقا علي والدها من حرمانه المبكر من رفيقة دربه بينما ظل فارس صامتاً يستمع الي طاهر بأفكار متضاربه بين ما يريده القلب وما يرفضه العقل والكرامةَ..........

💬💬💬💬💬💬💬

قلوبنا كثمار الفاكهة منها الحلو وبعضها مر لا يطاق، احيانا تكن هشة سهلة الكسر وأحياناً أخرى صلبة لا تكسر، ثمر طيب نشأ من شجرة طيبة وثمر خبيث ولا يثمر إلا خبث ومكر

تحدثت سوزي إلى والدتها برفض لتصرفها السابق قائلة:

يا سلام عوزاني استسلم واسيب جوزي لواحدة شبه رضوى دي، معقول يا ماما أنا يساويني بيها ده اكيد اتجنن

والدة سوزي بملل:

اطلقي منه وهجوزك سيد سيده

سوزي : بس أنا بحبه يا ماما.

نظرت اليها والدتها وابتسمت بمكر قائلة:

بتحبي مين يا سوزي، هو أنا مش ماما ولا ايه؟






سوزي : حتى لو مش بحبه كفاية انه عجبني وبقي ليا لوحدي وخلفت منه، من حقي يبقى ليا وميفكرش في واحدة غيري.

والدتها : يابنتي ده حواراته كترت، الأول أمه كانت في صفك وبتقربه منك وكان ماشي وراها ومراته مكنش بيعبرها، دلوقتي أمه بقت زي الغولة من اخر مرة اتخانقتي معاها وأهو رجع لمراته.

سوزي بإصرار : هيرجع وينفذ اللي بطلبه منه بس انتي ساعديني فكري معايا في حل علشان خاطري.

تنهدت والدتها بضيق لكنها لم تستطع رفض طلب ابنتها كعادتها قالت:

حاضر، لما نشوف اخرها معاكي.

...........................................

في المساء استعد مصطفى لقضاء يومه مع رضوى لكن صوت سوزي الباكي جعله يسرع إليها...

وصل إلى بيت والدتها فوجدها تبكي بخوف تستنجد به قائلة بصوت حرصت أن يبدو خافتاً منكسرا:

الحقني يا مصطفى، ماما تعبانه خالص.

اقترب منها يسعى الي تهدئتها قائلاً:

في ايه، اهدي بس وقوليلي حصل ايه؟

سوزي : مش عارفه كانت كويسة وفجأه قالت مصدعة واغمي عليها، الحقني أنا مليش غيرها.

توجه مصطفي بخطى متلهفة لفحص والدة زوجته وقد تناسى ما حدث بينهما منذ أيام فمهما حدث هي جدة ابنتيه

فحصها بدقه إلى أن استعادت وعيها ونظرت اليه باجهاد قائلة:

اه، دماغي بيوجعني اوي

مصطفى مبتسماً : متقلقيش حضرتك زي الفل بس تقريباً مأخدتيش حباية الضغط النهاردة.

ادعت هي الحزن الشديد واجابته بعتاب:

بقالي كام يوم مأخدتش علاج، البركة فيك يا دكتور

مصطفى : أنا، وانا ذنبي ايه؟

والدة سوزي : بسببك الهانم مبتاكلش ولا بتشرب ومجنناني جنبها حتى بناتها المساكين بطلت ترضعهم وبضطر ارضعهم صناعي.

نظر مصطفى بغضب إلى سوزي قائلاً:

ليه كده يا سوزي، وبعدين الوضع اللي احنا فيه ده بسبب مين مش انت اللي سايبه بيتك وحرماني منك ومن بناتي.







ادمعت عيناها ونظرت اليه بحزن طفولي ودلال جعله يرق لها قائلة:

كنت مفكرة اني مش ههون عليك وهتيجي تصالحني

تنحنح بحرج قائلاً:

خلاص حصل خير، حقك عليا يا ستي وباذن الله اول ما ماما تتحسن ترجعي شقتك ولا ايه؟

والدة سوزي : لا يابني، خدها وروح أنا بقيت كويسة الحمد لله، بس علشان خاطري متزعلهاش تاني دي بتحبك.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

قضت رضوى وقتاً تتحدث إلى همس وتبادلها همس حديثها بحماس إلى أن تلقت رضوى تلك الرسالة

لاحظت همس تبدل الحال التي كانت عليها صديقتها منذ قليل وتسرب القلق إلى قلبها لتقترب منها قائلة بحذر:

في حاجة حصلت يا رضوى؟

رضوى بعين دامعة : محصلش حاجة، ايه اللي هيحصل تاني يا همس، هتوجع تاني وهو في حد ممكن يموت مرتين.

همس بحزن : طب علشان خاطري فهميني حصل ايه؟

رضوى : سوزي بعتالي رسالة بتقولي نامي يا رضوى مصطفى هينام في حضني النهاردة، تفتكري أنا معنديش كرامة يا همس اني لسه على ذمته!؟

همس بصدق : بالعكس، انتي ست قوية ومش أي واحدة بتقدر تعمل اللي انتي بتعمليه الأسهل انك تطلقي وتعيشي لنفسك وممكن في يوم تلاقي واحد مناسب وتتجوزي وتعيشي حياتك، لكن انتي مستمرة علشان بناتك وبيتك وجزء جواكي لسه عنده أمل في رجوع مصطفى حتي لو قولتِ عكس كده.

بكت رضوى بقوة لتكمل همس قائلة:

متضعفيش يا رضوى، كملي واتمسكي بحقك، البنت دي لو مش حاسه ان مصطفى اتغير من ناحيتها عمرها ما كانت هتخاف ولا تلعب بالطريقة المكشوفة دي

رضوى : واكيد هو هيضعف كالعادة

همس : متديش فرصه له ولا لها

رضوى : أعمل ايه يعني؟

همس : هقولك تعملي ايه، بس تنفذي كلامي

اومأت رضوى اليها لتبدأ همس في تحديد ما ينبغي علي رضوى فعله

حمل مصطفى حقائب زوجته وادخلها الي شقتهما واسرع بحمل إحدى الطفلتين، ساعدها علي وضعهما بالفراش وابتسم إليها قائلاً:







لو احتجتي حاجة كلميني.

تشبثت به قائلة : رايح فين يا حبيبي، مصطفى انت وحشني جدا، ارجوك خليك معايا النهاردة.

مصطفى : معلش يا سوزي أنا وعدت البنات اروحلهم النهاردة

ادارت وجهها وبدأت في البكاء قائلة:

بقى أنا بقولك خايفة وأمي كانت هتروح مني وانت مش حاسس بيا، خلاص اتفضل روح لبيتك وسبني

مصطفى بضيق:

يا سوزي بلاش كده، والدتك الحمد لله بقت كويسة

سوزي : وانت وحشني، أعملك ايه يعني علشان تفهم

تنهد قليلاً ليتحدث بهدوء قائلاً : ماشي يا سوزي هبات معاكي النهاردة بس هكلم رضوى الأول وافهمها.

................................

لم يكن بكاؤها صادقاً ولم يكن كاذباً بل كان ألماً اختزنته سنوات فاشتد وزادت حدته وأن أوانه أن ينفث ويبتعد عن صدرها، عليها أن تستغل ما تشعر به من وجع كي توجع قلبه وقلب غريمتها الماكرة، عندما أرسلت اليها سوزي بتلك الكلمات كانت تدرك جيداً أن رضوى ستبكي إلى أن ينتهي الليل ويحل النهار وتكتفي بالصمت كما عرفتها دائماً لكن بعض الأحيان يغر الاخرين صمت الحليم ولا يدركون أن حلمه عندما ينتهي يحل عليهم وابل من غضب لا قبل لهم به.

صدم مصطفى من وقوف رضوى أمامه وهرول باتجاهها وكل ما يدور بخلده أن إحدى فتياته قد اصابها مكروه

نظرت إليه رضوى ساخرة، ثم ما لبثت أن قهقة بوجع قائلة:

انت غريب أوي يا مصطفى، خايف على بناتك، بتحبهم أوي كده طب مش خايف واحدة منهم تقع في راجل زيك يكسر قلبها ويكرهها في نفسها.

لم يستطع مصطفى أن يفهم ما ترمي اليه رضوى فمن وجهة نظره أن علاقتهما صارت جيدة، فما الذي جد عليها لتبدو أمامه جريحة هكذا.






رفعت أمام وجهه العابس نص الرسالة التي أرسلتها سوزي ولم تجد سوزي مفراً سوى الصمت فقد أطاحت رضوى بمخططها.

نظر إليها مصطفى بحزن قائلاً:

والله ما حصل يا رضوي، دي قالتلي ان والدتها تعبانه وانها خايفه عليها وطلبت مني أبات معاها الليلة وكنت هتصل اقولك الأول.

صاحت سوزي بغضب قائلة:

تقولها ليه ان شاء الله انت هتستأذنها، هتضربك علي ايدك ولا هتعاقبك وبعدين انتي ايه مفيش عندك احساس جاي هنا ليه، ده بيتي يا طنط.

رضوى بهدوء رغم ضياعها:

أولاً ده مش بيتك، دي سنين عمري اللي ضيعتها مع البيه المحترم، سبع سنين اتحملت غيابه عني في الغربة مكنش بينزل غير مرة كل ٣ سنين علشان يوفر ويكبر نفسه وأنا رضيت وقولت حقه الحياة صعبة ايه المشكلة






 أساند جوزي وحبيبي وأبو بناتي، كان بيبعتلي مصروفي أخده من امه اللي كانت بتديني الفلوس وكأنها بتمن عليا أنا وبناتي وكنت بسكت واقول معلش يا رضوى هتعملي ايه وتروحي فين ببناتك.

التفتت اليه فوجدته مدهوشا فقد مضت سنوات نسى خلالها غربته ومعاناة رضوى، وربما تناسى ذلك وها هي تذكره وتؤكد من جديد جرمه بحقها، بينما سوزي تنظر إليها بكره، تنهدت رضوى قائلة:

أنا مش جاية علشان مصطفى لأنه مبقاش فارق معايا قولتها قبل كده علشان اتعود عليها والحمد لله اتعودت أنا جاية علشانك انتِ

أنا أكبر منك فعلا وعلشان كده مبقاش يأثر فيا حركات العيال الصغيرين والرسايل والصور اللي بتبعتيها دي

يا... ولا بلاش شتيمة متستاهليش، ابعدي عني واتقي شري احسنلك وافهمي كويس انك مجرد واحدة رخيصة جريت ورا واحد متجوز ومخلف وللأسف هو ضعيف 




عجبته العروسة الجديدة فباع القديمة لحد ما بدأ يزهق منك فرجعلي تاني، مصطفى مبيحبكيش لا انتي ولا غيرك، هو مبيعرفش يحب حد غير نفسه.

قالت ما تريد ونظرت إلى مصطفى بانكسار زائف وحزن لا تستشعره بل كل ما تشعر به الأن ارتياح وسعادة بعدما أفضت 




بمكنون صدرها لسوزي وله وغادرت مسرعة وكأنها علي وشك الانهيار لينظر مصطفى بشراسة وتحذير إلى سوزي التي مازالت مستمرة في دهشتها قائلاً:

والله العظيم يا سوزي لكون معلمك الأدب، الأول الحق رضوى وبعدها راجعلك وهتشوفي هعمل فيكي ايه.








كان اشتياقه لطفليه قاسياً، مؤلم لقلبه يتمنى أن يختطفهما إليه، وكان اشتياقه يزيده كرهاً لوالده، كيف تركه هكذا سنوات لا حصر لها، أما شعر باشتياق لرؤيته!

كم يود لو أن معه صورة لوالده، لكان وجه إليه ذاك السؤال

صاح فيصل بقهر وكأن والده أمامه قائلاً:

طب ليه، ليه أنا هموت وولادي بعيد عن حضني، انت ازاي رمتني ورا ضهرك ومرجعتش ولا حتى يوم واحد، ازاي قدرت تنسى ابنك!

ازاي ضميرك سمحلك تسيب امي كل السنين ده لحد ما دبلت وماتت، فقدت رغبتها في الحياة وراحت؟

حاولت أعمل زيك بس أنا موجوع، هموت من اشتياقي ليها رغم



 انها مستحيل تنسى أو تسامح، عارف ليه؟



 لأنها زي أمي حبت بجد واتخدعت من حبيبها، كنت فاكر نفسي هعيش وانسى زي ما انت



 نسيت بس تقريباً حياتي انتهت زمان ودلوقت بسببك
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-