CMP: AIE: رواية لن ابقى على الهامش الفصل السابع7بقلم نداء علي
أخر الاخبار

رواية لن ابقى على الهامش الفصل السابع7بقلم نداء علي


رواية لن ابقى على الهامش
 الفصل السابع7
بقلم نداء علي


أرسلت إليه رسالة خالية مما كانت تغرقه به من قبل، رسالة بلا ابتسامة 


من أحرفها بلا روح كحالها تخبره بحاجة أطفالها إلى القسط الخاص بالسنة الدراسية الجديدة






لم ينتظر بل هاتفها على الفور قائلاً

فلوس ايه يا همس، انت من امتى بتستأذني قبل ما تاخدي فلوس

اجابته بهدوء : كل حاجة اتغيرت وهتتغير، لازم تبقى عارف التزاماتك.

فيصل : على أساس ان ولادي مثلاً هسمح لحد غيري يصرف عليهم

همس : لأ اطمن أنا واثقة ان الماديات مبتفرقش معاك بس ده ميمنعش اننا نتفق على أسلوب للتعامل ما بينا منعاً للمشاكل

فيصل بجدية : مصاريف المدارس بكرة هتدفع كاملة يا مدام، وبالنسبة لتلميحك فياريت تعقلي وتبعدي عن تفكيرك حكاية اننا نبعد عن بعض دي

همس بهجوم وحدة

احنا لا هنبعد ولا هنقرب، أنا همحيك من حياتي نهائي، فاهم يعني ايه تنسى انسان وهو موجود قدامك، أنا هعتبرك ولا حاجة يا فيصل، صدقني مفيش راجل على وجه الأرض يقدر يذلني ولا يكسرني وبكرة تشوف بعينك

ابتسم ساخراً من تهديدها وبداخله يرتعد من اصرارها لكنه ادعى التجاهل قائلاً

لو اياد جنبك هاتيه اكلمه. 

بحثت بعينيها عن طفلها وما إن وصلت إليه منحته الهاتف واسرعت تبحث عن منفذ تتنفس من خلاله وكأنها حرمت من نسيم الحياة منذ سنوات 

انهكت همس حالها في تنظيف البيت ربما يجرفها الإجهاد بعيداً عن ازدحام افكارها المؤلمة ولكن دون فائدة؛ لم تجد لها ملاذاً سوى صديقتها الوحيدة مودة فهرولت إلى مهاتفتها علها تنجدها مما تعانيه.

تحدثت إليها مودة بسعادة قائلة:

أخيراً افتكرتيني ياهمس؛ انتِ فين يابت وبتصل عليكي مبترديش!

همس بصوت متعب :

أنا كويسة الحمد لله بس محتاجة اشوفك يا مودة؛ تقدري تجيلي النهاردة؟!

مودة : في ايه ياهمس؛ صوتك ماله؟

همس : نفسي اتكلم مع حد؛ نفسي ارتاح يامودة بس مليش حد بعد موت بابا وماما.

مودة بحب : جيالك ياهبله؛ أنا في مول العرب يعني قريبة منك؛ ساعة واكون عندك

قصت همس علي مسامع مودة ما حدث وما فعله فيصل وبقيت إلى جوارها عدة ساعات الي أن تحدثت الي صديقتها بصوت ذبيح:

ممكن تاخدي الولاد عندك النهاردة، خايفة عليهم مني ومن احساسي بالقهر يا مودة، نفسي ابقى لوحدي النهاردة ممكن؟







اجابتها بحب:

من عنيا؛ طب ما تيجي انتِ كمان ونقضي يوم جميل سوا متقعديش لوحدك.

همس وقد اوشكت طاقتها علي الهرب:

لا مش هقدر سامحيني

ابتسمت الصديقة المخلصة بحزن مؤلم وتحركت في صمت تصطحب الطفلين اللذان يتطلعان الي أمهما بتعجب فتلك المرة الأولى التي تسمح لهما بالمبيت خارج البيت

استوقفت همس ولديهما وهرولت اليهما تضمهما بحب وقوة قائلة:

أسفة حبايب ماما أول واخر مرة أسيبكم النهاردة بس لأني تعبانة ماشي.

بعدما تأكدت من مغادرتهم أسرعت الي غرفتها بحثت عن ألبوم صورها الخاص الذي تخلد بداخله لحظاتها المميزة مع فيصل.

انتزعت الصور وكأنها تساعد قلبها على انتزاع ما غرس بداخله من عشق لمن لم يصون الود.

مزقت صورهما بقوة واهنه وكأن يداها عاجزة عن إيذاء تؤام الروح كما كانت تسميه.

نظرت الي صورة تختلف كثيراً عن باقي الصور ربما كان ذكراها ذات مغزى أخر وبكت واشتد نحيبها وكأنه بركان في أوج ثورته ثم ما لبثت أن ابتسمت بانكسار قائلة:

ليه يا فيصل، ليه معقول قدرت تدبحني بالشكل ده معقول كل الناس كانت شيفاك صح وأنا غلط؟!

عادت بذاكرتها الي أول لقاء جمعهما سوياً بعدما تسرب إلى كليهما مشاعر بريئة.

عودة بالزمن إلى الوراء

////////////////////////////////

جلست همس بالمقعد المقابل لفيصل الذي تحدث بحرج قائلاً :

أكيد انتِ مستغربة ايه سبب اتصالي عليكي والحاحي اننا نتقابل.

همس بتوتر : يعني اكيد عندي فضول أعرف

فيصل بصدق ونظراته تحتضن ملامحها الفاتنة :

أنا من أول ما شفتك في العيادة وحاسس اني مش طبيعي جوايا مشاعر غريبة وخفت تسافري قبل ما اكلمك واصارحك.

ابتسمت بسعادة لكنها تذكرت سفرها القريب فانقبض قلبها خوفا وقالت:

للأسف أجازة بابا خلصت بالعكس لما أنا تعبت قدم طلب مد اجازته شهر ولازم نسافر نهاية الأسبوع

فيصل : وانتِ؟!

همس : أنا لازم اسافر، مقدرش اقعد لوحدي وخالتي الوحيدة علاقتي بيها عادية يعني ماما وبابا من يوم جوازهم عايشين برة بسبب شغله







فيصل : يعني مفيش أمل

همس : مش عارفه وبصراحة أنا مش فاهمة انت عاوز مني ايه.

فيصل : أنا هكلمك بصراحة، حقيقي أنا رافض من زمان موضوع الجواز والارتباط تماما لكن أول ما قابلتك تفكيري كله اتغير ومش هقدر تسافري وتبعدي عني انا هتقدملك يا همس ونتجوز وتفضلي معايا.

همس بتردد : بس أنا معرفش عنك أي حاجة

فيصل : هقولك كل حاجة تخصني وهسيبك تفكري براحتك بس صدقيني لو وافقتي عمرك ما هتندمي وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان أسعدك

كتمت همس صراخها بيدها واخذت تضرب بقبضتها فوق فؤادها قائلة :

كداب يا فيصل، كداب وخاين وهتندم هندمك علي كسر قلب ووجعي بحق كل كلمة حب وكل وعد خنته هتندم ووقتها هتشوف همس عمرك ما شفتها قبل كده.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

هدوء وارتياح أصابه بعدما أعلنت رضوى عن موافقتها علي العمل بجواره؛ لم يكن ليسمح لها بالاستمرار في ذاك المكان وبين هؤلاء الرجال؛ ربما يؤذيها دائماً بأفعاله لكنه لا يستطيع الاستغناء عنها؛ علاقتهما معقدة إلى حد يعجز هو عن فهمه؛ ربما كانت رضوى السبب في ما ألت اليه الأمور فقد اعتادها راضخة هادئة؛ تتقبل اساءة والدته في صمت إلى أن صار مؤمناً ان قبولها بزواجه أمر مسلم به؛ وها هو الأن حائر لم يعد يرى في سوزان ما رأه من قبل؛ صارت انثى كغيرها؛ ليست ملاكا كما خيل اليه؛ وربما كان واهما منذ البداية فكيف لملاك أن تقترن بإنسان.

تعجب فيصل من تصرفات صديقه كثيراً فتساءل في ترقب :

انت هتجيب رضوى تشتغل هنا ليه؛ مش واثق فيها يعني؟

مصطفى دون تردد : بالعكس أنا واثق فيها لو في وسط مليون راجل بس محبتش اعمل معاها مشاكل تاني؛ هي مصرة تشتغل وانا مش موافق قولت فرصة تشتغل معانا واهي فرصة يمكن تهدي وعلاقتنا تتصلح.

فيصل : ربنا يهدي الحال.

مصطفي : وانت هتعمل ايه؟

فيصل بعناد: خطوبتي انا وكاميليا الخميس الجاي

مصطفى : وهمس!!

فيصل : مش لازم تعرف دلوقتي؛ بعدين ابقى اقولها.

مصطفى : تفتكر احنا صح ولا هما اللي صح؟

فيصل : هي ملهاش عندي غير ان اكفيها وألبي طلباتها أنا حر في تصرفاتي.

مصطفى ضاحكاً : علي رأي رضوى انت حر مالم تضر

فيصل بهدوء : انا خلاص وعدت كاميليا واتفقنا.

مصطفى : ربنا يقدرلك الخير؛ أنا عندي عمليات دلوقت يلا سلام.

................................

بعدما استقرت الطائرة فوق سحب السماء أغمض ياسين عينيه باشتياق وحنين إلى والدته وابنائه وزوجته وشقيقاته وفرح ورغم كل شيء ورغم سنوات الفراق سيبقى الاشتياق صديقه.

أدمعت عيناه ألما بعدما استرجع تلك اللحظة التي أخبره أحمد بما حطم فؤاده قائلاً :

انت صاحب عمري يا ياسين بس مفيش نصيب بينك وبين فرح أمي مش موافقة وحقيقي مش قادر أغير رأيها ويمكن خير ليك ولفرح

ياسين بكبرياء زائف :

عادي يا أحمد حصل خير انت أخويا مهما حصل وان شاء الله قريب هعزمك علي خطوبتي

قالها ياسين كاذباً علَ صديقه ينهره او يطلب منه التريث لكن احمد قضى علي أحلامه قائلاً :

ياريت والله عاوزين نفرح بيك

لم يمض أسبوع وتقدم ياسين الي فتاة من أكبر واعرق عائلات بلدته ورغم عزوف ياسين عن استكمال دراسته الجامعية وتفرغه للعمل وتحقيق ذاته وتكوين مستقبله ومستقبل شقيقتيه إلا أن مميزاته تؤهله للارتباط بمن يشاء تمت الخطبة وسط اجواء من السعادة والبهجة عمت قلوب الجميع سوى قلبه هو.

في المساء تناول ياسين لقيمات قليلة في صمت أصاب خطيبته بالملل فتساءلت في ضيق:

هو انت علطول ساكت ليه كده ؟

ياسين : مفيش حاجة أقولها.

هي : طب انت خطبتني ليه ؟

ياسين : عادي عاوز استقر واتجوز

هي : اه بس كده

ياسين بتعجب : ايوة هو فيه أسباب تانية ؟؟

هي : الحب، مش سبب مهم






ياسين : العشرة الطيبة والتفاهم أهم

هي : بس أنا كنت بحب انسان قبل ما اتخطبلك ولسه لحد دلوقتي مش قادرة انساه واحساسي بيقول انك كمان في واحدة في حياتك ومش قادر تنساها.

احتل عينا ياسين طيف فرح ودون تردد خلع من اصبعه خاتم الخطبة قائلاً :

انتِ معاكي حق، انا اسف وفعلا قلبي مش ملكي قلبي معاها هي وبس

...............................

استطاعت صديقتها انتشالها من حالة البؤس والصمت التي خيمت فوقها فقد اصرت علي القيام بجولة للتسوق والاسترخاء وبالفعل استطاعت اجبارها علي الابتسام.

بينما هما يتناولان بعض المثلجات إذا بها تلمح زوجها وفتاة يتضاحكان؛ ممسك بيدها ونظراته موجهة إليها كما لو كانت تجربته  الأولي؛ كما لو أنه لم يسعد من قبل.

ازداد انكسار القلب لكن صديقتها همست اليها قائلة:

مش قولنا من استغنى فنحن عنه أغنى.

ابتسمت بخفوت قائلة : استغنى اوي يا مودة؛ استغنى ونسي العشرة.

مودة : ياقلبي كلهم مصطفي أبو طوبة.

قهقة بمليء فيها فانتبه فيصل بكامل حواسه ليصدم عندما شاهدها أمامه.

أسرع الخطى تجاهها متناسيا أن كاميليا برفقته واعماه غضبه ليتحدث اليها بصوت حاد

بتعملي إيه هنا يا مدام وسيبه البيت والولاد؛ هو حضرتك ملكيش راجل تاخدي اذنه قبل ما تخرجي!!!؟؟

انتاب كاميليا نيران مستعرة من الغيرة والقهر فهي من قبل لم تلتق بغريمتها ولم يخيل إليها أنها

بتلك الهيئة؛ جمالها خلاب؛ لمَ تزوج إذاً فيصل بغيرها؛ اصابها غرور انثوي بان زواجها من فيصل كان نابعا من عشقه لها ليس إلا لذا تحركت بثقة تلحق به تسعى لإثبات تملكها له قائلة بدلال:

حبيبي؛ مش يلا بينا؟!

لم تتلق اجابة فقد كان فيصل يتبادل نظرات الغضب والوعيد مع من تجرأت وذهبت للتجول دون علمه لكن تكرار كاميليا لسؤالها جعلت همس تجمع أغراضها متجاهلة فيصل وكاميليا متحدثة الي مودة بهدوء قائلة:

يلا يا مودة خلينا نروح

اومأت إليها صديقتها بحزن لكن فيصل استوقفها بجدية قائلاً:






استني عندك؛ انتِ رايحة فين وأنا بكلمك!!

همس بثبات مصطنع:

يادكتور يا محترم أنا اتصلت عليك اكتر من عشر مرات وموبايلك مغلق والمدارس خلاص علي دخول وولادك لو لسه فاكرهم محتاجين حاجات ولبس ولا تحب يقعدوا من المدرسة لو ده يريحك؟!

فيصل بهدوء نسبي:

موبايلي مش مغلق ولا حاجة

همس بحدة : وأنا مبكدبش ومبخافش علشان اكدب وانت عارف كده كويس وبعدين ابعد عني بقي وسبني في حالي انت ايه؛ الناس بتتفرج علينا خد عروستك واتفضل روح.

فيصل : اسبقيني يا كاميليا لو سمحتي علي العربية

كاميليا بهدوء : لا

ناظرها فيصل مصدوما

لتتحدث بود زائف قائلة:

عادي ياحبيبي هتعرف علي مدام همس؛ فيه مشكلة؟

ناظرتها مودة باستياء لكن كاميليا كانت مغيبة ينصب تركيزها بأكمله علي همس؛ هي ليست كارهة لها لكنها تغار؛ تلك الواقفة أمامها تشاركها في فيصل؛ حبيبها هي فقط

تحدثت كاميليا قائلة:

غريبة يا مدام همس؛ فيصل قال ان اصولك من السودان بس شكلك ميقولش كده!؟

اجابتها همس بثقة قائلة:

اكيد الدكتور زي ما قالك ان أبويا الله يرحمه من السودان فالبتأكيد قالك انه كان دبلوماسي في تركيا واتعرف علي أمي هناك  كانت بتدرس في أفضل الجامعات هناك وعلي فكرة مش كل أهل السودان بشرتهم سمراء ؛ زي ما كل الدكاترة مش ملايكة رحمة ولا انتي شايفة ايه؟

قهقة مودة باستمتاع فابتسم فيصل هو الأخر بينما كاميليا في دوامة من المشاعر القاسية هي لم تضع في الحسبان أن الأمر صعب الي تلك الدرجة وان الغيرة قاتلة هكذا.

................................

ومرت أيام عدة أعقبها شهور؛ تستعد كاميليا لحياتها الجديدة وتسعى بكل ما أوتيت من قوة للحصول علي مباركة والدها

بينما همس تزداد ذبولا ورفضا لتلك الحياة؛ كررت طلبها الطلاق وقابل فيصل الحاحها برفض قاطع لذا لم تجد من سبيل سوى دعوى خلع

اكتشف مصطفى ان علاقته برضوى تختلف كثيراً عن علاقته بسوزان؛ لقد كان راغباً في سوزان ليس إلا؛ مجرد رغبة 




وبعدما تحققت انتهى شغفه به ولولا حملها لطلقها ولكن رضوى حياة؛ حياة كاملة بدأت بقصة حب هادئة عندما التقاها صدفة منذ سنوات وتجددت تلك المشاعر بعدما بدأت العمل بصحبته.

تنهد بضيق بعدما هاتفته سوزي للمرة التي لا يذكر عددها فأجابها بحدة قائلاً :

في ايه تاني يا سوزي !!؟

سوزان بسعادة : مش هتصدق؛ انا حامل في ولدين؛ توينز ياقلبي ايه رأيك بقى هجبلك الولد اللي نفسك فيه.

سحبت من يدها سماعة الهاتف والدة مصطفى قائلة:

مبروك ياقلب أمك؛ ان شاء الله يتربوا في عزك

مصطفي : تسلمي يا أمي

سوسن بكره : صدقتني بقى ان سوزي دي وش الخير مش البومة اللي كنت متجوزها.

مصطفى بملل : ولسه مراتي وعلي ذمتي يا أمي؛ ولد ولا بنت المهم يبقوا خلفة صالحة.

سوسن : ياخويا بلا هم؛ طلقها وسيبها تغور

مصطفى : يا ماما مينفعش كده؛ بعدين بلاش تغلطي في رضوى قدام سوزان.

سوسن : انت بتزعقلي علشانها يا مصطفى؟

مصطفى : مقصدش يا ماما؛ أنا بس عندي شغل كتير ومضغوط.

سوسن : ربنا يعينك ويقويك يابني؛ خلاص نسيبك لشغلك وانا هاخد سوزي معايا البيت بدل ما تقعد لوحدها وانت خلص وتعالي اتعشوا معانا وروحوا

مصطفى : ماشي؛ مع السلامة.

................................

مدت كاميليا كارت الدعوة إلى صديقتها بسمة التي سعدت كثيراً بنبأ خطبتها ولكن ما قالته كاميليا جعل ابتسامة بسمة تختفي شيئا فشيء

بسمة بتعجب : مش فيصل ده الدكتور اللي معاكي في العيادة؛ مش الراجل ده متجوز يا كاميليا؟

توترت كاميليا لكن سرعان ما تحدثت بثقة قائله:

عادي كان متجوز وهينفصل هو ومراته

بسمة بترقب :

هينفصلوا؛ يعني لسه على ذمته؟

كاميليا : بقولك ايه يا بسمه أنا مش ناقصة كفاية عليا بابا وموقفه مني.

بسمه بحب : يابنتي أنا مقصدش اضايقك انا بس بطمن عليكي وبعدين كاميليا طاهر مستحيل تاخد واحد من بيته ومراته طالما منفصلين خلاص.

كاميليا بغضب : علي فكرة مفيش حاجة اسمها واحدة تخطف راجل 



والعبط ده؛ انا وهو حبينا بعض ومفيش قدامنا حل اننا نفضل سوا غير الجواز فين المشكلة؟






بسمة بحدة : يعني مراته هتنفصل عنه علشان كده؟

كاميليا : انا مش فاهمة انتِ صاحبتي انا ولا هي.

بسمة : انا طول عمري عارفه انك عنيدة ودايما تختاري الحاجة اللي بنقولك عليه لأ لكن الجواز مش لعبة ولا تجربة؛ انتِ بتخربي بيت واحدة غيرك.

كاميليا : بيا او من غيري كانوا هينفصلوا وانا مش هضحي بسعادتي علشان حد.

بسمة : تمام ربنا يسعدك؛ للأسف يوم الخميس انا مسافرة البلد

كاميليا : انتِ بتتخلي عني يا بسمة؟

بسمة : لا والله رغم اني فعلا مكنتش هحضر حتى لو موجودة بس يوم الخميس كتب كتاب  نيرة اختي.

كاميليا : معقول هتتجوز! طيب وابنها

بسمه ساخرة : ابوه خده؛ اصله كان بيحاول يضغط بيه عليها وبيقولها لو اتجوزتي هاخده قالتله خده انت أولى بيه؛ وأهو مراته الجديدة مش طايقة الولد وهيرجع لأختي تاني؛ ربنا كرمها براجل ابن اصول كان متجوز وعنده ولد برده بس ده يعرف ربنا بجد؛ زوجته الله يرحمها فضلت مريضة اكتر من ٧ سنين كان هو بيخدمها كأنها بنته الصغيرة لحد ما اتوفت.

كاميليا : اهه؛ ربنا يسعدها

بسمه : ويسعدك يا كاميليا؛ مبروك الخطوبة وعقبال الفرح.

……………...........................

في مشفى الولادة

صدمة قوية اطاحت بأحلام سوسن والدة مصطفى التي لم تدخر جهداً في معايرة رضوى وتدليل سوزي أم الولد الى أن أتى يوم ولادتها لتؤامها

تحدثت سوسن بغضب قائلة:

يعني ايه بنتين؛ انتِ يا دكتورة مش قولتي مرتين انها حامل في ولدين تؤام ولا انتوا بدلتوهم وسرقتوا ولاد ابني وجايبين مكانهم بنتين.

تطلعت اليها الطبيبة في دهشة ورفض قائلة:

جرى ايه يادكتور مصطفى ايه اللي والدتك بتقوله ده؛ اظن حضرتك عارفني كويس؟!

مصطفى معتذراً :





بعتذر منك دكتورة شهد؛ ماما بس مصدومة

سوسن : انت بتعتذرلها ليه؛ دي مبتفهمش حاجة.

مصطفى : مينفعش كده يا امي؛ السونار بيوضح نوع الجنين بس اوقات بيحصل غلط

سوسن : منكم لله؛ كسرتوا فرحتنا حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم

................................

تأففت رضوى من ملاحقته لها فتحدثت اليه بغضب قائلة

واشمعنى النهاردة هتوصلني ما انا كل يوم بركب تاكسي

مصطفى : عاوز اشوف البنات

رضوى : البنات في دروسهم يا مصطفى

مصطفى : الناس بتتفرج علينا يارضوى؛ خلصيني.

جلست إلى جواره وقاد سيارته في صمت وترقب.

تحدثت رضوى بتعجب قائلة:

انت بتضحك على ايه يا مصطفى؟؟!!

قهقه باستمتاع قائلاً :

سوزي ولدت وجابت بنتين تؤام.

نظرت إليه بعين جاحظة وابتسامتها تزداد اتساعا إلى أن ادمعت عيناها لتتحدث بمزاح

وامك لسه عايشة بعد المفاجأة دي.

مصطفى : عيب كده؛ عاوزة امي تموت

رضوى : لا والله أنا بهزر وربنا عالم أنا عمري ما اتمنيت الأذى لحد.

مصطفى : عارف يا رضوى؛ اطمني امي بتعاني بوادر ازمة نفسية.

دققت النظر إلى وجهه لتتبين صدق كلماته فوجدته يمازحها؛ ترددت في سؤالها لكنها لم تستطع كبح فضولها

وانت يا مصطفى؛ مش زعلان ؟

مصطفى بصدق : لا والله لا زعلان ولا فرحان؛ علي فكرة أنا عمري




 ما زعلت اني عندي ٣ بنات واعتقد انك شايفة معاملتي معاهم؛ بالعكس فرحتي ببناتنا مختلفة يا رضوى.

رضوى بغيظ : بقوا خمسة ربنا يزيدك

مصطفى مشاكسا : مش جايز انتي تخلفي تاني وتجيبلنا ولد حلو زيك.

طعنته بنظرتها الرافضة لمزاحه وهمست بصوت فاقد للحياة

آخر شيء ممكن اتمناه في حياتي هو إني أخلف منك تاني يا مصطفى.

مصطفى : هي وصلت لكدا يا رضوى، للدرجة دي اتغيرتي؟!

لم تجبه فهي تتألم من مجري الحوار وكيف انتهت الحياة بينهما؛ لقد صار زوجا وأبا لأخريات عليها البقاء بعيداً 

والا تنجرف خلف مشاعرها

 فقد أصابها منه الكثير ولم يعد بالقلب رغبةً بمزيد من الخيبات.


                   الفصل الثامن من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-