أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل الخامس عشر15بقلم داليا السيد


رواية ليدي نور 
الفصل الخامس عشر15
بقلم داليا السيد

لقاء.. ألم
وصلت دبي بالعاشرة صباحا وهناك قابلها رجل هو المسؤول عن البحث فتح لها الباب فركبت وركب هو بالأمام وقال بالعربية "أهلا مدام هل كانت رحلتك جيدة؟" 
قالت "نعم، هل تابعت أوقات وجودها بالمكان؟" 







قال "نعم مدام ورتبت لحضرتك الوقت المناسب للقائها فهي ستحيي ذلك الحفل ولن يمكنها الاعتذار عنه فقد نالت الأموال" 
قالت "لماذا هي؟ الحفل به شخصيات هامة كما عرفت وهم يختارون المشاهير وليس امرأة مثلها ليست معروفة" 
قال "هي على علاقة بأحد الرجال المعروفة، علاقة بالخفاء وهي بالطبع طلبت منه أن تفعل كفرصة لها" 
نظرت للرجل وقالت "اثنان وأربعون عاما ليست كثيرة على راقصة تريد أن تكون من المشاهير" 
نظر الرجل لها بقوة وقال "الكثيرين يشتهرون بمثل عمرها مدام وبصراحة جراحات التجميل صنعت منها ملكة جمال وبدلت ملامحها لذا كان من الصعب على الرجال الوصول إليها" 
هتفت بسرها "اللعنة عليك جيسيكا هل نسيت أنك ابنة ماركيز وذهبت لتكوني راقصة؟ امرأة لكل الرجال؟ كيف تجرؤين على فعل ذلك؟" 
دخلت غرفتها بالفندق ووقفت بالنافذة تتابع المشاهد الرائعة للمدينة الساحرة وما زالت الذكريات تحاصرها بقوة ولكن غضبها من أمها هاجمها حتى قطعه رنين الهاتف فأجابت "نعم أرمون" 
قال "الصنارة غمزت ليدي والتقط الحوت الطعم" 
لمعت عيونها وهي تقول "رجالك مستعدة؟" 
قال "بالتأكيد، كنا ننتظر" 
تحركت وجلست وقالت "لا أريد أي خطأ أرمون فكما قلت لقد كنا ننتظر تلك اللحظة، لا أريد لحظة واحدة بل لحظات كثيرة ممتعة هل تفهم؟ واجعل الأفلام حارة" 







قال "حاضر ليدي لا تقلقي" 
أغلقت وهي تحدق في الفراغ الذي أمامها وهي ترى خططها تسير للأمام فمن فعل بها ما فعل لن تأخذها به أي رحمة.. 
استعدت للحفل بفستان كريمي طويل كالعادة يلتف حول جسدها المثالي ويحكم على صدرها بدون حمالات تاركا أكتافها عارية ووضعت عقد ماسي مما ورثته عن جدتها مع الحلق الخاص به وبالطبع ارتفع شعرها دون شك كالتاج على رأسها مزينا بدبابيس ماسية وارتدت قفازا كريمي طويل إلى ما فوق كوعها والفرو البني يلف أكتافها ومسحة رائعة من الماكياج تزيد من فتنتها
انضم لها محمود فقالت بلغتها العربية المغلفة باللكنة الأجنبية "أنت مستعد محمود!" 
ابتسم وهو يقول "لتقديم خدمة لليدي؟ بالتأكيد أنا على أتم الاستعداد فهو شرف لي" 
ابتسمت لكلماته وهي تضع يدها بذراعه وهو يتقدم بها لداخل القصر المقام به الحفل وقد كان حفل كبير بمناسبة زواج ابنة صاحب القصر الملياردير على ابن رجل أعمال شهير لا يقل غنى عنه 
كان القصر فاخر حقا وهي تدخله تأملته ثم قالت "كان من السهل أنا أقابلها ببيتها" 
قال محمود "تختفي بمجرد انتهاء أي حفل ليدي، ذلك الرجل لديه أنظمة أمن عالية المستوى ولن يمكننا اختراقها" 
ابتعد محمود عنها وتأملتها الكثير من عيون الرجال والنساء فجمالها يجذب الجميع وتقدم منها رجل بالأربعينات يرتدي ملابس عربية وقال "هل لي بشرف التعارف؟ بالتأكيد من ضيوف العريس؟" 
ابتسمت وقالت "ربما، ويبدو أن حضرتك من أقارب العروسة؟" 
قال وعيونه تلتهم جسدها "خالها، منصور الرحماني صاحب فنادق الرحمانية، هل أتشرف بملكة الجمال" 
قالت "سلمى الزيني، تشرفت بمعرفتك" 
حاول أن يستشف منها أي معلومات ولكن سرعان ما انضم له رجلين آخران كلا منهم يبدي إعجابه بها وأحدهم يقول "هل رأيت 







المدام من قبل؟ هل تعملين بمجال العقارات؟" 
لم تذهب ابتسامتها وقالت "لا" 
قال الرحماني "هل أنت أصلا من سيدات الأعمال؟" 
هزت رأسها ولم ترد وقد بدأت فقرات الحفل ودخول العروسين والراقصة تتقدمهم فابتعد الرجل لتحية العرسان وقد تراجعت نور وهي ترى أمها التي تبدلت ملامحها حقا وهي ترقص رقص شرقي رائع بين المعجبين والمشجعين وقد طالت الرقصة حتى انتهت وكادت تتحرك للقائها ولكن جيس لم تذهب والأضواء تتجه لركن بعيد والموسيقى تدق مرة أخرى بأنغام هي تعرفها جيدا لتجعل قلبها يدق معها، بالتأكيد هو دي جي نعم هو كذلك، لن تفعل بها الأقدار ذلك مرة أخرى، ليس هنا وليس الآن؟؟ 
ولكنها اهتزت وهي تراه يخرج من الظلام إلى الأضواء وسط تهليل الجميع بقميص رمادي مفتوح الصدر وبطلون أسود فتراجعت لتختفي بالظلام وهي تحاول التقاط أنفاسها وإيقاف قلبها وألم صدرها فوضعت يدها على صدرها لتوقف ذلك الألم فتبعها محمود الذي كان يقف بعيدا وقال 
“مدام هل أنت بخير؟"
هزت رأسها وقالت باختصار "نعم"
ظلت مختفية بالظلام وهي تتجاهل دقات قلبها وألم صدرها ونظراتها تتأمل ملامحه التي افتقدتها وصوته الذي عشقته حتى انتهت ثلاثة أغاني من أغانيه وتوقف ليمنح العروسين فترة لتبديل خواتم الزواج والعشاء عندما تفاجأت من تلك الفتاة التي تسرع تجاهه وتحتضنه بقوة وتطبع قبله على وجنته فزاد شحوب وجهها وقويت دقات القلب الحزين على الرجل الذي أحبه وسمعت أحدهم يقول
“تلك الفتاة رائعة، أعادته للحياة بعد أن كاد يفقدها، بالتأكيد يحبها ويعشقها طالما استجاب لها"
قال آخر "المرأة تصنع المعجزات، ما اسمها؟" 
قال "بسنت ياسين" 
ارتج جسدها بقوة والآخر يقول "باللقب طبعا فهي شريكته بكل شيء الآن" 
شعرت بأنها تترنح كورقة شجر ذابلة لا قيمة لها، هل تزوج بهذه السرعة؟ إنها أسابيع قليلة تلك التي مرت على انفصالهم، ألم تكن تمثل له أي شيء كي ينساها بتلك السرعة؟ 
تماسكت بصعوبة كي لا تسقط ولكن تلك الدقات وألم صدرها وذراعها يذكرها بما أصابها من قبل فأغمضت عيونها وهي تحاول التحكم بما يحدث لها ولكن قلبها يعترض وبقوة وهي تدرك أن ذلك الألم بقلبها لن يتركها ليس لأنه يتألم فقط لفراق حبيبه بل لأنه أصبح واهن ومريض






سألها محمود "مدام هل أنت بخير حقا؟" 
قالت وهي تسيطر على أوجاعها "نعم لا تقلق، دعنا نتحرك قبل أن تنتهي تلك الفقرة، أين هي" 
كان رائد قد عاد للغناء على قيثارته وهي تتابعه بينما قال محمود "تفضلي مدام هي بالغرفة" 
تحركت معه ولم تدرك أن رائد قد لمحها ومحمود يقودها وسط الجميع حتى اختفت وقد شك بنفسه ولم يصدق أنها هي.. 
بالطبع تخلص رجال محمود من حرس أمها لتدخل هي الغرفة فتلتفت جيس لها بقوة وتقول "من أنت؟ وكيف" 
ولكنها لم تكمل وهي تحدق بملامح نور حتى تراجعت لتصطدم بمائدة الزينة بملامح فزع على وجهها وهي تقول "نور!؟" 
جلست نور على أول مقعد وهي تستعيد قوتها ونظرت للغرفة من حولها حتى استقرت على جيس وقالت "لم أكن أعرف أنك تعرفيني" 
ظلت المرأة صامتة لحظة قبل أن تقول جيس بصوت مرتجف "صورك واسمك بكل مكان" 
لم تتبدل ملامح نور وقالت "لا داعي لكل تلك التساؤلات التي بعيونك، أنا جئت من أجل شيء واحد" 
اعتدلت جيسيكا وهي تقول "ماذا؟" 
نهضت نور وتحركت تجاهها وقالت "خطة رائعة أن تغييري معالمك كي لا يعرفك أحد، أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك؟" 
ظلت المرأة تنظر بعيونها وقت طويل ثم أخفضت عيونها وقالت "فعلت ماذا؟" 
ابتسمت نور وقالت "معك حق لابد أن أحدد فأفعالك معي كانت كثيرة، أحضرتني الدنيا لماذا؟ تركتني وهربت لماذا؟ كلها تساؤلات وهناك المزيد هل أتلوه عليك جيس؟" 
ظلت المرأة تتابعها بعيونها قبل أن تقول "لم تأتي من أجل كل ذلك لكنت فعلت من سنوات؟" 
قالت بدون ألم "معك حق فهي أسئلة لا تهم، فوجودي لم يكن بيدك وحدك هو أيضا ساهم به، وهو أيضا تركني مثلك وبالطبع أنت أردت تلك الحياة وهي أهم من وجودي بحياتك لأن وجودي سيعوقك" 
نهضت جيس وقالت "لا، جدك رفض أن تكوني معي وخيرني بين أن أرحل للحياة التي أردتها وبين أن أتركك له" 
ظلت تحدق بها قبل أن تقول بهدوء "فهمت" 
نظرت لها جيسيكا وقالت "كان اختيار صعب صدقيني ولكن" 
رفعت يدها وقالت "لا داعي لمبررات لن أصدقها، أنا لم آت لأحاسبك على ماضي لم يعد يهمني فكما لم أكن أمثل لك شيء أنت أيضا لا تمثلين لي شيء" 
قاطعتها المرأة بحزن "نور!" 
أبعدت عيونها عنها وقالت "لا أعرف كيف أجمل الحقائق، أنا جئت لسبب آخر جيس، ياسين، الرجل الذي فررت معه، هل يمكن أن أسمع الحكاية؟" 
واقتربت منها إلى حد جعل جيسيكا تتراجع وهي تقول "ونصيحة مني لك، لا تكذبي فأنا لا أغفر الكذب يا فنانة هكذا علمني جدي وبالتأكيد تعرفين ماذا يعني ذلك لذا ستخبرينني كل شيء، ولن تتوقفي لأني لن أسمح لك بأن تفعلي" 
****
انتهت فقرته وذهنه مشغول بتلك المرأة التي لمحها، لا يمكن أن يكون ذلك الجمال لامرأة أخرى سواها وهو لن يخطئ بامرأة كانت زوجته بيوم ما.. 
تحرك إلى داخل القصر حيث الغرف التي تستضيف الفنانين وما أن انتهى السلم حتى رآها تخرج من حجرة الراقصة دون أن تراه وما أن أغلقت الباب وتحركت ومحمود يتبعها حتى توقفت عندما رأته أمامها، عاد القلب يدق ويتألم والأنفاس تتراجع وكأن صدرها لا يتحمل الأكسجين المنطلق إليه 






ظلت عيونها عالقة به وهو يتقدم تجاهها وقد انقض قلبه عليه يأمره أن يقترب منها، يشبع عيونه من جمالها الذي افتقده ونظراتها التي عشقها ولكن فجأة انطلقت الذكريات المؤلمة لعقله لتوقف قلبه عن الحنان الذي يجرفه فتبدلت ملامحه وحل الغضب مكانها وهي تبعد عيونها عنه وهو يقف أمامها وقد افتقد ذلك العطر الذي كان يسكره مع الليالي السعيدة لهما سويا
أخفضت وجهها واختارت أن تذهب ولكنه قال "لم أعتد بك الهروب ليدي فلست جبانة" 
كان ألم قلبها يزداد ولكنها تحاملت وهي ترتد وتنظر له وتقول "لا، لم ولن أكون كذلك وليس لدي ما أهرب منه" 
أخفض رأسه ليصل لقامتها القصيرة وقال "بلى هناك ليدي فجريمتك ما زالت تحيا داخل قلبي" 
رفعت عيونها الخضراء القاتمة لعيونه الزرقاء لحظة قبل أن تقول "جريمتي؟ حسنا وهل تريد محاكمتي الآن؟" 
كان يعلم أنها ليست ضعيفة وعيونها تواجهه فقال "لا، لست بالأهمية التي تظنيها كي أفعل" 
تألمت مرة أخرى فأخفضت عيونها فقال "هل أبدلت الأمير بذلك الرجل؟ أم أن الأمير ينتظرك بالخارج؟" 
لم تنظر إليه وهي تذكر آخر لقاء فقالت "لا، اسمح لي" 
ولكنه لم يتحرك من أمامها بجسده الذي يوقفها وقال "ماذا كنتِ تفعلين بغرفتها؟ هل تتفقين معها على إحياء زفافكم؟ أم أن هناك معجب آخر فأنا ظننتك مختلفة ولكن ها هو أنت تبغين راقصة لإحياء الحفل وإلا فيم حضورك هنا من أجلها؟" 
كل كلماته كانت تقصد إيلامها وقد فعل ولكنها قالت "أفضل أن تسألها بنفسك عن سبب حضوري لها فهي بسبيلها للبحث عنك" 
قال بقوة "عني أنا؟ اسمعي كفاك غش وخداع هل تظنين أني يمكن أن أصدقك بأي شيء مرة أخرى؟" 
ظلت تجوب عيونه حتى قالت "لست مضطر لأن تفعل ولن أطالبك بأن تفعل" 






وتحركت من جواره لتبتعد ولكنه أمسك بأصابع يدها كي يوقفها وهو يهتف بغضب "انتظري أنا لم أسمح" 
وقطع كلماته عندما أمسكت أصابعه خاتم بيدها فرفعها ليرى خاتم زواجهم فحدق به بقوة وارتجفت يدها بيده وجسدها معها وقبل أن يرفع عيونه لها أو يتحدث كانت بسنت تسرع إليه وتناديه
“رائد حبيبي ألف مبروك حصلنا على ثلاث حفلات"
وأحاطت الفتاة عنقه وقبلته بوجنته مما أثار غيرتها وغضبها وحزنها فسحبت يدها من يده وأسرعت إلى الأسفل وهي تحاول تنظيم أنفاسها ووضعت يدها على صدرها الذي انتشر الألم به وبذراعها ومحمود يتبعها بسرعة حتى وصلت السيارة ففتح لها وركبت وتبعها وقاد السائق وأسندت رأسها على النافذة وهي تضع يدها على قلبها من الألم وتحاول تنظيم أنفاسها الضائعة وهتف محمود وهو يرى وجهها قد شحب وتناثرت حبات العرق الغزيرة على جبينها فهتف
 "مدام هل أنت بخير حقا؟" 
سمعت صوت محمود وهو يسألها فقالت بصعوبة "نعم، فقط بحاجة لقرص الدواء بحقيبتي من فضلك" 
زاد ألم صدرها ودقات قلبها ولكن محمود بحث بحقيبتها حتى أخرج القرص ومنحه لها فامتصته وهي تحاول أن تستعيد أنفاسها حتى يهدأ قلبها المتألم، فالنوبة القلبية لم ترحل دون أثر بل تركت لها ضعف بالقلب يتأثر بأي ضغوط عصبية أو نفسية وهي لم تحاول أن تكابر فقد جربت من قبل ونصحها فريدريك بتلك الأقراص كدواء بحالة الطوارئ وقد فعلت 
جلس محمود بالأمام وهو ينظر إلى وجهها الشاحب وعيونها المغلقة فهتف "هل نذهب لأي مشفى مدام؟" 
هزت رأسها وقد بدأت الآلام تهدأ وهي تقول بتعب "لا، فقط لا تعود للفندق اذهب للفيلا الجديدة" 





قال "حسنا" 
ظلت مغمضة العيون حتى هدأ ألم قلبها رغم صورته وكلماته التي لم تذهب عن ذهنها ولا تلك الفتاة التي بالتأكيد أصبحت زوجته، فتحت عيونها بصعوبة لترى يدها وخاتم الزواج، لم يمكنها أن تخلعه رغم خلافها الكبير مع جوان بسببه إلا أن لا أحد يمكن أن يجبرها على شيء فظل خاتمها بإصبعها ولم تنزعه
****
أوقفته بسنت عن اللحاق بها وهي تقول "ماذا بك رائد؟ ومن تلك المرأة؟ وماذا كانت تفعل هنا معك!" 
ولكنه أبعدها وأسرع هابطا السلم بسرعة ولكن بالخارج أوقفه المعجبين وأعاقوا حركته وعيونه تبحث عنها وهي تركب سيارة وينطلق بها السائق دون أن تنظر خلفها وهو يعلم أنها لن تفعل، تذكر حديثها عن الراقصة فتخلص من المعجبين وعاد إلى الداخل صاعدا إلى غرفتها دون أن ينتبه لنداء بسنت.. 
****
باليوم التالي كانت بالطائرة راحلة حيث انتهت مهمتها بدبي ولو رائد تحدث مع جيسيكا وهي واثقة أنه سيفعل، وقتها هي ليست بحاجة لأن تراه مرة أخرى قلبها لن يتحمل لقاء آخر خاصة بعد أن أدركت زواجه من تلك الفتاة، لم يضيع وقت، نساها بمنتهى السهولة وهو الذي يلومها ويعاتبها، على ماذا يفعل وهي لم تحب سواه؟ 
قابلها موريس بالمطار وقد بدت متعبة جدا فركب بالأمام وقال "حصلنا على المراد ليدي ماذا تريدني أن أفعل؟" 






أغمضت عيونها وقالت "احتفظ بهم بمكان آمن موريس لن يمكننا التحرك قبل الخطوة التالية" 
قال بصبر "التي هي ماذا ليدي؟ أنت لا تخبريني بشيء أنا حتى لا أعلم ماذا نفعل هنا؟" 
فتحت عيونها وقالت "اهدأ موريس كل شيء بوقته، هل تذكر إلياس باخور؟" 
تراجع من الاسم وقال "ماذا؟" 
قالت بإرهاق واضح "سيقابلك بمكان وموعد سأخبرك بهما فيما بعد وستتسلم منه ما سيمنحه لك وتمنحه الأموال التي سأخبرك بها وبعدها سأخبرك ماذا ستفعل وسنظل هنا حتى تنتهي المهمة"
نظر حوله وقال "اسبانيا ليدي؟ ليس لنا عمل هنا" 
قالت "وهو المطلوب موريس" 
لم يفهم أي شيء وقد توقفت السيارة أمام فيلا بمكان بعيد بمنطقة ريفية، كانت فيلا جدها اشتراها قبل موته هدية لزوجته وورثتها هي منها، نزلت وهي تتأملها، قال موريس
“البيت المجاور لي ليدي وهناك رجال بكل مكان هل تريدين تعديل شيء؟"
قالت وهي تتحرك للداخل "لا موريس" 
ولكنه قال "لم تخبريني عن رحلة دبي؟" 
نظرت له ثم قالت "جيسيكا كانت سهلة المنال موريس وكلامها كان واضح وصريح ولم تحاول أن تجمله وهي تلقيه بوجهي لذا انتهت مهمتي هناك" 
دخل معها وقال "أنا لا أفهم ليدي" 





أخذت الفتاة الفرو الخاص بها وهي تقول "قهوة ايفون" 
وقفت أمام النافذة تتأمل الأراضي الخضراء وقالت "لا يهم، القادم أهم خاصة باخور هذا الأمر هو أهم جزء بالخطة وعندما ننتهي منه نبدأ تجميع كل الأطراف ونطلق طلقاتنا تجاه الهدف" 
أحضرت الفتاة القهوة وقدمتها وجلست هي فقال موريس "أي طلقات ليدي؟ أنا لم أعد أفهم شيء، لماذا لا تخبريني بماذا تفكرين حتى أساعدك؟" 
تناولت القهوة وقالت "أنا أخبرك بالفعل موريس ولكن كل خطوة ولها وقتها فلا داعي للعجلة" 
تناول القهوة وقال "تماما مثل جدك ليدي، لا يثق بأحد" 
لم ترد فأكمل "حسنا هو كان يخبرني دائما أن الثقة لا وجود لها إلا بأنفسنا وبحدود كي لا تصل للغرور فتسقطنا للهاوية" 
هزت رأسها وقالت "نعم أعلم وهو على حق" 
أنهى القهوة ونهض وهو يقول "وأنت لديك مهارة عالية ليدي بالعمل لم أندم يوما بأني أعمل عندك ليدي" 
ابتسمت وقالت "معي موريس، أنت تعمل معي وليس عندي" 
ابتسم ثم حياها وتحرك للخارج وتركها تجلس كما هي وقد سمحت لنفسها بأن تعود للذكريات التي تهرب منها ومع ذلك هي تتملكها، تعيش داخل قلبها والحزن يؤنسها والألم يسجنها 
نامت كثيرا من الإرهاق والتعب وتناولت الدواء حتى تتحسن فالضعف لا وقت له الآن وعليها أن تكون قوية وهي تواجه بطريقها مفاجآت صدمتها ولكنها تجاوزت الصدمة ولم تعد تتأثر لأن عليها أن تجيد ما تفعل وهي بالفعل تجيد ما تفعل
بمساء اليوم التالي أتى موريس لمقابلتها وقال "الأمير غاضب جدا ليدي من إغلاق هاتفك" 
تأملت الظلام بالخارج لحظة ثم قالت "اتصل به على هاتفك موريس" 






شعرت به بجوارها يمنحها الهاتف فأجابت "أهلا سمو الأمير" 
جاءها صوته الغاضب يقول "أين أنت بحق السماء نور؟ ولماذا هاتفك مغلق؟" 
قالت بهدوء "فقدت هاتفي منذ الأمس جوان" 
قال بنفس الغضب "وأين أنت؟ وكيف فقد! ولماذا لا أستطيع العثور عليك؟" 
التفتت وجلست وهي تقول "لست بلندن جوان أخبرتك أني بعمل بالخارج وموريس يقوم باللازم لاسترجاع هاتفي" 
قال "يمكنني أن أحضر إليك" 
أجابت بهدوء "وتترك ليزا؟ هي أخبرتني أنكم تقضون أجازة سعيدة سويا" 
نفخ وقال "ربما ولكن هذا لا يمنع أني أريدك معي وأنت تعلمين ذلك" 
قالت "سأنهي عملي وأعود جوان لن أهجر بلدي بالتأكيد" 
قال "أصبحت غامضة مؤخرا نور ولم أعد أعرف عنك شيء، لماذا؟" 
قالت بهدوء "لست كذلك جوان أنت فقط مشغول وأنا كذلك لكن بمجرد انتهاء أعمالنا سنعود" 
صمت قليلا وقال "لم تعودي تخبريني بشيء عن خططك" 
ابتسمت وقالت "ولماذا تظن أن هناك خطط سموك؟" 
قال "لأن ليدي نور لا تترك ثأرها أليس هذا كلامك؟ ماذا نور هل أنت غاضبة مني من شيء؟ هل سببت لك أي شيء؟" 
قالت بنفس الهدوء والابتسامة تعلو شفتيها وكأنه يراها "وهل سموك تسببت لي بأي أذي؟" 
أجاب بسرعة "بالطبع لا نور فأنا أحبك" 







ذهبت ابتسامتها وتبدلت نظراتها وهي تقول "بالتأكيد سموك ومن يحب أحد لا يمكن أن يؤلمه أو يشق قلبه بسكين الخيانة ولا أن يهد حياته كلها سموك أليس كذلك؟" 
صمت طويل أجابها حتى نادته "سمو الأمير هل ما زلت معي؟" 
أجاب باختصار "نعم" 
قالت "يبدو أنك انشغلت سأتركك لعملك طابت ليلتك" 
نظرت لموريس وقالت "غدا ستقابل إلياس بالتاسعة صباحا في منطقة...، هناك حقيبة أمامك بها أموال وستتسلم منه ما سيمنحك إياه لا تحتفظ به لأنه خطر سيأتي لك رجل آخر ستعرفه بمجرد رؤيته سيأخذه منك وهو سيقوم بالباقي" 
تراجع موريس بمقعده وقال "لا أفهم شيء ليدي، لماذا أنا طالما هناك آخر؟" 





نظرت له وقالت "باخور يعرفك جيدا ولن يثق بسواك موريس إنه لم يفعل إلا عندما تأكد من وجودي ووجودك فهل تفعل؟" 






هز رأسه فأكملت "بالطبع سنتحرك للمطار بموعدنا غدا لا داعي لوجودنا" 




لم يرد موريس وهو تقريبا لا يفهم أي شيء مما تفعله الليدي ومع ذلك لا يمكنه إلا أن ينفذ أوامرها... 
بالصباح كانت تستعد للرحيل عندما سمعت صوت سيارة تقف أمام 



الفيلا وصوت الرجال بالأسفل فتحركت للنافذة


 وعاد قلبها ينبض بقوة وهي ترى صاحب تلك السيارة ولا تصدق عيونها.. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-