CMP: AIE: رواية لن ابقى على الهامش )الفصل الرابع والعشرون24بقلم نداء علي
أخر الاخبار

رواية لن ابقى على الهامش )الفصل الرابع والعشرون24بقلم نداء علي


رواية لن ابقى على الهامش 
الفصل الرابع والعشرون24
بقلم نداء علي


لقد وصلنا إلى حافة الهاوية وما كان عليك إلا التشبث بيدي لا أن تدفعني دون


 اكتراث، منحتك صك غفران وتمنيت ألا تذل قدمك من جديد لكنك فعلت



 وتكررت خطيئتك فماذا أنا فاعلة يا قدر لا مفر منه إلا إليه؟! 

دفعها بلطف وإصرار إلى غرفتهما كي لا تغادر المنزل كما أرادت، ابتعدت هي عنه قائلة بحدة

قولتلك أنا ماشيه يعني ماشيه. 

مصطفى : هتروحي فين دلوقتي يا رضوى، استهدي بالله يا حبيبتي والصبح نتكلم، الوقت اتأخر مش معقول تخرجي من البيت في وقت زي ده، وبعدين أمي متقصدش تضايقك، هي طبعها متعب شوية طولي بالك. 

رضوى بجنون وحدة : أطول بالي! لا يا شيخ 

بس هنتظر منك ايه غير الكلمتين دول، انت عمرك ما خفت على زعلي، ولا مرة اتخانقنا فيها وجيت صالحتني كنت دايماً أنا اللي ببدأ واتنازل، انت اتعودت تدوس وأنا اسامح بس خلاص أنا فاض بيا، افهم بقى يا مصطفى رصيدك عندي خلص مبقاش جوايا حاجة تشفعلك. 

مصطفى : ولازمته ايه الكلام ده، مش معقول مع كل موقف يحصل تفتحي في اللي فات يا رضوى، انتِ كنتي منتظره مني ايه؟ اطرد امي مثلا من البيت ولا أعلي صوتي عليها؟ 

رضوى : كنت منتظره منك تبقى راجل

مصطفى بغضب : رضوى!

رضوى بصدق

ايه كلامي ضايقك، أسفه بس حقيقي كان نفسي تبقى راجل ليا مش عليا يا مصطفى، لما اتقدمتلي عجبني قوة شخصيتك قولت هو ده الراجل والسند اللي طول عمري بتمناه.

تعالت انفاسها وفشلت في كبح دموعها ونظرت إليه بخيبة أمل قائلة

وللأسف مفيش حد كسرني أدك، أنا تعبت منك يا مصطفى فاهم يعني ايه، تعبت مبقتش عاوزه اكمل معاك بس مضطره، حياة مفروضه عليا وغصب عني عيشاها.

مصطفى بألم : ياه للدرجة دي بقيت عبء عليكي

رضوى : انت ايه، كل حاجة مفروض تدور حواليك انت، أنا مبتكلمش عنك ولا عن اصابتك اللي مش فارقه مع حد غيرك انت، ايه اللي حصلك ومخليك يائس للدرجة دي، رجلك هتتأثر واحتمال تعرج، وايه المشكلة غيرك بيحصلهم بتر وابشع من البتر في ناس بتعيش نفسها مكسوره، زي حالتي كده وده أبشع مليون.

انت مشفتش رد فعلك وملامحك اللي اتبدلت أول ما امك قالتلك على جواز سوزي. 

مصطفى بهدوء : أنا مش فارق معايا سوزي ولا غيرها كل الحكاية اني اتفاجئت، وبعدين متنسيش انها أم بناتي. 

رضوى بقهر

مستحيل انسى، وهي دي حاجة تتنسي يا دكتور. 

مصطفى محاولا امتصاص غضبها :

يا رضوى والله ما زعلت عليها، أنا بس انصدمت انها قدرت تتخطى علاقتنا وتنسى بناتها بالشكل ده، وتتجوز وتعمل فرح وتعيش حياتها

رضوى : حقها، لا عيب ولا حرام

مصطفى : ازاي يعني؟ 

رضوى : زي الناس، زي ما انت رميت بناتك ورحت اتجوزت وعملت فرح، عادي حقها زي ما كان حقك وقتها ولا هو حلال ليك وحرام عليها

مصطفى بغيظ وحدة

انتي الكلام معاك يحرق الدم

رضوى : يبقى متتكلمش احسن، واعمل حسابك من هنا ورايح أنا مش هسكت لحد ولو والدتك حاولت تضايقني هرد وهاخد حقي طالما الذوق مش نافع معاكم

مصطفى : طيب اهدي، الانفعال غلط عليكي

رضوى : انت هتجنني، انفعال ايه اللي غلط، أنا وجودي معاكم هو اللي غلط، بس نصيبي كده. 

مصطفى بهدوء وحذر خوفاً عليها من فرط غضبها 

خلاص اللي شيفاه صح اعمليه وأنا أسف يا ستي وبالنسبه لأمي أنا كلمتها بره وشديت معاها واسألي البنات لو مش مصدقاني ومشيت زعلانه مني 

استدارت توليه ظهرها فقد هدأت حدتها قليلاً وتحدثت بحزن قائلة

كان ممكن من البداية تقولي كده، يكفي احسن اني فارقه معاك. 

جلس إلى جوارها قائلاً : 

أسف تاني يا ستي وعارف انك مضغوطه مني ومن البيت وأمي والحمل وكل حاجة، خلاص بقى يا رضوى مش اتفقنا منزعلش من بعض عالأقل علشان البنات 

تنهدت بضعف قائلة : اطلع اقعد معاهم وأنا هرتاح شوية واحصلك، امتحاناتهم قربت ومش عايزه حاجة تقصر عليهم. 

مصطفى : حاضر، هطلع وهنعمل فشار ونستناكي

رضوى : هتعمل فشار! 

مصطفى : اه نفسي فيه تقريبا بتوحم بدالك 

ابتسمت رضوى مرغمه وتحرك مصطفى إلى فتياته تاركا اياها تحظى ببعض الراحة.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

جراح القلب لا يراها سوى من نفذت سهامها إلى فؤاده واستقرت بداخله، شعور تعجز الكلمات عن وصفه لكن التجربة تجعلك تتشرب مرارته وتدرك مدى قسوته، أن تلفحك نيران الغيرة وتتملكك رهبة الفقد مشاعر آن لك ان تحيا معها.

تملك شديد وحميمية أجفلتها، ابتعدت قليلاً لكنه جذبها إليه من جديد قائلاً

مش تعرفينا يا همس، مين الاستاذ

مد اساف يده إلى فيصل قائلاً بجدية

اهلا بحضرتك، أنا اساف عبدالملك، كنت جار همس وزي ما تقول كده متربيه قدام عيني

فيصل بغيظ : لا والله، غريبه همس عمرها ما اتكلمت عنك

تنحنحت همس بحرج قائلة

مجتش مناسبه يافيصل

تجاهلت الحديث إليه ووجهت حديثها برزانة يشوبها بعض الفضول قائلة

انت نازل مصر زيارة ولا ايه؟

اساف مبتسماً إليها بعينيه وبصره يحتضن ملامحها التي غابت عنه لسنوات لكنها حُفرت بداخله :

 يعني، حاجة زي كده، رحلة عمل ونوع من التغيير، ويمكن ليا نصيب أشوفك.

همس بجديه : اكيد طبعا صدفه حلوه جدا، انت عارف اني طول عمري بعتبرك أخ ليا

اساف بتنهيدة قوية جعلت فيصل يتطلع إليه بحدة : شرف ليا يا همس، وحقيقي اجمل حاجة حصلت النهارده ويمكن من سنين اني انقابلت معاكي. 

وجه حديثه إلى فيصل قائلاً

صدقني همس دي جوهرة، صعب تقابل في الحياة زيها كتير

فيصل بغيره واضحة : اعتقد اني عارف الكلام ده بما انها مراتي

اساف بلباقة : أنا مقصدش اضايقك

همس : اطمن يا اساف، فيصل جوزي راجل متفتح وفاهم ان كلامك مدح مش اكتر

اساف : انا كلامي حقيقة يا همس، اتمنى اشوفكم مره تانيه، استأذن انا بقى 

همس : استنى انت رايح فين، لازم تيجي تتعشى معانا، تحدثت إلى فيصل قائلة

فيصل، انت هتسيبه يمشي؟ 

فيصل بغيظ : لأ ميصحش، انت ضيفنا يا استاذ اساف ولازم تتعشى معانا

همس بسعاده : اوعى تكون نسيت أكلاتي المميزه

قهقه اساف قائلاً

ماهو أنا فاكر علشان كده خايف أوافق واجي معاكم

فيصل محدثاً نفسه

ابو شكلك عيل غتيت، اصبري عليا ياهمس انتي والزفت ده

همس : يلا يافيصل، هات الولاد خلينا نمشي

فيصل : ماشي، اتفضل يا استاذ اساف

اساف : بلاش ألقاب، خليها اساف وبس

ابتسم فيصل بمجاملة قائلاً 

تمام، يلا يا ولاد علشان نروح

اياد ببراءة : حضرتك هتعيش معانا من تاني، صح؟ 

التقت الأعين بنظرات متباينه، فهمس قد اصابها شيء من الذهول فهي لم تنتظر سؤالاً كهذا خاصة في وجود اساف الذي نظر إليها بتقييم وترقب وكأنه ينتظر توضيحاَ لما قاله اياد بينما نظر فيصل إلى اطفاله بندم فقد غرس بداخلهم احساساً بالخوف كانوا في غني عنه لولا رعونته هو. 

💬💬💬💬💬💬💬

وبعض الأدوية مرارتها فرض ورغما عنا نتجرعه فقسوة الألم لا تحتمل، وكم من جراح نتمنى أن نجد لها شفاءاً وان كان علقماً. 

تحدث فارس بهدوء إلى والدته قائلاً 

تعبت معاها يا ماما، عنيده بشكل صعب لا راضية تاكل ولا تشرب ولا تخرج من أوضتها، خايف يحصلها حاجة

اجابته والدته بحكمة وحب 

طول بالك، الدنيا محتاجه صبر وانت دايماً مستعجل

فارس : يعني اسيبها لما تموت نفسها 

والدته : يابني هو انت يا أبيض يا أسود، أنا بقولك تتحمل شويه، هي معذوره برده خالك الله يرحمها كان ونعم الأب، ده غير انها اتحرمت من أمها من زمان، انت خليك قريب منها وحسسها انك مش هتزهق ولا تبعد. 

فارس : ومين قال ان هبعد عنها، دي مراتي

والدته : وحبيبتك وبنت خالك، والأهم انها محتاجة وجودك يا فارس 

فارس بتمني  : هي بس تديني فرصة 

استقامت واقفة ومسدت فوق رأسه قائلة : أنا هدخلها وانت روح صلي العصر وأدعي ربنا كده يصرف عننا الهم والحزن

قبل يد والدته واستقام هو الأخر واقفاً يعتزم الذهاب إلى المسجد : حاضر يا ست الكل، ربنا يباركلي فيكي. 

انتظرت إلى أن غادر وتوجهت إلى حيث تقبع كاميليا منذ وفاة والدها 

تحدثت إليها جميلة بصوت يشوبه الحزن قائلة

بتعملي ايه يا ست البنات، بتعدي النجوم والشمس طالعه

التفتت كاميليا إلى عمتها قائلة بضعف 

بابا وحشني اوى يا عمتو، تفتكري ممكن يسامحني

ضمتها جميلة إليها بقوة وحنان وادمعت عيناها قائلة

وحشنا كلنا يا حبيبتي، بس ربنا كرمه وريحه من الألم، وبعدين يسامحك على ايه هو انتي فاكره ان قلب الأب والأم بيعرف يقسى على ولادهم، ده القلب بيجي لحد عندكم وينسى كل حاجة وحشه، وابوكي كان قلبه وعقله وحياته كلها علشانك. 

لاحت بمخيلتها ابتسامته العذبة وصوته الدافيء وهمست بصدق : بس أنا تعبانه أوي 

عائشه : قومي اعملي زي جوزك، اتوضي وصلي كده وادعي لبابا بالرحمه وريحي قلبه وطمنيه عليكي 

نظرت كاميليا إلى عمتها قائلة بدهشة

جوزي! 

عائشه بثقه : أه جوزك، فارس بقى جوزك ياقلبي وبيحبك وزعلان علشانك، وانتي كمان بتحبيه، صح! 

لم تتحدث كاميليا فاجابتها عمتها دون تردد قائلة 

قومي يلا نتوضى ونصلي جماعة، طاهر الله يرحمه كان دايما يقولي ارمي حمولك بين ايدين ربنا مفيش أحن منه علينا. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

ترددت سوزي باديء الأمر لكنها قد حسمت أمرها، لن تقبل على تلك التجربه في الوقت الحالي، عليها الحذر وألا تنجب طفلاً يربطها بتامر، ربما تفعل فيما بعد أما الأن فعليها أن تؤجل تلك الخطوة قدر استطاعتها. 

تناولت قرصاً لمنع الحمل واستشعرت بعض الارتياح لكنها تنهدت بضيق فقد اشتاقت إلى طفلتيها، نعم تركتهما في لحظة غضب وعناد لكنها تشتاق اليهما وإلى حياتها مع مصطفى قبل عودته إلى رضوى. 

حملت رضوى الذنب بأكمله قائلة 

كله بسببك يا زفته انتِ، كنا عايشين مبسوطين قبل ما تضحكي على مصطفى ويرجعلك، واكيد الجو خلالك دلوقتي، اووف أنا ايه اللي عملته في نفسي ده بس، معقول انسحبت بسهولة كده وسبتلك كل حاجة يا رضوى، أول مره احس إني غبيه بالشكل ده، اتنازلت عن بيتي وجوزي وبناتي وخسرت قدام واحدة زي دي. 

انتفضت بخوف عندما استمعت إلى اقتراب تامر من غرفتها فقد عاد من عمله، دلف دون استئذان قائلاً بسعادة

قومي يا سوزي، عاملك مفاجأة هتعجبك جدا

سوزي : مفاجأة ايه، بتتكلم جد؟ 

تامر : اه طبعا، أنا حسيت انك زعلانه مني قولت لازم اصالحك

سوزي بمكر : اممم، ويا ترى ايه هي المفاجأة 

تامر : غيري هدومك وهتشوفي بنفسك. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

انتهت همس من تحضير الطعام في وقت قياسي، جلس الجميع حول المائدة ورائحة الأكل الشهية تتخلل إليهم، ابتسم اساف قائلاً بمزاح

لأ حقيقي ريحة الأكل تفتح النفس، شكلك اتغيرتي يا همس كتير عن زمان 

همس بغيظ : اتفضل دوق واحكم بنفسك 

فيصل متحدثاً بترقب وحذر محاولاً صرف انتباه همس عن اساف

وياترى بقى بتشتغل ايه يا أستاذ اساف؟

اساف : لأ كده أنا اتأكدت ان همس فعلا عمرها ما اتكلمت عني قدامك

فيصل : مش فاهم! 

اساف : اصل مراتك دخلت هندسه مخصوص علشان تطلع مهندسه زيي، ده أنا كنت بذاكرلها كل المواد، ولا إيه ياهمس الحياه

فيصل : ااااه، قولتلي، وحضرتك متجوز بقى؟ 

اساف : لأ، عندك عروسه؟ 

فيصل : ان شاء الله اشوفلك، أي حد من طرف همس اكيد له مكانه خاصه عندي ولا ايه يا حبيبتي؟ 

قالها فيصل بتأكيد بينما همس تلوك الطعام باستمتاع لم تحظ به من زمن. 

دق الجرس معلناً عن وصول ضيف أخر ليتحدث فيصل بصوت غير مسموع قائلاً 

هو يوم باين من أوله، مين تاني اللي جاي؟ 

توجه بخطوات مسرعة لرؤية القادم لزيارتهم ليصدم بوجه أخيه يبتسم اليه قائلاً 

ايه رأيك في المفاجأة دي؟ 

فيصل : لأ، كده كتير والله، في ايه يابني انت ملكش اهل؟ 

أجابه بثقه : ليا طبعا، انت وولادك علشان كده قررت اتعشى معاكم 

ابتسمت همس من خلف ظهر فيصل قائلة بترحاب

مين يافيصل، اتفضل حضرتك اتعشى معانا احنا فعلا حاطين الأكل، صاحبك ده يا فيصل ولا ايه؟ 

عرف هو عن نفسه قائلاً 

لأ، أنا أخوه يا مرات أخويا.

 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

اصابه الغرور وتحكمت بزمام أموره نفسه التواقة إلى الممنوع، لقد قضى فترة مراهقته بين طيات الكتب والمراجع، كان طالبا متفوقاً وعقب تخرجه صفعته متطلبات الحياة، لم يجد عملاً يناسب عقليته اللامعة وقدراته الفائقة بل تخبط هنا وهناك من أجل لقمة العيش إلى أن بدأ اليأس في مصاحبته، التزم الصمت وباتت حياته كئيبة خالية من الأمل، يقضي نهاره في العمل الشاق وليله يعبر عن أراءه وطموحاته الحبيسة عبر حساب الفيسبوك، علا نجمه شيئاً فشيء إلى أن تغير كل عالمه وبات من هؤلاء المشاهير، يستمع إليه الكثير من البائسين فيتخلل أرواحهم ويبيتون عشاق لما يمنحهم من وهم يلقيه على مسامعهم وكانت مرام إحدى هؤلاء، فتاة وحيدة خائفة عثرت على طوق للنجاة فتشبثت به لكنه أساء إليها وإلى ثقتها به وها هو ينتظر بتوتر ما سيحدث له على يدي والدتها التي طلبت رؤيته وبدا من كلماتها القليلة الغاضبة أن مرام قد افضت إليها بما حدث بينهما.

ابتلع ريقه بخوف، يخشى أن يفتضح أمره فينفض عنه معجبيه، كيف ستغدو حياته وقد أدمن حياته الجدبدة ولا يقو على تركها، هل تسرع في ارتباطه السري بمرام، مازالت طفلة بنظر القانون، ان لم يتوصل مع والدتها إلى حل سوف تقضي على مسيرته، ماذا يفعل

همس بسخط : ايه اللي عملته في نفسك ده بس، شكلك اتجننت وهتضيع نفسك، يا ترى الست دي عاوزة مني ايه بالظبط، تناول الكأس الموضوع أمامه وارتشف القليل من الماء بعدما جف حلقه من فرط التخبط، تأفف مرارا ضارباً جبهته بعجز

أنا مستحيل اغامر بمستقبلي، اعمل ايه بس؟! 

بعد قليل أتت إليه رضوى، مد إليها يده بهدوء فتجاهلته قائلة




أنا هتكلم معاك كلمتين وهمشي علطول، انت طبعاً عارف مرام بنتي، مش كده؟!

سخريتها الواضحة جعلته يزداد ارتباكاً فهمس بصوت متقطع

أيوة، اه عارفها

رضوى بجدية وتحذير : أنا فضلت اجيلك أنا لأن جوزي رغم انه دكتور كبير لكن أي حاجة تخص بناته وبالذات لما تكون حاجة فيها أذية بيتحول، ممكن في لحظة ينسى انه دكتور ويفتكر بس انه اب واجبه يحافظ على بناته من أي كلب يحاول يلوث براءتهم

امتعض وجهه وجابهها بقوة متخلياً عن حذره

آه، جوزك ده هو نفس الشخص اللي رمي بناته وراح يجري ورا بنت قريبة من سنهم، اعتقد ان مرام حكتلي عنه كتير

رضوى بهدوء : مرام مهما قالت فهي لسه صغيرة منقدرش نعاقبها، العيب على اللي قدر يضحك عليها ويستغل ضعفها ووحدتها، صدقني لو والدها إنسان بياخد ويدي كنت هخليه يتفاهم معاك لأني حقيقي قرفانه منك ومش طايقة اشوفك، بس خلينا نحل الموضوع بهدوء ومن غير شوشرة، أنا ممكن ببساطة اخد صور المحادثات بينك وبين بنتي واروح مباحث الانترنت وهما يتصرفوا معاك

يوسف بحدة

أنا مضربتهاش على ايدها ولا المباحث هتقدر تعملي حاجة

رضوى : لأ يا حبيب أمك، متنساش ان بنتي قاصر وبعدين بلاش المباحث يا سيدي، أنا وانت نعمل لايف حلو كده وافضحك قدام معجبينك والأدلة معايا، وانت عارف وقتها هيحصل إيه؟

انتفض واقفاً وابتعد ناحية الباب قائلاً

اتفضلي اخرجي برة، أنا مش فاضي

دفعته رضوى بقوة فتراجع إلى الوراء ناظراً إليها بصدمة فصاحت به

اقسم بالله العظيم لو مقعدت وسمعتني ونفذت كلامي لهتندم، انت فاكرني 





عيلة من اللي بتضحك عليهم عالنت يالا، ده أنا أكلك بسناني، دي بنتي، شقي عمري كله هي وأخواتها،



 انت تطلقها وتنسى إنك تعرفها نهائي وإلا هقضي على مستقبلك، انت فاهم

يوسف بإصرار وعناد تمكن منه : اعتقد ان الفضيحة هتبقى ليكم وبنتك أول حد



 هيتأذي، انا في الأول والآخر راجل مفيش حاجة هتاثر فيا لكن هي بقى حالها هيقف.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-