CMP: AIE: رواية ليدي نور )الفصل السابع7بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل السابع7بقلم داليا السيد


رواية ليدي نور 
الفصل السابع7
بقلم داليا السيد

فرامل
أنهت عملها مبكرا وعادت للمشفى واطمأنت على الجدة عندما رن هاتفها باسم جوان فأجابت "شكرا لوجودك معي" 




قال "على الرحب والسعة عزيزتي، لم تخبريني بما حدث من علاء، هذا عتاب ليدي" 
تحركت للسيارة وقالت "لم أشأ أن أشغلك ثم رجالي قامت بالواجب" 
قال "أيضا كان عليك إخباري نور، تعلمين من أنت بالنسبة لي" 



تحركت السيارة وقالت "بالتأكيد جوان فقط شعرت أن الأمر أصغر من أبلغك به لكن لن أكرره سموك" 
قال "بالطبع لن تأتي بالعطلة؟" 
قالت "صعب جوان ما زالت جدتي بالمشفى كما تعلم و" 
قال "وماذا نور أكملي" 
سحبت نفس عميق ثم قالت "سنقيم حفل الزفاف بنهاية الاسبوع القادم" 
صمت قابلها على الجهة الأخرى فأغمضت عيونها ثم قالت "أنت معي سموك؟" 
قال بضيق "أنا جوان نور، جوان صديقك وليس الأمير، مبروك نور أنت تستحقين عزيزتي" 
ابتسمت وقالت "ستظل صديقي للأبد جوان أليس كذلك؟ تعلم أنك تمثل الكثير بالنسبة لي" 
قال "بالتأكيد نور سأظل معك للأبد عزيزتي" 
أغلقت الهاتف وتنهدت وقد كان الأمر صعب عليها خاصة وهي تعرف مشاعره تجاهها لكنه كان دائما ما يخبرها أن سعادتها تمثل الكثير بالنسبة له وها هو يؤكد كلماته.. 
رن هاتفها باسمه فابتسمت وأجابت فقال "أين يمكن أن أجدك أميرتي؟ اشتقت لعيونك" 
ضحكت وقالت "بطريقي للقصر" 
قال "ألا نتناول العشاء سويا؟ سأنتظرك عند فندق..." 
وافقت فارتد السائق بها لتجده ينزل من سيارته بأناقته رغم ذراعه واتجه إليها وأخذ يدها وقبلها برقة كالعادة، وسرعان ما التف المعجبين حوله كالعادة للحصول على التوقيع أو صورة مع المطرب الشهير فابتعدت هي لتسمح له ثم عاد إليها وقد حاولت ألا تبدي غيرتها من الفتيات اللاتي يلتصقن به مرة أخرى 
جلست بالمطعم أمامه فقالت "لم تمنحني الوقت لأعد نفسي للعشاء" 
ابتسم وقال "وهل هناك إعداد آخر غير هذا؟ أنت فاتنة نور" 
أخفضت عيونها وقالت "وأنت معجباتك كثيرات" 
ضحك وقال "لم أعد أهتم فقد اعتدت الأمر كما أخبرتك، أخبرتني يوما أن حياتنا ليست ملك لنا نوري فهل تتراجعين الآن؟" 
نفت ذلك وقالت "بالتأكيد لا فقط لم أعتد على تلك الجرأة من البنات" 
تفاجأ الاثنان بصوت انثوي يقول "لم أصدق عندما رأيتك رائد" 
تراجع بدهشة وهو يقول "ماري؟ ماذا تفعلين هنا؟ هل تركت عز وحده؟" 
كانت نظراتها قوية تجاه نور وكلا منهما تتفحص الأخرى وقد بدت ماري طويلة جميلة القوام بالطبع أمريكية اللكنة شعرها أسود وقصير تركته حرا على كتفها بلوزتها الحريرية تكشف أكثر مما تستر البنطلون الأسود يبدو قيما بالفعل 
قالت "لقد نام ونزلت لشراء بعض الأشياء وجئت لتناول العشاء هل أنضم لكم؟" 
تبدلت ملامح نور وهو أيضا وهو يقول "وعز؟" 
لم تذهب نظراتها عن نور وقالت "أخبرتك أنه نائم، ألن تقدمني لضيفتك؟" 





قال "ليست ضيفة ماري إنها ليدي نور خطيبتي، ماري زوجة عز" 
حيتها نور بانحناءة من رأسها وقالت "سعيدة برؤيتك مدام" 
جلست ماري بجوار رائد الذي تراجع بمقعده وأشعل سيجارة نفخ دخانها بقوة بينما قالت ماري "ليدي هذا لقب أم ماذا؟" 
قال بقوة "ماري؟" 
ولكن هي أجابت بهدوء "نعم مدام هو لقب منحه لي الأمير جوان منذ عدة سنوات" 
ضاقت عيون رائد بينما قالت ماري "نعم الأمير جوان؟ وهل الليدي من أقربائه حتى يفعل؟" 
حاولت أن تبدو هادئة وقد أدركت أن ماري تبحث عن غرض ما فقالت "نشأنا سويا ونحن أصدقاء ورائد يعلم ذلك" 
تراجعت ماري بمقعدها وقالت بخبث "هذا هو ما يميز الفتيات الإنجليزية، البرود حتى تجاه علاقاتهم" 
اعتدل وقال "ماري كفى، هل تسمحين لنا نحن بعشاء خاص؟" 
نظرت له بقوة وقالت "أنت تطردني بالأدب رائد" 
أسدلت نور رموشها الطويلة على عيونها دون أن تجيب تلك المرأة وقد أدركت أنها أتت من أجلها بينما أجاب رائد "ليس طرد ماري ولكن أنا وخطيبتي بعشاء خاص ولا أعتقد أن وجودك مرحب به" 
نهضت ماري والغضب يتطاير من عيونها ونظرت لنور التي لم تنظر لها وقالت "سنلتقي مرة أخرى، ليدي" 
لم ترد بينما نفخ هو وهو ينظر لنور وقال "هل نطلب العشاء؟" 
هزت رأسها بنفس الصمت فأشار للرجل وقد تملكه غضب عميق من ماري فهو يعلم أنها كانت تريده ولكنه أنهى ذلك الأمر منذ سنوات وابتعد عنها قدر الإمكان لكن.. 
قالت "كنتم على علاقة؟" 
التقى بنظراتها الثاقبة للحظة دون أن يبعد عيونه ثم قال "هذا كان منذ سنوات كثيرة وانتهى" 
تراجعت بالمقعد وشعرت ببرود يجتاح مشاعرها وهي تقول "هل أنت متأكد؟ لأني أظن أن المرأة التي كانت هنا منذ لحظات تشتعل غيرة بسبب علاقتنا وأتت اليوم مخصوص من أجلي" 
اقترب من حافة المائدة وهو يلبي نداء عيونها الغاضبة والباردة بذات الوقت وقد تلونت بالبني وقال "لا شأن لي بها نور، منذ زواجها من عز وانتهت من حياتي، لا يمكن أن أفعل ذلك بصديقي" 
هزت رأسها ولم ترد، وضع الطعام وكانت ليلة باردة من كل شيء، لم يتحدثا ورافقهم الصمت حتى برحلة العودة كما بدأت ريح باردة تعصف حولهم دون أمطار، عند القصر قالت "لن تأتي؟" 
قال دون النظر إليها "لابد أن أعود عز ينتظرني مع الرجال" 






رددت "عز!" 
شعر بالغضب يجتاحه وهو يقول بقوة "اللعنة نور، هل سيكون الشك طريقنا؟ لقد اتفقنا على الثقة وأنت من طلبها" 
نظرت له بقوة وقالت "وماذا؟" 
نظر إليها بنفس الغضب وقال "عز شريكي ومدير أعمالي وصديق عمري، فلن يمكنني أن أفترق عنه نور حتى ولو كانت امرأته تريدني فأنا أعرف كيف أوقفها" 
هزت رأسها وقالت "حسنا، غدا جدتي ستخرج من المشفى جوان أخبرني أنه سيأتي، فضلت أن أخبرك" 
تراجع بمقعده لحظة ثم أخرج سيجارته وأشعلها وقال "هذا يعني ألا داعي لوجودي؟" 
قالت بصدق "لا، بالطبع لا، لكن خشيت أن تغضب أني لم أبلغك بحضوره، هو يحب جدتي لأنه كما أخبرتك نشأ هنا معي ومعها" 
هز رأسه وقال "تمام سأمر عليك بالتاسعة" 
هزت رأسها وتحركت لتنزل وهي تقول "طابت ليلتك" 
نفخ الدخان وأمسك معصمها ليوقفها فلم تنظر إليه وقد لانت ملامحه وقال "عندما أخبرتني أن لا شيء بينك وبين علاء أو جوان صدقتك ووثقت بكلماتك ف" 
قاطعته وهي تلتفت لتواجه نظراته "وأنا أثق بك رائد، فقط" 
أبعد خصلاتها بيده وقال "فقط ماذا ليدي؟ أنا سافرت بلاد العالم كله أبحث عنك واليوم تتحدثين عن ماضي؟ نور أنا كانت لي علاقات كثيرة لن أتمكن من حصرها ولكن كل ذلك انتهى منذ ذلك اليوم بدبي لذا لابد أن تثقي بي فأنت من وضع الثقة طريق لنا" 
هزت رأسها فجذبها إليه وضمها لصدره وقبل جبينها وقال "ألا نفكر قليلا بأنفسنا؟ كنت اليوم أريد أن نخطط للزفاف أميرتي ولكن تلك اللعينة أفسدت كل شيء" 
ضحكت وقد استقر الأخضر بعيونها وقالت "وماذا نعد للزفاف رائد يمكننا إنهاء إجراءات عقد القران بأي مكان تحدده" 
مرر يده على وجنتها وقال "لقد بدأت بالإجراءات بالتأكيد لكن بمصر يقيمون حفل كبير بمناسبة الزفاف والفستان الأبيض أهم من كل شيء وهو هديتي لك ليدي، يجب أن يليق بك، أما الحفل فأقترح أن يكون بفندق.." 
ابتسمت وقالت "كما تشاء رائد، ما يسعدك يسعدني" 
لم يبعد يده عن وجنتها وقال "وأنا أريد سعادتك نور فلو أردت شيء آخر من فضلك أخبريني" 
كانت تتمنى لوكان الحفل بالقصر فهو أحب الأماكن لقلبها ولكنها لم تشأ إغضابه بتبديل خططه وهي ترى السعادة بعيونه، رن هاتفه فأخرجه ورأى اسم عز فأغلق الصوت وقال "ليدي نور تسمح لي بالانصراف؟" 






هزت رأسها وابتسمت فقربها وطبع قبلة رقيقة على شفتيها وقال "الأيام أطول من السنوات أميرتي" 
لم تذهب ابتسامتها وهي تنزل وتقف حتى يذهب بسيارته ثم دخلت القصر في صمت، منحت الفتاة البالطو وتحركت لمكتب جدها ودخلت لتجلس خلف المكتب الكبير، لطالما كانت ترى أن ذلك المكان أكبر منها وما زالت، أغمضت عيونها وهي تتذكر كلمات جدها الحاسمة 
“ليس المكان بحجمه نور وإنما بتصرفات صاحبه فقد يكون عملاقا من يجلس خلف المكتب ولكنه لا يملك حسن التصرف، وقد يكون ضئيل الحجم ولكنه يملك من رجاحة العقل ما يملأ كل ذرة به وأنت هذا الشخص نور"
لا تعلم لماذا شعرت بالخوف فجأة؟ وجود رائد بحياتها أربكها جعلها ترتبك وتضعف وتتردد وتخاف وهي لم تعتاد على كل ذلك، كانت خطاها قوية وثابتة وواثقة لكن.. 
نهضت وتحركت بالمكان وهي تحاول أن تجد حل فهل يمكنها أن تتراجع بالزواج؟ لا، لن تستطيع، علاء وكلامه المغرض، جدتها التي تحلم بزفافها والتي لا تتحمل خبر تراجعها عنه، هي نفسها نور، ماذا تريد؟ هل رائد هو الرجل الذي تمنته؟ بالصغر كان هو فارس أحلامها، كانت تعشقه وتعشق أغانيه وألحانه وتمنت كأي فتاة أن يكون لها ولكن تحطم الحلم بذلك اليوم وعادت لتذوب الأحلام مع حرارة المسؤوليات ولكن هل ما زالت تلك الأحلام تسكن وجدانها؟ ما زالت تنبهر برؤيته وبسماع صوته، بل كلماته العادية تثير كل مشاعرها التي لم تعرفها من قبل.. 
أغمضت عيونها ووضعت وجهها بين يديها وهي لا تعرف ماذا تريد؟ لتبعد وجهها وقد رأت وجه أمها الذي لم تعرفه إلا بالصور التي ألقاها الجد بالمخازن القديمة دون اهتمام منه لأنها آخر ذكرى من ابنته، قسوته انتقلت لها، أصبح الزواج بالنسبة لها كابوس لا تريد أن تنام كي لا تراه.. الرجل سبب كل المصائب فكيف تربط مصيرها برجل؟ 
اصطدمت بحافة المكتب فاستندت عليه بذراعيها وهي تحاول أن تجد إجابات لأسئلة كثيرة داخلها لكنها فقدت حرية الاختيار.. 
بالطبع حضور جوان يعلن عن نفسه بالحرس الذي يسبقه وأناقته التي اشتهر بها على صفحات الانترنت وهو يتقدم لغرفة الجدة ودخل وهو يقول "صباح الخير" 
ابتسمت لرؤيته وتراجع رائد متابعا الصورة وألقى جوان قبلة على جبين الجدة ثم التفت وقبل يد نور برقة ونظر لرائد ليحييه برأسه كما فعل رائد وقال جوان "كيف حالك ليدي اليوم؟" 
ابتسمت الجدة وقالت "بخير جوان، سعيدة لأني رأيتك اليوم" 






ابتسم بوسامة وقال "أخرت طائرتي من أجلك أردت الاطمئنان عليك بنفسي لم أصدق كلمات ليدي نور" 
ابتسمت الجدة ونور وقالت الجدة "ولكنك ستحضر زفافها بالطبع؟" 
انسحبت ابتسامة نور لحظة وتابعها رائد ولكن الأمير تصرف بلباقة اعتاد عليها وهو يبتسم ويقول "لست بحاجة لدعوة جدتي، ليدي نور أختي وصديقتي وربما أكون اشبين العريس لو شاء" 
تقدم رائد وقال "هذا شرف كبير سموك، حضرتك تقصد شاهد أول نحن نعقد قراننا باثنان من الشهود" 
لم تتبدل ملامح جوان وهو يقول "ولو رائد سأكون الشاهد الأول، هذا زفاف ليدي نور وليس أقل مني لحضوره أين سيقام الحفل؟" 
لم تنظر لرائد وهو ينظر إليها قبل أن يجيب "كنت قد اقترحت فندق.." 
قال الأمير "الفندق رائع وربما القصر أيضا ولكن هو شأنكم، اسمحوا لي لابد أن أذهب" 
قبل جبين الجدة والتفت ليقبل يد نور وقال "مبروك ليدي أتمنى لك السعادة من قلبي" 
ثم التفت لرائد وقال "الفنان الرائع مبروك تمنياتي لكم بالسعادة" 
تبعه رائد للخارج وساعدت هي جدتها وتحرك الجميع للعودة للقصر ولاحظت تبدل معالم رائد بعدما ودع الأمير ولكنه لم يتحدث ولا هي
على الغداء كانت الجدة قد تناولت طعامها ودوائها ونامت بينما عادت هي إليه وقد وقف يتحدث بالهاتف أنهى مكالمته برؤيتها وقال "أنا لابد أن أذهب" 
لم تبدِ أي تعبيرات على وجهها وقالت "عمل؟" 
تحرك تجاهها وقال "نعم، هل لديك عمل اليوم؟" 
قالت "موريس قادم بعد العصر وغدا لابد أن أرحل ل.. لدي اجتماع هام هناك بالصباح" 
هز رأسه وقال "سأراك بالمساء إذن لنتفق بالهاتف" 
طبع قبلة على شفتيها وتحرك للخارج بصمت لم يعجبها ولكنها كانت تعلم أن ما زال هناك الكثير لتواجهه، رن هاتفها باسم علاء فاندهشت وأجابت "أهلا علاء" 
قال "هل ظننت أن ما فعلته سيوقفني عنك نور؟ أنا لن أتراجع" 
تبدلت معالم وجهها وقالت "وأنا أنتظرك علاء لتخرج أسوء ما داخلي يا ابن خالتي" 
وأغلقت الهاتف وتحركت لمكتب الجد بغضب وقد كان عليها اتخاذ بعض القرارات الهامة فما زالت الذكريات تطاردها خاصة باقتراب الزفاف وكلما اقترب الموعد احتج قلبها وأعلن تمرده عليها ورغبته في التراجع، ما زالت تسمع جدها يقول 
“لتحتفظي بقوتك لابد أن تحتفظي باستقلالك وهذا أكيد سيكون بعيدا عن الزواج، والدتك أكبر دليل على ذلك"
أغمضت عيونها من ألم الذكريات وشعرت بحاجة إليه رغم كل شيء جزء كبير منها يرفض كلمات الجد فلولا زواج الجميع ما ولد الباقين، رفعت هاتفها واتصلت به
ما أن وصل عند عز حتى رأى ماري تنتظره وقد تعمد عدم لقائها ولكنها تصر على الوقوف بطريقه وهي تقول "كنت معها أليس كذلك؟" 





نظر لها بقوة وهو يدخن سيجارته وقال "أين عز ماري؟" 
قالت "مع الرجال بالخلف، أجبني رائد" 
كاد يذهب عندما أسرعت لتوقفه بيدها وعيونها تنطق بغضب واضح وهي تقول "ما الذي بدلك رائد؟ لم يكن الزواج طريقك بأي يوم" 
أبعد يدها وقال "هذا شأني أنا ماري ولا دخل لك به" 
قالت "لا رائد أنت تعلم ما بيننا" 
التفت لها وقال بهدوء "ما كان ماري، ما كان بيننا ومنذ زواجك انتهى كل شيء ليس عز يا ماري إنه صديق عمري فابعدي أفكارك هذه لأني لن أسمح بها" 
تحركت تجاهه وقالت "لكن أنا ما زلت أحبك رائد، لم أحب رجل سواك، عز كان سلمة للوصول إليك" 
اقترب منها وقال بغضب مكتوم "هذه خسة ونذالة لا أتمتع بها ماري، ليس لدي تجاهك سوى مشاعر إخوة لزوجة أخي أكثر من ذلك لن تجدي عندي" 
قالت بنفس الغضب "تحبها رائد أليس كذلك؟ بالطبع ليدي وأمير وماركيز، هذا ما كنت تحلم به حياة تأخذك للقمة أليس هذا كلامك!" 
أمسكها من ذراعها بقوة وقال "أيضا كان ماري لأني الآن على القمة بالفعل أم نسيت من أنا؟ لم أعد بحاجة لأحد كي يأخذني لأعلى انا صعدت بمجهودي وليس على أكتاف أحد" 
ولكنها عادت وقالت "وتبقى هنا بتلك البلد التي" 
قاطعها بقوة وقد احمر وجهه وقال "لا دخل لك بحياتي ماري ما كان مات وانتهى ولا أريد إعادته" 
ولكنها لم تتوقف وهي تقول "ووالدك الذي اختفى هنا وبصرك و" 
أمسك ذراعها وقد أيقظت الماضي بشياطينه داخله وقال "قلت كفى لا أريد أن أسمع المزيد، أنت حقا لعنة، شيطان بشكل إنسان ابتعدي عني لا أطيق رؤيتك" 
وتركها وتحرك للخارج ولم تتمكن من ملاحقته كي لا يكشفها زوجها وتراجعت ببكاء حار على حبها الضائع بينما خرج هو لحديقة المنزل وتنفس الهواء بقوة وقد شعر بأن أنفاسه لا تكفيه وهي قلبت عليه أمواج من الذكريات كان قد دفنها وترحم عليها منذ سنوات 
أشعل سيجارة عندما رن هاتفه باسمها فشعر بالراحة فكم احتاج حقا سماع صوتها، أجاب "لا أصدق أن هاتفي يرن باسمك ليدي" 
ابتسمت وهي تتحرك لغرفتها فالذكريات تنكمش بوجود من نرتاح لهم لهذا اتصلت به ولم تدري أنه كان يعاني نفس معاناتها، قالت "هل انتهيت؟" 
نفخ الدخان ومرر يده بشعره وقال "أنا لم أبدأ بعد، كان لدي بعض الأعمال انتهيت منها قبل أن أصل هنا" 
وقفت أمام النافذة وتقريبا كانت تشاهد نفس المشهد الذي كان يراه ذلك الهلال الذي كبر حجمه وتسربت النجوم من أسفله وكأنها تتدلى منه، لم ترد فناداها "نور" 
قالت "نعم" 
قال "هل أنت بخير؟" 






تمنت لو كانت تعرف كيف تبكي أو لا تمنع الدموع ولكنها لم تستطع فقالت "نعم رائد، وأنت" 
تمنى لو كانت أمامه ويضمها لأحضانه فينسى بها ما مر بحياته، قال "بخير أميرتي أتمنى فقط لو كنت معي الآن، أشعر كما لو أني لم أرك منذ سنوات" 
صدقت على كلماته وقالت "لولا عملك لطلبت حضورك" 
دهس السيجارة بقدمه وقال "سأراك بالصباح" 
قالت "صعب رائد سأرحل مبكرا أخبرتك" 
تذكر فقال "نعم علي إذن أن أتحمل غياب روحي عني حتى ألقاكِ، عندما تنتهي هاتفيني"
وافقت ثم أغلقا الهاتف وظل كلاهم يتأمل ذلك القمر والنجوم اللامعة تتدلى منه ثم ارتد هو للداخل كما عادت هي لتبديل ملابسها.. 
انشغلت جدا باليوم التالي بالعمل والاجتماع الذي انتهى بنجاح وعادت للشركة في محاولة استعادة ما فعله علاء من سرقة المخزن خاصة بعد استعادة ما سرقه ولكن بعد أن تسبب الأمر لها بخسارة لم يمكنها تجنبها، لم تشعر بالوقت إلا وقت الغداء عندما دق الباب وقالت السكرتيرة 
“الاستاذ رائد على الهاتف ليدي، المحمول مغلق"
أسرعت تجيب الهاتف فقال "هل العمل هام لهذه الدرجة ليدي؟" 
ابتسمت وقالت "ليس أهم منك يا فنان، متى سأراك؟" 
قال "الآن" 
تراجعت وهي تسمع الباب يدق وتراه يدخل وهو يغلق الهاتف ويبتسم فنهضت وهو يغلق الباب ويتقدم فقالت "مفاجأة رائعة رائد" 
تحرك حتى وقف أمامها وقال وهو يتأمل عيونها "اشتقت إليك ليدي" 
ولم يمنحها أي فرصة للرد حيث جذب وجهها وانحنى ليقتنص قبلتها التي اشتاق إليها ولم تعترض وهي تمسك بطرفي جاكته وهو يأخذها لعالم تحبه وتتمناه ولا يمكنها الاعتراض عليه يده تخترق شعرها تمنحها دفء غريب يداها تلمس صدره فتشعر بدقات قلبه تكاد تسمعها كما هي الأخرى، أبعدها دون رغبة في البعد وقال 
“كيف يمكن لرجل أن يقاوم كل هذا ليدي؟"
زاد احمرار وجنتها وقالت لتبعد خجلها "كيف حال ذراعك؟" 
ابتعد قليلا وقال "الطبيب قال يومين ونفك الجبيرة هي ليست كسر ولن نتزوج بها ليدي" 
ارتجفت يدها وهي تتحرك لتجلس أمامه فقال "نور هل حقا لا تمانعين بأمر الفندق؟ لو لديك رغبة أخرى أفضل أن تخبريني بها" 
طالت نظرتها له ثم قالت "ربما كنت أتمنى القصر ولكن لم أشأ إجبارك على شيء" 
اعتدل بالمقعد وقال "الزفاف أمر يخصنا نحن الاثنان نور لذا لابد أن يناسبنا نحن الاثنان" 
نهضت مبتعدة وقالت "كل ما تختاره بالتأكيد يناسبني رائد فقط" 
نهض ووقف خلفها وقال "فقط القصر أكثر محبة لقلبك" 
التفتت لتهز له رأسها وقالت "أمضيت به عمري كله رائد، لي بكل ركن منه ذكرى" 
مرر يده على وجنتها وقال "كان عليك إخباري أميرتي" 
قالت "أنت وافقت على إقامتنا به من أجل جدتي فلم أكن لأجبرك عليه مرة أخرى" 
ابتعد وقال "لا يمكن إجباري على شيء أميرتي، هل لديك مانع بأن نذهب للغداء!" 
تحركت لمكتبها وأخذت حقيبتها وهاتفها وقالت "بالطبع لا" 





اختار مكان رائع كانت تحبه ويطل على جبل مرتفع وأسفله بيوت لأهالي القرية وبالطبع عرفها صاحب المكان وانحنى لرؤيتها وقادهم لمائدة مميزة، قالت بسعادة "أنا أعشق هذا المكان رائد" 
ابتسم وقال "وكيف ذلك؟" 
قالت "كنت أهرب من جدي وأحضر هنا وأنا بالخامسة عشر كنت أحب اللعب بالخارج مع تلك الماشية والأطفال الصغيرة" 
تابعها وقد تبدلت عيونها لتمنحه ملامح الطفلة المتحررة وتركها تحكي وهو يسمعها وقد كانت سعيدة بتذكر تلك الأيام وتناولا الغداء بسعادة وانسابت موسيقى هادئة فقال "هل نرقص؟" 
هزت رأسها بسعادة وما أن دار بها حتى انسابت الكلمات من بين شفتيه على اللحن الذي يعزف وتعلقت عيونها به وهو يمنحها كلماته التي امتلأت بمشاعر كثيرة أخذتها لعالم رائع من السعادة لم تشأ أن تعود منه، ضمها له أكثر بذراعه السليمة وصوته الفاتن يأخذ عقلها وكل كلمة منه هي لها
“حبي لك أنت ملاكي، قلبي بل كل حياتي، بك عرفت الحياة لك أسلمت كل الآمال"
انتهت الموسيقى وارتفع تصفيق الحضور القليل وابتعد عنها قليلا لتحية الموجودين وعادا للمائدة فقالت "أنت ساحر حقا رائد، صوتك يذهب بالعقول" 
سألها بعيون تنبض باللهفة "وماذا عن عقلك أنت ليدي؟" 
احمر وجهها مرة أخرى وابتسمت برقة وقالت "هو أولهم رائد" 
مد يده ليأخذ يدها ويطبق عليها وقال "سنقيم الزفاف بالقصر نور هل هذا يسعدك؟" 
اتسعت ابتسامتها وهزت رأسها وقالت بسعادة واضحة "نعم، جدا" 
ابتسم لسعادتها ثم قبل يدها وقال "من الصعب أن أنهي الأمر ولكن لابد أن نذهب" 
هزت رأسها ونهضت معه وتحركا للسيارة، ما أن ركبا حتى رن هاتفها باسم موريس فأجابت فقال "جانيت وافقت ليدي، هل نبدأ التحويل؟" 
قالت "لا موريس ليس قبل أن أوقع أنا العقد معها شخصيا" 
قال "ولكن ليدي التأخير ليس بصالحنا" 
قالت بهدوء "لن نخسر أكثر مما خسرنا موريس، أحب أن أراها وهي توقع شخصيا، تعلم أن جانيت لا تؤتمن" 
أجاب "معك حق ليدي متى تريدين تحديد الموعد؟" 
قالت "لا أعلم بالصباح أخبرك، لا تمنحها شعور بأننا بحاجة لها" 
قال "ولكننا كذلك ليدي" 
أبعدت وجهها للنافذة وقالت "لا موريس هي واحدة من آخرين فقط هي الأقرب" 
قال "كما تشائين ليدي" 
قاد بطريق القصر الجبلي ولكن سرعان ما اكتشف شيء خطير فاعتدل وقال "تأكدي من حزام الأمان نور، بسرعة" 
انتبهت له وهي تتأكد من الحزام وقالت "ماذا حدث رائد؟" 
قال "لا فرامل"
حاول رائد التحكم بالسيارة التي انطلقت بسرعة جنونية وسط الطريق الجبلي وتمسكت نور بذراع الباب وهي تدرك أن علاء وراء ذلك وأخيرا قال "أمامنا حل واحد" 
قالت "ماذا؟" 
أجاب دون أن يفقد التركيز "القفز من السيارة، لن نتجنب الاصطدام أو انقلاب السيارة، بالمنطقة الترابية القادمة سنقفز نور" 
قالت "وذراعك رائد هذا خطر" 
قال بغضب "لا وقت للجدال نور فكي الحزام وعند رقم ثلاثة اقفزي" 




لم تجادل فهو على حق لن يمكن إيقاف السيارة دون تجنب الاصطدام وما أن بدأ العد حتى استعدت وبرقم ثلاثة قفز الاثنان، سقطت على ذراعها اليمني فشعرت




 بألم بها وتدحرجت بقوة ولكن لم يمكنها تجنب الاصطدام بصخرة كبيرة حادة غرزت بجانبها الأيسر فصرخت من الألم وهي تبتعد وتشعر




 بالدماء الدافئة تملأ يدها التي تغطيها، حاولت أن تنهض لتبحث عن رائد ولكنها كانت تنزف بغزارة من جانبها وأيضا ذراعها مما جعلها تشعر بدوار


 قوي وما أن استندت على الصخرة لتقف حتى سقطت مرة أخرى دون وعي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-