أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل الثامن8بقلم داليا السيد


رواية ليدي نور 
الفصل الثامن8
بقلم داليا السيد


اعتذار
بالتأكيد أدركت أنها بغرفتها وبفراشها، كادت تتحرك ولكنها تألمت من جانبها وذراعها، عادت لمكانها وأدركت أن الفجر أوشك، دقت الجرس ولحظات ورأت الخادمة التي دخلت وقالت "ليدي نور هل أصبحت بخير؟" 


هزت رأسها بتعب وقالت بقلق "أين الأستاذ رائد؟ ماذا أصابه؟" 
قالت الفتاة "هو بخير ليدي بالأسفل مع الأمير جوان، لقد حضر بمجرد سماع ما حدث سأخبرهم باستيقاظك" 
هزت رأسها وتملكها الغضب من علاء لقد كاد الأمر يقضي على حياتهم، دق الباب وفتح لترى رائد وقد بدل ملابسه وبعض الكدمات على وجهه وتبعه جوان وكلاهم بدا القلق على وجهه
قال رائد "كيف حالك الآن نور؟" 
حاولت الابتسام من بين التعب وقالت "أنا بخير وأنت؟ ذراعك؟" 
قال "بخير، لم يصبني شيء" 
تقدم جوان وقال "سعيد أنك بخير نور، الأمر لن يمر بسلام عزيزتي" 
التفت رائد إليه ولكنها لم تنتبه وقالت "ماذا تعني جوان؟" 
قال وهو يتحرك بخطوات متأنية "الشرطة لديها تعليمات مني شخصيا أن تصل للجاني ولن أتركه نور" 
تدخل رائد بقوة "ألا تظن سموك أن هذا أمر علي القيام به؟" 
ضاقت عيون جوان ونظر لنور التي تجهم وجهها لحظة ثم عاد لرائد وقال "بالتأكيد يا فنان ولكن نور أختي وحياتها تهمني ومن حقك أنت أيضا أن تقوم بما تجده مناسب، اسمحوا لي، سعيد أنك بخير نور" 
قالت "شكرا جوان" 
تحرك الأمير للخارج ولم يتبعه رائد والغضب ينطق من عيونه وهو يقول "ألا تظنين أنه يبالغ بتصرفاته معك نور؟" 
أبعدت وجهها عنه وقالت "أخبرتك أن علاقتنا كانت وطيدة" 
التفت إليها وقال بحزم "كانت نور أي أن عليه أن يدرك أني أنا زوجك وليس هو" 
لم ترد وهي تبعد عيونها فنفخ بضيق ومرر يده السليمة بشعره وقال "لن أتحمله كثيرا نور فهو يتدخل بشؤونك وكأنه أنا" 
قالت بتعب واضح "سأتحدث معه رائد هل تهدأ من فضلك؟" 
نظر لوجهها الشاحب فاتجه إليها وجلس على طرف الفراش وقال "هو علاء أليس كذلك؟" 
رفعت عيونها إليه وقالت "ربما، علاء يعشق الطرق الملتوية من الخسة" 
مرر يده على وجنتها وقال "لم أكن لأسامح نفسي لو ضعت مني نور كدت أجن عندما رأيتك بين الدماء" 
ظلت تنظر إليه وقد امتلأت بالأفكار عن آخرها، علاء، جوان، رائد والعمل، كل شيء يتزاحم بعقلها ساجنا مشاعرها بركن مظلم لا يسمح لها بالخروج للحرية
جذبها إليه بحنان وقد نسى جوان وما كان وأغمضت هي عيونها ربما تستعيد هدوءها بأحضانه فربما وجوده معها يمنحها هدوء وسكينة لم تعرفهم من قبل
أبعدها وقال "لو تمكنت منه لن أترك به أي جزء سليم وسأجعله يندم على تصرفاته هذه" 
قالت "علاء جبان يضرب ضربته ويهرع إلى الجحر كالفئران لذا سيختفى فترة ولن يجده أحد فلا تشغل بالك به" 
نهض وقال "هو حقا جبان ولكنه خطر نور" 
حاولت أن تغير الموضوع بدون إحساس بالراحة فقالت "هل أخبرت جدتي؟" 
أشعل سيجارة وقال "للأسف الممرضة أخبرتها عندما استعان بها فريدريك من أجلك" 
قالت بضيق "هل هي بخير؟" 
قال "نعم، سأتركك لترتاحي الممرضة تعرف مواعيد الدواء وفريدريك سيمر عليك بالعاشرة صباحا" 
قالت بضيق "وأنت ذاهب؟" 
حدق بعيونها المتسائلة فنفخ الدخان بقوة وقال "لابد أن أذهب نور، عز ينتظرني منذ أمس ولولا تعبه لأتى ليراك" 
هزت رأسها ولم ترد فاقترب منها وانحنى عليها وقال "لابد أن أذهب نور، وجودي لن يفيد بشيء أنت بحاجة للراحة والأمير ترك رجاله للحراسة" 
حاولت الابتسام وتمنت لو أخبرته أنها بأشد الاحتياج إليه ولكنها لم تفعل وتركته يطبع قبلة على شفتيها ويرحل مبتعدا
بحثت عن هاتفها بصعوبة من الألم واتصلت بجوان الذي أجاب على الفور "أنت بخير؟" 
قالت "نعم جوان، أنا اعتذر عما حدث هنا ولكن" 
قاطعها بهدوء "اعتذارك أمر كبير بالنسبة لي ليدي وأنا لست بحاجة له، أنا أعلم أن هذا حقه وأن الغيرة تأخذه فهمت نور، فقط خوفي عليك يلغي عقلي" 
ابتسمت وقالت "أعلم جوان وهذا يخجلني منك أكثر" 
قال "لا تفعلي ليدي، يكفي تقديرك لمشاعري نور فهذا كبير جدا بالنسبة لي" 
قالت بصدق "ووجودك بجواري كبير جدا بالنسبة لي" 
تنهد وقال "سأحاول أن أتماسك فيما بعد عزيزتي كي لا أثير غضبه وغيرته"
ارتاحت وأغلقت الهاتف واستسلمت للنوم
بالصباح كانت أفضل حالا ولكن ارتدت بدلتها بصعوبة، مرت على جدتها التي كانت قلقة من أجلها ثم نزلت لتذهب للمصنع عندما قابلها فريديك بدهشة وقال "أنت تمزحين ليدي نور؟ كان عليك البقاء بالفراش جرحك ما زال ببدايته ويحتاج للراحة" 
تحركت معه للقاعة الصغيرة ودعته للجلوس وقالت "تعلم أني لا أحب الفراش فريدريك، أنا بخير اطمئن" 
قال "ماذا نور؟ ألا يمكنك تقدير ما بك؟" 
قالت بضيق "أخبرتك أني بخير، العمل بحاجة لي ولا يمكنني البقاء بالفراش" 
نظر حوله وقال "وأين الفنان؟ ألا يفترض وجوده هنا؟" 
قالت بنظرات حادة "هو لا يقيم هنا فريدريك ولديه عمل يشغله هو الآخر" 
قال "هو خطيبك نور ووجودكم سويا بمكان واحد أمر طبيعي" 
ابتسمت بتعب وقالت "ربما، ماذا تفضل الإفطار أم قهوة؟" 
نهض وقال "لا هذا ولا ذاك، لدي عمل بالمشفى دعي السائق يعيدني" 
قالت وهي تنهض "سيفعل، شكرا لوجودك" 
قال وهو يتحرك للباب "سأمر غدا صباحا لابد من رؤية الجرح أو ربما تأتي المشفى لأراك" 
تحركت معه للخارج حتى ركب السيارة واتجهت هي لسيارتها وقاد بها ريمون وهي تفتح اللاب وتتابع العمل ولكن ريمون قال "ليدي هل يمكن أن أخبرك بشيء؟" 
انتبهت له وقالت "بالطبع ريمون، ماذا هناك؟" 
قال "مدام جاكلين والدة مستر علاء" 
ضاقت عيونها وهي تقول "ماذا عنها ريمون" 
قال "رأيتها بالقرية أمس ليدي واختبأت مني كي لا أراها، عودتها تنذر بالشر ليدي" 
لم ترد وقد شرد ذهنها بما كانت تفعله جاكلين بعد وفاة الجد ورغبتها في طرد نور لولا الوصية التي طعنت بها بالتزوير
لم يتصل بها النهار كله مما جعلها تتصل به وهي تخرج من الشركة فأجاب "اشتقت لصوتك أميرتي" 
ركبت سيارته وقالت "كان بإمكانك سماعه لو هاتفتني" 
ترك الفرقة وخرج ليرد وقال "معك حق أميرتي، أين أنت؟" 
قالت "بطريقي للبيت لاستعد لعشاء عمل بالثامنة" 
ضاقت عيونه وقال "هل هذا يعني أنك نزلت للعمل اليوم نور؟ أنت تمزحين؟" 
تأملت الطريق حولها وقالت "لا رائد لا يمكنني تأجيل ما أتيت من أجله والفراش آخر مكان أفضل البقاء به" 
قال بضيق "لست المرأة الخارقة نور" 
صمتت قليلا ثم قالت "لا ولكني بخير" 
لم يجد كلمات وهو يحاول إيقاف ما بداخله وقال "أنت غاضبة؟" 
قالت باختصار "لماذا؟" 
قال "لأني لست معك" 
قالت بنفس الطريقة "اعتدت على ذلك رائد لا تشغل بالك" 
أغمض عيونه وهو يؤنب نفسه لأنه انشغل بالعمل عنها فعاد يقول "لن تعودي لتلك الطريقة الحادة نور" 



أغمضت عيونها هي الأخرى وتنفست بعمق قبل أن ترد "لا لن أفعل" 
قال "متى سأراك؟" 
أجابت بصدق "لا أعلم، كلا منا لديه ما يشغله، ربما ننسق سويا وقت مناسب" 
قال "غدا عطلة نور" 
صمتت قليلا ثم قالت "وإن كان؟" 
أشاح بيده "نقضيه سويا" 
لم ترد ولم تكن لديها رغبة بذلك فكم شعرت بالضيق لعدم وجوده بالوقت الذي كانت بحاجة له والآن، سمعته يناديها فقالت "ربما رائد أكيد سأهاتفك، هذا لو لم تكن مشغول" 
أغلق عيونه من كلماتها وقال "بالتأكيد" 
أغلقت وهي تشعر بأن الهواء لا يتسرب لرئتيها، وبدأ جرح جانبها يؤلمها فاستندت لظهر مقعدها وأغلقت عيونها محاولة تحمل الألم في صمت
انتهى العشاء بالعاشرة وقد كانت قد استهلكت والألم لا يفارقها رغم المسكنات، كادت تنهض مع الجميع عندما رأته يدخل بين المعجبين فارتدت مكانها والجميع ينفض مودعا إياها 
لم تعرف بماذا تشعر وهو يعتذر من الجميع وقد أجرى اتصالاته كي يصل إليها بعد أن تدارك نفسه وما فعله وهي كانت باحتياج إليه ولكنه لم يكن معها
تحرك تجاهها وعيونه تبحث عن عيونها الفاتنة وجمالها الذي طغى على كل النساء الموجودة، طبع قبلة دافئة على وجنتها وجلس أمامها وقال "افتقدتك ليدي" 
واجهت عيونه وهو يشعل سيجارة ويشير للمسؤول الذي أسرع إليهم فطلب قهوة ولم تطلب هي شيء وقد نسيت ألمها، أبعدت عيونها فقال "لو كنت أنا أتيت القصر بالصباح لكنتِ لزمت البيت والفراش؟" 
عادت له وقالت "ولكنك لم تفعل وأنا لا أحب الافتراضات رائد وأنت تعلم ذلك" 
أدرك أنها غاضبة فقال "حسنا نور أعتذر ولكن كان هناك حقا ما منعني عنك" 
قالت دون أن يذهب غضبها "هذا أكيد رائد" 
قال بابتسامة رقيقة "انشغلت بك عنك نوري" 
عادت لعيونه فنهض وجلس على الأريكة بجوارها ومال تجاهها وقال "ألا يجب أن أهدي عروستي هدية بليلة الزفاف؟" 
زاغت بعيونه وتنسمت عطره القوي وقالت "وجودك معي أفضل بكثير من أي شيء رائد، لست بحاجة لأي هدايا" 
قال وقد تخطت رائحة عطرها الرقيقة الهواء لتخترق أنفه فتمنحه شعور بالانجذاب أكثر تجاهها "ظننت أنها ستسعدك" 
أبعدت وجهها وقالت "أخبرتك أني لا أحب الافتراضات رائد" 
هز رأسه وقال "حسنا نور، من الواضح أني لم أجيد التفكير، معك حق وجودي معك كان هو الصواب فهل تغفرين لي؟" 





أمسك يدها وقبلها ومال على وجهها وقبل شفتيها برقة ثم ابتعد وقال وأنفاسه تخترق بشرتها "أنا آسف نور، لا يمكنني أن أتحمل كل هذا الغضب، أطلب السماح والغفران أميرتي فهل تمنحيني السماح؟" 
ضعفت أمام كلماته الجادة والرقيقة ولم يمكنها أن تظل غاضبة منه يكفى أنه بحث عنها وأتى من أجلها فقد اهتم بغضبها، هزت رأسها بالإيجاب وابتسمت فابتسم ولم يبتعد وهو يقول 
"هل نمضي غدا سويا!" 
قالت برقة جعلت قلبه يتراقص فرحا "كما تشاء" 
قبل يدها وقال "ألم تعدي أي شيء للزفاف؟ تبقى اسبوع ليدي" 
قالت بوجه مرتبك فهي لا تعرف أي شيء عن الزفاف أو الإعداد له "ليس هناك ما يمكن إعداده رائد والحفل هناك من سيقوم باللازم بأمره" 
هز رأسه وقال "وشهر العسل؟ ألا يحتاج لبعض الاهتمام؟" 
أخفضت وجهها ووضع الرجل القهوة وانصرف بينما رفع هو وجهها إليه وقال "أشتاق لذلك اليوم نور، أحلم كل ليلة أنك أصبحت زوجتي لآخذك بين أحضاني ولا أتركك أبدا" 
ابتسمت بسعادة وخجل وقالت لتبعده عن تلك الليلة "إذن لتكن رحلة لأستراليا كثيرا ما تمنيت الذهاب إليها" 
قبل يدها مرة أخرى وقال "كما تشاء أميرتي طلباتها أوامر" 
كانت سهرة جميلة لن تنساها وركبت بجواره بالسيارة الجديدة وقد كانت أجمل حتى عادا إلى القصر وقبل أن تسأل قال "هل لي بكوب من العصير من يدك ليدي؟" 
ابتسمت وهزت رأسها فنزل معها وأحاط ظهرها بذراعه فشعرت براحة لوجوده معها. سألت على الجدة فأخبرتها الخادمة أنها نائمة، نزع الجاكت وظل بقميصه الأبيض مفتوح الصدر وتحرك للأريكة وجلس وهي تعد العصير فقالت 
“هل ستحيي فرقتك حفل الزفاف؟"
منحته العصير ولكنه لم يأخذه وإنما أمسك يدها وجذبها برقة لتجلس بجواره، اعترضت وهي تقول "رائد اتركني من فضلك" 
أبعد الكوب من يدها واحتفظ بيدها بيده السليمة وهو يقول "أخبرتك أني لا أستطيع تركك ليدي فقد ملكت حياتي" 
التهب جسدها بقربه وشعرت بأن قربه يفتك بها يمنعها حتى من التفكير، داعب أصابعها وقال "سيكونون موجودين بالتأكيد، لك حرية الاختيار بكيفية إحياء الحفل ودعوة من تريدين ليس لدي أحد سواك" 





قالت دون أن تنظر له "عز وماري؟" 
فك دبوس شعرها والآخر حتى منحه حريته وترك يده تنساب داخله وقال "لا مفر منهم أميرتي" 
ثم جذب وجهها إليه ولبى نداء قلبه لقبلتها وهو يمتع نفسه بها وبقربها منه وانسابت شفتاه على وجنتها وعنقها ولكنها تراجعت ونهضت وهي تبعد شعرها للخلف فمرر يده بشعره وقال باعتراض على بعدها
“أنت خطيبتي نور؟"
لم تنظر إليه وقالت "لكن لست زوجتك بعد رائد" 
نهض واتجه إليها ووقف خلفها وقال "خوف هذا أم عدم ثقة نور؟" 
لم تنظر له وقالت "لا هذا ولا ذاك رائد فقط أحتفظ بالأمر لبعد عقد القران" 
أمسك ذراعها بيده وأعادها أمامه وقال "على أساس أني كنت سأنتزعه منك قبله؟ لما تعجلت الزفاف نور لن أفعل بك ذلك، أنت ليدي نور ولن أحط من شأنك أبدا فكرامتك من كرامتي" 
ابتسمت براحة فجذبها برقة لأحضانه وقبل رأسها وقال "لا يمكن أن أكون سبب بحزنك بأي يوم نور لابد أن تثقي بذلك" 
أغمضت عيونها وقالت "أنا أثق بذلك رائد كما أثق بك" 
أمضى الليل بجوارها أمام النافذة يشاهدان الشروق من بعيد والسماء تتلون بالأحمر للبرتقالي ثم الأصفر جذبها لصدره وقبل جبينها وقال "كل ليالي معك هي الأجمل بحياتي نور" 
ابتسمت وقالت بسعادة "كما هي ليالي معك رائد، أنا لم أعش تلك المشاعر من قبل، رأيت الشروق كثيرا لكن لأول مرة أشعر بجماله لأني معك، الحياة معك مختلفة رائد" 






رفع وجهها إليه وقال "تلك الكلمات النادرة من بين شفتيك تعني لي الكثير نور" 
ثم قبل شفتيها بشوق يزداد بكل لحظة، انتهت اللحظات الجميلة فنهض وقال "سأعود على العاشرة أميرتي لنقضي اليوم سويا" 
لم تمنحه الجاكيت وقالت "لم لا تبقى هنا؟ المسافة بعيدة يمكنك النوم قليلا ثم نذهب سويا" 
ظل ينظر بعيونها قليلا قبل أن يقول "لست بحاجة للنوم نور سأذهب لترتاحي أنت جراحك لم تلتئم بعد و" 
قاطعته "أنا بخير طالما أنت معي، اصعد لغرفتك وخذ حمام ونم قليلا ثم نتناول الإفطار سويا ونذهب" 
لم يبغي الذهاب بسعادتها التي بعيونها فصعد معها وتركها عند باب غرفتها والسعادة هي عنوان الاثنان
مر فريدريك عليها قبل أن يذهبا وقام باللازم لجرحها ثم أسرعت إليه ولم يتركها إلا بالمساء وهو يعيدها للقصر بعد تمتعا بكل مكان سويا ولم تمانع تلك المشاعر التي اخترقت ضلوعها لتصيب قلبها وهي بجواره يحيطها بذراعه أو يقبض على يدها أو يقتنص قبلة من شفتيها وهي سعيدة بوجودها معه سعادة لم تعرفها من قبل
ظل بالسيارة أمام القصر وقال "سأتغيب باليومين القادمين، لدي حفلة ببرايتون اتفق عليها عز بعد الغد ولابد أن نرحل غدا" 
قالت "ترحلون؟ الفرقة وأنت؟" 
داعب أنفها وقال وقد فهم سؤالها ونظراتها "نعم نور ماري لن تصحبنا، عز رفض، لم أسمع عن الأمير مؤخرا هل حادثته؟" 
قالت بصدق "جوان يعلم ماذا يفعل رائد فلا تقلق وهو أيضا يعلم ما بيني وبينك وقد تراجع" 
نظر لها من بين دخانه وقال "حبه لك واضح بكل تصرفاته ونظراته" 
أبعدت عيونها وقالت "هي مشاعره لا يمكنني فعل شيء تجاهها فلو كنت أبادله إياها لتزوجنا منذ الأزل" 
هز رأسه ثم التفت إليها وقال "علاء اختفى نور وهذا لا يبشر بالخير" 
قالت بهدوء وثقة "يمكنني التعامل معه كالعادة لا تقلق انتبه أنت لنفسك فالمرة السابقة كانت بسيارتك" 






هز رأسه وقال "أعلم ليته يتبعني ويتركك" 
قالت بقوة "لا" 
التفت إليها وابتسم وقال "تخافين علي أميرتي؟" 
قالت بعيون تنم عن الفزع والصدق "هل لديك شك؟" 
قال "بالتأكيد لا، هيا أنت بحاجة للراحة وأنا لابد أن أعود" 
جذبها إليه وطبع قبلة على شفتيها ثم نزلت وتابعته حتى ذهب من أمامها وما أن دخلت حتى أجرت اتصالاتها برجال موريس لتعرف مكان علاء ولكن ما من أحد عرف مكانه حتى الشرطة لم تصل له، اتصلت بجوان فلم يجيب ولكن سرعان ما اتصل وقال 
“ليدي نور، ما زلت مستيقظة؟"
تحركت لغرفتها وقالت "نعم سموك، يبدو أن لديك حفل الليلة؟" 
قال "نعم، اخترت فتاة جديد تمنيت أن تكوني معي ولكن، المهم هل أنت بخير؟ هل ما زلت مصرة على الزواج" 
قالت بجدية "جوان!؟ جاكلين ظهرت بالقرية وعلاء مختفي وهذا لا يبشر بالخير" 
اختفت الضوضاء من الهاتف وكأنه ابتعد لمكان هادئ وقال بوضوح "جاكلين تحمل السم معها نور، سأرى ذلك الأمر" 
بادرت تقول "جوان" 
قال "أعلم نور بعيدا عن رائد لا تقلقي" 
ارتاحت وقالت "شكرا" 
قال "بأي وقت ليدي" 
بالصباح كانت أفضل حال والجرح لا يؤلم ومع ذلك مر فريدريك عليها للاطمئنان ثم رحل كالعادة، نزلت الجدة لتناول الإفطار معها وقد كانت سعيدة لعودتها وتناقشا بأمر الزفاف وقد أسعد ذلك الجدة جدا وقالت 
“لكم حلمت بذلك اليوم يا ابنتي"
ابتسمت وقالت "رغم أني لم أكن أفكر بالأمر" 
قالت الجدة بحزن "سامحه الله جدك، جعلك تكرهين الزواج" 
تراجعت بمقعدها وقالت "هي السبب" 
قالت الجدة "أمك ضحية يا نور، قسوة جدك دفعتها لذلك" 
نهضت مبتعدة والغضب يأكلها كلما تذكرت الأمر وقالت "أن تترك ابنتها وهي ما زالت رضيعة من أجل ماذا جدتي؟ هل تظنين أن هذا عدل؟ كان عليه أن يكون كذلك معها" 
نظرت لها الجدة بشفقة وقالت "رفقا بنفسك يا ابنتي، لقد اختارت قلبها" 
قالت بألم "وأنا جدتي؟ ابنتها؟ جزء منها؟ هل كان سهل تركي هكذا بدون رحمة؟ بدون أن تشفق حتى على من أحضرتها الدنيا وألقت بها دون تفكير بمصيرها" 
قالت الجدة بيأس "ما كان جدك ليتركها لو أخذتك، أنت كنت كل حياته نور" 
غرزت أظافرها بلحم يدها وقالت "وأنا لم أعرف سواه وسواك جدتي، حتى والدي لم أكن أهمه، تركني دون اهتمام ورحل هو الآخر، على الأقل رأيته مرة أو اثنان بحياتي عندي ذكريات له" 
قالت الجدة بحزن "انسي حبيبتي لقد انتهى كل شيء" 
قالت بقوة "لم ولن أنسى جدتي" 
سمعت الخادمة تدق الباب وتقول "هناك امرأة تطلب لقائك ليدي" 





قالت بدهشة "أي امرأة؟ ما اسمها؟" 
قالت الفتاة "مدام ماري" 
تراجعت نور بدهشة وهي تردد الاسم وقد عرفتها بالطبع ثم عادت للفتاة وقالت "أنا قادمة ماريا" 
نظرت لجدتها وقالت "اسمحي لي جدتي" 
دخلت غرفة الضيوف لتجد ماري واقفة أمام النافذة الكبرى بملابسها المثيرة فقالت "أهلا مدام ماري" 
تأملتها ماري بفستانها الأزرق الذي لا يختلف عن ما ترتديه من الطول وبدت واثقة وهي تتحرك تجاهها وماري تبتسم وتقول "أهلا نور" 
قالت بقوة "ليدي، أنا لا أعرفك لأزيل الألقاب مدام" 
قوتها أذهبت ابتسامة ماري بينما أكملت نور وهي تشير لأحد المقاعد وتجلس بأناقة كعادتها وقالت "تفضلي" 
جلست ماري وإن تزعزعت ثقتها قليلا أمام قوة نور وثقتها ولكن ماري قالت "تتساءلين عن سبب الزيارة" 
أراحت كفيها على فخذيها وقالت بهدوء "بالتأكيد ستخبرينني به" 
قالت ماري "رائد" 
لم ترد ولم تتبدل ملامحها مما أثار ماري وهي تقول "بالتأكيد تعرفين ما بيننا!" 
قالت نور بنفس الهدوء "كان مدام، ما كان بينكم، نعم أعرفه رائد أخبرني" 
تراجعت ماري بالمقعد وشحب وجهها ثم قالت "ولكنه لم يخبرك أننا ما زلنا سويا" 
نهضت نور وقالت "تفضلين شيء بارد أم ساخن مدام؟" 
نهضت ماري وقد تعصبت من برود نور وقالت "ألا تسمعين ما أقول؟" 
قالت نور "لا، لا أسمعه لأنه يشينك قبل أن يشين رائد ورائد ليس بهذه الصورة التي تريدين إظهاره بها فلا داعي لكل ذلك" 
اقتربت ماري منها وقالت بغضب "لا تخبريني أنك تعرفين رائد أكثر مني فأنا أعرفه منذ ست أو سبع سنوات و" 
قالت نور تقاطعها "وماذا مدام؟ كل ذلك لا يعنيني، أنا أعرف خطيبي جيدا وأثق به ولا أصدق كلماتك فهل لديك جديد!" 
احمر وجه ماري وقالت "نعم أنت لا تعرفين ماضي رائد أليس كذلك!" 
ضاقت عيون الليدي فابتسمت ماري وقد شعرت أنها أصابت هدف فقالت "لا تعرفين أن والده تركه وهو طفل صغير وهاجر إلى هنا وعمل فلاح بالأراضي الزراعية






 وعشق امرأة انجليزية ابنة شخصية هامة وهرب معها وماذا! لقد حاول رائد أن يبحث عن والده وانتهى به الأمر للعمى بسبب والد تلك المرأة، هل تدركين كيف كانت حياة رائد بعد ذلك؟ لقد كان يعبث بكل شيء و" 
أوقفتها نور بقوة "كفى، لقد انتهى وقتك معي مدام يمكنك الذهاب" 
اتسعت عيون ماري وهي تبتلع ريقها بصعوبة وقالت "أنا" 
قالت نور "أنت امرأة شيطانية تبخ نيرانها بكل ما حولها ولكنك بالنهاية لن تحرقي إلا نفسك، زيارة غير سعيدة وأتمنى عدم تكرارها لأني لن أسمح لك بها" 
تراجعت ماري وقالت "أنا أحب رائد ولن أتركه لك" 
قالت نور "أنت أبعد ما يكون عن الحب مدام، من يحب أحد يبحث عن سعادته لا تشويه صورته وسمعته، لقد انتهينا" 
احترق جسد ماري من كلمات نور وتحركت إلى الخارج وقدماها تكاد تلتف حول بعضها البعض ورغم قوة نور التي 




ظهرت أمام ماري إلا أنها لم تدرك أنها بكلمات تلك المرأة دقت داخلها كل أجراس الإنذارات داخلها فتحركت لأقرب مقعد وجلست على طرفه 


وهي تتذكر كل كلمة قالتها ماري وقلبها يخفق بشدة من تلك القصة التي تهدد كل حياتها القادمة لو.. 

                     الفصل التاسع من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-