CMP: AIE: رواية لن ابقى على الهامش الفصل الخامس عشر15بقلم نداء علي
أخر الاخبار

رواية لن ابقى على الهامش الفصل الخامس عشر15بقلم نداء علي


رواية لن ابقى على الهامش
 الفصل الخامس عشر15
بقلم نداء علي

وصفعات الكون بأكمله، وان خذلك البشر جميعهم يبقى لديك أمل بكف 

صغيرك الذي خبأته بداخلك حتى اكتمل وامتد منك ومن روحك




 ما يحتاج فتشكل وصار روحاً تشبهك تتحرك بين يديك. 

روحاً ترى بها اختلافاً مميزاً، وتزرع بفؤادك أملاً أنك ستحيا من خلاله حياة أفضل، ستمنحه ما لم تمنحك اياه الحياه، سيغدو شبيهاً بك لكنك ترجو أن يصبح أفضل منك 

لذا عندما يخذلك ينتهي الأمل. 

ارتجف جسد رضوى وكأن ابنتها بكلماتها تجلدها، كان مصطفى صامتاً 



لكن نظراته قاتلة، نظراته تلومها تخبرها بأنها السبب في ضياع ابنتهما 

بينما كانت مرام تلقي بكلماتها دون اكتراث لأحد، عبء ما كان لطفلة في مقتبل العمر أن تحمله بمفردها لذا ألقت بها فوق كاهل أبيها وأمها. 

تساءلت بخفوت بعدما خارت قواها قائلة:

ايه يا ماما، كلامي غلط في ايه، أنا كل اللي قولته صح

ابتعدت رضوى قليلاً عن وقفتهم وكأن ترفض مزيداً من القرب بينهم، تنهدت بتعب واجابتها قائلة :

لأ مش صح، مش صح يابنت مصطفى، فعلاً انتِ بنته وارثه منه الأنانية، اخترتي نفسك واللي انتي شيفاه صح ودوستي فوق رقبتي بكل برود، زي ابوكي بالظبط ما داس كرامتي ورخصني، خلاني اقف قدام بناتي في موقف اتهام، بقى الصح غلط والغلط صح

بقت رضوى ضعيفة وسلبية وبناتها مش عاوزين يطلعوا زيها

صاحت بانهيار لم يسبق لها أن مرت به فتلك المرة الطعنة نافذة لسر بقاءها، وهل لفؤاد الأم حياة دون أطفالها؟

وجهت حديثها إليه بينما كانت فتياتها يبكين بانكسار من أجلها:

أنا لو ضعيفة كنت وقفت في وشك من أول ما قررت تسافر وقولتلك يا أنا يا سفرك، وقتها كنت هتختارنا، عارف ليه لأنك كنت لسه ضعيف....

الفلوس مكنتش موجودة، كان كل اللي حيلتك أنا وبناتك ورغم قسوة الفقر وبشاعة أمك، كنت حنين علينا، كان بإمكاني اطلق منك وارميلك بناتك اللي بيعايروني بضعفي دلوقتي واعيش حياتي، اشتغل واصرف علي نفسي، اتجوز راجل مناسب أو مش مناسب مش هتفرق، المهم أعيش، فاهمين يعني ايه أعيش؟

لكن أنا اخترت انكم تعيشوا وأنا اموت، بس مكنش فارق معايا، ايه يعني أموت المهم بناتي ميتحرموش من حاجة. 

عاوزة تبقي زي مرات أبوكي، طب ليه؟ 

ليه وازاي، للدرجة دي فشلت اربيكم! 

مرام وقد تبينت فداحة فعلتها : 

ماما أنا مقصدش، أنا اسفة

رضوى : أنا اللي أسفه، أسفة لنفسي لأني نسيتها ومحيت وجودها علشانكم، ارتاحي انتي واخواتك وابوكي، ارتاح يا مصطفى

خلاص جبت اخرك معايا طلاقي منك هو الحل الوحيد للكل، تبعد وترجع للي انتي اخترتها وفضلتها عليا وتسبني اتصرف مع بناتي، هربيهم من جديد ومش هتفرق كتير ما انت وجودك زي عدمه مخدناش منه غير وجع وذل وكسرة قلب

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

ذكاء المرء وفطنته مرهونان به فالبعض يحمي غرسه ويسقيه فينمو ويزدهر والبعض يتجاهله فيذبل ويبهت، استطاع طاهر بحكمته وهدوءه الحذر أن يستغل تلك الحادثة في استعطاف كاميليا واظهار ما تكن من مشاعر لفارس، حادث بسيط لم ينتج عنه شيء يذكر، جعله هو بمساعدة بعض الاصدقاء من المشفى يبدو حادثاً خطرا. 

يبتسم بداخله وكاميليا تغفو إلى جوار فارس، ذهبت في سبات عميق فهي لم تذق للنوم طعماً منذ الأمس، لقد فزعت عندما تألم أمامها وكم آلمه ما تعانيه طفلته لكنه لن يتراجع إلا بعدما يعيدها إلى بر الأمان. 

أشفق عليها أن تتأذى من نومتها تلك فاقترب منها بحب قائلاً

حبيبة بابا، قومي يا كاميليا روحي البيت.

فزعت كاميليا وبحثت عن فارس لتشهق بخوف قائلة:

فارس فين يا بابا؟

طاهر بهدوء : عمتك سندته وطلع يتمشي في الممر

كاميليا : يتمشى ايه بس وهو تعبان كده

طاهر : اطمني هو احسن، وانتِ تعبتي من انبارح منمتيش، قومي روحي. 

كاميليا بتلقائية : لا أنا مش هسيبه. 

طاهر : قومي يابنتي روحي، خطيبك اتصل اكتر من مرة وأنا صعب عليا اصحيكي، قومي كلميه وروحي ولو احتجنا حاجة هكلمك

كاميليا بتذكر:

ياربي، أنا نسيت ابعتله رسالة بالليل، أكيد زعل

طاهر بداخله : ياريت، ياريت يزعل ويحل عننا بقى

كاميليا : بابا حضرتك سامعني!؟

طاهر : ها، اه معاكي

كاميليا : أنا هخرج اجيب قهوة واكلم فيصل

طاهر : براحتك

غادرت كاميليا وترددت في الاتصال بفيصل لكنها هاتفته لتصدم من صياحه وغضبه القوي

فيصل : ممكن افهم من انبارح مبترديش عليا ليييه، وازاي تقفلي موبايلك ومتتصليش عليا، حتى والدك كلمته معبرنيش، ايه قلة الذوق دي

كاميليا بحزم : لو سمحت يا فيصل، كله إلا بابا، أولاً أنا فعلا أسفة بس حصل ظروف مقدرتش اكلمك. 

فيصل : ظروف ايه دي ان شاء الله؟

كاميليا : ابن عمتي عمل حادثة وطبعا كلنا كنا معاه في المستشفى ومقدرتش اكلمك غير لما اطمن عليه

فيصل : ألف سلامة عليه يا دكتورة

كاميليا ببعض اللين : فيصل صدقني أنا مقصدتش اتجاهلك، وقت ما عرفت ان فارس عمل حادثة حقيقي مفكرتش في حاجة و…

توقفت عن الاستمرار في سرد ما حدث فهي لا تجد سبباً مقنعا، ولم يعقب فيصل فقد تراجع عن حدته فربما كان ابن عمتها مقربا منها وتراه كما الأخ لذا تحدث بشيء من اللطف:

خلاص، حصل خير، أنا قلقت عليكي وفكرت ان والدك قاصد ميردش عليا وعلشان اثبتلك حسن نيتي قوليلي عنوان المستشفى وأنا هاجيلك، أشوفك واطمن علي ابن عمتك

كاميليا : بجد!

فيصل : اكيد طبعاً ، قوليلي بس العنوان. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

غرور الدنيا لا مثيل له، وعنادها لا ينكسر، تدهسك بقوة فإن تحديتها ووقفت من جديد تنظر اليك بعجب وسرعان ما تأتي إليك بالأشد والأقسي علها تنال منك، تجبرك علي خوض اختبارات كافة اسئلتها مفروض عليك الاجابة عنها دون مساندة.

كان ياسين يمشي بسعادة وفوق كتفه يحمل ابنه اسلام، يبثه ما يشعر به من حب أبوي ويمتد منه طفله ثبات وقوة وسكينة 

تحدث ياسين إلى طفله قائلاً :

ها يا سيدي تحب نروح فين ؟

اسلام بحماس : نشتري مشبك 

ياسين ضاحكاً : مشبك ايه يابني وانت سنانك بايظة من غير حاجة 

اسلام بإصرار : أنا عاوز مشبك مليش دعوة 

ياسين : حاضر يا سيدي نجيب مشبك بس لو سنانك وجعتك مليش دعوة، ابقى اتصرف مع أمك 

ابتسم إليه طفله وتحرك ياسين بخطواته تجاه محل الحلوى 

استوقفه صوت كان فيما مضى يمنحه محبة صادقة أما الآن فقد تمنى أن يخنقه بيديه

اقترب وحيد من ياسين وطفله قائلاً بود زائف:

ايه يا ياسين باشا، مختفي بقالك مدة، ازيك يا اسلام يا حبيب عمك 

ياسين بحزن : ياه يا وحيد، يعني مش غدار وخاين لا وكمان بجح 

وحيد : في ايه يابني، انت هتشتغلني؟ 

ياسين : امشي من وشي انا مش طايق خلقتك وصدقني لولا العيش والملح اللي انت خنتهم كنت دفنتك مطرحك 

أنا عرفت كل حاجة يا واطي، عرفت انك السبب في مرضي ووجعي سنين، كان عينك على واحدة مبتطقش خلقتك وغلك وحقدك وصلك انك تسحر، تكفر بربنا علشان توصل لهدفك. 

وحيد بتوتر : ايه العبط ده، مين اللي موقع ما بينا وقايلك الكلام ده عني؟ 

ياسين بانكسار : لو حد غريب قالي كنت هقوله كدب، وحيد ده اخويا، ضهري ومستحيل يأذيني، لكن ربنا كشف ستره عنك وسمعت بوداني، سمعتك بنفسي، ايه اللي ناقص تاني علشان تغور بقى وتمشي من قدامي 

وحيد بجحود : خلاص يا عم انت هتعيش في الدور، ولا يمكن لسه هتموت عالسنيورة، بس الحمد لله اللي أنا عاوزة حصل، عارف أنا مكنش فارق معايا انها تتجوز غيري ، أهم حاجة انها متتجوزكش انت بالذات. 

وكزه ياسين بقوة وتحدث إليه بتحذير قائلاً :

ورب الكعبة لو ما مشيت لكون مطلع عليك القديم والجديد ودلوقت حالا. 

ابتعد وحيد قليلاً وقد تسرب إليه الخوف من ياسين فهو ادرى الناس بشخصه وما هو قادر على فعله وقت غضبه لذا غادر بعيداً عن دربه بينما وقف ياسين يستغفر بتعب إلى أن حدثه طفله قائلاً :

يلا يا بابا، الجو حر أوي، خلينا نروح، بس أوعى تنسى المشبك، هخاصمك

رغماً عنه ابتسم، فتلقائية الاطفال وفطرتهم النقية مصل لكل داء من صنيع النفوس الحاقدة. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

حاول فارس جاهداً أن يستمع إلى ما تقوله كاميليا بهدوء ولكن كيف لعاشق أن يلتزم الصمت عندما يقترب احدهم من معشوقته، من أين يأت بهدوء وسكينة وهي تبتسم بسعادة وتخبره برغبة فيصل في عيادته

لعن طاهر بداخله لكنه لن ييأس، مازالت معركته في بدايتها. 

تحدث بجدية قائلاً : تمام، يشرف يا بنتي

نظر فارس إليه بدهشة فغمزه كي يصمت

تحدثت كاميليا بتعب قائلة : أنا هروح البيت أغير هدومي وافطر حاجة خفيفة واجيلكم علطول

فارس بغيظ : أه واجب برده تجهزي علشان العريس جاي

كاميليا : فارس، بجد أنا مصدعة ومش فايقة لهزارك، بعدين مفروض تنام وترتاح مفهوم

فارس بحب : فاهم يا موكا

غادرت كاميليا بخجل وتوتر وما إن تأكد فارس من ذهابها هب واقفاً من الفراش يتحدث بغضب ورفض قائلاً :

بنتك عاوزة تجيبلي سبع الليل يطمن عليا، هي ايه جبلة معندهاش دم. 

طاهر : اتلم يالا

فارس : بذمتك انت لو مكاني هتعمل ايه؟ 

طاهر بغضب : لو مكانك وبحبها بالشكل ده يا غبي مكنتش ضيعتها من ايدي علشان عناد وكلام فاضي، كنت خطفتها من الناس كلها وخبتها جوة قلبي، بس نقول ايه، انت وهي تستاهلوا اللي بيحصلكم. 

فارس : لا بقولك ايه انت تتصرف بدل ما اتصرف أنا

طاهر مبتسماً : هتصرف، هو اللي جابه لنفسه 

فارس : هتعمل ايه؟ 

طاهر : كل خير يابن اختي. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

لم يترك مصطفى الفرصة لرضوى لتكمل باقي حديثها، لن يسمح لها أن تحمله اللوم لذا صاح بشراسة وتحذير قائلاً :

اسمعي يا رضوى، مش هسمحلك تشيليني الليلة وتحمليني فشلك في تربية بنتك، أنا بحاول اصلح الدنيا واعوضكم اللي فات، بلاش تقلبي الطربيزة وتطلعي نفسك الملاك البريء وأنا الشيطان. 

رضوى : هتعوضنا عن ايه، قولي كده يا دكتور بنتك المحترمة دي في سنة كام، في أي مدرسة، مين المدرسين بتوعها، لو اتأخرت في يوم عن البيت مين صاحبتها اللي هنلاقيها معاها، مين؟ 

هتصلح ايه اذا كانت بنتك شربت علي ايدك الندالة ونكران الجميل. 

مصطفى بجنون : أنا عمري ما مديت ايدي على ست، اقسم بالله كلمة تاني وهتخليني امد ايدي عليكي يا رضوى. 

لم تكترث لحديثه فقد كان فؤادها ممزق، بداخلها انكسار وخزي مما تعانيه منذ سنوات، لما عليها البقاء وسط عواصف الحياة الضاريه، وقفت قبالته بتحدي قائلة 

اضربني يا مصطفى، انت عملت معايا كل حاجة في الدنيا مبقاش غير الضرب، اتفضل مد ايدك عليا وأكد لبناتك اني ولا حاجة وإنك قادر تبيع وتشتري فيا براحتك، صاحت بجنون، مستني ايه يا مصطفى يا غلطة عمري، اضربني يمكن تثبت لنفسك إنك صح، ليه كده بس عملت فيكم ايه علشان تأذوني بالشكل ده؟! 

اقتربت ابنته الصغرى قائلة بصوت مرتعد :

بابا! 

مصطفى : اسكتي انتِ يا تقى احسنلك. 

تقى : يا بابا ماما بتنزف. 

لم يدرك مصطفى ما تقوله ابنته، ولم تستمع رضوى إلى شيء فقد أصابها ألم حاد أسفل بطنها ودوار حاد سقطت علي أثره أرضاً ليجثو مصطفى جوارها بهلع يتفحصها بخوف من فقدانها 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

استعدت همس لبدء نشاطها اليومي، توجهت بخطي واثقة تجاه المصعد، انتظرت قليلاً إلى أن اقترب من وقفتها إحدى الجيران، ابتسمت إليها بود وبادلتها همس بهدوء

تحدثت اليها قائلة:

صباح الفل يا مدام همس ايه الحلاوة دي ما شاء الله زي القمر

همس : تسلمي حبيبتي انتي الأجمل

اسراء : لا حقيقي، انتي فظيعة، كفاية لون عيونك، انا مش بحسد والله أنا بس مستغربة الرجالة وعنيهم الفارغة، معقول الدكتور فيصل يعمل كده، ده احنا كنا بنحسدكم على حبكم لبعض. 

همس : كل شيء نصيب حبيبتي

اسراء : هو حضرتك رايحة فين؟!

همس بحدة طفيفة : رايحة شغلي، المكتب الهندسي بتاعي. 

اسراء : ماشاء الله، عندك حق تشتغلي، الحياة مش مستاهلة ولازم تعيشي حياتك، بس قوليلي هو فعلا الدكتور فيصل هيتجوز

همس بثقة : مش عارفه وميهمنيش، الدكتور فيصل بقى طليقي وأبو ولادي وبس،عن اذنك يا اسراء انا عندي شغل واتأخرت، فرصة سعيدة. 

هرولت همس تبحث عن سيارتها لتختبيء بداخلها، تتنفس بغضب ورفض لما يحدث، انكسار وبرودة تجتاحها، ألم وغيرة مما سمعت.

وضعت رأسها فوق مقود السيارة وسمحت لدموعها بالفرار إلى أن دق هاتفها لتنظر إلى المتصل

تحدثت بوهن قائلة : 

مش نقصاك يا استاذ طاهر والله

تكرر اتصال طاهر للمرة الثالثة، تنهدت مرة تلو أخرى إلى أن استجمعت قوتها فأجابته بجدية قائلة:

اهلا استاذ طاهر، ازي حضرتك

طاهر : بخير الحمد لله، انتِ كويسة، صوتك متغير؟! 

ابتسمت همس رغماً عنها تتعجب من قوة ملاحظته لتهمس بصوت هاديء:

أنا بخير، نص نص يعني. 

ابتسم هو الآخر ليقول:

للأسف لازم تكوني كويسة جدا وقوية جدا النهاردة

همس بتوتر : ليه؟!!

طاهر : محتاج تجيلي ونعلن عن خطوبتنا

همس برفض : لأ، حضرتك قولتلي قدامنا وقت، أنا مش هقدر. 

طاهر بجدية : هتقدري، وأنا معاكي متخافيش

همس : بس...!! 

طاهر : مفيش بس، هبعتلك اللوكيشن ورسالة افهمك اللي حصل

همس بتردد : تمام، امتى عاوزني اجيلك

طاهر : خليكي جاهزة واول ما اتصل عليكي تكوني عندي، اتفقنا 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

عندما تستمع إلى أحدهم يصف حال أخر بأنه يعض يديه ندماً فلا تستهن بما يمر به فنيران الندم تحرق كل متعة حظيت بها، كل سعادة سرقتها دون حق، كل ظلم وجهته لسواك 

الندم لا يفيد، لكنه قاتل. 

حمل مصطفى رضوى بخفة، تخيل أنه لن يقدر علي حملها بمفرده لكن ما مرت به جعلها تفقد الكثير من روحها، وقوتها ووزنها 

وضعها بلهفة فوق الفراش ومددها برفق، رفع قدميها إلى مستوى أعلى من رأسها كي يتوقف النزيف،نظر الي ابنتها قائلاً :

انزلي تحت عند الصيدليه وقولي لدكتور حسن بابا بيقولك هاتله الأدوية دي حالا

همت مرام بالهبوط إلى أسفل لكنه استوقفها قائلاً :

خدي اختك معاكي، انزلي معاها يا تقى 

دقائق معدودة وعادت مرام وتقى ومعهما ما أراد مصطفى 

قام بحقنها بمصل ما لوقف النزيف، وبعض العقارات الطبية، تنهد بارتياح بعدما رمشت عدة مرات وبدأت تئن بتعب 

تحدث إليها قائلاً :

انتِ كويسة يا رضوى، حاسة بحاجة ؟!

وضعت يدها فوق بطنها قائلة :

بطني بتوجعني، ابني يا مصطفى. 

مصطفى بغضب جاهد في احتواءه:

يعني عارفه انك حامل؟ 

رضوى : كنت هقولك ايه وامتى؟ 

مصطفى : تقوليلي ايه ازاي، مش أنا جوزك ولا ايه! 

رضوى : يوووه، خفت اقولك يا مصطفى، خفت منك ومن أمك، خايفة اخلف تاني واجيب بنت، ارتحت دلوقتي؟

 

ورغم غضبها من كل شيء، ابتسم بسعادة، أمل جديد ينبض بداخل زوجته ربما يجبر بوجوده ما كسر من قبل، تحدث بصدق وبصره موجه الي بناته قائلاً :

وهما البنات وحشين، صحيح كنت فاكر ان همهم بسيط

 ومبيعملوش مشاكل وانصدمت النهاردة، بس البنت نعمة يا رضوى .

تقى بسخرية : ايوة يا بابا وحضرتك عندك خمس نعم والستة في الطريق 

رضوى بتعب : خدي اخواتك يا تقى وروحي اوضكم

مرام بخجل وندم : ماما !

رضوى بجدية ولهجة غير قابلة للنقاش :

اطلعوا برة يا تقى، ولو جعانين حضروا أكل ليكم ولبابا واتعشوا.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

ربما لا تستحق بعض المعارك أن تخوضها، وربما تستحق كل ما عليك هو أن تسعى للفوز، اياك والاستسلام فربما كانت الغنائم ذات قيمة لا تقدر بثمن. 

توجهت همس إلى داخل المشفى بدلال واثق وثقة غير قابلة للضعف، تحدثت بصوت شجي رقيق قائلة:

السلام عليكم، ألف سلام عليك استاذ فارس

فارس بمرح : استاذ ايه بس، قوليلي يا أبو الفوارس

قهقة همس لتنظر إليها كاميليا بتيه وكأنها تسترجع بذاكرتها متى التقت من قبل بتلك المرأة، بينما كان فيصل ينظر إليها كأنها حلم، وهم يخيل اليه. 

اقتربت همس بجرأة من كاميليا، مدت يدها اليها قائلة:

ازيك يا دكتورة كاميليا، ايه مش فكراني، لأ حقيقي ازعل منك

كاميليا بدهشة : انتِ ايه اللي جابك هنا، انت جاية لفيصل؟!!

ابتسمت همس قائلة بسخرية : وأنا مالي ومال فيصل؟

تحدث هو بصوت يغلفه الذهول قائلاً :

بتعملي ايه هنا يا همس؟!!!

ابتسمت بنعومة وتحدثت بثقة :

بطمن على فارس، باعتبار اني هبقى مرات خاله

ولا ايه يا طاهر؟ معقول لسه مفاتحتش بنتك في موضوع ارتباطنا، لأ كده أزعل منك. 

ابتسم فارس بسماجة وبصره معلق على فيصل قائلاً 

كله بسببي أنا، خالي انشغل معايا واكيد ملقاش فرصة مناسبة يفاتح كاميليا، ولا إيه يا خالي، قالها ببراءة مفتعلة فاقترب منه فيصل متسائلاً بذهول 

انت مجنون ياض انت ولا ايه، الست دي مراتي. 

أشارت هي إليه تقاطع حديثه 

طليقتك يا دكتور، ياريت تركز شوية في كلامك، انا طليقتك واعتقد ان


 مفيش قانون ولا شرع يحرموا جوازي من تاني.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-