CMP: AIE: رواية انجذاب الروح الفصل الثالث3 بقلم زينب خالد
أخر الاخبار

رواية انجذاب الروح الفصل الثالث3 بقلم زينب خالد

رواية انجذاب الروح 

الفصل الثالث3

 بقلم زينب خالد

فى الشركة ، مكتب رؤي .. 


كانت تجلس رؤي أمامها يزن ومالك يحاولون إنهاء هذه المهزلة التى طالت كثيرًا .. تحدثت رؤي بتفكير : 

هو حاجة من الأتنين ملهمش تالت .. يا أمين أخد الإمضاء على ورق مختلف وحد قلدها بشكل محترف لدرجة محدش يشك فيها أو فعلا إمضته هو بس اتلاعب بالورق وهو مضي من غير ما ياخد باله بشكل كبير على أساس أنه ورق شحنه من الشحنات العادية 


أجابها مالك بجدية : 

وطبعا أمين ده اختفى والأرض انشقت وبلعته 


أومأت رؤي بإيجاب مردفة : 

حصل ومحدش عارف يوصله ، وفى مشكلة الوقت مبقاش فى صالحنا ، دلوقتي حازم أعد فى القسم من غير ما يتحول للنيابة بإعجوبة وخصوصاً أنه ليه وزن فى السوق وبيحاولوا يأخروا الوقت لكن دى مجازفة لو مدورناش هيبدأ يتحول على النيابة وكدة الموضوع هيكبر أكتر وساعتها مش هنعرف نخرج منه بسهولة 


أنهت حديثها ثم عم الصمت الغرفة .. يفكرون محاولة إيجاد ثغرة لهذه القضية ، تحدثت رؤي بعد تفكير : 

مفيش حاجة غير أنى أروح لمراته وأحاول استدرجها فى الكلام يمكن تعرف حاجة عنه 


تحدث يزن هذه المرة قائلاً : 

وانا هكلم حد معرفة يجيب ناس تدور ويبقوا تحت إيدينا .. وأنت حاولى انهاردة بأى شكل أنك تعرفى أى معلومة حتى لو بسيطة ، وأنا ومالك هنروح الميناء نكلم أى حد هناك يمكن يعرف مكانه 


اتفق الجميع على هذا الاقتراح وبدأ كل منهم فى التحرك فى جهه حتى يستطيعوا الوصول لأمين بأسرع وقت 

_________________  


فى منزل أمين .. 


كانت تجلس زوجته على الأريكة البسيطة وكتفيها منحنيه بسبب الهموم التى تحملها ، لا تعلم أين أختفى زوجها وحتى لم يهاتفها إلى الآن لتطمئن عليه .. انتشلها من شرودها رنين الباب ، نهضت بجسدها وسارت حتى فتحت الباب وجدت رؤي تقف أمامها ، ارتسمت على ملامحها الجهل التام بها يمتزج بحيرة تحدث رؤي ببسمة بسيطة قائلة تزيل هذا الإبهام : 

أنا رؤي سمير محامية فى الشركة اللى شغال جوزك فيها 


استطاعت إزاله الحيرة لكن حل محله التعجب من وجودها أردفت رؤي حديثها بلباقة : 

طب مش هتقوليلى أتفضل ولا هفضل على الباب هنا 


فاقت هبة من حيرتها قائلة بإعتذار : 

معلش أسفة .. اتفضلى 


دلفت رؤي واتجهت لتجلس على أقرب مقعد أمامها ، أمرت هبة بدلوف صغارها لغرفتهم للعب حتى تضايف هذه الضيفة التى حتى الآن تجهل مجئيها إليها .. كانت رؤي تنظر للشقه بنظرات متفحصة ، شقة صغيرة لكنها دافئة حالها ك حال أى بيت مصرى .. أتت هبة ومعاها صينية عليها كوبان من العصير ، وضعتهم وجلست قبالتها على المقعد الآخر .. بدأت رؤي دفة الحديث قائلة بلباقة : 

أكيد حضرتك مستغربة مجي عندك لهنا ، بس للأسف الشيء اللى جايلك فيه مش سهل 


أجابت هبة عليها بتوتر بالغ وملامح وجهها متحفزة : 

حضرتك فيه حاجة حصلت لأمين ، طمنينى عليه بقاله كام يوم مش بيجى ولا بيتصل عليا 


نظرت رؤي لعينيها واردفت بتوجس قائلة بثقة محاولة التحلى بها : 

أستاذ أمين عمل حاجة ميستهنش بيها ، مضى رئيس الشركة على ورق يدخل مخدرات المينا عن طريق الشركة ، ولدوقتى أمين مختفى ورئيس الشركة هو اللى محبوس .. ف ياريت تقوليلى أى الامكان اللى ممكن أمين يروحها يستخبى فيها لأن هو اللى فى ايديه يخرجه وأنت أكيد ميرضكيش أنت حد برئ يتسجن 


شحبت ملامح هبة بشده بينما تجمعت الدموع بمقلتيها ، لم تستطع التحدث بل ظلت تفكر في أطفالها وحياتهم التى أودعها أمين دون الرجوع لها .. كتمت دموعها بصعوبة حتى تحدث بعدما ازدرت ريقها بصعوبة :

أمين ميقدرش يعمل كدة ولا يعرف .. أكيد حد ضغط عليه وهو عمل كدة عشان حاجة أنا عارفة أمين ، بعدين مش عارفه ملهوش مكان يروحه 


شعرت رؤي بالاسف تجاه السيدة فى بعض الأحيان تضطرنا الحياة لوضعنا بموضع شائك أما أن تسير به أو تظل ثابتاً وفى كلتا الحالتين ستصيبك موجة الحياة .. نهضت رؤي وجلست بجانب هبة على الاريكة تربط على كتفيها هاتفة بإبتسامة : 

متقلقيش ان شاء الله هيظهر ولو ليه يد أو لا ، هقف جمبه وجمبك 


بكت هبة حتى خرجت شهقاتها التى كتمتها منذ البداية ، ظلت رؤي معها تهدئها وتطمنها بأن الوضع ستحاول إصلاح بكافة مقدرتها .. 


ركبت سيارتها وقامت بهاتفه يزن ، دقائق حتى أجاب عليها : 

معرفتش اول لأى حاجة ومراته نفسها متعرفش حاجة ومنهارة وخايفة عليها .


أجاب يزن عليها بجديه على الناحية الأخرى : 

وأحنا حاولنا نوصل لأى حاجة هنا لكن للأسف معرفناش 


أجابت رؤي بينما تحرك المقود للتحرك : 

هو هيبان شخصية زى أمين هيخاف ويرجع خصوصاً أنه اكيد عمل كدة عشان عيلته ، وهو كلها يوم والتانى وهيظهر أكيد حاسة بكدة 


همم يزن بإيجاب ثم أجاب بهدوء : 

تمام وأحنا هنطلع على حازم ن معاه شوية ونشوفه لو محتاج حاجة .. ابقى قوليلى على كل جديد يحصل 


همهمت رؤي بموافقة وأقفلت معه ثم قادت لطريقها وعقلها يعمل على تحليل شخصية أمين وإيجاد حل سريع لاخراج حازم بهذه المهزله الذى طالت كثيراً .. 


___________________ 


فى اليوم التالى .. 


كان أمين يجلس ورأسه تعبت من كثر التفكير بما يحدث حوله .. كان جسده هزيل وملامح وجها شاحبة يسود بعض من السواد أسفل عيناه من قلة الطعام والنوم مع التفكير الدائم ، توصل إلى حل يخلص به ضميره الذي لم ينفك عنه منذ البداية ، سيتحمل عواقب كثيرة وسيؤدى بعائلته إلا الهلاك لكن ألم يبتعد عنهم ويتركهم وكل هذا من أجل مصلحتهم من وجه نظره الذي سيدفع لها الكثير .


أخرج تنهيدة قوية يحاول إخراج كل ما داخله فى هذا الزفير ، تحدث بإصرار انبعث من عينيه الهزيلة قائلا : 

هعمل كدة وأخلص ضميرى من ذنب دى ، محدش عارف مين هيقابل بكرة رب الكريم حتى لما اقابله ابقى خلصت ذنبى .. أما هبة والعيال ليهم رب اسمه الكريم هو اللى هيحافظ عليهم 


عزم اصراره ونهض بجسده متجه للخارج من هذا المكان الذي قضى به الايام القصيرة ، سيذهب ويصلح كل شيء حتى يعود إلا نصابه الصحيح ..


كثير من شخصيات التى تشبه أمين تعتقد بأنها إذا سرقت أو قامت بالاختلاس أنه هكذا سينقذ عائلته من غدر الدنيا ويستطيع تأمين مستقبل أطفاله لكن لا لم يعلمه بأنه يوجد فوق مراقب على أفعالنا ويكتب الشر والخير الذي يفعله الإنسان ، وأن هذة الاموال التى أتت بطريقة غير شريعة يمكن أن تكون سبب هلاكه على الارض بجانب هلاكه وعذابه فى الاخرة .. 


______________________


فى القسم .. 


وقف أمين أمام غرفة الظابط بعدما عرف بأى قسم تم القبض على المدير ، كان يأخذ شفيق ويزفره بقوة لعله يمنحه القوة .. أخذه العسكرى لداخل الغرفة ، وقف أمين أمام الظابط وملامح وجهه متوترة للغاية ، تحدث الظابط باستفسار : 

ايون .. حضرتك مين 


أجاب أمين بتوتر بالغ ونبرة مرتبكة تحدث : 

كنت جاى فى قضية حازم المنياوي المتهم بقضية المخدرات 


تحفزت ملامح الظابط واستمع له بإهتمام شديد بينما أكمل أمين حديثه بارتباك : 

حازم باشا برئ ، أنا خليته يمضى على الورق ضغطوا عليا أعمل كدة 


نهض الظابط من مقعده واتجه لأمين وجلعه يجلس على المقعد ثم جلس قبالته .. تحدث الظابط بحذر قائلا : 

لا أنت تحكيلى أى اللى حصل بالظبط 


قص له أمين ما حدث وكيف انصاع ورائهم فى سبيل لكسب بعض المال انهى أمين حديثه قائلا : 

لو سمحت عايز أقابل حازم باشا بعد ما يخرج 


هز رأسه بموافقه ونهض متجه للخارج لغرفة حازم الذي يقيم بها .. 


فى الغرفة ..


طرق الباب ثم دلف الظابط انتبه له حازم باهتمام حيث تحدث : 

فى حاجة حصلت جديدة 


هتف الظابط بإبتسامة بسيطة : 

تم الإفراج عنك .. المسئول اللى مضاك على الورق جه واعترف على نفسه ، فاضل بس شوية إجراءات نخلصها وتقدر تخرج .. محتاجين بس المحامية عشان تنهى الإجراءات 


خرج الظابط من الغرفة بينما حازم لم يصدق بأنه تم الإفراج عنه وأن الكابوس انتهى  .. بعد مرور دقائق فُتح الباب ودلف مالك ويزن خلفهم رؤي .. رأى يزن تبدل ملامح حازم والسعادة تشق وجه تحدث مستفسرا : 

فيه حاجة جديدة حصلت 


أجاب حازم عليهم بابتسامة هادئة : 

أمين جه واعترف على نفسه .. وبكدة مفيش أعدة تانى 

ثم وجه حديثه لرؤي قائلاً : 

محتجينك عشان تخلصى بعض الإجراءات معاهم 


انفرج اسارير ثلاثتهم بينما اتجهت رؤي لإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة .. بعد مرور الوقت خرج حازم برة القسم وملامح وجه مرهقة رغم السعادة التى تغطت عليها ، تذكر حديثه مع أمين الذي لب ندائه عندما طلبه ، حيث طلب منه بأنه يتكفل بعائلته بعدما تسبب بخسارتهم .. وعده حازم بأنه سيتكفل بهم كاملاً وستحاول رؤي معه إلا إخراج حكم مخفف له 


تحدث يزن بسعادة واضحة : 

كفارة يا باشا ، طبعا هتروح تنام شهر وتستحمى لان خلاص مش قادر اطيقك تانى 


نظر له حازم بشرر ثم هتف بوعيد : 

مشوا الواد ده من قدامى ياما هرتكب جناية واحنا فيها هدخل السجن المرادى بجريمة بقي 


ضحك مالك على مشاغبتهم بينما ابتسمت رؤي بسعادة على مزاحهم .. التفت حازم لها وعلى شفتيه ابتسامة حيث هتف بإمتنان على مجهودها : 

مش عارف اشكرك ازاى على وقفتك جمبى الفترة اللى فاتت 


هممت رؤي برفض قائلة بابتسامة : 

ده واجبى بعدين مكنتش ينفع اسيبك ده أنت من توصيات سيادة المستشار لازم التنفيذ والطاعة وحمدالله على سلامتك 


ودعته رؤي واتجهت لطريقها بينما حازم ركب بجانب يزن ليوصله للقصر خلفهم مالك بالسيارة .. 


فى القصر .. 


كان الحزن مخيم على الجميع لما أصاب بحازم كانت حنان لا تكف عن الدعاء بينما سُليمان يظل صامتاً لساعات كثيرة لا يتحدث .. استمع الجميع لرنين الباب نهضت رهف بتكاسل ناحية الباب متجه له وقفت أمامه ثم فتحت الباب ، جحظت عينيها بصدمة وظلت متيبسة مكانها حيث خرجت شهقه من جوفها دليل على مفاجئتها حيث لم تتوقع ما يحدث الآن حتى هتفت بعلو صوتها قائلة : 

حااااااااازم 

              الفصل الرابع من هنا 


لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-