رواية صرخت عذراء
الجزء الثاني الفصل الرابع4
بقلم صاحبة السعاده
وبعد مرور ثلاث سنوات
وفي يوم سمعت صوت دوك قتربت جميله وقالت بهدوء:دوك!
رفع رافت رأسه اليها فتجمدت مكانها من شكل عيناه نتيجة بكاءه..
فجلست بجانبه علي الدرج ووضعت يدها علي كتفه..
جميله بهمس:بتعيط لي بس.
نظر رافت لها بقوه ثم دفعها بعيداً عنه وقال:ابعد عني..انت اكتر بكرها في حياتي.
نهضت جميله كمن لدغها أفعى وقالت:تعرف حاجه انت تستاهل..انت هتفضل لوحدك عارف يعني اي لوحدك..هتعيش وهتموت وانت لوحدك.
ثم اعطته ظهرها لكي تذهب فقال هو بصوت واطي مهزوز: جميله.
توقفت جميله ومكانها وخفق قلبها بقوه فقال:.
التفت اليه وهي تتصنع الجمود فقال:تعالى.
لم تشعر بقدميها وهي تتحرك في اتجاهه حتي وقفت امامه وهو جالس علي اول درجات السلم..
احضتن خصرها بقوه ودفن رأسه في بطنها واخذ يبكي..
تذكرت جميله زين بتلك الحركه..عندما يحزن او يود البكاء يحضتن خصرها ويدفن رأسه في بطنها ويبدء في البكاء..
خرجت من شرودها علي صوته المتقطع ومليئ بالشهقات:جم يله..مت..سبني..يش زيهم وتمشي..اوعي ي..جم يله.
اهتز كيانها مع تلك الكلمات فاحضتنت رأسه بيدها وسالت دموعها علي خديها وقالت:مش هسيبك ابدا.
فقال بنبره مرتعشه: انا عارف انك بتكرهيني ؟!
جميله بهمس:مقدرتش اكرهك..ثم نزلت امام وجهه ومسحت دموعه وقالت:انت ابو ابني وجوزي..و..وحبيبي.
نظر لعيناها ثم جذبها في عناق قوي شعرت بأن عظامها تحطم من قوته..
ابتعد عنها بعد فتره فقالت:تعال قوم معايا.
نهض رافت ووقف امامها وقال:هنام انهاردا عندك.
توترت جميله بعض الشيء فجذبها من يدها وسار بها باتجاه غرفتها ودخلوا سويا..
ثم اتجه بها الي الفراش..
رافت:مش هلمسك يا جميله مفيش داعي للرعشه اللي في ايدك دي.
بالفعل كانت ترتجف اوصالها واسنانها فقالت:ح..حاضر.
نامت هي ثم فتح هو ذراعيها ونام بينهم..
تخلخلت اصابعها في خصلات شعره وقالت:مال..قاطعها برجاء قائلاً: مش قادر اتكلم عاوز احسن بالراحه وانام.
ابتسمت جميله وقالت:حاضر خلاص.
تنهد رافت براحه ووضع رأسه علي صدرها وضمها اليه بقوه..ثم بعدها ببرهه شعرت جميله بإنتظام انفاسه فعلمت انه نام..
جميله بداخلها:يارب يكون بيحبني مثل ما انا بحبه ومايكونش دا بسبب الشرب!
ثم نامت بعدها..
في الصباح..
استيقظت جميله ثم تذكرت انه بات عندها بالأمس ففتحت عيناها بسرعه وهي تبحث عنه فلم تجده..
تنهدت بحزن وقالت:اكيد كان سكران وفكرني ندى مراته..بس دا كان بيقولي يا جميله!
نفضت تلك الافكار وغيرت ملابسها وصعدت الي غرفتها ولكنها قبل دخولها الي غرفة زين سمعت ندى تتحدث في الهاتف وتضحك بخلاعه..فانتابها الفضول وسارت باتجاه غرفتها ووقفت خلف الباب..
ندى من الداخل: قال ايه عاوزنى اخلف عاوز اخ او اخت ل زين قولتله لا مش هخلف.
الجهه الاخري:...
ندى بضيق:مش هيلمسني يا مهدي انا بحبك انت يا حبيبي.
صعقت جميله ووضعت يدها عي فمها تكتم شهقتها..
ندى:طيب طيب هنهرب امتي!
الجهه الاخري:...
ندى:مهدي انا زهقت..مبقتش طايقه انام جنبه علي سرير وااحد..
انا لاقيته داخل عليا من شويه وكان نايم برا تقريبا او في اوضه تانيه.
الجهه الأخرى:...
ندى:حاضر يا قلبي هصبر اكتر..منا اصلا صبرت 12 مش هصبر كام شهر..يلا هانت سلام بقي.
فور انتهاء ندى من مكالمتها ركضت جميله باتجاه غرفة زين واغلقت الباب وانفاسها تتسارع..
زين بقلق:داده انت كويسه!
انتبهت جميله وقالت بتوتر:هه اه يا حبيبي كويسه..انت عامل اي انهاردا.
زين وهو يقترب منها وفي يده ورقه:بصي يا داده رسمتكم.
اخذت جميله الرسمه منه وجلست علي حافه فراشه وهو بجانبها..
ثم اختفت ابتسامتها وقالت باستنكار:اي دا يا زين!
زين ببراءه:دا بابا وانا اللي ماسك في ايده دا وانت اللي ماسك ايدك بايدي التانيه.
جميله:مش قصدي دي قصدي علي الست اللي عملها قرون وعيون حمره.
زين:دي!..دي ماما.
اتسعت اعين جميله من صدمتها وقالت:لي كدا يا زين عيب دي ماما.
زين:لا دي مش ماما..انا بكرهها.
جميله:زيين!!
زين بنبره شبه باكيه:انا بكرهها يا داده اووي بتضربني جامد وتزعق فيا علي طول من غير سبب.
جذبته اليها وقالت بحنان:متزعلش يا حبيبي اوعي تزعل وتعيط اوعييي.
هز رأسه ثم قال:ياريتك انت.
جميله:ياريتني انا اي؟
ابتعد زين عنها وقال:ياريتك انت ماما.
شعرت بغصه في حلقها ورغبه في البكاء فقالت:اشمعنا انا يا زين!
زين:انت طيبه وبتحبيني اووي..مش بتضربيني بتفهميني الصح من الغلط وكمان بتذاكرليلي.
جميله بابتسامه باهته:بتذاكرليلي! دا حب مصلحه بقي.
ضحك زين وقال:انا هخليكي ماما هخلي بابا يتجوزك.
جميله باستنكار:زيين!
زين:هتجبيلي اخوات صح مش هكون لوحدي! وهلعب معاهم.
احضتنته جميله بقوه وقالت في نفسها:انا ماما يا حبيبي مش هي.
في مكان اخر.. ده فى فيلا اسد
تعالوا اعرفكم علي اسد
اسد ٤٠سنه رجل ذو شخصيه هامه هو ملك السوق فى تجاره تصدير والاستيراد صديق رافت من ذو الطفوله يعتبره رافت اخوه الكبير ودائما يسمع كلامه بدون نقاش
رافت:عاوز اقابل أسد.
البواب:معاك معاد!
رافت بحنق:قوله رافت المصري.
البواب:استني يا بيه!
اخرج هاتفه وتحدث مع اسد ثم قال :اتفضل يا رافت بيه..الباشا منتظرك.
دخل رافت من البوابه الكبير وظل يسير حتي وصل الي باب القصر ثم الي مكتب أسد..
طرق علي الباب فاذن أسد بالدخول..فدخل بخطوات ثابته ثم صافحه وجلس علي الكرسي المقابل لمكتب أسد..
اسد:بدون مقدمات ادخولي في الموضوع علي طول انت عرف أنى مش بحب كتر الكلام.
تنهد رافت وقال: انا اتجوزت يا أسد.
أسد بهدوء مريب:الف مبروك.. جميله جمال محمد.
رفع رافت حاجبه وقال:دانت عارف بقي.
رجع اسد بظهره للخلف وقال بغرور:انا أسد يا مصري اسد فاهم.
تنهد رافت بضيق وقال:طالما انت عارف جايبني لي!
أسد بجديه وهو يعتدل في جلسته:عشان اسمع منك انت.
زفر رافت بهدوء وقص علي اسد ما حدث بينه وبين جميله منذ اول لقاء..
اسد:اممممم.. رافت انت حيو ان.
رافت:شكرا.
أسد:احنا من امتي بنحرم ام من ابنها..احنا اشتغلنا في الم افيا بس كان عندنا مبدء يا رافت بيه.
رافت:اسد اقسم باااااللله انا علي اخري لو هتقطم فيا امشي افضل.
اسد بصوت مرتفع نسبياً:اي مش عجبك كلامي ولا علشان صح!.
نظر رافت اليه ثم صمت فقال اسد:مش كل الستات امك!
انفعل رافت وصرخ:متجبششش سيرتتهههها.
أسد باستفزاز:لسا زعلان من اللي عملته.
رافت بغضب:اسسددددد.
نهض أسد وسدد لكمه في وجه رافت ومسكه من ياقة قميصه وقال:فووووق من اللي انت فييه.
ابعده رافت عنه وجلس..فجلس رافت امامه وقال: يا أسد انت اخويا الكبير.
وكان رافت بيمسح وجهه بيضق:عارف عا..قاطعه صوت صراخ اطفال وطرق علي الباب..
نهض أسد وفتح الباب وجد الثلاثي اولاد امامه..
أسد بصرامه:في اي؟؟
ارسنال: هزه اضرب حمزه..ارسنال ضرب الاتنين.
ابعد أسد قليلا عن الباب وقال بحزم:ادخلوا جوا حالا.
ركضت الثلاثي ووقفوا امامه كالجنود تحت انظار رافت المتعجبه..
أسد بقوه:هتروحوا تقعدوا علي الكنبه دي لحد ما اخلص كلامي مع اونكل مفهوووم.
هزوا رأسهم بخوف فتركهم أسد فاسرعوا الي الاريكه يحاولوا الصعود فقال رافت:ساعدهم يا امجد مش هيعروفوا يط...لم يكمل حديثه من صدمته...
جلس ارسنال علي يده وقدمه مثل وضع القطه ثم صعد حمزه علي ظهره وجلس علي الاريكه ثم من بعده عز..
فنهض ارسنال وتسلق الاريكه باحترافيه وجلسوا مثل الآلات..
رافت بصدمه:دول اطفااال ايه مش بتسعدهم!
أسد بغرور:تؤتؤ دول عيال الاسد.
رافت:اذكيه جدا عندهم كام.
أسد:هيكملوا سنتين كمان تلات شهور.
مراد:انت بتهزرر..سنتين وبيتكلموا كدا.
أسد:ماقولنا عيال أسد..وبعدين متهوش موضوعنا.
رافت انا معاك.
أسد:صلح علاقتك بمراتك.
رافت:مين!
أسد:مستعبطش يا رافت.
رافت:انا ملاحظ انك سايق فيها يا أسد
أسد بسخريه:ياريتك انت تلاحظه في افعالك مع مراتك!
رافت:اعمل اي يعني!
أسد:عيد ميلاد زين تحضره..انت معاك ست محترمه اما ندى دي راقصه.
رافت بغضب: أسد دي مراتي.
أسد:انت تخرص فاهمني..مراتك اي احنا هنضحك علي بعض مانت عارف ان جدك اللي دبسك فيها.
رافت:الله يحرقه مطرح ماراح.
أسد:البت دي بتحبك..مضيعهاش منك.
هز رافت رأسه وقال:وزين متعلق بيها.
أسد:مش امه!
رافت: زين ميعرفش الحقيقه.
أسد:ب..قاطعه صوت صراخ لاي..
لاى ببكاء:عيااالي راحوووا مننييي يا اسدددددد.
اشار اسد بأصبعه ل رافت بان ينتظر ثم اشار لاطفاله بالصمت وفتح الباب نصف فتحه وجدها امامه تبكي..
أسد:في اي يا لاى.
لاى:ارسنال واخواته مش موجودين يا أسد.
أسد:دورتي في الجينيه الخلفيه.
لاى:ايوا.
أسد:الجنينه الاماميه.
لاى:ايوووا.
أسد:استبطل الخيل.
لاى:والله ايوا قلبت القصر كله عليهم.
أسد:طب مكتب عز باشا.
لاى:دورت يا أسد دورت ثم انهارت في البكاء..
أسد:خلاص يا حببتي يبقي ضاعوا ثلاثه باقي عندنا اربعه غيرهم.
نظرت لاى اليه بصدمه:اربعه غيرهم اييييي هما قططط.
أسد بضيق:بقولك اي انا معايا ناس مهمه سلام دلوقتي.
ثم اغلق الباب وجلس أمام رافت..
رافت بتهكم:مش تصلح علاقتك الاول بمراتك وبعدين تبقي تنصحني!
احمرت عينان أسد وقال بشرار:حسك عينك تجيب سيرة مراتي علي لسانك يا رافت انت عارفنى كويس بدل ما ادفنك هنا.
حمحم رافت وقال:احم تمام..عاوز حاجه انت.
أسد:عاوز اسمع خبر قريب بان زين هيكون ليه اخوات ثم غمز ل رافت بعينه..
رافت:مش عارف يا اسد انا مبحبهاش.
أسد بتهكم:اه اه ماشي ماشي يلا في ستين داهيه.
قهقه رافت ثم غادر القصر..
أسد في غرفته يضرب كف علي كف لو ماكنش بيبحبها خلف زين ازاى هو بيجبها بس بيماطل عالفاضي.
نظر اسد لاطفاله وقال:بتبصوا علي اي؟
اشاروا خلفه التفت وجد لاى تنظر اليه بغيظ فضحك قائلاً: آيو حبيبت قلبي!.
لاى بغيظ:ايو في عييييننكككك.
أسد بصرامه:اطلعووووا برا.
نزلوا اطفاله يتسابقوا للخارج..فأغلق الباب خلفهم وقرب منها وقال بمكر:قولتيلي اي بقي..
في المساء..
دخل رافت المنزل فوجد جميله وزين يشاهدون التلفاز فابتسم بتهكم وهو يتخيل حياه مستقره مع زوجه تحافظ علي بيته واطفاله..قطع تفكيره عناق زين لساقيه..فحمله وقبله من خده وقال:حبيب بابا اللي كبر وهيكمل اربع سنين الجمعه الحايه.
ضحك زين وقال:جبتلي شكولاته.
اخرجها رافت من جيبه وقال:جبتهالك بالبندق زي ما بتحبها.
قال زين بحزن:بس يا بابا انا بحب اللي بالكراميل!
رافت:ازاي انا طول عمري بجبلك بالبندق!
ثم نظر في وجه ابنه..وتحولت نظراته لغضب وحزن وانزله..
كانت جميله تتابع من بعيد فقال رافت:تعالي.
تحركت جميله باتجاهه فقال لزين:اطلع اوضتك يا زين.
زين:بس يا باب.. رافت:كلمه واحده.
وضع زين راسه في الارض وقال بحزن:حاضر يا بابا ثم صعد..
اخرج من جيبه كارت النقود الخاص به وقال:اشتريلك فستان او اي حاجه عشان هتحضري عيد ميلاد زين..وجبيله هديه علي زوقك.
نظرت جميله اليه في صدمه وعجز لسانها علي التكلم فأكمل هو:عاوزك تتجنبي اي حديث جانبي عن زين او عني مفهوم.
لم تسمع جميله ما قاله فاندفعت الي احضانه وعناقته بقوه..
تسمر في مكانه ونظر امامه ثم وضع يده حولها وكأنها شيء هش هيتحطم اذا ضغط عليه..
جميله بفرحه:شكرا شكرا شكرا اووووي.
تنهد رافت فابتعدت عنه وقالت:بس اي التغير دا؟
رافت:مش عحبك ممكن ارجع احبسك تاني!
جميله بسرعه:لالا خلاص انا فكرت حد خبطك علي دماغك ولا حاجه.
رافت:تاااااني طولت لسااان تااااني!
جميله:خلاص ياعم الاااه.
رافت وهو يدفعها امامه:غوري من وشي اتخمدييي.
جميله:ياعم متزقش اللااه داخله اهووو..جاتك نيله.
قم ذهبت الي غرفتها وفصعد هو الي غرفته وفتحهها وجد ساره ارتبكت واخفت هاتفها..
رافت بشك:بتعملي اي؟؟
ندى بتوتر:و..لا..لا حاجه.
اتجه رافت الي خزانته وهو بداخله ريب فيها وقال:اومال اتوترتي كدا لي اول ما دخلت!
ندى:اص..اصل مش متعوده انك تيجي بدري كدا يعني.
اخرج رافت ملابسه ثم اتجه اليها وجذبها من شعرها وقال بتحذير:قسما بالله يا ندى لو عرفت انك بتلعبي بديلك من ورا لا هقصهولك..فاااهمه.
هزت رأسها برعب بالموافقه فدفعها وسار باتجاه دورة المياه واغلق خلفه..
رافت لنفسها:انا لازم اهرب في اقرب وقت منه وفي اقرب فرصه...