CMP: AIE: رواية تزوجت اخي ولكن الفصل الرابع عشر14بقلم ايمان كمال وابتسام محمود
أخر الاخبار

رواية تزوجت اخي ولكن الفصل الرابع عشر14بقلم ايمان كمال وابتسام محمود


 رواية تزوجت اخي ولكن 
الفصل الرابع عشر14
بقلم ايمان كمال وابتسام محمود


لم تعطي ردا وظل يترجاها ويبكي في حالة انهيار لم تشهدها من قبل، لم ترآه هكذا في شدة اوقات ضعفة، كم ارادت ان تنهض 



وتدفنه داخل احضانها، وتزيح كل الامه وتطيبه؛ لكن كيف تفعل هذا وهي في امس الحاجة لمن يربت على قلبها ويداوي نزيفه... ؟! 





لم تجد رد فعل ابلغ من الصمت والدموع هي من تجرفها في كل الاتجاهات وتلطم بأوجاعها بكل قسوة. 
كان الوالدين جالسان بالداخل، قص عليها كل ما حدث، بينما بالخارج صوت شقهاته يصل إليهما، لامت عليه زوجتة واشفقت





 على المذبوح خلف جدران غرفتها، نظرت لزوجها بعتاب ثم نهضان نحوهما، حين شاهد حالة بكاء ابنته لم يهتم بأي شيء غيرها فقال بغضب:





- مش قولت الكلمتين اللي محشورين في زورك، ممكن بقى تتفضل توريني عرض كتافك، وكفاية بقي اللي شافته بنتي معاك. 
- عبده اية اللي بتقوله ده؟ ميصحش الراجل في بيتنا. 





- والراجل ده وقفت اطلب منه يطلق بنتي مرضاش، بس مبقاش راجل من ظهر راجل اما طلقتها منه وجوزتها لراجل بجد يسعدها. 

طأطأ رأسه ولم يرد، لكنه انتظر منها اي رد لم يجد إلا بحور دموعها، تمنى ان تبدي اي رد فعل يشعره انها متمسكة به مثله لكنها خذلته، فما كان منه إلا أن ينصرف فكفى له مهانه لحد هذا الحد، لكنه قال أخر كلماته لها بصعوبه:






- انطقي قولي لوالدك ميدخلش بينا، وأنك لسه عايزاني وهتكملي معايا تحت أي ظرف، متخلهوش يخرب بيتنا اللي 




ملحقناش نعمره بحبنا، تعالي معايا يا ياسمينا نحل مشاكلنا مع بعض، ومتديش فرصة لحد يوقع بينا، يابنت الناس أنا عشانك لأول مره 







وقفت قدام أمي وخالفت كلامها واختارتك أنتي، ولساني مقدرش ينطق ويطلقك، اشتريتك لابعد الحدود، قولي اي حاجة بلاش تسكتي كده !!  دافعي عني. 






رأت والدتها مدى الحيرة التي بأعين ابنتها، فهي تنظر له تارة، وتنظر لوالدها الغاضب تارة اخرى، ما اصعب لحظات الاختيار بين اقرب اثنين غالين على القلب... !! 
اشفقت الأم لحالتهما، واقتربت من "جاسم" وربتت على كفته بحنان ثم قالت:





- معلش يا جاسم، أديها بس فرصة تخرج من صدمتها، عشان تفكر صح، اصل اللي حصل مش هين، وان شاء الله ربنا يصلح حالكم ويهدي النفوس.

اومأ لها بعيناه وانصرف وبداخله لعن غباءه وكبرياءه الذي لم يجعلاه يعترف




 بوجود مشكلة، ولابد من حلها والتوجه للطبيب منذ اول ليلة. فما فائدة الكبرياء التي اوصلته لهذا الموقف المشين الذي جعل حياته تنتهي قبل ان تبدأ. 
قاد سيارته ولا يعلم إلى أين هو ذاهب. 

في أعلى تنظر الأم لأبنتها وهي تضرب كف على الاخر تشعر بغليان في دمها اقتربت منها وصاحت في وجهها رادفة:
- طول عمرك مجنونة، ومستحملين جنانك، لكن يوصل الجنان بيكي انك تروحي لحد بيت أهله في عقر دارهم يامفترية، وتفضحي الراجل بالشكل ده، وتعريه قدامهم بكل بجاحه، ده اللي مش قادرة اصدقة ؟! 
وأنت ياعبده إزاي تسمحلها تعمل كده؟ 
رد مدافعًا بحده:
- مكنتش أعرف، بنتك مقالتليش حاجة غير انه هيكتب كتابه بس، ولما قلبت الطربيزة عليه اتصدمت انها لسه بنت بنوت، وكانت صابرة ومستحمله، ومكنتش هتقول ياكوثر، بس بعملته اللي عملها اضطرت تتصرف كده؛ عشان ترد كرامتها. 
- ولو برضو الست الأصلية تحافظ على سر جوزها ومتفضحهوش مهما يعمل. 
نهضت واقفه بغضب ردت:
- يعني يدبحني ويتجوز عليا واسكتله، ومصرخش واقول آه، بأي حق وفي عرف مين مردش الصاع اثنين؟ 
- في عرف الدين ياياسمينا، في حكم ربنا  لما قال سبحانه وتعالى 
"هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ"  وبتشمل هنا الاية معاني كتير اوي، منها القرب والملاصقة والستر والتجميل والغطاء والمتعة، يعني بيأمرنا ان الزوجين يكونوا ستر وغطا على بعض، عمرك شوفتيني في مره بفضح سر لابوكي، طب بلاش تعرفي لو ابوكي فتح الباب عليكي وكنتي عريانه، وكان واقف هو وجوزك واخوكي، اول ما هتجري هتروحي تستخبي في مين؟ 
هقولك من غير تفكير؛ هتجري تستخبي ورا ظهر جوزك، لانه منك وانتي منه، وهو اللي هيسترك، مش هيفضك زي ما عملتي. 

كانت "ياسمينا" تسمعها بأنصات شديد، وشعرت للتو مدى فجع ما فعلته في حقة، فقد اعماها غضبها حكمت عليه وعقابته أشد الاف مرات من رد فعله تجاها، ظلت تائهه لا تعرف كيف تتصرف، وكيف ستفعل؟ ضغطت اكثر والدتها واكملت حديثها لزوجها قائلة:
- وأنت ياعبده، أول مره استغربك واحس أنك واحد تاني غير اللي اتجوزته من أكتر من ٢٥ سنة، فين حكمتك اللي كل معارفنا بتلجأ ليك عشان تحل ليهم مشاكلهم؟ 






عمرك ما خربت بيت حد وكانت المشاكل اللي بتتعرض عليك عويصة، كنت بتحكم بما يرضي الله، جيت عند مشكلة بنتك الوحيده وعايز تخرب بيتها اللي لسه متجوزة مكملتش كام شهر، اتقي الله ياراجل. 
- أنا ياكوثر اللي عايز اخربه؟ 
- امال مين يا عبده؟! 
مين اللي بهدل الراجل، وحاسبه على ذنب مش ذنبه؟! 
افرض انه ابنك هيكون ده رد فعلك؟ ولا هطبطب عليه وتقف معاه ولو مراته موقفتش معاه وساعدته هتقوله دي قليلة اصل ومتستهلكش، وهتكون في ظهرة لحد ربنا ما يعفو عنه. 
كنت هتعمل كده ولا لأ؟ 
خجل من نفسه وقال:
- لاول مره تكسفيني وتكوني عندك حق يا ام ياسمينا، ايوه كنت هعمل كده واكتر من كده كمان. 
- حشى لله يا عبده اني اكسفك، لا عشت ولا كنت، انا بس مرايتك اللي بتبيلنك الحقيقة كامله من غير تزيف، وبحق الله الراجل صعب عليا اوي، وحسيت انه مكسور وبيحبها فعلا برغم اللي عملته، وعايزها تكون معاه، اوعى توشوش على تفكرها، سبها تاخد قرارها بنفسها وتخوض التجربة، يمكن ربنا يشفيه والحالة تتحسن مع الوقت، ويعيشوا في سعادة. 

اتنهد بقلة حيلة، ووضع كفه على ذقنه وقال:
- طب لو طلع مفيش فايدة، هترضي بنتك تعيش في حرمان طول عمرها، وتتحرم من نعمة الانجاب. 
صمتت قليلا ثم قالت:
- ساعتها ربنا يحلها من عنده، ولو قالت أنا مش قادرة أكمل هنكون داعمين ليها وفي ظهرها. 

اقتربت من ابنتها وجلست بجوارها وتحدثت بنبره هادئة:
- وانتي يابنتي، اللي حصل منك كبير اوي وخليكي فاكره هياخد وقت كبير عقبال ما يتنسي سواء منك او من جوزك واهله، مهمتك صعبه اوي لو وافقتي ترجعي، لكن بالمسامحه والحب كل العقد هتتحل مع الوقت والأيام. 
- أنا موجوعة منه اوي ياماما، ومش عارفة اخذ قرار. 
- حاسة بيكي ياحبيبتي، لكن كان ممكن بدل كل اللي عملتيه وتفضحيه، تروحي وتخيريه بينك وبينها، كان هيبقى أهون كتير من اللي حصل، لكن الندم والعتاب مش هيفيد، وغلطة ولازم تتعلمي منها، انك لما تردي على وجعك؛ رديه بالعقل والحكمه، مش بالجنان والتهور. 
قومي خدي شور، وصلي ركعتين واستغفري ربنا وطلبي منه يهديكي القرار الصواب، وخليكي حاطة في راسك اللي عايزة كسرها دي؛ ان جاسم يا قلب امه كان مفطور عليكي، ومتعذب وضحى بحاجات كتير كان مستحيل يضحي بيها عشان بيحبك، وكان مستني منك كلمه تبل ريقة، لكن ملقاش غير جحودك انتي وابوكي. 
يالا هقول اية بس غير ربنا يصلحلك الحال ياحبيبتي. 

ارتمت "ياسمينا" في حضن والدتها وبكت بشدة، حتى جفت ادمعها وبقى شهقاتها هي التي تعلو، قبلتها والدتها ونهضت معها لتغسل لها وجهها، ثم تركتعا تأخذ حماما، ورجعت لزوجها الذي كان صامتًا ومطأطأ الرأس، تبسمت في وجهه وقالت:








- خلاص ياعبده مضيقش نفسك، اللي حصل حصل، وجاسم طيب واكيد هيعذر خوفك على بنتك، بس انت كان لازم تعرف من يوم ما كتب كتابه عليها وهو مفروض كنت تعتبره ابنك اللي مخلفتهوش، مش تعامله كأنه جوز بنتك وبس. 
- عندك حق ياكوثر، لتاني مرة النهارده تكسبي. 
قهقهت وضمت يداه وقالت:
- مرة من نفسي ياعبده، ما انت يا ما كنت بتعلمني طول السنين اللي فاتت، وجه اليوم اللي التلميذة تفوقت على استاذها يا استاذي الحبيب. 
- ربنا يديمك نعمه في حياتي، وتكوني دايما مرايتي اللي بتساعدني وتنور بصرتي ودربي يارب. 
- يارب نكون دايما سند لبعض ياحبيبي. 
          **************
بعد طول سيره بالسيارة، سمع نداء صوت المؤذن يصدح بمسجد بمقرب منزله، وعندما قال المؤذن"الصلاة خيرًا من النوم" شعر بأن الله يناديه، فهو في امس الحاجة للتوجه إلى الله يشكو له همه ويبث له حزنه، نهض بدون تردد ووقف كاليث الجريح المطعون وأغلق الصالة وتوجه لبيت الله، توضأ وصلى مع المصلين وعند أخر ركعه طال في سجوده وبكى كثيرًا وكثيرًا حتى امتلئت سجادته بدموعه المتساقطة، انهى صلاته، وجلس في ركن بعيدًا يبكي في صمت، رحل المصلين لمبتغاهم، وجلس إمام المسجد بجانبه حين رآه على حالته وسألة:
- استهدي بالله يابني، مالك الدنيا مش مستهله اللي انت عاملة في نفسك ده؟ 
- ونعم بالله ياشيخنا، أنا مشكلتي صعبه اوي. 
- كل مشكلة مهما كانت صعبه؛ بالاستعانه بالله تتحل بمشيئة الرحمن، احكيلي يمكن تلاقي عندي الحل، يوضع سره في اضعف خلقه. 

تنهد بألم وقص عليه منذ أن كان شاب يضعف أمام غريزته البشرية ويتجه للفتيات العاريات، حتى تلك اللحظة وما صار عليه، ظل يحكي ومع كل حرف يبكي بقهرة وصوت شهقاته يعلو، استمع له أمام المسجد بكل تركيز وحين أنتهى قال وهو يربت على كتفته برفق لحالته:
- شوف يابني؛ أنت تحمد ربنا انه ابتلاك في الدنيا عشان تقدر تصلح غلطتك لما غضبته وروحت فعلت ما نهانا عن فعل المعصية لما تسبب من أذى وضرر جثيم، وكلنا عارفين عقابها عند ربنا اد اية كبير، بس عليك أنك تتوب من قلبك، وتستغفر ربك كتير اوي، وتطلب منه انه يغفر ليك خطأك الشنيع، انت ضعفت والنفس أماره بالسوء، وقليل منا اللي بيتحكم في غريزته، لكن المؤمن القوي بيستطيع بالصوم والرياضة يتغلب على الشعور الغريزي بداخله. 
انما الشق التاني، فلازم تروح للمتخصص اللي يفيدك، والعلم تقدم وأكيد هتلاقي حل عند دكتور متخصص، والاعتراف بالمشكلة بداية لحلها، وبإذن الله تعالى ربنا يجعل في ايده الشفا. 

شعر "جاسم" ان الله وضع في طريقة هذا الشيخ الطيب لينور دربه، وعليه تنفيذ ما نصح به، جفف ادمعه وسألة:

- يعني ياشخنا لو استغفرت ربنا هيسامحني على اللي كنت بعمله في شبابي. 







- ان الله يغفر الذنوب والخطايا جميعًا ماعدا الشرك به. 
روح يابني اعمل عمره، واغسل نفسك من كل خطاياك، واول ما رجلك تعتب بيت الله الحرام اركع واسجد لله واطلب منه السماح بأنك مستحيل تعاود لطريق الشيطان مره ثانيه مهما حصل. 
تفهم ما قيل ثم نهض ليتوجه إلى منزله وبداخله شعر بإنطفاء النيران وتحولت لرماد وثلجت اوجاعة وطيبت ولو لقليلا، فهو كان البلسم الذي طيب جراحه والآمه، وعزم على تنفيذ نصائحه، دلف للمرحاض واغتسل 
ثم جلس يستغفر كثيرًا حتى غفاه النوم دون ارادته. 

           *************
لم تغفى عيون الياسمين دقيقة واحده من ليلة بارحة، ظلت تفكر في حديث والدتها كثيرًا، ولكنها مازالت في بحور حيرتها تسبح ولا تعرف بأى ارض سترسى سفينتها الخرقاء معه لبر الأمان، تاركة روحها تميل معها كيفما تشاء ولا تستطع التحكم فيها، كيف تفعل ذلك ومجدافها مكسور مثل فؤادها ؟!
هل ستغامر وتستمر معه وتحيا على أمل كاذب، ام تتركة وتحاول نسيانه وكأنها لم تراه ولا احبته في يوم... ؟! 
         **************
استيقظ "جاسم"  ثم ذهب لإحدى المكاتب السفرية ليأخذ نأشيرة سفره لعمل عمره يطلب منها هناك العفو والمغفره، نادمًا على ما جرفته يداه، ومن حسن حظه كان موعد السفر قريبًا. 
بحث عن طبيب متخصص في تخصص الذكورة، وتوجه إليه وانتظر توقيت دلوفه للداخل، مر وقت ليس بقليل ونادت عليه الممرضة واخذته لمقابلة الطبيب، سار معها بخطى مرتعشة، والعرق يتصبب على وجنتيه بغزارة، اشار له الطبيب بالجلوس، جلس على المقعد امامه، ويده 






يفركها بالاخرى في توتر، نظر له الطبيب مبتسمًا وهو ينظر للورقة التي امامه وتعرف على اسمه من خلالها ثم قال:

- مساء الخير استاذ جاسم، ممكن توصفلي بتشكو من أية؟ 
ومفيش داعي خالص للتوتر والقلق، خد الموضوع ببساطة اكتر من كده، العامل النفسي له دور مهم جداً.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-