CMP: AIE: رواية تزوجت اخي ولكن الفصل الرابع4بقلم ايمان كمال وابتسام محمود
أخر الاخبار

رواية تزوجت اخي ولكن الفصل الرابع4بقلم ايمان كمال وابتسام محمود


 رواية تزوجت اخي ولكن الفصل الرابع4بقلم ايمان كمال وابتسام محمود
.
– لا مش ده؟
– محاسب الضرائب جه.
اشار برأسه بالنفي، فتذكرت وردت ضاحكة :
– ااااه الجيم ولع.
– ده أنا اللي هولع فيكي حالا.
نزلت معه وطوال الوقت كانت تعمل معه وتلهو لعبة القط والفار في كل لحظة، حتى جاء موعد الغداء، طلب لوالدته وجبه من المشاوي، وانتظر مجئ رجل التوصيل، وحين لمحته




 جاء يقدم الطعام، ودفع له الحساب، مطالبًا إياه ان يصعد لأعلى، وعند هذه اللحظه انتشلت منه أكياس الطعام وخطفته قائلة:
– إزاي راجل غريب يطلع فوق لوالدتك، اية مفيش بنته هنا ولا اية؟

اندهش من تلك الفتاة التي تقحم نفسها في حياته بشكل غريب، لكن في داخله كان سعيد بتصرفاتها وطفولتها التي تقتحمه وتهدم مع كل ضحكة منها حصن من حصونه المنيعه، اومأ لها بالموافقه، ضحكت وصعدت لأعلى، وطرقت بابها وانتظرتها تفتح لها طاقة الحب والسعادة، فهي دربها الذي لابد ان تسلكه لتنال رضاها لتصيلها إلى مبتغاها، نهضت والدته من مجلسها، وسارت بخطى بطيئة وحين رآتها امامها قالت:
– خير يابتي؟
– خير طبعًا يا طنط، أنا قولت مفيش بنته مع جاسم تجهزلك الأكل، قولت لازم أنا كبنته بتشتغل في الجيم ومعنديش مانع اترقى من الشغل لقلبه….
قاطعتها بتعجب:
– بتجولي ايه؟
– احممم، أقصد أطلع أنا و اجبلك الأكل بأيدي.
قالت حديثها وهي تشار على نفسها تأكد لها إنها فتاه وتصلح للزواج، فردت بوجه جامد:
– حطيه عنديكي اهنا، ولما اعوز اكل همد يدي واكل.
– والله ابدا لازم اكلك ياطنط، انتي ضيفتنا هنا، وهناكلوكي يعني هناكلوكي.
امسكتها من يداها واجلستها على رأس مائدة الطعام، وفتحت الأكياس التي بيدها، ووضعت المشاوي امامها، وقدمت لها قطعه من اللحم في فمها قائلة:
– مين هيفتح بوقوا وياكل حتة الكفته دي، هم ياجمل.
– وه وه كيف بتتعاملي معاي زي ما كون عيل صغير بتاكليه.

وضعت قطعه اللحم على المنضدة، وضمت شفتاها للأمام بزعل وقالت:

– حقك عليا، أنا كنت عايزة اكلك، وبراحتك الأكل موجود لما تحبي تاكلي، عن اذن حضرتك.
كادت أن تتركتها تحت نظراتها المعجبة بها، فقالت متسائلة:

– هو انتي ليه يابتي لبسك محزق وملزق أكده على جتتك؟ واية اللي متلحفه بيه على وسطك ده؟
– ده لبس الجيم عشان اكون براحتي في الحركة، بس لو لاقيت حد ايكش يلبسني نقاب يا طنط هلبسه، بس هو يجي ومعنديش مانع.





– اه جولتيلي، ربنا عيرزقك عن قريب چوي.
– ان شالله يسمع منك ربنا يارب، يالا بقى عشان تاكلي.

ضحكت عليها وبدأت في الطعام، وطلبت مشاركتها بالطعام، ولحظات وآتى “جاسم” وشاركهما، واصبح الضحك يملئ المكان من حديث وطريقة “ياسمينا” مع والدته التي اعجبت بها حتى ذهبت بيتها وهي كالولهانه المغيبه.
  * * * * * * * * * * * * * * * * 

وفي اليوم التالي استيقظت “ياسمينا” وهي تحمل أحاسيس كثيرة تود بثق كل ما داخلها حتى تستريح من ثقل ما تحمله من مشاعر جياشة، ذهبت على الفور إلى عملها حتى تقابله قبل أن يأتي أحد وتعترف له، لكن كيف ستعبر عن ما تشعر به أمامه بتلك البساطة؟
انفضت كل التفكير واقتربت منه وهي تترك لمشاعرها الصادقة الحديث بدون اي مقدمات، فالأعتراف بالحب لا يحتاج إلى تفكير ولا دروس في كتب العاشقين، بل إلى أحاسيس من داخل أعماق عاشق صادق، فقتربت منه بخطوات ثابته، عندما شعر بقدوم أحد خلفه نظر نظره جانبيه بدون أن يلتف واخبرها:
– عايزين نعمل تغير… تغير كده يخلي الكل أول مايشوفوا يستغربوا أزاي حصل التغير ده كله بالسرعة دي.

تفوه حديثه دفعة واحدة عليها، وصل لرأسها كالجرعة المركزة من الهيروين الذي يفترش أثارها المخ وتلذعه بشدة.
افتحت اعينها وهو يهزها:
– انتى معايا؟
هزت رأسها بهيام:
– طبعا معاك.
وقف وضع يد على خصره والثانيه يلوح بها في الهواء:
– طيب عايز أفكار نغير بيها الجيم.





فتحت بؤبؤ عينيها على وسعهما وهي ترمقه على مقصده، فهي شعرت أنه يحمل داخل قلبه ما تحمله، فقالت بغيظ:
– التغير للأفضل طبعا حاجة كويسة، بس بيكون لجذب العين، وتحريك المشاعر، وانصاف القلوب.
صفق لها بإعجاب لحديثها:
– بالظبط ده اللي عايزه، عايز اللي يدخل ميفكرش يطلع من هنا من كتر الارتياح من كل حاجة، بس خايف ساعتها منقفلش خالص.

قال اخر جمله بهزار، فعضت شفتيها وهي تجيبه بسخريه:

– كل دي مخاوف هبله، أنما الخوف من مشاعرك السلبية اللي بتختلف مع تفكيري الواضح والصريح.

قبل أن يستفسر عن مقصدها تقدم منه شاب يستعلم عن شيء فتوجه إليه يساعده، عوجت شفتيها يسارا ويمينا بسخرية من قدرها وذهبت خلفه، فكلما تحرك خطوه ذهبت خلفه حتى زفر أنفاسه بتأفف وهو يلتفت لها يبلغها:

– ممكن تروحي تقعدي على المكتب هناك.
ردت بعملية مزيفه:
– بس أنا بساعدك.
ابتسم لها ابتسامه صفراء تدل على موجة غضب اتيه لا محال:

– لا روحي ارتاحي ولما اعوزك هندهلك.
– شور.
– شور.
أشارت نحو الطاولة:
– هناك؟
أومأ برأسه:

– اه اللي هناك ده





رسمت على ثغرها ابتسامه وتحركت وهي ترجع للخلف بظهرها وترمقه بنظراتها البلهاء حتى أقتربت من المقعد المتحرك وقبل أن تجلس أتى أحد من الخلف أخذ الكرسي المتحرك وتحرك به وهي جلست على الهوا ووقعت ارضًا تألمت في صمت وقامت مسرعه تنظر يمين ويسار ترى أحد لمحها، ثم قامت تضرب من أخذ المقعد بحركات هوجائيه وبرقت له جعلته يستغربها وتركها ورحل، اخذت المقعد جلست عليه وهي تزفر أنفاسها، ثم رجعت برأسها للخلف تبحث بعينيها على من سلب عقلها لم تجده، ظلت تحرك أنامل قدمها على الأرض حتى يتحرك الكرسي ومازلت تبحث، ولم تسمعمن تسأل عن قيمة اشتراك الصاله، وبعد ثواني دخل “جاسم” الصاله من الباب الذي خلف ظهرها ولمحها تبحث عن شيء، اقترب منها ووضع يده على كتفها يهزها، لم تبالي وظلت تتطلع بمقلتيها الصاله حتى تعثر على فارسها، شعر أنها في عالم تاني، نظر بعينه مكان ما تنظر، لكنه لم يجد شيئًا، فحركت رأسها يسارا بسرعة فانصدم وجهها بوجهه، فأشار بيده بعد أن انتفضت:

– بتبصي على ايه؟
تنحنحت وهي تفكر في كذبه وكانت تدلك رأسها من الألم:
– في الحقيقة مش ببص…
– امال؟!
– بدور.
– على مين؟
– عليك.
– نعم.
– احممم، اقصد…. اي… اه عليك، انت بتوترني ليه؟
– طيب ليه؟!
– عشاااان….. في واحد هناك عايزك تظبط ليه الجهاز، وحضرتك ولا انت هنا.
قالت اخر كلمتها بأتهام، نظر مكان ما تشار وتحرك وهو يضع يد على خصره والثانيه يشوح بها وقال:

– ياريت تركزي في شغلك.
– ما انت شغلي الشاغل.
رجع لها وهو يضيق عينه بإستفسار ما قالت:
– قلتى ايه؟
– مش انت مديري.
– اها.
– يبقى لازم اركز معاك.






امسك رأسها التي تتحرك عليه كلما ذهب:
– طب ركزي مع الناس اللي بتكلمك.
هزت رأسها بهيام وهي تنظر داخل عينه وتتحرك على مقعدها، زفر أنفاسه وهو يسألها:

– انتى بتفركي كده ليه؟
عضت شفتيها وهي ترمقه بنظرات شوق، فتركها وهو يضرب يد على يد، فقالت بسرها:
– الراجل ده مافيش حاجة تحركه خالص، ما ليه حق شبه الحيطه مش بالساهل يتحرك، بس بعون الله أنا يا انت في أم الجيم ده.

قالت اخر جمله بصوت عالي وهي تضرب الطاولة التي أمامها بكف يدها، فسمعها كل من في الصاله، ونظروا عليها، رمشت بعينيها من الإحراج ومسكت قلم وإشارت إليه وهي تقول بابتسامه:

– القلم ابن اللذينه مش ثابت في مكان خالص مجنني معاه.

ثم نظرت للواقفه من فترة تتألم:
– اتفضلي أمري يا فندم.
– عضلة رجلي من السمانه وجعاني اووي، مش قادره اتحرك.
– ما هي لو محترمه مش هتسيبه يفعص فيها كده.
قالت حديثها وهي تنظر على “جاسم” الذي يقيس لفتاه حجم خصرها، ويتبادلونا الحديث، فقالت الفتاة بحده:

– مين اللي مش محترمه؟
– لا مش عليكى، انتى كنتى عايزه ايه؟
– بقولك رجلي….
قطعتها عندما رأت الفتاة الواقفه مع “جاسم” تضع يدها على عضلات يده، وقفت بغيظ:
– الهي تنقطع ونرتاح.

اذهلت الفتاة الواقفه أمامها من دعوتها عليها وأمامها:

– ايه يا آنسه اللي بتقولي ده؟




لم ترد عليها وذهبت لهم وقالت من تحت ضرسها:

– سبها ليا اظبطلها جهاز الجري وروح شوف شغلك.
تركها من غير اي حديث، وابتسمت للفتاة وظلت تزيد سرعة الجهاز برغم اعتراض البنت:

– خلاص كفايه كده، لو سمحتى بقول كفايه كده.. يا …..

لم تهدأ “ياسمينا” حتى زادت السرعة وطارت الفتاة وبدل أن تنقذها ظلت تضحك بقوه من قلبها، جري “جاسم” على الفتاة وهو يرمق “ياسمينا” بنظرات قاتلة، ارجعت شعرها للخلف ولم تبالي ورجعت إلى مكانها تنفض يدها من اثار جريمتها.

“جاسم” ساعد الفتاة التي تصرخ وتوبخ فيها بحده، و”ياسمينا” ولا كأن أحد يسبها، فقال لها حتى ينهي الموقف:

– بعتذر ليكى دي طرشه مش بتسمع.
رمقته “ياسمينا” بنظرات سخريه ثم حولت بصرها للفتاة وأشارت على اذنها ثم طرقعت بأصابعها السبابه والابهام جنب اذنها اليسرى وهزت رأسها تأكد أنها لا تسمع شيئا،
قامت الفتاة تنفض مؤاخرتها وتحركت، فتقدم “جاسم” عليها كالنمر المتوحش الجائع، فصرخت “ياسمينا” وهي تركضت خارج الصاله قبل أن يلتهمها.
– بقولك ادخلي متفرجيش علينا الناس.
– لا ياحبيبي أنت هتضرب، أنا شايفه أني اخد نص يوم اجازه واريحك من وشي.
– بصى انتى صح أحسن حل امشي.
– اه عايز تطفشني، طب ايه رأيك بقى أنا هفضل قعده وعلى قلبك.

زفر “جاسم” أنفاسه كالدب القطبي الذي ارغم يعيش في مكان حار وهو لا يتحمل لهيب الجو، ثم قال لها بحده:
– تعالى ادخلي.
ردت عليه بصوت مرتفع يملئه الضحك المشاكس:
– لاااا… هو أنا هبله ادخل المصيدة برجلي.
زفر أنفاسه وهو يتطلع الشارع، رأى كل الماره ينظرون عليهما فقال بهدوء مزيف وهو يحاول كبح غضبه منها:






– طب تعالي ادخلي… وأنا هطلع فوق شوية عشان تتطمني.
– لا كداب أنت يا ابو صلاح، أنت بتجرجرني.
رمقها بنظرات ثاقبه وهو يكور قبضة يده:
– مين ابو صلاح ده؟!
ردت عليه ببرود جليد:
– اهو بص شوف نفسك بتعمل ايه؟

ابتلع سبه وحاول يخفي عبوس غضبه وهو يفسح لها الطريق:

– عيب وقفتك في الشارع، الناس تقول اية بس يابنت الناس.

وقفت للحظات توزن حديثة بعقل مفكر، ثم خطت خطواتها نحو الداخل، وهي تترقبه وهو يوليها ظهره حتى أن صعد لأعلى بوجه مكفهر عبوس من تلك المرأه التي اقتحمته بدون انزار سابق، ولا يعرف كيفية التخلص منها، فقد كانت بمثابة طائر الوطواط الذي يلزق في شخص ولا احد يستطيع نزعة إلا بالطبول، وعندما نطق كلمه طبول؛ تعالت في أذناه طبولا لكن من نوع آخر، لها صوت رنان، نعم !! هي طبول الفرح والسعادة، لكنه أدرك جرم ما وصل به عقلة من تلك الفتاة المجنونه، ولج للداخل وجد والدته لا تقل عنه حنق، تعجب من غضبها وسألها مستفسرًا:

– مالك ياماي، بنادم عليكي مسمعانيش ليه؟
رفعت بصرها له وضربت بعصاها الأرض بقوه قائلة:
– أني حالك ده ميلدش عليا ياولدي، لازمًا تقرر دلوجيت وعخطبلك قبل ما اعاود للبلد.
– كيف بس عيحصل في اليومين اللي عتجعديهم حداي يا اماي؟
– مليش فيه مش من قلة بنتة بحري، أنت اللي معاوزش تنقي بنته زين عشان تشرح قلب أمك.
– لاه حديتك مش صح يا ام جاسم، وعشان اثبتلك صوح كلامي، اختاري انتي ياست الكل واني عوافق عليها مفرقاش، اي مَره وسلام.

قذف الكره في ملعبها، وهو مدرك انها لن تجد فتيات خاليات للزواج، فكل اقاربهن متزوجات، فـ أراد عقله أن يخرج من الموضوع بكل سلاسة، بينما هي كانت ترمقه وتتفحصه بنظرات ثاقله حاده منذ اول ولوجه من باب الشقه، ظلت صامته للحظات، ثم غيرت مجرى الحديث قائلة:





– وأنت اية ياولدي اللي معفرك إكده ومضايقك كيف ما يكون زعابيب امشير عفرتلك وشك؟
تذكر ما بدر من البلهاء منذ لحظات، وتفوه بضيق:
– اتعاركت مع ياسمينا تحت.
حين سمعت إسمها نهضت من مجلسها مستنده على عصاها قائلة بحزم لا رجوع فيه:

– مش أنت لساك من هبابه، عتقول اختاري يا اماي؛ اني اخترت زينة البنته ام دم زي الشربات ياسمينا، عنروحوا نتكلموا عليها ونجرى فاتحتك عليها، وكلتها شهر بالكثير وتكون داخل عليها وتچيبلي الولد اللي طول عمري استمناه واترچاه من الدنيا.
كانت علامات الصدمة تعتلي تقسيمات وجه، كيف له أن يتحمل جنونها الباقي من عمره، وهو لا يستطيع تحملها طوال يوم العمل؟
لا ينكر حقًا انها تتمتع بخفة ظل، ومرحه تجعل قلبه يمرح ويمزح كطفل صغير مثلها، لكنها لا تصلح

                  الفصل الخامس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-