CMP: AIE: رواية شد عصب ) الفصل الثامن والاربعون والتاسع والاربعون بقلم سعاد محمد سلامه
أخر الاخبار

رواية شد عصب ) الفصل الثامن والاربعون والتاسع والاربعون بقلم سعاد محمد سلامه


رواية شد عصب 


 الفصل الثامن والاربعون
والتاسع والاربعون

بقلم سعاد محمد سلامه

قبل ساعات
بالحُفره
شعرت سلوان بالإنهاك من سيرها ذهابًا وإيابًا عبر ذاك الضوء الضعيف المُتسرب من الأعلى تبحث ربما تجد  مخرج من تلك الحفره لكن تعتمت الحفره مره أخرى
يآست من ذالك جلست فوق تلك القطعه الخراسانيه وإنزوت على نفسها شعرت بإحتقان فى
صـ درها وضعت يـ ديها عليه تشعر بآسى تشتاق الى ضم طفلها صاحب الأيام الى حضـ نها تُعطيه من حنانها سالت دموع عينيها، تبكي بآنين لما حين تُعطى لها الحياة  شئ سُرعان ما تأخذه منها، تيتمت صغيره كانت تشعر بالبؤس حين ترى زملائها يتدللون على أمهاتهم ويحكون عن الهدايا الاتى يأتين بها لهن بالاعياد والمناسبات، حتى حين إهتدى  الحال بينها وبين جاويد ورزقت بطفل يُكمل سعادتها سُرعان ما إقتنصت منها تلك السعادة وهى بجُب عميق لا تعرف لما هى هنا بهذا المكان الموحش،ومن الذى إختطفها وما غرضه من ذلك، شعرت بآلم ببطنها أيضًا، شعرت بتلك الدماء التى سالت على ساقيها،قوتها بدأت تخور،والبُكاء أغلق عينيها غصبًا ذهبت الى دوامة النوم ربما الأفضل هذا الآن 
غفت عينيها 
شقت بسمه شفتيها وهى تري نور  يقترب، تأملت بالنور، إنشرح قلبها حين خرجت  والداتها تفتح لها يديها، نهضت سريعًا وتوجهت إليها وألقت بنفسها بين يديها،لكن فجأه شعرت بخواء،تلفتت حول نفسها تبحث عن والداتها بهذا النور هى إختفت مره أخري أو ربما لم تأتى من الاساس وهذا أوهام،شعرت بهبوط فى قلبها كأن الحياه تنسحب منها تركت جسدها يهوا أرضًا على رسغيها تشعر بضنين،لكن هنالك همس إخترق الصمت 
همس تعرفه جيدًا،همس جاويد بإسمها،وضحكات صغيره،رفعت رأسها تنظر بكل إتجاه هى بالنور لكن لاترى أحد فقط همسات وضحكات،وهنالك صوت آخر طن فى أذنيها يقول:
سلوان خليكِ فى النور.

همست سلوان:
بابا إنت فين أنا خايفه.

عاد الهمس لها:
سلوان النور ده من جواكِ،متخافيش...قوي إيمانك بالله.

هدأ قلب سلوان قليلًا وإستكان جسدها.
....... 
بعد وقت قليل 
دخل  صالح الى داخل السور مُتسللًا خِلثه يُراقب المكان بالأخص ناحية  غرفة ذالك الحارس الضخم الذي  يجلس بغرفه خاصه خصيصًا له 
تسلل سريعًا يقترب من تلك الحُفره وأنزل ذالك السلم ورغم كِبر عُمرهُ سريعًا وضع يديه على مقدمة السلم ونزل عليه بحذر الى أن أصبح بالأسفل ،كان الظلام قد حل بالمكان  وأعتمه أخرج هاتفه وفتح كشاف الضوء وتسحب بهدوء واخرج قداحه لديه أشعل بها بعض المشاعل للموجوده بالمكان كي تُنير له المكان وهو   يبحث عن سلوان بداخله، من الجيد أنه يرتدى ذاك الحذاء ذو الرقبه العاليه سهل له السير دون أن تغرس قدميه بالطين،    
الى أن عثر على مكان سلوان،إقترب منها بخطوات بطيئه مع كل خطوه يخطيها يسيل لُعابه على تلك الجميله الغافيه
يشعر برغبة قوية تغزو جسدهُ، كآن تلك العاهه الذى كانت يشعر بها سابقًا إختفت او لم تكُن موجوده من الاساس، لم يكُن بحاجه لا لـ أطباء ولا عطارين  ولا لتلك المشعوذه غوايش،لا يحتاج لأمصال ولا ترياق هو كان يحتاج فقط لإمرأة تُأجج بداخله تلك الرغبه تُداعب مشاعره، ليس هنالك أفضل من تلك الفرسه التى تُشبه صورة الماضى التى أُقتنصت منه عنوه، لكن الآن لن يمنعه شئ من نيل ما يشتهي، بالفعل بخطوات مُتلهفه  إقترب من مكان إنزوائها لم ينظر الى ساقيها الملوثتان بالطين، ولا حتى لتلك الدماء التى تسيل على ساقيها، فقط ينظر بوجهها الجميل، ورغبه تسوقهُ، عقله يؤكد له أنه لم يعُد يحتاج لذالك الترياق الموجود خلف باب المقبره المُغلق،كما أخبرته غوايش،يحتاج فقط للشعور  بملمس ونعومة تلك الجميله ليؤكد أنه بكامل رجولته،ساقتهُ رغبة قويه تحسم ما يشتهيه الآن، لينالها  حتى لو كان هلاكهُ بعد ذالك هنا بتلك الحُفره،الرغبة ألغت عقلهُ، الأهم لديه الآن نيلها، غير آبه بأي عقاب لاحقًا. 

لكن لسوء حظه غرست إحدي ساقيه وأخرجها بقوه نظرت إحدي قطع الطين على ملابس سلوان مباشرةً، فتحت عينيها فى البدايه بغشاوه،أبصرت نورًا نظرت نحوه،سُرعان ما جحظت عينيها بذهول وشعرت برهبه قويه تجتاح جسدها دائمًا كانت تكره نظرات ذلك الحقير لها،حاولت النهوض بصعوبه حتى وقفت على ساقيها بوهن وقالت له بغضب:
إنت اللى خطفتني لسه فى قلبك الإنتقام للماضى،أنا عارفه حكايتك مع ماما وربنا نجاها منك ومن شرك.

رغم غضبه من حديث سلوان،لكن مازالت تلك الرغبه تتحكم به،تغاضى عن حديثها وهو يقترب أكثر لم يبقى سوا خطوه واحده وقف يتنفس يضحك ولمعت عينيه بظفر قائلًا بتشفي:
نجيت من شري،وماتت فى الغُربه، رجعت لهنا تاني فى صندوق. 

سالت دمعة عين سلوان وشعرت بأسى ونظرت له ببُغض وإستحقار وظلت صامته، تبتهل بقلبها أن يُنجيها من براثن هذا القذر الجاحد القلب... مهلًا هو ليس لديه قلب هو إستبدل قلبهُ، بقطعة فولاذ قاسيه. 
إشمئزت من نظرات عيناه التى توحشت وهو يكاد يهجم عليها، بينما هو يبتلع لُعابه الذى يسيل برغبه فاجره وكاد يهجم عليها، لكن تصنم جسده فجأة  حين شعر بيد قويه تجذبهُ للخلف، إستدار ينظر له للحظه إرتعب لكن الرغبه بداخله تتأجج وذالك الحارس الأسود الضخم هو المانع، تحير عقله هل كان ذلك الحارس يراه وتركه يتسلل وأتى خلفه كي يمنعهُ عن ما يريد الظفر به، نظر بسُحق له، بينما الحارس قام بجذبه من عـ ضده بقوة إنساق صالح معه غصبًا، لكن لم يسير خطوتين حتى دوي صوت إطلاق رصاصه بالمكان 
جحظت عين الحارس وجـ سده الضخم ينهار أرضًا مُدرج الدماء ينتفض برعشه قويه للحظات قبل أن يسكُن جـ سده قتيلًا... 
صرخت سلوان بهلع من قسوة الموقف ترى قتيلًا قاتلًا عيناه تلمع بنشوه خاصه كأنه لم يقتل بل يستلذ النظر الى القتيل،تخطاه وعاود السير ناحية سلوان التى إنزوت على نفسها تشعر بوهن فى 
جـ سدها كآنه هُلام،ترتجف من نظرات عين صالح الثاقبه والتى تنضُخ برغبة قذرة،شعرت للحظات بيأس فكيف ستنجو الآن من هذا القذر الفاقد للإنسانيه والأخلاق.

بعين لامعه بإشتهاء رفع يديه وجذب سلوان أوقفها عنوةً يُمسك عـ ضديها بين يـ ديه يضغط عليهن بقوه ونظرات عيناه تملأها نشوه خاصه وهو ينظر لعينيها التى تسيل منها الدموع،لكن هى لن تستلم حاولت دفعهُ بقوتها الواهنه،لم يتزحزح بل ضحك عاليًا بإستهزاء،وضمها أكثر رغم أنها تدفعه لكن هو يتشبث بعـ ضديها بقوة هو نفسه لا يعرف كيف تملكت منه تلك القوه
،لكن فجأة شعر بشئ أقوى منه يجذبه للخلف يسحبه بقوه،نظر خلقه،شعر بهلع وهو يري ذالك الحارس الذى قتله قبل قليل،لكن عيناه إستبدلت بعين واحده ناريه وجسده مشتعل يخرج من نير ان
مُتأججه،ضعفت قبضة يـ ديه على  عـ ضدي سلوان
فجأة شعر كآن إعصار ساخن ضرب جـ سده بقوه  أزاحه من مكانه قذفه بعيدًا  ليصتدم  جـ سده بحائط ويرتد واقعًا بوجهه على الأرض، إنغرس بوجهه فى طين الأرض الضحل يشعر كأن الطين يلتصق به،حاول الخلاص من ذالك الوحل الطيني لكن بلا فائده  عافر حتى إختنق فى الوحل وسكن جـ سده...
بينما سلوان رأت هذا ذُهلت مما حدث لـ صالح، لكن إستغاثت بالإيمان الذى يسكُن فى قلبها 
ها هو الكابوس يتحقق المارد الذى يخرج من بين النير ان يقترب منها بعين واحده،لهب يسير نحوها وهى لم تُعد قادرة حتى على الوقوف على ساقيها،هوت أرضًا مره أخري تتكئ على رُسغيها 

هوي ذالك المارد مثلها و نظر له يمد إحدي يـ ديه وكاد يلمس وجهها لكن حين سمع همس منها جعله يتلاشى غاضبًا،بينما هى ظلت تُردد آيات قرآنيه من 
"سورة الواقعه" بصوت مسموع تتذكر والداتها وهى كانت تجلس معها تُحفظها تلك السوره ودائمّا كانت تذكرها بها أن تقرأها كثيرًا،وتُذكرها بتلاوة القرآن الكريم بصفه يوميه، كذالك همست بآيات "سورة الناس، وسورة الفلق، وآيه الكرسي وآيات أخري من سورة البقرة والقرآن الكريم " 
شعرت بالإطمئنان قليلًا وإستكانت وغفت عينيها، ليست نائمه، بل يسكُن خيالها صورة والداتها وهى جالسه معها تُرتل معها آيات القرآن الكريم لكن هى لم تكُن تلك الطفله الصغيره بل مثلما هى الآن.
❈-❈-❈
بمنزل القدوسي
نير ان ساحقه تشعر بها صفيه لم تهتم لـ مسك التى دخلت عليها الغرفه وأخبرتها بفرحة عارمه: 
يظهر غوايش هتصدق المره دى، وسلوان هتختفى نهائيًا، بعد كده مفيش حاجه هتبعدنى عن جاويد هو بنفسه  اللى هيجي يترجاني، انا لازمن أروح دار خالى صلاح لازمن أكون قدام عين جاويد عشان يعرف الفرق بيني وبين الحقيره سلوان 
أهي أختفت ومش هترجع من تانى خلاص. 

لم تكترث صفيه  لحديث مسك ولا طريقة الهذيان التى كانت تتحدث بها عقلها مشغول لم تنتبه الى مغادرة مِسك، بل تذكرت ما حدث قبل ساعات 
بشقة تلك اللعينه "ليالي". 
[فلاشــــــــ/باك] 
ذُهلت من رؤية ليالي أمامها 
كيف مازالت حيه، ألم تموت كما أخبروها بالمشفى ذاك اليوم، كيف نجوت من الموت بعد كل هذا النزيف يومها. 

بينما ليالي رغم مرور أكثر من خمس وعشرون عام   لم تنسى ذالك الصوت البغيض ولا كلماتها المقيته وقتها وهى 
تأمر إثنين من النساء بضربها دون شفقه  ولا هواده وهى حامل برحمها طفل صغير كان أمنيتها أن تحمله بين يـ ديها تستنشق رائحته لكن لم يرفقن بها بل وإزدادوا فى ويلات الضرب ومنهن من ضربتها بقطعه حديديه فوق رأسها أفقدتها الرؤيه والشعور  وذهبت الى إغماءه بعدها ظنن أنهن قتلنها 
تبسمن لبعضهن وخرجن من مسكن ليالى وتركناه تنزف بغزارة من رأسها ومن أسفلها...علمت بعدها أن محمود ذهب الى مسكنها ووجدها مُدرجه فى 
د مائها،حملها وذهب بها الى المشفى،تأكدت وقتها من موتها ليس فقط من تلك المشفى التى ذهب بها إليها بل أيضّا  من رؤيتها لـ بؤس محمود وقتها تشفت به وبعذابه أمامها،يتعذب مثلما هى تعذبت فى حُبه حتى بعد أن نالته لم تستحوز على قلبه كما أرادت كان دائمًا معها خالي المشاعر
[عوده]
مازال عقلها ثائر ماذا لو نهضت وأحرقت المنزل وهى بداخله،هل تستريح من ذالك الغضب الجائح.
....... 
بينما بشقة ليالي 
ذهبت ليالى الى غفوه وهى تحتضن محمود الذى يضمها الى صـ دره بحمايه 
تذكر قبل ساعات 
[فلاشــــ/باك]
إستقبلته ليالي ببسمتها التى تُخفف عنه المتاعب وتطفئ شوقه لقربها منه دائمًا 
كعادته يضع رأسه على صـ درها كآنه يُلقى  بكل المتاعب  عن عاتقه،لكن سُرعان ما صدح قرع جرس باب الشقه،بتذمر رفع محمود رأسه عن صـ درها،
تبسمت ليالي بعد أن شعرت بأنفاسه الغاضبه،تسأل محمود:
مين اللى جاي دلوك.

تبسمت ليالى وأجابته:
زاهيه بنتها هتتخطب بكره،ومش جايه النهارده ومن شويه كنت  طلبت من  البواب يجيب لى شوية طلبات تلاقي ورقة الطلبات وقعت منه زي العادة وراجع يسألني تانى خليك إنت وأنا هفتحله.

ظل محمود جالسًا وتوجهت ليالى نحو باب الشقة وقامت بفتحه وإبتسمت كعادتها،لكن سآم وجهها وشعرت بدوارن حين سمعت صوت صفيه التي لم تنساه،ومرت أمام عينيها ذكريات مريره خاضتها 
بدايتًا من فقدان طفلها وليس هذا فقط بل فقدان قدرتها على الإنجاب مره أخرى،نهايتًا بأنها ستُكمل حياتها فى ظلام العينين،إرتجف جسدها ظلت صامته،لولا تهجم صفيه عليها بغضب وقاما بدفعها  بقوه كادت تقع أرضًا،لكن محمود تلقاها 
بصـ دره،ونظر الى صفيه التى شعرت بهيجان وغضب وهى ترى محمود يحتضن ليالي بحمايه،ونظر لها بإستهجان قائلًا بغضب:
إنتِ أيه عرفك مكان الشقه دي،أيه باعته ورايا اللى يراقبني،لسه فيكِ نفس العاده زي زمان.

حملقت صفيه فيه بغضب ثم عاودت  التهجم مره أخرى على ليالي،لكن محمود كان الدرع الحامي لها،لم يهتم لـ سُباب صفيه ولا لصوتها العالي المستهجن،بل جذب ليالى بحمايه وذهب بها  الى غرفة النوم وضعها بالفراش وتركها وخرج لـ صفيه التى تشعر،أنها بكابوس،لا ليس كابوس بل أفظع من الكابوس فكرت ماذا لو قتلت الإثنين الآن 
بالفعل أقبلت على فعل ذالك وذهبت تبحب عن المطبخ بالمكان وجدت ضالتها،سكـ ين جذبتها وخرجت تتوجه نحو تلك الغرفه لكن بنفس الوقت كان يخرج محمود وبسبب عدم إنتباهه كادت صفيه أن تطعنه فى مقتل،لكن هو تفادي الطعنه على آخر لحظه لكن أصابت يـ ده  بجرح غائر فى معصمه قبل أن تتهجم صفيه بطعنه أخري أمسك محمود يـ دها  وضغط عليها بقوه حتى سقطت السـ كين، جذبها من يـ دها بغضب وخرج من الشقه لم يحاول السيطره على غضبها بل تركها تبوح بمكنونات قلبها الدامس الذى كان يعرفه،وضعها بالسياره وغادر الى أن وصل الى دار القدوسى ترجل من السياره  وسحبها خلفه،من الجيد أن المنزل يبدوا خاليًا،ذهب بها مباشرةً الى غرفتهم وصفع خلفه الباب ينظر لذالك الثوران التى تفتعله صفيه التى تكاد تُجن،أو ربما هى جُنت بالفعل،هدأت قليلًا بعد أن شعرت بالإنهاك،جلست على إحد المقاعد تحاول إلتقاط نفسها،نظرت نحو محمود الذى يقف ثابتًا ولم يحاول السيطرة عليها ويُهدئها تركها حتى شعرت بعدم القُدره على الحديث،تلاقت عينيها مع عيني محمود الذى قال بإستهجان:
منين عرفتي شقة ليالي،لسه فيكِ عادة أنك تراقبيني.

تهكمت ونظرت له تسخر من نفسها،أى عادة لو كانت فعلًا  ظلت تُراقبه ربما كانت علمت أن غريمتها مازالت حيه ومازالت تحتفظ بعشق محمود لها هى ظنت أنه قد يكون نسيها كانت تتشفى به أحيانًا حين تشعر أنه مثلما لا يُحبها يتعذب قلبه بحبه لإمرأه أخرى ليست موجوده،لكن كان ذالك واهمً منها،ليالي كانت موجوده وهى فقط من تعذب قلبها لسنوات كانت أحيانًا،تسمع همسه بإسمها وهو نائم،كانت تشعر بالبُغض،لكن الآن تشعر بالغضب الوابل.

تضايق محمود من صمتها وتهجم بزعيق قائلًا:
قولى عرفتي منين مكان شقة ليالى.

تهجمت عليه بالحديث وقالت بسخريه موجعه:
زمان كانت أمى تقول 
مفيش سر بيستخبى طول العمر بيطلع شئ من تحت الأرض يفتش السر ده،وهو ده اللى حصل معايا،نفسى أعرف إزاي ليالي لسه عايشه؟.

تهكم محمود بإستهجان قائلًا:
عايشه لآن دى قدرة ربنا،ربنا اللى نستيه وجريتى ورا خزعبلات الدجالين عشان توصلى لهدفك ولما فشل الدجالين لجأتِ للنسوان المجرمات السوابق وأخدتيهم وروحتى شقة ليالى،عاملتيها بإجرام،بس ربنا كان أقوي منك ورايد لقلبي إنه يحس بالحياه وأنا معاها .

غضب عارم، هذيان، سُباب
تشعر كأنها بدوامة نار تجتاح جـ سدها  
لم يشفق محمود عليها هو على عِلم بكل خطاياها، جذب شال أبيض وقام بلفه حول عـ ضد يـ ده
ثم غادر المنزل  ، تركها تفعل ما تشاء، بينما إقترب الخادمات من الغرفه وسمعن صُراخها وقذقها لكل شئ تطاله
يـ ديها لم تتجرأ إحداهن وتقترب الغرفه من خوفًا من بطشها. 
❈-❈-❈
بالعوده الى أمام أرض الجميزه 
ذُهل كل من جاويد وهاشم الذى نظر الى المكان حوله شبه خالي عدا ذالك السور حتى الإناره ضعيفه بالكاد نور لمبه بأحد العمدان القريبه  وقال بإستغراب: 
دى سلسلة مِسك اللى إديتها لـ سلوان، أيه اللى جابها لهنا. 

تجول جاويد بعينيه فى المكان ثم جاوب: 
مش عارف، المكان هنا شبه فاضى، حتى معتقدش سلوان وهى جاية لخصرتك الاقصر كانوا ماشين بالعربيه من الطريق ده.

بنفس الوقت دخل الى قلب جاويد شعور غريب بهذا المكان، كآن هنالك شئ يجذبه إليه  بتلقائيه سار خلف ذالك الشعور،إقترب من بوابة السور وضع يدهُ عليها إنفتحت البوابه قليلًا،إستغرب جاويد من ذالك ودلف بضع خطوات كان المكان مُظلم كاد يسير أكثر بداخل المكان يشعر كآن شئ يجذبه ،لكن شعر بيد هاشم على كتفه قائلًا:
المكان هنا ضلمه اوي،مستحيل سلوان تكون هنا،خلينا نرجع للدار يمكن يجينا أى  خبر  من ناحيتها.

بمضض وافق جاويد هاشم وسار معه للخروج من داخل السور،لكن توقف للحظه كآنه سمع صوت يهمس بأذنه يُنادي عليه بإسمه،نظر له هاشم،فعاود السير معه وذهب الإثنان الى السياره وغادرا المكان.  
❈-❈-❈
بـ دار صلاح 
أغلق جواد الهاتف ثم نظر لـ صلاح قائلًا: 
سألت عن حالة  السواق فى المستشفى االدكتور المتابع له قالى إن سبب الجرح اللى فى راسه تقريبًا إترمى من عربيه ماشيه، وفعلًا هما لقوه مرمي قدام المستشفى بعد الفجر. 

إستغرب صلاح  قائلًا: 
ومسألتوش إن كانت حالته تسمح يتكلم أهو يمكن نعرف منه أى معلومه توصلنا لـ سلوان. 

تنهد جاويد بآسف قائلًا:
لاء للآسف حالته خطره لان الوقعه كلها على راسه مباشرةً،حتى طلبت من الدكتور يكون معايا على تواصل بتطورات حالته.

تنهد صلاح بنفس الوقت دلف زاهر قائلًا:
مفيش أخبار يا عمي.

اومأ له صلاح راسه بنفي،زفر زاهر نفسه يشعر بآسى،بينما تسأل صلاح:
فين صلاح إختفى من وقت طويل.

تهكم زاهر قائلًا:
هيكون فين يعني،من أمتى وهو بيهمه مشاعر حد،تلاقيه راح للغوازي اللى بيروح لهم كل ليله.

شعر صلاح بآسف.

بنفس الوقت دخل بليغ ومعه إيلاف التى،رأت صوره أخري بـ جاويد 
صورة الإنتماء لعائلته،ملامحه تبدوا مُتهجمه ورغم أنه دائمًا يسهر بالمشفى لكن كانت عيناه لامعه اليوم تبدوا مُنطفأه،ليس من قلة النوم بل من الترقُب والإنتظار لأي خبر.

بعد قليل 
تتبعت  ايلاف جواد حين خرج الى حديقة المنزل 
وجلس على أحد المقاعد،يرفع رأسه نحو السماء،زفر نفسه يشعر بآسى على أخيه الذى عاودت له الحياه بظهور سلوان فى حياته 
تبسم بسخريه وتذكر قبل أشهر حين تركت سلوان المنزل دون عِلمه كم كان غاضبًا وقتها،وعصبيًا،حتى معه حين طلب منه الذهاب الى مكان سلوان والتحدُث معها،وقتها ربما هنالك ما دفعها لذالك وقتها لاول مره رأى جاويد مُتعصبًا وإحتد عليه بالرد، لكن حالة جاويد الآن أسوء من ذاك الوقت 
تنهد يشهر بغصات، جاويد ليس فقط أخيه بل أحيانًا يشعر أنه فى منزلة أبيه يعتمد عليه كثيرًا ترك زمام العائله له وإتخذ طريق الطب يعلم أن  جاويد سندهُ الدائم، حين رفض جده سابقًا أن يدرس الطب، من وقف له جاويد وطلب منه تركه يختار أى طريق يسلك، جاويد سندهُ ومُتكئُه الدائم، الآن يشعر أنه ضعيف ومُقيد، لا يعلم ماذا يفعل من أجل أن يرد له جزء صغير من أفضاله عليه...شعر بيد توضع على كتفه،رفع رأسه ونظر لها،جلست لجواره تشعر بغصه من نظرة عين جواد المُنطفئه  على غير العاده،رفع جواد رأسه نظر نحو ذاك القمر الأحدب يزفر أنفاسه،وضعت إيلاف يدها فوق يد جواد قائله:
متأكده سلوان هترجع بخير،صحيح إتعرفت عليها من فتره قريبه بس بقت قريبه مني حتى شبه يوميًا كنا بنتكلم عالتليفون ونتكلم فى حاجات كتير،حتى أحيانًا كانت تهزر معايا وتقولى بيقولوا ان السلايف مش بيتفقوا غير فى الشر،كنت أقول لها إحنا إتجمعنا عالمحبه،هى أم وأكيد قلبها ملهوف على إبنها،بتمني ترجع بسرعه عشانه.

تنهد جواد قائلًا:
أنا بتمني ترجع عشان جاويد يستحق السعاده لقلبه دايمًا برمي الحمل كله عليه حتى حِمل نفسي،حاسس إن ورايا سند كبير مش خايف من أى حاجه.

تنهدت إيلاف قائله: 
اول مره أسمع منك الكلام ده، مكانة جاويد كبيره أوي عندك. 

نظر لها جواد قائلًا: 
أنا وجاويد طول عمرنا كنا قريبين من بعض، بس بعد موت جلال حسيت أن جاويد زى اللى فقد روحه فعلًا،وحول حياته كلها للشُغل وبس،بس لما ظهرت سلوان حسيت أنه بدأ يرجع تانى للحياه وبقى عنده أمل يعيش عشانه،حسيت أنه كان طاير من الفرحه وهو جايلي يطلب مني أسهل له إجراءات الكشف الطبي عشان عاوز يفاجئ سلوان 
،النهارده حسيت أنه مكسور.

ردت إيلاف:
خلي عندك أمل يا جواد،سلوان هترجع وهترجع معاها السعاده تاني. 

تنهد جواد،فأكثر شئ يحتاجه الآن يـ د  إيلاف تُربت على يـ ده تُعطيه أمل. 
    
❈-❈-❈
بغرفة حفصه 
كانت تسير بـ جلال تحاول تهدئة بُكاؤه، شعرت بآسى على ذاك الصغير، جذبت زجاجة الحليب الخاصه بها وضعت نقطه على ظهر يدها، وجدتها مناسبه لإصعامه 
جلست به وحاولت معه أن يلتقم الزجاجه لكن كان غاضب 
نظرت لها مِسك بغيظ من رؤية ذاك الصغير قائله  بإستهزاء: 
اللى يشوفك يقول "بيبي سيتر"  مش حفصه الاشرف. 

نظرت حفصه للصغير وتنهدت بإستصعاب قائله: 
والله جلال صعبان عليا انا نفسى لما ماما بتغيب عني شويه بحس بنقص ما بالك ده طفل أيام. 

شعرت مِسك بغضب وضجر وإستهزأت قائله: 
هى مش عارفه إن عندها طفل صغير وسابته ومشيت. 

ردت حفصه: 
والله لما بفتكر منظرها قبل ما تروح لـ باباها الاقصر وهى مش هاين عليها تسيب إبنها وتمشى بحس بآسى عليها، زى ما يكون قلبها كان حاسس، لآخر لحظه قبل ما تمشى رجعت وحضنته. 

تهكمت مِسك وقالت بفجاجه: 
يمكن كانت بتمثل، عشان لما تسيبه بمزاجها تفكروا أنه غصب عنها،السواق ظهر وهى ليه مظهرتش زيه أكيد زى ما عملت قبل كده وطفشت بمزاجها ولما رجعت من تاني إتقبلتوها بسهوله،الامر بقى عندها عادى طالما عارفه ان فى ناس طيبين هيرحبوا بيها مهما عملت. 

نظرت لها حفصه بذهول قائله: 
مستحيل أفكر أن سلوان تكون بالخِسه دي، وتفرط فى إبنها وتبعد عنه بمزاجها، قلبي حاسس إنها إتخطفت، وبكره لما السواق يفوق هيقول اللى حصل معاهم. 

توترت مِسك وقالت بتأكيد: 
بكره نشوف قلبي بيقولى ان سلوان مش راجعه  تانى. 

للحظه شعرت حفصه بخوف من طريقة حديث مِسك وحركات راسها وعينيها المتبرجله بوضوح. 
❈-❈-❈
بتلك الزاويه القريبه من منزل مؤنس القدوسى 
عاد مؤنس يحمل تلك القطعه البيضاء، نظر الى يُسريه التى كانت تنتظره قائلًا: 
أنا جاهز وكتاب العهد معايا. 

رغم رجفة قلبها، لكن أومأت له وقالت بإيمان: 
ربنا معانا. 

كذالك رغم شعور مؤنس بالخوف لكن تمسك بالإيمان هو الآخر وقال لها: 
بتمني نوصل قبل ما تبدأ المراسم،الليله القمر أحدب،خلينا نسرع،مفيش وجت لازمن نوصل للأرض اللى تم عليها العهد .

بالفعل سار الإثنين يتوجهان نحو أرض الجميزه،لكن توقفت يُسريه حين رأت إمراه تُقبل عليهم بسرعه علمت هويتها رغم انها تتشح بالسواد،لكن تبسمت لها وقالت:
وصيفه!.

ردت وصيفه:
عارفه إنك مستغربه،بس أنا دفعت التمن غالي وليا تار جديم،ونار لساه ساكنه قلبي مش هتبرد غير لما أكفر عن الخطايا اللى إرتكبتها،خلونا نمشى الوقت إتحسم.
❈-❈-❈  
بغرفة نوم جاويد 
عيناه مُنصبه على ذلك  السلسال الخاص بـ سلوان عقله حائر كيف سقط هذا السلسال منها بهذا المكان المُنعزل، زفر نفسه عقله يُجن كل لحظه  يشعر بها دهرًا، تتراقص أفكار سيئه كثيره برأسه،أغمض عيناه لوهله 
ظهر أمامه طيف آخر له ينظر له ومد يـ ده على جبينه وهمس:
جاويد أرض الجميزه أنا مستنيك هناك ومعايا اللى بدور عليه.

فتح جاويد عيناه سريعًا ونظر حوله،هو بغرفة النوم،هل ما رأه كان حلم بغفوه،لكن عاودت نفس الكلمات بأذنيه،نهض سريعًا وأبدل ثيابه وخرج من المنزل متوجه الى تلك الأرض يشعر كآن شئ يجذبه للذهاب،بالفعل ذهب سيرًا توقف أمام بوابة السور لم يُفكر كثيرًا وتسلل الى الداخل أشعل ضوء كشاف هاتفه 
تجول جاويد بالمكان  للحظه كاد تزلف قدميه ويسقُط بالحفره، لكن إنتبه، ونظر الى حجم تلك الحفره بذهول إقترب يُسلط ضوء الهاتف على زوايا الحفره حتى عثر على ذالك السُلم النازل بقلب الحُفره، للحظه  لكن تحكم الفضول به، ووضع قدميه عليه وبدأ فى النزول. 
❈-❈-❈
قبل لحظات بالحُفره أمرت غوايش رُجلان من أتباعها بحمل سلوان 



عنوه وهى قوتها بدأت تنتهى تشعر بإنسحاب فى روحها تتمسك بالأيمان تشعر بذهول كآنها ترى فيلمً خيالي عقلها لا يستوعب تلك الطقوس الماجنه، وضعها الإثنين فوق قطعة خرسانيه وقام بتمديد




 ساقيها ويـ ديها وربطهم بأحبال  على شكل نجمه، إقتربت غوايش منها وإستلت سكـ ين صدأه من بين ثيابها وإقتربت من من سلوان وإنحنت 



تضع السكـ ين على عُنقها، لكن، فجأه إستقامت وضحكت بظفر وهى تشعر بأصوات أقدام تقترب من المكان. 
.... 

بنفس الوقت بأعلى الحُفره توقفت وصيفه ونظرت الى الحفره ثم الى  مؤنس ويسريه

يُسريه التى مازال لم يندمل وجع قلبها على فتاها الأول،تخشى المواجهه تشعر برهبه كبيره 


لكن كما يقولون "لا تنتهى مُعاناة إلا إذا خشيت من مُعاناة أخري،تُشبهها أو قد تُضاعفها فى الألم. 
وجب علبها قبول المُجازفة.    

إقترب الثلاث من تلك السلالم وتوقفوا
  للحظات ينظرون لها ثم نظروا  الى بعضهم 


وتوافقوا، وجذمن أنه لا وقت للإنتظار  فالليله هى 
"ليلة الحسم" 




الفصل التاسع والاربعون
بغرفة حفصه 
إستغربت عدم مُغادرة مِسك رغم أن الوقت بدأ يتأخر 
بالصدفه وهى تحمل جلال سارت به نحو شُرفة الغرفه رأت عبر الزجاج خروج جاويد من المنزل، إستغربت ذلك، لكن هدوء بُكاء جلال جعلها تتغاضى عن ذلك ذهبت نحو الفراش ووضعته بالمنتصف ونظرت نحو مِسك قائله: 
جلال سكت هنزل أدفي له البيبرونه بقت ساقعه وكمان أشوف ماما إن كانت رجعت أديه لها يمكن يرضى ياخد منها البييرونه.

ظنت حفصه أن مسك،ربما تقول انها ستُغادر أو  ستنزل معاها،،لكن خيبت ظنونها وقالت:
أنا هستناكِ هنا بس متغبيش،هتصل على ماما أقولها إنى هفضل إهنه إشوي عشان متقلقش عليا.

رغم إستغراب حفصه لكن أومأت برأسها وخرجت من الغرفه، بالفعل فتحت مِسك هاتفها وتوجهت نحو زجاج الشرفه تنظر الى السماء، وضعت الهاتف على أذنها، تسمع رنين ولا رد، تضايقت وأغلقت الهاتف وظلت تنظر نحو القمر الأحدب كذالك تلك الغيوم الغريبه بالسماء، لكن لم تهتم بل شعرت بالضجر 
بعد  دقائق معدوده بسبب معاودة جلال البكاء، زفرت نفسها بغضب وتوجهت نحوه توقفت أمام الفراش تنظر له ببُغض شديد، وتعصبت قائله بتعسُف: 
إنكتم، إنت أيه مش بتزهق من الزن ده. 

مازال بُكاء جلال مُستمر، يُزيد فى تعصيب مِسك، التى تملك منها الشيطان، وجحظت عينيها بشرر ونظرت نحو باب الغرفه وجدته مُغلق، تبسمت بشرر وجذبت جلال على حرف الفراش وقامت بوضع كفيها حول رقابته وفكرت بخنقه
وقالت بشيطانيه:
إنت مش هتنكتم،أنا هكتمك.

كادت بلحظة 
تقـ تله لكن سمعت فتح مقبض الباب تضايقت بشده وإدعت إنها كانت ستحمله،لكن لاحظت حفصه جزء من ذالك،ورجف قلبها خوفًا من حركات رأس مِسك كذالك نظرات عينيها الزائغه مثل من فقد عقله،حملت جلال وقالت:
خالتي محاسن تحت هنزل جلال لها،هو متعود عليها  زى ماما.

أومأت مِسك رأسها بتوافق،مازالت حفصه تستغرب مكوث مِسك الليله،لكن غادرت ومعها جلال 
بينما عاودت مِسك النظر ناحية الشُرفه وذلك الضوء القادم منها،تحدثت لنفسها:
الليله أكيد غوايش هتقضي على سلوان انا لازمن أكون قدام جاويد إهنه، لما يعاود ويلاقني يعرف إنى أنا اللى كنت أناسبه من الأول، مش الحقيرة سلوان اللى سحرته، وعمت عيونه بدلعها الفاضي. 
❈-❈-❈
هبطت حفصه بـ جلال ودلفت الى المندره ذهبت نحو جلوس محاسن وأعطته لها قائله:
مش عارفه غضبان عالبيبرونه مش راضي ياخدها،ومعرفش ماما كمان راحت فين وأتأخرت لحد دلوك.

أخذت محاسن جلال ووضعته على ساقيها وحاولت إطعامه،بصعوبه إلتقم حلق زجاجة الحليب،نظرت له حفصه بصعبانيه وتنهدت براحه قائله:
الحمد لله أخيرًا ربنا هداه،من وقت ما سلوان إختفت كان بيبقبل ياخد البيبرونه مني بس معرفش ليه فجأة غضب.

تفوهت محاسن وهى تنظر بحنان له تشعر بآسى فى قلبها:
يمكن حاسس بالشيطانه اللى قاعده معاكِ فى المجعد.

تنهدت حفصه قائله:
مين الشيطانه،قصدك مِسك.

اومأت محاسن براسها وقالت:
وأيه اللى مجعدها إهنه لدلوك،دى بِت وغلط تتأخر بره دار ابوها بدون سبب،بس طبعًا أنا عارفه دماغ صفيه،بتصتاد فى الميه العكره بعد غياب سلوان.

ردت حفصه بنفي:
لاء يا خالتي،مِسك خلاص عمِ محمود حدد مع خطيبها ميعاد كتب الكتاب وكمان الدخله.

تسألت محاسن:
مين اللى جالك إكده.

ردت حفصه بتوضيح:
أمجد قالى من كام يوم وهو بيكلمنى عالموبايل.

تهكمت محاسن وقالت بسخريه:
ده كان قبل إختفاء سلوان،ربنا يردها بخير لولدها وكمان يخيب أمل المخسوفه مِسك هى وأمها.

زفرت حفصه نفسها وقالت:
هتفضلى إكده يا خالتى دايمًا تكرهي مِسك،عالعموم 
الحمدلله جلال ربنا هداه أخيرًا،معرفش ماما كمان أتاخرت دى طالعه من الدار من بعد العشا والساعه قربت على عشره ونص.

نظرت محاسن نحو صلاح الذى دخل الى المندره بوجه مُترقب وأومأ لها برأسه، إنخسفت ملامح وجهها وتوترت بالرد على حفصه قائله: 
الغايب حجته معاه، إدعى بقلبك ربنا  يسهل الحال. 

لاحظت حفصه نظرات صلاح ومحاسن لبعضهم التى بها شئ من الخوف والترقُب،شعرت أن هنالك خطبِ ما يُحاولان إخفاؤه،كادت تتسأل لكن مجئ مِسك على غفله جعلها تصمت،بينما مِسك شعرت بالبُغض من نظرة محاسن لها،كذالك من رعايتها لـ جلال. 
❈-❈-❈
بشقة ليالي 
أغمضت عينيها بعد أن تغلب عليها النُعاس وهى تتشبث بأحضان محمود الذى يضمها الى صدره،بينما هى تستمد الامان منه،بعد أن عاد الى ذاكراتها تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم التى تمنت وقتها الموت ربما كان رحمه إلهيه لها،لكن لم تنالها، لولا دعم ومؤازرة محمود لها ربما مع الوقت كانت فقدت ما تبقى لقلبها من بصيرة،بصيرة جعلتها تتقبل أنها لن تسمع كلمة "ماما"كما أنها لن ترى الضوء مره أخري فقط هنالك ضوء واحد باقي بقلبها 
عشق محمود لها 
العشق الذى نمي بينهم صدفه حين رأها بمنزل أحد زبائنه،وعلم أنها قريبتهم وآتت لإستكمال دراستها الجامعيه، من اول نظرة إشتـ علت شر ارة العشق فى قلبه وقلبها
أفتتنت بشاب أسمر صعيدي،هو الآخر أفتتن بالجميلة التى آتت من القاهرة لقضاء فترة الجامعه لكن جذبها العشق ورسخ قدميها بأرض الشمس،الشمس التى لم تُعد ترى شروقها،فقط تشعر بحرارتها، 
تمنت الزواح منه علانيه، وكاد أن يحدث هذا لولا القدر الذى رسم طريق آخر بزواج محمود من صفيه، حتى يُنقذ سمعة أبيه حاولت  طمس ذلك العشق لكن كان أقوى من الإثنين 
طلب محمود منها الزواج سرًا لفترة بسيطه وسيُعلن به لاحقًا، وبالفعل كان سيُعلن عنه لولا معرفة صفيه قبلها وإقدامها على قتـ ل ليالي، لكن يشاء القدر أن يرفق بقلب محمود حقًا فقدت بصرها وفرصتها فى الإنجاب لكن تبقت هى اللبنه الطيبه التى كان يتحمل بها قسوة وجفاف صفيه التى لم تسعي لنيل حب ولا مودة محمود، بل كانت تسعي لتملكُه فقط، مفهوم الحب لديها هو الآنانيه وحب الذات لابد أن تكون هى المُفضله،ولا يهم أن تُقدم أى تنازالات بل هى أولًا،ويأتى الجميع من خلفها،تعامل معها محمود بطريقة التجاهُل،حتى أنه تجاهل عن نزعة الإجرام التى تمتلكها، اولًا كان من أجل إبنه "أمجد"  حتى لا يوصم بـ أُم مجرمه، ومن ثم تحمل بسبب مِسك،
مِسك التى أصبح يخشى عليها أن تُصبح صورة كربون من والداتها،كان يتغاضى عن رؤيتها تتلهف على جاويد ظنًا منه أنها قد تناله برضاؤه كما كان يتمني،لكن قلب جاويد أختار أخرى، وأصبح محال أن ينظر لها،عليها القبول بذالك حتى لو كان غصبًا كما قرر،ربما تأخر لكن بنظره مازال هنالك فرصة،بل فُرص لـ مسك وعليه عدم التأخير أكثر من ذالك.    
❈-❈-❈
بأرض الجميزه 
بالحُفره 
إنتهى جاويد من النزول عبر ذاك السُلم، وضع قدمه على أرض الحُفرة الضحله، لم ينتبه فى البدايه، وغرست إحد قدميه، لكن سُرعان ما إنتبه، وتعجب من تلك المشاعل النا ريه التى تملأ المكان وبدا السير بحذر داخل تلك الحفره،  أخرج هاتفه من جيبه نظر اليه علم انه لم يعُد يلتقط شبكة تواصل،كذالك كاد يسقط منه لكن إنتبه وأعاده مره أخري الى جيبه وسار بنور تلك المشاعل الى أن سمع صوت نحيب ضعيف علم الصوت سريعًا وتتبعه الى أن أقترب من ذالك التجويف بجانب الحُفره، ذُهل عقله مما يراه، سلوان مُمدة على قطعه خرسانيه تُشبه المذ بح وتُقيد أطرافها الأربع، ليس هذا فقط بل تلك المشعوذه تضع نصل صدأ على عُنقها. 

بينما قبل لحظات 
تبسمت غوايش بظفر ونظرت الى  أتباعها وقالت لهما : 
الضيف  المنتظر وصل،إحذروا أي غلط هيحصل كفيل بأنه ينهيكم والحفرة دى هتبجي قبر ليكم .

أومأ  لها الإثنان أنهما قادران بدنيًا على سحق ذلك الضيف المنتظر كما تُريد. 

ضحكت غوايش بإستهزاء حين رأت تقدُم جاويد بقلب شُجاع ناحية سلوان وقالت: 
العشق لعنة ولاد "الأشرف" 
خيانة العهد ليها تمن لازمن يندفع. 

إنصبت عين جاويد على سلوان وهو يسير بقلب شجاع نحو تلك القطعه الخرسانيه،سلوان التى فتحت عينيها ونظرت الى ذاك الضيف،لوهله شعرت بعودة الروح إليها،وإنشرح قلبها من جسارة جاويد ،حين رد عليها  بإستهزاء:
أى لعنه بتتكلمِ عنها،أنا مبصدقش فى الخُرافات ولا التخاريف اللى بتتحدتِ عنيها،لو مسيتِ سلوان بأذي الحفرة دى هتبقى قبرك.

تهكمت  غوايش وتهجمت بالرد بثقه:
الحفرة دي فعلاً هتبقى قبر يضم العشاق.

رغم رجفة قلب جاويد على سلوان لكن تمسك بالإيمان  وهو يقترب من المذبح وظل خطوة واحده قائلًا بثبات:
مهما بيعتِ روحك للشيطان هتفضلي ضعيفة. 

إستهزأت غوايش بضحكة سخريه شيطانيه وأومأت برأسها  للرجلان اللذان سريعًا قبل أن يصل جاويد الى المذ بح قام بالتهجم عليه بالضرب، جسارة قلب جاويد كانت أقوي  منهم فى البدايه لكن للحظه توقف عن الدفاع عن نفسه حين رأي غوايش تضع  النصل على رقبة سلوان مباشرةً وبالفعل بدأت تسير بالنصل على عُنقها ببطء  حتى أنه  بدأ يخدش جزء منه،فتحت سلوان عينيها نظرت لـ جاويد 
نظره كفيله ببث الهلع فى قلبه وهى تستسلم لتلك المُشركه وتُغمض عينيها تسيل دموعها غير قادره على الحركه حتى صوتها لا تستطيع الصُراخ،مهما كانت قوتها،هى ضعيفه أمام تلك الجبروت التى إستغلت فترة ضعف سلوان بعد ولادتها بعدة أيام قليله ،وذالك النزيف الذى فى إزدياد،ونزيف روحها التى تريد لها العذاب قبل تفيض روحها،بذ بحها بنصل بارد 
يزيد فى الآلم قبل أن تفيض روحها،تريد أن تُعذبها حتى تستطيع الحصول على قوة أكبر.

إبتعد جاويد عن هذان الرجلان وذهب مره أخرى 
نحو سلوان،لكن كانا هما أقوي وقاما بجذبه 
وبدأت السيطرة لهما،وضحكة غوايش ترج المكان بصداها وهى ترى الغلبه لها ولأتباعها من شياطين الإنس،لكن.

قبل دقائق بأعلى الحُفره
نظرت يُسريه لـ مؤنس وقالت له،صعب تعرف تنزل على سلم الحبل ده.

نظر مؤنس فعلًا،عُمره كبير ويداه لم تعُد قويه للتمسك بأحبال وقطع خشبيه والنزول عليها لعُمق سحيق،لو فكر للحظه لكان إمتثل لضعفه،لكن قال لها: 
يـ دى طول عمرها فى الطين،والأيـ د اللى حفرت فى الصخر صعب تتهز،خلينا ننزل يا بتِ،الليلة يا تبدي بداية جديده،وتنتهى اللعنه،يا...

لم يستطع قول النهايه الآخري وهى أن تكون الحُفرة نهايه لأحبائه 
نزع عمامة رأسه وقام بربط تلك القطعه البيضاء وأحكم ربطها على خصرهُ،وقام بوضع يـ ديه على أول السلم وبضعف حاول التماسك بها إهتزت 
يـ ديه كثيرًا لكن السعي لهدف جعله يتشبث بضعف بالقطع الخشبيه والأحبال الى أن وصل الى أرضية الحُفرة كان يأخذ حذره وإرتدى حذاء مناسب للأرض الضحله،كذالك فعلت يُسريه ووصيفه ونزلن خلفه،وقفوا الثلاث ينظرون لبعض،نظرة مؤازره الآن 
عليهم التصدي لقوة خفيه أقوي منهم،ويساعدها شيا طين من البشر،تمسكوا بالإيمان وساروا خلف بعض الى أن وصلوا الى 
مكان المذبح 
تفاجئت يُسريه بـ جاويد الذى يتعارك بجسارة 
إرتجف قلبها،لم تستطيع التوقف ذهبت نحوه سريعًا كان  الوغدان ارهقا  جاويد،لكن لم يستسلم 
عيناة على سلوان يود التخلص من هذان الوغدان وانقاذ سلوان لكن هما يستغلان الوقت بإرهاقه حتى يتثني لـ غوايش إنهاء طقوس خاصه تستطيع بها الحصول على قوة إضافيه من نفحات ذاك المارد 
التى تخدمه منذ عقود من الزمن،لكن دخول 
الثلاث أربكها،جعلها تتوقف عن نـ حر سلوان 
ببطء
نظرت لهم بغضب ساحق،والغضب الأقوى كان 
لـ يسريه وجودها هنا دعم لـ جاويد 
كذالك وصيفه التى لديها خبرة  سابقه بإيقاف تلك الطقوس الماجنه
كذالك مؤنس الذى فك تلك العمامه عن خصره وفتح قطعة القماش البيضاء،وظهر الكتاب 
إرتبكت غوايش حين فتح مؤنس الكتاب،وبدأ بقرأة السطور الأولى منه بصوت جهور:
"اللعنه على خائن العهد"
توقف للحظات ثم أغلق الكتاب مره أخرى وقال بإيمان:
لا عهد بين الإنس والجان 
الجان خُدام الإنس،والخادم لا يمتلك سوا  تنفيذ  ما يؤمر به.

هنا هبت رياح ساخنه بالمكان،نفس ناري غاضب 
شعر بها الجميع،لكن بنفس الوقت هبت نسمه لطيفه 
نسمه ضعيفه لكن هدات من رعونة تلك الحراره الاهبه 
تدمعت عين يُسريه وهى تري ذلك الطيف يتجسد بشكل جلال  يقترب منها،بصدر مفتوح وخاوي من الداخل.

إنصعقت غوايش من ذلك الطيف الصغير،لكن 
هنالك مارد أقوى منه هكذا ظنت،بالفعل 
تمثل المارد وتلبس جسد صالح الفانى ونهض واقفًا كآنه حي وإقترب من جاويد وصفعه على قلبه صفعه قويه جعلته يرتد للخلف خطوات وبدأ فى صفعه أكثر وأكثر،حتى كاد يهلك جاويد،لكن توقف عن صفع جاويد حين قرأ مؤنس تلك الآيه     
﷽{فَلَمَّا قَضَيۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُۥۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلۡجِنُّ أَن لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٱلۡغَيۡبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} "سورة سبأ" 
ثم قال بيقين: 
إنت خادم من نار والنار بطفيها المايه. 

قال هذا وأخرج قارورة مياه من جيبه وقام بقراءة القرآن عليها وألقاها نحو جـ سد صالح 
صرخ المارد وإبتعد ولكن مازال غاضبًا ثائرًا

بينما ظهرت حقيقه أخرى تتمثل أمامهم كآنها حقيقية 
لطفل صغير يسير بيد عمه برضا منه ظنًا أن عمه سيأتى له بالكثير من ثمار التوت  يعود بها الى المنزل يُفاجئ بها أقرانهُ لكن كان الغدر مذهبه وأخذه الى عِشة غوايش يُقدمه لها قُربانً 
إرتعب الصغير وهو يرى نظرات الشر تنضخ بعينيها بينما قال صالح: 
القُربان اللى قولتِ عليه، الولد التاني "جاويد" 

نظر لهما جلال بخوف،رغم أنه لا يفهم أى شئ لكن يشعر أنهما سيئان،ولم يقول أنه ليس الولد التاني،فالشبه بينه وبين جاويد كان مُتطابق تقريبًا،كان الفرق فى شكل الوجه
جلال وجهه كان طويل عن وجه جاويد المستدير،صمت خوفً على توأمه لا يعلم نية هذان الشـ ريران،حاول الهرب ناحية باب العِشه لكن لحقه صالح وجذبه بغضب،حاول جلال إستجداء قلب صالح،لكن أعمي قلبه وعينيه  الجشع ونيل ما يريد حتى تعود له رجولته المفقوده،إستسلم لشيطان يُحركه غريزة دنيئه،مدت غوايش يدها بنصل كبير لـ صالح أخذه منها بيد مُرتعشه،وقالت له: 
القُربان "قلب نابض". 

فهم صالح قولها، وبلا تفكير منه شطر صدر جلال بالنصل المسنون 
تدافعت الد ماء بغزارة وخر جسد جلال أرضًا ينتفض بقوه،وقف صالح كآنه فقد عقلهُ غير مُباليًا، كآنه ذ بح دجاجه، بينما نظرت غوايش له بعين لامعه وقالت:
" القلب". 

إنحنى صالح وأكمل شطر ضلوع صدر جلال وإنتزع قلبه  
بيديه ووقف يُقدمه لـ غوايش، لكن غوايش قالت له بأمر: 
كُلهُ. 

نظر لها صالح بذهول، بينما هى عاودت الأمر: 
كُلهُ دلوكيت. 

لم يعترض صالح رغم إشمىزازه بدأ بقضم القلب ويبتلع دون مضغ حتى إنتهى منه.
نظرت غوايش له بظفر وقالت له:
بكده المارد صفح عنك خيانتك إنك طمعت فى مِسك،وهيفتح لك المقبرة اللى فى الأرض اللى إشتريتها،وكمان هتنازل لك عن نصيبِ منها.

لمعت عين صالح بطمع،لكن نظرت غوايش بإشمئزاز 
لـ جثة جلال التى مازالت تنتفض مازالت روحه عالقه،قالت له: 
هجيبلك شيكارة بلاستك تتتاوي فيها چتة الولد ده وترميها فى النيل.

بالفعل وضع جثمان جلال بتلك الشيكارة،وذهب الى أرض الجميزه وراقب المكان وجده خاليًا قام بفتح الشيكارة وألقى جسد جلال بمياه النيل وغادر كآنه لم يفعل شئ...بآخر النهار عثروا على جثة جلال،وتفاجئ صالح أنه أخطأ بين الأثنين وأن من قدمه قُربان كان شخص آخر غير المقصود ولم تنفك عنه اللعنه،لكن عثر على كنوز المقبره.

دموع عيني يسريه كذالك مؤنس الذى رأى ذالك هو وجاويد وسلوان التى تشعر أنها مثله الآن تنسحب روحها بالبطئ بعذاب نصل بارد،لكن جاويد تقدم ناحية سلوان بجساره،لكن إعترضه المارد الذى مازال يتحكم بجـ سد صالح وقام بصفعه صفعه قويه إرتد جـ سده للخلف على أثرها خبط بحائط،ذاك الباب المتين الذى بالحُفره،شعر بهبوط فى قلبه وخر جسده للحظات قبل أن يعود صالح للتهجم عليه بعنفوان أقوي،يود إيقافه، 
بنفس الوقت إقترب جسد جلال  من يًسريه التى فتحت يديها له 
  تدمع عينيها على عذاب هذا الطيف البرئ الهائم لا يشعر بخلاص روحه، كذالك نظرت لـ جاويد الذى يحاول المارد الظفر به وإهلاكه هو الآخر،توقف اللحظات،وهى ترى حبل ذاك الحجاب  يكاد ينقطع 
تذكرت قول وصيفه لها
"مكتوب الأخ يفتدي أخوه والإختيار ليكِ".
نظرت لـ جاويد الذى بدأت كفة المارد تفوز وصالح يضع يـ ديه حول عُنق جاويد يحاول خنقه،
نظرت نحو طيف جلال الذى بين يـ ديها 
الضعيف،لكن بداخلها قارنت... 
إيمان ضعيف مقابل قمة الكُفر 
ملاك برئ مقابل مارد من نار سموم 
براءة قلب مقابل حجود 

والإختيار صعب، "كلمه" تخرج من بين شفتيها، والكلمه أصعب لكن لابد من نُطقها الآن 
جلال... 
قالتها يُسريه بدموع تنساب من بين عينيها تشعر بها آلسنة لهب حارقه تحرق كيانها بالكامل قبل تسيل حارقه 
لـ وجنتيها.... ثم تحدثت بضنين: 
فى قلبي مكانتكم ومعزتكم واحده.

توقفت للحظة تبتلع ريقها التى تشعر كآن هنالك صخرة تغلق حَلقها، تحاول ضم ذاك الطيف تشعر كآنه جسد حي بين يديها وقالت بآسى:
فاكره أنا عمري ما غلطت مره فى إنى أعرف مين فيكم "جلال" ومين "جاويد"،رغم إن مكنش حد تقريبًا بيعرف يفرق بينكم بس أنا كنت بعرفكم من بعض بسهوله جدًا 
تنهدت بدموع تحاول التغلب على ذاك الآلم القاسم لقلبها وقالت برجاء:
جلال  ... 
قلبي مش هيتحمل فُراقكم أنتم الإتنين.   

ربما لم تكن تعلم أن تلك الجمله هى الخلاص
لـ روح هائمه خرج الطيف من بين يديها وتوجه نحو جاويد الذى بصعوبه تخلص من أيـ دى المارد لكن إنهار جـ سده أرضًا يحاول الإستنشاق بصعوبه، وقف أمامه مباشرةً ورفع رأسه تلاقت عينيه مع عين المارد الذى تخلى عن جـ سد صالح الذى تردى أرضًا 
لهيب خرج من عين المارد الواحده يحاول  حرق جلال، لكن طهارة قلب برئ كانت الفائزه، لم تخترقه النار بل ضعفت الشُعله وكادت تنتطفئ 
نظر مؤنس لذالك ونظرت له وصيفه وقالت بتسرُع: 
إحرق كتاب العهد. 

سريعًا آتت يُسريه بـ إحد المشاعل وكادت تُعطيها لـ مؤنس لكن إعترضتها غوايش بغضب، وقالت لمعاونيها  بغضب: 
واجفين تتفرجوا، بسرعه هاتوا الكتاب من الراجل الخرفان ده.

نفذ الرجلان ما أمرتهم به وإقتربا من مؤنس لكن 
كانت وصيفه أقوى منهم مازالت تمتلك بعضً من تلك المهارات القديمه التى دفعت ثمنها وبتقديم إبنتها قُربانً، أغشت أعينهم للحظه ودفعتهم بعيد عن صالح وتمكنت فيها من إلتقاط شُعله أخرى وألقت بها ناحية مؤنس الذى لم يتردد للحظه  واحده 
وقام بحرق طرف الكتاب،وظل مُمسك به بالطرف الآخر بين أصابعه حتى شبه إحترق بالكامل تقريبًا،ترك تلك القطعه الصغيره  تشتعل هى الأخري قبل أن يُصبح الكتاب و رمادًا  ويمتزج بأرض الحفرة الضحله،رأوا ثورة ذاك المارد وهو يتلوى بنيران تهدأ لكن قبلها 
إرتعبت غوايش وهى تحاول الإبتعاد عن نيران ذاك المارد لكن بسبب عدم إنتباهها إقتربت من لهب أحد المشاعل المُعلقه بجوانب الحفره  علقت النار  بطرف وشاح جلبابها حاولت نزعه عنها لكن تمكنت النار بجلبابها وأشتعلت النيران بها،تصرُخ هى الأخرى حاولت جذب الطين تضعه على ثيابها لكن كانت النيران أقوى وتمكنت من جسدها،إرتعب أعوانها من هول الموقف وما حدث،فروا بالذهاب نحو تلك السلالم لكن بسبب هرولتهم أثناء صعود السلالم لم ينتبهوا  وسقطوا بالأرض الضحله  إنغمس
  جـ سديهم  بالطين وهم يحاولون النجاة بإستماته،لكن لا مفر .

بينما جاويد  حاول النهوض أكثر من مره الى أن وقف بضعف لم يشعر بإنقطاع حبل ذاك الحجاب وإنسلاتهُ من عُنقهُ، توجه ناحية  المذبح بخطوات مُترنحه،وقف  فى البدايه يضع يـ ده على عُنق سلوان النازف،ونطق إسمها بإستجداء 
فتحت سلوان عينيها وهمست بإسمه بصعوبه.

نظر لعينيها ثم لعُنقها رأى جرح ليس كبير لكن نازف،إقترب منه مؤنس وأعطى له تلك العمامه أخذها منه سريعًا قام  بوضعها مكان الجرح يكتم اندفاع الد ماء.

بينما رأت يُسريه إنسلات الحجاب من عُنق جاويد علمت أن اللعنه قد إنقشعت، لكن قلبها وعينيها تعلقا بذلك الطيف إقترب هى منه بخطوات باكيه ضمته رغم أنه طيف لكن لم تشعر بخواء بين يديها الأ حين إنساب ذلك الطيف وترك مياه تسيل بين يديها 
مثل دموعها التى تنساب بعينيها لكن فجأة تبسمت تشعر أنه أخيرًا تلاقى جسده مع روحه فى ملكوت بالتأكيد أفضل. 

نظرت نحو جاويد الذى يتلهف قلبه،إقتربت هى الاخري من المذ بح وقفت جوار سلوان رفعت الشال عن عُنقها وتمعنت بالجرح،وقالت:
الجرح مش غميق بس على عرق دم،أتصل على جواد بسرعه يقابلنا فى المستشفى.

مد مؤنس يـ ده بهاتفه له 

إبتلع جاويد ريقه بصعوبه قائلًا:
هنا مفيش شبكه لازمن أطلع لفوق.

نظرت له يسريه وقالت:
إنت أسرع حد فينا يقدر يطلع السلم.

نظر لها جاويد يشعر بخوف لو ترك سلوان للحظات 
أومأت له وقالت بإطمئنان:
متخافش يا جاويد الكابوس إنتهى،لازمن نوقف النزيف ده بسرعه،سلوان غابت عن الوعى.

نظر جاويد لـ سلوان فعلًا إستسلمت وغابت عن الوعى...أومأت له يسريه أن يطمئن،بتردُد اخذ هاتف مؤنس  ترك سلوان بترقُب من عيناه لها،الى أن ذهب نحو السلم  وصعد الى أعلى الحُفره،وقف للحظات كانت مثل الدهر حتى رأى إشارة شبكة الهاتف،سريعًا هاتف جواد الذى كان بالمشفى يحاول إلهاء نفسه حتى لا يشعر بضعف أكثر من هذا،لكن حين دق هاتفه نظر للشاشه حين رأى إسم مؤنس،رجف قلبه يخشى سماع خبر سئ بقلب خائف وصوت بارد رد عليه تفاجئ بصوت جاويد يقول بلهفه:
جواد أنا جاويد لقيت سلوان بس أنا محتاجلك سلوان رقابتها مجروحه كمان بتنزف مش عارف ده طبيعي بسبب ولادتها من أيام أو شئ زايد.

بلهفه سأل جواد:
قولى إنتم فين وأنا هجيب إسعاف مُجهز وأجيلك.

رد جاويد:
أرض الجميزه فى السور اللى حوالين أرض...

توقف جاويد ماذا يقول كنيه تسبق إسم  صالح.

رغم إستغراب جواد لكن علم سبب صمت جاويد يعلم بُغضه لعمه منذ الصغر...وقال:
تمام فى أسرع وقت هكون عندك.

أغلق جواد الهاتف مع جاويد وسريعًا من مكتبه وقام بالإتصال بإيلاف  التى ردت عليه سريعًا  سألها:
إنتِ لسه فى المستشفى؟.

ردت ايلاف:
ايوه كنت هفوت عليك قبل ما أمشى...

قاطعها سريعًا:
جواد لقى سلوان محتاجك معايا قابليني عند جراچ الإسعاف بسرعه.

قبل أن تستفهم إيلاف اغلق جواد الهاتف معها وقام بإتصال آخر يأمر بتجهيز سيارة إسعاف خاصه بسرعه
بالفعل بدقائق كانت سيارة الإسعاف بالطريق بداخلها إيلاف وجواد 
سألت إيلاف بإستفسار:
قولى أحنا رايحين فين.

جاوب جواد:
سلوان مجروحه،وكمان بتنزف جاويد مش عارف سبب النزيف هو طبيعي بسبب ولادة سلوان قبل ايام ولا فى سبب تانى.

إستغربت إيلاف وقالت:
وأيه السبب التانى اللى جاويد شاكك فيه...
توقفت إيلاف للحظه ثم شعرت بحياء وهى تعاود القول:
يعنى ممكن يكونوا إغتصبوها؟.

رد جواد:
معتقدش جاويد عنده الشك ده،يمكن جسم سلواز عمل رد فعل عكسى أو إتعرضت للعنف زود النزيف عندها،كمان قالى رقابتها مجروحه،دلوقتى نوصل ونشوف سلوان.

بينما جاويد أغلق الهاتف مع جواد،قام بالإتصال على  صلاح وأنتظر حتى رد عليه:
بابا أنا جاويد،أنا وماما والحج مؤنس فى أرض الجميزه جوه السور محتاج مساعدة منك. 

إزدرد صلاح ريقه ونهض واقفًا  يسأل برجفه مترقبًا جواب جاويد:
أنتم بخير.

رد جاويد:
بخير يا بابا،مش وقت أفسر لحضرتك محتاج مساعدتك،لازمن تجي لهنا بسرعه محتاج رافعه.

إستغرب صلاح وتحدث وهو يسير نحو باب المندره 
سألًا:
رافعه ليه؟

بسأم رد جاويد:
لما تجي هتعرف يا بابا،أرجوك بلاش أسئله كتير.

أغلق جاويد الهاتف،بينما بنفس اللحظه كان زاهر يدلف الى المندره وسمع جزء من أسئلة صلاح،قبل أن يسأله،نظر له صلاح طالبًا منه:
تعالى معايا يا زاهر.
أومأ له زاهر، لكن قبل ان يخرجا من الغرفه تسألت محاسن: 
خير يا صلاح. 

رد صلاح: 
جاويد قالى انهم لقوا سلوان، بس مقاليش اكتر من كده وأنا رايح له. 

إنشرح قلب محاسن وتنهدت براحه قائله: 
قلبي بيقولى انها هتبقى بخير إبقى إتصل علينا طمنا. 

اومأ صلاح برأسه،وغادر مع زاهر 
بينما تبسمت حسني قائله: 
ربنا ينجي سلوان، والله من أول ما شوفتها قلبى إتفتح ليها وحسيتها زى أختي. 

تبسمت لها محاسن وقالت: 
القلوب الطيبه  دايمًا بتحس بشبيهها، وترتاح ليها... 

قالت هذا ونظرت نحو مِسك التى تجلس معهم عينيها تجحظ بشرر وقالت: 
والقلوب الخبيثه ربنا قادر عليها. 

نظرت مِسك لـ محاسن بشرر وشعرت بغضب على يقين أنها تقصدها، بالقلوب الخبيثه، هى فعلاً  خبيثه، نهضت واقفه وقالت بتحجج: 
أنا لازمن أمشي عشان مقولتش لـ ماما انى هتأخر، كمان لما اتصلت عليها مردتش عليا، يمكن موبايلها فاصل شحن. 

أومات لها حفصه رأسها، نظرت مِسك لهن الثلاث شعرت  ببُغض وغضب منهن وتركتهن تود إحراقهن،خرجت نظرت نحو السماء التى بدأت تُمطر  لم تشعر بزخات ذاك المطر وحسمت أمرها وذهبت نحو أرض الجميزه.

بعد قليل 
بداخل السور 
بالحُفرة 
هبط جاويد وعاد الى مكان وجود سلوان مازالت غائبه عن الوعى نظر لـ يُسريه قائلًا:
إتصلت على جواد وهو فى السكه وكمان بابا.

نظر مؤنس لـ سلوان بشفقه ورجفه قائلًا:
سلوان لازمن تعيش.

رد جاويد بأمل:
هتعيش بس أنا لازمن أطلعها لفوق جواد على وصول بالإسعاف،والوقت بيمر وبابا على ما يدبر رافعه هيكون مر وقت طويل شويه...أنا هشيل سلوان وأطلع بيها من الحُفره.

للحظه بقلب أم رأفت يُسريه وكادت تعترض خوفًا على صحة جاويد،جاويد الذى قبل دقائق كان يُصارع مارد سموم وإثنين بالتأكيد قوته هالكه لكن العشق هو ما يحرك قلبه ويعطيه قوة يحتاجها،لو إعترضت جاويد لن يمتثل لها،تركته يحمل سلوان وذهبت خلفه الى أن وصل الى السلم رفع جـ سد 
سلوان على كتفه يُعانقها بإحدي يـ ديه وبدأ بصعود تلك السلالم برويه أمام نظرات ودعاء قلب يُسريه،التى تبسمت حين شعرت بزخات المطر على وجهها،ربما تلك الزخات تنعش جاويد أثناء صعوده بـ سلوان.

مع نهاية درجات السلم لهث جاويد بشده وضع 
جـ سد سلوان على الارض ثم صعد آخر درجه فى السلم وجثى جوارها يلهث،ينظر لوجهها التى تسيل عليه زخات المطر...للحظه فتحت عينيها وتبسمت،ثم عاودت الغفيان.

كذالك جاويد رغم أن ضوء خافت بالمكان كذالك إختفى ذاك القمر الأحدب خلف سحاب المطر   لكن راى بسمة سلوان وانشرح قلبه للحظه قبل ان تغفوا سلوان مره أخرى بذالك الوقت  سمع صوت دخول  سيارة الى داخل السور،نظر نحوها علم أنها سيارة زاهر،للحظه غص قلبهُ عليه،لكن تشجع ونهض، إقترب من مكان وقوف السياره رأى هرولة صلاح وزاهر عليه أخبره بوجود  يسريه ومؤنس ومعهم أخرى أسفل بالحُفره. 

بينما رأت مِسك التى آتت للتو حمل جاويد لـ سلوان شعرت بغضب جم لكن توارت حتى لا يراها أحدًا،رأت وقوف جاويد للحظات مع صلاح كآنه أخبره بشئ ثم عاود السير نحو باب السور،دخل الى عقلها هوس أن تكون إفتح أمر إختطاف سلوان ووشي بها صالح، هربت سريعًا تلعن وتسب قدرها وحظها السئ عقلها يثور ويتراقص شيطا ن الغضب أمامها لم يُعد لها فُرصه أخرى لنيل جاويد شت عقلها تهزي بجنون. . 

بينما جاويد   سمع صوت إنذار سيارة إسعاف يقترب...عاود السير وهو يحمل سلوان بين يـ ديه يسير ببطء وإرهاق أسفل زخات المطر التى تتصادم بوجهه وكذالك وجه سلوان...
بإرادة منه رغم أن قوة جسدهُ تتلاشى لم يضع 
جـ سد سلوان أرضًا ظل يحملها الى أن دلف جواد الى داخل السور ومعه إثنين من المُسعفين وفراش نقال،وضع سلوان عليه وسار خلفهم بإرهاق يستند على جواد الى أن دخلت سلوان سيارة الإسعاف، ساعده جواد بالصعود  الى سيارة الإسعاف خلفها جلس على فراش آخر إستسلم لذلك الإرهاق وأغمض عينيه هو الآخر يفصل عقله عن الوعى.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-