CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل السابع7بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل السابع7بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده
 الفصل السابع7
بقلم مروه البطراوي
قطبت فوزية جبينها علي نظرات محمود الشاردة والحزينة وتذكرت أمر ابنتها لتصعد لها تبحث عنها في الغرفه فلم تجدها ولكنها استمعت إلى نواحها وبكائها في المرحاض لتتوجه إليها بفزع لتجدها جاثية على ركبتيها لتدنو منها قائلة: مالك يا جنة حد زعلك؟ سهير قالتلك كلمة ضايقتك؟
حاولت جنة السيطرة علي شهقاتها ولكن فوزية لم تتحمل أن تصبر علي مظهر ابنتها:-مالك يا بنتي انطقي.
هذت جنة ببعض الكلمات عن عابد وأمثاله وعن محمود لتزفر فوزية بحنق على اعتقاد جنة أن محمود مثل عابد تخيلت أن تكون لديها عقدة.
-اهدي يا حبيبتي مش كل الرجالة زى عابد الظالم و مش كلهم زى أبوكي السلبي، محمود راجل وسيد الرجالة احمدي ربنا أنه رضي يطلبك.
هزت جنة رأسها بنفي وهي تمسك يد والدتها تهزها:-لا يا ماما محمود مش زي ما أنتِ فاهمة.
أشارت لها أن تخفض صوتها وتوقف البكاء: أومال محمود ايه فهميني أنتِ؟
أغمضت جنة عينيها وهي تحاول محو ما حدث أمس من ذاكرتها وتغيير الموضوع: محمود سمع بنفسه خاطر وهو كان طالع يطردك ومحاولش يقوله عيب دي مرات عمك.
قلب فوزية يحدثها أن ابنتها تلاوعها:-يعني الحالة اللي أنا شيفاها دي كلها بسبب خاطر وأن محمود ما عاقبوش؟
نظرت إليها فوزية قليلًا نظرات جنة تعلمها جيدًا نظرات مطاردة لتستوعب ما يجول بخاطر ابنتها ومن ثم ابتسمت بخبث قائلة: جنة أنتِ بتحبي حد علشان كده بتتلككي لمحمود ومش عايزة تتجوزيه؟
شهقت جنة واتسعت عيناها وهي ترى شكوك والدتها في عينيها:-ايه اللي بتقوليه ده يا ماما، بتشكي فيا، على كده بقي مستغربش أن واحد زيه يشك فيا.
فهمت فوزية ما يدور بعض الشئ وهو أن محمود استمع إلى محسن في الذي فعله عابد مع جنة فظن بها السوء: -ما تخافيش محدش يقدر يطلعك غلطانة في اللي عمله فيكي عابد، بس برضه أنا مش مقتنعة أن عياطك بسبب خاطر.
صمتت جنة لتعدها فوزية أنها ستساعدها إذا سردت الحقيقه ومع ذلك امتنعت جنة عن قولها لكي تنتقم منه على طريقتها
-أنا وراكي يا جنة لغايه ما أعرف كنتي بتعيطي ليه.
مسحت جنة دموعها عن وجهها بسرعة وتنهدت بهدوء: أنتِ ما شوفتيش الحاجات اللي سهير بعتت تجيبها تعالي أفرجك.
ذهبت معها فوزية لترى ما تتحدث عنه ولكن في قرارة نفسها ستسأله عن سر حزنه وسر بكائها.
سمع العم بيومي بالزغاريط فذهب إلى محمود ليهنئه وهو يحتضنه قائلًا بهدوء: جنة ست الستات من يوم ما دخلت البيت وأنا حاسس إنها هتكون نصيبك دي أجمل هديه ليك.
ربت محمود على كتفيه ليستطرد الأخر بنبرة رجاء كأنه والدها: علشان خاطرى ابعدها عن أخوك واسمع ليها هي هتكون دايما على حق.
تنهد محمود بنفاذ صبر: حاضر يا عم بيومي هعمل بنصيحتك.
ربت بيومي على كتفي محمود بحنان: ربنا يرضي عليك ويجعلها خير ليك .
جائهم نور مسرعًا يحمل في يده ورقة: يلا يا عمي ننزل القاهرة أمي كتبالي طلبات كتير.
ابتسم الأخر بخبث فهو يعلم لماذا طلبت سهير تلك الطلبات من القاهرة إذعانًا لرغبة جنة ومع ذلك تناول الورقة من يد نبيل وأخذه وذهبا لشرائها
علي الجانب الأخر شاركت تقى في ترتيبات الزفاف حيث حاولت إضفاء السعادة على وجه جنة الشارد دائمًا: يلا بينا نجهز البيت التاني يا جنة قد ايه فرحت إن محمود مظبطلك بيت لوحدك وافرنجي كمان أيوه ما هو أنتِ ما يلقش بيكي غير كده.

اندهشت جنة لحديث تقى فهو لم يخبرها عن هذا المنزل حتى أنه لم يجلسهم فيه حتى وطأت قدميهم المنزل أيضًا لم يعرض على شقيقته المكوث فيه مع زوجها، أخذت تفكر في الأمر وتنظر إلى طراز الموبيليا الفاخر الذي اقتناه بعناية تحاول استيعاب ما يفعله وما فعله معها منذ يومين بسبب حديثها عن أهل البلد ورجالها وأعراسها، نصف من عقلها يوضح لها أنه يعاقبها ونصف أخر يشير أنه يكرمها. 
بعث أيضًا لشراء فستان زفاف لو تزوجت بالقاهرة ما كانت لترتديه وأقيم العرس في جناح أخر كأنه قاعة من القاعات الملكية وتم عرسها مثل ما كانت تحلم وأكثر، كانت شاردة طوال العرس بما يحدث منه وهو متجاهل نظراتها يتعامل معها كأن شيئًا لم يكن يظهر حبه لها أمام الناس، انتهى العرس وتوجه بها إلى منزله، دلفت أمامه وهي تتوهج فقد حانت اللحظة التي سيتحدث بها وسترد عليه وبالرغم أنه صار ما صار إلا أنها كانت تشعر بالتوتر كعروس تتوج لأول مرة ولم يلمسها أحد، نظر إليها من الخلف وجدها جامدة كلوح الثلج تقد منها ليلصق صدره بظهرها يهمس بخبث بجوار أذنها: مبروك يا جنة.
شعرت بأن أذنها قد بترت بعد تلك الجملة لتلتفت إليه تنظر إلى وجهه لتجد في عينيه الشر فتقطب جبينها قائلة: اللي يشوفك ويسمعك يفكر إنك أول مرة هتلمسني فيها، أنت جنسك ايه؟ عمري ما كنت أتخيل إنك بالخبث ده كله.
شعرت أن له وجهان وجه به ندبات الشر ووجه يحمل الحب والحنان حين وضع يدها في يده قائلًا بحنان:
-أنتِ منتظرة مني أقولهم عملتها فيكي، أنتِ من ساعتها مراتي وأنا جوزك وأقسمت ليكي اني هتجوزك .
رفعت حاجبيها باندهاش: هتتجوزني غصب،أنت عملت كده علشان أتجوزك غصبن عني.
ثم استطردت وهي تجز على أسنانها وتتذكر بروده حينها وهي تترجاه:-قعدت أقولك ابعد عني وهتجوزك بس أنت مصدقتنيش زى ما أنت مصدق موضوع عابد.
بالفعل هو صدقها خاصة عندما لمسها وتأكد من كل شيء بذاته يعلم جيدًا أن غضبه عليها أعماه، اقترب منها حاول تهدئتها إلا أنها قابلته بنفور تام وهي ترجع إلى الخلف قائلة: المرة دي هقولك ابعد عني وغصبن عنك هتسمع كلامي أصل خلاص مبقاش في حاجة علشان تاخدها.
شهد بعينيه تحجر الدموع في مقلتيها ليبتسم من داخله على كبريائها ويفتخر به ولم يستمع إليها بل تقدم إليها: لسه فيكي حاجات أنا ما أخدتهاش وأهمها قلبك اللي هيجي عليه الوقت وأخطفه متأكد أن هيكون لينا أيام حلوة.
لتدفعه بنفور وتذهب إلى خزانه الملابس وتخرج ملابسها بعد أن قامت بتقطيع ثوب النوم المخصص لها، الثوب الذي كان عليها ارتدائه لتصبح زوجته، ولكنه أنهى كل شيء من قبل بغضبه الجامح، كان ينظر لها بشرود يريد إيقاف الزمن وإحسان الظن بها ولكن انتهىى كل شيء نظرت إليه بسخرية وهي تدلف إلى المرحاض قاطعة بنظراتها أي أمل لديه.
في صباح اليوم التالي استيقظت قبله وكأنها كانت بحلم أو كابوس مثل ما تشعر من قلبها، نهضت من جواره ولا تعلم كيف سمح لنفسه أن ينام بجانبها ويحاوطها بذراعيه كمن يحتضن والدته، والدته؟ نعم والدته هو لم يتحدث عنها منذ أن جائت إلى هنا، عليها أن تعلم أمرها من سهير، لما لا ترى صورة لها في المنزل يوجد صور لوالده وجدها وجدتها التي تشبهها تمامًا فقط، فكرت أن تسأل العم بيومي ولكنها تذكرت أنه رجل خبيث مثله لا يدلي بأي شئ لها، دلفت إلى المرحاض وتوضأت وصلت فرضها ومن ثم خلعت إسدالها لتفرد خصلات شعرها، نظرت إلى المرآة وجدتها عالية توازيه طولًا ولا توازيها، والدتها دائمًا تتمنى أن يكون لها قامة طويلة قبل سن الحادي والعشرين، السن الذي تمنت أن تتزوج بعده لتكون مالكة أمرها ولكن شاء القدر أن يقطفها قبل هذا السن بشهر واحد، زفرت بحنق وشردت في حالتها ليستيقظ هو ينظر إلى حضورها الطاغي أمام مرآة الزينة وكأنها هي من تزينها وليست المرآة أثناء شرودها وجدت من يسحبها من يدها، ويديرها ليثبتها أمامه، لف ذراعيه حول ذراعيها، ومال على كتفيها ليثبت ذقنه عليها، حدقت هي في الفراغ أمامها لثوان، بينما هو يبتسم ابتسامة جانبية لاستماعه إلى دقات قلبها المتسارعة، أمعن النظر إلى خصلات شعرها المبللة من أثر الاستحمام ليجدها تلمع كأن لديها بريق خاص لم يشهده من قبل، بينما هو شارد في حضنها الدافئ المستسلم، شعر بارتجاف خلايا جسدها، فشعر بالقلق نحوها، خاصة عندما علم أن هذه الارتجافة ليست من حضنه وإنما هي بسبب ارتفاع حرارة جسدها بالكامل، والعرق الذي صب على ظهرها الذي كان يظنه من شعرها المبلل، ارتد للخلف ليتحسس جبهتها ووجنتيها ويرفع وجهها ليجدها غامت عينيها، ليسرع بحملها ومن ثم وضعها علي الفراش، وما أن استدار حتى يفعل أي شئ ليخفض حرارتها، أمسكته من معصمه بضعف قائلة: متسبنيش لوحدي، أنا حاسة اني تعبانة من امبارح أوي.





هدأ من روعها وتحدث بهدوء: متخافيش هتصل بسهير تجبلك دكتور.
وما أن أمسك هاتفه يضغط على رقم شقيقته حتى استمع إلى صوت والدتها فوزية وهي تطرق بابهم تبكي وتنوح ترك جنة وهبط  للأسفل مسرعًا ظنًا منه أن خاطر طردها، يلعن حاله أنه أذعن لطلبها في العيش في المنزل الأخر، فتح الباب ليجدها تلطم خديها : الحقني يا محمود، عمك في مستشفي السجن، بيقولوا هيموت، أنا عايزة أروح أشوفه.
هز رأسه بجدية : حالًا يا مرات عمي.
صعد الدرج مسرعًا ولكنه تذكر أمر جنة فهاتف شقيقته مسرعًا لتأتي وتسعفها عوضًا عنه ولا تخبرها أن والدها مريض، واتجه إلى الغرفة الأخرى يتناول ثيابه  حتى لا تشعر به.

ذهب إلى عمه هو وفوزية وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة ليوصيه عمه قائلًا: قول لجنة تسامحني يا محمود،سامحيني يا فوزية،أنا اللي قلتله يعمل كده، بنتك عمرها ما كانت هتتجوزه إلا بالشكل ده، عارف اني كسرت نفسها، بس ده أحسن ليها.
عقدت فوزية ما بين حاجبيها تتذكر بكاء جنة لتسأل محسن: أنت قصدك يا أخويا؟
التفت إليها محمود وهو منكس الرأس: هبقى أفهمك يا مرات عمي.
صرخت فوزية بعلو صوتها: لاااا دلوقتي يا محمود.

ليصدح صوت الأجهزة الموضوع عليها محسن تعلن وفاته، خرج محمود وفوزية لإنهاء اجراءات خروج جثمان محسن وفوزية في حالة ذهول ليهاتف خاطر ويخبره بتجهيز المدفن الخاص بهم لدفن عمه: اسمعني يا خاطر عمك مات.
تهللت أسارير خاطر قائلًا بدون شعور: ألف بركة.
ثم اقتضب حديثه قائلًا: أقصد ارتاح من وجع القلب.




ليتفهم محمود ما يجول برأس خاطر لينهره قائلًا: لعلمك جنة كده ورثت أبوها ويمكن تورثني في يوم من الأيام فبلاش تفرح أوي، المهم ممنوع جنة تعرف دي تعبانة بلغ تقى تروح تقعد معاها وسهير ترجع علشان تحضر الدفن وتفتح البيت الكبير للعزا.
ابتسم خاطر بخبث وهز رأسه قائلًا: من عينيا يا أخويا.
وما أن أغلق الهاتف حتى قام خاطر بمهاتفة عابد، نعم عابد يا ساده فقد علم خاطر بما فعله محمود مع عابد وعلم قصته من أحد الحراس : عابد باشا، الجنية بتاعتك كان فرحها امبارح على ابن عمها، بس أنت حظك حلو، تعبانة من امبارح، يعني محصلشي، حظك بقى يا كبير، إن محسن أبوها مات وكلنا بربطة المعلم هنروح ندفنه، أنت بقى فرصتك لآخر اليوم هي في البيت اللي أنت كنت في مخزنه خدها مش هتقاومك لأنها تحت تأثير المخدر.
اتسعت حدقه عيني عابد بذهول لأنه ظن أنه ملعوب: أنت مين وايه هدفك؟
تعالت ضحكات خاطر قائلًا: ممكن أقولك فاعل خير بس أنت شاكك إنه فخ لذلك هريحك، أنا أخو أبو حنفي، وبعيد عنك مش طايقها .





ابتسم عابد ابتسامة نصر ومن ثم لملم أشياء وقاد سيارته لكي يصل إليها، ولا يعلم أن زوجته استمعت إلى كل شيء، على الجانب الأخر استمعت سما ابنة خاطر لحديثه وشهقت من خلفه، ليستدير إليها يدنو منها قائلًا: حبيبة بابا مش هتقول حاجة من اللي سمعته، لأنها لو قالت جنة هتطرد نور وعمتك سهير وهتطردك أنتِ وأخوكي وبابا وماما وهتبقى ست البيت.
هزت سما برأسها بإذعان وهربت من أمامه ليتأكد أن ابنته مثله تمامًا.

انتهت اجراءات خروج محسن من المشفى في سيارة مجهزة، اخذ محمود والدة زوجته وسار خلف السيارة، كانت شاردة طوال الطريق ولكنها فجأة التفتت تسأله السؤال الذي يراودها خاصة عندما استمعت له يهدد شقيقه، شقيقه الذي كان مبرر بكاء جنة.: ايه اللي حصل يا محمود؟

تنفس بعمق وأوقف السيارة قليلًا والتفت إليها ينظر إلى عينيها وعيناه تحملان الخزي والعار: أنا اغتصبت جنة قبل الفرح علشان أجبرها على الجواز.





كانت ردة فعلها سريعة كأنها كانت متوقعة ما يقوله حيث قامت بصفعه والبصق في وجهه: حيوااان، فين رجولتك وأنت بتعتدي عليها بدون وجه حق؟ هدفن بس محسن اللي مش عايزة أدعي عليه وهطلقها منك غصب عنك وهاخدها وهسافر لأهلي.
هز محمود رأسه باستجابة :-اللي تشوفيه بس عايز أقولك اني بحبها.
استدارت بوجهها إلى الجانب الأخر تلعنه علينا لينطلق بسيارته إلى البلد لتقام إجراءات الدفن.





في المقابر كان الجميع يقف عداها فهي مسطحة في منزلها من أثر الدواء وسما في المنزل أيضا تشاهد عابد وهو يتجه إلى منزل جنة لتركض نحو المقابر تجذب نور وتخبره أنها تريده في أمر ما: خلاص يا نور عمو زين هيرجع يقعد معانا تاني.
هز نور رأسه قائلًا: عارف إن بعد جواز خالي من أبلة جنة هيرجع.
هزت رأسها بلا: لا يا عبيط جنة في واحد بيخطفها دلوقتي وهيرجعها القاهرة وهنخلص منها.
جحظ نور بعينيه قائلًا: بتقولي ايه؟
كادت سما أن تعيد عليه الحديث إلا انه تقدم بخطى واسعة نحو نبيل ليخبره على الفور ومن ثم ركض نبيل إلى الفيلا ليمنع عابد. وجد عابد يحملها ويركض بها ليصرخ نبيل في وجهه كي يمنعه ليتناول عابد سلاح يوجهه نحوه ويضربه في قدمه: مش ناقص غير المساخيط اللي هيمنعوني.
شاهدت سما هذا المشهد ومن ثم كممت فاها وهرعت نحو عمها في المقابر مرة أخرى: الحق يا عمي في واحد خطف جنة وضرب أخويا نبيل في رجله.





صرخت تقى على ابنها ليستدير إليها محمود مندهشًا من وجودها بعد أن أمر بوجودها مع جنة وعدم تركها ثم نظر إلى شقيقه وهو يركض ليرى ابنه، كلًا يركض نحو هدفه، قاد سيارته مسرعًا ليلحق بها وبينما يحدث كل هذا جاء من يخطف 




سما ابنة خاطر في المقابر بدون أن يشعر بها أحد، خطفها رجل قام خاطر بدينه وخسارته في بضاعة يمتلكها، خطفها ليسترد حقه.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-