أخر الاخبار

رواية حب تحت الصراع الفصل التاسع9بقلم حبيبه محمد



رواية حب تحت الصراع
 بقلم حبيبه محمد
الفصل التاسع







يَــا گـل گُـــلي وبــعــضَ مِــنــي وروَحْ قَــلــبـي.
أحــبــك قَــبـل أن تــراك العُـــيون.
وحُــبـي لــك فـوق گــل الظنــون.
أحبـبــتك بهــراً بقــدر الحـصى.
بـقدر أشجار الكون قلبي لديك رهين وعقلي بگ مجنون. وأنــا كُــــلي بـك مفــتـون .
قُــربك نــار في لظاهـا أتــعبّد .
وبــعدك شـوق وليل طويل سـرمد.
يا حبة روحي ودواء جروحـي.
يا وردة في بسـتاني فوحـي يا قُبلة لأحـزاني وأفراحـي.
يا مرتع بكائي ونواحي يا صدراً حنونا هو كل ما أكفاني. وحصنا منيعا يشعرني بالأمن بالخوف.
بالرجاء بالراحة والاطمئنان.
أحــبــك بـعيني لم تُبصرا غيــرك ولن ترا سِواك نوراً تهتدي به.

«مــا قبــل الــنــهــايــه».
__________________________________________

ونويت الدنيا معاك تتعاش قدامك ده يا إما بلاش.
كل حاجة معاك يا حبيبي ما بحسبهاش.
أهو جاني الوقت عشان أرتاح.
كل سكة معاك تتراح.
نظرة جوه عيونك بتنسيني جراح.

بــدأت الشـمس ترتفــع والسماء تُــضـئ، والـنــهار يـتنفــس ببـطـئ، لـ تبـدأ العــصافير فـي الــزقزقه والـطـيور تُــغرد في عــريـن مـلكوت الخــالق، أكــتظت الطُرقـات بالـإناس وأمتلئ عبق الهواء برائحة نشاطهم ،لـ تُعلـن الشـمس عن بدأ يوم جديد وصباح جديد يـطـوي خَلفه الـأمس لـ يجعله من الماضي ويبدأ اليوم الذي يحمل احداث لا نعلم عنها شئ فقط بعض من ترتيب أمورنا تختلط مع اقدرانا المجهوله أو لـ نقول أقدرانا التي سَـنها سُن القلم لـنـا.

خـرجت شــمــس مِن غرفتها فوق الفراش المُتحرك تُحكم الإمساك بـيد ريـحـان التي كانت تـمنع دموعها من السقوط ومُشاركة صديقتها الخوف الذي يشطر قلبيهما فـ ها هي شــمـس ترتدي ملابس العمليات الزرقاء وتستعد إلى تلك العمليه وتستلقي فوق فراشها في جهل لما هو قادم.

هرع لــيــل صوبها ما أن رأها تخرج من الغرفه وقد كان قلبه يتقلب على جُنابات الخوف والقلق لـ يقترب مسرعاً صوب فراشها المتحرك ويمسك بكف يدها الأخر يطبع قُبلة مُحب صادق فوق كـف يدها البارد لـ يرتسم شبح ابتسامه فوق شفتي شـمـس التي ترتعشان في خوف حاولت إخفائه.

رفعت شــمس كف يدها وتحسست وجــنـتي لـيل بـحب ليـبتسم لـيل وهو يجدها ترسم معالمه بداخلها للمره التي لا يعلم عددها لـ تهتف شمس بصوت خافت وهيا تنظر صوب ليل ولكن لا تراه:

_ليل عاوزاك توعدني وعد.

وضع ليل كف يده فوق كف يدها ومرر أنامله الخشنه فوق أناملها الناعمه وهتف بحب:

_مش مكفيكي الوعود اللي انا وعدتها ليكي يا شمس؟.

_مكفيني يا ليل عشان عارفه ان عمرك ما هتنقض وعد فيهم لكن المره دي غيرهم كلهم.

_وانا بوعدك يا شمس ،بوعدك من قبل ما اسمع انتي عاوزه تقولي ايه ومتخافيش واعرفي اني جنبك لأخر العمر ،جنبك العمر كله ،هعيش جنبك وهموت جنبك ،وانتي جوه اعرفي اني مستنيكي وهفضل مستنيكي من غير ما ازهق ،انا جــنبك يا شمسي متخافيش.

تبسمت شفتيها في حُـب بائن لمن حولهم لتهتف بصوت هامس:

_لـيـل.

_عيون ليل يا نداهه سرقة قلبه.

ضحك ثغر شـمس على لقبه الغريب لها لتهتف بعشق ونبرة مُحب:

_انا بـحبـــك يا لـيل مخُوفتش اسكن فيه ،يا ضلمتي الوحيده اللي مخوفتش منها ،بـحبك يا صِــراعي الـأول والاخير.

تبسم ثغر ليل في حـب شديد وهتف بهمس لم يسمعه سواها :

_لما تطلعي بخير فكريني اقولك حاجه.

_موافقه.

هتفت بها شمس وهيا تنظر صوبه للمره الألف ولكن لا تراه ليتجعد وجهه ليل في تعجب قائلاً:

_موافقه على ايه؟.

ضحكت شمس بخفوت وهتفت بهمس لائم همسه:

_موافقه على الحاجه اللي انت هتقولها ليا.

أفلت كفها من بين كفيه حين دفعت الممرضات الفراش وسارا بها صوب غرفة العمليات تاركيـن ليـلاً قد اظلم دون شـمسه وقد أنارت كلماتها قــلبه وأرشدت نـجومه التائهه إلى سمائهــا فوضع كف يده فوق قلبه يُطمـئنه أنها سوف تـخرج وسـتراه.
شـمســه سوف تُشرق وتنير قــمره.
شـمـسه سوف تدفئ ولعـة قلبه صوبها.
شـمـسه سوف تُبــصره وأخيــراً.

اقترب يـعــقوب واحتضن ريحـان وهو يُطمـئنها أنها سوف تكون بخير بعدما لمح دموعها التي سمحت لها بالهبوط اخيراً واقترب من لـيـل وربت على كتفه وتبسم في وجهه ببشاشه وهتف بحنو:

_متخافش يا ليل انا عندي امل في ربنا كبير إنها هترجع تشوف وهتشوفك.

_تفتكر؟.

_طول ما ربنا موجود متخافش يا صاحبي وانا املي في ربنا كبير .

تبسم وجهه ليل وألجم لـجام الخوف بداخل قلبه وسارا ثلاثتهم يجلسون في الطُرقات أمام غرفة العمليات وقد غابت شــمـس عن أعينهم إلى الداخــل.

« المـشاعر الـتي تتضـارب بداخل قلوبهم».

• ريـــــحــــان.

عــلــى قد قساوة الدُنيا وتقفيلها لـ طُرقها في وشنا إلا إننا عشنا فيها عِناد ،كانت في كل مره بتاخد مننا حاجه بنحبها كنا احنا بنسرق منها الأيام والثواني والدقايق الحلوه اللي هتفضل ذكرى في عقولنا نفتكرها في يوم من الإيام ،عشان كده قسوة الدُنيا عليا انا وشــمس مقدرتش إنها تفرق ما بينا بالرغم من أن كل حاجه كانت بتحصل كانت بتحتم إننا مش لازم نكون سند لـ بعض ، وكأنها كانت مصممه زي ما اتولدنا في الدنيا دي لوحدنا نعيش فيها لوحدنا ،بس زي ما انا وشمس عشنا فى الدُنيا دي عِناد برضه مسكنا إيد بعض ،وحضنا بعض ،وكل واحده فينا عالجت جرح التانيه ودفتها في حضنها من البرد برضه مشينا في طريق واحد عِناد ،حتى لو مكانتش الدُنيا ناصفانا في يوم قدرنا نكون عيله لـبعض.

كل واحده فينا فتحت عينها على أربع حيطان سقفهم واقع ،كل واحده فينا لما فتحت عيونها لقيت نفسها لوحدها في الدُنيا دي ،انا فتحت عيني لما خدت أول قلم على وشي وعرفت وقتها إن محدش في الدُنيا دي ممكن يكون حنين عليك وأنت لـقيط أو يتيم ،لكن هل كان ذنبنا إننا اتولدنا من أم مكانتش عاوزانا وغلطت راجل مقدرش يتحمل نتيجة أفعاله!
كان غلطت مين فيهم محدش فينا كان عارف لكني كنت عارفه إن محدش هيدفع تمن الغلطه دي غيرنا وكانت دي تاني مره اعيش في الدُنيا ند لـند.

مبقاش الضرب بيأثر فيا ولا حبسي في اوضه ضلمني بيخوفني ، اصل زي ما انا اتولدت في الدُنيا دي غصب قررت إني اعيش فيها غصب برضه لحد ما جه اليوم اللي دخلت فيه شـمـس







 الملجئ ،وقتها كنت بنت خمس سنين عمراً لكن حقيقه كان عندي خمسين سنه من اللي شوفته واتعلمته ،كانت بتعيط وصوت عياطها مضايق اللي حواليها ومهما زعقوا فيها عشان تسكت إلا أنها كانت بتزيد في عياطها ورافضه تسكت لحد ما قربت انا منها وحضنتها وطبطت عليها وقتها هيا سكتت وحست بالأمان فيا أنا!.
حست بالأمان في طفله عمرها ما عرفت يعني إيه أمان!.

لما حاولت أبعدها عني رفضت ،مسكت فيا، كان الخوف وقتها مالي عيونها في الوقت ده قررت إني اكون حضن شمس وأتبناها وزي ما قالوا فاقد الشئ يعطيه أنا كنت طفله عندها خمس سنين بس أم شاطره وعرفت وقتها أن على قد قساوة الدنيا إلا أنها بتعلمنا بعد ما تدوس علينا .

كبرت انا وشمس واحنا سند لـ بعض مكناش محتاجين عيله ،لا أب يحضنا ويطمنا أن الدُنيا حلوه وكويسه تستحق إننا نعيش فيها ولا أم تطمن علينا وتغطينا كل يوم وتحكي لينا حدوته ،كبرت انا وشمس واحنا منعرفش غير بعض ،وبالرغم من كل الظروف اللي كنا عايشين فيها إلا أننا كنا مبسوطين وراضين، لقمة العيش اللي كنا بنسرقها من ورا المشرفه وناكلها فوق السطح واحنا بنسمي النجوم كانت مكفيانا.

عشت انا وشمس لـ بعض ،الواحده مننا كانت بتشيل اللقمه من بقها وتحطها في بوق التانيه ،كنت انا ابرد بس الأهم عندي أنها تتدفى وهيا كانت ساعات تنام والجوع قارصها بس انا أكل ،عرفت وقتها أن فيه شخص ممكن يكون عيله تانيه ليك متخافش تعيش فيها وشمس كانت عيلتي ،ممكن تكون متعجب وتقول إيه الأوفر ده هو فيه صُحاب كده؟.
في ناس في الدنيا دي كده؟.

هقولك ايوا لسه فيه ،على قد مُر الدُنيا الإ أن لسه فيها الحلو ،زي ما لسه فيها أب بيرمي ابنه فيها أب بيتعب ويشقى عشان خاطر ضحكه من ابنه ،هقولك زي ما فيه أم بتسيبك قدام عتبة بيت وتمشي فيه أم بتسهر على تعبك وراحتك ،وزي ما فيه صاحب بيغدر وينافق فيه صاحب حضن ودفى وارض مهما اتغربت مصيرك تعيش فيها .

لما خرجنا وكل واحده فينا قررت تكون حاجه ترفع بيها من نفسها وتكسر عين اللي يقول عليها كلمه وحشه دورت على اهلي كنت عاوزه اعرف انا بنت حلال ولا حرام ؟.
كانت جملة المشرفه في الملجئ اللي بتضرب بيها قلبي كل مره اني مليش اصل كانت بتوجع قلبي ،وبطولي انا وشمس دورنا في مصر بين ميت مليون عيله على عيلتي ولما لقيتها أتمنيت لو فضلت معرفش إجابة السؤال.

أمي كانت رقاصه معروفه ابويا حبها وواتجوزها لكنها اتفرعنت عليه وعلى عيشته واول ما خلفتني رمتني عشان مكانتش حمل حاجه توقف شغلها وبابا كان تعبان ومكنش يقدر يراعيني ومن هنا كتبت كل اللي قدامه واللي وراه بأسمها ومشيت وعرفت وقتها إني بنت حلال والذنب ذنب ام خلفت بس مكانتش قادره تربي وقتها سألت نفسي هل إنك تجيب إنسان للدنيا دي حاجه سهله؟.

وقتها شمس حضنتني وقالت:
انتي عاوزه عيله ليه يا شمس هو مش احنا كفايه لبعض؟.

عرفت وقتها إن عندها حق مش شرط العيله هيا اللي اتكون اتولدت واتربيت فيها ، المهم انها تكون العيله اللي تحسسني بالأمان ،لما قابلت ابويا عرفت أنه كان فاكرني مت وقتها كتب ليا اللي امي كتر خيرها سابته ليه عربيه خرده وشقه على المحاره ،فاكره يومها لما نمت انا وشمس على الأرض من غير غطى وكل واحده كانت مدفيه في التانيه.

واحده واحده كل واحده فينا قدرت تملى البيت بسرير ودولاب ومطبخ وطربيزه ودخلنا كليات واتعلمنا واتخرجنا واشتغلنا ورفعنا راسنا وعرفت وقتها إن اللي ممكن يكسر الإنسان هو الإنسان نفسه وأن الإنسان عدو نفسه غير كده مفيش حاجه تقدر تكسرك .

وفي يوم 8/8 اتخبطت في يعقوب ،كان معروف إن الإنسان بيتولد مره واحده بس انا وقتها إتولدت من جديد ،كنا زي الابيض والاسود يعقوب شايف حلو الدنيا وانا شايفه مُرها وهنا هو علمني كل حاجه ،علمني الــحــب ،علمني أن في وسط كل ضلمه فيه نور ،علمني أن في وسط كل صِراع في إنتصار وفي هزيمه وانا كان إنتصاري لما وقعت في حبه.

اتغيرت عشانه والدنيا اللي كانت عدوه ليا في اول مره اتولدت فيها قدرت تكون صاحبه ليا في تاني مره اتولدت فيها بـحب يعــقوب.

تفتكر حياة الكفيف بتبقى عامله إزاي؟.
انا متعمتش، مخسرتش عيني ،بس شمس خسرت عينيها ،وقتها انا كمان شوفت الدُنيا ضلمه ،وقتها أنا كمان حسيت إني عاميه وعاجزه لما شوفتها بتبص ليا بس مش شايفاني!.
كانت أول مره شمس تبص ليا ومشوفش نفسي في عيونها!.
قدرت حادثه واحده أنها تكسرني قبل منها ولو كانت شمس خافت مره واحده من الضلمه فأنا خوفت منها ألف مره.
معشتش اللي هيا عاشته من عجز، وخوف، وهزيمه ،وتعب بس شاركتها كل ده وعرفت إن اختيار واحد غلط ممكن يضيع منك كل حاجه زي زيـــاد.
واختيار واحد صح ممكن يرجع كل حاجه زي لـــيــل.

شمس وهيا مفتحه وبتشوف اختارت غلط وعجبي لما كانت مغمضه وكفيفه قدرت أنها تلاقي شخص يحبها ،شخص يعيش في ضلمتها من غير خوف ،شخص مش كارهه شمسها البارده ،وليل كان هديه من الدُنيا لـ شمس ،هديه من ربنا تعوضها عن كل التعب اللي شافته.

عشان كده تفتكر الدنيا فيها كام يوم عشان تختار شخص صح؟.
تفتكر الدنيا فيها كام يوم عشان تخوض حرب وتخسر فيها؟.
تفتكر الدنيا فيها كام يوم عشان تحب؟.
ومش إي حب ده حب تحت صراع!.

ودلوقت بسأل نفسي هل شـمـس ممكن تفتح من تاني وتشوف ليــلها إلي عمرها ما شافته؟.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

• يــعــقــوب.

تــفــتكر إيه اللي ممكن يجبر إنسان إنه يعيش الدُنيا دي لـ يوم واحد زياده؟.
انا اتولدت لـأب وأم كان الحب تالتهم كنت وحيد ليهم وده بعد ما امي اكتشفت أن عندها القلب وإن الحمل لتاني مره ممكن يعرضها للخطر عشان كده ابويا رفض وقال ليها كفايه علينا يعقوب كرم ربنا حلو كده والطمع وحش ،عشت تلاته وعشرين سنه من عمري في جنه لـ حد ما ماتت امي وبعدها ابويا وقتها بس عرفت لـأول مره أن الحياه من غير أهل لا تُطاق!.

كل مره كنت برجع فيها البيت كنت بدور على ريحة طبيخ امي ،ابص على الكنبه اللي ابويا اتعود يقعد عليها على طول يقرأ الجرنال بس ملقيتوش وقتها عرفت إن اللي كانوا بيحموني وبيحضنوني ويطبطوا عليا راحوا وإن اللي باقي من دُنيتي لازم يتعاش يا بحلوه يا بمُره.

كل مره كنت بقابل فيها حاجه توجعني كان بيوحشني حضن امي وهيا بتطبطب عليا وبتصبرني وتقولي إن دي دُنيا واحده ولازم أعيشها زي ما هيا بـ قدرنا اللي منعرفوش، بالمجهول إلي مضطرين نمشي عشان نكشفه ،وان الدُنيا مبتجازيش اللي بيجزع منها وإنها على قد ما بتاخد بس بتدي ،كل مره كنت بقابل فيها ناس غلط كنت بتفكر ابويا وهو بيقولي إن حياتي عامله زي القطر هيقف عند كل محطه يركب ناس وينزل ناس وانت وحظك ناسك دول حلوين ولا وحشين ولكن مهما كانوا مصيرهم هينزلوا في محطه وانت هتكمل لكن كل واحد هيكون معلم فيك علامه ،حلوه او وحشه.
عرفت بعد موت اهلي أن النصايح اللي كنت بتريق عليها دي بتمنى لو اني اسمعها منهم تاني.

يوم واتنين وشهر وايام جابت بعضها بدأت اتأقلم على الدُنيا اللي استخبيت منها ورا ضهر ابويا وعرفت أن من غيره اني اتكشفت.

لحد ما قابلت ريــحــان.
كانت بنت عجيبه عامله زي النار متعرفش لو قربت منها هتتحرق ولا هتدفى!.
مُقابلتي ليها مخلصتش في خبطه بل بدأت في أول دقة قلب ليها.
جمعني بيها مكتب واحد وشغل واحد وورقه واحده كنا بنوقع عليها لكن ولا مره فكرت إني اتكلم معاها ،يوم ما زعقت في وشي وشوفت في عينيها قوه مشوفتهاش في بنت حاجه جوايا شدتني ليها.
مكانتش خايفه وهيا واقفه قصاد راجل تكاد لا تصل إلى كتفه كانت مستقويه بطولة لسانها وعارفه إن الدُنيا مش هتيجب ليها حاجه اسوأ من اللي عاشته.

فـ حبيتها.
حبيتها عشان كانت زي اللغز وانا راهنت نفسي اني لازم أحله ،حبيتها وانا مقرر بيني وبين نفسي اعرف سر القوه اللي في عيونها دي منين ،حبيتها وانا بحاول ادخل جواها واعرف مين ريحان ؟.

والإجابه وقتها كانت إنها اجمل واقوى بنت في العالم.
كبرت في عيني لما عرفت كام موقف عاشته صعب ومستسلمتش .
كبرت في عيني لما حكيت ليا إزاي انها اشتغلت واتعلمت وصرفت على نفسها في وقت واحد.
كبرت في عيني لما لقيت واحده زيها عرفت تربي نفسها من غير أهل وعلمت نفسها بنفسها القيم والمبادئ.
كبرت في عيني لما غيرت فكرت المجتمع العقيمه عن الأطفال اللي بيكبروا من غير اب وام وكأنهم اختاروا ده بإيدهم.
كبرت في قلبي لما شوفت حبها لـ شمس وكأنها من صُلبها فعلا.

وقتها افتكرت علاقتي بـ ليل صاحبي.
افتكرت المواقف برضه اللي عشناها سوا ورغم صعوبتها عديناها.
افتكرت يوم موت اهلي إنه مسابنيش لـ ثانيه وفضل معايا وصبرني على فراق الغاليين.

وقتها عرفت أن الصاحب معدن ووطن.
وقتها عرفت إن مش إي حد في حياتي ممكن اقول عليه صاحب ،مش كل اللي دخل بيتي واكل معايا وضحك وهزر معايا يتقال عليه صاحب ،عرفت وقتها إن الصاحب اللي وقت ما تحتاجه مبيتأخرش ،في حزنك هو اللي يسندك ،وفي فرحك وحده اللي يرقصلك، عرفت إن الصاحب مش بيتعمل بالإيام لكن بيتعمل بالمواقف والعشره ،وعرفت أن صاحب واحد غني عن مليون واحد ،صاحب واحد وقت ما تقوله انا عاوزك ميتأخرش ،صاحب عيله تانيه ليك.

وعرفت أن الحــب صِراع أخرته نَـصر.
الحـب صِراع أدى فرصه جديده لـ شمس إنها تعمل عمليه وترجع تشوف من جديد.
الحــب صِراع خلى ريحان تضحي بأغلى حاجه عندنا عشان صاحبتها.
الحــب صِراع نور حياة لـيـل حتى لو كان النور ده من وسط ضلمه.
عرفت إن الحب صِراع آخرته نصر واللي يخسر فيه غبي.

وسألت نفسي وقتها هو ممكن الحب دلوقت يكون أقوى دافع لـ نور عين شـمس إنه يرجع وتشوف الناس اللي بتحبها من جديد ؟.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

• لــيــل.

تـفتكر في نَـداهه خطفت حد قَـبل گده ورجعته عايش؟

اتوقع أن أول مره مُـت فيها وانا عندي خمستاشر سنه وتاني مره اتولدت فيها في يوم ما وقعت بعد نص الليل .

اول مره عرفت فيها إن لـ الدُنيا ألف وش لمـا فوقت في المستشفى وقالولي أن اهلي ماتوا في الحادثه ،وقتها مصدقتش حد فيهم ،ده احنا كنا مسافرين نحضر فرح ناس نعرفهم ومبسوطين فجأه ممكن كل حاجه تتبدل كده!.
فجأه ممكن النور يبقى ضلمه ومبتقاش شايف الدُنيا من جديد!.
فجأه ومن غير مقدمات تبقى لوحدك في دُنيا قاسيه زي دي!.

هربت من الواقع لـ مدة سنه حابس نفسي في قوقعه ورافض أخرج منها وفي عقلي؛ بعمل حكايات اقابل فيها اهلي واهرب ليهم من الدُنيا اللي خدتهم مني ،كان صعب إن بين يوم وليله تبقى يتيم أحساسي وقتها كان زي اللي ماشي في طريق مليان شوك حافي لو وقف الشوك هيغرز في رجله يقتله من الألم ولو بص وراه هيشوف مسافه طويله مشاها مش هيعرف يرجعها وقدامه طريق اطول مفيش ليه نهايه.
وقتها بس عرفت إن اللي بينصف الإنسان في الدُنيا أهله.

عمي عـمـران كان اب تاني ليا ،محسسنيش بإني يتيم ولا مره ،كانت المسلسلات الي بسمعها عن العم الشرير وزوجة العم الشريره وعيالها وإزاي بيعاملوا طفل زيي عمرها ما فشلت تزرع في قلبي الخوف لكن عرفت أن زي ما فيه خير فيه شر ،وان الخير حتى لو قليل فهو لسه موجود ،وعمي عمران مكنش شرير بالعكس ،كنت اقرب واحد ليه في عياله ادم وكارم ،كان دايما شايلني على كتفه ،عرفت أن مرات عمي مش قاسيه وكنت أنا الوحيد اللي عمرها ما ترفض ليا طلب ،عرفت أن حب عمي عمران ليا الزياده مخلاش ولاد عمي يغيروا مني زي المسلسلات بالعكس كانوا بيطبقوا حب عمي عمران وحسسوني أني اخوهم الكبير.

ورجعت الحياه لـ قلبي من تاني ،عمي أصر اشتغل معاه بس رفضت حبيت اعتمد على نفسي وهو سابني لدماغي .

لكن كان ميلادي الجديد فعلا يوم ما قابلت شــمــس.
تــنْــظر إلــي ولــكــن لـا تَــرانــي.
جمله كنت بقولها في كل بشوفها بتبص ناحيتي بس مش شايفاني.
كنت بحب افضل ابص لعيونها كتير عشان قلبها يقدر يشوفني.
يوم ما وقعت في حب النداهه عرفت أن مش شرط يكون فيه اسطوره بتقول إن في بنت خارقه الجمال اسمها نداهه عشان تسحرك ، لإنو شــمـس مش أسطوره لكنها كانت فعلا نداهه قدرت تخطفني.

شوفت في عيونها رجاء إني امسك إيديها واسندها.
لما عرفت شـمس عرفت أن اللي عشته يتلخص في سطر واحد من اللي عاشته واستغربت هو ممكن العالم فعلا بكل القسوه اللي فيه دي ينجب بنت زي شمس مرتين في العمر؟.

عرفت وقتها إن في صِراعات قادره تبني الشخص وتانيه تكسره.

وشــمــس كانت صِراعي الوحيد اللي كنت عاوز افوز فيه بإي ثمن.

ومـن ساعة ما شوفت شمس شوفت آلوان كتير للحب مكنتش اعرف إنها موجوده.
شوفت من ريـحـان حب التضحيه وإزاي إنها كان عندها استعداد تدي لـ شمس عيونها لـ مجرد انها تشوف بيهم وبس.
شوفت من يعقوب حب الصــبر وإزاي إنه صبر على ريحان لحد ما قدر يطمنها إنه جنبها وبيحبها وعوضها عن كل حاجه وحشه حصلت.
شوفت من شـمس حب اللين وإزاي أن ربنا لما وزع الطيبه في قلوب الناس هيا خدتها كلها واحده زيها كان ممكن تاخد قصاص الحق العادل من زياد لكنها سامحته.

وشوفت مني أنا كل الصِراع.
شوفت إن من بين كل بنات العالم كان قدري أحب كفيفه.
كان قدري أحب شـمـس اللي جَنْ عليها الليل الآزلي.
عرفت وقتها أن الحـب ممكن يجيلك على شكل صِراع تحارب خوف من الهزيمه فيه.
وشــمــس كانت صِراعي الوحيد اللي عمري ما خوفت إني اخسره.

وسألت نفسي هل حُبـي ليها هيخليها تشوفني المره دي بعيونها مش بقلبها ولا لا؟.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
شعرت بإستقرار فِراشها فعلمت أنها قد وصلت إلى داخل غُرفة العمليات ،اغلقت عينيها في تعب ووهن وهيا تستمع إلى حديث الممرضات الخافت من حولها وهم يتحدثون عنها وعن اصدقائها الذين يقفون خلف الباب في إنتظار خروجها بفارغ الصبر وكم أنها محظوظه كون أنها تملك أفراد مِثلهم.

فـ تبسم ثغرها في إمتنان لـ عائلتها الصغيره التي حظيت بها ولولاهم ولولا وجوده ما كانت علمت للحياه لون ولذلك فأن ما بداخلها من أمان يتشارك معه الخوف، إمكانية نجاح العمليه الضئيله تجعل قلبها يخاف من أن تكن تلك هيا الفرصه الاخيره التي سوف تمكنها من رؤيتهم لأخر مره.

لـيـل.
يــعقوب.
ريــحان.
تلك هيا عائلتها التي تستحق أن تُصارع لـ رؤيتهم .
كان حديث الممرضات من حولها من جديد عن تلك المسكينه التي سوف تكون رؤيتها في الإبصار ضئيله كانت كافيه أن تجعل دمعه حاره تَفُر من وجنتيها ،لم تنم الليل وبقيت تُصلي وتدعو الله ليس لأجلها بـل لأجل ريحان التي تنتظر عودتها بفارغ الصبر ،لأجل يعقوب الذي لن يقيم زفافه بدونها ،لأجل ليل الذي تعشقه ولا تراه ،لأجلهم جميعاً يا الله ليكتب لها الإبصار.

فُتح باب العمليات وتقدم الطبيب رحــيم إلى الداخل ليتبسم ثغره في حنو من أسفل لُثام الكمامات ويتقدم صوب الممده فوق الفراش هاتفاً بحنان ابوي:

_بطلتنا جاهزه!.

_خايفه يا دكتور رحيم ،خايفه العمليه تفشل!.

_صدقيني يا شمس انا هعمل كل اللي اقدر عليه عشان ترجعي تشوفي من جديد متخافيش وانا متأكد أن ربنا رحيم وهيرحم بتعبك يا بنتي بس انتي ادعيه ووكلي امرك ليه .

إطمئن قلب شــمس قليلاً ليشير الطبيب رحــيم لطبيب "التخدير" بالإقتراب فأقترب وقام بدث سُن الإبره في ذراعها لـ تغمض عينيها في غفوة تتمنى أن تستيقظ منها مُبصره.

«بــداخــل عــقـل شــمــس».

تــفتــكر الـدُنيا دي تستحق إنها تتعاش مــرتيــن؟.

بـالنسبه ليا ايوا تستحق إنها تتعاش ألف مره مش مرتين بس ،اصل أحنا اتولدنا في الدُنيا دي عشان نتعلم منها ،مره ترفعك ومره تكسرك ،مره تديك اللي انت عاوزه ومره تاخد منك كل حاجه ،مره تحضنك وتطبطب عليك ،ومره تقتلك وتمشي في جنازتك ،من صغري وانا عارفه إن الدنيا دي مدرسه وانت مُجبر إنك تتعلم فيها .

مفيش إنسان بيتولد في الدنيا دي بيكون وحش الصح أن الظروف والبيئه والناس والمجتمع والحياه هما اللي بيولدوا إنسان وحش مقدرش إنه يتأقلم مع اللي بيحصل حواليه ،وانا وريحان رغم أن الظروف مكانتش في صالحنا إلا إننا متولدناش منها وحشين ،انا وريحان اتولدنا من رحم الظروف مسكين ايد بعض ومتبتين.






بـالرغم من أن حب ريحان ليا كان مكفيني وفايض الا إني كنت بدور على حب من نوع تاني ،حب يكون مغناطيس بين وبين راجل ،كنت بدور على شخص ابني معاه عيله واجرب شعور إن يكون ليك عيله فعلا واكون انا ام ،لـكن وقتها وعشان كان هدفي هو الحب وبس اختارت راجل غلط ،اختارت زيــاد اللي كان سبب من اسباب إني اخسر نور عيني.

زمانك إستغربت لما قولت إني كنت بدور على حب وبس وهو فين حاجه تانيه مع الحب؟.
الإجابه؛ ايوا فيه حاجات كتير بتيجي مع الحب اولهم الأمان ،ممكن تحب شخص لكن وجوده بيخوفك وبعده بيخوفك ولما يبعد أو يقرب تخاف ومتطمنش وانا نسيت أن الأهم من الحب الآمان ،الحب مش الأساس الوحيد الي تقدر تبني بيه بيت هو خرسانه لكن وبعد كده؟.
فين باقي البيت؟.
في السقف وفي الباب والجدار والأثاث؟.
عشان كده عرفت إن الحب عامل واللي بيجي معاه هو الأساس من أمان وثقه وراحه وسلام نفسي مع اللي بتحبه.

وانا لقيت كل دول في راجل شاركني في حاجه عمر ما حد فكر إنه يشاركني فيها.
ضـــلــــمــــتي و صـــــراعــي.
في وسط ما انا كنت ماشيه معرفش طريقي هو ظهر وبان عليه الآمان وقدر إنه يوريني الحب الحقيقي اللي كنت بدور عليه.

الشــخص المناسب مش هيتخطاك أبداً ،ربنا بيبعته في الوقت المناسب اللي بيختاره ،ليه زمن مكتوب ،ومكان معلوم ،مش هتمنعه اسباب ،ومش هتقف قدامه ظروف ،ومش هيعرف يتجاوزك إلى غيرك ،لـأن قدره ونصيبه أنت ،وأنت قدره ونصيبه.

هتقولي وإمته هعرف إن الشخص ده مناسب؟.
الإجابه؛ هتحس معاه بالراحه ،وهتتهنى معاه بالإنسجام ،وتطمئن في وجوده في حين ما كل اللي حواليك خايفين ،مش هتخاف فراقه لأنه فارقَ عشان يجيلك، مش هيطيق غيرك ،ومش هيقبل بسواك ،ولو سيبته في مكان هيستقبلك هو في المكان التاني ،الشخص المناسب لما يجي هيكون شبهك تماماً.

ولــــيل كان الشخص المناسب اللي حسيت معاه بـ كل حاجه من دول.

وبسأل نفسي سؤال واحد بس ممكن لو مشوفتش ليل يقبل يتجوز بنت گــفيفه؟.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

مرت ثلاث ساعــات وثلاثتهم يجلسون وقلوبهم تتقلب على جُنابات الخوف والقلق من تأخرها كل تلك المُده بداخل غرفة العمليات ،فأخذ ليل يجول الطُرقات ذهاباً وإياباً في توتر شديد وهو يسأل نفسه لماذا تأخرت كـل ذلك الوقت؟ ،وريحان تقف بالقرب من باب العمليات يكبح يعقوب لِجام غضبها من أن تقوم بهد غرفة العمليات فوق رؤوسهم .

واخيرا فُتح باب العمليات وخرج الطبيب رحــيم ليجتمع ثلاثتهم حوله في قلق بالغ ليتبسم وهو ينظر لهم نازعاً الماسك عن وجهه لتهتف ريحان بقلق شديد وهيا تنظر له:

_طمني يا دكتور رحيم شمس عامله إيه دلوقت!.

ربت الطبيب رحــيم بكف يدها بحنو وقال وهو ينقل بصره بينهم براحه:

_الحمد لله العمليه عدت على خير ونسبة النجاح تتخطى الخمسه وسبعين في الميه بس بعد تلات ايام هنقدر نعرف النتيجه إي.

أطلقت ريحان زغروطه عاليه تردد صداها في أرجاء البسمه فأنفجر كلا من يعقوب والطبيب رحيم ضحكاً على رد فعلها بيننا خر ليل ساجداً سريعاً والدموع تهبط من بين مُقلتيه بفرحه شديده شاركها به صديقه يعقوب لـ يبتسم الطبيب رحــيم في حب وهو ينظر إلى علاقة هؤلاء الشباب الأربع التي تجمعهم ببعضهم البعض وتمنى لو تدم إلى السرمد البعيد.

خرجت بعدها شــمـس وهيا تغفو فوق الفراش فأقترب ثلاثتهم راكضين صوب الفراش لتمسك ريحان بكف شمس تطبع فوقه قبله مُحبه وهيا تحمد الله بداخلها ليبتسم يعقوب ويحتضنها ويجهر صارخاً بمرح:

_واخيرا هعرف اتجوزك يا بنت رجب.

ضحكت ريحان وقامت بضربه في كتفه وقالت بشغب وسعاده:

_لسه يا حبيبي قدامك اسبوع لحد ما اطمن على شمس.

نظر لها يعقوب بغيظ ومن ثم قام بقرصها من ذراعها فضحكت بقوه وهيا تستمع إلى حديثه:

_شمس هتفوق من هنا وهنطلع كلنا على القاعه من هنا فاهمه ولا لا يا نوسه!.

_انت تأمر يا لمبي.

ليضحك ليل وهو يجدهم يتناقرون من جديد ويضع يده على قلبه داعياً الله أن تستمر فرحتهم إلى الأبد.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يَستقيـم قلبّـي فِي كُل الأمُـور وإليـك يميـل .

«بعد مرور ثلاث أيام».

يُراقب إبتسامتها وضحكتها البريئه ،يـنظر إلى وجهها الذي أشرق أخيراً وبات مُفعم بالحياه ،تنتقل عدوى الإبتسامه له وهو يجدها تُشاكس كِلاً من ريحان ويعقوب اللذان لا يكفان عن النقار.

ينظر إليها برؤية عالمٍ يحسب مقومات جمالها بالنظريات والحسابات الدقيقة ، فيجدها أكثر الإناث كمالاً على وجه الأرض ، وللحظة يتلاشى العلم من رأسه ، ويظنها هاربة من أحد الأساطير فيتأرجح عقله بين الحقيقة والخرافة ويعلم أنها نــداهه ساقته إليها.

_وحياة ابوكي رجب يا بنت ابو رجب ما هأخر الجواز يوم كمان انا خللت يا بت انا رحتي فاحت حني عليا يا قادره!.

خرجت الكلمات من يعقوب في غيظ شديد وهو يصفع ريحان على مؤخرة رأسها فقهقه ليل بقوه هو وشمس وهم يستمعون إلى إجابة ريحان البارده والماكره:

_والله اللي بيحبني لازم يستحمل ولا إي؟.

_ده انا من كتر ما استحملت ربنا هيكفر ليا كل ذنوبي وانتي اولهم.

انفجرت شمس ضحكاً وهيا تستمع إلى صوت ركضهم من جديد خلف بعضهم حولها فهز ليل رأسه بإستسلام من هذان الطفلان الكبيران المشاغبان ليقترب ويجلس إلى جوار شمس على الأريكه هاتفاً بمرح وشغب هو الآخر:

_مش هتحني عليا بقى يا نداهه وتقوليلي اجيب المأذون امته!.

ضحكت شمس بخفه لتهتف وهيا تعقد ساعديها أمام صدرها وتقول بنبره خبيثه:

_لما أشيل ابن ريحان وابقى خالتو.

ليجافيها صوت يعقوب الصارخ وقد قفزت ريحان فوقه وقامت بعضه من كتفه:

_يبقى مش هتتجوزي خالص يا بنتي انفد بجلدك يا ليل دي ناويه تستنى لما أنا اتجوز!.

ضحك كلاً من ليل وشمس على حديثه لتهتف ريحان وهيا تقفز من فوق يعقوب وتقف أمامه في شموخ وكأنها لم تكن تتسلقه كـ القرود منذ قليل:






_اللي شمس تقول عليه انا موافقه وكمان هيا اللي تحدد معاد الفرح.

شعرت شمس بركض قوي واستقرار شخص إلى جوار ليل وقد كان يعقوب التي أخذ يتحدث بنبره تحمل من الرجاء الكثير:

_انا طول عمري اقول اصلا هو فيه زي شمس ،ولا في جمال شمس ،ولا في ح..

قطع حديثه صفعه قويه من كلتا يدي ليل وريحان الغاضبان ليصرخ يعقوب بألم وهو يقول:

_يا حمار انت وهيا بلين قلبها عليا!.

صفعه ليل من جديد وقال بغيظ وغيره:

_عمال تكتب فيها شعر وتقولي بلين قلبها شايفني مركبهم ولا اي؟.

ضحكت شمس بخفوت لتهتف وهيا تلتفت بوجهها صوبهم وقد لُف شريط من الشاش حول عينيها بإحكام لتقول بحنان:

_وانا ميهونش عليا المرمطه اللي ريحان عملاها فيك دي يا يعقوب فرحك انت وريحان الاسبوع الجاي على ما نرتب كل حاجه ونكون جاهزين.

وهنا أطلق يعقوب زغروطه أشبه إلى الصريخ جعلت جميعهم يسقطون ضحكاً بقوه على رد فعله وقد صدا صوت ضحكاتهم في جميع أرجاء الغرفه.

أدار الطبيب رحــيم مقبض الباب وعلى وجهه ترتسم إبتسامه حانيه كلما استمع إلى صوت ضحكات هؤلاء الشباب ويستمر قلبه بالدعاء والترتيل لهم بأن يكونوا سعداء دوماً وقد كانت خلفه ممرضه قدمت معه لتهتف وهيا تبتسم :

_ على قد اللي حصل معاهم وقد إيه الدنيا كانت مقفله في وشهم إلا إنهم من ساعة ما دخلوا المستشفى وانا مبسمعش صوت ضحك زي ضحكهم يا دكتور رحيم.

تبسم الطبيب رحــيم واردف بحكمه ورزانه:

_حبهم اللي بعض قدر يخليهم يتجاوزوا كل الصراعات اللي حصلت معاهم يا بنتي ،الحب قادر يغلب إي حاجه ،الحب مش عله نعلق عليها كل حاجه واحد مكان ليل عمره ما كان يقبل أن مهما كانت الظروف يتجوز واحده كفيفه لكن شوفي حكمة ربنا ورحمته بقلوب عباده عوض شمس عن اللي حصل ليها زمان براجل عارف يعني ايه حب ،راجل اتولد من رحم الظروف الصعبه عشان كده اتمسك بشمس وشافها 







النور اللي هينور دُنيته حتى لو كانت هيا شمس مطفيه ،واحده زي غير ريحان كان إيه اللي ممكن يجبرها تتحمل واحده مش اختها أو تقرب ليها حاجه بس الصداقه اللي ما بينهم كانت احسن من علاقة إي اتنين اخوات قدروا فعلا يثبتوا إن مش شرط الصاحب يكون اخ من دمك ،واحد غير يعقوب كان زهق من ريحان وعمايلها لكن شوفي الحب صبرهم على بعض إزاي! ،أنا لفيت وشوفت وقابلت كتير لكن زي الاربعه دول لا شوفت ولا هشوف.

تبسم ثغر الممرضه في رضا وقالت بدعاء صادق:

_ربنا يكمل فرحتهم على خير يا دكتور والبنت ترجع تشوف.

هُنا فتح الباب ودلف الطبيب رحيم وخلفه الممرضه ليصمتوا جميعهم عند دخوله ويتبدل حالهم إلى خوف وقلق وقد حان موعد الإعلان عن نتيجة العمليه ليبتسم الطبيب رحــيم ويقول بمرح:

_إيه وقفتوا ضحك ليه قطعت عليكم فرحتكم ؟.

ابتسمت شمس برقه وقالت :

_العفو يا دكتور رحيم احنا خايفين مش اكتر.

اقترب الطبيب رحــيم صوبها وهيا تجلس في الاريكه والى جوارها ليل وبجانبه يعقوب وريحان التي تعض الأنامل قلقاً وهيا واقفه ليهتف بحنو:

_وليه الخوف يا بنتي؟ اللي ربنا كاتبه هنشوفه وهنعيشه ومهما كان المكتوب لازم نرضى بيه ولا إيه.

_ونعم بالله يا دكتور.

نقل الطبيب رحــيم نظره بينهم ومن ثم وجهه نظره الى شمس وهتف بهدوء:

_جاهزه أشيل الشاش؟.

علت صوت ضربات قلبها في خوف لتبحث بيدها عن كف ليل لتمسك به لتجده قد احكم هو الامساك به بقوه يمدها لها لتبتسم وتهتف في خوف:

_جاهزه.

اقترب الطبيب رحــيم ودنى بجزعه صوبها وشرع في نزع الشاش ذو الطبقات الكثيره من حول عينيها لينتصب يعقوب في وقفته ويحتضن ريحان التي نظرت له بخوف ليطمئنها هو بعينيه أن كل شئ سوف يكون على ما يرام.

كلما شعرت بطبقه من الشاش تُنزع عن عينيها كانت تشعر بالحياه تعود إلى قلبها ،كانت تشعر أن السماء الزرقاء ينقشع ظلامها وتُنير شمسها ،كانت تستمع إلى صوت حفيف الموج وثورته ،كانت تشعر أنها ترا أغصان الزهور تتراقص أمامها ،كانت تشعر أنها ترا كل شئ وحين انتهى الطبيب رحــيم من نزع الشاش عن عينيها اغمضتها في قوه وترقب.

الــنـور.
ما أن رفرفت برموش عينيها الكثيفه حتى شعرت بنور قوي يخترق قرنيتها ،رفرفت بأهدابها أكثر من مره وهيا تستشعر ذلك النور الذي يحتضن بؤرتيها ،تجمعت الدموع سريعاً في داخل عينيها وشهقت بقوه وهيا تشعر بأن تلك الأوجه المشوشه التي تقف أمامها باتت تتضح وتظهر لها الرؤيه.

كانت قلوبهم تنتفض في قلق وهم لا يزالون يرونها تنظر صوب شئ واحد ولا تحيد عن النظر صوبه وما افزعهم هو حينما وقفت شمس فجأه والدموع تنهمر من بين عينيها سُبلاً فوق وجنتيها وشهقاتها تخرج بقوه من بين جوفيها.

إنها تـــرا.
تُقسم أنها ترا جدران الغرفه البيضاء ،الباب،النافذه،الفراش،الخزانه، أنها ترا كل شئ كانت بالماضي تشعر بأنه ليس بشئ غير هام لرؤيته ،وهنا أدارت رأسها فوقع ناظريها فوق ريحان التي تعض على كف يدها بقلق بحركه عهدتها هيا منها والدموع تترقق في عينيها ،ضحكت بعدم تصديق وهيا تراها كما تركتها خُصلاتها مشعثه لا تحسن جمعها ،يحتقن وجهها بالدماء دوماً ،لم تتغير ،ريحان كما هيا لم تتغير.

كان الجميع في حالة ترقب ولا يدركون أكانت حالة شمس فرح ام حزن ولكن سرعان ما وصلت لهم الإجابه عند صراخ شمس بسعاده وهيا تبكي بقوه:







_ريــحــان انا بشوف يا ريــحـان انا شايفاكي ،انتي واقفه قدامه اهو ، انا شايفاك يا يعقوب انا شيفاكم انا بشوف تاني انا بشوف!.

ومن جديد خرجت زغروطه من بين شفتي ريحان في حركه لا اراديه ولكنها خرجت منها تلك المره محشرجه بالدموع والبكاء وسرعان ما ركضت صوب شمس واحتضنتها بقوه وهيا تبكي على كتفها.

_انا بشوف تاني يا ريحان ،شوفتك وانتي لسه زي ما انتي متغيرتيش لسه مبتعرفيش تلمي شعرك ،لسه بتعضي كف ايدك لما تتوتري متغيرتيش من ساعة ما سيبتك يا ريحان!.

_بس حياتي اتغيرت يا شمس حياتي اتغيرت لما انتي معدتيش بتشوفيني ،حياتي باظت لما لقيت انك مش هتقدري تشاركيني اللي باقي من عمري ،حياتي اتغيرت من غيرك يا شمس.

خرج لـيـل من جديد ساجداً أرضاً والى جواره يعقوب الذي سعد للغايه ولم يصدق أن تلك الصراعات قد انتهت اخيراً!.

لمعت دموع الطبيب رحــيم والممرضه في تأثر بالغ لتبتعد شمس عن ريحان وهيا تنظر الى ملامح وجهها الباكيه لتضحك بدورها من وسط بكائها:

_لسه شكلك وحش ومناخيرك بتكبر وانتي بتعيطي!.

ضحكت ريحان من وسط بكائها وهتفت وهيا تضرب شمس برفق في كتفها:

_مش هتعصبي من كلامك ده دلوقت ،كفايه عليا انك رجعتي تشوفي من تاني .

التفتت شمس تنظر حولها تبحث عن الفائز بصراع قلبها فوجدته ينهض من فوق الارض بعدما خرج ساجداً عليها فوجدته كما طُبعت صورته في مُخيلتها ،يمتلك اجمل وجهه لم تستطع أن تراه من قبل ،يمتلك عيني من خلالهما استطاعت رؤية الحياه وروعتها ،اقتربت شمس في خِطاها وهيا تنظر نحو ليل في تأمل بالغ وهيا تشعر أنها قد ولدت الان للمره الثالثه ،ولدت الأن وهيا ترا سارق قلبها وحبيبها المظلم.

لمعت عيني ليل بدموع السعاده وهو يراها تنظر إليه ،انها تنظر إليه وتراه ،يرا انعكاس صورته في عينيها ،يرا عينيها تنظران صوبه تلك المره ولا تحيدان عنه وتنظران خلفه ،فتبسم ثغره في عشق وهو يراها تقترب وتقف أمامه تتأمله بأغداق عسلها الذي سقط بداخلهما صريع وقد لمعت عينيها هيا الأخرى بدموع الفرحه وأنها تراه ليهتف وهو يجدها تنظر له ولا تتحدث:

_إيه طلعت وحش ولا إيه؟.

ضحكت شمس بخفوت ورفعت كف يدها تُمرره فوق وجنتيه بحب :

_بـ العكس انا بس دلوقت بتمنى لو يرجع بيا الزمن مش هدور غير على شخص زيك عشان اعيش معاه عمري كله يا ليل .

_يعني اجيب المأذون!.

ضحكت شمس بقوه وكذلك الجميع من حولها ليبتسم ليل ويغمض عينيه في آسى وهو يقول:

_لولا إني واعد امنا الغوله اني مش هحضنك غير لما اكتب عليكي كنت زماني شيلتك ولفيت بيكي المستشفى دي كلها.

لتقترب ريحان وتحتضن ريحان مُغيظه ليل وهيا تخرج له لسانها:

_انا بس اللي احضنها براحتي وانسى انك تاخدها من حضني.

_والله ما حد هيشيلك ويهرب بيكي من هنا غيري يا ريحان الكلب.

هتف بها يعقوب في مرح جعل جميعهم ينفجرون ضحكاً في سعاده لـ يقترب الطبيب رحــيم من شمس التي ما أن رأته يقف أمامها حتى ابتسمت بشده ليهتف الطبيب رحــيم قائل:

_حمدالله على سلامتك يا بنتي.

_الله يسلمك يا دكتور رحيم انا مش هنسى ليكي الجميل ده طول عمري.

_على ايه يا شمس انتي زي بنتي بالظبط وعشان كده في حاجه عايز اوريهالك.

ضيقت شمس عينيها في تعجب ولكن سرعان ما زال وهيا تجد الباب يُفتح ويدلف زياد ومعه إمرأه بمكتمل عقدها الخامس لتنظر صوب الطبيب رحــيم بقلق ليهتف بهدوء:







_كاريمان والدة زياد أصرت أنها تيجي بنفسها وتعتذر ليكي عن اللي ابنها عمله في حقك.

_كاريمان! 
ويا ترا دي كريم واحد ولا كذا كريم في بعض؟.

هتفت بها ريحان بغيظ وتلقائيه وهيا تنظر صوبها ليكبت كلاً من ليل ويعقوب الضحك بصعوبه على عفوية ريحان لتهتف السيده كاريمان وهيا تبتسم على حديث ريحان:

_لما رحيم قالي اللي زياد ابني عمله قولت إني لازم اجي بنفسي واعتذر ليكي ،عارفه أن الاعتذار مش هيغير حاجه بس بتمنى إنك تقبليه مني ومن زياد.

نظرت شمس صوب زياد الذي انكس رأسه في الأرض بخزي لتبتسم وهيا ترا أنها تراه تلك المره أنه شخص عادي ،ليس جميل كما كانت تراه ،ليس سارق وجذاب ووسيم كما كانت تقول ،بل هو شخص عادي سحرها بكلماته ،وجذبها بأفعاله الكاذبه لتهتف بصوت رقيق هادئ:

_وانا سبق وقولت الدكتور رحيم إني مسامحه زياد وإن اللي حصل كان غلط مشترك ما بينا إحنا الاتنين الاهم أننا احنا الاتنين نتعلم من غلطنا ده.

_إنتي ازاي كده!.

هتف بها زياد وهو يرفع رأسه وينظر صوبها بصدمه وهو الذي قد ظن أن ثائرت شمس سوف تثور عليه ولكنها عكست توقعاته لتهتف شمس في هدوء:

_كده إزاي يعني؟.

_إزاي سامحتيني بعد كل اللي عملته فيكي! مفيش بني ادم في الدنيا بيسامح حد آذاها وانا كنت سبب في عماكي واحده غيرك تاخد حقها مني تالت ومتلت.

_تفتكر لو انا عملت ده رد فعلي ده هيغير من الحقيقه حاجه ؟.
اللي حصل حصل يا زياد والدور والباقي إننا نتعلم منه ،نتعلم إن مش المظهر الخارجي هو اللي يجذبنا ناحية شخص مهما كان ،نتعلم إننا نختار الشخص اللي يكمل معانا حياتنا بإتقان ،يمكن لو انا مكنتش قابلتك مكنتش زماني اتلسعت من الشوربه





 ونفخت في الزبادي ،انت أه عملت فيا كتير بس لو حتى لو مسامحتكش في حقيقه هتتغير؟ متوقعتش ،الدنيا دي بتتعاش مره واحده يا زياد يا نعشها صح يا بلاش ،والحب بيجي ليها مره واحده زي الموت واللي حسيته ناحيتك كان اعجاب وانبهار مش اكتر لكن الحب الحقيقي اللي حسيته هو مع ليل.

نقل زياد نظره سريعاً ناحية ليل الذي كان ينظر إليه بغيظ وغيره من حديث شمس معه ،لتلتفت شمس وتنظر صوب ليل وتبتسم قائله:

_عرفت إزاي احب مع ليل ،شخص كان عنده استعداد يديني عيونه اشوف بيها ،انقذني من ضلمتي مره ،ورجع الحياه ليا مره لما كنت هقع ،الوحيد اللي حضن جروحي ومهربش منها ،معايرنيش يا زياد وقبل بيا زي ما انا ،معاتبنيش على ماضي انا مليش ذنب فيه ،الأهم عنده كان أننا نعيش الجاي سوا ،الآمان محستوش غير معاه لما رفضته ونويت اني ابعد لقيته مستنيني لسه ،عارف يا زياد انا حبيت ليل وانا عاميه ما بالك لو كنت شوفته؟ عشان كده عرفت إن متى واحنا مفتحين ممكن#نختار ناس غلط ونأمن ليهم وان اللي بيشوف وبيختار هو القلب يا زياد القلب ،وانا قلبي استحب حب ليل وموافق يكمل معاه اللي جاي كله.

تبسم ليل في حُب وعشق بالغ وهو ينظر لها لتهتف كاريمان في بسمه حنونه وهيا تنظر لهم قائله وهيا تقترب وتربت فوق كتفي شمس بحنو اموي:

_يا بخته بيكي يا بنتي وبطيبة قلبك ويا بخت كل اللي بتحبيهم بيكي.

تبسمت لها شمس ليقترب زياد ويقف أمامها وهتف بأسف بالغ:

_سامحيني يا شمس انا اسف.

ابتسمت له شمس وقالت:

_وانا قابله اسفك.

ابتسم لها زياد ليدنو ليل بمستواه صوب يعقوب ويهتف بغيظ:

_هروك اكسر ليه صف سنانه اللي عمال يضحك بيهم دول.

_خليك ريلاكس كده يا ليل متبقاش حضاري قديم.

هتف بها يعقوب بنبره هادئه مستفزه ليلتفت زياد صوب ريحان التي كانت تنظر له بشر ليقول ببسمه هادئه:

_وانتي يا ريحان حقك عليا انا اسف بتمنى نبدأ انا وانتي صفحه جديده سوا وننسى كل اللي فات .

نظرت له ريحان لوهله ومن ثم اشاحت برأسها بعيداً وقالت :

_هفكر.

ابتسم زياد في سعاده بائنه وقال:

_وانا مطمعش في اكتر من كده.

هتف يعقوب بغيظ وهو يجز فوق اسنانه بغضب قائل:

_ده انا اللي هروح اكسر عضمه كله.






_ريلاكس يا يعقوب ريلاكس خليك راجل حضاري.

لكزه يعقوب في غيظ ونظر إلى ريحان بتوعد لتهتف شمس مبتسمه :

_وبمناسبه أن كل حاجه اتصلحت والمايه رجعت لـ مجاريها انا بدعيكُ لـ فرح اختي.

تبسم الطبيب رحيم وكاريمان وهم ينظرون لها وهزوا رأسهم دليل على موافقتهم.

كـتب القدر أخر اسطر روايته وأعلنت الصراعات عن المُغادره وتوج الحب كـ فائز بـ يناصيب الحكايه.



                     الفصل الاخير من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close