CMP: AIE: رواية نارة الفصل الخامس5بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي
أخر الاخبار

رواية نارة الفصل الخامس5بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي


 

رواية نارة 

الفصل الخامس5

بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي





ترك يدها عندما دلف إلى غرفته وهو يمسح علي شعره بضيق و يطالعها بحنق فرمقتهُ بنظرة نارية هاتفة بامتعاض :

- علي فكرة أنت ووالدتك اللي غلطانين فيا، فبلاش البصة دي !

- أنت شايفه إنك مش غلطانة ؟

بتحدي أجابته :

- أيوة مش غلطانة. 

جز علي أسنانه هامسًا بفروغ صبر :

- يا صبر أيوب. 

طالعته بلامبالاة مصطنعة محاولة منها نسيان كلمات والدته الجارحة، جلست على الفراش بأريحية تنظر الي أظافرها المطلية باللون النبيذي ببرود شديد، زفر شهاب من برودها فجلس بجانبها وحاول أن يكون هادئ قدر المستطاع :




- اللي انتِ عملتيه غلط يا نارة أولًا ليكِ وبعدين لينا. 

بإستنكار قالت :

- غلط في ايه بقا ان شاء الله!! مامتك أهانتني حتي لو أنا مش مراتك بجد بس كلامها وجعني دي شكت في شرفي فاهم يعني إيه شرفي؟

أجابها بسرعة وهو محنق أكثر منها من حديث والدته :

- ما عاش ولا كان اللي يهينك أو يوجعك وأنا موجود.. حقك عليا يا ستى. 

ارتفع ناظراها إليه تحدق النظر في حبتي القهوة المتشبعة بنظراته الحنون فهامت هِ بحالمية متناسية تمامًا شعور الضيق الذي انتابها من والدته .. فاقت من سحر اللحظة علي أصابعه يطرقع بها أمام نظراتها الشارده بهِ فهمست بإرتباك :

- ها كنت بتقول حاجة ؟

تنهد شهاب بيأس منها، ومن ثم عاد حديثه مرة أخري هاتفا بجدية :

- بصي يا نارة أنت غلطتي لما كنت هتمشي دلوقتي والدنيا مش أمان والله أعلم كان ممكن إيه يحصلك وأنتِ في بلد غريبة ماتعرفيش عنها حاجة ولا تعرفي فيها حد. 


أخد نفسًا عميقًا واسترسل يلقي على مسامع نارة التي تتطالعه بتركيز :-

- ثانيا كنتِ هتعملي لي مشكلة كبيرة أنا وعيلتي وهنا البلد صغيرة والناس ما بتصدق تمسك في فروة حد وتتبت ، ويا سلام بقا علي التحابيش والشطة اللي بيحطوها علشان يحلوا الحدوتة. 


هتف آخر جملة ممازحًا وقد ارتسمت ابتسامة جميلة علي محياه أعطته جاذبية أكثر تحت نظراتها الحالمة .. نغزها في كتفها قائلًا بمكر :

- هو أنا حلو أوي كده لدرجة إنك بتسرحي فيه كل شوية. 

ارتبكت نظراتها وارتعش جسدها من الخجل والتوتر معاً فهمست بتلجلج :

- أنا مكنش قصدي أعمل مشكلة بس كلام مامتك نرفزني بجد وخلاني مش شايفة قدامي.. سوري! 

- حصل خير 

صمت شمال المكان للحظات قبل أن تقطعهُ هي قائلة :

- شهاب ممكن الفون بتاعك أكلم اختي أطمنها عليا. 

أومأ شهاب برأسه موافقا وأعطاها الهاتف والتفت يغادر الغرفة ليمنحها بعض المساحة لتتكلم مع اختها براحة. 

نقرت علي شاشة الهاتف بأصابع مرتعشىة وانتظرت الرد ثوان وجاءها صوت أختها المُتسائل بعد لحظات؛ فأجابت بسرعة بلهفة :

- بتول أنا نارة ، عاملة إيه يا حبيبتي ومامي عاملة ايه ؟

بلغها الرد عبر الهاتف من أختها بلهفة هي الأخرى :

- نارة وحشتيني أوي ، أنا كويسة وماما بخير بس بابا قالب الدنيا عليكِ هو واللي ما يتسمى ، المهم طمنيني أنت عليكي أنت كويسة ؟

- أنا كويسة يا حبيبتي متقلقيش ، لو حصلت أي حاجة عندك أو عرفتي إنهم وصلوا لأي حاجة توصلهم ليا اتصلي علي الرقم ده علي طول تمام؟ 

- حاضر يا حبيبتي بس ابقي طمنيني عليكي ، متعرفيش أنا قلقانة عليكي قد ايه. 

- متقلقيش يا حبيبتي أنا كويسة جدا وهبقا أكلمك أطمن عليكي أنت ومامي وماتنسيش اللي قولتلك عليه ، هضطر أقفل دلوقتي يا بتول عشان محدش يشك في حاجة ، لا إله إلا الله. 

- تمام وخلي بالك من نفسك يا حبيبتي ، محمد رسول الله. 

أغلقت نارة مع شقيقتها وهي تتنهد براحة لاطمئنانها على أختها ووالدتها باعدة تفكيرها تمامًا عن والدها الذي تسبب في حدوث جميع تلك المشاكل، سألت نفسها ماذا كان سيحدث لو كان أبًا مراعيا لقرار ابنتهُ محاولا الوصول إلى حل أوسط بينه وبين شريكه بدلًا من أن يرميها لابنه كالسلعة التي لا صاحب لها. 


استفاقت من تفكيرها على صوت رنين الهاتف فنظرت إليه وجدت اسم" البرنس بوده " قهقت بصوت عال لا إراديا وخرجت لتنادي شهاب فوجدته في وجهها عندما فتحت الباب عادت إلى الوراء تلقائيا وكانت علي وشك السقوط لولا يديه التي حالت دون ذلك وتمعن النظر في وجهها وعينيها التب أغلقتها بقوة فانتهز الفرصة متأملًا إياها بحالمية هامسًا دون وعي منه :

- سبحان من سواكي !


عندما شعرت أنها لم تصطدم بالأرض الصلبة بل هناك ما يعوق حركتها فتحت عينيها ببطئ فأبصرته يطالعها بشرود مركزًا بصره علي شفتيها التي خيل له الشيطان الآن أن يتذوقها ليرى أهي بطعم التوت او الفراولة كرائحتها، ارتبكت نارة من نظراته فأخفضت نظرها ويا ليتها لم تفعل فقد اصطدم بصرها بتفاحة ادم خاصته تتأرجح في عنقه صعودا وهبوطا بارتباك وبدون وعي منها لامستها فانتفض جسده علي أثر لمستها وصراخ زوجة عمه "فاتن" التي صاحت :

- اختشي يا واد أنت وهي اعملوا الحاجات دي والباب مقفول جيل عايز الحرق صحيح. 


ابتعدا عن بعضهما بسرعة وكل واحد يشعر بمشاعر متضاربة، راقب شهاب ذهاب زوجة عمه وهو يصر علي أسنانه بضيق منها بينما نارة كانت تتمنة لو أن الأرض تنشق وتبتلعها فى التو من خجلها ، التفت إليها محاولا الاعتذار فوجد وجهها يشع احمرارًا وتعض علي شفتيها بقلق، في تلك اللحظة وبهذه الحركة تمني لو كانت زوجته حقا إذ همس بصوت خفيض :

- هموت وارزعك بوسة دلوقتي يخرب بيت جمال أمك. 

هز رأسه بضيق هامسًا :

- استغفر الله العظيم ايه الأفكار المهببة دي. 

قطع توترهم وارتباكهم صوت رنين هاتف شهاب فنظرت نارة الي الشاشة لتجده يضيئ بإسم "البرنس بودي " مدت يديها إلى شهاب بالهاتف؛ فطالعها بتساؤل لتهتف بتوتر :

- بودي 

- أفندم إيه بودي دي !؟

حاولت كتم ضحكتها وقالت :

- وأنا مالي أنت اللي مسمي صحبك بودي وهو بيرن دلوقتي. 

أومأ لها بابتسامة متوترة وهو يبعثر شعره تلك الحركة التي اعتاد عليها عندما يشعر بالوتر ، التقط الهاتف منها وعندما فتح الخط صدمه وابل من الشتائم تبعه توبيخًا :

- بقا كده يا شهاب تتجوز من غير متقول فعلا الشله كان كلامها صح لما قالوا انك هتنسانا وهتتغير بعد التخرج. 

شهاب مقاطعًا :

- إيه يا بني خد نفَسك ، وبعدين الحكاية مش زي ما أنت فاهم. 

- اومال إيه الحكايه البلد كلها بتتكلم إنك اتجوزت معقول بيكدبوا وبيتبلوا عليك .

هتف بها بغيظ فأجابه شهاب قائلا :

- نص ساعة ونتقابل علي القهوة عشان احكيلك اللي حصل سلام.


أغلق الهاتف ونظر إلى نارة التى تتطالعه بفضول فرحم هو فضولها هاتفا :

- ده يا ستي عبد الله صحبي وبعتبره اخويا عرف بجوازي وبيعاتبني اني مقولتش له 

همست بابتسامة :

- ربنا يخليكم لبعض. 


أمن علي دعائها واقترب منها ملتقطا كفها فأمالت هي برأسها علي اليمين هامسة بتعجب :

- ليه ماسك ايدي !؟

- عشان هننزل دلوقتي وطبعا زي أي عرسان جداد لازم ننزل مع بعض اوك. 

وافقته وخرجا فاستقبلته أخته نرجس ساحبة منه نارة قائلة :

- شوف شغلك يااا.. شوف ومتشلش هم أنا قدها وقدود 


طالعاها باستغراب فأردفت بخجل :

- احم هو أنا يعني سمعت مكالمتك أنت وعبد الله فقولت أقولك يعني تشوف شغلك ومتقلقش علة نارة في عنيه. 

قرص أذنها هاتفًا بحدة مصطنعة :

- بت مش من عوايدم تتصنتي عليه إيه اللي حصل؟ 

- اي اي سيب ودني وأنا هقولك والله. 

ترك أذنها لتهمس هي له في أذنه :

- أمك اللي بعتاني أشوفكم بتعملوا عشان خالتي طلعت من هنا بتبرطم فأمي قالت لها مالك قالت لها يعني انها شافتك لامؤاخذة في وضع احم احم يعني بقا طبعا أنت سيد المفهوميه عارف قصدي. 


دفعها بغيظ متحدثًا بغضب :

- وأنتِ بتسمعي الكلام أوي يا مقصوفة الرقبة 

- أنا مليش دخل أنا عليا أسمع الكلام بس أنت ناسي إن دي أوامر عليا ولا إيه. 


تنهد بضيق وغضب من والدته وزوجة عمه وظل يستغفر في سره بينما نارة تناظرهم بعدم فهم لتقول نرجس بخبث :

- أخويا بس يمشي وهكيلك كل حاجه لأني عايزه أعرف التفاصيل.. 


خرج شهاب الي القهوه ليقابل صديقه ويقص له ما حدث بينما جلست نارة مع نرجس في الصالة تتحدثان في أمور شتى حتي أتت شيماء وجلست بجوار نارة تربت على فخذها هاتفة بابتسامة :

- منوره يا مرات الغالي 

لوت نرجس وجهها هاتفة في سرها: 

- جالك الموت يا تارك الصلاة. 

بينما ردت نارة بابتسامة :

- بنورك ميرسي. 

نرجس بتوجس من هدوء شيماء :

- أنت كويسة يا شوشو 

- مية فل وعشرة

أومأ لها نرجس وهي تقول في نفسها بتوجس :

- شكل كده الحرب هتبدأ ربنا يكون في عونك يا مرات أخويا 

هتفت شيماء بتساؤل :

- ألا أنتِ بقا يا نونو فين أهلك ؟


ارتبكت نارة ارتباكا شديدا ولم تعرف كيف الخلاص من تلك الورطة بينما قطعت نرجس ذلك التوتر  هاتفة ببلاهة :

- نونو مين لمؤاخذة !؟

- نونو قصدي نارة بس أنا بدلعها ما أنتِ عارفة الناس اللي بتدخل قلبي بسرعة باخد عليها وبحب ميكونشِ بينا حدود ولا ايه يا نونو؟! 

هزت نارة رأسها بابتسامة، وقالت :

- وأنا كمان حبيتك يا شيماء حبيتكم كلم وربنا يعلم. 


نرجس في نفسها :

- ربنا يستر مش مستريحة خالص للقعده دي. 

- حيث كده بقا يا نونو أنا عاوزة أضيفك عندي إيه رأيك؟ 


نارة بحسن نية :

- اه طبعا قوليلي اسمك ايه عشان ابعتلك اد. 


أملته شيماء عليها فأرسلت لها نارة في الحال  طلب الصداقة غير واعية لنظراتها ونيتها الدنيئه تجاهها. 


صاحت نرجس بتذمر :

- وأنا كمان يا نارة ابعتلي اشمعنا شيماء وأنا لأ 


أومأت لها نارة بابتسامه وأرسلت لها أيضا فاحتضنتها نرجس قائلة بود :

- أنتِ جميلة أوي يا نارة مش زي الناس اللي بتتصنع في شخصيتها عشان تعجب حد. 


لم تفهم نارة ما ترمي إليه نرجس بينما شيماء رمقتها بنظرو نارية لتقابلها الاأخري بلا مبالاة فهمهمت شيماء بتوعد :

- كله في أوانه حلو اصبري عليه أنتِ بس يا ست نارة 


**************


عاد شهاب من المقهى بعد مقابلتهُ لصديقه فوجدهن يعددن المائدة لوجبة الغداء ألقي عليهن السلام وغمز بعينه لنارة التي احمرت خجلا تحت نظرات شيماء الحانقة والتي همست لنفسها :

- مش متجوزين بجد وبتلاغيه! بت عايزة حش رقبتها 


دلف شهاب الي غرفته وبدل ثيابه وخرج مسرعًا عندما نادته والدته بعد انتهائهم من اعداد المائدة المتمثلة في الطبلية ، جلس الجميع حولها فاستقرت نارة بجانب شهاب وهي خجلة من نظرات الجميع المصوبة كالسهام تجاههم فقال أب سليم بابتسامة:

- وكل مراتك يا شهاب يا بني. 





انشرح قلب شهاب فصاح بدون وعي :

- يسلم فمك يا راجل يا طيب 


قهقه والده والجميع يراقبهم منهم الحاقد ومنهم السعيد لسعادتهم، قطع شهاب قطعة اللحم ومد بها يده يطعمها فتقبلتها منه علي استيحاء وغمس قطعة خبز بالملوخية وقدمها لفمها وهي تهز رأسها رفضًا في محاولة منها لرفع الحرج الذي وقعت فيه وهي تكاد تنصهر من نظراتهم .. رفع حاجبه بحدة ففتحت ثغرها علي الفور فدس الطعام في فمها فتلوث حوله وعلى حين غفلة منها اقترب ومسح باصبعه بقايا الملوخية بجانب شفتيها وهو يقول بمكر :

- يا بختها. 


سليم بخبث :

- هي إيه دي يا شقي اللي يا بختها ؟


تننحنح شهاب بحرج لقد نسي للحظة وجودهم من الأساس إذ أضحة بوجودها ينسى نفسه ويحس مشاعر لأول مره يشعر بها حتي أنه صار يتصرف بتهور منذ رأها. 


قالت أم سليم :

- شهاب عايزين نجيب شبكة لعروستك أنا شايفه إن مفيش اي دهب في ايديها. 

- الموضوع جه بسرعه يا أمي بس أنا هنزل شبين أجيب دبلتين وشبكة بسيطة كده. 


فاتن زوجة عمه بستغراب :

- ومراتك واحنا مش هتاخدنا معاك ولا ايه !؟


شهاب بتوتر :

- مينفعش يا مرات عمي نخرج كلنا أنتِ ناسية إن في فيروس منتشر دلوقتي وماينفعش التجمعات. 


والد شهاب بجدية :

- عفارم عليك يا ابني لازم نخافظ علي نفسنا، الواحد دلوقتي ماشي ومش عارفه بيه ايه. 


انتهي الجميع من تناول الطعام ودلفت نارة الي غرفة شهاب بعد أن ساعدتهم في رفع المائدة وجلي الأواني ، وذهب شهاب الي محل الذهب في شبين وابتاع دبلتين وكل دبلوة مكتوب عليها اسم الاخر لا يعلم لما وافق ان ينقش الصائغ اسمه واسمها ولكنه عندما سأله الصائغ أجابه بدون تفكير أنه موافق وأملاه اسميهما. 

************


في غرفة شيماء التقطت الجهاز اللوحي الخاص بها ونقرت عليه بسرعه وهي تبتسم بشر هامسة :

- خلاص نهايتك قربت يا نارة وأنا شهاب هيرجعلي ووقتها همسك فيه بإيدي وسناني لأنه بتاعني أنا، احنا مكتوبين لبعض وأنت اللي دخلتي بينا ودمرتي أحلامي. 

دقائق وانتهت شيماء مما تفعله، ثم خرجت من غرفتها عندما سمعت صوت سيارة شهاب، ركضت إلى شهاب ووقفت أمامه قائله بابتسامة :

- ممكن أشوف الدبل يا شهاب. 


اومأ لها شهاب على مضض وأعطاها الدبل،قلبتهم في كفها بغيظ جاهدت لاخفائه لكن بمجرد رؤيتها اسميهما منقوشين عليهما اشتعلت وتأججت نيران غيرتها وغضبها فتهتف من بين أسنانها :

- مبروك يا شهاب تتهنوا بيهم يا رب. 

-شكرا يا شيماء، اومال نارة فين ؟


تنهدت بضيق هامسة :

- في الأوضه 


شكرها وذهب الي الغرفة وجدها نائمة علي الفراش فاقترب منها يمسح علي شعرها بحنان فانتفضت فزعه ابتعد هنا هاتفا وهو يشير بيديه أن تهدأ :

- اهدي دا أنا.. شهاب. 

تنفست بعمق متأسفة :

- أنا اسفة. 

- ولا يهمك. 


اخرج الدبلتين والتقط كفها وأدخل الدبلة باصبعها وهو يبتسم لها وعندما انتهي نظرت إلى اصبعها الذي تحتويه الدبله قائله بإنبهار :

- تحفة ذوقك حلو أوى. 

- شاكسها بمكر :

- مش أجمل منك. 

ارتبكت من تصرفاته التي باتت توترها وأردفت :

- هات دبلتك عشان ألبسهالك.. التمثيل واخد حقه مننا أوي. 

أنهت جملته بضحكة رقيقة سلبت لُبه، أعطاها الدبلة لتنظر لها بتفحص قبل تهتف باندهاش :

- إيه ده! دي عليها اسمي! 

- مش مراتي لازم يبقا عليها اسمك. 

كادت تجادله في ذلك الأمر لولا أن قاطعها صوت رنين الهاتف الخاص بشهاب فالتقطه ينظر الي شاشته ليري من المتصل فقال باستغراب :

- ده نفس الرقم الي كلمتيه النهارده. 

وبسرعة كان الهاتف علي اذنها وهي تسمع صراخ أختها :

- مصيبة يا نارة مصيبة.... 


وقع الهاتف من يديها وقد شعرت بدوار يعصف برأسها فساندها شهاب متسائلا بقلق :

- في ايه؟ مالك أنتِ كويسه ؟


أشارت إلى الهاتف فالتقطه ووضعه علي أذنه ليأتيه صوت أنثوي يقول :





- نارة أنتِ روحتي فين بقولك معتز وبابي عرفوا مكانك.. 

شهاب بصدمة :

- عرفوا منين !؟

- انت مين ؟

- أنا..أنا اللي بساعد نارة، قوليلي عرفوا مكنها ازاي ؟

- في بوست تهنئة منشور علي صفحتها عشان اتجوزت واحد اسمه شهاب. 


أغلق الخط معها وأعطى الهاتف لنارة قائلا :

- افتحي ايميلك هنا 


فتحت الايميل الخاص بها فالتقط الهاتف منها ليري بوست تهنئه من ابنة عمه شيماء لنارة تقول به أن شنشور والمنوفية بأكملها أنيرت بوجودها. 


أظلمت عيناه بغضب جحيمي وفي لحظة كان يركض بسرعة البرق نحو شيماء التي انتفضت من مكانها فور دخوله العاصف صارخًا :

- إيه الزفت اللي أنتِ نشراه ده حالا ألاقي البوست ممسوح وبحذرك يا شيماء لأول واخر مرة ملكيش دعوة بيا أنا ونارة أنتِ فاهمة!! لأني فاهم ألاعيبك كويس. 


اصطنعت البكاء قائلة من بين شهقاتها المزعومة :

- هو أنا عملت إيه بس يا ابن عمي ده أنا قولت افرحها وأباركلها وأخلي الناس تعرف إنها مرات اخويا. 


بسخريه أجابها وهي يشد شعره محاولا تنفيث غضبه :

- طيب يا شمياء يا ريت تخليكي فاكرة إني أخوكي وبس وحطي في اعتبارك إن مفيش حاجة هتتغير يعني زي ما أنتي أختي أنا أخوكي مفهوم. 


خرج مسرعا من غرفتها وتركها تتعالي شهقاتها الحقيقية بينما دلف الي غرفته وقع بصره على نارة تبكي وقد استسلمت لمصيرها، قبض علي ذراعها داعما :

- بلاش تبقي ضعيفة أكيد هنلاقي حل. 

- أنا مش ضعيفة أنا بس خايفة عليك من المشاكل اللي هتواجها أنت وعيلتك بسببي أنا آسفة. 


في تلك اللحظة ود لو يحتضنها ويهدئ من روعها لكنه منع نفسه بصعوبة وقال بإصرار :

- مفيش مشاكل إن شاء الله لأني عرفت هنعمل إيه. 

بترقب سألت :

- هنعمل ايه ؟

*************

في فيلا كامل العدوي 







صاح معتز بغضب :

- بنتك راحت اتجوزت يا كامل عشان ماتتجوزنيش بس وديني وما اأعبد ما هخليها تتهني هي والجلنف اللي متجوزاه ده. 

- اهدا بس وأكيد هنلاقي حل. 

- حل إيه دا أنا هطربقها على دماغك أنت وبنتك. 


ارتجف بدن كامل من غضب معتز فاقترب منه قائلاً خوفا من دخوله السجن :

- قل لي بس أنت عاوز إيه وأنا هعمله بس اهدا. 

- لم رجالتك وتعالى معايا عشان نروح المنوفية نجيب السنيورة بنت الحسب والنسب اللي هربت يوم فرحها عشان حتت عيل جربوع. 


أومأ كامل موافقا في التو، وجمع رجاله يعطيهم الأوامر ليستعدوا ، كانت تراقبهم بتول من الأعلى وهي تحمد ربها أن والدتها نائمة بفضل الأدوية التي تتناولها ، بينما على الجانب الآخر كان معتز يستشيط غضبًا متوعدًا لها هي وشهاب بالهلاك فهمس بفحيح كالأفاعي :

- أنتِ بتاعتي أنا وبس يا نارة الكلب ، تبقي تحت ايدي بس وهخلص منك القديم والجديد كله، إن ما حسرتك على المحروس ده مبقاش أنا معتز.


                   الفصل السادس من هنا


لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-