رواية غلطه وندم الفصل الثامن8بقلم مروة محمد



رواية غلطه وندم 
الفصل الثامن8
بقلم مروة محمد






الحمد لله على كل حال وفي كل مكان ✋✋✋

استكمالا للموقف الذي حدث في غرفه غاده وشهاب وسماع غاده لكلمات شهاب  المتبجحه في حقها تفاجئت غاده من حديثه ...ايعقل أن هذا هو شهاب الذي كان يمنيها بالغرام والعشق منذ قليل...كيف تحول الي هذا الصقر الجارح وهو يحاول تهدئه ثراء...وبث الطمأنينه في داخلها...من خلال وجود غاده معهم في مكان عمل






 واحد...ارتعشت غاده من حقيقته العاريه والتي ظهرت في وقت مناسب..بعد أن كادت أن تستسلم له...تنهدت واستسلمت لنزول عبراتها...التي أوقفته عن تكملة  حواره مع ثراء...وقف بين نارين من جديد...ماذا يفعل....أيحاول التبرير لها...أم  يستكمل حديثه مع ثراء...أعفته غاده من هذه المهمه...حيث قامت بسحب نفسها ببطء واستسلام من علي الفراش...وتوجهت لتخرج من الغرفه مسرعه...صاح شهاب مسرعا يقول

=غاده...استني...بس هفهمك.

لتنقلب عين غاده فجأة وتشعر بانسحاب الدم  من رأسها وتسقط علي أرضيه الغرفه مغشيا عليها... هبط شهاب سريعا لمستواها يحاول افاقتها ولكن دون جدوى...تحدث بلهفه قائلا

=غاده...ردي عليا....يا غاااده


ولكن دون رد...حملها وأوضعها في الفراش يحاول افاقتها بكافه الطرق ولكن دون استجابه أخذ يفرك يديه ويمسح الي وجهه  ويسب ويلعن نفسه لأنه أوصلها الي تلك الحاله واتجه مسرعا الي غرفه زهيرة ليخبرها والتي خبطت علي صدرها من رؤيتها لمنظر ابنتها وهي كالجثه الهامده أمامها تتنفس بصعوبه غير مستوعبه فقد كانت منذ قليل بحاله جيده وكانت تأكل ...ترى ما الذي أوصله لتلك الحاله؟

لتنظر اليه متسائله

=دي كانت كويسه ...هو ايه اللي حصل يا شهاب...بنتي مالها؟

حاول شهاب تهدئتها ولكن جلست بجانب ابنتها تنوح وتبكي علي حالتها

استدعي الطبيب لمعاينتها... ...قام الطبيب بمعاينتها وبعد الفحص سألهم بدقه

=هي أخر مرة أكلت امتي؟

ردت عليه زهيرة بخوف وقلق

=من ساعه ...بس كانت أكلت خفيف...هي أساسا أكلها ضعيف.

هز الطبيب رأسه باستيعاب لكلمات زهيرة قائلا

=مينفعش قله الاكل...دي مسببه اجهاد...ياريت بعد يومين تروحوا تعملوا تحاليل أنيميا ...أنا عطتها حقنه فيتامين شويه وهتفوق...ربنا يشفيها عن اذنكم

ظل بصر شهاب معلق عليها لدرجه  ملاحظه زهيرة فأخذت هي الطبيب لتودعه خارج المنزل.

بعد خروج الطبيب ظل شهاب ينظر اليها غير مستوعبا ما يفتعله بهذا الملاك الرقيق...أخذ يمسح حبات العرق من علي جبينها حتي استفاقت وفتحت عينيها ببطء ....ونظرت اليه نظرات غامضه لم يستطع تفسيرها قائله

=هو ايه اللي حصل؟.

ابتلع شهاب ريقه يبدو ان المواجهه بدأت فرد قائلا

=انتي وقعتي لما أنا...غاده أنا....بصي والله الموضوع.

أوقفت كلامه في حلقه و أشارت اليه أن يصمت وهي تعتدل في فراشها يسرع لوضع الوساده من خلفها ليريحها منتظرا رده فعلها...ولكنه تفاجئ من برودها وهي تقول

=أنا مش عايزة أسمع حاجه...

جحظ بعينيه قائلا

=مش عايزة تسمعي ايه...قبل ما تقعي كنت عايز أفهمك أنا قلت ليها كده ليه.

رفعت حاجبيها له ببرود قائله

=انت حر...

تضايق من جمودها وبرودها قائلا

=لا مش زى ما انتي فاهمه.

كاد أن يستكمل حديثه لولا دخول زهيرة عليهم مرة أخرى تنظر اليه بتوجس تريد معرفه ما دار وما أوصل غاده لتلك الحاله. تسألها قائله

=ايه اللي حصل ليكي يا غاده؟

تعالي صوت هاتفه ...نظر اليه وهو متوقع انها ثراء فأغلق عليها الخط لكي يستمع لكلام غاده مع والداتها  ولكن يبدو أن ثراء لن تمل فأخذت تتصل به مرارا وتكرار لدرجه أوصلت غاده حد الشك أنها ثراء...نظرت له غاده نظرات حزن وعتاب  ثم قالت وهي ما زالت تنظر اليه 

=ماما  أنا حابه أنام وأرتاح...وياريت تسيبوني لوحدي.

بالفعل خرجوا سويا وهاتف شهاب ما زال مصرا فأخذ شهاب نفسه ودلف الي الشرفه ليرد علي ثراء ليجدها تتذمر قائله

.=بتكنسل  عليا ليه ..و الهانم بتعمل ايه في أوضتك الساعه دي...مش احنا اتفقنا.

ليرد عليها بقسوة قائلا

=أنا مفيش اتفاق بيني وبينك علي حاجه بخصوص غاده يا ثراء...وبتعمل ايه في أوضتي الساعه دي ...دي مراتي يا ثراء وده حقها عليا اني أبقي معاها في أوضه واحده.

اغلق شهاب هاتفه في وجهها  دون انتظار الرد منها...وخرج مسرعا ليلحق بغاده قبل أن تسرد الامر برمته الي والداتها...ولكن دون جدوى فقد ذهبت  زهيرة الي غرفة ابنتها  مرة أخرى فور دلوفه للشرفه...جلست زهيرة بجانب غاده وسألتها

=مالك يا غاده؟

لتنفجر غاده في موجه من البكاء جعلت زهيرة تبكي من أجلها تأخذها بين أحضانها تهدئها واضطرت أن تصمت عندما شاهدت غاده بهذه الحاله

قرر شهاب الدلوف الي غاده مرة أخرى  في لحظه خروج  زهيرة  فأوقفته وقالت

=سيبها النهارده ترتاح.

كاد أن يتحدث معها ولكنه نظر اليها فوجد في عينيها نظرات عتاب وحزن منه وعليه في نفس الحال فاضطر أن يصمت وتركها وانسحب من أمامها.وخرج من الشقه

 ... اخذ يضرب  يده في عرض الحائط  علي السلم يتأكل من الندم علي سوء حظه معها وعلي فلتان لسانه أمامها ..





علي الجانب الاخر في منزل والده شهاب...اغتاظت ثراء من ردود شهاب التي أوضحت لها أنه قد يكون زواجه بغاده تحول الي زواجا متكاملا...اغتاظت أيضا من غلقه للهاتف في وجهها ليسرع في محاوله منه لاسترضاء غاده ...زفرت بحنق وتوجهت الي غرفه فريال النائمه في ثبات عميق..لتوقظها بعصبيه قائله

=أنا قلتلك انه هيتجوزها رسمي ...الهانم نايمه معاه  وفي أوضته وفي أنصاص الليالي...لا ورايح خايف علي مشاعرها عمال ينادي عليها.

لتزفر فريال بحنق وترد عليها بنفس عصبيتها قائله

=كأنك لسه هتعرفي شهاب من أول مرة...شهاب ابني متربي انه ميجرحش حد...تلاقيه منيمها جمبه جبر خواطر مش أكتر...وبعدين انتي مش أهم حاجه تبقي مراته..ايه يعني لما تكون هي معاكي؟

اقتحمت عليهم حوريه باب الغرفه بغل وحقد قائله

=ان شاء الله مش هتكون معاها...هتكون غاده لشهاب  لوحدها...وانتي هترجعي زى الكلبه لشريف...انتي اللي زيك متنفعش تعاشر شهاب...

ابتسمت ثراء بخبث وهي تنظر الي عين فريال المتوترة من مواجهه حوريه فقالت

=أنا قلتلك يا حوريه لو ادخلتي...هتخلي شهاب يخسر أنطي فريال...انتي طبعا كنت مفكره اني بضحك عليك...وان أنطي فريال مش مشتركه معايا في حاجه...بس انتي سمعتي بودانك صح؟

توترت فريال وارتبكت قائله

=أنا أول مرة أعرف اللي ثراء بتفكر فيه...وانتي سمعتيني يا حوريه...لما قلتلها ايه يعني لما تكون غاده متجوزاه معاكي...ده حقه...واحنا منقدرش نكلمه ونقوله يطلق غاده.

ضحكت حوريه قائله

=لا والله...وده من ايه ان شاء الله...ده خوف ده يا ماما ولا حب...حرام عليكي يا ماما...مش خايفه يتعمل فيا زى ما عملتي في غاده...ياريتني ما عرفت باتفاقك مع ثراء.

ردت عليها ثراء بكبرياء قائله

=عمتو مش خايفه يحصلك زى غاده...أنا هقولك ليه...عمتو كل هدفها المصلحه...تكسر عين أبويا بجوازى من شهاب...ويجيب من الخير ويعطيها.

هزت فريال رأسها نافيه وهي تقول

=لا يا حوريه مش صح...أنا كنت حابه الخير لثراء...لأنها من أول ما فتحت عينيها علي الدنيا وهي متعلقه بشهاب...ده حب عمرها...وهي صعبت عليا.

ابتسمت حوريه بسخريه قائله

=نفترض ان غاده مكان ثراء....وعمو غانم هو أخوكي...غاده هتصعب عليكي برضه...ولا هترميها رميه الكلاب هي وأمها علشان أخوكي ساخط عليها؟

تعالت ضحكات ثراء بسخريه قائله

=أنا لو مكانك يا عمتو هرميها زى ما أخويا رماها...الزمن ده البقاء فيه للأقوى...مش للضعيف اللي زى غاده...اللي عايزة تاخد حاجه مش من حقها.

خجلت فريال من نظرات حوريه وقالت

=بس يا ثراء اللي حصل حصل...في الاول وفي الاخر غاده مراته...وليها حقوق عليه...وليها الحق فيه دلوقتي أكتر منك...وبلاش تضغطي علي شهاب أكتر من كده لتخسرى كل حاجه.

أغمضت حوريه عينيها بمرارة قائله

=لو حصل حاجه لشهاب انتي اللي هتبقي المسؤؤله يا ماما...و أنا مش هسامحك أبدا...لأنك دمرتي حياته...وهو طول عمره كان بيسعدنا...

شهاب مش مضغوط وبس...شهاب حيران ما بين ثراء وغاده...شايف ان غاده مظلومه بس للأسف انتوا  خليتوا كل الأدله ضدها.

ابتسمت ثراء ابتسامه نصر ولكن نظرت الي عمتها وجدت ملامح الخوف تظهر علي وجهها من أن تخسر شهاب وبالطبع مثل ما قالت حوريه لن يسامحها أبدا فحاولت اخراجها من حاله الخوف قائله

=أنا عن نفسي مش ظالماها ...بالعكس هي اللي ظلمت نفسها...لما وافقت تتجوز واحد بيحب واحد تانيه...بس هنقول ايه طمعها وجشعها هما اللي وصلوها لكده.

كادت حوريه أن تفتك بها لولا تدخل فريال قائله

=بس يا حوريه...سيبيها...دي مهما ان كان دي بنت خالك...ولازم تكوني في صفها...مش في صف صاحبتك...وبعدين القرار الأول والاخير لشهاب.

زفرت حوريه بحنق وهي تخرج من الباب قائله

=وان شاء الله هيبقي قراره...انه يتمسك بغاده..خصوصا بعد ما يعرف بقذارة ثراء...بس يا خوفي يا ما ما انه يعرف كمان انك متواطئه معاها.مش هيسامحك أبدا يا ماما.

خرجت حوريه من غرفه والداتها  لتنهر فريال نفسها علي ما فعلته بشهاب يسيطر عليها من جديد  الخوف الشديد ليحدث ما قالته حوريه بالفعل وتخسر شهاب للأبد





تنهدت حوريه  بصعوبه  بعد ما خرجت من عند فريال وثراء ثم أخرجت هاتفها لتهاتف غاده ولكن أخذ يتعالي صوت الهاتف بدون رد مما دفع حوريه لمهاتفة زهيرة لتسرد عليها زهيرة ما حدث لغاده لتتأكد حوريه أن ثراء تنجح كل مخططاتها بالكامل...لتعاود الاتصال بغاده لترد عليها بصوت ناعس ...وتندفع حوريه قائله

=أنا مش عارفه أقولك ايه يا غاده...بس انتي عندك حق في كل اللي بتعمليه...و مكسوفه أقولك التمسي له العذر...كل اللي أقدر أقوله انك لازم تكسبي الحرب دي بأي تمن

ظلت حوريه تحاكيها كثيرا ولم يأتيها رد غير الصمت ثم ردا مفاجئ في نهايه الاتصال من غاده تتحدث ببرود قائله

=مش فارقه ...تصبحي علي خير.

اختارت هنا أن تغلق هاتفها ولم تنتظر رد  حوريه والتفتت لتنام ...لتتأكد غاده انها كانت تعيش مع والداتها بنعيم وأنها خسرت كثيرا عندما بحثت عن رجل في حياتها...سواء كان الاب أو الاخ والزوج والحبيب.

أما عن حوريه بعد رد غاده البارد عليه واغلاقها للهاتف في وجهها ظلت تنظر  الي الهاتف مطولا تشعر بالخوف متذكرة كلمات غاده اليها في مطبخ منزل والده غاده

flash bsck

=هدافع عنه وعن حبي ليه...بس لو جه عليا في يوم من الأيام يا حوريه...صدقيني همحي من ذاكرتي اني حبيته في يوم من الأيام...حتي لو كنت متجوزاه ومخلفه منه عشر عيال.

back

حدثت حوريه نفسها بخوف قائله

=ناويه علي ايه يا غاده؟
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد 

في صباح اليوم التاني استيقظت غاده مبكرا...أو علي الأرجح أنها لم تنم ليلتها أبدا..حمدت ربها أن أمها كانت في سبات عميق...بسبب سهرتها الطويله لتهدئتها...نهضت غاده بحذر من علي الفراش ومشت علي أطراف أصابعها لكي لا توقظ أمها التي أصرت علي المبيت بجوارها ......اشتمت رائحتها وجدتها كريهه......فتحت الدولاب  بحذر شديد حتي لا توقظ والداتها ...والتقطت من دولابها أي شئ ترتديه لدرجه أنها لم تتفحصه...خرجت غاده ودلفت الي الحمام لتأخذ دشا هادئا...واستغربت علي الملابس التي أخذتها من الدولاب بسرعه.فتفاجئت بأنه تايير باللون الأسود ولكن كان





 مشكلته أن التنورة قصيرة بمعني لو جلست ستظهر ركبتها...استاءت غاده ولكن ما باليد حيله فعليها أن ترتدي وتذهب الي المستشفي من قبله...ذهبت غاده الي المشفي ودخلت حجرتها   لتتبعها حوريه فزفرت  بحنق فور رؤيتها  خاصه بعد أن بدات حوريه بادخال جو من المرح علي غاده كالعاده ولكن دون جدوى فقد ظلت غاده صامته تنظر الي الاوراق أمامها وتعمل بكل جديه غير عابئه بكلمات حوريه ومحاولاتها...هنا تأكدت حوريه من تغير غاده معها وشعرت بالخوف منها وعليها في نفس الوقت... وكالعاده حوريه لم تستسلم قامت بطرد أفكار التغيير من رأسها وعادت تحاول معها بمرح مجددا حتي لفت انتباهها وهي  جالسه أمامها ترتفع تنورتها فوق ركبتها لتظهر جمال ساقيها المرمريه...لتشهق قائله

=يا نهار اسود ومهبب...ايه اللي انتي لبساه ده...أكيد  نزلتي قبله..استحاله يعديها بالساهل....


لتخفض غاده رأسها وهي تزفر بحنق  تسرد عليها  أسباب ارتدائها لهذه التنورة  تنهي حديثها بكلمات بارده

=وبعدين  ألبس  براحتي.

.. استيقظ شهاب وسأل عنها لكي يطمأن عليها فعلم أنها ذهبت الي المشفي ليسرع اليها..ويصل في أخر حديثها مع حوريه 

ليقتحم عليهم المكتب  ليستمع اليها وهي تتحدث بكل برود مع حوريه غير عابئه بأي شئ فيستغرب من حديثها خاصه بعد ما ينظر الي حوريه ليجد في عينيها كلمات توحي بأن يجني ثمار ما فعله بغاده...ومع ذلك اندفع  قائلا بغضب

=انتي ايه اللي جابك هنا.....نزلتي ليه من البيت أساسا...وانتي تعبانه؟

ارتفعت برأسها تنظر اليه بكل برود قائله

=أنا كويسه...وأقدر أشتغل.

 ليجحظ بعينيه  ويستغرب طريقه حديثها وبرودها هو  و حوريه التي نظرت له بحزن وعتاب وانكسار تبعث له رسائل بعينيها  أنه السبب ...وتركته وذهبت الي مكتبها .. وفجأة شرد شهاب في غاده وبرودها ليتفاجئ بانحصار تنورتها أعلي ركبتيها المكشوفه والواضحه لمرمي العين لينظر لها برعب قائلا

=وايه اللي انتي لبساه ده..هي حصلت...انتي هتستعبطي..هي المشاكل والخلافات اللي بينا...توصلك انك تهنيني بالشكل ده...انتي بجد مجنونه.

لتهز برأسها لتنفي ما يقوله  ببرود قائله

=لا ياشهاب...مش مقصوده ...مرضتش أزعج ماما وهي نايمه ...فقمت جبت أي حاجه من غير ما أشوفها..ولما لقيتها كده...فنزلت بيها وخلاص.

ليبتسم بسخريه قائلا

=جبتيهم غلط من الدولاب..ولما لقيتي كده...نزلتي وخلاص...عذر أقبح من ذنب علي فكرة...بس هقول ايه كل اما بحاول أبقي معاكي كويس غلطاتك بتخليني أراجع نفسي.
😙😙😙😙😙😙😙😙😙😙😙😙😙😙
في نفس الوقت سردت حوريه لأسامه  ما حدث في المكتب فقط ومجئ غاده الي المشفي قبل شهاب ...ففكر أن يذهب اليهم ليحدث أي جو من المرح  أمامهم حتي يمنع التصادم  بينهم أكثر خاصه بعد اصرار حوريه عليه وهي تقول

=روح بسرعه قبل ما يحصل مشكله بين شهاب وغاده.
😳😳😳😳😳😳😳😳😳😳😳😳😳😳
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد 

طرق الباب في لحظه كلمات شهاب اللاذعه لغاده  ثم دخل و نظر اليهم بمرح قائلا 

=مزاج الخير يا حلوين...اممم لقد وقع علي رؤسكم الطير...صامتون للأبد...طب تمام براحتك... عندي ليكي عرض يا غاده...ما تيجي تشتغلي معانا أنا وحوريه...بدل جو النكد ده ولا ايه يا شيبو.

نظرت  غاده الي شهاب الذي كان علي قمه فوهه البركان فردت  قائله

=بس أنا مش بحب الهزار في الشغل...وحابه أفضل مستمرة في الشغل مع أستاذ شهاب.

استغرب أسامها ردها ونظر الي شهاب الذي كان ينظر لها بوجوم ليرد عليها قائلا

=أنا افتكرت انك حابه تكوني مع حوريه علي طول.

هنا طرقت حوريه الباب ودلفت تجحظ بعينيها ترى غاده بمظهرها البارد وتستمع الي ردها وهي تقول

=ممكن نكمل شغل مع بعض...لكن أنا هفضل في مكاني...







لاحظت حوريه برود غاده واستغربت هدوئها واضطرت الي انسحابها وخروجها دون النطق بأي شئ خاصه عندما شاهدت غاده تنظر الي عملها غير عابئه بوجودهم جميعا ليخرج أسامه خلفه
...ويسلط شهاب أنظاره عليها أكثر وأكثر وهي تلقي كل تركيزها علي عملها فقط...استغرب برودها وتجاهلها لوجوده حتي أنها لا تطيق النظر نحوه....اقترب منها يجذب يدها اليه بانفعال حتي أنها انتفضت من مسكته القويه لتجحظ عيناها وهو  يضع الخاتم من جديد في اصبعها  قائلا

=هاتي ايدك...اممممم...كنت متوقع...وخصوصا بعد ما دخلت الحمام وراكي النهارده ولقيت الخاتم علي الحوض...طبعا أنا مش متخيل ان عقلك صغير بتقلعيه علشان سوء تفاهم حصل بينا امبارح.

...نظر باندهاش الي رعبها وانتفاضتها من لمسه يده القويه ليقطب جبينه قائلا

=أنا كنت مفكر ان عقلك كبير...وهتفهمي اني بهديها امبارح علشان تنام وهي مرتاحه مش خايفه لشريف يتهمها بشرفها وهي لسه في العده.

نظر اليها وجدها تنظر له بعتاب ولوم بدون أن تنطق أي كلمه ليزفر بحنق قائلا

=براحتك يا غاده...بس خليكي فاكرة اني بررت ليكي موقفي...مع اني مش محتاج...انتي المفروض تثقي فيا..أنا لو وحش هتكلم من ورا ضهرك.

نظر لها وجدها ما زالت تنظر الي البقعه الأرضيه بشرود فأغمض عينيه يزفر بحنق...أما عنها  فقد أرهقها الصمود فانفجرت بالبكاء.....فأخذها من يديها وأجلسها أمامه قائلا

=بتعيطي ليه يا غاده...هو أنا قلت حاجه غلط...هو ده مش من حقي...ولا مليش حقوق عندك...من حقي تلبس خاتم جوازنا...ومن حقي تلبسي محترم.


هطلت دموعها بشراسه قائله بصوت مبحوح ومفعم بالبكاء

=أنا طول عمرى بلبس لبس محترم...حتي من قبل ما أتجوزك...بس انت اللي مكنتش بتاخد بالك..أنا بس مكنتش عايزة أتواجه بيكي الصبح بعد اللي حصل بينا امبارح.

قام بمسح دموعها من علي وجنتيها برفق قائلا

=أنا بقا كنت حابب غاده القويه بتاعت زمان تواجهني وتقولي ايه اللي مزعلها...علشان أوضحلها وأفهمها كل حاجه...بس انتي اختارتي عدم الفهم.

استشعرت غاده مدي حنان كلماته ولكنها التزمت الصمت في نفسها حتي لا تنجرف بمشاعرها تجاهه

 اقترب منها قائلا

=ليه كل اما بنقرب من بعض بتبعدي عني...خايفه مني يا غاده...مش مطمنه لوجودي جمبك...عارف اني غلطت امبارح...بس حاولت كتير أفهمك وانتي رافضه.


حاولت غاده الابتعاد عنه لخوفها الشديد منه وتعبها وعدم قدرتها علي مسامحته فترد عليه قائله

=انا تعبت...ومش قادرة أسامحك...وحابه أبعد  لحد ما أحس اني قادرة أسامحك.

عندما رجعت حوريه غرفه مكتبها مع أسامه تتذكر منظر غاده البارد واعلانها العمل مع شهاب...عاد أسامه خلفها الي مكتبه بعد رد غاده وفشل محاولاته المرحه بينهم ليقطب جبينه أمام نظرات حوريه الشارده بسبب ما حدث وقال

=ايه اللي حصل علي الصبح...ولا أقولك ايه اللي حصل بليل...أصلا واضح ان الموضوع شكله بايت وحمضان...الحكايه مش انها مش عايزة تسيب الشغل ...لا الحكايه أكبر


أشارت بيدها باستياء قائله

=....يا سيدي امبارح أخويا المحترم عكها أوى معاها.

نظر اليها أسامه بشغف قائلا

=لا والله لتقولي كل اللي عندك...أنا متشوق ان أسمع مغامرات شهاب...مش قادر يفرح نفسه ولا يفرح بالبونيه...احكيلي اللي حصل بالظبط.وايه اللي وصلهم للحاله دي...أنا أول مرة أشوف غاده بالشكل ده...بالحزن والبرود ده.

جلست حوريه علي سطح المكتب تسرد لأسامه كل ما حدث بين شهاب وغاده... وعن ثراء وما قالته لوالداتها عن كلام شهاب لها في المحادثه التليفونيه وما أدت اليه تلك المحادثه من تعب غاده...والنتيجه الغير متوقعه لكل ما حدث وهي برود غاده معها سواء في المكالمه أو في المكتب .. وتغيرها مع شهاب أيضا....ليتعجب من موقف شهاب من غاده لأنه بالنسبه له أفعال غير متوقعه من شهاب...

ليرد عليها أسامه بجديه قائلا

=طبيعي حاله الصدمه اللي هي فيها ...ولو اتغيرت وأكيد هتتغير فمن حقها.

أما بالنسبه لوجهه نظره نحو شهاب فاستطرد قائلا

=......يا حوريه...كنتي شغلي الفهامه وفهميها...هو كان فين وهو بيكلم ...مش قدامها.؟..أه هو خانوا التعبير بس برضه كان قدامها.

لتتذمر حوريه من تبريره لشهاب وتعتقد أن كل الرجال أشباه بعض...ليفهمها من نظرة عينيها ويبتسم بخبث قائلا

=يا حوريه...الرجاله كلهم شبه بعض...اه والله ...بما فيهم أنا...احنا بنتكلم بصوت العقل...وانتم بصوت القلب..نحاول بقا نشوف طريق وسط.

نفخت حوريه في وجهه قائله

=فعلا انت راجل زيه...ولازم تلتمس ليه العذر...ما تروح تتأسف لها بالنيابه عنه...لأن واضح أنه بارد...وهيحسسها انها غلطانه...وينزع حقها.

ليجز أسامه علي أسنانه قائلا

=اسمعي يا حوريه...أنا مش مطلعه علي حق...وفي نفس الوقت مش مخليه وحش...هو لو وحش...كان قفل فونه واتكلم مع ثراء الصبح بعد ما اللي يحصل يحصل

هزت حوريه رأسها بتفهم قائله

=ماشي انت معاك حق...بس كان ممكن يرد علي ثراء بس بطريقه عاديه...مش يحسس غاده انه بيحمي ثراء وأخدها كوسيله لحمايتها...

زفر أسامه بحنق قائلا

=لا يا أخرة صبرى...هو معملش كده...بالعكس هو حسس ثراء...ان وافق علي شغله معاها علشان بس وجود غاده...ولو غاده مش موجوده مش هيقبل وجود ثراء معاه في مكتب واحد.

ليخبطها علي رأسها بمرح لكي تفهم مغزى كلامه ...واستكمل حديثه قائلا

=حوريه أنا مش عايزك تزعلي مني...أنا مش بدافع عنه...بالعكس أنا ضده...ومكمل في اللعبه بتاعتك...ومتأكد انها هتنجح...بس هي لازم تقوى شويه.

تنهدت حوريه قائله

=أنا كمان زيك...نفسي انها تبقي قويه...عارف يمكن قبل جوازها منه...لغايه ما عدي شهر من عده ثراء...كانت غاده قويه...بس كل اما بتقرب المده غاده بتضعف.

ليرفع أسامه حاجبيه قائله

=ايه يعني ما تقرب المده...محدش عارف خالك وشريف المختفين بقالهم فترة في فرنسا ...ناويين علي ايه...ولا خالتها القعيده القويه اللي بتتحكم في الكل رغم شللها.

هبطت حوريه من علي سطح المكتب وكادت أن تسقط لولا انتشال أسامه لها والذي نظر الي عينيها مطولا وهي تتشبث به.


..فبلعت ريقها وابتعدت عنه بارتباك قائله

=أنا خايفه أوى يا أسامه...خايفه الخطه بتاعتنا تفشل...وخايفه يكشفنا...يا خرابي...ده ممكن يطلقها وهي ملهاش ذنب...ولا أنا ده ممكن يحرمني ان أشوفك.

ابتسم أسامه بخبث قائلا

=مش هيقدر...لأني مش هتنازل عنك أبدا...انتي ليا وبس...وبعدين ده المفروض يشكرني بعدها...اني حسسته بقيمتها...وفي الاخر هيحفي وراها.

لتتعالي ضحكات حوريه قائله

=هيحفي وراها...علشان يحاسبها علي الخطه اللي ملهاش ذنب فيها أساسا...وربنا غاده دي غلبانه...وهتروح في الرجلين...وانا السبب.

ليبتسم أسامه قائله

=أكيد...ما انتي مصيبه من يومك...ومورطاني معاكي...بس هقولك لولا اني مقتنع ان غاده هي الوحيده اللي تناسب شهاب مكنتش فكرت أساعدك.

لتصفق حوريه بيديها فرحه قائله

=بجد يا أس...يعني أنا نظرتي صح..يعني ما اتغيرتش من يوم ما سافرت ...الله عليك يا حبيب والديك...طالما بتشكر في صحبتي يبقي أنا لسه عجباك.

ليبتسم أسامه وهو يضع يده علي ذقنها قائلا

=أنا طول عمرى معجب بيكي وبحبك..هابله بحبك...عاقله بحبك...بحبك بكل الأشكال...بس بالله عليكي خفي الجنان لتفضحينا...واحنا مش ناقصيين.






عند شهاب وغاده بعد اعلانها عدم مسامحته أخذ ينظر اليها بحزن لأن طريقته معها أوصلته لهذا الموقف وأوصلها أنها لم فقدت القدرة علي سماع تبريراته ومسامحته ...وهنا خشي من أن تأتي اللحظه الحاسمه التي تفكر غاده بها وهي البعد وترك المنزل...ظل في حاله شرود  حتي أنه لم يسمع لطرقات الباب ...ودلوف أسامه بعد أن سمحت غاده له بالدخول ليفيق شهاب علي صوت أسامه وهو يبتسم بخبث قائلا

=.=غاده نسيت أسالك...أخبار الست الحاجه أم أكل حلو ايه...مش ناويه تعزمنا النهارده...ولما هي أكلها حلو أوى كده...بيجيلك هبوط ليه...؟

ليجز شهاب علي أسنانه من الغيظ قائلا

=يعني انت مكلف خاطرك وجاي من مكتبك ...وداخل عليا من غير استئذان علشان تسألها علي الاكل...أما انسان طفس بصحيح....الحاجه زهيرة تعبانه متقدرش تعزم حد.

لتبتلع غاده ريقها قائله

=أنا ممكن أعمل حسابي بكره ومجيش الشغل...وأقعد أساعدها..وتتفضل عندنا..أهلا وسهلا بيك...دي هتفرح أوى...دي علي فكرة بتصمم وجبات جاهزة.

ليكفر وجه شهاب قائلا

=مش هينفع بكره يا غاده...احنا عندنا شغل متأخر...كفايه ثراء اللي غايبه النهارده...ويا عالم يمكن متجيش بكره كمان...وبعدين أنا مش هعرف أجي بكره.

قطبت غاده جبينها قائله

=مش هينفع تجيلنا بكره...طب ليه بس ايه اللي حصل...ده هي قلبه سلم واحده...ايه اللي هيمنعك...في حاجه عندك بكره ولا حاجه...وبعدين كل يوم بينزل ليك الأكل.

ليرد عليه شهاب مضطرا قائلا

=أصل والدتي بكره مصرة اني  أتغدا معاها...بقالها زمان مش بتشوفني...انتي طبعا عارفه ليه...من حقها عليا اني أقضي معاها يوم...

هزت غاده رأسها بحزن واستسلام قائله

=خلاص مفيش مشكله...ملحوقه يوم تاني...الجايات أكتر من اللي راح...ربنا يباركلك فيها...خلاص يا أستاذ أسامه...أنا هشوف ظروفي والدتي ايه وهبلغ حضرتك.

ابتسم أسامه قائلا

=ماشي يا غاده...وأنا منتظر...أأأه وعلي فكرة...أنا هعمل معاها صفقه العمر..المستشفي محتاجه وجبات بس تكون صحيه...بدون دهون..فياريت لو تقدر تساعدنا.

انفرجت أسارير غاده حيث أصبح حلم والدتها حقيقه ولكن قضب ابتسامتها صوت شهاب وهو يقول

=بس الحاجه زهيرة مش هترضي...هي أساسا متقدرش حاليا...هي يدوب بتعمل حاجات علي قدها وتبيعها للي حواليهم...معتقدش انها هتوافق.

لتنظر له غاده بحزن قائله

=الظاهر ان أستاذ شهاب يعرف ماما بتفكر ازاي أكتر مني...عموما يا أستاذ شهاب ياريت تاخد رأيها برضه النهارده...ده باب رزق وهيتفتح لينا.

ليهز شهاب رأسه بموافقه مغصوبه قائلا

=هقولها حاضر...وهحاول معاها انها توافق كمان...وأتمني انها تقبل...أنا بحبها جدا...الست دي عظيمه بجد...ولازم تتكافئ بأي حال من الاحوال...

ابتسم أسامه بخبث قائلا

=طب دلوقتي هنعمل ايه...أنا والبت اليتيمه اللي قاعده جوه دي..مفطرتش...وغاده الصبح مفطرتش معاها..وعصافير بطنها بتزقزق...وأنا كمان جعان.

نظرت غاده الي شهاب الذي تملكه الغيرة من وجود أسامه وقالت

=محدش عارف يمكن ثراء دلوقتي تيجي...وأكيد هتكون جعانه..خدوا بعضكم انتو الاربعه وروحوا اتغدوا..وأنا هخلص شغل بدالكم...

ابتسم شهاب بسخريه قائلا

=أيوه ثراء فعلا بتيجي من البيت جعانه...زى ما يكون جايه مطعم..مش شغل..ابقي خدها يا أسامه هي وحوريه واتغدوا بره...أما أنا هتغدا من الاكل اللي هتاكله غاده.

ليبتسم أسامه قائلا

=يا أخي أنا بحسدك علي سكنك تحت غاده...أكل وشرب وهيصه...ويا ترى بقا لما تتجوز ثراء..غاده برضه اللي هتنزل ليكم الاكل...ولا ثراء هتطبخ.

اختنقت غاده من تخيل الموقف  فردت بحزن دفين  قائله

=أستاذ شهاب مأجر الشقه بالمده...عقدها هينتهي يوم ما عده ثراء   تخلص ..هيتنقل بيت جديد أكيد...ما هي مش ثراء اللي هتسكن في شقه زى دي....مش من مستواها.

ليعض شهاب علي شفتيه من الغيظ قائلا لأسامه

=ينفع تروح تشوف هتهبب ايه...وتسيبني أركز في شغلي..ولا القعده عجبتك...متخلنيش أندم اني اشتغلت معاك...والله لأسيبهالك وامشي

خرج أسامه من المكتب مسرعا ومبتسما لأنه نجح في اثارة غيرة شهاب علي غاده...بعد مغادرة أسامه المكتب..ظل ينظر شهاب الي غاده بتركيز لكي تتحدث..أما عنها عادت للشرود مرة أخرى.. وحدثت نفسها  وهي في شرودها قائله

=انت لو سبت المكان هنا...يبقي مفيش معني لوجودي...أنا اشتغلت هنا...علشانك موجود...ولو انت  مشيت أنا همشي...بس مش عارفه هعمل ايه لما تتجوز وتمشي وتسيبني.

ولم تعلم أنه استمع الي كل كلماتها واستشعر حزنها القابع في كلماتها ليبتلع بغصه مرارة حزنها






انصرفت غاده وانقضي اليوم مثل بقيه الايام وجاء اليوم التالي الذي ذكر فيه شهاب أنه سوف يذهب الي والداته ليتناول وجبه الغذاء معها...أصرت حوريه عدم حضور هذا الغذاء وانصرفت من العمل مع غاده لكي تمكث معها وتتناول الغذاء معها في بيت شهاب...وفي محاوله منها لمواساتها علي حالها واحساسها أنها في ظهرها...أيضا ادخال الشك في قلب شهاب بحضور أسامه هذا الغذاء.. أيضا تشجيعها لكي تدافع عن حقها ..وقبل كل ذلك معرفه  ما الذي يدور برأس غاده بعد يومين من البرود المتكامل....تناولت  غاده بعض اللقيمات الخفيفه وهي غير قادرة علي استكمالهم ....لتتخيل حوريه وزهيرة أنها لم تستطع أن تأكل بسبب تفكيرها في شهاب ...فتنهدت قائله

=الحمد لله...تسلم ايدك يا ماما...الاكل بجد يجنن...بس أنا كنت أكلت في الشغل..علشان كده محاولتش أتقل...بس لو فاض للعشا منه هاكل قبل ما أنام.

لتبتسم حوريه  بسخريه قائله

=ايه...ناويه تستني لما يرجع...وتاكلي معاه...انسي...ماما   جايبه أشكال علي ألوان...وهي حرب وهما اللي كسبوها...مش هيسبوه غير لما تكون معدته اتملت.

ردت عليها زهيرة باشمئزاز قائله

=طبعا...مش هي اللي سبته يروح...كان فيها ايه لما تمسكي فيه...وتقولي له مقدرش أكل من غيرك...هتقلي من كرامتك مثلا...والله ما عارفه انتي بتفكر ازاي.

تركتهم يتحدثوا سويا وهي تلقي عليهم نظرات بارده قائله

=يا أهلا بالتحفيل...ده انتي مجيتك معايا بقا يا حوريه...مش علشان تواسيني...علشان تحفلي  عليا انتي وماما...عموما حفلوا براحتكم...أنا عمرى ما هقوله كده.

لتبتسم حوريه بخبث قائله

=وبالنسبه للكلام اللي قولتيه ليه بعد خروج أسامه أخر مرة من مكتبه...وجودك مهم في حياتي يا شهاب...انت لو مش موجود مفيش معني لوجودي...مش عارفه لما تتجوز وتسيبني هعمل ايه من غيرك.

استغربت غاده ان حوريه تفوهت بنفس الكلمات التي نطقت بها لتتأكد أنه استمع لها جيدا وذهب ليعلم بها  حوريه لتبتسم بسخريه  قائله لحوريه

=أنا ندمت ان فكرت كده...وده ضعف مني.

لتشعر بالقهر أكثر وأكثر قائله

=وهو كمان لما سمع كلامي مكلفش خاطره يبين رد فعله ايه

لتنظر حوريه  الي غاده بحزن عليها  قائله

=كنتي عايزاه يقول ايه وانتي بتتعاملي معاه ببرود من امبارح

لتضع غاده يدها علي رأسها من التفكير

=..أنا تعبت من كتر ما حاولت أقرب منه ...وكفايه لحد كده...وهو و راحته...ومتحاوليش تقنعيني بموضوع أسامه...لأن لو انكشفت...هيبقا فعلا عنده حق في ظنه فيا...من بعد مكالمه شريف...واني خبيت عليه...وسمعت كلامك يا حوريه...وكنتي انتي السبب برضه...كفايه عليا بقا...عايز يقرب براحته...مش عايز هو حر. ...أكتر واحده هيكرهها هو أنا...وانتو عادي ولا كأن حصل حاجه.

لترد عليها حوريه بنفاذ صبر قائله






=احنا بس هنخليه يغير...وبعدين احنا كمان هنفهمه ان انتي متعرفيش حاجه عن الموضوع ده...وهيصدق طبعا...انتي لما يجي  يواجهك قولي له انت لو كنت اعترفت بجوازنا مكنش ده حصل.

لتهز غاده رأسها بنفاذ صبر قائله

=ده مش مبرر...اللي هيحصل ده...هيخلي شهاب يقلب الدنيا فوق دماغي..وأنا مش ناقصه....

لتزفر حوريه بحنق قائله

=لعلمك بقا شهاب مش مصدق موضوع شريف...لان مفيش دليل للي قالته ثراء...ممكن يكون متعاطف معاها بس...أو احساسه بالذنب ناحيتها.

لتؤيدها الرأي زهيرة قائله

=أيوة يا غاده...شهاب لما جه ياخدني علشان أجي أعيش معاكم...قالي كده...قالي أنا خليت غاده تروح معايا بيتي لأني واثق فيها...بس هو شايل هم ثراء.

لتنظر لها غاده بلوم قائله

=والعمل يا ماما...عايزاني أعمل ايه..أقبل بالوضع ده وأستسلم...وأنا عارفه ان كلها شهرين ويتجوز واحده غيرى...لأ ومش أي واحده.

ابتسمت حوريه بخبث قائله

=ما أنا قلتلك الحل عندي...اسمعي كلامك...وعارفه مين ساعتها اللي هيفتن عليكي لشهاب...ثراء بنفسها...شوفي بقا لما تتكلم عليكي..شهاب هيشوفها ازاي.

لتتنهد غاده قائله

=ماشي يا حوريه...معاكي انه من النوع لو سمع كلمه عليا مش هيسكت...بس لو عرف انه تمثيل عليه...ساعتها أبواب جهنم هيفتحها عليا.

لتزفر حوريه بحنق قائله

=معلش هياخد وقته ويعدي...وهرجع وأقولك..مش هنعرفه انك عارفه...ومتخافيش هندافع عنك...ما هو مش معقول هنطبخ الطبخه دي كلها ونسيبك.

لتجلس غاده بتركيز قائله

=لا ده مش حل...الحل اننا نسيبه براحته...وهو حر ...هحاول معاه بمختلف الطرق...انما السكه دي بلاش  منها..السكه دي هتضيعنا كلنا.

لتبتسم حوريه بخبث قائله

=وربنا ما حد هيضيع  شهاب   من ايدك الا انتي...يا بت يا هبله...البت علشان عرفت انك نايمه معاه في أوضه واحده قلبت الدنيا...وانتي ولا اندهاش .

لترد غاده بقهر فاق مراحله قائله

=يعني كنتي عايزاني أعمل ايه وهو بيقولها  وجود غاده معانا في قلب المكتب حمايه ليكي...عايزاني أقوم أحضنه وأبوسه وأقوله كتر خيرك.؟

لتخفض حوريه رأسها بالأرض حزنا علي غاده... لتأكدها من صحه موقفها منه...وحزن زهيرة لا يقل عن حزن حوريه...فقد تمزقت قطعه من روحها أمامها ولمرات عديده وأمام عينيها .

دلف في هذا التوقيت شهاب ليتفاجئوا من حضوره المبكر فعلم من نظراتهم  تساؤلهم فرد عليهم قائلا

=أنا روحت بدرى من عند والداتي...لأنها اتغدت بسرعه ودخلت نامت...وعلشان سيادتك مش موجوده يا ست حوريه فنزلت...ما هو مينفعش أفضل أنا وثراء في البيت لوحدنا.

كانت في هذه اللحظه حوريه تعبث في هاتفها  لتتصرف من تلقاء نفسها مرة أخرى رغم تحذيرات غاده لها بالبعد عن هذه الخطوة ليرن هاتف شهاب واذا به أسامه قائلا

=بص بقا يا شيبو...النهارده فاتك نص عمرك...علشان ايه ...انت فقر...بس أنا مش فقر...أنا روحت مع غاده وحوريه...وأكلت من ايد الست زهيرة.







ليجحظ بعينه أمام غاده التي استمعت الي كلمات أسامه...لتغمض عينيها وتفتحهم تنظر الي حوريه بيأس علي عدم اقتناعها بحديثها... لتعلم أن الامر سار بدون جدوى وليحدث ما يحدث مهما ان بررت أو قالت لن يصدقها...لتستسلم الي الامر وتسايره قائله 

=أنا اتحرجت منه لما زن عليا وطلب...انه يتغدا معانا النهارده...وحوريه كمان قالت انك أكيد لو موجود هترضي أنه يروح معانا...وبعدين ماما وافقت.

ليستمع الي صوت أسامه الشامت علي الهاتف قائلا

=شفت بقا ولا الحوجه للجيران والخبط علي البيبان...معلش بقا يا شيبو...انت أساسا كنت متنازل عن وجبتك النهارده...والعبد لله أكلها وزياده.

ليجز شهاب علي أسنانه بغضب قائلا

=هعديها المرة دي يا أسامه...لكن بعد كده مش هينفع...البيت ده له راجل...وأنا مش بطلع الا لما بتكون أختي حوريه موجوده...غير كده مينفعش.

ليغلق الهاتف فجأة  ويرميه علي الأريكه بعنف وترى غاده  وجها أخر لشهاب وهو يجرها من خلفه  وهي تحاول التملص منه ترتعب بشده خاصه عندما   أدخلها  غرفتهم ينحيها أرضا ويصفع الباب من خلفه. لتنتفض من مكانها تزحف علي أرضيه الغرفه  للخلف متفاجئه من عيونه الحاده  القويه وهي تقوده اليها بدون تحكم.



                     الفصل التاسع من هنا


تعليقات



<>