CMP: AIE: رواية نارة الفصل الاول1 بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي
أخر الاخبار

رواية نارة الفصل الاول1 بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي


 

رواية نارة

 الفصل الاول1

 بقلم ياسمين السيد قنديل وايمان شريف الحوفي




في الساعة الواحدة صباحًا بعد منتصف الليل، والظلام سادر على مدينة التجمع الخامس، وفي إحدى المناطق السكنية، بزغ في الأفق وهج عظيم لنيران مشتعلة ببناء يتألف من طابق أرضي وبدروم، يغطي صوت اشتعال النيران على صوت تلك التعسة التي تصرخ هلعًا بداخلها وهي ترى نهايتها الحتمية إن خرجت من ذلك الحريق البشع، لا تكف عن الاستنجاد إذ كان أملها الوحيد:

- الحقووووني! حد يخرجني من هنا..يا نااااااس!

هل يسمعها أحد؟ لا تعرف. أخذت تتراجع إلى الخلف والنيران تقترب منها كوحش مخيف مرعب، تبكي وتصرخ، سريعًا يمر أمام عينيها شريط تصويري لحياتها بأكملها، تذكر والدها ووالدتها وأختها الوحيدة، لا تريد الرحيل عنهم الآن، لا تريد أن تترك لهم جرح فقدان ابنتهم في مأساة بشعة كهذه، لكن ماذا عساها أن تفعل.. تصرخ! 

 خرج الناس من الأبنية المحيطة يصرخون فزعًا، واتجهوا نحو المبنى المحترق وقد شدوا خراطيم المياه من أبنيتهم لكن بمجرد أن تلاقت النيران مع المياه ازدادت اشتعالاً، هل أي نيران تطفئها المياه؟!

 لم ينتبهوا لذلك في البداية حتى صرخ أحدهم ليتوقفوا وقد فطن أن الحريق حدث بسبب مواد كيميائية قابلة للاشتعال لن تطفئها المياه؛ فسأله جاره:

- طب هنعمل إيه يا دكتور..حد يتصل بالمطافي بسرعة!

لم يأبه لهم الطبيب بل كان يرهف السمع إلى ذلك الصوت الحثيث النابع وسط خشخشة النيران؛ فصاح بذعر تجلى في مقلتيه المتقدتين بانعكاس النيران فيهما:

- فيه حد جوا.. صوت بنت بتصرخ، فيه بنت جوا!

صاح الآخر ليُسمعه:

- المطافي والإسعاف على وصول.

هز الطبيب رأسه بغير اقتناع يهمهم بغضب:

- مستحيل تطلع سليمة عقبال ما يوصلوا.. مستحيل!

وفي غمضة عين كان قد قفز بداخل المبنى ولم يستطع أحد أن يثنيه عن قراره إذ أصبح بالداخل فعلًا، المشهد أشبه بالجحيم، قطعة من سجين، دلف سريعًا محاولا ألا يلمس الجدران، يثب فوق القطع المشتعلة أسفل قدميه بحثًا عن تلك الفتاة، صرخت بعزم قوتها حينما رأت انهيار أحد الجدران منصهرة خرساناته؛ فسمع صوتها واستطاع أن يحدد وجهته وبينما كان على مشارف الغرفة التي تقف بها سقط فوقه قطعة معدنية مشتعلة فتفاداها جزئيًا إذ نالت من ذراعه فأطلق صرخة ألم وصلت مسامعها؛ فأخذت تصيح وهي تسعل بقوة" ف.. فيه.. حد هنا؟.. الحقوني!!" لكن لم يأتها رد فحاولت الحديث مرة أخرى لكن الدخان كان قد ملأ رئتيها لم يمكن بإمكانها حتى أن تسعله إذ غشيت الرؤية ولفَّ بها المكان حتى سقطت مكانها، والنار تزحف نحوها تتلوى كثعبان ماكر يتفنن في الانقضاض على فريسته، توقف على باب الغرفة عاجزًا، النار تمنعه من الوصول إليها، لن يمر بها حتى يصبح فتيلًا مشتعلاً، أخذ عقله يعمل بسرعة من أجل إيجاد طريق أخرى لإنقاذها.. ألم يجد حقا؟! 

كلا، ساعده ذلك الجدار المنهار نصفه الذي يفصل بين تلك الغرفة ومجاورتها، كسر باب تلك الغرفة فسقط على قدمه قطعة خشبية محترقة ألهبتها، فكتم أوجاعه يزفر متألمًا، ثم دخل الغرفة وكانت أقل اشتعالا من الأخرى، ولج من الجزء المفتوح بحذر قبل أن ينهار جزء آخر منه ووثب فوق القطع المشتعلة وأزاح بعضها بقطعة خشبية لم تشتعل بعد، حتى وصل إليها.

خرج شهاب بأعجوبة من ذلك الجحيم، يحمل الفتاة فاقدة الوعي بين ذراعيه، يتدلى رأسها ويتأرجح شعرها المنسدل إلى الوراء متألمة ملامحها، غير واعية بما عاناه ذلك الرجل لإنقاذها من براثن الموت.

وصلت سيارة المطافىء وشرعت في إطفاء الحريق ومن خلفها تسلمت سيارة الإسعاف الفتاة وبينما كان شهاب على وشك العودة أوقفه طبيب الإسعاف:

- يا أستاذ، يا أستاذ!

توقف شهاب منصتًا بوهن؛ فأردف الطبيب:

- من فضلك اتفضل معانا حضرتك مصاب بحروق ولازم نعالجها بسرعة.

كان شهاب على وشك الرفض لكنه انصاع لرغبة الطبيب دون أن يعرف السبب واستقر في السيارة بينما شرعت الممرضة بإسعافه وانشغل الطبيب بتطبيب الفتاة.


ممدة على فراش المشفى، والأسى يكسو ملامحها، عالج الطبيب جروحها وضمدها وأعطاها مهدئًا لتنعم ببعض الراحة التي تاقت لها أعصابها بعد انهيارها، كاد شهاب الدين أن يغادر المشفى لكنه وجد نفسه يستوقف إحدى الممرضات ويستعلم منها عن رقم غرفة الفتاة المكلومة، أخبرته الممرضة أن الغرفة المنشودة رقمها 205، توجه نحو الغرفة حتى أضحى أمامها، وقف مترددًا لا يعرف سبب ما يدفعه لتفقد تلك الفتاة، ربما شعوره بالواجب تجاه مهنته كطبيب، لف مقبض الباب أخيرًا وكاد يدلف قبل أن تستوقفه الممرضة قائلة:

- لو سمحت يا دكتور محتاجين حضرتك تحت علشان نكمل اجراءات دخولها المستشفى.

هز شهاب رأسه موافقًا وبعد مغادرة الممرضة دلف الغرفة،






وخطا بضع خطوات داخلها حتى توقف بجانب فراشها، يطالعها بعينين عطوفتين شفوقتين، وجهها الدافىء وملامحها البسيطة المتناسقة، وشعرها البني كحبات القهوة المطحونة ينسدل بانسيابية وإن فسدت تسريحته كما شحب وجهها وبات مصفرًا، كانت ذات وجه رفيع  مستدب ذقنه، وبشرة خمرية غضة، وعينين لوزيتين يتوجهما أهداب طويلة وحاجبين سوداوين وأنف صغير وفم مكتنز ذو شفتين ممتلئتين. كعارضات الأزياء تمتلك قدًّا ممشوقًا وجسدًت مثيرًا يمتاز بساقين طويلتين وخصر نحيف.. تلك هي نارة.. "نارة كامل العدوي".

 شيء ما غريب يجذبه لتلك الفتاة، ليس جمالها فهو لا يقع فريسة لظواهر الأمور، لكن هناك ما يحدِّثه بوجود سر خلف تلك المخلوقة وربما فضوله ما يدفعه إذ أنه لا يعرف شيئًا عن فتاة خاطر بروحه لإنقاذها، وهنا دار بخلده سؤال واحد "ماذا كانت تفعل هذه الفتاة بمفردها في مخزن الأحذية بتلك المنطقة قليلة السكان؟!"

وحالما كان في سبيله للخروج من الغرفة لمح اضطراب ملامحها لكنها ما لبثت أن عادت إلى هدوئها مرة أخرى فرماها بنظرة غامضة تنطوي على القلق ثم خرج.


تنفس الصباح وأشرقت الشمس، تسطع بنورها فوق فيلا كامل العدوي في إحدى التجمعات السكنية الشهيرة بالتجمع الخامس، جلس كامل وزوجته حول المائدة يتناولان طعام الافطار بينما كان هناك فريق من إحدى شركات تنظيم الحفلات يعمل على قدم وساق استعدادًا لحفل الليلة المميز، في تلك الأثناء وفدت عليهما فتاة جميلة مرحة تتسم ببشرة ناعمة تميل إلى السمرة وعينين بلون الزيتون البري وشعر صبغته باللون الأشقر الغامق، طويلة القوام ترتدي بنطالا من الجينز وبادي ذا حمالات رفيعة وهتفت قبل أن تجلس: 

- مورنينج يا بابي،  مورنينج يا مامي! 

قالتها بفتور، فردوا عليها التحية، تناولت شطيرة جبن وشرعت في قضمها ثم قالت: 

- اومال فين نارة، مش شايفاها. 

ردت والدتها وهى ترشف من قدح قهوتها وكانت أقرب إلى ابنتها نارة في الملامح: 

- لسه ماصحيتش يا حبيبتي. 

- هي مين دي اللي ماصحيتش! مامي نارة مش في أوضتها. 

أنزل والدها فنجانه عن فمه متفاجئًا وقال بحدة: 

- يعني إيه مش في أوضتها، راحت فين؟ 

- اهدا يا كامل تلاقيها في الجنينة ولا حاجة! 





ثم طلبت من الخدم البحث عنها في أرجاء المنزل والحديقة لكنهم عادوا بخفي حُنين معربين أنهم لم يجدوا لها أثرًا، فصاح على الأمن يسألهم: 

- نارة خرجت النهاردة؟ حد شافها؟ 

- لا يا فندم ماشوفناهاش. 

تملكت منه العصبية وصار يطيح بكل ما يقابله محدثًا زوجته بسخط: 

- بنتك فين يا هانم؟ هااه! بنتك فين هربت؟ 

حاولت مشيرة عبثًا أن تهدئه:

- لا هربت إيه بس يا كامل...

زجرها بتصميم:

- بنتي أنا هربت! أعمل إيه دلوقتي؟ أقول إيه للناس اللي جاية بالليل، أقول إيه للمعازيم؟ هروح في ستين داهية بسببها.. 

صاحت بتول احتجاجًا: 

- هو ده كل اللي بتفكر فيه يا بابا؟ ده بدل ما تفكر هي فين وجرالها إيه؟

- سكتي بنتك يا مشيرة أنا مش ناقصها.

- مش هسكت يا بابا، لو نارة مش هنا دلوقتي فأنت السبب.. 

- اخرسي! ربنا ياخدها وياخدك(ثم التفت إلى زوجته مشيرة لائمًا) آدي آخرة تربيتك، أنتوا مش حاسين باللي أنا فيه والفضيحة اللي هتحصل، خلاص هنفلس ونبقى في الشارع.. آااه.. آه.. 

مسك صدره فانحنت زوجته بهلع تتفقده وصاحت بابنتها لتحضر الدواء فهرعت إلى غرفته وعادت به فأعطته زوجته الدواء وأدخلته غرفته ليرتاح وقلبها يتآكل خوفًا على ابنتها المفقودة.





تغضن جفنا نارة إثر شعاع ضوء مزعج مسلط على عينيها يتوهج ويخبو، يتوهج ويخبو، وهكذا إلى أن استفاقت وفتحت عينيها بروية، أبصرت الغرفة البيضاء، وذلك الشخص الجالس على كرسي بجانب فراشها جاعلا من ظهره مسندًا أماميًا لذراعيه، يوجه لها القلم الضوئي الطبي، شاب ثلاثيني يرتدي معطف الأطباء، طويل الجزع وذو جسد متناسق، وشعر أسود حالك، وعينين سوداوين بدا فيهما الإرهاق ولحية مشذبة زادته وسامة. دقائق قليلة حتى استعادت وعيها كاملًا وانتصبت جالسة بغتة فتألمت لما أحست بألم في ظهرها إثر جرح جراء الحادث، ثم راحت تتساءل وهي تتأمل عينيه المحدقتين بها بثبات:

- أنا فين؟ أنت مين؟

نهض في خفة وبحركة لولبية سريعة رفع الكرسى ووضعه بالخلف قائلًا ببرود:

- أولًا حمدًا لله على السلامة.

نظرت إلى الضمادات في ذراعها وساقها وفهمت أنها أصابها مكروه، تفكرت قليلًا متذكرة أحداث الليلة الماضية، وسرعان ما شهقت ووثبت كمن لدغتها حية وهي تتمتم بفزع: 





- أنا..أنا لازم أمشي بسرعة، هو بابا يعرف إني هنا؟!

وسارعت بالخروج لكنه أمسك بذراعها؛ فالتفتت إليه تتألم من قبضته والخوف جلي في عينيها، لكن ذلك كان أدعى ليزيد شعوره بالقلق؛ فقال:

- أنتِ رايحة فين؟ هي وكالة من غير بواب؟ مش مالي عينك أنا؟

نزعت يدها من قبضته وقالت بتحد:

- أنت مين؟

- أنتِ اللي مين وإيه اللي وراكي؟ بت أنتِ هربانة من حد؟

- بتة تبتك، إيه بت دي؟

- آه.. لا بقولك إيه شغل خدوهم بالصوت ده مايمشيش معايا. أحسن لك تصارحيني، كده كده الشرطة مستنية برة تاخد أقوالك.

فزعت لدى سماعها باسم الشرطة مرددة:

- بوليس! لا لا لا ماينفعش خالص أنا لازم أمشي.

- يا قطة! ليه يا ماما هو أنا بعزم عليكي بشوب لمون! واحدة مطلعينها نص الليل من مخزن جزم بيولع، مش عايزاهم ياخدوا أقوالك ولا يعرفوا كنتي بتعملي إيه في المكان ده في وقت زي ده ولا ولع ازاي؟!

جلست مكانها وطالعته بخوف واستسلام، ثم أخفضت وجهها وراحت تبكي؛ فقلب عينيه إلى الأعلى بنفاد صبر، لكن مع ازدياد بكائها رق قلبه، فجذب الكرسى وجلس قبالتها، ثم قال برقة:

- اسمك إيه؟

ارتقت ببصرها تطالعه من خلف دموعها التي أغرقت وجهها وقالت بصوت محشرج:

- نارة.





- إيه؟! قال متعجبًا كمن لم يسعفه سمعه.

- هو إيه اللي إيه؟ اسمي نارة. قالتها بشراسة؛ فهمهم بصوت خافت:

- ومستغربين الحريق حصل ازاي!

- بتقول حاجة؟

- بقول أنعم وأكرم.

- أيوا يعني إيه؟

أشاح بوجهه عنها يجز على شفتيه يتمتم بسره "لا غبية رسمي"، ثم عاد قائلا:

- طيب يا ست نار...

- إيه نار دي بقولك نارة!

- طب ياختي ماتتحمقيش أوي كده، يعني كان اسمك فردوس.. المهم كنتي بتنيلي إيه هناك وهربانة من مين؟

عادت للصمت فكاد أن ينهض مهددًا أنه سيتركها وشأنها مع الشرطة فأمسكت بيده وما لبثت أن تركتها بإحراج؛ فهدأت ثائرته وجلس مجددًا ينظر بعينيها قائلًا برفق:

- ماتخافيش، أنا بحاول أساعدك.

اطمأنت له وسكنت رجفاتها؛ فهزت رأسها بإشارة يسيرة تعلن عن رغبتها في الإفضاء إليه بما تحمله في صدرها:

- في الأول وقبل ما أحكي لك أي حاجة، عارفة إن اللي هقوله ده يشبه فيلم عربي سخيف لكن ده اللي حصل ومالقتش حل تاني، أنا هربانة من أهلي علشان عايزين يجوزوني غصب عني.

فلتت منه ضحكة تهكمية قائلا:

- اسمحي لي يعني، شكلك بنت ناس وماعتقدش أن أهلك يكونوا من النوعية اللي تفكر بالأسلوب ده.

تنهدت بمرارة لمسها في عمق أنفاسها:






- لما يكون الأب مابيفكرش غير في فلوسه وشغله بس والأم شايفة إن جوزها قديس مابيغلطش بتكون دي النتيجة.. بابي كان داخل بيزنس كبير وخسر فيه فلوس كتير وقتها أصبح مطالب إنه يدفع شرط جزائي قيمته كبيرة لعمو حسين، اللي هو كان مموله في المشروع ده، بابي طبعا مش معاه سيولة يدفع له المبلغ ده وإلا هيعلن إفلاسه، في الوقت ده ظهر ابنه الحقير يستغل الموقف وطلب إنه يتجوزني ويحلوا الموضوع ودّي، ولأنه حاول معايا كتير وأنا كنت بصده قرر يذلني وبابي طبعا فرح بالحل ده ووافق، أجبرني على الخطوبة واتخطبت له، بس وقتها كان عندي أمل أخلص من الموضوع ده بأي شكل، لكن كل محاولاتي فشلت والنهاردة فرحي علشان كده اضطريت اهرب..مستحيل أتجوز البني آدم ده..

- طب وإيه اللي وداكي المخزن واتحرق ازاي؟

- أنا كنت مستنية واحدة صاحبتي قدام المخزن ده، اتفقنا هتقابلني هناك، وتساعدني أستخبى في شقة بتاعتهم في المعادي كام يوم، لأني لو رحت أي فندق بابي هيعرف يوصل لي






 بكل سهولة، ولما اتأخرت عليا كنت خايفة أقف في المكان ده لوحدي وكان شبه مهجور والجو سقع جدا وبدأت تمطر، ولقيت مجموعة كلاب بتجري ناحيتي، خفت، لقيت باب المخزن مفتوح دخلت عقبال ما المطرة تقف، والكلاب تمشي، بس ماعنديش فكرة أبدًا ازاي المخزن اتحرق، أنا فجأة سمعت صوت ازاز اتكسر وشفت النار بتزحف من برة للأوضة اللي كنت واقفة فيها.

وضحت الصورة بذهنه، وران عليهما الصمت هنيهة قبل أنت تقطع دابره متوسلة:

- أرجوك، أرجوك ساعدني أخرج من هنا من غير ما البوليس يعرف عني حاجة..

- أنتِ بتقولي إيه لا طبعا..

تأفف وصمت برهة ثم قال:

- بصي أنا مقدر الوضع اللي أنتِ فيه، بس...

- بس إيه؟ عارف يعني إيه بنت تتجوز غصب، عارف يعني إيه إحساسها بالعجز وإن اللي حواليها أقوى منها وبيتحكموا في مصيرها وهي لا حول ليها ولا قوة!

أطرق رأسه ولوى شدقه ممتعضًا يفكر فيما عليه فعله، لكنها ضاقت ذرعا؛ فقالت:




- خلاص على الأقل سيبني أساعد نفسي وأحاول أخرج من هنا من غير ما حد يعرف عني حاجة..هاه!

ترقبت رده طويلا حتى أومأ برأسه أخيرًا بالموافقة؛ فقالت:

- ميرسي أوي، مش هنسى وقفتك معايا.

وهمت بالمغادرة وما إن أصبحت لدى الباب استوقفها قائلًا:

- استني! يعني.. مش عارف.. شكلي هساعدك وأمري لله.

انبسطت أسرَّة وجهها وطالعته بعينين تألقت بهما السعادة وكأن حملا قد نزح عن صدرها، فما كان له سوى أن يبتسم رغم ضيقه.



                    الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-