CMP: AIE: رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل العاشر10بقلم مارينا عطيه
أخر الاخبار

رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل العاشر10بقلم مارينا عطيه


رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل العاشر10بقلم مارينا عطيه


مشاعر الخوف دي قصتها حكاية كبيرة، لما تبدأ تتسرسب لقلبك




 بتبدأ خيوطها تقوى جواك ومتنقطعش، بتلتف حول بعضها بعُقد قوية متقدرش تفكها بشدة




 واحدة منك، محتاجة جيش قوي يحارب قُصادك علشان يعرف يفكها معاك ويكون 




مصلحته أنه ينجيك من شرها قبل ماتعورك! 

ده الأحساس بالظبط اللي كنت بعاني منه، كنت لما بفتكر الموقف اللي مريت بيه بحس أن قد أية أنا فقدت كل معاني الأمان حتى في بيتي! 
_ كدابة يا جميلة، أنتِ عُمرك ما فهمتي يعني أية آمان! 
كنت واقفة قصاد المرايا، وكأني برُد على نفسي زي كل مرة، معنديش حد غيرها يستحملي الحقيقة! 
_ هو عامل أزاي الأحساس ده؟ 
_ عامل زي ما يكون أنك قاعدة في بُحيرة نار و عارفة أنها مش هتقدر تلمسك ولا تقرب لك.

يمكن غريبة إني كنت بغني وبرُد على نفسي لأني محستش بالأحساس ده قبل كدة. 
لقيت مسدج من سُعاد بنت خالتي.

"- حاولي مرة كمان، أحنا عايشين عُمرنا كله علشان نحاول ونقع ونبدأ من




 جديد مفهاش مشكلة ولا عيب نقول أننا مش مرتاحين وأحنا عايشين لوحدها ومحتاجين ونيس يمد لنا إيده ويساعدنا من قريب ومن بعيد، نلجأ له في المواقف الصعبة ونشُكره على وقوفه جمبنا وأنا بيعدي بينا لنُقطة الأمان، 
المشكلة الحقيقة أننا نرفض في فهم نفسنا ومنبقاش رحماء عليها ونحسسها بخوف أكتر ما هي حاسة بيه، بدل ما نحتويها ونطبطب عليها كمان نزعجها في طلبها لأبسط حقوق ليها، ومنراعيش اللي مرت بيه.
مع أننا المفروض نكون قد الثقة ونوسع لها دايرة الأمان ونخليها تتكلم من غير ماتحس أن ناقصها حاجة،
وأنتِ ناقصك كتير، ومش عيب أنك تقولي ناقصك الأحساس بالحُب، ناقصك حد يفهمك يعني أية حُب حقيقي بدون وجع وبدون قيود وبدون آلم في نهايته، 
مش كل السكك آخرتها واحد، في الشرق والغرب والشمال والجنوب وأنتِ بإيدك تختاري أنهي سكة تمشي فيها بدون 
ما تُقعي، آسفة لو طولت عليكِ، فكري على مهلك ولو محتاجني أشاركك قرارك أنا معنديش مانع،
تصبحي على خير يا جميلة" 

كانت رسالة طويلة عريضة منها، فضلت طول الليل أقرأ فيها كنت حاسة أنها خرجت من قلبي حاجات كتيرة وكملت المُكعب الناقص وظهرت الصورة كاملة.

_ هي المسرحية دي لسة بتيجي؟ 
كانت قاعدة بتفترج على مسرحية قديمة قوي، كنت بشوفها وأنا صغيرة مع أمي.
"- فيه خير عرف أني بحبها فـ أتصل بيا يقولي على أنهي قناة علشان أشوفها" 
غمزت ليها.
_ وده حُب جديد بقى ياستي؟ 




"- لا ده آدم" 

بصيت ليها وإبتسمت وبعدين بقى!
لية كلهم مصممين عليه بالشكل ده! 
كانت فيه حاجة عجباني فيه، أنا مقتحمنيش محاولش يكلمني على رقمي بشكل غير مرضي ليا، غير لما أوافق! 
أفتكرت جملته 
"- علشان بحبك" 
 هو فعلًا ممكن الحُب يكون دافع قوي كدة أنه يخلي أنسان يخاطر بنفسه من أجله! 

أهل الحُب صحيح مساكين، صحيح مساكين..
كنت سمعاه صوت أغنية أم كلثوم من الشارع، فتحت الشُباك علشان أبُص.
لقيت ولد وبنت معدين ماسك في إيدها، حاضن إيدها جامد برقته عليها ومشغل الأغينة على الموبايل.
سمعت صوته لأنه كان عالي جدًا.
"- أخيرًا هبقى أب" 
على قد ما كانت فرحاته ظاهرة جدًا في صوته بس حسيت بحُزن! 
حسيت أني كل الناس بتفرح بخلفتها إلا أنا...كنت الخطأ الوحيد لأبويا اللي محسبتش على تمنه لغاية دلوقتي! 

فوقت على صوت المحامي بيرن.
"- النُطق بالحُكم بُكرة" 
حسيت بخضة في قلبي.
_ طب...
رد عليا بكل ثقة.
"- متقلقيش، خير أنا مرتب كل حاجة" 

بس أنا محستش من صوته أن خير أبدًا، مش عارفة الشهور كدة عدت أزاي




 بالسرعة دي، وكأنها خبطت في راسي جامد ومخلتنيش أعرف أنام نهائي في الليلة دي.

فضلت طول اليوم صاحية لغاية ماستي أخدت بالها وقولت لها.
طبطبت عليا وشدتني في حضنها، قعدتني زي ما كانت بتقعدني زمان على رجلها وتلمس شعري وتحكي ليا حدوتة كأنها غنوة بتغنيها.
"- ربنا كبير ومش بيسيب المظلوم يأن" 
رفعت راسي وبصيت ليها.
_ يعني أية ياستي؟ 
"- يعني مش بيسب دموعه على خده زيك كدة!" 
ومسحت الدموع اللي بتنزل من عنيا بإيدها.

اليوم ده فضلت وقت الفجر أدعي كتير أوي، بيقولوا باب السما بيكون مفتوح لما بتدعي منك للسما على طول.
_ يا رب! متوجعنيش تاني علشان خاطري! 
أنا مش عارفة خطتك هتكون أية، بس كفاية وجع لحد كدة أنا مش عاوزة حاجة غير أني مغيرش حالي وأن حالي يفضل زي
 ما هو! 

وكأن طبطبة ربنا نزلت على قلبي وهديت في اليوم ده وعرفت أنام، بس للأسف صحيت على أسوأ خبر في حياتي كلها! 
سمعت صوت جدتي بتندب برة وبتقول :
"- تحكم له، أزاي يا رب! وأنا! أعيش من غيرها أزاي!" 

فهمت وقتها أن خطة ربنا مش عاوزها تمشي زي ما بخطط أنا، طلعت




 من الأوضة وحضنتها في نفس اللحظة اللي سمعت صوت الباب بيخبط.
كنت خايفة أوي أفتح.
بس هي طمنتني.
"- أفتحي ده آدم" 

وقتها كان جاي بملامح وش أول مرة أشوفه عليها، أول مرة أحسه مخضوض وملهوف كدة! 

قعد جمب جدتي وطبطب عليها.
= متخفيش، هكلم الأستاذ أفهم منه.
مكنتش عارفة الوم عليه ولا ملمش علشان هو السبب اللي ودانا عنده، بس برضه أحنا مكناش نعرف حد! 
لما كلمه فهمت منه أنه أبويا قدم أوراق أن جدتي متصلحش لتربيتي، وأنها مريضة ومرتبها مش بيكفي أكلي وشربي وأنها متقدرش على مصاريفي وخصوصًا إني دلوقتي أنا فوق العشرين سنة! 
قعدت جمبهم هما الاتنين وأنا في دماغي خطة لازم انفذها، مسحت دموعي.
_ أنا دلوقتي مش قاصر.
بصت عليا جدتي بعدم فهم.
_ يعني ليا حق أتكلم وأقول عاوزة أعيش مع مين ليا حق لأنه محدش واصي عليا.
"- المفروض هو..." 
_ هو أية؟ هو ملهوش حق غير اسمه في بطاقتي.

مكنتش عارفة بتكلم أزاي بجفا قلب كدة، بس مكنتش متخيلة في يوم أن يوصل بيا الحال للدرجة الكُره.





وفعلًا أتفقت مع المحامي بعد ما قرر أنه يطعن في الحُكم، وأنه هروح معاه في الجلسة الأستئنافية.

أستنيت لشهور علشان تيجي اللحظة اللي أقف فيها قُصاده وأرفضه بكل قسوة زي ماهو رفضني ورفض أمي زمان! 

في الشهور اللي مرت كنت كل يوم بحس بفزع أكتر من الأول، وصدق اللي قال "المحاكم حبالها طويلة أوي" 
مكنتش بلاحظ حاجة غير حاجات غريبة من جدتي، زي أنها في أي مُشكلة بتحصل بلاقيها بتتصل بـ آدم! 
وبتحكي معاه، حسيت أنه حمايتها من الدنيا الشريرة دي.
كل ده ومش عارفة أحس ناحيته أنه شخص كويس ويستحق أنه ياخد فرصة تانية مني؟ 
لا فرصة أولى أنا حكمت عليه بزنب أبويا، وخليت الفرصة الأولى تبقى ليه هو وسحبت منه كل الفرص اللي لسة حتى ماأتدلهوش رُبعها.

بس بدأت أعمل زيها تلقائي لما كنا بنقع في مشكلة القيها بتقولي كلميه! 
"- كلميه وشوفي ممكن نعمل أية"
وحسيت وقتها أنه فعلًا شخص تاني غير اللي كُنت متخيلها أو غير اللي كنت رسمها لية.





في وسط كلامنا قاطعني في كلامي وسألني.
= جميلة.
رديت عليه.
_ أية الخضة دي! 
= أنتِ رفضاني لية! 

حسيت قلبي وقتها وقع في رجلي من الخضة، خضة صوته وهو بيسألني وخضة قلبي ودقته لما معرفتش أرُد عليه.
خدت نفس بكل هدوء وجمعت قوتي وحاولت أتمالك نفسي.
_ علشان مش ذنبك! 
رد بنفس هدوءه اللي أتعودت عليه.
= مش ذنبي أية؟
_ مش ذنبك تصلح حاجة أنت مبوظتهاش! 
وكأني حسيت بإبتسامتة.
= تقولي أية في قلبي اللي رايد ؟ 

إبتسمت، سمعت صوت الباب بيخبط.

_ دقيقة خليك معايا.

روحت عند الباب، فتحت لقيت راجل واقف قصادي وبيبُص ليا بشغف.
سمعت صوت جدتي وهي جاية
"- مين يا جميلة!" 
مردتش عليها وكنت براقف نظراته ليا.




وصلت عند الباب تشوف مين معايا، بصت عليه وردت بخضة.
"- أنت!!" 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-