رواية عشقت الشيطان
الفصل الثالث عشر13
بقلم نور سعيد
سراج بعد أن انتهت المكالمة :يعني اهرب من الام تطلعلي بنتها ربنا على المفتري، ثم عاد إلى عمله
في قصر القناوي كان الجد يقف امام فريق الخدم مستندا على عصاه
القناوي :بكرة هتكون حفلة استقبال عيلة بنتي، فخضروها منيح، ثم تابع بتحذير :وياويلكم لو لقيت أي خطئ، خلال حديثه كانت ماسة نزلت من غرفتها كانت ترتدي بدلة نسائية باللون الأبيض مع كعب عال احمر و حقيبة من نفس اللون ولم تنسى ارتداء نظاراتها السوداء
ماسة وهي ترى الخدم بدأو تزيين البيت :شو المناسبة
الجد ببشاشة :عامل حفلة ترحيب فيكم
ماسة :اه اصلنا الصفقة لي قعدت سنين بتحاول تربحها
الجد مجاريا اياها :وربحتها بالاخير
ماسة :انت غلطان انت ماربحتش الصفقة بمجهودك نحنا لي وافقنا
الجد :بس النتيجة وحدة
ماسة :طبعا لا لو ربحت كنا هنكون هنا بسبب رغبتك و ماهنطلعش الا بسببها بس هلأ الجية بارادتي و الروحة كمان، ثم غادرت البيت
الجد في نفسه :انا اتكبرت طيلة حياتي و ربحت صفقات ما بتنعدش بس هلأ لو مربحتكيش يستحيل كون محمد القناوي
عند ماسة صعدت إلى سيارتها لتقودها بسرعة باتجاه الحضانة حيث تدرس روان، ترجلت من سيارتها بعد وصولها لتدخل كانت الحضانة تحتفي ببداية الموسم الدراسي لذا كانت تعج بالناس أولياء أمور وعائلاتهم، توجهت إليها الأنظار بين الإعجاب من جمالها الفاتن و استغراب من حضورها الحفل
ذهبت ماسة إلى أحد أركان الساحة لتجد روان تجلس منكمشة على نفسها بفستنها الأصفر الواسع فكانت كالاميرة الصغيرة بحق، اخذت ماسة احد الكراسي لتضعه امام روان ثم جلست عليه، فكانت تعطي بظهرها للحضور، انتبهت ماسة إلى انخفاض صوت الموسيقى و هدوء المكان فلاحظت من نظاراتها توجه أنظار الجميع إليهم، لتشير إلى أحد العاملين كي يقترب
ماسة :قول لحضوركم ينتبهو للحفل و يبعدوا عنا
فذهب العامل إلى أحد الميكرفونات ليقول
العامل :من فضلكم ركزوا مع الحفل
فارتفعت أصوات الموسيقى و عاد الجميع إلى حديثه بإستثناء بعض الشباب
الشاب الأول و يدعى مصطفى:يابني هو في كدة
لؤي :دي صاروخ
مصطفى:بس هي متزوجة
لؤي :يا حظو
عند ماسة و روان
حملتها ماسة على رجليها
ماسة بطفولية :بنوتي الحلوة مالها
روان وهي تذم شفتيها :اشتقت لماما و بابا
ماسة بحزن حاولت اخفائه:مو نحن تفقنا نكون قويين عشان ماما وبابا بيشوفونا من فوق ولو شافونا زعلانين هن كمان هيزعلوا ولا انت رايدة يزعلوا
روان بنفي :لا
ماسة :طيب يلا تعالي نستمتع شوية، ثم تابعت بمزاح :دا حتى الحفلة من فلوسي وانا مبحبش فلوسي تكون حاضرة وماستفدش منها
روان :اشطا يلا، لتذهبا إلى ساحة الرقص بعد أن طلبت ماسة من الديجي تشغيل اغنيةlove story
جلست ماسة على ركبتها ومدت يدها إلى روان لتلتقطها الأخرى بسعادة، انبهر الجمع من ادائهما، ليمر اليوم بسعادة على روان فرغم فقدانها والديها يوم ولادتها لم تحس يوما باليتم فماسة عوضتها عن حنان الأم و حماية الاب وكذلك أدهم و سراج كانا و نعم المساندين لها.
في فجر يوم جديد كانت ماسة في فراشها فاستيقظت من حلمها المزعج كعادتها تتصبب عرقا، دماء تتناثر حولها وهي تحمل رضيعة صغيرة بين ذراعيها، توضأت ثم ادت فرضها لترتدي ثياب الرياضة خاصتها ثم وضعت سماعتها لتغادر القصر، مرت اربع ساعات عادت بعدها ماسة لتستعد لبدأ يوم جديد مليئ بالمفاجأت على طاولة الإفطار كانت العائلة مجتمعة وروان كما اعتادت منذ قدومها تجلس بالقرب من سيف، جلست ماسة في مكانها، تحتسي قهوتها
ريهام :ماسة ليه كل ما بتاكلي معانا بتشربي قهوة او عصاير بس ليكون الاكل مو عذوقك
ماسة :لا يا ستي الموضوع ان المشروبات ممكن اعرف معمولة من ايه واقدر اعرف امتا انحط فيها شيء مو منيح على عكس الاكل
انصدم الجميع من ردها
سيف بغضب :ماتحترمي نفسك شوي من يوم ما جيتي وانت عم تهيني فاهلك
ماسة ببرود :والله يا حضرت الرائد انا محترمة غصبا عنك وعن عيلتك و انا بعمل يلي يناسبني والإهانة بيحس بيها يلي عاملها لو انت شايف نفسك متهان فده يعني أنك حاطط شيء بالأكل
أسماء بتحذير :ماسة
نظرت لها بنظرة خالية
الجد :وقفوا المسخرة دي ما لاحظتوش إننا قاعدين معاكم
سيف :اسف يا جدي
غادرت ماسة البيت وذهبت إلى المستشفى لزيارة فيروز
بعد وصولها أثار انتباهها طفل صغير يبكي في زاوية قرب إحدى غرف العناية لتذهب اليه
جلست القرفصاء بجانبه
ماسة بنبرة حزينة :ماهتفرحش لما تشوفك زعلان
رفع الطفل عيونه المتلئلئة اليه :بس هي نايمة كيف هتعرف
ماسة :الملاك تبعها بيراقبك هيخبرها
ليمسح الطفل دموعه بيديه الصغيرة :اهو معتش ببكي
ماسة :هي فرحانة هلأ
اقبل عليهم الطبيب
ماسة بتساؤل :مالها المريضة دي
عندها فشل الكبد و محتاجة الزراعة هلأ بس مفيش من عينتها وحالتها متأخرة
ماسة :ممكن اعرف زمرتها
الطبيب :oسلبي
ماسة :تمام انا هتبرعلها و مصاريف العملية على حسابي
الطبيب :يلا
مرت ثمان ساعات كانت فيهم ماسة تحت التخدير
استعادة وعيها لتجد نفسها في غرفة عادية و على السرير الآخر كان ذلك الطفل ينام معانقا يد والدته المحاطة بالأجهزة تحاملت على نفسها لتقوم من السرير و ترتدي ثيابها بمشقة الأنفس ثم غادرت إلى الاستقبال
ماسة :بدي ادفع مصاريف المريضة غرفة 567
الموظفة :طبعا اتفضلي حضرتك هنا
لتدخل بطاقتها فتم سحب المبلغ المطلوب
الدكتور الذي أجرى العمليه :انت ليه قمتي من سريرك الخطر لسا محاوطك
ماسة :معلش ماقدرش اضل بالمستشفى اكثر من هيك
الطبيب :الليلة دي بس على الاقل انت كثير ضعيفة
ماسة :لو سمحت إذا كان في التزام اوقعوا عشان ماني فاضية
الدكتور :اتفضلي وقعي هنا، وقعت ماسة على الالتزام ليقول :هي الرسالة اداكي ياها الطفل لي كان بالغرفة
اخذت ماسة الظرف، لتخرج من المستشفى واصعد سيارتها فلمحت العنوان "إلى ملاكي المنقذ"