أخر الاخبار

رواية حب تحت الصراع الفصل الاول1بقلم حبيبه محمد



رواية حب تحت الصراع
 الفصل الاول1
بقلم حبيبه محمد






اتًيٍـتنَيُ كـَقًطُرهَ غْٕيٌثَ أحـٰيتً قلُبًيَ ،كـًغٌيَمُهٓ ظَـللتٰٓنَيٌ،كـٌَوُردّهً احيَتنٌـٰي،كلـَعبٓه افَـرُحْتٔنٌي،عَلقٌ قلَبٌيٰ بكَ،طاُلٌ إنتًظاَر قـلبُيً لّك،منَٓحتٰنٍيِ عيَنٰك فرأٓيتٓ العْاًلِم منْ خلاَلًهٰاٰ،احٓببّتٌك بَدٰونٓ شوُٓائٓبَ،احٓبَبتَك تحُتٍ صرٍٰاِع،وَكـأنٓكُ نُـطٌفـه خُـلْـقَتٓ فٓـيَ بٰاٰطـنُ دُنـيـاي.

_شــمــسـ.

__________________________________________

إنـه الخـامـس عـشـر مـن آيـلـول ،الـحـاديـه عـشـر والـربـع مـسـاءًا، لـيـلـه هـادئـه فـالأجـواء لا تـنـم عـلـي بـدايـه مـقـبـلـه لـفـصـل الخريف الذي بدأت ساعته تتوالى في الفناء ،تهتز أوراق الشجر في خفه عِندما تمر نسمات الهواء العليله، فتداعبها فتسقط بعضها ،ويبقي بعضها متشبساً بغلف الغصن يخشي السقوط،بزغ القمر كقبله في ثغر الليل الدامس سواده بالناحيه الشرقيه من سماء الخالق فتلونت السماء بذلك اللون الأبيض الهادئ وتراصت النجوم ككواكب تدور حول القمر في فلك لا تحيد عن مسارها.

كان سكون الليل شديد لا يتخلله سوا بعض الطرقات فوق ذلك الرصيف الحجري والذي تنظمت رصوصه قطعه تلو الأخرى في إنتظام،كانت عصاها المعدنيه تتحسس الطرق التي تسير عليها وقد بدأ القلق والإضطراب يتسللا إلى داخل قلبها وعينيها التي تُشبهان شعاع الشمس المنطفئ تزوغ في الأرجاء بلا سَبيل ،فهيا تعلم علم اليقين إنها قد ابتعدت عن منزلها ،لقد ضلت الطريق كما لم تضله سابقاً نواح الكلاب وهزيل القطط يرعب فؤادها الصغير فأخذت تصبر نفسها بأن هناك رب لن يغفل عنها فكما رعاها سابقاً ألن يرعاها الأن!!
ولكن شعورها بأنها في حاجه الى حاستها الأولى يجعلها تشعر بالعجز!.
هـيا تـسير في طـريق لا تـراه ولا تـبصره ،تسـير في درب لـا تـعلم له نـهايه.

راقبتها أعين القطط الخضراء في أسى وهيا تسير في تخبط فـ كادت تسقط مائه مره ولكنها كانت تتماسك مسرعه وتسرع في خِطاها والآن فقط قد بدأت تلعن عجزها ، الأن فقط تمنت لو لم يذهب بصرها يوماً!.
الآن علمت معنى أن تزول نعمه أمنها الخالق عليك فجأه!.
الآن فقط علمت معنى أن تكون كفيف تُصارع ظُلمات الليل وحدك انت وعصى معدنيه صغيره.

جلدت نفسها بـ كرابك الندم على هبوطها من منزلها في تلك الساعه المتأخره وبالرغم من كم التحذيرات الذي أملته صديقتها "ريـحـان" فوق صُم أذنيها ولكن عقلها العنيد رفض الأنصياع واجبر علي النزول في ذلك الوقت ،وكأنه يؤمن أن هناك ميلاد لقلبها ينتظرها لكي يسجل .
أو ربما كان يعلم بأن القدر ينسج حكايته بين الأسطر الأن.

فـ هيا لن تستسلم أن تكُ جاريه للظلام، ذلك الظلام الذي اتخذا من شمسها عتمه ،ذلك الظلام الذي بدأ يحتضن حياتها ،هيا ليست جاريه له قط ولن تستسلم، بقي زمن لن يزول حتي ترفع علم إستسلامها لذلك الظلام بقي وقت لن تخضع به الي الظلام قط فإن كان هو الظلام ،فهيا الشمس التي لا تطفأ ،يزداد توهجها لا يقل ،فهل سيخضع هو أن يكن جارياً لنورها!.
أم ستكن هيا جاريه لـعبودية ظلامه؟.

سياره آتيه من الأفاق قد ارتفع بداخلها صوت الأغاني وصراخ الشباب ،لم تكُ تعلم أنها تسير في منتصف الطريق فتوترت وهيا تستمع الي صوت "كلاكس"السياره وانتابت الحيره قلبها هل تسير في منتصف الشارع!
إلي اي قدر ساقت قدميها إليه!.

قدمت السياره في سرعه تدل على أن من يقودها سائق سكير فأرتدت الي الخلف بخوف من بطشه ولكنها سقطت أرضاً فأخرج أحد الشباب رأسه من زجاج النافذه وقام بإلقاء سباب غاضب فوق مسمعها ،ضربت بكف يدها الأرض التي سقطت عليها بكل عجز وقد تسلل الدمع واخذ ينجرف من بين حدقتها ،ضعفها وقله حيلتها الآن يجعلا مِنها روح هشه، هشه كما لم تكن من قبل ،تساقطت الدموع من عينيها وذلك حينما شعرت بأن قدمها قد تعرضت للإلتواء فلن تقدر علي السير الان قد وقد أضحت عصاها قطع مبتوره تتناثر من حولها.
وجبينها ينزف اثر ذلك الخدش حين إصتدامها أرضاً.
وقلبها يتقلب على جُنابات الألم.

إرتفع صوت رنين هاتفها الذي سقط من جَيب الجاكت الخاص بها فأخذت تتحسس بيديها الأرض وهيا تحاول البحث عنه وقد بلغ الأمل من قلبها زروته فـ خشت أن يكف عن الرنين وتفقد أملها الاخير في العوده الى منزلها الحبيب وتعتكف بين جُدرانه.

_يا يـعقوب إسمعني الورشه أنا خلاص أشترتها وهدفع فلوسها بكره يعني الموضوع خلصان.

يحاول تثبيت هاتفه الصغير على أذنه وهو يحمل في كلتا يديه اكياس تسوق عديده وقد كان بعضها ينزلق من بين يديه وبعضها الآخر يحسن الإحكام عليها وذلك قد جعله في حاله مُبعثره فـ الهاتف يكاد يسقط لمرات عديده والاكياس تسقط من بين يديه زفر أنفاسه في ضيق وهو ينظر إلى الشوراع التي تداخلت في بعضها فهو جديد في تلك المنطقه لم يمض على تواجده هنا أكثر من خمس إيام ولكنه لم يُحسن بعد حفظ الطُرقات فـ خرج صوته في ضيق وهو يحاول قطع حديثه مع صديقه المتطفل:

_يـعقوب اقفل دلوقت عشان لو شوفتك قدامي هخبطك بكيس التفاح اللي مش عارف امسكه ده.

ولم يكن ينتظر هو أن يغلق صديقه او أن ينهي هو المكالمه بطريقته فوضع القدر لمسته بـ كل سعاده ،فقد تعثر سريعاً في شئ ساقطاً على الأرض لتنطلق منه آه متأوهه ولكنه استوعب بعد مرور ثلاث وثلاثون ثانيه أن ما تعثر به لم تكن حِجاره أو جذع شجره قطعها الماره لأعاقة الطريق بل كان جسداً متكوراً أرضاً وهذا ما أيقنه حين استمع إلى صوت صراخها المتألم.

سقط على وجهه دون أن يدرك كيف سقط ولكنه تعثر كما لم يتعثر من قبل فسقطت الحقائب التي كان يحملها وامتلئ الشارع بحبات عديده من "التفاح"و"البرتقال"وأنفرطت كومة"الجرجير" أرضاً.

_اااااه رجـــلــي.

شَق صوتها سكون الليل وقطع حفيف الأشجار وصوت فحيح الرياح مما جعله يعتدل متجاهلاً كف يده الذي نزف اثر سقوطه المباغت الذي أدى إلى إحتكاك كف يده بالأرض مُعتدلاً بنصف جسده مصدراً تأوه بسيط لتقع عينيه على تلك التي تكورت أرضاً ولا يصدر منها سوا أنينيها نظر في آسى شديد إلى حبيبات الفاكهه التي تناثرت حوله قبل أن يقترب صوبها بترقب وهاتفاً بحذر وقد شعر بالغرابه من وجود جسد متكوراً على طريق مرور السيارات بتلك الطريقه الفجه:

_إنتي كويسه!.

وكانت إجابتها هيا إلتفاتها إلى مصدر الصوت بعدما فقدت الأمل في العثور على هاتفها وقد تناثرت الدموع فوق وجنتيها صُعق وهو ينظر إلى تلك الفتاه التي....التي كانت تُشبه "النداهه" في جمالها الآخذ تلك الأسطوره التي استمع لها ملياً من أفواه الفلاحين بـقريته والذين اخذن يتحدثن عن جمالها الشديد والذي يقم بسحرك بعد سماعك لصوتها الغناء أبتلع ما في جوفه في قلق وقد أنتاب قلبه القليل من الذعر فإن لم تكن نداهه فما الذي تفعله فتاه مثلها في منتصف الليل!.
إن لم تكن نداهه فلما ظهرت له هو دوناً عن الاخرين في ذلك الوقت!.
هو ليس غني، لقد علم أن النداهه تاره تظهر للأغنياء فـ بالله كيف يكون غنياً وقد أخذ يُفاصل في سعر حُزمة "الجرجير" التي سقطت أرضاً حتى اشتراها بجنيه واحد ونصف!.

_في حد هنا!.

هتفت بها في صوت خافت وخائف وقد بدأ امل زائف يتسلل صوب قلبها من وجود أحدهم وإنقاذه لها تحمحم هو حتى يظهر صوته خشنناً ولا يظهر توتره ورعبه منها كونها "نداهه" :

_لا مفيش حد هنا.

لعن غبائه الف مره فإن لم يكن أحد موجود ما هو صدا الصوت الذي نطق إذا!.
مهلا وإن كانت هيا نداهه جميله حسناء يبدو عليها البكاء فِلما تنظر في أثره ولا تراه!.
لما عينيها تحيدان عنه وتنظران إلى شئ ما خلفه!.
نظر خلفه خِلسه ولكنه لم يرا شئ سوا سراب من الهواء ونسيم بارد جعل اردافه ترتجف.

_عشان خاطري ساعدني اروح.

كان رجائها يحمل الإنكسار والعديد من الخوف تقدم مِنها كونه أدرك أنهت ليست بـ النداهه بل هيا حَسناء جميله كفيفه خـرجت من إحدى الروايات لتتجسد أمامه في سندريلا بعد منتصف الليل.

_إنتي بتعملي إيه في الشارع في الوقت ده!.

هتف بها وهو يقف على قدميه ويتقدم صوبها حين لاحظ إعتدالها في جلستها فـ لمح جبينها الذي ينزف والذي شوه تلك اللوحه الفنيه الجميله التي لأول مره يراها.

عيني بلون الشمس المُشرقه عُكس لونها له أثر أضاءة الاعمده من حوله الحرير الذي ينساب من رأسها فوق كتفيها المتهدجين ووجهها الذي لا يختلف كثيرا عن لون البَدر الذي يُنير الأركان مد كف يدها إليها ولكن وجدها كما وجدها ،تُحدق في الفراغ الذي يحول خلفه لا يعلم لما شَعر بالألم يغزو قلبه والشفقه ترتسم فوق وجهه .

أمسك بذراعها برفق ليساعدها على الوقوف فأستمع إلى صوت أنينها فنظر إلى كاحلها فلمح ذلك الإلتواء الحادث به فنظر صوبها وهيا لا تنظر صوبه وهتف بصوت هادئ:

_هتقدري تمشي ولا لا!.

_هقدر.

هتفت بها وهيا تتحامل على نفسها وترفض البوح بألمها الذي يكاد يمزق قلبها ليساعدها في السير في بضع خطى متعثره لتشعر هيا بإصتدام كاحلها في شئ فهتفت في ترقب :

_انا خبطت في إيه!.

نظر صوب مقصدها فوجدها بُرتقاله هاربه من كيس التسوق فهتف في آسى:

_ده كيلو البرتقال بتاعي وقع مني .

شهقت بحزن وهيا تشعر بنبرته الحزينه مردفه:

_يا خبر هو انت اللي خبطت فيا!.

هز رأسه بتأكيد لحديثها ولم يكن يعلم أنها لا تستطيع رؤيته تمسكت بكف يده الذي يُمسك بذراعها وهتفت برقه وحنو:

_انا اسفه هخلي ريحان تجيب ليك كيلو تاني مكانه.

ابتسامه خافته ارتسمت فوق ثغره ولا يشعر لما شعر بشئ غريب يزهر بداخله اثر لمسها لكف يده ولكنها لطيفه جميله وحسناء ولكنها ليست بـ نداهه تقم بخطف الرجال وقتلهم ،بل هيا نداهه كفيفه تجعله ينظر لها دون أن يشعر.

حين يضع القدر خِطته في لقاء لا تمنعه الصراعات، ولا تمنعه العتمه التي تسجنك بداخلها، لا شئ يمنع القدر من أن يسطو ما يريده، لاشئ يجعله يتوقف.

وإن كان هو يشعر ولو قليل بالحزن لـ فقدانه اخر ما كان يملكه من مال أشترى به أكثر فاكهه قريبه إلى قلبه ولكنه يشعر بأنه سعيد الأن كونه يسير إلى ما هو اجمل من حبات التفاح الحمراء وارق من قشر البرتقال السميك وانعم من حزمة الجرجير ذات الجنيه ونصف.
هو يسير إلى جنابات هدية القدر ولا يعلم ذلك.

سارا كلاهما إلى جانب بعضهما البعض هيا تتعثر في خطاها وهو يقم بإسنادها ولا يعلم وجهته ولا هيا تعلم وجهتها كلاهما لا يعلمان الطريق الصحيح يسيرون في طريق لا يعلمان إلى أين قد يصل بهما هو لا يعلم إن كان يسير صحيحاً ام لا وهيا لا تعلم ما هو الطريق الذي تسلكه ولكنها تسير بلا خوف.
لا تخف من أن تسلك طريق لا تعرفه.
وهو لا يخاف من أن يسلك طريق غير طريقه فإن كانت الطرق جميعها تؤدي إلى تلك النداهه الكفيفه الجميله لا مانع في أن يسكلها!.
ولكن لِما يشعر بأن لقائهم ليس عادي!.
أم هيا مكيده!.
مكيده يقم بها القدر للإيقاع بهم!.

إنارة العمود البيضاء ونسيم الهواء البارد وشجين الأشجار الهادئ كانا يشهدان على ميلاد شئ جديد فـ وقف القدر إلى جوار الحياه ينظر إليها من طرف عينيه نظرات خاطفه وكأنه يخبرها بأنه قادر عليها ،يخبرها أنه اقوى مِنها فإن كانت هيا ظالمه، عاتيه، قاسيه، فهو هُنا يقف يـمسك بكف يديه سُن قلم ويقم بنسج حكايات لن تستطيع هيا محوها، هو القدر سوف يقوم بتغير ما تريده الحياه بينما كانت الحياه تنظر إلى كلاهما وهما يسيران أسفل عينيها وهيا تشعر بالغضب ليس لأن القدر يتمرد عليها ،بل لأنها ترا على القبيل الأخر يقف الحُب يلوح إليها بكف يده وهو يبتسم بغموض وكأنه يخبرها أنه ليس القدر وحده من يتمرد بل هو إيضاً يتمرد وسوف يغير ما تريده، وسوف يساعد القدر في ما يكتبه.

فوقفت الحياه ووقف القدر وقابلهما الحب ثلاثتهم يراقبون لأول مره إلتقاء الليل والشمس في ليله ذات ملامح داكنه وكأنها هما الآخران يتمردان على جميع قوانين الطبيعه، فها هو الليل الدامس يكن عكازاً للشمس الخافته ويسيرا كلاهما في طريق واحد ولا يهمها شئ.

_مقولتليش إيه اللي ممكن ينزلك في وقت زي ده!.

هتف بها "لَيل" في نبره خافته شاعراً بالقليل من الحرج كونه يتدخل في شئ لا يعينه بينما نظرت "شَـمس" إلى اللاشيء وهتفت بنبره هادئه:

_كنت فاكره إني هعرف امشي في الطريق لوحدي وان مش الضلمه الي هتمنعني بس طلعت غلط وطلع إن مش كوني شمس إن ده معناه أن الدنيا هتبقى نور في عيني.

شَعر بالحزن لأجلها رغم أنها كانت هادئه في حديثها وبأمرها كانت راضيه فهتف وهو يحك رأسه في خجل:

_أنا مش قصدي ازعلك على فكره أسف.

ابتسم في رفق وقالت وهيا تربت فوق كفه القوي الذي يمسك بها:

_انت مقولتش حاجه غلط عشان تعتذر بعدين عادي انا اتعودت.

_هو انتي مش بتشوفي من زمان!.

بعفوية قام بالحديث والجهر بتلك الكلمات ليشهق وقد استمعت أذنيه لما قاله وقبل أن يتحدث ويعتذر مجدداً اتاه صوتها الرقيق مثلها لتمنع عنه الحرج:

_بقالي تلات سنين.

_معقول؟.

هتفت بها وهو لا يستوعب أن فتاه مثلها في ريعان شبابها قد تفقد بصرها منذ تلك المده الطويله لتهتف شــمس في هدوء ينافي إستنكاره:

_معقول إيه؟

_مكنتش اتوقع المده دي كلها!.

_قضاء ربنا ونصيب كتبه ليا وانا مملكش غير إني اصبر واحتسب اجري عنده.

نظر صوبها وكأنه يقوم بحفر تفاصيل وجهها الرقيق بداخله ولا يعلم لما كُلما نظر لها لا يتلافى عقله سوا صوت عَمه وهو يَحكي له ذات مره مغامره من مغامراته الكاذبه ولكنها كانت حقاً شيقه وهو يقول:






(وفي مره وانا مروح متأخر من شغلي طلعت عليا واحده كانت تقول للقمر قوم وانا أقعد مكانك شعرها كان لون سواد الليل ووشها كان البدر في عز إكتماله وعيونها،آه يا لَيل أنا اصلا مدوبنيش فيها وقتها غير عيونها ووقعت في سحرهم، صوتها وهيا بتنده عليا سرقني ومشيت وراها زي الموهوم كانت أول واخر مره اشوف واحده في جمالها لكن اللي فوقني وقتها ضربة ابوك فوق راسي وهو بيقولي فوق انت رايح فين! بصيت قدامي ومشوفتش غير الليل وضلمته، عيونها اختفت وطيفها سرح وعرفت وقتها إن دي النداهه اللي قالي جدك عليها لكن انا مكنش عندي مشكله إني أموت على إيدها لو عينيها كانت أخر حاجه هشوفها).

وقع عمه في غرام تلك النداهه كما وقع الكثير لم يكن يدري أن كانت حكايته حقيقه ام مزعومه!. 
ولكن عقله الذي سرق منه منذ تلك اللحظه وقلبه الذي لاح خلف طيفها أخبراه أن تلك المره عمه لا يكذب وأنه وقع في حُب إمرأه لا تظهر لأحد مرتان.

تنهد وهو يشعر بأن هوادجه تنهار ليأتيه صوتها الهادئ والإبتسامة التي لم تختفى من فوق شفتيها:

_هو انت عارف احنا رايحين فين ولا ماشي بيا وخلاص!.

_هتصدقيني لو قولتلك اه مش عارف!.

_بركه يبقى أحنا الأتنين تايهين.

ضحك "لَيل" على كلماتها التي خرجت في نبره مرحه وكذلك شاركته "شَمس" الضحك بقلب يشكره على إنقاذها من ظُلماتها وظُلمات الليل.

اخذت نفساً طويلاً وهتفت وهيا تستدير ناحية وجهه الذي لا تراه ولكنها تشعر به وهو يقبع على يمينها لتهتف بهدوء:

_شكرا انك ساعدتني متعرفش انا كنت خايفه قد إيه.

لو كانت ترا لأبصرت عينيها ذلك الحرج الذي ارتسم فوق وجهه فرفع كف يده الأخر وقام بحك جنابة أنفه في حركه تدل على توتره:

_مش خساره يعني كيس التفاح والبرتقال اللي وقعوا.

ضحكت على حديثه ضحكه هادئه جعلت جُنابات الليل الذي كان يشعر بها تنقشع ويُطل عليها ذلك الشعاع القادم من الشمس ليهتف محدثاً نفسه:

_عمي كان عنده حق لما قال إنه ممكن يموت على إيد النداهه لو كانت هيا اخر حد هيشوفه.

_أنت جديد في المنطقه هنا بقى!.

هتفت بها في صوت متهدج هادئ فهتف بعفويه:

_يعني بقالي خمس أيام هنا جاي اشتغل بس باين كده مفيهاش شغل.

عكصت حاجبيها في تعجب وهتفت :

_ليه بتقول كده!.

ابتسم وهز كتفيه بمرح وهو يقول:

_ما هو احنا لو محدش روحنا انا مش هشتغل وانتي مش هتروحي.

ضحكت مجدداً وهيا لا تصدق أمر تلك الصدفه التي قد جمعت كلاهما ، صدفه جمعت أثنان لا يعلمان طريقهم، يسيران غير عابئان ،تتشابه مصائرهم وتختلف مخاوفهم، لا تعلم لِما ارتاح قلبها له هيا لم تختلط بأحد بتاتاً مُنذ تلك الحادثه التي افقدتها عينيها وحينما قررت الخروج من دائرة الظلام إصتدمت به، إصتدمت في ليل من نوع اخر ،ليل مُنير، ليل ينتظر إشارقتها، ليل يُدرك حاجتها إليه.

لتقفز الصدفه بين القدر والحياه والحب وتتغنى في وقفتها وكأنها تخبرهم أن وحدهم من ليس لهم دور في ذلك اللقاء الغريب ،لقاء تحت صراع الليل، لقاء جمع كفيفه لا تعلم طريقها بليل لا يدرك مصيره.

_بـمناسبه التوهه الي احنا فيها دي بقى إسمك إيه!.

ابتسمت في خفوت وقد شعرت بالتعب اثر سيرهم لمسافه طويله دون أن تلوح حدود حيهم لهم بالآفاق:

_شمس.

رمش بعينيه بضع مرات وهو ينظر لها شــمس ،لأول مره يرا شمس من ذلك النوع ،شمس مطفئه ولكنها تنير ،تُشرق ولكنها لا تظهر ،شمس تراها عينيك ولكن لا تشعر بها، لأول مره يرا شمساً تشبه الشمس ولا تُشبهها.

_ممكن نقف شويه رجلي وجعتني.

توقف وقد شعر بأنه غبي كونه لم يدرك أن كاحلها قد ألمها لينظر إلى جبينها الذي توقف جرحه عن النزيف ليهتف وهو يسندها حتى أجلسها على رصيف الشارع مردفاً:

_وأنا ليل.

تذوقت إسمه وهيا تردده فوق شفتيها لتبتسم وقد إمتدت بجذعها الى الامام تُدلك قدمها:

_ليل!.
اول مره اسمع الاسم ده لراجل.

ابتسم "ليل" وهو يجلس إلى جُنابتها متحدثاً بنبره حزينه:

_اصل امي اللي يرحمها ولدتني في عز سواد الليل كانت هيا ووالدي مسافرين والعربيه عطلت بيهم في نص الطريق وساعتها الطلق فاجئ امي وولدتني في نص الطريق وفي عز الليل وقتها عمي اقترح على ابويا يسميني ليل عشان يفضل فاكر يوم ولادتي الغريبه دي طول عمره.

كانت على وشك الحديث ولكن اهتزاز الهاتف في جيبها جعلها في حالة تبعثر فهيا بعدما عثرت على هاتفها لم تستطع أن تُجيب على المتصل فقد اغلق نظر "ليل" لها والى حالتها المبعثره وهيا تحاول الوصول إلى هاتفها حتى أخرجته وامسكته بكف يدها وهتفت وهيا تشعر بالعجز:

_شوف مين بيتصل معلش!.

العجز.
لم تكن تريد يوماً أن تشعر بتلك المشاعر ولكنها تُباغتها كل مره لم يرد أن يشعرها بالألم فمد كف يده في رفق فوجده ينير برقم لـ صديقتها "ريــحان" ضرب الاسم عقله قليلاً ولكنه اسرع في الاجابه ليأتيه صوت صارخ ناري وغاضب :

_انتي فين يا شـــمــس! 
انا بقالي ساعه بلف الشوارع وبدور عليكي انتي بتعملي فيا كده ليه! عاوزه تموتيني في يوم وانا خايفه عليكي.

شعرت بغصه تملئ حلقها وهيا تستمع إلى صوت صارخ "ريحان" بها لتغلق عينيها وتهتف بحزن:

_وهو انتي هتفضلي شايله همي يا ريحان طول العمر ما انتي بكره هتتجوزي وهتنسيني وانا هيبقى لازم اعتمد على نفسي واتعود انك مش هتبقى موجوده!.

صرخت" ريحان" من جديد بغضب وهيا تضرب بكفي يديها بغضب على مقود السياره وهيا تسب وتلعن في تلك المتمرده اللعينه هاتفه:

_حالا يا شمس لو مقولتليش انتي فين مش هتعرفي هعمل فيكي ايه!.

شخصيه ناريه ،حادة الطباع ، ذكرته بإحداهم يعرفها ولكنه تغافل عن ذلك بمحض إرادته ليهتف في صوت هادئ قاطعا ذلك النقاش الحاد:

_انا كل اللي اعرفه أن احنا قدام سوبر ماركت أسمه العالميه غير كده مقدرش أفيدك في حاجه.

سقط قلبها خوفاً وهلعاً على صديقتها، واختها الصغيره، تلك الفتاه التي أصبحت مسؤوله عنها طيلة حياتها، شمس التي لا تعلم طريق غيرها، فهتفت بقلق بالغ:

_انت مين! وبتعمل ايه مع شمس!.

هتفت "شمس" تلك المره بنبره مطمئنه محاوله نزع خوف "ريحان":

_متقلقيش يا ريحان انا كويسه هخلي ليل يبعت ليكي اللوكيشن عشان تيجي تاخديني.

_والله ما حد هيموتني ناقصه عمر غيرك.

لم تمهلها"ريحان" وقت للإجابه فقد أغلقت الخط في وجهها وهيا تعيد تشغيل سيارتها القديمه الحمراء التي تُشبه الخرده ولكنها تبقى غاليه على قلبها فهيا إرثها الغالي من والدها الراحل.

بينما اخذت "شمس" تخبر "ليل" بكيفية فتح هاتفها وإرسال اللوكيشن إلى "ريحان" التي لن يمر عليها ذلك الأمر في سلام أبدا .

وضـع "ليل" كف يده في جـيبه وقام بإخراج منديل قـماشي يلاطف به جـرح "شــمس" لتتأوه في خِفه ولكن سرعان مازال آلمها واطمئنت هيا لإهتمامه بجرحها لتبتسم في خفوت وتهتف:

_شكرا يا ليل.

تبسم في رفق ومن ثم قام بوضع المنديل القماشي بين راحتي كفيها الصغيران مردفاً برفق:






_امسكيه وخليكي حاطاه على جرحك عشان ميتلوثش.

لـ يعم الصمت مره اخرى في الأرجاء ويرفع القدر سن قلمه متأملاً ما يحدث وعلى ثغره بسمه راضيه كُل الرضا عما يكتبه الأن عن لقاء عاصف يجمع بين الشمس والليل ،لقاء يُنافي قواعد الطبيعه، ويحطم الثوابت الحقيقيه، لقاء يجمع بين ما لا يمكن جمعه ، لقاء لا تتفق عليه الحياه.

فـ متى التقى الليل بـ الشمس ؟.

________________________________

كان عقلها يَنسُج أمام عينيها مئات من السيناريوهات التي من الممكن أن تكون قد حدثت فهيا تعلم علم اليقين أن "شَمس" لا تختلط بأحد سواها ولا تعرف احد سواها لقد تركت الحياه بما فيها وعليها اعتزلت الجميع بعد تلك الحادثه اللعينه التي سلبت عينيها وقلبها وروحها وافقدتها اغلى ما يمكن أن يملكه المرئ "الإبصار".

لا تعلم كيف مرت تلك الأعوام الـثـلاثه ولكنهما لم يمرا بهدوء ،ثلاث أعـــوام عصفا بحياة كِلتاهما ولكنها لم تتركها، امسكت بكفها وعبرت به إلى طريق الأمان، لم تكن تعلم معنى أن يفقد المرأ عينه سوا عندما رأت مآساة صديقتها حينها أدركت أن ما نراه نحن عادي لا يقدر ان يكن عادياً هكذا لهم، عندما فقدت شَـمس كُل شئ كانت هيا بجانبها شاركتها كل شئ ،والآن وبمجرد شعورها بأن هناك ما آصابها مِن مكروه يجعلها تجزع.

لاح طيف أحدهما يجلس على جانب الطريق لتسرع هيا بسيارتها البطيئه صوبهم فأخذت تحدث اصوات تدل على مدا قِدمها ولكن لا يهم المهم هو الاطمئنان على أختها.

انتصبت أذنيها وهيا تستمع إلى صوت دحرجه هيا تعلم هوايتها جيداً لتقف بغته غير مباليه لقدمها التي تؤلمها ليقف "ليل" في تعجب من حالتها ولكنه أيقن حالتها حينما لمح سياره صغيره حمراء تقترب من بعيد.

أوقفت "ريـحان" سيارتها العتيقه وهبطت منها سريعاً راكضه صوب "شمس" لتمسك بها بكلتا ذراعيها وهيا تتفحصها بقلق بالغ:

_انتي كويسه! حصل ليكي حاجه! ايه الجرح اللي في وشك ده! حصل إي!.

ولكن لم يكن جواب "شمس" سوا أنها احتضنت "ريحان" وقد شعرت أخيراً بأن أمانها قد عاد إليها مُجرد وجودها إلى جوارها جعلها تشعر بالإطمئنان والراحه وإن كانت لتنهار فـ لتنهار الأن في أحضان أمانها الوحيد في عالمها المليء بالصراعات، انتشلتها يدي "ريحان" التي احتضنتها كما تحتضن الام صِغارها وهيا تحمد الله على سلامتها .

مِنحه.
كانت "ريـحان" مِنحه عظيمه أعطاها القدر لـ شـمس فـ بعض الأصدقاء هم وطن لا نخشى أن نفقده ،مهما تغربت دُنيانا، وازدادت همومنا، وثقلت متاعبنا ،يكن إلى جوارك صديق يحمل الأمان والإطمئنان لا تخشى الإنهيار أمامه ،صديق يكن هو عضدك في الحياه ،فـ عِندما اخذت الحياه من شـمس نور عينيها أعطاها القدر صديقه كانت هيا عينيها، وكتفها، وعضدتها، وأمانها، لذلك فـ ريحان هيا المِنحه الوحيده التي أعطاها القدر لـ شمس حتى الأن.

كان يراقب ما يحدث بذهن مشوش فهو يعلم من تكون تلك الناريه ذات الطباع الحاده فمن تكون هيا سوا تلك المرأه التي على وشك إصابة صديقه بالجنون ولكن يبدو أنها لم تنتبه له بعد ولكنه ابتسم في رفق وهو يرا ذلك اللقاء الغريب من نوعه فـ لأول مره يشهد علاقه نقيه لا تشوبها شائبه تجمع بين صديقتان .

ابتعدت "ريـحان" عن "شـمس" لتتعلق عينيها بـ "ليل" الذي كان يطالعهم ببسمه هادئه لتهتف بعدم تصديق وهيا تنظر له:

_لــيـل!.

_إنتي تعرفيه!.

هتفت بها شـمس سريعاً في تعجب لتهز ريـحان رأسها سريعاً مجيبه في سعاده:

_ليل يبقي صاحب يعقوب خطيبي قد إيه الدنيا صغيره فعلا.







_لـيل.

تذوقت شـمس مره ثانيه نغمة أسمه على أطراف شفتيها وهيا تشعر أن تلك الليله التي تبدو هادئه للبعض لن تمر مراً عادياً لا على حياتها أو على قلبها!.

وبعد لقاء وحديث دام بين ثلاثتهم جمعت السياره الحمراء جميعهم بداخلها منطلقه بهم صوب حي "الإبراهيميه" الذي يسكن به ثلاثتهم وقد علم "ليل" الآن أن تلك الورشه التي اشتراها تُجاور العماره التي تقطن بها "شمس" والتي تكون أيضا نفس العماره التي انتقل لها حديثاً.

صُدفه أخرى جعلت الحياه تنقشع ملامحها الغير بريئه بالمره وهيا تشعر أن كل شيء يحدث عكس مُخطاطتها فألتفتت صارخه في وجه الصدفه وأنه يكفي ما تحدثه من تُراهات ولكن لم تُجب عليها الصدفه سوا أن ذلك من عمل القدر وأنها ليست سوا يد تجمع لا تفرق، وتحيي لا تُميت، وإن كانت هيا تحاول دس سُمها في حياة من لا يؤذيها فهيا والقدر والحب يقفان ضِدها ولن يمتنعا أن يكنَ سبب في سعادة أحدهم .

توقفت سيارة "ريـحان" أخيرا بعد محاولات عاتيه في السير أمام عِمارتهم التي بالرغم من قدمها ولكنها كانت مميزه بلونها الازرق الغامق أسندت "ريحان" "شمس" وشرعت في مساعدتها على الهبوط وملامح الحزن ترتسم على وجهها وهيا ترا قدمي صديقتها التي لُف عليها الشاش بعد أن ذهبا لإحدى الصيدليات للكشف عليها لا تستطيع الوقوف عليها بسهوله كان يراقبهم "ليل" بعيني مُبهمه فلاحظ أنينها الذي تحاول أن تَدسه بداخلها ليقترب ويقف إلى جوارها وينظر إلى "ريحان":

_انا ممكن اشيلها اطلعها لحد الشقه لو مش هتعرف تطلع السلم.

اعترضت "شمس" سريعاً وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل:

_تشيل مين لا لا انا هعرف اطلع لوحدي.

كتمت "ريحان" صوت ضحكاتها على توتر "شمس" وخجلها بينما لم يُبالي "ليل" بحديثها ليقترب ويدنو صوبها واضعاً يد أسفل قدمها وأخرى أسفل ظهرها وقام بحملها لتشهق "شمس" وهيا تشعر بروحها تُحلق بالهواء لتحاول الهبوط وهيا تدفع "ليل" عنها ليهتف "ليل" بمرح محاولا نزع التوتر عنها:







_يا ستي اعتبري الشياله دي حق كيس التفاح والبرتقال اللي وقعوا.

هدئت "شـمس" ولكن لم يهدأ قلبها وكيف يهدأ والحب هناك يقف يتابع ما يحدث في هدوء ويمسك بيده قوس الحب وسهم يستعد في الخروج وإصابة كلاهما بلوعة الحب .

تضارب قلبيهما أثر ذاك القرب الغريب وشعرا بأن هناك مكيده تحدث ،مكيده تحتم عليهم اللقاء والإقتراب .

_الله ينور عليك يا اسطا ليل نزلها هنا بقى.

الدور الثالث الشقه رقم سبعه اذا هيا تقطن أعلاه هكذا حدث نفسه وهو يعيدها إلى الأرض من جديد لتقترب "ريـحان" شاكره إيها قبل أن تندفع كِلتاهما إلى داخل شقتهم مغلقتان الباب في وجهه ليشعر بالغيظ يتهدج بداخل قلبه فـهل ذاك جزاته!.
يفقد فاكهته الغاليه ويغلق الباب في وجهه في يوم واحد!.
اه من تلك الدُنيا القاسيه.

نفض كفي يديه في غيظ لا مبرر له ولكن لم يكن يتوقع أن تكن تلك النداهه الحسناء فظه بتلك الطريقه.
حسنناً هيا نداهه فما الذي ينتظره منها سوا سرقت قلبه وعقله كما فعلت مع عمه المسكين.

يسيران في خفوت فاسندتها حتى اجلستها لتتلقى "ريحان" صفعه قاسيه على رأسها من "شمس "التي احسنت الاصابه فـ صرخت بها في حنق:

_مش عارفه تقوليله لا بدل ما هو شالني زي كيس الطحين كده!.

ضحكت" ريحان" على ملامح وجهها المتذمره لتهتف بمكر:

_إيه يا حلو يا ابو شعر سايح مكسوف ولا إيه!.

_لا وانا إيه اللي هيكسفني المره الجايه هقوله بوسه والنبي ،قال الشياله دي حق كيس التفاح والبرتقال ،بقى انا اتقارن بكيس التفاح والبرتقال!.

قهقهت ضحكات" ريحان" في قوه شاعره بحنق "شمس" يزداد والتي هتفت في غيظ وهيا تمد كف يدها تحاول الوصول إلى خصلاتها وتمزيقها:

_والله لو مسكتك يا ريحان هعمل من شعرك شعريه محمره.

توقفت "ريحان" عن الضحك وهيا تقترب صوب "شمس" وتحتضنها في حنو مقبله رأسها :

_بعد كده متعمليش فيا كده يا شمس!.
انتي مش عارفه انا حسيت بإيه وانا مش عارفه اوصل ليكي وكام سيناريو جه في دماغي يا ترا حصل ليكي ايه! ولا وصلتي فين! هتعرفي ترجعي ولا لا! ،انا عمري ما حسيت اني تايهه غير إنهارده يا شمس لما بس حسيت إني ممكن اخسرك للمره التانيه!.

تأثرت "شمس" بحديث "ريحان" وظهر ذلك في عينيها التي امتلئت بالدموع لتقم بضمها إليها بقوه وبدأت دموعها في السقوط:

_خايفه افضل طول عمري لوحدي يا ريحان! انتي مش هتفضل جنبي طول العمر هيجي يوم وهتمشي وانا هفضل لوحدي في ضلمتي انا بس انهارده حسيت قد إيه انا عاجزه ،انهارده بس حسيت اني من غيرك ومن غير عصايتي مش هعرف امشي خطوه وحده قدام!.

تألمت ريـحان كثيراً لتبتعد في هدوء وتمد كف يدها تجفف دموع شـمس الساقطه هاتفه بجديه:

_عمري ما هسيبك يا شمس عمري حتى لو هخلي يعقوب يخلل جنبي انا مش هتجوز ولا هسيبك وامشي غير لما اطمن عليكي الاول وقتها هدور على نفسي .








تمنت وقتها شـمس لو كانت ترا ملامح ريحان لمره اخيره تمنت لو تستطيع النظر صوب عينيها مُباشره ولكن ما ارادته لم يحدث لتخفض رأسها في خزي مردفه:

_هتوقفي حياتك عشاني!.

ابتسمت ريحان في حُب اخوي وهيا تحتضنها من جديد وتهتف بلا تردد: 

_واوقف عمري كله عشانك يا شمس انتي مش صحبتي انتي اختي وعزوتي في الدنيا دي وعمري كله فدا عمرك بس انتي تكوني كويسه وجنبي.

صديــقتي.
تلك التي صاحبتني في شدتي ،واشدت من قوتي وقت ضعفي، لثمت جرح اصبعي حينما كان كفيها ينزفان، احتضنت مخاوفي واحاطتني بأمانها، احبتني بلا مقابل، وبقيت إلى جواري دون إنتظار مني عطاء إليكي اشكرك، إليكي اخبرك أني احُبك وأن عمري بأكمله فدا عمرك، اخبرك أنك أنتي الكنز الوحيد الذي عثرت عليه في الحياه، صديقتي التي كانت عيني في أشد عتمتي أشكرك.

___________________________________________

وبين القدر والحياه والصُدفه والحـب قفزت الصراعات تنظر إليهم في سخريه تتعجب أنهم لم يضعونها في عين الإعتبار تلثمهم بعيني زائغه تتسأل كيف سوف ينتصروا اربعتهم عليها هيا هنا تقف.
تستعد.
تتأهب.
تُخبرهم أنهم لن يصلوا إلى ما يريدونه سوا بعد أن يتجاوزها.
هيا هنا الحكم الذي يُصفر أما أن يعلن عن نهاية المباره أم بدايتها.
هيا هنا المتحكم.
هيا هنا القائد وعلى الجميع الإلتزام بأوامرها.

اغلق "ليل" باب شقته خلفه وهو ينظر إلى أثاثها البسيط وآلوانها الهادئه ليقترب صوب الشرفه التى كانت مفتوحة يتسلل الهواء من خِلالها إليه ليقترب ويقف بها وهو يراقب تلك البيوت والعمارات القديمه التي تحيط بهم







 ،وموج البحر الذي لا يبعد عنهم ،والنسيم الذي يحاوطهم لتعلو على ثغره إبتسامه قد ارتسمت في شرود، بسمه هادئه جعلته لا يعلم لما يشعر بـ كُل تلك السعاده والراحه نظر خلفه حيث اوصد الباب شقته وانقشع قلبه يضحك في هدوء وهو يتذكرها ،يتذكر عينيها التي تُحدثه أن يقترب.
أن يسير خلفها ولا يخف.
أن ينقذها من عتمة الظلام الى نور الشمس.
تُناديه أن ينتشلها من اللاشيء إلى الشئ.
عينيها التي تنظر صوبه ولكن لا تراه.

وهنا لم يتذكر شئ ولم يأتي على بال عقله سوا جمله واحده :

(وعرفت وقتها إن دي النداهه اللي قالي جدك عليها لكن انا مكنش عندي مشكله وقتها إني أموت على إيدها لو عينيها كانت أخر حاجه هشوفها ).

لقـد كان عمه مـحقاً حين فضل الموت بأهون الطرق وهيا الموت على يدي نداهه حسناء جميله ولكنها تلك المره كفيفه.


                       الفصل الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close