CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل السادس6بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل السادس6بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده
 الفصل السادس6
بقلم مروه البطراوي


مبدئيا التفاعل مش مرضي و حرفيا جبت أخرى من قلة المتابعه 
كانت جالسه في ركن بعيد هادئ في الحديقه تتابع العم بيومي وهو يقوم بأعمالها لتتسائل في نفسها:-الحاجات اللي بيشيلها دي تقيلة ازاي بيعملها لوحده؟ 

نعم،كان يقوم بأعمال الحديقة بمفرده، علمت من سهير أنه يعمل لديهم منذ زمن طويل، حتى أنها لا تعرف منذ متى لأنها ولدت فوجدته، وكأنه يعمل دهرًا كاملًا، يتحمل كل المتاعب والأثقال. 
نهضت نحوه بتردد،تارة تتقدم لأمامه وتارة ترتد للخلف، ثم تعود متوجهة إليه تربت على ظهره برقة ليلتفت إليها ثم يتسائل فيما تريده، خاصة عندما وجد عينيها متعبة ونبرة صوتها حزينة: فاضي؟ نشرب قهوة سوا علي الطربيزة اللي هناك دي؟ 
أذعن لطلبها دون تردد لتندهش من موافقته معنى ذلك أنه مسموح له بالجلوس معهم 
-قولي يا ست البنات ايه اللي شاغلك ومخليكي مش عارفة تنامي، وعيونك دبلانة من ساعة ما جيتي من مصر، وأنا هريحك في كل سؤال. 
اندهشت أكثر عندما ذكر أنها يجافيها النوم ومع ذلك أستنكرت: -لا بنام ده تلاقيه إرهاق السفر، هو أنت متعرفش أننا كنا في القاهرة، حتى رجعت كده حسيت أن خاطر مفكرني مش راجعة، ألا صحيح هو كارهني ليه؟ 
علم أنها تكذب عليه ومع ذلك تريد منه أخبار: بصي يا بنتي،أنا هنا مسموح ليا أقعد معاكم زى اولادي أنا واحد عندي سبعين سنه يعني قولي عليا كده من دور المرحوم جدك، بس ممنوع أقولك ده بيحب ايه وبيكره ايه. 
أرادت أن تقنعه أن يتحدث عن خاطر لكي تحمي نفسها:-يعني لما أرجع وأسمعه طالع يطرد أمي لولا محمود منعه ميبقاش من حقي أعرف هو ليه بيعمل كده معانا، أنت أكيد يا عم بيومي عارف. 
هز بيومي رأسه بتفهم وهو يبتسم على خبثها لتستطرد هي تشجعه على الحديث:-مع أن المفروض يستقبلني المرتين كويس مرة علشان بنت عمه ومرة لأني هكون مرات أخوه الكبير وليا احترامي. 
ومن ثم تابعت بانفعال وغضب لتعلمه أنها ليست بهينة: -أنا مش نازلة له من زور وهو كمان. 
وقف بيومي بإتزان يضع يده على يدها: -ابعدي عن الشر وغنيله يا جنة. 

ظهر على وجهها الغضب بشدة وأصرت ألا تتركه: لا مش هبعد وهقرب منه وذنبي في رقبتك، قولي علشان أبعد. 
صرخ بها في رعب كأنها ابنته التي لا يريدها أن تلقي بنفسها في النار حتى لا تقتل: محمود لو علم باللي أنتِ بتقوليه ده مش هيحصل طيب. 
شعر بقلقها ليقترب منها ويجلس مرة أخرى بجوارها: خرجي كل ده من دماغك يا بنتي ربنا يرضى عليكي. 
كانت تريد أن تبكي ولكنها منعت نفسها من البكاء أمامه فقد تمنت أن يكون والدها 
أنتِ عاقلة يا بنتي وأكيد مش هتحبي تضيعي كل حاجة من ايدك أنتِ هنا في حماية محمود. 
هزت رأسها بالموافقة ولكن هنا ذرفت دموعها ليربت علي خديها: الحمد لله يا بنتي أنتِ هتاخدي أحسن راجل في البلد حافظى عليه . 
ابتعدت عنه قليلًا وهي تتحدث بصوت ضعيف: دا هيتجوزني غصب وحماية يعني جواز فاشل. 
نظر بيومي أمامه بشرود قائلًا:-بس الجواز ده حقك محمود نفسه حقك. 
بالفعل شعرت بنفسها كأنها ابنته : حقي في ايه بالظبط أنا مليش حقوق هنا عن إذنك هروح أرتاح شويه. 

انتهى من عابد وعاد إلى المنزل مكفهر الوجه ليقف عند البوابة يغمض عينيه من الضيق ليجد نبيل ابن شقيقه يربت على ظهره: متضايق ليه يا عمي؟ 
فتح محمود عينيه ونظر إليه: لو سمحت يا نبيل سيبني دلوقتي. 
ليتعالي صوت خاطر الساخر وهو يتضاحك وينظر إلى ابنه لكي ينصرف: من أولها كده يا محمود؟ طب أنا قلت يمكن البت عجبتك ونفسك تجرب الجواز زينا. 
نظر إليه محمود بحدة لكي يخفض صوته ومن ثم تحدث بصوت كفحيح الأفعى: لو على البنات اللي بتعجب كان فاتني اتجوزت من زمان لكن في حاجات الغبي اللي زيك عمره ما هيفهمها. 
لوى خاطر ثغره قائلًا:-طب اعطيني مبرر واحد لجوازك منها وأنت لسه جايبها مكملتش أسبوع. 
نظر محمود إلى مزرعة الفواكه وتذكر تلهفها عليها وحديثها مع بيومي ليقول: مش شرط الوقت مش يمكن أنا ناوي على كده من زمان أو دي وصية أبوك وأنت ملكش فيها؟ 
قطب خاطر جبينه قائلًا: أنت بتقول ايه يا محمود؟ دي وصية أبوك فعلًا؟ 
ابتسم محمود بسخرية قائلًا:-سيبك حتى من الوصية أنا لحد امتى هفضل عايش من غير جواز؟ واحد وجاتله الفرصة. بنت وحلوة ومن دمي، يبقي أنتهز الفرصة بقى. 

واستطرد وهو يعدل من هندام شقيقه ليغيظه:-بكره تعرف اني أذكى منك في كل اختياراتي. 
هنا دخل الشك في قلب خاطر أن يكون لجنة ثروة أخرى غير الأرض ليرد بذهول: أنت أذكى مني يا محمود؟ 

دلف محمود إلى المنزل وأخذ حمامًا هادئًا ليهبط إلى الأسفل ويجد العم بيومي متوترًا ليهم باستجوابه فهو لاحظ هذا التوتر منذ عودته : خير يا عمي بيومي؟ عينك بتقول كلام، متخافش مش هعمل فيها حاجة. 
جلس بيومي على الكرسي المقابل لمحمود على الطاولة: أنت عرفت منين اني هكلمك عنها؟ 
ابتسم محمود بسخرية ليتفهم بيومي أنه بذكائه عرف ما يجول برأس جنة 
-لو بس أنت تجاوبها على أسئلتها هي مش هتحتاج تسألني ولا تسأل غيرى. 
تنهد محمود بهدوء قائلًا: أنت مش شايف أنها مش مناسبة ليا؟ 

تحاشى بيومي النظر إليه ومد بصره إلى الجانب الأخر، متأكد أن جنة ليست مناسبة لمحمود و سترهقه بتصرفاتها لينهض محمود يزفر بحنق: على العموم أنا هعمل بنصيحتك وهجاوبها على كل أسئلتها. 

في مساء اليوم التالي أقيمت الأفراح بسبب عرس بنت شيخ البلد والجميع كانوا مشغولين  حتى الحراس الذين كانوا علي باب عابد فقد جاء رجل من رجاله في هذا اليوم كان يتابع كل ما يحدث وتخفى في زي عامل وذهب إليهم بالطعام المخدر واستطاع تهريب عابد وبعد هروبه تحدث بإنفعال شديد وعصبية بالغة: ازاي تسيبوني كل ده هو جديد عليكم اختفائي؟ 
هز الرجل رأسه بالنفي: لا مش جديد بس احنا قلنا بتقضي كام يوم بره مصر ولولا الهانم كانت عاملة تتبع للتليفون بتاع حضرتك مكناش وصلنا ليك. 
انقض عابد علي الراجل يصرخ في وجهه: هانم مين دي اللي عملالي تتبع وديني لأقتلها، بس قبلها مهمتك أنت اللي اسمه محمود ده تخلص منه. 
هتف الرجل بخوف: -معرفش أنهي فيهم يا باشا، اتصلت بينا من تليفون البيت. بس كانت خايفة عليك أوي. 
نظر عابد في الفراغ يظن أنها الأولى ولكنه ابتسم بخبث فهو يعلم جيدًا من تخشى عليه فيهم فهي الأخيرة التي يقوم بالبيع والشراء فيها. 

اختل عقله عندما علم أنها رفضت حضور العرس فضلًا عن كمية السخرية التي اندلعت عن أعراس البلد وأنها لن تتزوجه لأنه من أهل البلد. عاد إلى المنزل وهو يعلم أنها بمفردها وصعد إلى غرفتها واقتحمها بدون استئذان حتى أنها صدمت من دلوفه المفاجئ ومع ذلك أظهرت أمامه الصلابة قائلة: ايه قلة الأدب دي أنت ازاي تجرؤ تدخل عليا من غير استئذان؟ 
اندفع نحوها ودفعها بكل قوته إلى أن هبطت علي الفراش ليميل عليها يتحسس عنقها الذي كان ينبض بعنف ليبتسم بخبث: بقى مش عايزة تتجوزى واحد من الفلاحين وتعملي فرحك في البلد يا جنتي؟ يعني كنتي عايزة عابد، طب عابد عمل معاكي كده بس مراته لحقتك مين هيلحقك دلوقتي؟ 
واستطرد وهو يتحسس عنقها من جديد ينظر لها وإلى الخوف في عينيها ويمرر سبابته على شفتيها قائلًا بتركيز: مش كل مرة تسلم الجرة وإن كان هو عابد فأنا أبو حنفي اللي هتفضلي تحلفي بحياته، مصيرك اللي مش هتقدري تهربي منه. 






شعرت به يسحق ذاتها ويسقط تلك المرأة القوية بداخلها لتتحدث بصوت ضعيف : ماشي يا محمود أنا موافقة عليك وهتجوزك. 
ولكن سبق السيف العزل وكأنها كانت تتحدث بحلاوة روح تخرج من داخلها، تتحدث وهو في نهاية مطافه، ليفرغ بها كل شيئ ويأخذ منها أكبر كنز.
انتهي اليوم وعادت والدتها من العرس لكي تقص عليها ما حدث فوجدتها نائمة أو لنقل ادعت النوم بعد فعلته الدنيئة معها تركتها والدتها ليطل الصباح عليهم أيقظتها فرفضت النهوض زفرت فوزية بحنق واحتارت في أمرها لتتركها وتهبط إلى الأسفل ليندهش الجميع من عدم هبوطها عدا محمود الذي كان متأكدًا أنها لن تريه وجهها قلقت شقيقته سهير عليها ونهضت لتصعد لها وبعد طرق كثير على الباب وجنة لم تفتح دلفت سهير وأغلقت الباب من خلفها وجدتها مسطحة علي الفراش تنظر إلى سقف الغرفة بشرود لتبتسم سهير بحنان ومن ثم تجلس بجوارها: صباح الخير يا جنة، ايه اللي منيمك لحد دلوقتي؟ تكونيش أنتِ عروسة امبارح؟ 

شعرت جنة أن أثار قبلاته وما فعله ما زالت موجودت فنهضت بفزع تتحسس جسدها بعناية فقد حرصت ألا تظهر لوالدتها أي شئ وفي ظل انتفاضتها شعرت بألم لتقطب سهير جبينها عندما وجدت رقبتها متورمة وكأن أحدًا قام بالتهامها لتلاحظ جنة نظرات سهير وتقرر البوح لها لعلها تتخذ موقفًا منه: أيوه معاكي حق أنا كنت عروسة امبارح بس اتاخدت غصب من أخوكي اللي رجع البيت من وراكم وعملها معايا. 







اتسعت حدقتي سهير بصدمة لتهز جنة رأسها تؤكد لها:-مش أنتِ لسه بتبصي على رقبتي كأن حد أكلها بسنانه هو عمل كده وعمل الأقذر والأبشع من كده، دمرني يا سهير، ضيع حقي في كل حاجة. 
هزت سهير رأسها بعدم اقتناع فهذه ليست طباع محمود فهو يتسم بالعفة وإن قام بفعلها لن يفعلها مع ابنة عمه وصية عمه وهو الحامي لها واستحاله أن يفعل شئ من هذا القبيل، علمت جنة من صمت سهير أنها تكذبها فنهضت ببطء وهبطت إلى أسفل الفراش تسحب المفرش الذي كان مفروشًا أسفلها وهو يفعلها وهو دليل عفتها الذي سوف تحتفظ به إلى أن تنتقم منه: شفتي موتني ازاي وبدم بارد، بس أنا مش هسكت، أنا رايحة أقرب مستوصف وهخليهم يحللوا وهفضحه في كل البلد . 
كانت صدمة سهير في محمود تفوق صدمتها في كل البشر لو كانوا أخبروها أن الذي فعل ذلك هو خاطر لصدقت أما محمود لا وألف لا لذلك ركضت خلفها لتمسكها:-اهدي بس يا جنة، اللي بتعمليه هيعملك فضيحة أنتِ كمان مش هو بس. 






نظرت جنة إلى يد سهير المتشبثة بها وبقوة تحاول منعها لأنه شقيقها أما عنها فليس لها شقيق ولا ظهر  حتى والدها رجل من عدم شعرت سهير بما تشعر به جنة لتدخلها إلى أحضانها تربت على ظهرها تحاول تهدئتها وجنة تبتلع غصة مريرة بحلقها: شفتي أنتِ خايفة عليه ازاي؟ كان نفسي ألاقي حد يخاف عليا زيه، هو عارف اني مكسورة، شاف كسرتي قدام بابا و هو كمل على بقيتي. 
لم تكن سهير تتخيل يومًا أن محمود غضبه سوف يعميه بالتأكيد أراد كسرها لتوافق رغمًا عنها، أذاها غير مبالي بمشاعرها  وأحاسيسها أخرجتها من بين أحضانها وربتت على وجنتيها : أنتِ رفضتيه قدامنا كلنا وده مش سهل عليه، هو عمل معاكي كده بس علشان تتغصبي تتجوزيه، وأنا بقولك اتجوزيه مش علشان هو أخويا لا علشان ده حقك ولو عايزة تنفصلي في يوم من الأيام أنا وزين جوزى هنساعدك. 

كانت نيتها فضحه وترك كل شئ والرحيل ولكنها تروت خاصة عندما أغمضت عينيها وتذكرت عابد وما سيفعله بها عند رجوعها فردت على سهير بهدوء:-ماشي يا سهير أنا مش هفضح نفسي بس هاخد حقي منه بعد الجواز. 





عقدت سهير ما بين حاجبيها واستغربت هدوئها كانت تظن أنها لن تهدأ وستأخذ حقها وتفضحه لتسألها: بجد يا جنة يعني اقتنعتي بكلامي؟ ولا بتهاوديني وبعدها هتهربي؟ 
كانت ستقول لها أسبابها عن عابد ولكنها تذكرت شيئًا ما أنها شقيقته وستفهم خطأ مثل ما فهم: لا اهرب أروح فين أديني قاعدة على قلبكم، المهم ايه مش العروسة دي بينزلوا يشتروا لها هدوم؟ 







هزت سهير رأسها بفرحة وربتت على ذقنها برقة قائلة: -اللي تؤمرى بيه يا جنة، لو عايزة كل الموديلات هتبقى تحت رجلك. 
تنهدت بهدوء وهي تنظر إلى سهير بفرحة مصطنعة ومن داخلها تلعن تلك العائلة التي تنتمي إليها من جديد. 
هبطت سهير إلى الطابق السفلي تطلق الزغاريط إعلانًا منها عن اقتراب عرس شقيقها وهي تنظر إليه بخبث




 ليجحظ بعينيه غير متوقع لردة فعل جنة بعد ما فعله احتضنه نبيل ابن خاطر وهو يقول: -مبروك يا عمي. 
شرد بالفراغ يتذكر 




عيناها ووعيدها والفرق بين نظراتها بالأمس وبين ما يحدث الآن والجميع ينظرون إليه وإلى ردة فعله لينتبه عليهم ويحاول أن يبتسم بهدوء: الله يبارك فيك يا نبيل عقبالك



 أنت وسما ونور طبعًا. 
تحدث و من ثم نظر إلى أسفل قدميه بحزن يعاتب نفسه ولكن دون جدوى
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-