رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الخامس عشر15بقلم مارينا عطيه
_ لا يُمكن.
= لية يا جميلة؟
_ أنت بتهزر صح؟ قول إنك بتهزر.
= لا والله مش بهزر أنا بتكلم جد.
_ خلاص يا آدم غير الموضوع أنا مش موافقة.
= جميلة...
قطعته بحدية.
_ الكلام اللي بتقوله ده مُستحيل يحصل.
= جميلة ؟ لية مستحيل
سحبت شنطتي وكنت همشي.
_ أنت سامع بتقول إية ؟
حاول يهدني وقعدني تاني فـ قعدت منعنًا لإحراجه.
= أنا قولت لك على أقتراح مش مستعدي كل العصبية دي.
_ أنت بتطلب مني أنقذ أكتر شخص أذاني في الدُنيا وأرحمه من العذاب اللي هو فيه؟ ده لا يُمكن يحصل أبدًا يا آدم.
= مش هتعرفي طلبت منك كدة لية؟ وأية اللي مفروض نعمله سوا؟ هي مش عصبية وزعيق وخلاص يا جميلة.
أهدي شوية وخلينا نعرف نتكلم.
_ أنا نزلت أقابلك لأني واثقة في كلامك ورأيك.
إبتسم وقرب عليا.
= وإنتِ واثقة لية بقى ؟ في كلامي ورأي..
كنت شايفة الاهتمام اللي جوه عينه وأنه فعلًا مستني ردي! وفرحته اللي ظهرت في عينه بسبب جملتي الأخيرة.
_ يووه.
= عصبية أوي أنتِ..
_ لا مش عصبية، بس مش معقول أنك طلبت مني نتقابل علشان تقولي أصل أنا لاحظت أنه محتاج مساعدة وأصل هو طيب على فكرة وأصل محتاج مساعدة صحيح يا جميلة بس متنفعش إلا من بنته.
أزاي دي بقى ؟ فزورة؟
= كان ممكن تفهمي مني بطريقة أهدأ من كدة، أنا أول مرة الاحظ إنك عصبية.
_ ايوة أنا عصبية ووحشة بقى.
'حقيقي مكنتش متوقعة نفسي وكم العصبية اللي كنت فيها بسبب جملتين قالهم ليا " باباكِ طيب على فكرة، ومحتاج مساعدة وإنتِ لازم تساعديه"
مكنتش متخيلة كم الانفعال بسبب الجملتين دول اللي ممكن لناس كتيرة يبانوا عادين جدًا وميستعدوش كل الأنفعال
والعصبية دي كلها، بس مش معقول أن شخص تسبب ليا في خوف دايم، في مرض نفسي جوايا إني أخاف من القُرب، في أذى مش راضي يتعافى ولا ناوي يخف، في حياة ضلمة مقررة أعيشها لوحدي بدون شريك، في رفض اللي بيحبني دايمًا؛ لأنه رفضني زمان ورفض تربيتي، في مرض أمي وتعبها في حياتها، وبعد كل ده! أطلع أنا غلطانة ويطلع هو شخص طيب.
وكمان لازم أمد إيدي لية واساعده.
كتفت إيدي بعصبية وبصيت الناحية التانية.
= لا، زي القمر.
إبتسمت أبتسامة خفيفة.
= مكنتش عارف إنك ممكن تتعصبي أوي كدة لمجرد أقتراح.
حطيت إيدي على خدي.
_ الاقتراح بالنسبالي صعب أوي.
رفع حواجبه وبص ليا.
= طب مش تعرفي قولت لك كدة لية؟
يعني حاولت أهدي من عصبيتي شوية واحاول أكون لطيفة...
سكت وسمعته.
= أنا في حاجة لاحظتها.
_ خير أية هي.
= بُصي أيًا كان اللي هقوله لك مش عاوزة يأثر على علاقتك بيه و عاوز...
قاطعته في الكلام.
_ مفيش علاقة متكونة بنا أصلًا!
= قصدي يعني مش عاوز صورته تتهز قصادك.
_ قول يا آدم بدون مقدمات.
= باباكِ...باباكِ يعني....
بصي هو...
_ هو أية!!
= بيت..باباكِ يا جميلة بيتعاطى.
كانت صدمة تانية ليا، في الحقيقة مش عارفة إذا كانت صدمة تانية ولا تالتة ولا رابعة.
ومش عارفة إذا كانت الصدمة الأولى ولا الأخيرة ولا...إية!
كل اللي عرفاه وقتها إني حسيت قلبي بيدُق جامد أوي وعاوزة الأرض تنشق وتبلعني.
مكنتش عاوزة أسمع منه كلمة تانية ولا أخليه ينطق بكلمة تانية مكنتش سمعاه منه حاجة غير شوية خدوش جم زودوا قلبي
= أنا علشان بشوف ناس كتير في القسم فـ قادر أعرف ده بسهولة يعني.
'كنت حاسة إني مش قادرة أسمعه، دموعي إبتدت تنزل.
حط إيده على إيدي.
= جميلة أنا عارف اللي أنا بقوله ليكِ ده صعب أوي وجايز متعرفيش تتقابليه،
حتى لو علاقتك بـ باباكِ أنتِ مش شايفها قوية أو يُكاد ميكنش فيه أصلًا، بس اللي عاوزة أقوله لك أنك مش مجربة تحاولي توضحي أي حاجة ملهاش لازمة بالنسبالي، ولا تحاول عينكِ تهرب مني وأنا بكلمك دلوقتي..
حط إيده على دقني حاط وشي بـ عينه، بقيت قصاد عينه بالظبط.
= كل اللي عاوزة أوضحه ليكِ إني أنا اللي محتاجك جمبي مش أنتِ زي ما أنتِ فاكرة أو راسمة في خيالك.
مسح الدمعة اللي نزلت من عينا.
كنت حاسة عصفور ملون، ظهر في وقت الغبار فـ أخد العين والقلب معاه، وطار العقل في التفكير أنه أزاي ظهر كدة مرة واحدة !
= ممكن تسمعيني!
بصيت ليه بكل أهتمام، كان وشه مبستم.
= أنا بحبك.
بصيت بعيد عنه.
_ يوه بقى.
= خلاص خلاص من غير يوه..
هتسمعيني؟
هزيت راسي لية بـ الإيجاب وكأني أستسلمت.
= أولًا أنتِ كنتِ محتارة في الأول خالص وكلمتيني أفكر معاكِ، ومن نعمة ربنا علينا جت ليا الفكرة دي، إني اقابله ومن نعمته علينا برضه قدرت في أول قعدة أكتشف حاجة زي كدة.
_ هو أستقابلك إزاي؟ ولا أنت قولت له أية!
= أنا دخلت له صريح يا جميلة هو باباكِ أنا طلبتك منه.
أتضايقت.
_ اية ؟
= دي الأصول باباكِ عايش يبقى أطلب إيدك منه رسمي.
_ كمان ! وهو بقى قال إية ؟
ضحك ضحكة سخيفة.
= قال ليا معنديش بنات أجوزهالك.
رفعت حواجبي.
_ هي دي كانت المقابلة يعني؟
= لا متشغليش بالك بالباقي.
كنت عارفة طريقته في التعامل، و عارفة أنه أكيد أتعامل معاه وحش وهو مرداش يقول ليا علشان ميحرجنيش أكتر من كدة.
كمل كلامه.
= مساعدتك لية هتفرق.
_ وتفرق في إية ؟
= هيكون أحسن!
_ وبرضه أنا هستفاد أية؟
إبتسم ومرديش يرُد على سؤالي.
= أنا أعرف دكتور كويس ممكن يساعدنا في الموضوع ده.
_ تاني يا آدم!
= لا والله ده شاطر، هيقدر يساعدنا لحالته.
رفعت حواجبي.
_ يعني لو جبنا تقرير أنه بيتعالج ومدمن و..و...بكدة مش هيقدر يكسب الحكم وياخدني! لأنه غير صالح إنه يراعيني.
= ده كل اللي فارق معاكِ؟
_ أومال أية اللي هيكون فارق؟
= فارق معايا علاقتك بيه.
_ برضه مردتش عليا هستفاد أية؟
= مش لاقي إجابة دلوقتي ولكن هلاقي قريب.
لا، مستحيل أوافق على كلامه ده أنا مش عيلة صغيرة علشان اسامحه بسهولة كدة وأروح اعالجه كمان!
بس اممم لية لا صحيح؟
كنت برد على نفسي.
مش جايز ده يساعدني أكتر في أنه ميخدنيش وأعيش مع تيتا ومشفش وشه تاني أبدًا!
سمعت كلامه وروحت عند دكتور بعد ما شرحنا له الحالة بالتفاصيل طلب يشوفه.
_ هنعملها أزاي دي ؟
= سبيني أنا هتصرف.
عنده حلول لكل حاجة، وعنده منطق بيعرف يقنعني بيه بكل سهولة.
عدى أسبوع على الموضوع ده وبعدها لقيته بيكلمني.
= شافه.
_ هو مين؟
= الدكتور شاف باباكِ وقعد معاه.
_ أية! عملتها أزاي دي؟
= مع آدم متسأليش.
_ لا بجد عملتها أزاي!
= بسيطة خليته يكلمه على أنه دكتور بيتابع حالتك لأنك....
_ مريضة!
= عليكِ نور.
_ بتهزر صح ؟ بقيت أنا اللي مريضة!
= اسمعي بس.
_ أتفضل.
= وطلب منه يجي له العيادة بقى، وأنا عارف دي كانت أنسب طريقة لأنه هيفكر أنه بكدة هيقدر يكون معاه أوراق تثبت أنك متصلحيش للعيشة مع جدتك وبكدة يقدر ياخدك هو علشان كدة أستستلم وسمع كلام الدكتور وجه فعلًا، وطبعًا قاله أن المستشفى عندهم بيحتاجوا كل البيانات بتاعت المريض بالتفصيل وبعد إلحاح أخدوا رقمه بالعافية بس محتاجين منه تفاصيل أكتر فعايزين يشوفه.
ضربت كف فوق كف.
_ يابن اللعيبة يا آدم.
= بنت! شيفاني ببيع كفتة! مش ظابط أنا ولا أية!
ضحكت وأحلى الظباط والله
اية الدماغ دي.
_ طيب وبعدين!
= في خلال الأيام اللي فاتت قعد معاه تلت مرات.
_ أية ده هو لحق!
= دي طريقته بقى ملناش دعوة.
_ طيب وبعدين!
كنت مبسوطة وبضحك من اللي بيعمله
وسألت نفسي.
هو أنا من غيره كنت هعمل أية؟
أتكلم جد.
= باباكِ محتاج لك.
سكت من جدية صوته.
_ يعني أية!
= يعني لازم تساعديه يا جميلة، لازم يكون جمبك.
_ أيوة وأعمل أية يعني؟
= هو بكرة هيكون هناك تاني، لأن الدكتور وعده بأنه هيديه أوراق طبعًا تثبت حالتك وكدة.
فـ أنتِ لازم تشوفيه.
لازم يقابلك، لازم تقابليه لازم تتكلموا.
_ ده مستحيل، مستحيل يحصل.
= هيحصل.