CMP: AIE: رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل السادس عشر16بقلم مارينا عطيه
أخر الاخبار

رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل السادس عشر16بقلم مارينا عطيه


رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل السادس عشر16بقلم مارينا عطيه

متكلمتش، كنت حاسة إني مش عاوزة أتكلم ولا أرُد.
_ بمعنى ! 
= أستعدي لبُكرة.
_ حاسة إني مش...
رفض إني أناقشه في أي كلام يهز الكلام اللي قالوا ليا.

قفلت المُكالمة وأنا حاسة إني تايهة، حاسة كأني مشيت طريق طويل أوي ملهوش نهاية ونسيت الرجوع لبدايته فبقيت ماشية، ماشية من غير ما أقف للحظة ولا حتى عارفة أبُص ورايا، بس عقلي واقف مكانه ومش قادر يفكر أنا كنت جاية هنا بعمل أية حتى؟ ولا في أمل لرجوعي ولا لا.

فترة الساعات القليلة اللي عدت ما بين اللحظة والتانية، مكنتش بسمع حاجة غير كلمة "- مالك" من جدتي لأن شكلي كان باين عليه جدًا، باهت ومفهوش رجاء ولا أمل.





بس كنت ساكتة ومش برد! حتى خالي قررت مقولهوش.

قلبي دق مع فتحة عيني لصباح اليوم الجديد، وقفت قُصاد المرايا وسامعة صوت العصافير.
_ أنتِ متأكدة من الخطوة دي؟ 
كنت بسأل ومبردش على نفسي، مكنتش لاقية إجابة تخليني أعرف أرُد على سؤالي اللي شوفته أنه صعب، صعب جدًا وصعبة إجابته.

نزلت من البيت بدون ما الاقي اي إجابة على اسئلتي قعدت على الرصيف فتحت الريكورد.
وبعت لهُ..
_ لو في وقت تاني كنت هعمل الريكورد ده لنفسي مش لشخص، ومفتكرش إني في يوم حلمت أني هشارك حد دوشتي بالشكل العشوائي ده، إني أفتح الريكورد وأنا مش عارفة أقول أية ولا مرتبة الكلام اللي هقوله.
ااه أنا شخص مش منظم للدرجة يعني اللي تضح ليك إني مش بعرف أعمل الحاجة بعشوائية، بس برضه أنا مبحبش أي عشوائية مش مرتبة بشكل المفروض أعرف هو رايح فين وجاي منين.
المُهم لو حد في مكاني دلوقتي كان هيكون طاير من الفرحة علشان رايح يقابل أهله، يعني...باباه قصدي.
بس كل ما بفكر في كدة، بفتكر القلم اللي رزعه على وشي بكل القسوة من أول مرة شافني فيها بدل ما يخدني في حُضنه ويحميني يبقى عاوز ياخدني علشان يتلذذ بتعذيبي زي ما عمل معاها بالظبط.
أنا مش عارفة أقول أية ولا عارفة المفروض أنهي كلامي ده أزاي، بس أنا خايفة وقلبي مقبوض ومش عاوزة ده يحصل.
ممكن متخلهوش يحصل؟ 

سبت الريكورد وبعته، لما بصيت عليه كان 6 دقايق.
كملت قعدتي على الرصيف وكنت قاعدة سرحانة مش عارفة سرحانة في أية.
فوقت على رنة الموبايل.
= إنتِ فين؟ 
_ في الشارع.
= ولية نزلتي بدري كدة؟ 
_ مش عارفة.
= طايب، إنتِ فين بالظبط أنا جاي.

قولت له المكان اللي كنت فيه مكنتش بعيدة عن بيتي أوي يعني.
وبعد دقايق وقف بالعربية قصادي.
فتحت العربية وركبت من غير كلام، بص عليا وعلى عيوني الدبلانة وأتحرك من غير ما ينطق.
وقف عند كافية كان لسة فاتح أصلًا لأن الوقت ده بدري 
قعدنا.
= سابتك تنزلي بدري كدة؟ 






_ عادي، معتقدة أنه شُغل.
= شكلك حلو وأنتِ لسة صاحية.
_ وأنت عرفت منين إني لسة صاحية.
= عيونك المغمصة وشعرك اللي مش مرتبت ووشك...كل حاجة يعني.
الحلو حلو صحيح حتى لو قام من النوم.
مكنتش قادرة أستوعب كلامه بسبب يأسي.
_ ممكن نروح ؟
حط إيده في إيدي.
ولأول مرة أسيبه يحضنها من قلة أطمئناني.
= ممكن أنتِ تسمعيني عشان خاطري! 
قام وأتحرك.
= تعالي معايا.
_ فين؟ 
= تعالي بس.

رجعت ركبت معاه.
وقفنا عند باب المستشفى قلبي أتقبض من الخضة.
_ آدم لا.
فتح ليا باب العربية.
شد إيدي وحضنها.
لغاية ما قدرت أمسك اعصابي وأنزل وندخل للدكتور.
وبعد ما عرفه بيا وشرح ليا الموضوع اللي حكهولي آدم.
لقيته بيكمل كلام فوق كلامه.
"- أنا عاوزك تطمني خالص، أنا بعمل كدة لضميري المهني، باباكِ مرضه مش عادي" 
مكنتش بتكلم كنت سمعاه وبس.
"- في حالة من حالته اللي تُكاد بنسبة قليلة يعني بالنسبة للعالم دلوقتي، المريض النفسي لما مش بيلاقي فايدة بيكرر أنه يتعايش مع المرض بشكل إيجابي فـ بيكرر أنه يلجأ لشوية حيل تهيأ له أنه أنسان طبيعي زيه، زي غيره" 
رديت عليه.
_ الحيل دي زي أنه يدمن أو يشرب! 
"- يعني حاجة زي كدة، حاجة بتدخله في مرحلة عدم الأستيعاب أنه أنسان مش مريض وشخص عادي" 
دار في بالي سؤالي مهم.
_ هو مريض بإيه؟؟ 
سكت شوية وبص ليا ورجع يبص لآدم.
وبعدين بدأ يتكلم.
"- مريض بالموت" 
_ مش فاهمة. 
"- باباكِ بيتخيل الأموات..وبيحب العيش معاهم..يعني ممكن يكون شخص ميت من يجي عشرين سنة فـ يتخيل أنه عايش وأنه بيكلمه والشخص الميت ده يتخيل له أنه بيستجيب لية ويتجاوب معاه يعني في كلامه، فبتسطير عليه حالة من 
اللاوعي أنه عاوز كل الأشخاص اللي حواليه يتحولوا لأموات لأنه شايف دي الحيلة 





الوحيدة اللي يقدر يتواصل بيها معاهم بشكل أفضل، أو من غير ما يكون لية رد فعل يعني في أنه يعارضه" 
_ أنا مش فاهمة حاجة.
رد بكل هدوء.
"- عارفاه لما تشوفي شخص بيتخيل؟ بيتخيل وجود شخص بيتخيل وجود مكان؟ بيتخيل بس! يعني بـ يتهيأ لهُ بس" 
هزيت راسي.
"- دي أبسط حاجة ممكن أوصل لك بها حالة باباكِ" 
_ بمعنى؟ 
"- يعني ممكن فجأة وأنتِ قاعدة معاه يتهيأ له أنك زوجته، والدتك يعني ويتكلم معاكِ عادي" 
_ طب أية تفسير أنه يكون عوزاني أعيش معاه ؟ 
"- التفسير الوحيد لحالته لغاية دلوقتي، أنه عاوز يخليكِ نسخة منها، شبهها بالظبط" 
"- يعني ببساطة يحولك لعروسة لعبة هو اللي يحركها بإرادته" 
أتنفست ببطء.
_ وأية لازمة إني أقابله.
"- أعتقد أستاذ آدم فهمك كل حاجة" 
بصيت ليه وسكت.
"- أحنا محتاجينك تساعدينا أننا نعالجه وأعتقد مفيش حد هيقدر يساعدنا غيرك" 
سألته.
_ طب ممكن أعرف نتيجة اللي وصله ده أية؟ 
"- جايز صدمة نفسية، أو تجربة آثرت فيه من صُغره خلته كدة" 
_ فعلًا؟ 
"- المرض النفسي خطير يا جميلة ومبيجبش من فراغ، أنا أعتقد أنه حصلت حاجة في الطفولة خلته كدة" 
_ هو لازم يكون في الطفولة يا دكتور؟ 
"- أيوة طبعًا، الطفولة دي بنية الشخص، تكوينه يعني، بنية تفكيره وقلبه وعقله وعينه وروحه وكله! 
لو في بذرة أتحطت فيه غلط، هنجنى ثمار أمراض نفسية منه وهتكون ملت المكان عنده ويا نعرف نعالجها يا منعرفش" 

هزيت راسي وخرجت، يمكن مكنتش فاهمة كويس كلام الدكتور بس اللي فهمته أن فعلًا حالته تصعب على أي حد! تخيل تبقى عايش حياتك كلها بتكلم الأموات؟ وبتتعامل معاهم على أنهم عايشين ومعاك




 وفي حياتك ؟ 
وفجأة تتكتشف أن كلهم ماتوا وسابوك لوحدك؟ 
منكرش أن كلامه آثر فيا بشكل كبير،

فضلت قاعدة مستنية في الجنينة لأننا أتفقنا على كدة.
قعدت أبُص على الناس.
الناس هنا في عالم تاني، جايز يكون خيالي وجايز يكون حقيقي بالنسبالهم.
هربوا من العالم والواقع وجم لعالم تاني يعيشوا فيه ويتملكوا منه ويكونوا هما سكانه الحقيقيون الوحيدون فيه.
إبتسمت لبنت كانت بتبص عليا، باين عليها أنها صغيرة.
لقيت حد جه قعد جمبي.
بصيت بطرف عينا! هو..
بعد سنين يارب يتم اللقاء بالشكل ده! 
قلبي دق.
"- مش لو كنتِ عايشة معايا مكنش حصل لك كدة؟" 
بصيت ليه.
_ أزيك يا بابا ؟ 
كانت جملة تقيلة على قلبي ولكنها خرجت.
بص ليا من غير ما يرد على سؤالي.
"- عاجبك حالك اللي وصلتي لهُ ده" 
_ ماله حالي يا بابا ؟ 
"- قاعدة لوحدك بين ناس مجانين" 
ضحكت.
_ مجانين! 
"- أيوة، مش شايفه حالتهم" 
_ بس مبسوطين، أنا كمان هنا مبسوطة.
"- معايا هتنبسطي أكتر"  
رديت بهدوء قاطع.
_ لية؟ هتعمل فيا اللي عملته في ماما! 
أتخض أول ما جبت سيرتها.
_ رُقية يا بابا فاكرها؟ 
لاحظت من إيده أنها بدأت تترعش ويتوتر.
_ رُقية اللي ضحت بالعالم كُله علشانك، علشان حُبكم يا بابا فاكرها؟ 
'كان بيحاول يبعد عني كل ما بيسمع سيرتها ولكن أنا كنت بقرب منه، وأنا عارفة أن الدكتور بيسمعني من سماعة اللي حطتها في ودني علشان يتدخل في الوقت المُناسب.




_ رُقية كانت بتحبك أوي هي كانت دايمًا تقول ليا كدة، هي أكيد وحشتك؟ 

'بصيت بالجمب لقيت البنت اللي كانت واقفة بتبتسم ليا واقفة قريب مننا وأحنا قاعدين وبتبُص علينا، شعرها طويل ولابسة فستان أبيض وشها مسحوب منه طاقته وعيونها بطلت تتسقي بالحُب فماتت زي روحها وضحكتها.
قربت مني وأنا كنت بضحك لها.
مش عارفة كانت بتقرب أزاي بالسرعة دي، ضحكتها كانت وخداني لعالم تاني عالمها هي اللي فيه الروح مبترجعش تاني لجسدها.
وفجأة بدون مقدمات وبدون ما أوعي ده أزاي حصل.
لقيتها ماسكة في رقبه أبويا وبتنخقنه! 
أتفزعت وقمت صرخت بنادي الناس ينجدوني.
سمعت صوت الممرضة وهي بتنادي على حد بتقول.
"- رُقية...رُقية...رُقية" 
جريت عليها بسرعة..
_ الحقيني في...بنت ماسكة ف بابا.
لطمت على وشها.
"- دي أكيد رُقية!" 
رددت بإستغراب.
_ رُقية!! 
جريت على المكان لقيت الدكتور موجود هو وأتنين ممرضين ماسكين في إيدها وبيحاولوا يهدوا الموقف.
وهو بيكُح وبيحاول يتماسك روحه اللي كانت هتطلع من دقايق! 
رجعت أقف مكاني.
الممرضة بصت على البنت وأتكلمت.
"- أنا مش قولت لك يا رُقية أننا نلعب بس!!" 
كانت بتعاملها بحُسن رغم اللي عملته، وحتى الدكتور كدة.
وستر ربنا أن سمع وفهم لأني كنت لسة السماعات موقعتش من ودني رغم التوتر والخضة.
شاورت للدكتور بعيني على أساس يمشي لأن كنت محتاجة أكمل كلامي معاه.
وفعلًا عمل كدة ورجعت أقعد مع أبويا اللي كان لسه مخضوض وبياخد انفاسه بطلوع الروح.
"- مش قولت لك مجانين" 
_ عارف دي مين؟ عارف اسمها أية ؟ 
بص ليا بعيونه وكأنه بيسأل.
_ دي رُقية يا بابا، رُقية راجعة ليك يا بابا شكلك وحشتها. 





كان كل ما بيسمع اسمها بيتوتر وعيونه بتحمر.
بقى في وشي فجأة قصادي، ماسك إيدي وأنا في وشه بصرخ من آلم قفلته على إيدي.
وبصوت خافت
"- رُقية مامتتش يا جميلة تعالي أورهالك، أنا عوزاك تيجي تعيشي معانا أحنا التلاتة" 
زعقت فيه.
_ رُقية ماتت، ماتت وأنت السبب في موتها.
بزعيق وبغضب عين محمرة.
"- رُقية ما ماتتش تعالي معايا شوفيها، تعالي نمشي من هنا وتعيشي معانا أحنا الاتنين" 
'كانت الدموع بتنزل مني، صرخت علشان الدكتور يجي بسرعة لأنه كان بيسمعني.
جم أربع ممراضين ينقذوني منه، شدوه من قدامي كان بيصرخ بصوت طفل.
"- تعالي معانا يا جميلة، تعالي معانا...." 
خدوه بالقوة لأنه كان بيحاربهم وبيضربهم سيطروا عليه وخدوا.
دموعي كانت بتنزل مني غضب عني، كنت عاوزة أصرخ وأروح أخده في حضني من شدة تعبه ولأول مرة أحس الأحساس العطوف ده ناحيته.
لمحت الدكتور وآدم جايين ناحيتي.
جه ناحيتي آدم بخضة.
= بس بس..أنا آسف..
عيطت.
_ عاوزة أمشي من هنا.
= أهدي أهدي طيب.
ميلت على حضنه، طبطب عليا بحنية.
ومشينا.
رجعنا مكتب الدكتور حاولت أهدأ بعد ما حاول يهديني بوجوده جمبي وحنيته.
حاولت أتمالك اعصابي.
وبعد وقت الدكتور دخل.
"- أخد حقنة مهدئة" 
رديت بسرعة.
_ طب ده مش خطر على حياته؟ 
"- بالعكس ده علشان يكون اهدا، أنا آسف لك يا جميلة على اللي حصل" 
_ هو هيقعد هنا قد إية ؟ 





"- يعني دي على حسب حالته" 
بعد شوية صمت قليلين.
_ هي أية حالة رُقية يا دكتور ؟ 
"- رُقية ليها تلت سنين هنا" 
_ طب وجت هنا لية؟ 
"- أنا عادةٍ مينفعش أتكلم في حالة المرضى بتوعي علشان دي أسرار المرضى ولكن رُقية الحالة الوحيدة اللي لغاية دلوقتي مش عارفين نشخصها كويس بسبب صمتها" 

سرحت أفكر في حالتها ولية يخليها تعمل كدة.
قطع تفكيري وسرحاني آدم.
= جميلة، خلينا دلوقتي في حالة باباكِ..
إبتسمت له وهزيت راسي.
_ أنا تعبت أوي.
طبطب على إيدي.
= ولو لعُمري كُله أنا مستعد.

مشينا من عند الدكتور بجملة منه فضلت ترن في وداني.
"- المريض كمان بيحس، يعني برضه بيحتاج يحس بالحُب زيه زي الأنسان الطبيعي ولو أن مفيش حد طبيعي




 بدرجة كاملة علشان كدة أحنا كلنا مرضى بس بدرجات مختلفة، 
أول علاج للمريض أنه يحس بالحُب..وميحسش بالرفض!" 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-