CMP: AIE: رواية رحيق الهلالي الفصل الثاني والعشرون22بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية رحيق الهلالي الفصل الثاني والعشرون22بقلم داليا السيد

رواية رحيق الهلالي

 الفصل الثاني والعشرون22
بقلم داليا السيد

من العائلة
انتهت من ارتداء ملابسها بفستانها الوردي الذي حضرت به حفل تخرجها من الكلية وقد بدا جميلا حقا وإن بدا


 الحمل مؤثرا على قوامها، دق الباب ورأته يدخل متأخرا
التفت إليه عندما توقف وهو يتأملها فقالت "ماذا؟ هل حدث شيء؟ ماذا بك فراس؟" 
تحركت إليه وما زال



 ينظر إليها حتى وقفت أمامه وعطرها الهادئ ينفذ إلى أنفاسه عادت تقول بقلق "فراس ماذا حدث أنت تشعرني بالخوف" 
رفع خصلتها التي



 تداعب رموشها وقال “أنتِ تخافين رحيقي؟ أنا الذي أصبحت أخاف أن تراك عيون الرجال فتنبهر بجمالك" 
احمر وجهها وأخفضته بسعادة فرفعه إليه وقال "هل لو طلبت منك عدم الذهاب توافقين؟" 
هزت رأسها بالموافقة وقالت "بالطبع أوافق هل تريد ذلك؟" 
ظل يتأملها لحظة قبل أن يقول بابتسامة "لا، زوجتي الصغيرة، أنا أريدك معي" 
ابتسمت وتحرك هو فقالت "أعددت لك ملابسك" 
كانت الخطوبة هادئة وبسيطة وقدمت التهاني هي وميادة وكوثر ولم يجلسا كثيرا 
عاد الجميع وتركته مع فايزة وقد صعدت لترتاح بعد أن تركت جواد وسرعان ما لحق بها وقد غيرت ملابسها بتعب فقال وهو يخلع ملابسه
“بالكاد وافقت على مقابلته أولا غدا وقراءة الفاتحة" 
ابتسمت وقالت "ستوافق بالنهاية من أجل ابنتها" 
وقف أمامها وقال "بل وافقت بسببك" 










تراجعت وقالت "أنا؟ كيف؟" 
خلع قميصه وأبعده وقال "هكذا قالت" رحيق هي سبب موافقتي سترعى ابنتي جيدا"
أبعدت عيونها وكادت تبتعد عندما أعادها أمامه وقال "أنا أيضا كنت أتساءل.."
ثم قطع كلامه ونظر إليها فقالت "ماذا؟"
تركها وقال وهو يخلع ملابسه "لا شيء، تبدين متعبة" 
كانت بالفعل متعبة جسديا وذهنيا لذا ما أن خرج من الحمام حتى وجدها تغط في نوم عميق فاقترب منها ووقف أمام الفراش وحدث نفسه
“ترى رحيق إلى متى يمكنك تحمل كل ذلك؟ وهل سترحلين يوم عني؟"
تراجع إلى النافذة وظل واقفا أمامها يفكر لماذا يهتم بوجودها إلى هذا الحد؟ وما سبب تلك السعادة التي يجدها معها خاصة بعد أن استقرت أمورهم وتحسنت ظروفه ولكنه وجد أن ربما الاستقرار هو سبب سعادته لكن سبب وجودها هي هنا وتحملها معيشته هذا هو ما لم يصل إليه وهي لا تصرح به.. 
رحلوا جميعا بالصباح إلى بيت فايزة لاستقبال سامر ووالده بالمساء وما أن وصلت حتى لازمها القيء والدوار ولكنها تحاملت كالعادة ولم تتحدث وساعدت ميادة في اختيار ملابسها بينما ظلت فايزة مع كوثر التي حاولت تهدئة فايزة لتوافق على سامر أما هو فقد أخبرها أنه سيمر على المحامي ليتابع أملاك فايزة
وصل على الغداء وبالطبع لم تتناول هي أي طعام وقد لاحظ ذلك بل ونهضت مبكرا عن الجميع إلى الغرفة التي كانت لهم من قبل 
استلقت على الفراش بتعب ولم تشعر به وهو يدخل ولكنها سمعته يقول وهو يلمس وجهها "رحيق، رحيق أنت بخير؟" 
فتحت عيونها وقالت "نعم" 
كادت تعتدل لولا أن أمسكها وقال "لا، ارتاحي ما زال هناك وقت سأتركك لتنامي" 
ولكنها قاومت واعتدلت وقالت "لا، لن أنام سأذهب لأساعد فايزة" 
أمسكها وقال "رحيق اجلسي فايزة لديها من الخدم ما يكفيها، هل ترتاحي؟" 
ابتسمت بوجه شاحب وقالت "تعلم أني لا أحب ذلك" 
نهض وخلع قميصه واتجه إلى الحمام وقال "على فكرة دنيا ستكون موجودة" 
تلقت الخبر وكأنه صفعة على وجهها ألقتها على الفراش بقوة وهي تحدق في الفراغ أمامها، هل يمكن أن ترى تلك المرأة مرة أخرى لقد كادت تنساها وتخرجها من حياتها والآن ماذا؟ كيف ستواجها بهدوء بعد أن كانت سببا في كل ما كان؟ 
خرج وهو يجفف وجهه وشعره ونظر إليها وقد كان يعلم أن الأمر ليس بسهل، نهضت وتحركت بدون هدى وما زالت متعبة، فجلس على أقرب مقعد وأشعل السيجارة وهو يتابعها قبل أن تقول
“لن أقابلها"
ضاقت عيونه من بين الدخان قبل أن يقول "وفايزة وميادة؟" 
التفتت إليه بغضب وقالت "وأنا وشرفي وأولادي الذين كادوا يضيعون مني بسببها؟" 
نهض واتجه إليها ووقف أمامها وقال "رحيق دنيا للأسف فرد من العائلة وأنا لا يمكنني تجاوز ذلك لأي سبب، كما وأنك تعلمين أنها تفرض نفسها علينا بشكل غير طبيعي" 
قاطعته بقوة وقد تجمعت الدموع بعيونها "فعلا هي فرد من العائلة، لكن هي تفرض نفسها عليكم أنتم أما أنا فلا، لا أستطيع أن أراها مرة أخرى أخشى إن رأيتها لا أتمكن من ضبط نفسي كالمرة السابقة، فراس أبعدني عنها لن أتحملها" 
أمسكها من ذراعيها برفق وقال "لا أستطيع رحيق، هذه المرة صعب فايزة وميادة يريدونك وبالطبع دنيا عمة ميادة ولا يمكن إقصائها عن أمر كهذا، عليك بتقبلها أخبرتك أنها من العائلة" 
نفضت ذراعيه وتملكها الغضب وقالت "أنت تخشى على عائلتك إذن ولا يهمك زوجتك حسنا فراس سأقابلها ولكن لا تحاسبني على أي أفعال أو أقوال" 
تعصب من ردها وقال بغضب حاول ألا يظهره "اهدي رحيق ولا تثيري غضبي بكلامك، لن نفسد الأمر وعليك بضبط نفسك" 
نظرت إليه بدموع غاضبة ثم تركته وتحركت إلى الحمام وصفعت الباب خلفها بقوة، أطفأ السيجارة بقوة غضبه ثم ارتدى قميصه وتحرك إلى الخارج بنفس الغضب
لم تخرج من غرفة ميادة إلا معها عندما استدعوها لمقابلة أهل سامر، وحمدت أن دنيا لم تأت للقاء ميادة وإنما وصلت متأخّرة، بينما حاولت هي كظم غيظها من أجل ميادة التي بدت سعيدة وخائفة ولولا رحيق لما أمكنها تخطي الأمر وحدها







كانت نظراته صامتة عندما قابلت نظراتها وهي تخرج مع ميادة وترحب بسامر ووالده ووالدته، وبدت نظرات دنيا واضحة الكره إليها أما كوثر فكانت تتابع رحيق بصمت 
جلست بجوار ميادة وقد كان سامر سعيد ووالده يتحدث مع فراس والأم مع فايزة وتدخلت دنيا بالحوار دون أن يعلم أحد متى وكيف وهي تقول
“وميادة سعيدة لأنها ستقيم مع سامر بالبلد"
التقت كل النظرات ببعضها البعض عدا رحيق ثبتت نظراتها على دنيا التي تجاهلتها وقالت فايزة "هي اختارت ذلك يا دنيا"
قالت دنيا وهي ترمق رحيق "بالتأكيد يمكنها أن تفعل فهناك رحيق ستقوم بخدمتها كالعادة فهي تهوى خدمة الجميع"
اشتعلت النيران بداخلها وانفك لسانها ليرد ولكنه قال ربما ليذكرها بأنها ابنة عمه ولن يسمح لها بأن تهينها "رحيق لا تخدم أحد دنيا بل هي ترحب بكل من يدخل بيتها وتحب رسم الراحة على وجوههم حتى ولو على حساب نفسها وراحتها" 
كادت دنيا ترد لولا أن قالت كوثر "معك حق فراس إن البقاء ببيتكم الآن أصبح من الأمور الرائعة وأصبحت أعشق التواجد فيه ليس فقط لكل ما فعلته رحيق بالبيت وإنما أيضا كما قلت لحسن استقبلها لنا وقيامها على راحتنا" 
أخفضت رحيق وجهها وربما استكفت وحاولت ألا ترد احتراما للأم وقالت "بل هو واجبي تجاهك ماما فأنا أشعر بسعادة بوجودكم معنا جميعا" 
اقتنصت دنيا الفرصة وقالت "ماهرة حتى في التمثيل يا لك من امرأة" 
رفعت وجهها بغضب إلى دنيا وتجهمت الوجوه من حولها بينما أجابت فايزة "ليس بيننا ممثل يا دنيا هي حقيقة نعرفها جيدا، فراس أنا أفضل الخطوبة هادئة أنت تعلم ظروف وفاة مهاب" 






سكتت احتراما للجميع وكظمت غيظها وربما توقعت منه هذا التساهل مع دنيا من أجل العائلة 
تمت الفاتحة بسعادة إلى أن انصرف تامر وأسرته وتبعهم فراس إلى الخارج ووقفت رحيق بجوار فايزة بينما كوثر صعدت مع جواد لينام وتبعتها ميادة وتوقفت دنيا أمام رحيق وفايزة وبدأت دنيا بالطبع الحديث عندما قالت
“ألا تجدي أنكِ تعجلتِ بالأمر يا فايزة؟"
قالت فايزة "إنها مجرد خطوبة يمكنها أن تفكر جيدا خلالها" 
تحركت رحيق لتصعد ولكن دنيا قالت "تظنين أنك الرابحة؟ فراس وزوجة عمي والآن فايزة وميادة" 
توقفت دون أن تنظر إليها بينما لحق فراس بهم وقالت فايزة "دنيا كفى، لا أريد كلمات أخرى" 
تحركت رحيق مرة أخرى بنفس الصمت ولكن دنيا قالت "لا فايزة لابد أن أتحدث تلك الخادمة لن تأخذ كل شيء إنها كاذبة وغشاشة ومخادعة وأنتم تجعلونها فرد من الأسرة وهي لا تستحق بعد أن خدعت الجميع وأولهم أخي وتسببت بقتله لابد من طردها" 
التفتت لتنظر إلى فراس الذي التقط نظراتها وهو يجيب بقوة "كفى دنيا أنت لا تدركين ما تقولين رحيق" 
قاطعته دنيا "رحيق سرقتك مني ولكنها لابد أن تدرك أنك لي ولن تكون لسواي لأني لن أسمح بذلك هل تفهم؟" 
لم ترد أيضا وتحركت إلى الأعلى بدموع لم يراها أحد وجلست على طرف الفراش وهي لا تفهم لماذا لم ترد ولماذا خشيت على مشاعر الجميع ولم تهتم بمشاعرها رغم أنها أخبرته أنها غير مسؤولة عن أقوالها أو أفعالها؟ ربما لأنها شعرت أنه يهتم بأفراد العائلة بالمقام الأول وربما تأتي هي بعدهم كان عليها أن تدرك ذلك إنها مجرد تلك الفتاة التي فرضت نفسها عليه وتزوجها من أجل ابنه فلابد أن يفعل معها ذلك.. 
تابعها وهي تصعد لأعلى ثم التفت إلى دنيا وأمسكها من ذراعها بقوة ونظراته كلها تشتعل بالغضب وقال بنبرة نارية "أنا لست لك ولن أكون ولابد أن تفهمي أن تلك المرأة زوجتي ولن أتزوج سواها ولولا أن هذا ليس بيتي لقذفت بك خارجه دون رحمة فأنا لم







 أكره بحياتي أحد مثلما أكرهك وأكره اليوم الذي فكرت فيه أنك تصلحين كامرأة لي" 
ودفعها بقوة بعيدا ولكنها قالت "تلاعبت بك تلك الغشاشة" 
لم يتمالك نفسه وهو يصفعها بقوة أسقطتها على الأرض بين دموعها وشهقات فايزة التي لم تعرف ماذا تفعل وهو يقول بنفس الغضب "زوجتي أشرف منك ومن أمثالك وفراس الهلالي لا تتلاعب به امرأة هل تفهمين؟" 
ثم تركها وتحرك إلى الأعلى وما زال الغضب يتملكه ويتمنى لو لم تكن تلك المرأة ابنة عمه ولكنه القدر
فتح الباب ودخل فوجدها ما زالت تجلس على طرف الفراش دون أن تنظر إليه وهي ما زالت تتذكر كلمات دنيا وكأنها شريط يدور مرة وراء الأخرى دون توقف فلم تشعر به وهو يدخل ولكنها سمعته يقول 
“رحيق"
انتبهت له فمسحت دموعها ونهضت لتبتعد ولكنه أمسكه ذراعها برفق وقال "لا أحب تلك الدموع تفسد جمال عيونك" 
لم تنظر إليه ولم ترد فرفع وجهها إليه ولكنها لم تنظر وهو يقول "هيا رحيق تعلمين أنها مجنونة والجميع لا يأخذ بكلامها" 
رفعت رموشها ونظرت إليه فمرر أصابعه على وجنتها وقال "أنا لا أوجد مبررات لم قالت أو فعلت فهي نالت مني ما تستحق، ولكني لا أحب حزنك وصمتك هذا لم اعتاده" 
أبعدت وجهها وقالت "اخترت الصمت من أجلك وأجل الجميع ولأني لم أنس أن دنيا من العائلة" 
وابتعدت فتذكر كلماته فقال "حسن رحيق، ماذا تريدين؟" 
توقفت والتفتت إليه وقالت "لا شيء فراس، لا شيء" 
وتحركت للحمام وألقت كل ما بمعدتها وقد سمعها وهي تفعل وأدرك أنها لم تغفر له ذكر دنيا بأنها من العائلة ونسى أنها هي زوجته ولها أكثر من تلك المرأة اللعينة ونسى حتى وصية عمته عندما أخبرته أن زوجته بالأول والجميع من بعدها فأدرك الآن أنه أساء التصرف لذا هي اختارت الصمت.. 
عادا إلى البلد في صمت ولم يتبادلان أي كلمات منذ الأمس وبالطبع تركها أمام البيت مع جواد وأخبرها بعودته للأرض فلم ترد وإن بدت متعبة إلى أقصى حد لأنها لم تنم من كثرة الأفكار وتعب الحمل والحزن الذي سيطر عليها.. 
أعدت الغداء بصعوبة من الدوار والقيء وما أن انتهت حتى صعدت غرفتها واستلقت ونامت رغما عنها ولم تشعر إلا وصوت باب يغلق




فتحت عيونها فرأت الظلام يحيط الغرفة إلا من الضوء الخافت ورأت قميصه ملقى على المقعد ثم لحظات وسمعت صوت الماء بالحمام 
صاحبها الدوار من الضعف الذي أصابها لعدم تناولها أي طعام فلم تنهض، ظلت مستلقية بمنتصف الفراش حتي رأته يخرج وهو يرتدي روب الحمام ويجفف شعره ووجهه كالعادة أبعد المنشفة ورآها وهي تنهض وتقول
“متى عدت؟ لم أشعر بك؟ هل أعد لك الطعام؟"
تحرك إليها ودفعها برفق لتعود إلى الفراش وقال "لا رحيق لقد تناولته أنا وجواد، هل تناولت طعامك تبدين متعبة ماذا حدث؟" 
استسلمت للفراش وقالت "لا شيء إنه ذلك الدوار أنا بخير ربما بحاجة للنوم" 
استلقت على الفراش وربما تهرب منه ولكنه لم يتركها وجلس بجوارها وقال "ألا تظنين أن ذلك كثير" 
نظرت إليه وقالت "ليس بيدي إنه الحمل" 
أبعد شعرها عن وجهها وقال "حقا؟ وصمتك هذا؟ رحيق لا أحب هذه الطريقة فهل نتحدث؟" 
صمتت قليلا قبل أن تقول "لا أريد أنا حقا متعبة ربما بالصباح اتركني من فضلك فراس"
تأمل عيونها المعكرة بنظرات الألم والدموع التى توارت خلفها فهز رأسه وقال "كما تشائين" 
نهض ليرتدي ملابسه ثم خرج وترك الغرفة ونزل إلى مكتبه وهو يحاول أن يلتمس السكينة عندما أمسك قلمه وعاد إلى الكتابة
بالصباح كانت أفضل كثير واستيقظت مبكرا وتركته بالفراش دون أن توقظه وحصلت على حمام ونزلت إلى المطبخ كما اعتادت، انتهت من إعداد كل شيء عندما رأته يدخل وهو يقول
“صباح الخير" 
لم تنظر إليه وهي ترد "صباح النور، لحظة والشاي يكون جاهز" 
كانت تعد الكوب عندما شعرت به خلفها ويده تمسك يدها فتوقفت دون أن تنظر إليه وسمعته يقول "بدون ابتسامتك لا أريده" 
لم ترد ولم تتحرك ويدها تسكن قبضته، أعادها أمامه ورفع وجهها إليه وقال "حسنا، أنا لم أقصد ما قلت" 
أبعدت عيونها عنه وقالت "ولكنك قلته" 
أحاط كتفيها بيديه وقال "أعلم ولكن ليس بالمعنى الذي وصلك، رحيق دنيا ليست أهم منك ولا أحد أهم منك بحياتي" 
رفعت عيونها إليه بعتاب ودموع فقال "هذه هي الحقيقة وأنت تعلمين ذلك فقط لم أكن أحب أن يفسد اليوم بسبب شجار بينك وبين دنيا" 
تحركت مبتعدة وقالت "لست متهورة إلى هذا الحد فراس" 
ابتسم وقال "لست متهورة ولكن مجنونة وذات لسان سليط زوجتي الصغيرة" 
التفتت إليه بغضب ولكن ابتسامته امتصت غضبها وهو يقول "وهي أكثر الأشياء التي تجذبني إليك زوجتي الصغيرة" 






استدارت مبتعدة فقال وهو يكمل إعداد الشاي "على فكرة الفصل الأول انتهى فهل يمكن كتابته على اللاب لا أحب تلك الأجهزة" 
التفتت إليه بذهول من وسط الدموع وهتفت "ماذا؟ أي فصل؟ أنت جاد؟" 
ترك الشاي واتجه إليها وقال وهو يقف أمام عيونها ويمسح قطرات دموعها المتناثرة على وجهها وقال "








هل تشعرين أني أمزح؟" 
ثم أحاطها بذراعه فاستكانت بين ذراعيه وهو يتأمل عيونها الجميلة وقال "كان لابد أن أفعل أمام إصرارك، حاولت أن أثبت عكس كلامك بأني كاتب





 وظننت أني سأفشل ولكن تلك العيون كانت تصاحبني عند أول كل سطر وكأنها تملي عليّ ما أكتب، أنا لا أعرف ماذا فعلتِ بي رحيق؟" 





أخفضت وجهها وتمنت لو أخبرته أنها فقط أحبته وآمنت به ولكنها لم ترد فرفع وجهها إليه وقال "أنتِ




 أصبحت كل شيء بحياتي رحيق وما حدث عند فايزة لن يتكرر، أنتِ زوجتي وأم أولادي وأسرتي الأولى ومن بعدك يأتي الجميع،



 لم أنس موقف كلا منهم معي ولكن ربما كما أخبرتك لم أشأ إفساد يوم ميادة، هل ننسى ما كان؟" 




هزت رأسها وابتسمت برقة لينحني ويطبع ختم الصلح على شفتيها كي يستعيد رحيق حياته وشبت على



 أصابعها لتتعلق بعنقه وتمنح نفسها بقبلته راحة لقلبها الذي كان يأن حزنا بالأيام السابقة.. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-