CMP: AIE: رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثالث عشر13بقلم مارينا عطيه
أخر الاخبار

رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثالث عشر13بقلم مارينا عطيه


رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثالث عشر13بقلم مارينا عطيه

"- بس أهدي علشان خاطري" 
_ مريض أزاي! كان مدمن يعني؟ 
"- لا، هو...بصي..
_قول بقى حرام أعصابي باظت.



"- كان مريض بيتعالج نفسيًا يا جميلة، مش هبرر له وأقول أنه كان بيعمل كل ده وهو مش في واعية وأخلق له حجج وأعذار كتير بس هو فعلًا مكنش بيوعيه وكان بيتعالج وفي 



سفره...والداتك كانت تعرف دكتور زميلها، كانت بتسفره برة علشان تعالجه..بس مكنش في فايدة مخفش ومتعالجش!"

كنت مصدومة من اللي بسمعه مكنتش عاوزة أصدق اللي بسمعه كنت عاوزة أهرب وأجري!
يعني في النهاية طلعت الحقيقة ظالمة ! الحقيقة هتنصفه! بس برضه ولو..هو اللي عمله مش كفاية.
عمله كان كفيل أنه يقتل فيا أي مشاعر تميل ناحيتهُ.
أنا كنت واقفة على أرض صلبة بتهتز تحتي، وكنت حاسها بتلف بيا وهترميني على أول طريق تقابله.
مسك إيدي لما حس توازني مش مظبوط.
"- جميلة" 
غمض عنيا وفتحتها.
رديت بكل تلقائية.
_ ولية! لية كانت تستحمل.
"- علشان كانت بتحبه" 

علشان كانت بتحبه، جملة غلط في المكان الغلط.
نستحمل حاجات فوق طاقتنا ومنقدرش عليها علشان بنحب.
نستحمل ضربات قلبنا اللي بتأذينا كل يوم...علشان بنحب.
نستحمل أهانة وذل وقلة قيمة وقلة كرامة وتعب نفسي وجسدي...علشان بنحب! 
نستحمل أننا نقدم تضحيات كبيرة و كتيرة ومتتقدرش...علشان بنحب.
نموت من القهرة على حالنا...علشان بنحب..
نتأذي ومنتكلمش..علشان بنحب برضه! 
نكون شايفين السم جوه الكاس، ونرجع نشرب منه علشان بنحب برضه..
نعمل كل ده من قِلة لنفسنا..علشان بنحب.
وفي النهاية بنتوقع أن الحُب هو السبيل الوحيد لأنقذنا وتعوضينا عن المُر والعيشة اللي أحنا مش راضين عنها، في الحقيقة بتكون أن الحُب هو السبب الوحيد في وصول حالنا للأسوأ حالنا...علشان بنحب! 

_ أزاي تقول لك السر ده ومتقولش لجدتي؟ 
"- هي قالته ليا علشان كنت بعيد، علشان عارفة إني مش هعمل حاجة غير إني أطيب خاطرها بكلمتين وخلاص!" 






_ مكنتش عاوزة حد يساعدها!
"- مكنتش عاوزة حاجة غير إنك تطلعي سليمة نفسيًا يا جميلة"
ضحكت بسخرية.
_ بعد كُل ده أطلع سليمة نفسيًا! 
وبعد كل ده هو متعالجش!! 
"- هو هو....
_ خالو، من فضلك قول ليا على كل حاجة ومتخبيش عليا أي حاجة تانية.
سكت شوية.
"- لاحظت عليه التغير في آخر فترة..
ضحكت.
_ آخر فترة! هو كان بيجي لنا أصلًا ولا كنا بنشوفه يا خالو! 
"- يعني ف الفترة دي يا جميلة" 
_ وبعدين! 
"- اتأكدت أنه مبيتعالجش ولا حاجة، وأنه عالج نفسه بمرض أكبر!" 
_ هو أية! 
"- آدمن" 
ضربت قلبي بحسرة.
_ بقى مُدمن!! 
_ طب والدكتور اللي كان بيتابع حالته مع أمي!! 
"- للأسف توفى ومعرفتش تعمل أي حاجة، وكانت مخصوبة على أمرها علشان إنتِ تعيشي" 
_ ااه مفهوم، و علشان مطلعش مأذية نفسيًا.
"- جميلة أمك كانت بتحبك أوي" 
_ ما هو كل أذى دلوقتي بقى بدافع الحُب.





مكنتش عاوزة أتكلم، كفاية وجع أكتر من كدة.
دايمًا الأسرار بتكون سر غويض في حياة صاحبها بس لو أتفتش السر دايمًا بتأذي أقرب الناس لية.
ما هي تبقى أسرار لية؟ لو أنت محفظتهاش في قلبك وفضلت شايلها جواك ومحافظ عليها أنها متخرجش لحد، مش هتبقى سر! بس لما بتخرج بنتكشف أنها أتحفظت العمر كله مع صاحبها علشان كانت فيها أذية كبيرة لأقرب الناس لية.
مش عاوزة حد يقول ليا أسرار تانية، أنا شبعانة أذى! 

"- جميلة، متقوليش لحد!" 
_ مفهوم.

مكنتش عارفة لية خالي أختار الوقت ده بالذات علشان يصرحني بحاجة زي كدة، عاشت وأتدفنت سنين.
بس كنت كل اللي عارفة إن عندي أمل، أمل أعرف نهاية الحكاية دي أية

رجعت البيت لقيت جدتي قاعدة ومعاها آدم، كان بيان عليه التكشيرة.
فتحت تليفوني لما لقيته بيبُص ليا بغضب.
لقيته رانن عليا أكتر من عشر مرات وأنا موبيلي كان صامت! 
"- ده قلق علينا فـ قال يجي يطمن" 






بص ليا بتكشيرة ظباط معروفة.
= أنتوا معملتوش محضر لية؟ 
_ نعمل محضر لية !
= حضرتك كنتِ هتتخطفي من البيت وتقولي لية! 
رديت بغباء غير معتاد مني.
_ مش أنت ظابط؟ أتصرف يا حضرة الظابط.
رفع حواجبه وبص ليا بإستغراب، في نفس الوقت اللي جدتي قطعت فيه حدية الموقف وعرفته على خالي.
سبتهم ومشيت وهو قاعد معاه.
هو أنا قولت حاجة غلط علشان يبص ليا كدة! مايتصرف فعلًا ماهو ظابط.
بعد شوية وقت لقيت خالي داخل عليا الأوضة.
"- تعالي يا جميلة" 
_ أجي فين! 
"- هنروح نعمل محضر" 
_ والله ؟ هو أقنعك! 
"- مستنيكِ يا جميلة بعدين أفهمك"
هزيت راسي بالموافقة، سحب الباب في إيده ولسة بيخرج.
ورجع تاني قال.
"- لطيف أوي الولد ده يا جميلة شكله جدع وراجل بجد" 

هما بيقولهم أية بجد! بيقولهم أية يخليهم من قعدة واحدة كدة الناس كلها تحبه يعني مش فاهمة بجد! 
قمت غيرت هدومي لبست بلوزة حمرا، وجيبة بيضة وكوتش أبيض.





رفعت شعري لفوق وحطيت الأسكراف الأسود على رقبتي.
طلعت من الأوضة، لمحتك على فكرة! لمحت البصة اللي من تحت لتحت مع الإبتسامة الخفيفة دي ها لمحتها يا ناصح.

ركبنا في عربيته.
كنت قاعدة من قدام، وشغال يرمي عينه عليا.
كان نفسي أقوله أتنيل بص قدامك هتقلبنا مية مرة.
= أنا هنزل هروح مكتبي، تكونوا أنتوا جيتوا ورايا.
رفعت حواجبي من طريقة كلامه، مهم أوي يعني سعة الباشا ده.
وفعلًا ده اللي حصل.
أول مدخلنا ودنا عند مكتب حد تاني ظابط زيه تقريبًا أول مدخلنا قام وقفله وسلم عليه بكل ترحاب! 
قعدت وكنت بحكي له الموقف.
أتكلم اللي دخلنا له ده وقالي.
"- تقدري توصفيه ليا يا أستاذة؟" 
وفعلًا حاولت أفتكر الموقف ووصفته له بالتفصيل.
لقيتهم هما الأتنين بيبصوا لبعض.
وآدم أتكلم.
= مش ده الواد اللي أتمسك قبل كدة ! 
رد عليه اللي كان على المكتب.
"- تفتكر هو هو!" 
= هنشوف، أبعت جيب لنا أخر طقم جه هنا وهاتلنا الواد ده من قلب بيته.





حسيت إني خلصت كدة فمسكت شنطتي وكنت لسة هقوم.
= إنتِ رايحة فين ؟ 
_ همشي.
= تمشي أية! مش لسة لما تتعرفي عليه.
_ والله؟ هو دلوقتي.
= خمس دقايق ويكون هنا.
_ ما أبهرتنيش برضه.
قولتها بصوت واطي علشان ميسمعنيش.
= إية؟ 
مردتش وقعدت مكاني لغاية مسمعت الباب بيخبط.
"- شوف الباشا عاوز أية" 
"- أمرك يا فندم" 
وطبعًا ضرب له تعظيم سلام.
طلب منه كام اسم كدة يجيبه ومكنتش فاهمة حاجة، كنت قاعدة تايهه كدة ومش مستوعبة الموقف.
لغاية مابعد شوية دخلوا شوية ناس شكلهم مجرمين وحرامية وقفوا صف.
قرب مني آدم.
= أنهي واحد يا جميلة؟ 
قمت أقف قصادهم واحد واحد أبُص عليهم، كنت ببص في ملامح كل واحد فيهم وبفتكر اللي حصلي والخوف اللي عشت فيه في الليلة دي! 




لغاية ماوصلت عنده، كان بيبص عليا وملامح الشر في عينه.
شاورت عليه بعصبية.
_ ده هو ده.
لقيت الراجل ده أنفعل عليا وكان تقريبًا عاوز يضربني بس لقتني تلقائي بجري لعنده وبتحمى فيه.
"- يا بنت الن*صابة....أنا عملت كدة ؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ" 
"- متصدقاش ياسعة الباشا دي كذ*ابة"
رن الجرس اللي جمبه، وجه الشويش أتكلم آدم.
= رجعهم الحجز وخد الواد ده معاهم.
"- معملتش حاجة يا حضرة الظابط" 
= أخ*رص يالاا.
مش قولنا نمشي عدل! 
"- والله سليم وماشي تحت الحيط، حسبي الله ونعم الوكيل" 
وفضل يحلف كتير أوي.
= خده من قدامي يا بني.
عليه واحده يا بني وهو متعصب يلهوي بجد.

مشي من قدامنا الراجل الشرير ده، شكرناه كلنا وخرجنا.
وطبعًا علشان هو جنتل وصلنا لتحت البيت، خالي نزل في الأول بيسند تيتا.
نزلوا من العربية.
بصيت ليه 
_ شُكرًا.
قفل باب العربية اللي من ناحيتي من عنده.
= لو مردتيش عليا تاني.
رفعت حواجبي وبصيت ليه.
_ اية ! 
= هحبسك، هحبسك بجد! 
إبتسمت وحبيت أغيظه شوية.
_ مابهرتنيش برضه.
قرب عليا بإبتسامة.





= ولو قولت لك بحبك! 
ضحكت ضحكة خفيفة وخفيت ضحكتي.
_ تصبح على خير يا حضرة الظابط.
فتحت باب العربية ونزلت، رجعت أبُص عليه لقيته بيشاور ليا على ودنه كدة وكأنه بيقولي أرن عليه.
اللي يشوفه بدري مع الناس وهو بيزعق فيهم ميشفهوش دلوقتي وهو قاعد في العربية بيقولي بحبك وبيشاور ليا زي المراهقين أني أكلمه.
طب مش مكلماه، ووريني هيعمل أية! لما نشوف أخرتها مع الظبوطة اللي كل الناس بتحبه ده.

كان يوم طويل ومهلك ومرهق أوي، يدوب حطيت راسي على المخدة.
صحيت على مسدج من سعاد كعادتها عرفت أخباري من جدتي اللي مبيتبلش في بُقها فوله خالص.
° مفترية والله يا جميلة! 
فتحت عينا بصعوبة وبعت لها.
_ وأنا عملت أية؟ 
° بقى الواد يعمل كل ده علشانك وإنتِ مفيش أمل برضه ياشيخة! 
_ أصطبحي يا سعاد.

قمت وسبت التليفون مكانه عقبال ما أغسل وشي وأجهز نفسي.
معرفش لية بصيت على الموبيل أشوفه أذا كان رن كدة ولا كدة ولا بعت مسدج! 

بيقولوا أول خطوات التعلق أنك تدور على الشخص اللي بتحبه




 بعد ما بتصحى من النوم على طول، وده معناه أنه بيكون على بالك طول ما أنت نايم وعقلك



 الباطن بيفكر فيه طول الليل وطول ما أنت نايم علشان كدة أول ما بتفتح عينك بتقوم تدور عليه.
الغريب أن كنت حاسة أنه عوزاه يكلمني، شكله وحشني! 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-