الفصل التاسع9
بقلم رحمه ايمن
علي سفره الافطار...
قعدنا كلنا وطبعا إياد بيه بشوكته وسكنته الي نفسي ارشقها في دماغه خلينا نخلص من المحن بتاعه ده
ولانه تيتا هنا وانا مراته وكدهو قعدت جنبه وفيروز جنب عمر مقابلين لينا وكرسين
فاضين قصاد بعض جنب فيروز وجنبي وفي المقدمه تيتا الي بترئس السفره.
شكلك مسيطره علي المكان ومحدش مد إيده في الاكل وده طبعا مستحيل يطلع من إياد الي بيبدأ اكل قبل ما اكمل رص حتى
ممكن سر التعويذه يا تيتا لو سمحتي.
فبعدها تيتا تحمحمت كده وقالت بهدوء
كوثر
: سمو الله، وبدأو اكل.
َسَمينا الله وكلو بدأ وانا مبتسمه بتلقائيه كده، عرفت مبدأوش لي لما رصيت، تيتا معلماهم الادب هاها عاش يا تيتا.
قطع الصمت كلامها الي وجته لإياد بتحذير.
كوثر
: مش عايز تقولي حاجه يا إياد؟
بأكل قطعه من البيض بالشوكه وتحدث ببرود
= انا بعتذر يا تيتا مقصدتش
كوثر
: لاء مسمعتش قلت اي، يعني اي بتعتذر؟
بتحدث بنبره غاضبه حاول إخفائها
= انا اسف يا تيتا مقصدش
كوثر
: ايوا كده، اسمها اسف ي تيتا مقصتش هعديها يا إياد عشان تعرف انه قلبي كبير ومبزعلش منك
ابتسم بتعبير كاذب
= شكرا يا تيتا، ربنا يخليكي لينا
كوثر بثقه
: يا رب يا حبيبي يا رب، لابس ورايح فين؟
= الشركه
كوثر
: طيب تعدي علي السنتر تجيب عمر ومكه بعد الشغل وترجع معاهم علي البيت ، لو اتأخرت يا إياد ل بليل هبلغ عنك الشرطه وهخليك تنور عندهم باقي الليله، مش هنروح نلمك من الشوارع احنا واظن كلامى واضح
إياد بتجاهل وإكمال الطعام
=.....
كوثر
: اخر مره جيبينك من قهوه عليها شويه عيال صيع وبتشرب مخدرات وحبستك ليلتين، كنت بتاكل فيهم عيش وحلاوه فاكر؟
كتمت ضحكتي بالعافيه لما لقيته تعصب ونفسه يرد عليها وفيروز قاعده حطه كفها علي قلبها وبتضربه كام مره وهي بتترجى ميفتحش بقُه، بصلي بعصبيه لما لقى وشي احمر من كتمتي لضحكتي فجز علي سنانه ب رخامه ورفع حاجبه كده وقال بصوت هادى سمعته
= لاء وللله!
بصتله بتحدي وانا بقرب منه وبتكلم بهمس وإنتصار :
- فرحانه فيكَ اوي.
وطلعت طرف لساني كده فبصلي بقرف وكمل اكل
كوثر
: وانتِ؟
حركت راسي ليها فلقتها بتبصلي ف شورت علي نفسي
- انا؟
كوثر بجمود
: اومال خيالك؟
-.....
ابتسم بسماجه كده وحط ايده علي خده وبصلي هو كمان.
كده تجبيلنا الكلام وقصف الجبهات يا تيتا؟!
كملت بنفس الجمود
كوثر
: الفطار مش عجبني، البيض مش عليه كمون لي، الفول ملوش طعم، العيش مجلد ، البطاطس نيه
انتي عمله اكل امبارح ول اي؟
قلت بنفي
: لاء ي تيتا الكمون في طبق صغير لوحده اهو قدام عمر، الفول مظبوط والعيش لسه مطلعه من الفرن حالا والبطاط...
كوثر
: قصدك اني بتبلى عليكي يعني؟
نزلت عيني بهدوء وغصه في قلبي
- لاء ي تيتا مقدش اقول كده.
كوثر بإكمال دون إهتمام
: غير كده السفره مغبره ومكنش ينفع يتحط عليها الفطار كمان، ممكن اعرف انتِ بتعملي اي هنا؟
قلت بتوتر طاغي عليه وانا بحاول انفي كلامها للمره التانيه
- لاء والله ابدا ! ديما بمسح السفره قبل الاكل وبعده عشان اتاكد غير اني مسحتها الصبح وانا بنظف البيت اكتر من مره
كوثر
: لتاني مره بتكدبيني
-.....
سكت ومردتش عليها، كنت هدمع، محصلش معايا موقف زي ده واول مره في حياتي حد يعلق علي أكلي وتنظيفي ويقول عليه نقد او حاجه زي كده ، كنت فكره اني هرضيها او هخليها تحبني لما اعمل فطار مناسب وفيه كل الاصناف ليها عشان لو في حاجه مبتكلهاش تاكل من حاجه تانيه.
لكن باين انها فعلا مش طيقاني ول هتفكر تتقبلني من اساسه.
بصيت لي وانا عيوني بتلمع بأثر دموع حاولت اخفيه، لقيته بيضحك زي ما عملت معاه وقرب عليا وقال بنفس الهمس والطريقه
= فرحان فيكِ اوي
كوثر بهدوء لشعورها بالمبالغه
: احم، المهم انه فطار وعدا، بتمني الاخطاء الي قلتها تتعدل
- حاضر
نزلت عيني بهدوء ورفعتها تاني قابلتني عيون فيروز وهي بتوسيني وبتبتسم بهدوء ليا وقالت بين شفيفها وفهمته "الاكل حلو اوي تسلم ايدك" وشاورت بصبعها بمرح، بحبها البنت دي اوي بجد
هحضنك لما نطلع فوق.
حركت عينيها من علينا واتجهت لعمر، شكلها هتاخدنا بدور ول اي؟
كوثر
: وانتَ، اخبار المذكره اي؟
عمر برفع عينيه من الاكل ورد عليها وكأنه مستعد للاجابه ويعلم بسؤالها:
الحمد لله يا نينا ماشي حالها
كوثر
: اي الي ماشي حالها، انت في تلاته ثانوي يا بيه، يعني تقولي الانجليزي مخلصه وبراجع فيه يا نينا ، والعربي باقي فيه كام درس واخلصه، امتحاناتي كويسه وبجيب درجات ودرجاتي كذا وكذا
والي انتِ مش متابعه يا فيروز
فيروز برد عليها بسرعه
: اكيد يا تيتا متابعه
كوثر بنظر للاكل وسحب رغيف اخر
: عوضي علي احفادى وعيالهم، والله ما انتوا نافعين
كملت اكل وكلو بيتنهد وبيحمد ربه انه فقره الاسئله وتهزيق خلصت، واضح اننا هنشوف ايام زي الفل
وبعدها صوت طفولي مرح نزل بحماس علي كرسيها ونغرز فيها بحب وسعاده:
مكه: نينا! نينا! نينا! وحشتيني
ضحكت بسعاده علي طريقتها وكان اول مره اشوفها بتضحك من قلبها.
كوثر
: وانتِ كمان يا مكتي، عامله اي
مكه
: بخير، وبقيت احسن لما شوفتك
كوثر بتقبيل راسها
: ل قوليلي بقي لي منزلتيش اول ما تجمعنا علي الفطار؟
مكه
: كنت بلبس وعملت ظفاير في شعري، شوفي حلوين ازاي
كوثر
: حلوين حلوين، لكن لما نتجمع علي الفطار تاني، يبقي تنزلي على طول اتفقنا
مكه ببراءه مصتنعه
: حاضر يا نينا
كوثر بلمس زراعها بهدوء والاشاره لها علي الكرسي
: اقعدي بقي هناك جنب عمر وابدأى فطار.
حركت مكه وشها وجريت جنب عمر وانا بقول الحمد لله في واحده مننا علي الاقل متهزقتش.
حوّلت الاطباق الي تمسحت وتيتا بتقولى اكل امبارح؟
جرحتيني يا تيتا وانا الي كنت بدافع عنك، ماشي لنا الله.
وبعدها تحرك إياد وخرج تحت طبعا أومرها انه ميتاخرش ورد عليها ب"حاااضر" الي مش طلعه من قلبه خالص
وفيروز كانت هتمشي وستأذنت منها
فلقيتها دخلت المطبخ بحجه الشُرب وقربت مني بهدوء
فيروز
: زعلانه؟
- انا! ، وازعل لي؟
فيروز
: عشان الي تيتا قلته، متزعليش منها هي دي طبيعتها، متعودتش تقول كلام حلو او حتي طالع من قلبها، وغير كده دي عاده اثريه عندها "بتنهد بقله حيله" تموت لو مصبحتش علينا واحد واحد كده بكلمها الي زي السم، هنعمل اي في كوثر بقي
ضحكت بخفه علي طريقتها فقربت منى شويه وتكلمت بخفوت
فيروز
: اقلك سر؟
- امم
فيروز
: تيتا عمرها ما كلت اكتر من رغيف، ولانه الفطار عجبها جدا كلت رغفين ونص "بغمزه وتحريك اصبعها علي فمها" شش اوعي تقوليها اني قلتلك
- هههه سرك في بير
فيروز
: ههه خلصانه
كوثر بتذمر
: يلا يا فيروز هتتاخروا
فيروز بتحدث بملل
: ييييه علينا! يا تيتا اتهدي بقي
- ههه
فيروز بذهاب لها ببتسامه مزيفه
: حاااضر يا تيتا هنتحرك اهو
كانت هتطلع لعمر فرن تلفونها فوجهت نظرها ليا
فيروز
: ممكن تنادي عمر يا عهد عبال ما ارد علي المكالمه دي
- اكيد طبعا، دقيقه
قفلت المايه الي كنت هبدأ بيها المواعين، وطلعت ليه، فتحت الاوضه من استعجالي على طول ونسيت اخبط
فبصلي بخضه كده وبعدها زفر بهدوء وكأنه بيعمل مصيبه وكان هيتقفش.
عمر بأخد نفسه بهدوء ورفع الهاتف مجددا
: ادخلي يا عهد، كنت فاكرك نينا عشان مبتخبطش
كملي يا روحي.
- "روحي!"
عمر بالجلوس على حرف السرير وتحدث بهدوء
: انا قلتلكِ مبحبهاش، ومبحبش مشيها صحبتك علي عيني وعلي راسي يا ستي، لكن يا حبيبتي لي نفتح مجال معاها تاني وانا ما صدقت اصلا تقفلت صفحتها من عندك.
#.......
عمر بتنهد
: طيب اقفلي عشان السنتر وهنكمل كلام لما اوصل اوك
بحبك
#....
قفل معاها وبصلي ببتسامه وكأنه معملش اي حاجه؟!
مين البنت دي؟ وكمان ازاي يقلها كده عادي ؟!
- مين دي يا عمر؟ ومامتك تعرف؟
عمر بتلقائيه
: اكيد يا عهد تعرف وخاله كمان عادي ، انا مصاحب وكلو عارف
المهم انا لازم اتحرك عارف انه ماما بعتاكي تنادي عليا، هنزل انا
انجوي
- دقيقه يا عمر اقف ثانيه
عمر بإستعجال
: ها بسرعه يلا؟
- لما ترجع نبقي نتكلم شويه انا وانت تمام؟
عمر
: اوك لما ارجع، سلام.
نزلت من اوضته وانا مش مستعوبه، ازاي فيروز عارفه وإياد وعادي كده مفيش حاجه
هي" انا مصاحب " دي كلمه بسيطه وسهله وعاديه كده
ول خايف ول متلجلج ول حتي حاسس انه غلطان
محطوط تحت باند ال"عادي يعني " وخلاص...
هه هو اي المجتمع ده معلش؟!
كنت نزله وسرحانه في افكاري فقطعني صوت تيتا وهي بتنادي عليا فكملت السلم بسرعه وتحركت ليها
كوثر بنظر لها
: فيروز قالت انى زودتها، انتِ شايفه كده كمان؟
- لاء يا تيتا اكيد ده رئيك واكيد عندك وجهت نظر
كوثر بإعجاب اخفته في تحدثها
: امم انا شايفه كده برضه
-.....
سكت بعديها وفضلت واقفه وكنت هطلع زي العاده اقرأ روايه او حتي اريح شويه عبال ما يرجعوا
وبعدها احضر الغداء، لكن مش ديما الي بنتمني بيكون حقيقه
حِته عميقه كده لزوم ام المرمطه الي شكلي هتمرمطها بعد جملتها الي لسه قيلها دي
كوثر
: انتِ هتقفيلي كده؟
في مليون حاجه لازم تتعمل، البيت متغبر ومكركب روقي تاني
الحمام لسه داخله محتاج إعاده
في غسيل علي الحبل محتاج يتلم
وبعد ما تخلصي ده تعالي عشان تاخدي مفتاحي وتفتحي اوضتي تعيدي عليها، هي نظيفه بس زياده تاكيد برضه.
-......
كوثر
: انتِ لسه هتفكري، يلا اتحركي
- حاضر
اتحركت من قدمها وانا بقول "احييه يابو سوسو احيه"
اتريهم سبوني لوحدي ولاد اللذينه
عشان تقريبا مش بتريح روحها و بتنفخ الي قدمها و بيقعد معاها تحت سقف واحد
عشان كده إياد جري ومقعدش ، طيب وانا! انا تسبوني لوحدي
انا تعمله معايا كده.
عايزه اروح بالله، ماماااا.
المغرب...
قعدت علي الكنبه بتعب وانا بقول "واخيرررا هرتاح شويه، ااه ي رجلي يني
" القيها طلعه فى وشي فجأه من اي مكان ، بسم الله الرحمن الرحيم، عفرِيت يا تيتا ول اي مش كده.
كوثر
: مش انا قلتلك لما تخلصي تيجي تاخدي مفتاح اوضتي
رديت عليها بصوت ظاهر في تعب
- حاضر يا تيتا، لسه كنت بعمل الغداء ونص ساعه اريح بس وهروح أعيد عليها حالا، حاضر
بصتلي من فوق لتحت كده وقالت بستخفاف
: جيل اخر زمن، انا كنت بلف البيت ده كلو في ساعه الا ربع واخلصه انما نعمل اي بقي؟ ، لما تريحي ابقي تعالي
- حاضر
سيبوني عليها، الا والله بجد سيبوووني عليها، بيت اي الي بيخلص في ساعه الا ربع
اذا مكنتش مروقه الصبح واذا مكنتش من الساعه ٤ وانا وقفه وفعلا لسه مخلصه حالا، تيتا انتِ مش طلعتي طيوبه ول حاجه
وشكل زهره شبابي هتروح بين ايدك.
بعد حوالي ربع ساعه وانا بسحب رجلي طلعت ليها وخبطت بهدوء فأذن لي صوتها بالدخول ودخلت.
اوضتها مختلفه جدا عنهم، لون الحيطه بتنجاني هادي مريح للعين، فرشها كلو بنُي غير الاثاث قديم التراز الي باين عليه الفخامه والزغرفه اللي منحوته عليهم وضايفه ليهم جمال خاص
نفس نوع اللوح والصور والمسلسلات القديمه الي بنشوفهم في التلفزيون
سرير صغير شبه لون وشكل الدولاب
الي اكيد طقم واحد وجاين مع بعض
الدولاب نفس دولابي القديم الي في اي بيت مصري اصيل عادي، انا كده اطمنت خلاص
شاشه صغيره علي قدها، وكرسي هزاز زي بتاع إياد جمب الشباك
كل الي اقدر اقولوا عليها انها مريحه جدا، مريحه لنظر ولقلب.
وصراحه نظيفه يا تيتا! نظيفه جدا يعني.
اتحركت ليها بعد ما بصيت علي الاوضه بشكل عام لقيتها بتحرك ايديها ونظرها في الصندوق الخشبي الجميل اوي الي بين ايديها علي التربيزه الخشب الي جنب السرير.
كوثر
: اقعدي علي السرير، جيالك دلوقتي
- تمام
اتحركت علي استحياء كده وقعدت علي السرير وانا بلعب في ايدي فلقتها طلعت حاجه من الصندوق كانت بدور عليها وقفلته
وبعدها تحركت اتجاهي وقدمته ليا
- اي ده؟
كوثر
: مرهم عشان رجلك، اتعورتي وانتي بتحركي السفره عشان تنظفي تحتها
حركت ايدي في الهوا مع راسي وانا بقلها بخجل ظاهر عليا
- انا كويسه يا تيتا شكرا، مش محتاجه
كوثر
: لما حد كبير يقدملك حاجه تاخديها مفهوم
سكت وبعد وقت مديت ايدي واخدته منها وبقول بإمتنان:
- شكرا
كوثر
: العفو، واتحركي يلا عشان عايزه أقيل شويه
- طب وتنظيف الاوض..
كوثر بتجاهل حديثها
: لما يوصلوا وتحطي الاكل ناديني مفهوم، اتحركي
- تصبحي على خير.
طلعت من الاوضه وانا مبتسمه ببلاها كده وبصه للمرهم بحب
كنت مبسوطه اوي انها افتكرتني او اخدت بالها وأهتمت عشاني
كان تاني مره احس بحنيه حد عليا بعد ماما
اكتشفت انها عفويه اوي وطيبه لكن بتبين عكس كده قدمنا كلنا
تيتا انا بسحب كل كلامي عندك هالحين.
الساعه ٦ مساءا...
اول ما الباب تفتح جريت عليه ببتسامه ولهفه افتكرتها فيروز كالعاده لكن لقيته هو، بصلي بستغراب فرجعت وشي لطبيعته وتحركت علي المطبخ تاني بتجاهل
= كنت فكرك هتحضنيني ول حاجه بنظرتك دي
- انذار خطأ معلش
= اي رئيك اعتبره صح واحضنك انا؟
قالها برخامه وسخريه عشان يديقني وارد عليه ونتخانق بس انا سكت!.
اتخضيت وقلبي نبض لما فكرت بس انه ممكن يعملها، انا اي الي بيحصل معايا ده! عهد ركزي
نفضت الافكار من دماغي بهدوء وحاولت ارد عليه بثبات عكس تخبطي دلوقتي وانا برفع سكينه قدامه وبقول بتلقائيه :
- عشان تلقي السكينه دي في قلبك ويقولوا قتلت جوزها وهو بيحضنها في المطبخ ونطلع ترند بقي يا ظريف ها؟
رفع حاجبه بستفزاز وهو بقول
- امم جوزها؟!
اخدت نفس وانا بستعوب الي قلته والحمد لله صوت عالي عصبي متنرفز انقذني
فيروز بتذمر
: بتقفل علينا الباب يا إياد يا حيوان! مش احنا جاين سوى من بره الجو تلج وقعدت ساعه ادور علي المفتاح
رد عليها ببروده المعتاد وهو مثبت نظره عليا
= ماخدتش بالي سوري، هطلع اغير هدومي.
نزل عينه و اتحرك من قدامنا وفيروز لسه بتشتمه وبعدها عمر دخل وطلع علطول من غير كلام وبعدها مكه الي جت عليا بحماسها المعتاد تحكيلي عملت اي في الدرس انهارده.
فيروز
: هطلع اغير هدومي وارن علي يامن اشوفه تغدا ول اي وانتِ
يا مكه بلاش نصدع طنط عهد ها
مكه بنظر لها بجديه
: انتِ بتديقي من كلامي يا طنط عهد؟
- لاء خالص يا طنط عهد، انتِ تقولي الي انتِ عايزه
"بالتوجيه الحديث لفيروز"
وانتِ ملكيش دعوه يا رخمه، انا تحت أمرها وتعمل الي هي عايزه
وبعدين احنا صحاب صح؟
مكه بحماس: صح
- يلا كفو
مكه بمصافحتها : ههه
فيروز بضحك
: ماشي يا ستي ربنا يخليكوا لبعض، لكن مترجعيش تعيط لي لما تصدعك بقي
هروح اشوف عمر الي ضارب بوز ده من وقت ما طلعنا واجي، عهد انا واقعه من الجوع بجد
- متقلقيش خلصى وهتلقي الاكل جاهز
وهطلع اصحي تيتا وناكل علطول
فيروز
: اشطا، بحبك ابت مووه.
تحرّكت علي السلم بسرعه وحماس واخدته في تلات سلالم زي عادتها وزي عادتي وانا بضحك عليها
دي عندها ٣٨ سنه ازاي يا ربي بجد! لسه مصدومه.
مكه:
طنط عهد احكيلك عن اميره صحبتي انهارده عملت اي
- احكيلي طبعا بس نسخن ونحول الاكل واحنا بنتكلم تمام
مكه بسعاده
: تمام
نزله كلهم بعد ما صحينا تيتا وطبعا مخلصناش من اسألتها ومسح كرامة اي حد بيقع تحت إيديها بس خلاص مهما عملت وقع قناعها بنسبالي خلاص وهتكوني طيوبه وقمر وكيوت مهما عملتي هااه
كوثر
: والمحروص ابنك فين؟
فيروز بتحمحم
: تعبان يا تيتا شويه، بكره الجمعه أجازه لينا كلنا زي ما انتِ عرفه فاكيد هيكون كويس وقتها وهينزل معانا علي الفطار
كوثر بنبره ساخره
: اعمليهم عليا يا بت، فكرني نايمه علي دماغي ومعرفش ابنك بيعمل اي، وانتِ دلعي فيهم كويس دلعي
فيروز
: عايزني اعمل اي يا تيتا يعني اقتله عشان تستريحي
كوثر
: حلال في القتل والله، نسخه من واحد اعرفه وعمايله السوده سبقته في اي مكان بذمتك مبتتعلموش من اغلطكو ابدا
فيروز
: " اووف بدانا "
رمى إياد الشوكه فعملت صوت عالي وقال بنبره عصبيه
= تيتا لو سمحتي، انا محترم رئيك وكلامك لدوقتي ومبردش عليه لكن تفهمي انه هسكت وهعدي لما توجهي كلام وتلقيح عليا ف ده مش هيحصل ابدا
كوثر
: هتعمل اي يا إياد بيه يعني، قولي كده
=.....
الجو كان مشحون كالعاده عشان فتحت حاجات قديمه، فيروز حاولت تلطف الجو لكن إياد قام ومشي ومطلعش الاوضه خرج من البيت كلو، اي الي حصل زمان مخلي وحِش في نظرها كده
ولي هي بتستفزه بشكل ده ديما رغم انها عرفه انه بيدايق...
راسي عملت ايرور.
في الغرفه.
طلعنا اوضه فيروز بعد ما تيتا طلعت اوضتها
و انا حاولت أهديها عشان قلقانه عليه وبترن عليه مبردش
وعامله زي مامته بظبط
فقلتلها متقلقش وانه وهيرجع على طول اكيد، و بعدها رن يامن ففتحت عليه
وسالها اذا كويسه
وقلتله انها مديقه وانه تيتا نكشت إياد تاني فضحك وقالها " احسن يستاهل تيتا دي عمله لسود في الحياه اصلا " فضحكت وهزر معاها شويه وطمنها انه هيكلمه دلوقتي وعرف يفكها في ثانيه.
جميله اوي علاقتهم وهاديه، معرفش فيها تفصيل لكن ضحكتها وعيونها وكلامها تثبت انها بتحبه جدا
ابتسمت علي جمالهم وستأذنت منها اني هروح اوضتي
فحركت راسها ليا فخرجت وقفلت الباب وانا بدعي ليهم
بال هِدايه ودوام الحب يا رب.
دخلت الاوضه لقيتها متكركبه عكس اي مره فاتت
اتنهدت علي التعب الي انا فيه من الصبح
وحمست نفسي وقلت حَبه هدوم علي سرير ليه و حَبه ورق علي المكتب هنرتبهم بسيطه يا عهد
هنرتبهم وناخد دوش ونااام.
وفعلا رتبت هدومه وانا بطبق الجاكت قربته ليا بحركه عفويه وشميته، غرقان بريحته، ريحته الي من غير لف ودوران وكدب وتحوير تحفه ومميزه.
استوعبت الي بعمله وانا بكمل تطبيقه وبرمى في دولاب بسرعه
وبجري في نص الاوضه وقلبي بيدق بعنف
في حاجه غلط بتحصل فيا ، في حاجه غلط يا عهد.
حاولت اتماسك شويه وتحركت علي مكتبه وبقول هانت
لميت الورق ورصيته علي المكتب جهت اليمين
كنت هتحرك شوفت درج مفتوح لسه هقفله لقيت ألبوم صور
ضحكت ضحكه شرير كده وانا بقول اكيد طفولته وهاخد صوره منهم وزله بيها زي الافلام والمسلسلات نيهاهاها
وقفت شويه و سبته بتردد لكن مقدرتش ومن غير ما اعمل حساب لخصوصيته قلت "سمحني بقي يا رب" وفتحته
اول صور كانت لي هو وفيروز، كان حلو اوي وهو صغير
شعره ناعم ومغطى عينيه، عيونه كانت ملونه اكتر وهو صغير
هه وهنا كان بعيط، كانت فيروز كبيره وهو لسه في اللفه
وبعدها انتقلنا لصوره في الجامعه وبعد ال جامعه وهو كبير
هه اي الطربوش ده! باين عليه كان مرح اوي!
وضحكته مختلفه وطالعه من القلب! باين عليه صافي ولذيذ.
استوعبت نفسي و كنت هقفله بعد ما حسيت اني ببالغ وكده مينفعش لقيت صوره لي مع بنت
مكنتش فيروز كانت واحده تانيه.
شعرها بُني قصير، لبسه بنطلون ديق متخربش شويه وفوقه هاى كول لحد وسطها وعليه جاكت جلد
بوت هاف لنص رجلها وخاتمين سود في ايديها الشمال
لبسها راقي جدا جدا، عينيها بندقيه و باين علي ملامحها الجمال
لاء... هي جمالها ساحر فعلا.
ابتسمت وانا بحاول اضحك علي نفسي وقلت يمكن صحبته، عادي يا عهد متقلقيش
حركت الالبوم لصفحه الي بعدها وايدي بترجف
لقيت صوره كمان ليها لكن معاه، محاوطها بدراعه ونايمه علي كتفه ودفنه وشها جواه وهي بتضحك وهو كمان بيضحك
لكن ضحكه فعلا من جوه جوه قلبه
ضحكه من واحد بحب الحياه
او يمكن واحد بيعشقها بجنون!
لي حسه انه قلبي وجعني اوي دلوقتي...
فوقت علي حركه مفتاح الباب وهو بيتفتح قدامي وبيظهر إياد منه.
بديق وتحرك لها
= بتعملي اي عند مكتبي ؟
بتوتر طاغي عليها
- ول.. حاجه
= اي الي في ايدك ومخبيها ورا ظهرك ؟
-.....
