CMP: AIE: رواية رحيق الهلالي الفصل الرابع والعشرون24بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية رحيق الهلالي الفصل الرابع والعشرون24بقلم داليا السيد

رواية رحيق الهلالي


 الفصل الرابع والعشرون24

بقلم داليا السيد


شجاعة
تراجعت رحيق بجوار الدولاب وقد اعتادت عيونها الظلام فأمكنها أن ترى الرجل يتقدم إلى فراشها ببطء فتحركت خلفه 



على أطراف أصابعها وما أن اقتربت وهي ترفع العصا بقوة حتى استدار فجأة وكأنه شعر بها ولكنها لم تتراجع وهي تنهال بالعصا الثقيلة على مقدمة رأسه فيصرخ من الألم ولكنها لم تتوقف وعادت ترفعها مرة أخرى وتنهال بها علي رأسه ووجهه حتى سقط على الأرض أمامها فانهالت بالعصا على رأسه مرة ثالثة ولكنه لم يتحرك فلم تتوقف وهي تبحث عن شيء تربطه به حتى فعلت وكممت فمه 






تحركت بسرعة على قدر ما استطاعت إلى خارج الغرفة وأحكمت إغلاق الباب جيدا على الرجل وتحركت إلى غرفة جواد الذي كان يبكي بالفراش ويناديها بفزع
أسرعت إليه وقالت "جواد حبيبي لا تخف أنا هنا، ما رأيك أن نلعب لعبة الاستغماء؟" 
نظر إليها وهو يمسح دموعه وقال "الآن رحيق؟" 
هزت رأسها وهي تحاول أن تبدو هادئة وقالت "نعم حبيبي فقط لا تخرج من البيت فالظلام كثير بالخارج" 
احتضنها وقال "لا رحيق الظلام هنا أيضا ولا يمكنني أن أذهب لا تتركيني" 
شدت عليه بذراعيها وهي تفكر ثم قالت "جواد هناك ناس أشرار بالإسطبل يحاولون الإضرار بنا وعلينا أنا وأنت أن نكون أقوياء كي نتغلب عليهم هل أنت شجاع أم الخوف يتملكك" 
ارتجف جواد للحظة ولكنه ابتعد عنها وقال "إذا لم تتركيني سأكون شجاع وسأنقذك فقط أخبريني ماذا أفعل" 
نهضت وقالت "حسنا هيا دعنا ننزل إلى المطبخ ونبحث عن أي شيء يمكن أن يساعدنا ثم نذهب إليهم بالإسطبل" 
تحركت إلى الأسفل وجواد يلتصق بها وهي تتحسس طريقها على السلم حتى وصلا المطبخ وعثرت على كشاف صغير للطوارئ أضاءته وحصل جواد على سكين صغير وتمسكت هي بالعصا ثم قالت بهمس وهي تأخذ منه السكين
“لا حبيبي هذا خطر عليك خذ أي شيء آخر ودعنا نخرج بدون صوت"
وضعت السكين على المنضدة ولم يجد جواد ما يأخذه سوى طاسة صغيرة تتناسب معه 
كادت تخرج عندما شعرت بحركة بالخارج فنظرت من النافذة بحذر لتجد الرجل 








العملاق يحمل فراس على كتفه فوضعت يدها على فمها من الفزع والتصق بها جواد بشدة وتحرك جنينها ببطنها بقوة أشعرتها بألم في ظهرها وبطنها فتألمت بصمت حتى ذهب الألم 
وضع الرجل فراس على المقعد الذي أعدته دنيا له وسط دائرة من القش والحطب الصغير وربط الرجل فراس بقوة بالمقعد دون أن يعود فراس للوعي ودنيا تبتسم بشماتة وهي تقف أمامه تراقب الرجل وما أن انتهى حتى قالت
“أحسنت، لا أعلم لماذا تأخر زميلك في مهمته" 
قال الرجل "هل أذهب لأراه؟" 
قالت وهي تنظر إلى فراس "لا، أعيده إلى الواقع أريد أن أرى نظرات الضعف بعيونه" 
سكب الرجل جردل المياه بوجه فراس الذي شهق وهو يشعر بالماء البارد يعلو وجهه وصدره وفتح عيونه ليجد دنيا تنظر إليه بابتسامة كريهة حاول أن ينهض ليتمكن منها ولكنه اكتشف أنه مقيد بمقعد بالإسطبل الخاص به ورأى الرجل الذي يقف أمامه فلم يفكر إلا بزوجته وابنه وماذا فعلوا بهم 
صرخ بها "دنيا، ماذا تفعلين؟" 
زادت ابتسامتها وهي تقترب منه وتواجهه بنظرات جريئة وقالت "لا شيء يا ابن عمي فقط أحصل على حقي، أخبرتك أني لن أتركك" 
تراجع من يدها التي مررتها على وجهه تمسح قطرات المياه ثم تحركت إلى صدره الواضح من فتحة قميصه، انتفض من لمسة يدها وصرخ بها 
“أنت مجنونة، أي حق؟ ليس لك أي حق عندي"
ضحكت بجنون وقالت "أنت تفقد ذاكرتك بسرعة يا ابن عمي، هل نسيت قلبي الذي سحقته بأصابعك دون رحمة وفضلت تلك الفتاة علي؟ أم نسيت مهاب أخي الذي








 قتلته أنت وهي دون رحمة؟ وتلك الصفعة التي صفعتني بها من أجلها، أنا لم أنس فراس وحقي سأحصل عليه منك، ومنها" 
صرخ بها بكل قوته وهو يحاول أن يفلت من قيوده دون فائدة "أنت من باع بالبداية دنيا وأنا لم أكن لأشتري من باعني والآن ابتعدي عن رحيق هل تسمعيني؟ ابتعدي عنها، حسابك معي أنا، أنا من يمكنك التفاوض معه لكن هي لا، لا علاقة لها بما بيننا" 
لم تبتعد دنيا عنه وهي تقول بغضب "تخاف عليها أليس كذلك؟ نعم لقد رأيت الحب بعيونك تجاهها بذلك اليوم بالمشفى كنت تنهار خوفا عليها 







وقتها أدركت أنك كاذب وقلبك الذي أخبرتني أنك أغلقته لم يعد كذلك لأنه أصبح ملك لها، تلك الخادمة أوقعت بك وسرقت مني الحلم الذي عشت أنتظر تحقيقه لذا أخبرتك وقتها أنك إن لن تكن لي فلن تكن لأحد سواي وعقابك لابد أن يكون من جنس عملك لتعلم أني عادلة سأحرقك بالنار كما أحرقت قلبي عليك وعلى حبك وأحرقته على أخي، ولكن لابد أن تراك محبوبتك وأنت تنتهي أمامها لأعذبها كما كانت سبب عذابي ولا تخشى شيء سأتركها تعيش كي تظل عمرها كله تتعذب كلما تذكرتك وأنت تموت أمامها وهي لا تستطيع إنقاذك"
صرخ بها ولكن الرجل لكمه بقوة بوجهه فقطع صرخته ونزف الدم من فمه فتألم بصمت وهو يبصق الدماء من فمه بينما تراجعت هي وهي تقول 
“والآن أين زميلك هذا لقد تأخر في إحضارهم؟"
تحرك الرجل إليها وقال "هل أذهب لأبحث عنه ربما الظلام هو السبب" 
هزت رأسها وقالت "نعم هيا اذهب بسرعة ليس لدي وقت لابد أن أعود إلى المطار" 
تحرك الرجل إلى الخارج، شعرت رحيق بحركته وهي بالحديقة فاختبأت خلف الشجرة وجذبت جواد إليها وما أن مر الرجل حتى انفلت جواد من بين ذراعيها وأسرع إلى الرجل وضرب ساقه بالطاسة بقوة تتناسب مع سنوات عمره لكن لا تتناسب مع الرجل العملاق الذي التفت إلى جواد بغضب وهو يقول 
“أيها اللعين" 
وانحنى ليمسك بجواد ولكن كان عليها التدخل وهي ترفع العصا وتنهال بها بقوة على الرجل الذي التفت إليها وعلى خلاف الرجل الآخر لم يسقط من ضربتها فرفعت العصا لتضربه بها مرة أخرى ولكنها ما أن انهالت بها عليه حتى أمسكها وحاول أن يجذبها منها وهي تتمسك بها ولكنها 






تفاجأت به يترك العصا ويصرخ بقوة ويسقط راكعا على قدم ويمسك الأخرى متألما لترى السكين عالقة بها وقد وقف جواد بشجاعة يشاهده وأدركت أن جواد أخذ السكين ولم يتركها كما أخبرته وبسرعة انهالت بالعصا على رأس الرجل مرات أخرى حتى رأت دماؤه وهو يسقط فاقد الوعي ولكن سرعان ما رأت دنيا تخرج إليها من داخل الإسطبل على صوت صرخات رجلها وهي لا تصدق ما يحدث له.. 
أسرعت رحيق لتحتضن جواد الذي وقف يرتجف مما فعل فقالت "جواد اهدء حبيبي لقد انتهى الأمر" 
قبل أن يجيب الطفل كانت دنيا تسرع إليهم وهي تصرخ بغضب "أيتها اللعينة ماذا فعلتِ؟" 
أبعدت رحيق جواد خلف ظهرها لتواجه دنيا وقالت "ماذا فعلت؟ دافعت عن نفسي وابني من مجنونة مثلك" 
توقفت دنيا أمامها وقالت "دافعي كما شأت ولكنك لن يمكنك الفرار مني أنا المجنونة" 
لم تعد رحيق تشعر بالخوف وقالت بقوة وهي تتحلى بالشجاعة "ومن قال أني سأفر منك؟ أنا باقية كي نقوم بالحساب سويا هيا دعينا نعرف من له الحق لدى الآخر" 
اقتربت منها دنيا وقالت "حق أي حق؟ إنه أنت من سرق مني حبيب عمري، أنا صاحبة الحق، وأنت أيضا من قتل أخي أنا لم أنسى أيتها الخادمة" 
غضبت رحيق وقالت "أنت من أضاع حبك يوم فضلت المال على الحب وكان عليك أن تدركي أن رجل مثل فراس لن يقبل بعودتك بعد أن فضلت أخوه عليه ومن أجل المال، أما مهاب






 فأنت من قتله، نعم أنت من فعل به ذلك يوم اتفقت معه عليّ، أنت نسيت أن مهما تكيدي للبشر فإن الله خير الماكرين وقد رد الله كيدكم في نحركم فابتعدي عنا واتركينا" 
اقتربت دنيا من رحيق التي تراجعت بخطوات بطيئة لوجود جواد خلفها قبل أن تقول دنيا "أبتعد؟ يبدو أنك تصدقين نفسك وأنك مظلومة وأنا الظالمة، لا لن يكون وحقي سأنتزعه من حياته قبل حياتك ولن يوقفني شيء" 
وتحركت تجاه الإسطبل دون اهتمام برحيق، ولكن رحيق تبعتها إلى الداخل لترى فراس وهو



 مقيد بالمقعد فصرخ باسمها "رحيق، ماذا تفعلين هنا؟ اذهبي واتصلي بالشرطة" 
ولكن دنيا لم تمنحهم فرصة حيث أمسكت الولاعة وأشعلتها وهي تبتسم وتقول "حتى لو فعلت النار



 ستكون أسرع، هيا يا حبيبته اتصلي بالشرطة لتنقذي حبيبك" 
وقبل أن تقذف الولاعة على دائرة القش كانت رحيق تدفع 




بعصاها بيد دنيا لتلقي بالولاعة بعيدا فغضبت دنيا وهي تسب رحيق وتحركت تجاه رحيق وهي تصرخ بها
“أيتها اللعينة كان لابد أن أقتلك قبله، ولكني سأفعل الآن" 
لم تتمكن رحيق من رفع عصاها قبل أن تهجم عليها دنيا 





بشراسة وغضب ورغبة في الانتقام فانقضت عليها فاختل توازن رحيق وسقطت على ظهرها ودنيا عليها، بالطبع لو لم تكن


 حامل وبشهر الولادة لكان الأمر سهل لكن الأمر كان صعب وبأسرع من الريح هاجمتها





 آلام قوية ببطنها وظهرها بدت على وجهها ولكن دنيا لم تنتبه وهي تحيط عنق رحيق بكلتا يديها وتصرخ بها
“ستموتين وبيدي أنا أيتها اللعينة"
واتسعت عيون





 فراس وهو يرى زوجته تسقط بين أيادي 




دنيا وانتبه إلى تلك النيران التي اشتعلت بجدران الإسطبل نتيجة الولاعة التي 



وقعت وهي مشتعلة وتراجع جواد خائفا لا يفعل شيء وصرخ فراس باسم حبيبته 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-