CMP: AIE: رواية رحيق الهلالي الفصل التاسع عشر19بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية رحيق الهلالي الفصل التاسع عشر19بقلم داليا السيد

رواية رحيق الهلالي
 الفصل التاسع عشر19
بقلم داليا السيد
سر
مر اليوم الثاني وقد هدأت الأحزان قليلا ولم تعترض كوثر على رحيلهم خاصة من أجل الأرض وكذلك لأنها لاحظت تعب رحيق الواضح رغم أنها لم تعترف به 
عادا إلى البيت بوقت متأخر وحمل منها جواد ووضعه بالفراش ولم تتبعه هي وقد شعرت بالغثيان والدوار ربما من أثر الطريق ولامت نفسها لأنها لم تكن تشعر بشيء قبل أن تعرف بحملها أو كانت تشعر ولكنها كانت تقاوم لكن الآن زادت الأعراض وزاد التعب وربما لم يعد بإمكانها الآن تجاهله  
وقفت أمام مائدة المطبخ وهي تأكل قطعة جبن كي تذهب الغثيان عندما دخل ورآها فاقترب منها وقال بقلق "رحيق أنت بخير؟" 
عندما نظرت إليه كانت شاحبة ومع ذلك قالت "نعم هل أعد لك العشاء؟ أنت لم تتناول شيء" 
قال بحزم "لا وعليك أن تصعدي إلى غرفتك الآن، أنت متعبة رحيق" 
هزت رأسها نفيا وكادت تلتفت لتأتي بالطعام عندما قال بنبرة حاسمة "رحيق إن لم تصعدي لغرفتك الآن سأحملك إليها" 
التفتت إليه فأدركت ملامحه الجادة فأكمل "ألا تريدين ذلك الحمل؟ أخبرتيني أنك تريديه فماذا تفعلين بنفسك؟" 
نظرت إليه بدهشة وقالت بصدق "وأنا أريده فعلا ولكني لا أريد كل ذلك، لا أحب هذا التعب والغثيان والدوار لقد كنت بخير" 
أمسك يدها وقال وهو يجذبها برفق إلى الخارج "أنت ستكوني بخير لو ارتحتِ، لم تعودي وحدك" 
صعد بها إلى الأعلى وهي تتبعه بصمت وفتح بابها وقال بحنان "إلى الفراش" 
دخلت ثم التفتت إليه فابتسم وقال "لا تستيقظي مبكرا سأذهب مع الفجر ولن أعود إلا متأخرا" 
هزت رأسها فأغلق الباب وذهب وهي سعيدة باهتمامه بها، تحركت إلى الفراش وجلست وهي تفكر بكل ما كان بالأيام الماضية ثم نظرت إلى بطنها ووضعت يدها عليها وقالت 
"أتيت بوقت لم أكن أظن أن تأت به، وكأن الله يخبرني أن حياتي هنا مع والدك، ذلك الرجل الذي اختاره قلبي ولم يمكن أن يخرجه شيء من حياتي رغم كل ما كان" 
انشغل بالأيام التالية بسبب غيابه وتابعت هي فايزة بالهاتف ثم تفرغت لغرفة المكتب الخاصة به ورغم أنه طلب منها مسبقا ألا تعبث بها إلا أنه الآن لم يعترض وتركها تفعل ما يحلو لها فأمضت وقتا طويلا بها وغيرت منها وأخرجت كل ما تراكمت عليه الأتربة وكم كانت سعيدة جدا عندما وجدت نسخة من روايته وقد تفاجأت بها أمامها وقد اختفت تحت الكتب والأوراق
قرأتها بيوم واحد وكم أعجبتها وأعجبها أسلوبه البسيط وجذبتها أفكاره الجميلة وتأثرت مع الأحداث فبكت معها وضحكت أيضا معها.. 
وصل مبكرا بذلك اليوم وقد كانت بالمطبخ تعد العشاء فدخل وقال "مساء الخير" 
ابتسمت له وقالت "وأخيرا ستتناول العشاء معنا" 
جلس وقال "هل هذا تذمر أم ماذا؟" 
نظرت إليه من طرف رموشها التي تجعله يتمنى لو أمضى يومه كله يتغزل فيها، بينما قالت "ماذا تظن؟" 
لم يرد ثم التفت حوله وقال "أين جواد؟" 
قالت "نام، لعب كثيرا بالحديقة، ألا يوجد نادي هنا لنشترك له به أنا أشعر أنه يجيد لعب الكرة بشكل جيد" 
وضعت الأطباق على المائدة والطعام ثم جلست فقال "يوجد ولكنه تقليدي ولن يكون مفيدا" 
عاودها الغثيان بمجرد أن حاولت تناول الطعام فتوقفت وهي تردد بصوت منخفض حتى لا يسمعها "لا، ليس الآن أيضا" 
نظر إليها ولاحظ أنها لا تتناول الطعام فقال "ماذا بكِ؟ رحيق لماذا لا تتناولين طعامك؟" 
أمسكت الشوكة لتأكل ولكنها لم تستطع وقد عاودها الغثيان فتركت الشوكة وأمسكت معدتها بيدها فنهض واتجه إليها وقال "رحيق ماذا حدث؟" 
نهضت وأسرعت إلى حمام الضيوف وألقت عصارة معدتها فهي لم تتناول شيء منذ الصباح بسبب القيء، وقف وانتظرها حتى انتهت وغسلت وجهها وارتدت إليه بوجه شاحب ويدها على معدتها، فأمسك يدها وجذبها إلى غرفة الجلوس فجلست وابتعد هو تاركا إياها وقد أغمضت عيونها قليلا لتستعيد نفسها
سمعته يقول "رحيق تناولي هذا، غدا سنذهب إلى طبيبة مختصة لمتابعة الحمل ومساعدتك بأمر الغثيان والقيء" 
لم ترد وهي تتناول المشروب حتى هدأت وقد ابتعد إلى النافذة وظل يراقبها حتى فتحت عيونها فرأته أمامها فقالت "أكره نفسي عندما يحدث ذلك" 
نهضت بصعوبة فعاد إليها ووقف أمامها وقال "الأمر يبدو صعبا" 
نظرت إليه بدهشة وقالت "وكيف كان مع زوجتك الأولى؟ ألم يكن كذلك في جواد؟" 
حدق بها لحظة ثم ابتعد من أمامها ولكنها قالت "لماذا تهرب من الرد كلما سألتك عنها؟" 
أشعل سيجارة ونفخ دخانها ولم يرد فاتجهت إليه ووقفت أمامه تواجهه وقالت "فراس لماذا لا تجيب؟" 
نظر إليها وقال "ماذا تريدين رحيق؟" 
لم تبعد عينيها عنه وقالت "أريد أن أعرف شيء عن تلك المرأة التي كانت زوجة لك بيوم ما" 
تردد ولكن بالنهاية قال "لماذا؟" 
اندهشت وقالت "لماذا ماذا فراس؟ لأني زوجتك أريد أن أعرف متى تزوجتها ومتي ماتت وكيف و" 
ابتعد من أمامها ولكنها أمسكت ذراعه لتوقفه فنظر ليدها فقالت "لهذه الدرجة كنت تحبها؟" 
تراجع إليها وردد الكلمة "حب؟ أي حب؟ دنيا علمتني أن لا وجود للحب" 
رفعت يدها عنه وابتعدت وقد أوجعها كلامه ولكنه أدرك الأمر فقال "أقصد وقتها، فقد كانت صدمتي بها كبيرة، شاب وأول تجربة لي بحياتي بنيت عليها أحلام كثيرة حتى أدركت أن الواقع أفضل وأكثر أمانا فاتبعته" 
لم ترد نفخ دخانه فقالت "أخذتها محبته إلى المقصلة ورحبت بها لأنها الطريق إليه" 
التفت إليها وقد عرف كلماته، حدق بها فقالت "وجدتها وأنا أرتب المكتب، لماذا الموت؟" 
انتبه وقال وقد أعادته إلى الماضي والذكريات فقال "لأنه هو الحقيقة الوحيدة بحياتنا رغم أننا نهرب ونخاف منه" 
عادت إليه وقالت "موت زوجتك كان حقيقة أوجعتك وحزنت لفراقها" 
ما زالت تضغط عليه لتقتلع سره الذي دفنه ولا يعرفه أحد حتى هو نساه فابتعد من أمامها وقال "كفى رحيق، أحتاج أن أنام لقد حددت موعد الطبيبة بالسادسة غدا" 
كاد يذهب ولكنها قالت "أنتِ الروح فيّ، ألتصق بكِ كما النار باللهب" 
توقف وهو يعلم كلماته التي كان يملأ بها سطوره، التفت إليها وتألقت نظرة بعينيه وهو يعود إليها ويقف أمامها وقال "تجيدين اختيار الكلمات رحيق، لم يفعلها أحد من قبل" 
لم تبعد عينيها عنه وقالت "لمن تلك الكلمات فراس؟ دنيا أم زوجتك؟" 
ظل ينظر إليها لحظة طويلة ثم قال "لا هذه ولا تلك" 
أخفضت عيونها فرفع وجهها إليه وأعاد عيونها لعيونه كشمس تشرق من بطن الليل الحزين فتعيد النور والبهجة على قلبه الحزين 
قال بنبرة مختلفة "وقت كتبتها كانت دنيا قد خرجت من حياتي وانتهت" 
ظلت تسبح بين عينيه القاتلة وقالت "وزوجتك؟" 
لم يمكنه أن يتمسك بالصمت أمامها أكثر من ذلك فقال "ولا زوجتي لأنه ليس هناك زوجة رحيق أنتِ زوجتي الأولى والأخيرة" 
للحظة شعرت ببرودة تسري بجسدها فارتعشت من المفاجأة وهي تحاول أن تستوعب ما يقول ولكنه لم يمنحها الوقت وهو يكمل وقد تملكته مشاعر لا يعلم مدى قوتها ولكنها تسيطر عليه 
فقال "ولو كنتِ معي وقتها وأنا أكتبها لوهبتك إياها رحيق" 
لم تصدق ما يقول، هي؟ تلك الفتاة التي لم تفعل بحياته سوى إغضابه، وكلاهما يعاني من مصائب الدهر ما أثقل كاهلهم، الآن يوهبها أجمل كلماته، دمعت عيونها وقالت 
"حقا؟" 
لم يبعد يده عن وجنتها وإنما دفعها بين خصلات شعرها وهو ينحني وقد نسى ما وعدها به من عدم المساس بها ولكنه لم يعد يشعر إلا بشفتيها تناديه، بل تجذبه بقوة أقوى منه بمراحل، قوى جعلته كالنحلة تطير حولها لتحط على زهرة شفاهها لتمتص رحيقها 
أغمضت عيونها وهي تشعر بشفتيه تحط على شفتيها وتقتبسها برقة أنستها كل ما كان وداوت جراح الأحزان وفتحت بابا من الورود داخل البستان لتمرح بين زهوره وتقتنص أسعد الأوقات
زادت قبلته عندما شعر بها تتجاوب معه وجذبها إليه بيده الأخرى ولم تقاومه أو تبعده وإنما استسلمت له برقة أمتعته حتى ذاق العسل منها فأبعد شفتيه عنها وما زال يتنسم أنفاسها القريبة ويتأمل عيونها المغلقة فهمس 
“ليتني قابلتك منذ أن عرفت الحياة رحيق"
فتحت عيونها وابتسمت بخجل واضح وهي تتراجع عنه وتقول "كنت أثرت غضبك مبكرا جدا بلساني" 
ابتسم وقال دون أن يبعدها "ولكنك كنت صغيرة جدا وقتها وربما لم يكن لسانك كما هو الآن" 
ضحكت بمرح وقالت "هو كذلك منذ مولدي لا تحاول" 
أفلتها وابتعد قليلا ولكنها لم تكن لتوقف فضولها فقالت "ماذا عن جواد فراس أنت لم تكمل؟" 
أشعل سيجارة أخرى ولم يرد فتحركت إليه وقالت "لماذا لا تتحدث فراس؟ أثرت فضولي، لا زوجة ولا حب فماذا عن جواد هل كانت نزوة نتج عنها؟" 
لم يهرب منها وهي تواجهه وقد بدأ طريق وعليه إكماله فقال "هي فعلا نزوة ولكن ليس أنا" 
ضاقت عيونها ولم تفهم ورددت "ليس أنت؟ هل توضح أنا لا أفهم شيء" 
نفخ الدخان بعيدا عن وجهها وقال "فهد" 
وهنا أدركت كل شيء وفهمت ما يتحدث عنه، ربما نصف الحقيقة عندما قالت "فهد والد جواد؟ ليس أنت والده؟ ومن أمه؟ ليس دنيا بالتأكيد؟" 
ابتعد وقال "فهد تزوج دنيا بعد رحيلي من هنا مباشرة فبمجرد أن طردني أبي وأدركت دنيا أين تضع الرهان، ثم مات أبي وعرفت بأمر الوصية فرحلت مرة أخرى وبعدها تهالكت حياة فهد بشكل واضح فقد كان يحب دنيا ولكنه اكتشف بالطبع حقيقة أنها أرادته من أجل المال لا الحب، تلك الحقيقة دمرته وبالطبع مهاب اصطاد بالماء العكر وأخذه إلى طريق لا عودة منه، وهناك عرف فتاة من أسرة فقيرة أحبته ووثقت به ومنحته نفسها وربما هو وجد بها ما لم يجده بدنيا" 
جلست على أقرب مقعد فقال "أنتِ بخير؟" 
قالت بفضول واضح "نعم فراس أكمل من فضلك" 
تأملها لحظة قبل أن يبتعد وهو يدخن سيجارته وقال "بالطبع الحمل كان نتيجة حتمية لعلاقتهم ولكن مهاب هدد الفتاة وأجبرها على الابتعاد عن فهد وبالطبع أقنع فهد أنه ليس والد الجنين فألقى فهد بها دون رحمة حتى وقع حادث فهد" 
نظرت إليه وبدا الحزن بعيونه فقالت "كنت تعلم بالأمر؟" 
جلس هو الآخر فالذكرى تصبح ثقيلة عندما تحمل داخلها أحزانا لا حدود لها، ضاع وجهه وراء دخانه وعاد صوته يقول "لا، عندما عرفت بالحادث أسرعت إليه بالمشفى وعرفت أنه طلبني وهناك وعلى فراش الموت اعترف لي بالأمر ولكن بالطبع انتهت حياته قبل أن يذكر الطفل أمام الجميع، بنفس الوقت ولد جواد وقد كنت قد وصلت إلى الفتاة وتلقيت جواد بين يدي وهو ابن دقائق وبالطبع لم يكن ليصدقني أحد لو أخبرتهم أنه ابن فهد فلا هو موجود ليعترف به ولا الفتاة موجودة لتخبرهم بالأمر ومهاب أخبرني الكثير والكثير مما جعلني لا أجد حل سوى أن أنسبه لنفسي ولن يهتم أحد من أين أتيت به" 
قالت "وعمتي!" 
أطفأ السيجارة وقال "كانت تعرف كل شيء لم أخفي عنها شيء بحياتي ولم تعترض يوما على أي قرار اتخذته" 
أدركت ذلك لأنها رأت ذلك بعيونها يوم سألتها عن زوجته نهضت وتحركت إليه ووقفت أمامه وقالت "وجواد؟" 
نظر إليها وقال "لا يعرف إلا أني والده وأمه ماتت يوم ولادته، لا ذنب له بشيء" 
نظراتها كانت كلها امتنان لرجل مثله ظل ينظر إليها وهي تقف أمامه حتى قالت "كيف أنت هكذا وأسرتك كانت كذلك؟" 
ابتسم ونهض ليذكرها بقامته الفارهة وقال "لا أحد يختار أهله عزيزتي" 
تحركت غاضبة من أمامه ولكنه أمسكها وأعادها أمامه وهو يرى الغضب بعيونها الجميلة وهي تقول "اتركني فراس أريد أن ارتاح" 
ضمها إليه بقوة وهو يحيط خصرها بيده وقال "أحب تلك النظرة الغاضبة بعيونك زوجتي الصغيرة" 
كان قد توقف عن قول ذلك منذ وفاة العمة ومع ذلك قالت "وها أنت تراها هل تتركني الآن؟" 
فك شعرها ليتناثر على كتفيها ووجهها وقال "لا ترفعيه مجددا، يمنحك جمالا لا يمكن وصفه" 
أخفضت عيونها ولم ترد فأبعده عن عيونها وقال "لست بحاجة لإخبارك أن لا أحد يعلم عن جواد شيء رحيق، حتى كوثر وبخاصة دنيا" 
نظرت إليه بضيق من ذكر اسمها فابتسم وقال "يغضبك ذكرها زوجتي الصغيرة؟" 
تحررت منه وقالت "بعد ما فعلته بي هل يمكن أن أسعد لذكرها؟ ثم أنا لن أنس أنها ما زالت تريدك وتحبك" 
داعب وجنتها بحنان وقال "كي تعرفي أن زوجك دون جوان والنساء تتهافت عليه" 
تعصبت وقالت "حقا؟ فلتذهب إليهم إذن" 
ثم أسرعت إلى الأعلى بغيظ ودخلت غرفتها ووقفت بمنتصفها والغيظ يأكلها عندما لحق بها ووقف عند الباب وقال "ألا تكفين عن هذا الغضب الطفولي؟ أم أن علي أن أتحمل ذلك أيضا بجوار لسانك؟" 
التفتت إليه وقالت "أنا لست طفلة فراس" 
أغلق الباب وتحرك إليها حتى وقف أمامها وقال "بالنسبة لي أنتِ طفلتي الجميلة، تعلمين الفارق بيننا" 
لم ترد وهي تلتفت لتمنحه ظهرها وقالت "ليس له أهمية بالنسبة لي وأنا لست طفلة وغضبي ليس طفولي وإنما أنت تحب إغضابي" 
شعرت بأنفاسه على عنقها وهو يهمس "أخبرتك أني أحب نظرة الغضب بعيونك رحيق" 
ثم أعادها أمامه وهو يداعب شعرها الذهبي وقال "تأسرني وتضعفني فهي تسحر أعتى الرجال" 
هل تسمع كلماته حقا، هل هذا هو أسدها المفترس الذي لا ينحني أمام فريسته؟ بلى هو، وهو يصطاد فريسته الآن ويراهن على ضعفها أمامه فهي تعشقه وتعشق لمساته، نظراته، كلماته، تعشق حتى أنفاسه 
للمرة الثالثة يجذبها إليه وما زالت قواها الجاذبة تصر على أن تأخذه إليها، حدق بعينيها التي امتلأت بنظرات لا يفهمها وعاد يكمل 
“لم أفكر يوما أن هناك امرأة يمكن أن توقف الحياة من حولي، كنت أظن أن الأرض هي الحياة تدور حولي وأتجول حولها، ولكن بعد أن عرفتك أدركت أن الحياة بين ذراعيك والسعادة بقبلتك متى ستفرجين عن حياتي التي لا أعلم ماذا أصابها بسببك؟"
ثم جذبها إلى أحضانه وانحنى ليدفن رأسه بين خصلات شعرها وشعرت بأنفاسه تخترق عنقها ويده تعتصر جسدها وتحولت الأنفاس إلى قبلات رقيقة وعندما وصل إلى أذنها همس
“افتحي لي الأبواب رحيق فأنا أشتاق للحرية بين أحضانك، أتنسم رائحتها بأنفاسك وأرى نورها بضوء عينيكِ" 
وعاد إلى شفتيها وقد كانت كلماته ليست كلمات فراس الفلاح بل استعاد بعض فراس الكاتب صاحب الكلمات التي أشاعت بقلبها سعادة جعلتها ترفع ذراعيها إلى عنقه وترتفع على أطراف أصابع قدميها لتصل إلى قامته لتمنحه مفتاح حريته دون أي كلمات فيعود لشفتيها نافذة العشق للعشاق 
وأخيرا حملها ووضعها بالفراش وما زالت تحيطه بذراعيها وهمس 
“ليس للقمر جرأة لأن يضيء عمري وعيونك تقف على عتبة قلبي وتشع بشمس الحياة"
ابتسمت وقالت "وتلقت من عيونه ضوء الصباح وكأنما بزرقة عيونه تصفو القلوب من أمراضها وتطيب ولا تذكر غير صوت دقاته" 
ابتسم وعاد لقبلتها وقد منحته الإذن بكلماته التي عنت بها أن جرحها منه قد شفي وانتهى واستسلمت له بحب واضح واستمتع معها بكل لحظة وكأنه يتعجب من حلاوة طعم السعادة..
               الفصل العشرون من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-