أخر الاخبار

رواية عشقت الشيطان الفصل التاسع عشر19 بقلم نور سعيد

رواية عشقت الشيطان

 الفصل التاسع عشر19

 بقلم نور سعيد 

بعد أن هدأت ماسة غادرت إلى القصر ،كان الجو هادئا في القصر، فقد خلد الجميع إلى فراشه يستريح، صعدت ماسة إلى غرفتها في هدوء لكنها توقفت ماسة أمام إحدى الغرف اثر سماعها صوت تأوه شخص ما، اقتربت من الباب باستغراب فهذه غرفة ابن خالها رأفت و المدعو "اسر"، علمت من بحثها انه شخص متهاون ودائم السهر ليلا لكنه يعود قبل منتصفه لاحترامه القاعدة التي وضعها سيف على اولاد عمومته اما الفتيات فلا يسمح لهن الخروج بعد أذان المغرب، الشيء الذي كان يزعج كلا من ميرا ورأفت لتحكم سيف بهم كأنه الكبير.

وقفت ماسة أمام البيت مع اختفاء صوت التأوه ليلحقه سعال حاد ثم عم السكون ارجاء الغرفة، طرقت الغرفة بهدوء قبل أن تفتحها، لتنصدم من المشهد، فرغم كره ماسة لعمها لكن أطفاله أبرياء، لذلك كانت تبعد عنهم قدر الإمكان.

كام المشهد كالتالي :إسر يفترش الأرض باهمال وتغطي يده وانفه بودرة بيضاء، كانت معالم التعب ظاهرة على وجهه، وكان جسده يهتز بشدة إلى أن ارتخى بعد برهة، أسرعت ماسة اليه وحملته على ظهرها، لم يكن الأمر هينا لكن بحكم تعودها على لعب الأثقال استطاعت وضعه داخل سيارتها، ثم انطلت بسرعة فائقة إلى مستشفاها الخاصة. بعد وصولها نادت الممرض لإحضار الترولي،ثم جلست على الكرسي بجانب غرفة العمليات، مرت دقائق ظلت خلالها ماسة تدعي لأسر، إلى أن خرج الطبيب

الدكتور علي :المريض واخد كمية كبيرة من مخدر الهيروين ونحنا قمنا بغسيل معدة عشان تنزع كمية اليوم، بس نحنا محتاجين نغير كل الدم لي بجسموا عشان يقدر يعيش 

ماسة :مو الموضوع هيتحل لو وقف اخذ المخدرات ليه محتاجين تغيرو كل دمو

على بعملية :فالحالات العادية لما يكون المخدر خفيف بس اسر بيه بيتعاطى هيروين والحمد لله انو ما ماتش لحد هلأ، بعد ما يفيق هنشوف لو كان محتاج جلسات مع طبيب نفسي او هيتعالج بعد مايطلع المخدر من جسمو

ماسة :والمطلوب مني ايه

على :تتصلي بحد من عيلتو عندو نفس زمرة دمو عشان يتبرع

ماسة :اتصل على بنك الدم وقلهم يبعتولك كمية الدم لي محتاجها

الدكتور :زمرة دم إسر بيه من النوادر مابنتوفرش عليها

ماسة بتفكير :اوك انا ممكن ادي للكل خذ مني 4لتر وهبعت لباقي البنوك يكملو الكمية و لو مقدروش نستنا اربع ساعات وتاخد لي عايزوا

الدكتور :بس دا كثير عليكي

ماسة :مفيش وقت للكلام يلا

وبالفعل قامت ماسة بالتبرع بكمية كبيرة من الدم فأصبحت شاحبة لكنها حاولت عدم إظهار ذلك، مرت اربع ساعات استيقظ بعدها اسر وكان يحس بألم شديد في مختلف أنحاء جسده، وتفاجأ بماسة التي كانت تجلس إلى جانبه تنظر له بنظرة غامضة.

اسر بتعب :مين جابني هنا

ماسة بهدوء :انا

اسر :ليه

ماسة وهي تضع قدما فوق الأخرى :اصل البيه خد جرعة زيادة هيروين ولحسن حظو اني سمعتو وهو بيتألم فجبتك هنا بعد ما غيبت

اسر بخوف :بابا وجدي عرفوا، وبخوف اكبر:لتكوني قلتيها لسيف

ماسة بغضب مكتوم :كل همك لو عرفو مشفتش انك كنت هتودي حالك فداهية، وبسخرية :وليه مافكرتش بجدك وابوك وابن عمك لما كنت بتتعاطى

اسر بدموع :انا معملتش كدا عن طيب خاطر هنن ضحكوا على وخلوني اصير مدمن ومن

ماسة بهدوء يخفي العاصفة القادمة :مين دول

اسر :شباب بيدرسوا معي عمران وكمال ومعاهم صوفي هنن لي كانو يدهولي

ماسة :اوك انت هتظل هنا يومين لحتى ترجع لصحتك وبعدها هترجع القصر بس إياك اسمع انك كلمت اي حد من عيلتك ولو مين كان مفهوم.

اسر :مفهوم، وبتردد:بس ليه انت بتساعديني رغم انك بتكرهينا

ماسة :انا بساعد جدك لي مهيتحملش الخبر انو حفيدو المدلل صار مدمن، وعشان ابن عمك سيف لهيفقد ثقتو فيك ويحس بالذنب، اما بالنسبة للكره فأنا لابحبك ولا بكرهك. ثم غادرت، وتركت اسر يفكر في هاته المنفصمة كما لقبها.

بعد مغادرتها، ذهبت ماسة إلى المحكمة فاليوم موعد محاكمة الاء، دخلت الفضاء حيث تتم المحاكمة بكل شموخ فماسة تملك كاريزما عجيبة يحس بها كل من نظر لها، ثم توجهت لتجلس بجانب أدهم

وخلفها مباشرة كانتا مليكة وسندس تدعيان لصديقتهما بالحرية

أدهم بهمس لماسة :انت جايباني اخسر قضية لأول مرة بحياتي

ماسة بنفس النبرة :انتظر انا بحب اقلب الطربيزة بالدقيقة تسعين، دخل القاضي فوقف الجميع احتراما له بإستثناء ماسة التي ظلت مركزة في حديث محامي الضحية كما سمي، فماسة تدربت على قراءة الشفاه و العيون و فهم لغة الجسد، ضربت المطرقة لتعلن عن بداية الجلسة

المحامي سفيان :احترامي سيادة القاضي انا بطالب بحكم الإعدام للمجرمة الاء على الاعتداء على الضحية بالقتل عن طريق الطعن بالسلاح الأبيض

قام أدهم من مكانه ليقول :مع كامل احترامي سيدي القاضي انا برفض الاتهامات الموجهة إلى موكلتي لأنها بدون ادلة كما أن موكلتي معترفتش بالمنسوب ليها

القاضي :عندك اي ادلة على صحة الاتهام محامي ضحية

المحامي عثمان :طبعا حضرتك نحنا عندنا الادلة لي تثبت إدانة المجرمة، اولا البصمات على سلاح الجريمة، وعندنا شهود لتتقدما سيدتان كبيرتان في العمر حولي 55عاما،

القاضي :اتفضلي ادلي بشهادتك 

تقدمت احداهن لصعد على المنصة المخصصة ، فتقدم منها احد العمال بوسادة عليها علبة

المشاهدة بغباء وتدعى سميحة :ايه يابية انا جاية اقول شهادتي، مو تدوني شبكتي

ضحك الحاضرون غصبا عنهم من حديثها الساخر، فضرب القاضي المطرقة ليصمتو

القاضي بغيظ :لا هتدي قسم تقولي الحقيقة بس

سميحة بغباء :وانت كيف عرفت اني هكدب

نظر لها عثمان بنظرة اخرستها

سميحة بارتباك :بقصد كيف بتعرفوا ان الشخص بعد القسم ماكذبش

القاضي :انت جاية ترغي ادي افاتك وخلصي مناش جايين نلعب

سميحة :يابيه انا اسمي سميحة عندي 55سنة بس بين صغيورة اتزوجت وانا عندي 22سنة وجيت سكنت بالحارة ولدت بنوتة زي القمر اسمها ريحانة وولد موز زي مهند سميتو عاطي بنتي اتزجت من يجي 10سنين والولد كان متزوج بس طلق الولية طليقتو....

القاضي بغضب مكتوم :وريحانة دي خلفت ولا لسة

كادت ان تجيب

سفيان بصراخ :انجزي قولي شهادتك واخفي من هنا

سميحة :ايه يابيه بشويش الصوت العالي بيعمل تجاعيد وانت لسة صغير ومية وحدة تتمناك

مسح سفيان على وجهه بحنق، احس القاضي ان المحاكمة قلبت عرضا كوميدي فطالب بإخراج تلك السيدة والاستماع إليها من طرف اتباعه في الخارج.

القاضي :الشاهدة الثانية تطلع

وقفت الامرأة الثانية وادت القسم،ثم بدأت تدلي بشهادتها

المرأة وتدعى خديجة:انا ياباشا كنت بنشر الغسيل أدام بيتي انت بتعرف نحن لي عايشين بالأحياء الشعبية مابيكونش المكان مكفينا للغسيل، وانا ياباشا كنت عايشة بالبيت يلي ادامهم بعد شوي صرت اسمع صوت صويت، فظنيت انها الاء زي كل يوم بتصرخ على زوج امها زي كل يوم....

           الفصل العشرون من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-