رواية غلطه وندم
الفصل الثامن والعشرون28
بقلم مروة محمد
الهدوء لا يعني عدم القدرة على الحديث، أو ضعف في الشخصية، بل بالعكس فهو قوة... لا تظن الهدوء الذي تراه في وجهي يدل على الرضا ، لكلّ إنسان شيء في ذاكرته لن ينساه ... لا تترك لسانك يسبق عقلك.
خرج شهاب من المنزل بعد تناول معطفه شاردا يجوب الأماكن ...نعم كان يريدها تعلم بوجوده وبأسرع وقت...وبالرغم من محاولاته الشديده لاعلامها الا أنها اكتشفته بمحض الصدفه...مهلا أيعقل أنها تناست شئ وعادت من أجله...أما أنها علمت بوجوده وقررت أن تواجهه ..أاااه منك يا غاده القلب ....لما لم تظهرى الحقيقه مرة واحده..لما تلجأي الي الأساليب الاحتياليه...منذ زمن كانت واضحه في مشاعرها..عيناها تفضحها كثيرا...لكن تماما مثل ما قال غسان تغيرت كثيرا..وأنا السبب في تغييرها...مهلا سأعيدها مثل ما كانت تفضحها عيونها قبل أن تتحدث

في المنزل شعرت غاده بالوحده منذ لحظه خروجه...كانت دائما تستشعر وجوده في هذا المكان ولكن منذ أن واجهته وهي افتقدت لأنفاسه...ندمت علي المواجهه السريعه..تمنت لو بقيت أمامه مثل المغفله..باظهار وجوده أصبح التعامل صعبا...هاتفت فريال التي تهاتفها يوميا أكثر من زهيرة....ردت عليها فريال بلهفه تسألها نفس سؤال كل يوم هل وجدتي شهاب...لتقطب غاده جبينها أيعقل أن فريال بعيده كل البعد عن تلك اللعبه فردت قائلا
=هو حضرتك متعرفيش ان البيت اللي أنا مقيمه فيه أخويا العزيز مأجره من شهاب..وان شهاب صاحب الأوضه المقفوله...واللي أنا واجهته النهارده.
اندهشت فريال قائله
=بس أخوكي قال ان صاحب البيت ألماني مش مصرى.....وبعدين اخص عليكي يا غاده...أه أنا نفسي ترجعوا لبعض...بس كنت عايزاه يجي لعندك.
تنهدت غاده بحزن قائله
=ده اللي حصل..بصي يا طنط أنا شاكه من ساعه ما جيت هنا...وهو ما شاء الله وضع كل الأدله اللي توضح انه معايا في قلب البيت...بس نفسي أعرف لما هو عايزني كده منزلش مصر يصالحني ليه؟
احتارت فريال فيما ترد عليها ولكن حسمت أمرها أن تواجهها بحقيقه أمرها مثل الأخرين لطالما الجميع قسوا عليها الا هي فارتبكت قائله
=أنا اتحايلت عليه كتير...خصوصا بعد ما ثراء ولدت...قلت ينزل يبارك لها ويحضر ولاده حوريه...وفرصه تتصالحوا...بس هو رفض...لأن بصراحه يا غاده انتي كنتي هترفضي رجعته
كانت تعاند الجميع وترد عليهم وتظهر مبرراتها اليهم عادا فريال كما لو كانت تتمني فريال عن دونهم تواجهها بحقيقه الأمر ... الجدير بالذكر أنها استمعت الي جميع نصائح فريال وقامت بعد اغلاق الهاتف بتنفيذها الواحده تلو الأخرى...ولكن فات وقت طويل علي مكالمه فريال وقيامها باعداد الطعام له....ولم يأت ترى الي أي مكان ذهب..أيعقل أنه ترك المكان لها بعد أن رفضته واختار البعد من جديد ..لأ وألف لا لن تسمح له...احتارت فيما تفعل ...ذهبت الي الغرفه الأخرى تتفحص ملابسه فوجدتها بالكامل...ظلت في حيرة أين ذهب الي أن سمعت صوت التاكسي تحت المنزل فهرعت بترتيب حالها حيث كانت ترتدي كنزة صفراء بلون الكنارى نسبه لأول لقاء عندما شبهها بعصفور الكنارى...وضعت يدها علي صدرها الذي ازداد صعودا وهبوطا وركضت حول غرفتها بعد أن أعدت له الطعام المنزلي الذي من المؤكد أنه اشتهي اليه...دلفت الي الغرفه وسندت علي ظهر الباب تتنهد قائله
=الحمد لله....كويس انه جه أهم حاجه...كنت مفكراه مش هيرجع تاني...يارب يشوف الأكل ويجي يخبط علي بابي...وأنا والله هنسي كل حاجه.
بالفعل تفاجئ بالطعام وابتسم بخبث وتوجه نحو غرفتها وقام بقرع الباب لتنتفض من خلفه وتأخذ نفسا عميقا وتفتحه وهي تنظر اليه ليتفاجئ من هيئتها ويتحدث باندهاش قائلا
=غاده...ايه اللي انت عملاه في نفسك ده....انتي خارجه ولا حاجه....ده أنا قلت ان هجي مش هلاقيك....بس اتفاجئت لقيت أكل وشرب وانتي كمان.
كان يتحدث وهو يرواغها بالكلمات لتتحشرج قائله
=أصل اتصلت علي صاحبتي وقالتلي انه صعب ألاقي بيوت قريبه من الجامعه...فقلت ايه المشكله أعمل زى اتفاقك...نبقي زى الناس المتحضرة.
وجدته يقترب منها وعينيه زائغه في كنزتها الكناريه التي أذهبت عقله حيث أفصحت عن بياض بشرتها الحليبيه..انتهي بها المطاف وهي تبتعد الي الخلف وترتطم بالدولاب واضعا يديه يحصارها بكل جسده قائلا وهو يرفع حاجبيه باعجاب
=انتي اتعلمتي اللف والدوران ده امتي...زمان قبل ما أرتبط بيكي كنتي واضحه وصريحه خصوصا لما كنت ببص في عينيك...بس عنيكي دي مش سهله.
توقف الزمان والمكان من محاصراته لها وطرحه للسؤال الذي يحمل في طياته اتهامها بالكذب والتلاعب به وبمشاعره
عوده الي أرض الوطن عند ثراء وشريف والذي تغير كثيرا بعد ولادتها للطفلين شهد وثائر الثائر والذي لم يهدأ منذ لحظه مولده...تمني شريف الالتقاء بثراء ولكنه مل بسبب بكاء الأطفال الي أن عاد ذات يوم وجدها تنظر اليه بخبث وهو عابس الوجه لتقول
=يوووه يا شرشر..كل ده علشان أنا بعيده عنك...خلاص بقا...والله هعطي ثائر مرة لأنطي فريال...وهفضي ليك...بس متلويش بوزك يا حبي.
كاد أن يرد عليها ولكن قطب جبينه حيث أن لم يستمع لصوت ثائر الليله ليجدها تتشبث بعنقه هامسه في أذنيه قائله
=الواد خلاص بخ..مش لسه هبعته...أنا فعلا جبت طنط فريال عندنا تحت هي وخالتو حياة ومعاهم بابا وطنط هاجر الأربعه قعدوا بثائر وشهد.
اشتعلت عينيه بنيران الشوق والتهم وجنتيها قائلا من بين قبلاته
=الواد ده مجنني من يوم ما جبته...واخد باله مني علي الأخر...تقوليش المنافس بتاعي...بالك أنا سميته ثائر ليه...لأن أول ما فتح عينه لقيت فيه عناد منك.
وهي ما زالت متشبثه بعنقه نظرت له نظرة طفوليه قائله
=أنا عنيده يا شرشر...ده أنا بريئه خالص وغلبانه...دي حتي شهد طلعت ليا...انما ثائر كله انت يا حبيبي...قوة وشخصيه ورافض الغلط....
نظر اليها بسخريه لتفهم مغزى سخريته فتتنهد قائله
=عارفه بتبص ليا كده ليه...علشان اللي عملته زمان...بس غصبن عني يا شريف...أنا اتربيت غلط...وأهو أخدت نصيب من الوحش زى ما أخدت نصيبي من الحلو.
جذبها وبشده وأدخلها في أحضانه يكاد يعتصرها ويحتويها قائلا
=انسي كل ده يا ثراء زى ما كنتي وحشه أنا كمان كنت وحش وأكتر منك كمان...بس زى ما شهاب قال مفيش حد فين كامل...ولازم نغلط ونتعلم
عوده الي غاده والتي استشعرت أنها وقعت في الخطر ...قربه سلب منها كل شئ ...أضاعها وهي تحاول الثبات والاحتفاظ بصرامتها ولكن كيف بحصاره بللت شفتيها وتلعثمت قائله
=لا أنا مش بلف وبدور...أنا قعدت أفكر بعد ما انت نزلت..قلت كلامك صح... نعمل زى الناس المتحضرة...وبعدين احنا مطلقناش... فلبسي قدامك كده عادي.
نظر الي هندامها ووضعا كلتا يديه علي ذراعها ليعلمها أن أيضا لمسها حلال لترتعش كلتا ذراعيها تحت يديه الثقيله وتكتم أنفاسها وتخرجها قائله
=يعني مطلقناش...وهنعمل زى الناس المتحضرة..لما بيبقوا علي خلاف..كل واحد في حاله...لكن بره البيت بنحافظ علي البرستيج...احنا مش هنكرر اللي عملناه قبل كده.
نظر اليها بعدم تصديق واخذها يشعل فتيل الحرب بداخلها وهو يتحسس ذراعيها صعوطا وهبوطا حتي ظهر بذور علي بشرتها الناعمه وهو يجذبها أكثر لترتطم بصدره قائلا
=وايه كمان...هقولك أنا ...هأخرج أنا وانتي نتعشي العشا اللي انتي عملاه بايدك...اللي بيتنافي مع أي مظاهر التحضر...ونرجع هنا نشوف هنكمل تحضر ولا لا.
ارتجفت وهي بداخل أحضانه تعلم جيدا مثل ما قالت فريال لا يوجد تحضر بين اثنين عاشقان لتبتسم بخبث قائله
=أصل أنا قلت انت بقالك سنه مش بتاكل أكل مصرى بيتي...فقررت أعملك...بس لو ده يتنافي مع مظاهر التحضر...عادي خالص نلغيه.
تمسك بها جيدا لدرجه أشعرتها بالسيطرة ليقتحم داخلها قائلا
=محدش فينا يقدر يلغي حاجه حصلت...بس ممكن أننا نتعايش مع اللي حصل ونتغلب عليه...احنا هناكل الأكل اللي بره كله...وهو اللي هيخلينا نتجاوز.
أراحها قليل ورفع ذقنها قائلا
=غاده ...أنا مبسوط اني رجعت ولقيتك في البيت...مش هنكر اني كنت قلقان لا تخرجي....بس أنا كان لازم أخرج علشان تقعدي وتعيدي حساباتك.
عند شريف وثراء تذكرت شهاب وكلماته المحفورة في رأسها قبل رحيله أن الغلط تمنه مدفوع مقدما عن طريق الندم المتأخر الذي يلحق بنا فابتسمت لشريف قائله
=فعلا شهاب كان عنده حق في كل كلمه قالها...للأسف كان السبب ان الكل يعيش مرتاح...ما عادا هو عايش متعذب وهو باعد نفسه عنها.
عبس شريف بوجهه ونظر اليها بضيق قائلا
=بدأنا...نجيب سيرته وانجازاته ونصايحه...ونرجع تاني قد ايه هو صعبان علي الكل...وأنه ضحيه غبائه...ولو جبت أنا سيرة الغلبانه غاده تعدموني في ميدان عام.
ابتسمت ثراء بخبث قائله
=ما خلاص بقا يا شرشر...انت لسه بتغير منه...اللي يشوفك وانت مصاحبه في أخر فترة وتليفوناتكم اللي مبتخلصش ميصدقش كلامك دلوقتي.
رد عليها بغضب قائلا
=ثراء...دي حاجه ودي حاجه...أه أنا وهو دلوقتي بقينا أصحاب وحبايب...لكن بغير لما بتجيبي سيرته قدامي....مش هو بس..والله حتي وانتي بتتريقي علي أسامه.
ليتابع بتحذير
=تاني مرة لو جبتي سيرة أي راجل غيرى هسيبك وهطفش...ومش هتشوفي وشي تاني....أنا واحد أعصابي مش متحمله....وبغير بجنون.
هزت ثراء رأسها باستمتاع من غيرته قائله وهي تعبث في وجنتيه
=حاضر يا سيد الرجاله يا عمرى يا حبي الأول والأخير...طلباتك أوامر...أقولك أنا كمان مش عايزة أجيب سيرتهم..أنا عايزاك انتي وبس يا شرشر.
تنهد شريف بحب وغمز اليها بشقاوة قائلا
=طب ايه...هنفضل واقفين طول اللي علي رجلينا...والاسم مسربين الأولاد...طب دي حتي عيبه في حقنا...وبعدين كلام في سرك أنا ابتديت أخاف.
نظرت اليه بخبث قائله
=متخافش طول ما ثراء معاك....وبعدين الليله ليلتك يا عمرى..أنا محضرالك مفاجأة ...هرقصلك للصبح...وهما متفقين معايا مش هيطلعوا ولا عيل الا لما انت تنزل.
اندهش شريف لما تقوله ثراء وسألها قائلا
=بتتكلمي بجد...يا حلاوتك يا ثراء....ايه الجمدان ده...ثراء هترقص يا جدعان...لا ده أكيد حلم...هو أنا ليه حاسس اني عريس...ربنا يهديك يا ثائر.
تعالت ضحكات ثراء قائله
=بكلم جد الجد....اللي فات كله حماده واللي جاي حماده تاني خالص يا شرشر...هعوضك عن كل حاجه عملتها معاك...وهتشوف...بس اوعي تندم
قامت بالرقص الشرقي الذي أذابه ليجد ثراء الجليديه وهي تذوب كقطعه السكر في الماء الساخن لتنهي رقصتها وهي تنام بهدوء علي الفراش وهو بجانبها تهمس له قائله
=شريف...أنا بحبك أوى أوى أوى....ربنا يباركلي فيك انت والولاد...ويقدرني وأسعدك...وتحقق معايا كل اللي بتتمناه...وميفرقناش الا الموت.
أدخلها بأحضانه وهو يزيح خصلاتها العالقه في رقبتها من اصر الرقص الذي زاد من حرارة جسدها ليبدأ معها اتصال جديد بدون مشاكل أو صراعات
استيقظت ثراء من نومها تفتح عينيها ببطء وتكاسل تجد نفسها مقيده بداخله أحضانه الدافئه لتسدير اليه وتنظر اليه وهو نائم باستمتاع وهيام علي وجهها لتنفخ في وجهه ببطء قائله
=مش معقول الحلاوة دي كلها تبعي أنا....بجد مز السنين....وأنا اللي طول عمرى مش حاسه بالشبه الفظيع اللي بيني وبينك...ده كأننا تؤام.
ليفتح عينيه باتساع قائلا بتملك وهو ما زال مقيدها بيديه
=ممكن تكون خالتي اتوحمت عليا...أصلها كانت بتحبني أوى...ولعلمك أنا كنت بحبها أوى أكتر من مامتي..لأنها كانت طيبه بشكل...زى ما تكون كان قلبها حاسس انها هتسيبنا بدرى.
نظرت اليه ثراء بحنان وهي تضع أناملها علي وجهه قائله حب
=أنا كان نفسي أطلع زيها...أكيد كنت هتحبني زى ما حبتها....انت معاك حق ماما كانت ست غير عاديه...كانت بتخاف تزعل بابا...رغم ان بابا مكنش تعامله معاها وحش.
ليميلها عليه بحب قائلا وهو يلعب بوجنتيها
=بس ممكن كانت دايما عايشه خايفه تخسره كحبيب...أو يمكن كانت حاسه بعلاقته بصاحبتها...احنا منعرفش كان جواها ايه...لذلك يا ثراء أنا خفت عليكي مني لأكون زيه وتوصلي لمرحله انك كمان تموتي بحسرتك.
نظرت له ثراء بامتنان وأخذت تتمسح في صدره قائله
=عندك حق...أنا أخر مواجهه بينا...وبالرغم من غلطي المستمر معاك..الا اني فقدت رغبتي في الحياة وكان نفسي أموت وأرتاح من عذاب متوقع ليا.
عوده الي المدينه البارده ألمانيا
كان يريدها أن تنام بين أحضانه وبأي طريقه حتي استخدم الخدعه معها...ففي الحب كل شئ مباح.... قام بتقطير سائل معين في الحساء التي تناولته بنهم نظرا لجوعها ..أخذت تبتسم اليه وتتعالي ضحكاتها معه حتي أمرته أن يحملها ويتجه بها الي الغرفه..أيضا أمرته بعدم تركها..وجذبته لتستوطن أحضانه وتجعله سكنا اليها...استيقظ قبلها..أو بالأحرى هو كان نومه عبارة عن وصلات متقطعه...لا يريد النوم يريد فقط النظر اليها كأنه يحلم بوجودها وبوجود عبقها في المكان...أخذ يلاعب شعرها بأنامله ويطرفه تارة علي عينيها وتارة يرجعه للخلف ويميل يقبلها من شفتيها قائلا
=يا خوفي تصحي وتصوتي والبوليس يجي يمسكني....أعمل ايه فيكي...انتي مش هتتنازلي بالساهل... بس أنا راضي ما هو أنا اللي جبته لنفسي.
استيقظت بطبيعتها وجلست تتمطع بأريحيه كأنه ليس موجودا بجوارها وهو متوجس من ردة فعلها عندما ارتطمت يدها برأسه ليتأوه لتلتفت بعينيها الي الجانب الأخر جاحظه بها ومحدقه اليه كثيرا والي الغرفه تنظر اليه تجده يرتدي شورتا وعارى الصدرى لتعاود النظر الي كنزتها المفتوحه وتبتلع ريقها وتتحدث بصوت منخفض يفوق توقعاته قائله
=ازاي ده حصل...أنا ايه اللي جابني هنا...لا لا لا...انت ايه اللي جابك هنا... انت لسه جاي صح....لا مش صح..انت قالع...يا نهار أسود.
ليندهش من هدوئها وينظر الي الباب يود الهروب قبل أن تنطلق صرخاتها ولكنه وجدها منتظرة الرد ليرد بهدوء قائلا
=بصي بالراحه كده ومن غير عصبيه...الظاهر وانتي بتحطي توابل في الأكل..حطيتي من خلطه الأعشاب اللي بعملها علشان أنام...وكنتي جعانه ونسفتي الأكل.
هزت غاده رأسها ترفض مبرره قائلا
=مستحيل...التوابل ليها ريحه وأنا عارفاها كويس...انت خدعتني وحطيت حاجه في الأكل...ولو فرضا منوم..أنت اللي جابك جمبي....؟
ليعلم شهاب أنها فهمت مخططه لينهي الحوار قائلا
=غاده..هنعتبر انه منوم...الطبيعي هنقلك تنامي هنا....بس في منوم يخلي الواحده زى ما يكون صاحيه وعايزة جوزها جمبها...لا طبعا.
لتنظر اليه وتقطب جبينها ليستطرد قائلا
=ماشي يا غاده...أه أنا حطيت ليكي منوم في الأكل... علشان أضمن انك تنامي جمبي طول الليل من غير اعتراض...ايه عندك مشكله....؟
وجدته يقف يرتدي التيشرت الواقع علي الأرض لتجحظ بعينيها قائله
=لا مشكله ايه بقا...طب ماشي أنا كنت بهلوس نام جمبي وخلاص مش تقلع كمان.
ليتنهد قائلا
=تمام حاضر اللي تشوفيه يا مولاتي...بعد كده لما يحصل معاكي تاني...هبقا أنام جمبك بأدبي..وهبقي ألبسك الاسدال علشان متفكريش اني عملت حاجه
نهضت ثراء من بين أحضان شريف الدافئه لتواصل مسيرتها مع أولادها لتهبط بالأسفل لتجد نورسين واضعه ثائر في حجرها تنظر الي الفراغ بحيرة لتقطب ثراء جبينها قائله
=بتفكرى في ايه يا نورى...أكيد طبعا في سي نادر...ما هو ده الحب يا أوختيش بيخليكي ديما سرحانه ومحتارة... بس هنعمل ايه نصيب..
تنهدت نورسين وزفرت بحنق قائله
=نصيب بيخليكي زى ما تكوني تايه ما بين رغباتك ورغباته...أنا حاسه ان ايده سبقاني في كل حاجه...حتي ايده بتسبقني في الاختيارات.
لتبتسم ثراء وتنظر اليها بخبث قائله
=وماله...ايه يعني لما تكون ايده سابقه ايدك في الاختيارات...خصوصا بقا لو كان الاختيار في فستان الفرح...أصل الراجل لو مكنش غيور يبقا ملوش طعم.
سخرت منها نورسين قائله
=ده رأيك....أومال يعني مش بشوفك بتغيرى من لبسك ليه...ده حتي يوم فرحك كان فستانك ايه الله أكبر...كنتي عامله دعوة للمتفرجين.
علمت ثراء أن نورسين تسخر منها وتحاول اخبارها بعدم غيرة شريف عليها فردت بكل ثقه قائله
=أنا كان نفسي أحس بغيرته في النقطه دي...ومش هنكر انها حصلت بس أنا اللي كابرت ورفضت رأيه عليا...وعندت وصممت علي اللي في دماغي...دماغي اللي مش عايزة دماغك تبقا زيها.
علمت نورسين أنها سخرت كثيرا من ثراء وعليها استرضائها فرددت قائله
=ثراء بجد أنا مقصدتش..أنا بس كنت منفوخه من نادر من امبارح وتحكماته...وفكرتك هتبقي في صفي...ولما لقيت العكس استهزأت بيكي.
ردت عليها ثراء بجمود قائله
=وعندك حق علي فكرة...مش عارفه ليه يا نورسين بحس انك اختي الصغيرة...مش الكبيرة....عموما أنا مش عايزاكي تبقي زيي...الفرصه بتيجي للبني أدم مرة واحده.
لوت نورسين شفتيها بامتغاص قائله
=طب أنا دلوقتي اقتنعت انه صح...بس طبعا الباشا هيشمت فيا لما أقوله موافقه علي الفستان المقفول...ايه رأيك تنقي فستان مقفول ليا وأقوله انه عجبني لأنه اختيارك.
هزت ثراء رأسها لنورسين ترفض اقتراحها قائله
=غلط يا نورسين...كبريائك غلط....الزوجين مينفعش يبقا ما بينهم كبرياء...انتي هتروحي زى الشاطرة تقوليله أنا فكرت في كلامك ولقيت عندك حق.
ذهلت نورسين من تغير ثراء وتحولها من العناد والمكابره الي اللجوء الي طريقه القبول بالانهزام والاستسلام للطرف الأخر.
💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝
عوده الي العاصمه البارده ألمانيا
يقفان مثل المتصارعين أمام بعضهم البعض كلا منهم يريد الأخر ولكن تبقي نقطه فاصله بينهم من سيرفع الرايه بالأخير..تعالي صوت الهاتف واذا بها رساله فيديو تعلن عن وصول طفل مولود جديد للعائله ألا وهو طفل حوريه والذي أدي
الي استئذان فريال من هاجر بالأمس وترك ثائر وشهد معها ومع نورسين التي استدعوها بالأمس للمبيت عند ثراء بعد شجارها مع نادر والذي فسر وجودها عند ثراء هي خطوة منها للانفصال عنه....ابتسم وهو يرى الطفل علي شاشه جهازه المحمول لتقطب غاده جبينها من ابتسامته البلهاء لتعتقد أنه يلهي نفسه بأمرا عنها....لتزفر بحنق لينتبه عليها ويتقدم منها وهي تجحظ بعينيها وهو يحاوطها بذراعه ليريها الفيديو قائلا
=شوفي ده سبب اني منمتش طول الليل...نمت جمبك من قلقي علي حوريه....من الصبح بلهي نفسي في موضوعنا علشان خايف عليها...بس أنا كده ارتاحت.
نظرت اليه بحزن كانت تتمني أن يكون متلهيا بها وليس بأحدا أخر حتي حوريه أخته لتنفض رأسها من التفكير بتلك النقطه وتلوم نفسها وتلتقط هاتفها لتحادث حوريه والتي ابتسمت عندما شاهدت اسم غاده علي الهاتف لتهاتفها بمرح يعكس حاله الولاده التي مرت بها أمس قائله
=والله عارفه انك زعلانه مني علشان مقولتش اني داخله أولد....بس أنا اتصلت بشهاب قالي انك نمتي....ومرضتش أصحيكي...بس احنا علي اتفاقنا.
ابتسمت غاده علي اتفاقها مع حوريه وردت قائله
=حمد الله علي سلامتك يا حوريه...كان نفسي أكون جمبك...بس انتي عارفه أن البعثه كانت قبل ولادتك...المهم أنا مش هينفع أقولك اتفاقنا دلوقتي.
ابتسمت حوريه بخبث حيث علمت عدم نطق غاده بالاتفاق لوجود شهاب في المحيط التي توجد فيه فردت قائله
=ازاااي ...انتي هتخلي بيا....وفي أصعب وقت....لا قولي دلوقتي حالا....الممرضه واقفه علي راسي وعايزة تسجل اسم الولد حالا.....
حشرت غاده بالزاويه ولم ينقذها سوى دلوف ثراء الي حوريه للاطمئنان عليها مثل ما فعلت حوريه يوم ولاده ثراء للتؤام...فاضطرت حوريه بغلق الهاتف....دلفت ثراء تبتسم الي حوريه قائله
=ازيك يا حوريه...حمد الله علي سلامتك.. أسفه اني اتاخرت عليكي... بس نمت امبارح بدرى ...والاولاد كانوا مع عمتي وطنط هاجر ...بس ايه القمر ده هتسميه ايه؟
ابتسمت حوريه بسخاء قائله
=ازيك يا ثراء...الله يسلمك يا قمر...ولا يهمك...عقبالك مرة كمان...ولا يهمك في التأخير....أنا عارفه مشغولياتك مع أولادك....ايه رأيك في المفعوص...بصي في اتفاق ان غاده هي اللي هتسميه...والهانم في ألمانيا مع شهاب لسه زعلانين ...ومش راضيه تسمي الولا قدامه....بس أنا فهمت هتسميه ايه.
ضحكت ثراء قائله
=دا اللعب علي كبير أوى...أنا لو منك أسميه شهاب وأصور شهاده الميلاد وأبعتها له....وأقوله ده الاتفاق اللي ما بيني وما بين غاده...ياريت يرجعوا لبعض.
في ألمانيا بعد اغلاقها للهاتف وتوترها وهي تنظر اليه انفجر ضاحكا يقول
=وهي بقا هتستني حضرتك لامتي...ده اتفاق ولازم يتم...وانتي وعدتيها لما تولد هتقولي....أقولها أنا ان الاتفاق تسمي الأمور الصغنن علي اسمي.
نظرت اليه باحباط قائله
=مظبوط ان الاتفاق ان أنا اللي أسمي الولد بنفسي....بس يا خسارة يا شيبو...ديما فاهمني غلط...أنا هسمي اسم كان نفسي أسميه لابني...
نظر اليها بحزن وابتلع ريقه بمرارة قائلا
=مالك صح...كنت عارف انك نفسك تسميه مالك شهاب النادي....علي اسم والدي....متستغربيش عرفت منين...أنا وصلتني كل مذكراتك.
حدقت اليه بعينيها وخشت أنه قد تم قراءة كل مذكراتها فاندفعت قائله
=نفسي أعرف ....وأفهم...انت واحد سيبتيني ومشيت...ليه ترجع تتواصل مع حد من أهلي وتجيب مذكراتي...يهمك في ايه كنت هسمي ابننا ايه؟
رد عليها قائله
=غاده مش ده بس اللي يهمني..انت كلك علي بعضك تهميني....بعترفلك اني غلطت في حقك وكتير...بس غصبن عني مقدرتش أتصور في لحظه ان كل حاجه بضيع من ايدي.
☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️
في المشفي...استمعت حوريه جيدا لاقتراح ثراء فردت قائله
=أنا ازاي تاهت عني الفكرة دي...وأنا بعبطي رايحه أسالها وأزنقها قدامه ...علي أساس انها هتقول يعني....لا أنا هعمل اللي انتي قلتي عليه.
لترفع ثراء أكتافها بفخر قائله
=ايه رأيك في دماغي...عاليه وربنا...ولسه شيطانيه...بس حاليا مشغلاها في حوار جلب الحبيب....ههههههه بحاول أعوض اللي عملته.
في ألمانيا تابع شهاب حديثه قائلا
=مش كده وبس...أنا كنت معاكي في كل لحظه...وفضلت أفكر في حيل نرجع فيها لبعض... وكان بيوصلني كل اخبارك .
حدقت غاده بعينيه وشردت عندما وجدته يعيد الكرة مرة أخرى وتوجهت الي الغرفه الأخرى
قامت بالاتصال بحوريه لترد حوريه بخبث قائله
=قولي بقا...أظن انك طالما متصله يبقا هتقولي..والا يمين بعظيم هعمل زى ما ثراء قالت...هسميه شهاب وهبعت الشهاده لشيبو يشوف بنفسه.
هزت غاده رأسها بيأس حيث علمت الفهم الخاطئ لحوريه فردت قائله
=مالك...سميه مالك يا حوريه...طبعا انتي فكرتي زيه في الأول ان نفسي يبقا شهاب...بس للأسف هو عرف من مذكراتي ان كان نفسي أسمي مالك.
جحظت حوريه عينيها قائله
=طول عمرى مفكرة نفسي أذكي اخواتي بس في دي طلعت غبيه جدا....ازاي مجاش في بالي أسميه مالك علي اسم بابا الله يرحمه...ربنا يباركلنا فيكي يا غاده.
ابتسمت غاده قائله
=معني كده ان مش انتي اللي بعتي له مذكراتي....كان نفسي تكوني انتي...علشان انتي أكتر واحده هتحكيلي احساسه وأنا بعيده عنه...يا ترى كان عامل ايه.
أغمضت حوريه عينيها قائله
=مفيش حد هيقدر يوصف احساسه زيه...وأعتقد انتي شفتي ده كله في عينيه...شهاب يا غاده مبيعرفش يكذب...وعرف انه غلط في حقك.
ابتسمت غاده قائله
=أنا عارفه....وان كان بيحبني قيراط أنا بحبه الأربعه وعشرين قيراط...أنا بس صعب عليا لما سابني في عز محنتي...لمجرد استيعاب غلط.
ضغطت حوريه علي الوتر الحساس لغاده قائله
=غاده....كفايه بقا لحد كده.. أنا وثراء خلفنا...ونورسين فرحها قرب...حتي غسان أخد فرصه جديده وهيتجوز منه....انتي فين من ده كله.
اندهشت غاده من مواجهتها قائله
=وليه بتجيبي اللوم عليا دايما....بعترف ان غلطي الوحيد هو نكدي المستمر..أو زى ما بتقولوا عليا بحب أعيش دور الضحيه...بس أنا كده.
استشعرت حوريه اختناق غاده فردت قائله
=انتي صافيه من جوه زياده عن اللزوم...شوفي ثراء...حست ان الزمام فرط من ايدها...هوووب رجعته بسرعه....ياريتك يومها كنت بعتي جبتيه من قفاه كان فاته راكع ليكي.
اندهشت غاده قائله
=طب ليه كنتي في صفي الفترة اللي فاتت...وكنت ديما تقوليلي اصبرى هو اللي يجيلك بلاش تروحيله انتي...اللي هو ازاي يعني...مش فاهمه.
ابتسمت حوريه قائله
=أنا لعبت علي الناحيتين...بس والله موضوع المذكرات ده معرفوش..أنا اللي قدرت عليه عملته...كنتي كل اما تجيبي لبس جديد أصورك وأبعتله الصورة.
ابتسمت غادة بخبث قائله
=أه يا حوريه منك أه....لبس يا حوريه هي وصلت للبس....اتهبلتي...ولا هو كان بيبقا فرحان...أه لو كنت أعرف كنت جبت لبس يخليه ينزل مصر.
ضحكت حوريه قائله
=يا ما قلتلك ...بس انتي صاينه العهد يا أوختي...وهو ايه بيبقا فخور بيكي في كل مرة بتجيبي طقم جديد...ويقولي هي دي غاده القلب...
هزت غاده رأسها بتخطيط قائله
=أنا بقا هخليه يقول غاده القلب موتت قلبها...قال غاده القلب قال...هو لسه فاكر غاده القلب....غاده القلب ماتت علي ايده...وكويس اننا في ألمانيا.
لوت حوريه شفتيها قائله
=ي ختاااي... ياريتني ما اتكلمت ...بقا أنا بتكلم وأحنن قلبك عليه ...ألاقيكي تقلبي عليه ...حرام عليكي يا غاده بطلي رخامه وحياتي عندك.
غاده هي غاده ما زال السم يلعب برأسها فردت قائله
=يا ستي أنا رخمه...خليه يستحمل بقا...وفرصه أن محدش منكم حوالينا...هاخد راحتي وألاعبه بأسلوبي...ياااه علي التشويق...أنا متشوقه أوى.
ردت عليها حوريه بعناد قائله
=بقا كده يا غاده...طب اسمعي بقا ...أنا هقوله انك هتلاعبيه..ويا ويلك يا ظلام ليلك منه بقا..استحملي يا قطه...ده شيبو أخويا يا أوختي...
ابتسمت غاده بخبث قائله
=أنا كمان مراته...وحبيبته...وفي غربته أخته....هيعرف منك وهيستحمل ...لأن احنا دلوقتي ملناش غير بعض...وده أنا اكتشفته...علي فكرة أنا كان ممكن أمشي امبارح زى ما قلتله بس مقدرتش ....أنا ما صدقت أوصل للنقطه دي...أرجوكي يا حوريه بلاش تدخل منك المرة دي...وسلميلي علي مالك الصغير وبوسيه علي بال ما أنزل مصر أنا وخاله
ثم أكملت وهي تبتسم بخبث قائله
= وعروسته ان شاء الله.
ابتسمت حوريه بسعاده حيث أن جمله غاده الأخيرة تحمل في طياتها حياة جديده مع شهاب..تنهدت غاده بعد انهائها للمكالمه وابتسمت قائله
=بقا كل طقم معاك صورة منه...طب ما الأصل موجود يا سي شهاب...ليه تستني الصورة......بقا حد يسيب الأصل وياخد الصورة...عموما هفتحلك عروض أزياء تجنن هنا....وهجننك وهتجنن معاك .
