CMP: AIE: رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثاني عشر12بقلم مارينا عطيه
أخر الاخبار

رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثاني عشر12بقلم مارينا عطيه


رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل الثاني عشر12بقلم مارينا عطيه

"- أية ده! أنت بتعمل أية؟" 
"- مش دي جميلة!" 
"- أنت مين!!" 
"- أنا الأمين رامز سعد وجاي...
أتلجلج في كلامه.



"- أيوة جاي لية؟" 
"- الباشا عاوزها، مطلوبة في النيابة" 
"- نيابة أية اللي مطلوبه فيها؟ ووريني الأمر" 
مسك فيه بعنف.
"- أمر أية أنا بقولك جاي بأمر من المحكمة هناك" 
رد عليه خالي بعنف.
"- أنت لو مطلعتش بطاقتك أنا ممكن أحبسك بتهمة التعدي على حُرمة البيت!" 
"- أنا بنفذ أوامر" 
"- أوامر تنفذها بأدب، وتوريني قرار التنفيذ!" 
سابه ومشي خطوتين.
"- ماشي، أنا هوريكم" 
وهرب! طلع يجري بجد.

في اللحظة دي حسيت بالخوف، حسيت بالخوف المضاعف اللي ملهوش حل غير أني أحضن جدتي وأعيط وأنام وتغني ليا بصوتها الحلو دايمًا أغنية فيروز اللي بحبها.

" أنا لحبيبي وحبيبي إلي
يا عصفورة بيضا، لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا





أنا لحبيبي وحبيبي إلي
وحبيبي إلي " 

كنت حضنها بدموعي، بتحاول تطبطب عليا بأي شكل لكن مفيش فايدة
غمضت عنيا بس كنت حاسة بكل حاجة حواليا! 
"- هو في أية بالظبط، ولية ده عاوز يخدها؟" 
كنت سمعاهم بيتكلموا كانوا فاكريني نايمة بس أنا كنت حاسة بكل حاجة، كنت سمعة كل حاجة كأني قاعدة وسطيهم.
"- مش عارفة، أكيد أبوها ياسعيد" 
"- أبوها؟" 
تقريبًا مكنش يعرف أي حاجة، أو كان عارف بس مكنش فاهم اللي بيجرى لينا، أو مش فاهم اللي بيحصل فعلًا
وزي المثل اللي بيقول، اللي إيده في المياة مش زي اللي إيده في النار، 
وشغاله تكوي فيه وتقطع من لحم جلده ومش عارف يصرخ من كُتر الألم ولا لاقي حد ينقذه.
أهو ده كان حالي بالظبط، واقفة في وسط أتون النار على الناحية التانية شط البحر، اللي لما وقعت فيه أكتشفت أنه بُركان نار كبير، مسك فيا وحرق قلبي ووجع القلب عُمره مكان سهل أبدًا.
كُنت سمعاهم بيتكلموا، غبت عن الوعي لدقايق بس جوايا كنت عاوزة أغيب فعلًا علشان محسش بـ الآلم وهو بيشُك قلبي وبيتسرسب فيه زي السوس وبيفضل يعشش فيه وينقُر فيه لغاية ميتاكل وميفضلش منه غير فتافيت متعرفش تتجمع تاني، ولا تقدر الانسجة أنها تشفيها.
آخر حاجة سمعتها.
"- وهو فاكر ملهاش ضهر! "

قُمت من مكاني اللي كنت فيه لوقت طويل، مسحت دموعي وأنا قلبي بيدُق جامد ومش قادرة أهدي دقاته حتى! وقفت قصاد خالي اللي قال الجملة دي وحسيت أنه قالها لمُجرد المُجاملة بس مش أكتر، علشان ميحسسنيش إني لوحدي بس أنا فعلًا لوحدي، والوحدة أكلت من روحي وقلبي الكتير وحولت الروح الحلوة اللي جوايا لحطب مبيتكسرش ولا بيتأثر بس مشروخ، مشروخ وملهوش لازمة لوجوده.

_ فعلًا ملهاش ضهر، دي الحقيقة اللي لازم تعرفها.
أنا معرفكش على فكرة! أنت مين؟ خالي اللي شوفته وأنا صُغيرة من كتير قوي، أنا أتغيرت ملامحي مش زي ماهي، وأنت كمان ملامحك مش زي ماهي.
كنت زمان طيب دلوقتي مبقتش طيب، دلوقتي راجع لينا علشان ملقتش حد يسندك في محنتك واللي حاربت علشانها سابتك 





لوحدك وأختارت أنها تمرضك في ايامك اللي جاية وتسلب عُمرك وتعيش بيه! مش لوحدك يا خالي، أُمي كانت بتجري زيك ورا هبل الحُب.

مكنتش مجمعة أي حاجة أقولها، بس أستجمعت قلبي ولملمت اللي فاضل فيه وأتحديت كل حاجة وقولت الكلام اللي حسيت بيه، سواء صح أو غلط فـ أنا ارتحت إني قولته.

سبتهم ودخلت أوضتي، مليش حد ولا عاوزة يبقالي حد عاوزة أنام وبس وأفصل عن العالم كله واللي فيه،
عاوزة أكون شخص مبيحسش! مبيتأثرش بحاجة توجعه، حتى لو إيدي أتحرقت قصادي أقطعها بدون ما أحس بأي آلم يزعجني وميخلنيش أكمل الرحلة.

كنت شايفة ملامحه الحزينة اللي أتحولت فجأة، خلته يقعد وميردش عليا بكلمة رغم أن ممكن كان في كلام كتير يتقال.

"- صباح الخير، بقيتِ أحسن؟" 

الصبح طلع وأنا محستش بحاجة من الخوف اللي حسيت بيه في الليلة اللي فاتت.
رديت عليها.
_ كويسة.
"- هتفطري معانا؟" 
إبتسمت ليها وطلعت علشان أفطر لقيت خالي قاعد ولابس، أول مدخلت أقعد علشان أفطر مكنش بيحط عينه في عينا خالص، كان قاعد بياكل ومكملش دقايق بعد ما أنا جيت وقام علشان يخرج.
خرج فعلًا من غير حتى مايسلم عليا ولا يديني بوسة على خدي قبل ما يخرج.
وأنا كنت مستنية إية بعد اللي قولته له ! 
_ هو راح فين؟ 
"- كلم حد يشوف له شقة" 
_ شقة إية! 
"- شقة إيجار يقعد فيها لغاية ما أموره تتحل" 
_ ولية شقة؟ ما هو قاعد معانا.




"- إنتِ نسيتِ اللي قولتيه لية إمبارح؟ 
_ بس أنا مكنش قصدي.
"- كلامك كان صعب أوي يا جميلة" 

أنا كلامي كان صعب! 
علشان المرة الوحيدة اللي أتكلمت فيها وخرجت جزء من اللي في قلبي، يبقى كلامي صعب! 
علشان محبتش إني أشيل الحُزن اللي جوه قلبي لوحدي، وقولت أخرج السكاكين اللي حاسة أنها بتأملني وهتموتني وتقضي عليا، أخرجها هنا وأسيبها بدل ما تقضي عليا وتفرمني تحتها، أبقى كلامي صعب! 
في الحقيقة الكلام عامل زي النار بالظبط كل ما بيزيد ويخرج من لسانك بياكل من اللي حواليك، فخليه في قلبك أحسن.

خرجت من البيت وأنا مش عارفة أروح فين، أنا حتى معنديش حد أخد رأيه ولا أخد مشورته في حاجة.
لا مش هكلمه، ااه جه في دماغي بس مش هكلمه.
أنا مش هكرر التجارب اللي حواليا تاني، أنا المفروض أتعلم من تجاربهم وأعيش حياة أحسن منهم كلهم وأختياري يكون أحسن بناءٍ عليهم وعلى تجاربهم السيئة، أنا مش عاوزة أعيش نفس الحزن ده تاني! مش عايزة أنام وأصحى في حُضن حد وفي يوم وليلة القي نفسي قاعدة لوحدي، وهو مشي وواخد كل الأكسجين اللي ممكن أتنفس بيه فبقيت قاعدة لا قادرة أتنفس ولا قادرة أتحرك، ومستنية الموت يجي ياخدني عنده علشان أرتاح من الألم ده.

لقيت سعاد بترن
° كنت عارفة أن حتى لو حاسة بوحدة مش هتكلميني، فقولت أكلمك أنا.
إبتسمت.
_ الأخبار بتوصلك أول بأول باين! 
° خايفين عليكِ يا عبيطة وبنحبك.
_ هما مين؟ 
° عارفة يا جميلة حتى لو شخص واحد بس اللي خايف عليكِ وبيحبك، ده أسمى شعور ممكن تحسي بيه مش أحسن ماتلقيش حد خالص في حياتك! 
_ شايفة إني أعمل أية؟ 
° عرفت أنه هو اللي شدك من إيدهُ، وهو اللي وقف قصاده ودخلك جوه.
_ صحيح.





° تخيلي لو مكنش موجود؟ 
سرحت شوية في سؤالها ومعرفتش أرُد.
° لاقدر الله يعني، كان مين هيقف قصاده علشان يحميكِ يا جميلة.
رديت بضيق.
_ مش عارفة.
° ماتضعيش الحاجات الحلوة اللي بقيت في إيدكِ علشان أخطاء زمان إنتِ ملكيش زمب فيها.

وكأن كلامها كان أشارة نور في وسط الزحمة، اللي خلاني أقف وأضرب كلاكس صوته عالي صحى توهان قلبي اللي غرقت نفسي فيه بسبب جهلي.
أحنا كبني آدمين أحيانًا بنكون مش فاهمين كفاية علشان لوحدنا، ولكن لما بيجي شخص موثوق فيه يدينا أشارة أمل حتى لو بسيطة يشاور لنا على النور اللي في حياتنا اللي قافلين عليه الباب ومش سايبينه موارب حتى، بنفوق ..بنفوق وقتها وبنعرف قيمة نفسنا وقيمة الحاجة اللي ربنا بعتها لينا وأحنا فاكرينها شر وعاوزين نتخلص منه.

من غير تفكير كتير لقيتني برن على خالي علشان أعتذر منه.
_ ممكن أعرف حضرتك فين؟ 
"- إنتِ كويسة؟" 
_ محتاجة أتكلم معاك.
"- طب أنا في كافية...." 

ووصف ليا المكان والعنوان وروحت له، كان قاعد على التربيزة مهموم وحزين.
جه الويتر علشان يشوف أشرب أية فطلب ليا عصير ليمون فريش، وجه سأله بكل جدية "- وحضرتك؟ أنزل لك قهوة تاني؟" 
سألت الويتر بكل أهتمام.
_ هو طلب كام فنجان قهوة؟ 
"- اللي هنزله له ده الرابع" 
بصيت ليه بخضة، كان باين في عنيه الحمراء إنه مش كويس.
_ لا هات له ليمون زي.
"- تحت أمرك" 

مشي وسابنا قاعدين لوحدنا.
_ ينفع كدة؟ ينفع اللي عامله حضرتك في نفسك! 
إبتسم ورد عليا.
"- قولي لي فيكِ إية؟" 





"- إنتِ كويسة؟" 
_ ااة أنا كويسة بس...بس..
خالو أنا آسفة، آسفة على كل اللي قولته أمبارح آسفة علشان....
مكملتش كلامي وحط إيده عليا.
"- أول مرة تقولي لي خالو!" 
إبتسمت وهزيت راسي.
_ ما أنت فعلًا خالو ولا إية؟ 
"- أنا اللي آسف أنا اللي...
مكنتش حابة القاعدة كلها تبقى مجرد وشوية أعتذرات، كنت محتاجة أسمعه كنت محتاجة أقرب منه وأقعد معاه رغم إني مكدبش أنا مكنتش حاسة بأي مشاعر ناحيته، ما هي المشاعر برضه مش هتتخلق بسهولة ولا هتكبر بسهولة دي بتتبني من وأحنا صغيرين وبنفضل متأثرين بيها لغاية ما نكبر ونعجز، برضه بتفضل جوانا.
_ مش مهم اللي فات، لسة قدامنا وقت نبدأ من الأول.
لسة زعلان مني ؟ 
إبتسم.
"- اللي عدى من غيركم، يخليني أخاف أزعل ولا أشيل منك علشان العُمر مش فاضل فيه كتير يا جميلة" 
_ تيجي نضرب كشري؟ 
ضحك.
"- نضرب كشري" 
_ وهتروح معايا، وهتبقى عايش معانا على طول؟ 
"- بس أنا....
حطيت إيدي فوق إيده.
_ مفيش بس، خليك معانا أحنا مش هنلاقي حد يدافع عننا.

مردش عليا وقام خد إيدي و خرجنا نتمشى، أعتبرت عدم رده إجابة لسؤالي.
أنه هيفضل معانا ومش هيمشي أبدًا.
دخلنا المحل نقعد فيه، كانوا الناس بيبصوا علينا بإستغراب.
علشان الطف الجو حبيت أهزر شوية.
_ فاكرينك خطيبي!
"- لية مش باين من السن! "




_ شكلك صغير وقمر أنهاردة والقميص اللي لابسه أية الشياكة دي كلها يا خالو بس!
ضحك.
"- زي أُمك بالظبط" 
كنت ببص عليه علشان يكمل كلامه.
_ زيها في أية! 
"- اممم، لما كانت بتحس أنها ضايقت حد بترجع تعتذر ومش بطول يعني مبتعرفش تسيب الشخص اللي ضايقته مضايق منها كتير وكمان كانت خفيفة الدم زيك كدة! 
على فكرة أنا مقطعتش مع أمك، كنت بطمن عليها بالتليفون من الوقت للتاني، حتى يوم العزا كنت موجود بس أنتِ مكنتيش تعرفي حد غير جدتك" 
قلبت في الطبق وأنا مش عارفة أقول أية.
_ علشان أتولدت لقيتها هي على طول اللي معانا، أقول لك على سر ومتقولش لحد؟ 
"- قولي" 
قربت منه وبصوت واطي.
_ أنا كنت فاكرة أن ماما هي ماما، وأن جدتي هي بابا! لما كنت صغيرة.
ضحك وأنا ضحكت معاه.
وغيرنا الموضوع لكن السر ده فضل جوايا، بيخليني أعيط من البكى أصله سر يبكي ميضحكش! 

مسك إيدي وكنا بنتمشى جاب ليا أيس كريم، كنت حاسة أن في حاجة عاوز يقولها بس عايز.
_ اممم، قول يا خالو عاوز تقول أية؟ 
"- أية ده عرفتِ أزاي" 
_ من عينك.
"- قلقان أقولك، حاسس أنه مش وقته..بس جايز يغير فيكِ حاجة!" 
_ يغير فيا أية! وحاجة للأحسن ولا للأوحش.
"- جايز للإحسن، جايز تعرفي تحبي أبوكِ رغم اللي بيعمله" 
_ قول يا خالو في إية؟ 
"- بس هو سر، حتى جدتك متعرفش" 
_ قول ! 




"- أبوكِ، يا جميلة أبوكِ مكنش طبيعي أبدًا!" 
_ يعني أية!! 
"- يعني كان مريض" 
الأيس كريم وقع من إيدي..
_ يعني أية؟ 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-