أخر الاخبار

رواية عشقت الشيطان الفصل السابع والثلاثون37بقلم نور سعيد

 رواية عشقت الشيطان

 الفصل السابع والثلاثون37

بقلم نور سعيد

في جناح أسد الحديدي

استيقظ مع صوت أذان الفجر,تعلو ملامحه ابتسامة عذبة افتقدها قرابة 9اشهر منذ فقدانه لنصفه 



الأخر (ماسة),كان صباحه هذا استثنائيا,فقد



 استعاد نشاطه,ليقوم بروتينه المعتاد من وضوء وصلاة ,ثم ارتدى ثيابه الرياضية ليغادر المنزل مدة تزيد عن الساعتين ظل 




خلالهما يزاول رياضاته المفضلة من سباحة ,ركوب الدراجة والملاكمة,... ثم عاد ليجد جميع من بالمنزل يجلسون على طاولة الإفطار,صعد لجناحه لأخذ حمام بارد ثم ارتدى ملابسه المكونة من بدلة رسمية باللون مع قميص باللون السماوي وحذاء بنفس لون البذلة وصفف شعره بحرافية زادته وسامة ولم ينسى وضع عطره الخاطف للأنفاس ,ثم جمع متعلقاته واتجه الى الأسفل لكن في طريقه طرق على جناح والديه قبل ان يدخل ليجد والدته طريحة الفراش كما عهدها منذ يوم الفاجعة ,حمل الريموت المتحكم في الستائر ليفتحها كاملة فمنحت الشمس نورا ساطعا للغرفة التي اعتادت صاحبتها الغوص






 في الظلمات طيلة هذه الفترة مخلفة قلوبا انهكها الحزن ,جلس الى جانبها بعد ان احضر صحنا ملأه بالماء ومنشفة اخذ يمسح بها على وجه والدته 




ويديها مثلما اعتاد منذ دخولها في هذه الغيبوبة التي اعتبرها الضربة التي قسمت ظهره ,خلال ذلك عادت لتمر امامه ذكرى اليوم المشؤوم 

"فلاااش باك"

بعد ان انتهى من عمله في الجامعة كانت تنتابه احاسيس غير مريحة فقرر العودة للمنزل دون الذهاب الى الشركة ,لكن سيارته عطلت في وسط الطريق لذا اضطر الى ان يستقل سيارة اجرة بسبب عدم توفره على الأدوات اللازمة لتصليح سيارته,وفي الطريق صدح المذياع بالخبر الذي كاد يوديه قتيلا ,خبر فاجعة توأمه حاول تكذيب الخبر فاسرع الى هاتفه في محاولة للوصول الى ماسة لكنه تفاجأ بعدد الاتصالات المهول من والده وادهم واوس ,أصبحت وتيرة تنفسه تنخفض تدريجيا فطلب من السائق الإسراع الى المشفى ولكن قبل وصوله كان قد استسلم لتلك الغيمة السوداء التي أحاطت به ,واخر ماتذكره نداء السائق المستمر ليطمأن عليه ثم اهتزاز السرير الذي تم نقله عليه .

مرت مدة لا يعرف تحديدها ,لكنه عند استيقاظه وجد اوس يغفل على الاريكة في غرفة المشفى وعلامات الإرهاق و الحزن بادية عليه ,كاد بالتحرق لكن اعاقه جهاز التنفس الموضوع على وجهه والابرة المغروسة في ذراعه ,نزع كل مايعيقه ونهض يجاهد الدوار الذي أصابه ,ثم خرج من الغرفة مستندا على الجدران ,كان يسير ببطأ بين تلك الممرات كالتائه الذي فقد والدته ,الى ان وجد نفسه يقف امام غرفة العناية المركزة ووالده غافل على الكرسي الى جانبها يستند على كتف ادهم الذي كان شاردا في نقطة في الفراغ الى ان انتبه الى وقوفه فعدل من وضعية زين ,ثم اتجه اليه 

 ادهم بنبرة يغلب عليها الحزن وهو يسنده :اسد ليه طلعت من الغرفة كدا خطر عليك 

اسد بتوهان: ماسة يا ادهم ماسة راحت خلاص .....ثم اجهش في البكاء.

ادهم :شد حيلك يا اسد ماما وبابا محتاجينا نكون جمبهم نقويهم مو نضعف نحنا النازيين

اسد وقد بدأ يستجمع شتات نفسه: عرفتوا سبب الحادث؟

ادهم :الموضوع مو واضح بس سيف قال انو الحادث مدبر من احدى المافيات لي قبضت عليهم اخر فترة ،بس الحمدلله قدروا يمسكو اعضائها باحد العمليات اما الزعيم فكان اصلا مسجون 

اسد :طب وماما حالتها ايه؟

ادهم باسف: الدكتور بيقول انها هتحتاج عملية بس دخولها الغيبوبة بسبب الصدمة هياجل العملية والخطر هيتضاعف لو حالتها النفسية راحت للاسوء بهي الفترة 

لم يستطع اسد التماسك اكثر من ذلك فخر جالسا على الكرسي ،اسد في نفسه :“اللهم يا فارج الهم ومزيح الغمّ، فرّج كربتي وأخرجني منها، اللهم يا من قضيت وقضاؤك الحق، وحكمت وحكمك العدل، قوِّني على مصيبتي وأبدلني خيرًا منها ولا تُحوجني في هذا إلى أي عبد من عبادك”.

عودة إلى الحاضر 

اسد بابتسامة:تعرفي ياماما انو اليوم حلمت بماسة ،كانت لابسة دريس ابيض وقاعدة بمكان مليان خضرة (عشب)،كانت عم تضحك من كل قلبها، ولما سالتها عن السبب قالتلي انها بمكان كثير حلو وسعيد واننا كمان هترجع السعادة تنور بيتنا من اول وجديد ،وكمان قالتلي انك لازم تحاربي الظلام يلي انتي فيه وترجعيلنا عشانها .وبعدها قمت سمعت اذان الفجر ،تعرفي اني من وقت ماهي راحت صرت احس بثقل رهيب علي من الشغل والبيت ولما بيفيض بي الكيل كنت بروح لمكان كانت دائما تحكيلي عنو ،بقعد فيه لحالي وبفضفض عن يلي مضايقني وقتها بحس كأنها جمبي وعم تسمع كل كلامي وبيروح كل الضيق لي عندي .وانا بوعدك انو اليوم لما خرجت من الشغل هاخدك انتي وبابا للمكان دا ،ثم قام بتقبيل كلتا يديها وجبينها وغادر الى عمله الذي استلمه بعد غياب ماسة وهو إدارة مقر شركاتها للتصميم .

نعود الى ذلك البيت في اسكندرية حيث كان صوت نيار يعلو من حين الى آخر 






نيار بصراخ:مامااا فين القميص الابيض 

نجاة بضيق :خرمتي وداني يابت ما لو تسمعي كلمتي وحضرتي ثيابك امبراح مكنتيش هلأ تجري من مكان للتاني زي الدجاجة .

نيار وهي ترتدي جواربها العجيبة كل فردة تختلف تمام الاختلاف عن الثانية: ضروري تشمتي فيا بدل ما تيجي تساعدني ،طب مرتبي الاول ان شاء الله هصرفوا بالتمام والكمال على بطني حبيبتي ،وهي تربت على بطنها،وابقي اشحتي حتة الشيبس من ابنك المفجوع .

فارس بضيق :سلاما قولا من رب رحيم ،هو كل ما تتخانقوا تجيبو فسيرة يلي خلفو اكونش اسمي بيتدرس بمناهج الخناقات

نيار :لا بيتدرس بمناهج العلوم الطبيعية.

اخذ ثواني ليستوعب مقصدها 

فارس بجنون وهو يرميها بخفه المنزلي :يابنت ....،هلأ انا حيوان يا قردة ،لكنها اغلقت الباب ليصطدم الخف به عوضا عنها .

في الخارج 

نيار وهي تهندم من البليزر خاصتها:ايون ضروري اخد جرعة الخناقة كل يوم عشان ابلش صح ،يلا باسم الله توكلنا على الله .ثم استقلت سيارة أجرة الى العنوان الذي سيكون بداية لمستقبل مجهول .

مرت مدة لابأس بها الى ان وصلت الى العنوان المطلوب فدفعت الأجرة للسائق وشكرته ثم ترجلت من السيارة لتقف امام الشركة التي تقدمت لها اول لنكون اكثر دقة ناطحة سحاب فهي تحتوي على اكثر من 50 طابقا ،

نيار بتصفير:ايه الحلاوة دي ،طب بزمتي حد يقلب كتلة المشاكل دي فمكان راقي زي ده دا حتى تكون عيبة فحق الرئيس والعمال ،اهو حتى لو مشتغلناش ناخد شرف السيلفي مع الشياكة ديه واهو حتى 150 جنيه لي خسرتها عشان البدلة ماراحتش عالفاضي ،واخذت تحاول التقاط صور السيلفي تظهر طول المبنى دون اخفائها ،لكنها كانت تفشل في كل مرة لذا قررت طلب المساعدة ،فلم تجد غير رجل كان يوليها ظهره العريض و يظهر انه قد أنهى مكالمته للتو ،فاسرعت اليه.

نيار :لو سمحت اخي ممكن مساعدة ،ثم وضعت الهاتف بين يديه ،ياريت تاخدلي كام صورة حلوة مع الطويلة دي وهي تشير الى المبنى .ثم عادت الى الخلف الصورة .انتظرت لثواني ازعجها خلالها ضوء الشمس المسلط على رماديتيها ،وما فأقم ازعاجها هو تجمد ذلك الرجل في محله كأنه تمثال فلم تكن تتبين تعابيره جيدا بسبب الأشعة المسلطة عليها ،التي منحت عيناها رونقا فريدا ،

نيار بضيق للرجل :مفيش داعي للشح دا هي حتت ضغطة وخلينا ،وعشان متعتبرهاش فضل هديك جنيه على كل صورة .وقبل ان تتقدم منه إستمعت الى صوت التقاط الصور ،من ثم رمى اليها الهاتف فكاد قلبها يتوقف من الخوف عليه ،التقطته بين يديها ،لتبدأ تفحصه

نيار :ياحبيبي يابني ،وقعت قلبي عليك ياكتكوتي .

عادت الى الواقع لتبحث عن ذلك المتعجرف كما لقبته ،لكنها لم تجده كما لو كان فص ملح وذاب،فلم تعره اهتماما بل ركضت الى مدخل الشركة بعد ان لاحظت الوقت المتبقي لمقابلتها.اعجبت بنسيم الهواء العطر الذي كان يداعب خصلات شعرها الحرة ،فوقفت امام مكتب






 الاستقبال لتدلها الموظفة الى مكان المقابلة والذي كان في الدور ال30 فاستقلت المصعد لتصل بعد ثوان معدودة ،فوجدت مكتبا منعزلا في نهاية الممر وتبين لها ان دورها حان بعد خروج اخر متقدمة من المكتب ،⁦جلست تنتظر دقائق قليلة لتخرج موظفة تعلمها بحلول دورها،دخلت المكتب لتجد انه عبارة مكتبين ،الاول للموظفة التي نادتها ،والثاني يتوارى خلف زجاج باللون الرصاصي ،

نيار في نفسها:شهيق ،زفير يلا يا نينو طلعي كل القوانين يلي حفظتيها الشهور لي مضت يلاا 

طرقت بخفة على الحاجز ،ليسمح لها من بالداخل بالدخول

دخلت لتجد شابا في أواخر العشرينات الى جانبه امرأة أقل ما يقال عنها فاتنة ،اشارت لها المرأة بالجلوس فجلست على المقعد الذي يقابلهما ،

الرجل برزانة أخذ يقرأ الcv الخاص بها: اذا،اسمك نيار ال محمدي ،24سنة ،خريجة كلية القانون




 جامعة الاسكندرية قسم القانون التجاري ،حاصلة على ليسانس حقوق عن بعد ،




 وشهادة البكالوريوس ،اخذتي تجربة تطبيقية للدفاع خلال فترة التدريب في مكتب د.محمود القباني .

المرأة :انتي عندك اي معلومات عن الشركة اللي تقدمتي الها .

نيار بجدية وثقة :شركة الفا&بلاك ،شركة تجارية معروفة 




في الغرب منذ تسع عقود على التوالي ،وبدأت تفتح فروع في الدول العربيه واخرها 




مصر قبل 10 اشهر ،المميز في ارباح الشركة ديه انها مابتعرفش شو يعني ركود اقتصادي كانت ولا زالت الوحيدة يلي بتنجى



 من خسائر الازمات الاقتصادية في العالم و الاكثر انها بتطلع من الازمات دي




 بارباح خيالية ،منافسة الشركة دي تعتبر مستحيلة ،اما من الناحية القانونية فهي 






الشركة الوحيدة عالميا يلي مابتنرفعش عليها 



دعوات قضائية سواء من الطبقة الشغيلة او من المنافسين او حتى قضايا للسرقة الإبداعية ،..


. ،القضايا لي انرفعت عنها لحد الان كانت بتمس شخص المسيرين وغالبا



 بتكون من طرف احد المنافسين لي بيحبوا يعملوا ضجة على الفاضي .

الشاب :معلوماتك مضبوطة .

المرأة :بما انك بتعرفي كل المعلومات دي فاكيد بتعرفي اكثر




 انو طاقم المحاماة عنا بيكون الو خصوصيات بعيدا عن الأوراق ،ودفعت الCV ليستقر



 امام نيار ، عشان كدة فانت ملزومة



 تخضعي لعدة اختبارات ولو قدرتي تجتازيها ،فقرار قبولك بيضل بايد الرئيس ......

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-